![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الهرم المعكوس _ صفروني ![]() الهرم المعكوس أولاً: عند الأرشمندريت صفروني يعرض الأب صفروني – في كتابه عن القديس سلوان – نظرية "الهرم المعكوس". يقول أن الوجود الكوني الوضعي هو مثل الهرم: في القمة يجلس أقوياء الأرض، الذين يمارسون السيادة على الأمم، وفي قاعدته السفلى يقف جماهير الشعب. ("أنتم تعلمون ان رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم .." مت20: 25). لكن روح الإنسان بالطبيعة – الطبيعة غير الساقطة المعطاة من الله – تطالب بالمساواة والعدالة وحرية الروح، لذا فهي ليست راضية عن هذا "الوجود الهرمي". لذا، ماذا فعل الرب؟ أخذ هذا الهرم وعكسه، ووضع نفسه في القاع، صائراً رأساً للهرم. أخذ على عاتقه ثقل الخطية، ثقل عجز ووهن العالم بأكمله. لذا من تلك اللحظة، من يستطيع الدخول في محاكمة معه؟ إذ أن عدله يفوق العقل الإنساني. وكشف الرب طريقه لنا، فأظهر لنا أنه لا أحد يمكنه أن يتبرر إلا من خلال هذا الطريق، لذلك كل خاصته يجب عليهم أن يتقدموا منحدرين إلى أسفل لكي يتحدوا به، أي برأس الهرم المعكوس، لأن شذا الروح القدس يوجد هناك، حيثما توجد قوة الحياة الإلهية. إن السيد المسيح يحمل الهرم لوحده، لكن رفقاؤه ورسله وقديسونه يأتون إليه ويتشاركون في حمل هذا الوزن معه. ولكن حتى ولو لم يكن هناك أحد غيره هو يستطيع حمل الهرم لوحده، لأنه قوي بشكل لا نهائي، لكنه يحب مشاركة كل شيء مع أحبائه. إذن بإنتباهنا لهذا الأمر، من الضروري جداً للشخص المسيحي أن يجد الوسيلة للنزول والهبوط، أي طريق الإتضاع الذي هو طريق الرب، حتى يكون رفيقاً للمسيح مؤسس هذه المسيرة. +++++++ "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في 2) +++++++ ثانياً: عند المطران أنتوني بلوم التركيب الحقيقي للكنيسة هو على مثال الهرم المعكوس، المستند على أكتاف المسيح ذاته. عنده يبدأ التركيب وينتشر بالروح القدس. على أكتافه يقف البطاركة وفوقهم المطارنة ثم الأساقفة، ثم الإكليروس والشعب، متجهين لأعلى. كل رتبة تحمل أثقال الرتب التي فوقها في هذا الهرم المعكوس. عرف المطران أنتوني أن هذا المنهج قد فقد بدرجة كبيرة، وأنه يمكن إستعادته فقط من خلال إستعادة دور وكرامة العلمانيين. التسلسل الهرمي يجب أن يكون على هذا المنوال، بحيث أن الشخص الذي يخدم أفضل كعبد للآخرين هو الأعظم في عين الله. أحد الأسباب لفقدان هذا المنهج هو أن الأنظمة الطقوسية قد أخذت كنموذج لها أنظمة القصر الإمبراطوري البيزنطي. في ذلك السياق، ليس من الصعب على الأسقف أن يشعر في نفسه أنه على رأس قمة الجسد، وهناك حاشية وخدام حوله في أدنى مرتبة، وقطيع من الشعب تحته. لكن هذه الصورة هي صورة زائفة. بموجب نموذج الهرم المعكوس هذا، رأي المطران أنتوني نفسه كأسقف يحمل حمولة الأسقفية ويمارس سلطته من خلال موقع الخادم. كان من الضروري بالنسبة له أن يحيا بحسب طاقته نموذج المسيح في السلطة المقترنة بالتواضع. فكرة أن الأسقف "يحكم" بدلاً من أن يخدم، كانت على النقيض مع كل شيء فعله وأحبه. |
|