تعرّفوا إلى الطريقة الأصحّ لمنع السرطان من الانتشار

[Mary Naeem]

تعرّفوا إلى الطريقة الأصحّ لمنع السرطان من الانتشار

عندما ينتقل ورم إلى جزء آخر من الجسم، تزداد صعوبة القضاء على السرطان. هذه العملية، بالإضافة إلى إمكانية منع السرطان من الانتشار، شكلتا محور دراسة نُشرت مؤخراً حول مستقلَبٍ اسمه 20-HETE.

إن قدرة السرطان على الانبثاث – أي الانتقال في الجسم والتجذر في موضعٍ بعيد – هي شوكة في خاصرة علاجات السرطان. فمن الأسهل معالجة ورمٍ حُدد موضعه، لتصبح فرص البقاء على قيد الحياة أكبر. ولكن، عندما ينتقل الورم، تزداد صعوبة السيطرة عليه. نذكر هنا أن حوالي 30% من الناس الذين يعانون من سرطان الثدي يختبرون الانبثاث الذي يصيب بشكل شائع العقد الليمفاوية والعظام والدماغ والرئتين والكبد.

يُعتبر فهم كيفية تجذر ورمٍ في أجزاء مختلفة من الجسم دائرة مهمة في الدراسة. المشكلة هي أن السرطان بارعٌ في إيجاد موضع جديد. وفي الواقع، تُرسل الأورام دوماً خلايا إلى مجرى الدم لترى إذا كانت ستتجذر وتنمو. وهي أيضاً خبيرة في الحصول على مساعدة خلوية وجعل موطنها الجديد مثالياً لدعم نموها المستمر.

في هذا الصدد، يرجو بحث جديد حول مستقلب يسمى 20-HETE أن يتوصل إلى الكشف عن طريقة تعطيل قدرة السرطان على النجاح في الاستقرار في أنسجة بعيدة.

ما هو المستقلب 20-HETE؟

20-Hydroxyeicosatetraenoic acid هو منتج متحلل من حمض الأراكيدونيك، الحمض الدهني المستخدم على نطاق واسع في الجسم. يؤدي 20-HETE عدداً من الأدوار المفيدة، بما في ذلك تنظيم طابع الدورة الدموية وتدفق الدم إلى الأعضاء ونقل الصوديوم والسوائل إلى الكلى. يؤدي المستقلب أيضاً دوراً في الالتهاب، ويساعد الجسم على مكافحة العدوى وغيرها من الأمراض.

إلى جانب تأثيرات 20-HETE الطبيعية والإيجابية، يبدو أن لهذا المستقلب جانباً مظلماً ومهدداً. هذا ما تعمق فيه الدكتور تايز بورين وفريقه في جامعة أوغوستا.

اكتُشف أن لمستقلب 20-HETE وظيفة عادية، وأخرى مرتبطة بالأورام. الأورام تختطف نظامنا وتستخدم تلك الجزيئة ضدنا.

وبحسب الدراسات الأخيرة، فإن مستقلب 20-HETE يؤمن للسرطان كل ما يحتاج إليه. ففي الواقع، بهدف أن تتحرك خلية سرطانية، ينبغي عليها أن تغادر موقعها وتكون عدائية بما يكفي لتقوم بالرحلة؛ من ثم، ينبغي عليها ما إن تجد موقعاً جديداً أن تجند أنسجة وأوعية دموية داعمة.

بالتالي، تظهر الدراسات أن 20-HETE يحضّر الموقع الجديد بطرقٍ عدة. هذا المستقلب يفعّل كينازات بروتين وعوامل نمو مفيدة تشجع الخلايا على النمو بالحجم والتكاثر والتميز.

وتعتمد الأورام بهدف نموها على إنشاء أوعية دموية جديدة. في هذا المجال، تحظى بمساعدة 20-HETE. علاوة على ذلك، تسبب 20-HETE الالتهابات التي هي ميزة عدة أمراض، بما في ذلك السرطان.

تشويش البيئة الخاصة للورم

في الدراسة الأخيرة، استخدم مركب HET0016 الذي يعيق أعمال 20-HETE. وفي سبيل اختبار قدرة HET0016 على إفساد قدرات 20-HETE على صنع بؤر توطين، أُدخلت خلايا سرطانية إلى لوحة الدهون الثديية لدى الفئران. وما إن بدأ السرطان بالاستقرار والانتشار، حُقنت الفئران بـ HET0016. أعطي المخدر خمسة أيام أسبوعياً على مدى ثلاثة أسابيع. وبعد مرور 48 ساعة فقط، تقلصت قدرة الخلايا السرطانية على التحرك بحرية.

كذلك، قلّصت العقاقير مستويات الميتالوبروتيناز في الرئتين؛ هذه الانزيمات تتلف بنى البروتين سامحةً للخلايا السرطانية بالتغلل وللأوعية الدموية الجديدة بالنمو. في موازاة ذلك، قلصت العقاقير الجزيئات الأخرى المفيدة للخلايا السرطانية.

على الرغم من أن مركب HET0016 ليس معداً بعد لأن يُستخدم في جسم الإنسان، تظهر الدراسة أنه من الممكن أن يكون 20-HETE هدفاً مفيداً لمنع انتشار السرطان. وقد تعهد فريق الباحثين بالاستمرار في البحث عن طرق لمنع السرطان من إجبار 20-HETE على أداء دور الشرير. وسيشكل منع سرطان الثدي من الانبثاث خطوة كبيرة إلى الأمام لأن “الانبثاث البعيد هو السبب الرئيسي للموت في معظم أنواع سرطان الثدي”.