![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محنة الخادم مع الله بسبب الكنيسة ![]() قضي الخادم كل عمره يخدم الله في كنيسته غير عابئ بتقديرٍ من أحد داخل أو خارج الكنيسة. و كأي إنسان كان يمر بضعفات كثيرة والرب يعينه. ولكن من أخطر ما مر به هو محنة منتصف الطريق. وهي وقفة مراجعة لما مضي وما هو آت وهل يستمر أم يعدل من فهمه للأمور وبالتالي مسلكه تجاهها وتجاه فهمه للوجود. وعادةً ما يستجد أمر ما أو يتغير في الحياة ويكون شديد العلاقة بكيان الإنسان وركائز وجوده حتي يستحضر محنة منتصف العمر هذه ويؤججها . لقد كانت محنة منتصف العمرالتي تمر بها كنيسته هي التي أجَّجت محنة منتصف عمر الخادم نفسه. ظلت الكنيسة لمدة أربعين عاماً تحت إدارة سلطوية . نَعم بذلت وعمَّرت وبَنت الكثير ولكن للأسف لم يكن ذلك مؤسساً علي الصخر بل علي الشخص. وذهب الشخص، والذي كان كل من ينتقده للإصلاح يُهاجم بضراوة من شعب هو ضحية مَن قزَّمه : ’ يا عدو الله أنت ضد الكنيسة ‘ . نعم ذهب الشخص الذي ظن أسقف ما أنه لن يذهب وقال له ’ ستُسَّلم الكنيسة للمسيح ،. ولكن للأسف لم يترك كنيسة . لأنه هو كان الكنيسة . ماذا بقي من الكنيسة ؟ شعب طيب ُمجَهَّل يطلب وجه الحبيب في الأسرار المقدسة ويتعصب لكنيسته القومية ولعله ينقل الإيمان إلي الأجيال القادمة . وهذا ما أتمناه ولكن لا أراه إلا بمعجزة. ذلك لأن الكنيسة تخطب ود الأجيال القادمة بالبريق اللحظي لأشخاص قادتها وليس بنور الحبيب مخلصها. فهم يجمعون المعلومات من الكتب عن المسيح وينقلونها إلي الناس ليقودوا الناس إلي فكرهم الخاص والتبعية لهم، وليس كخدام ممتلئين بالمسيح يتمخضون ليلدوا أولادا له. فالإيمان بالمسيح في الحالة الأولي سلعة لا تصمد كثيراً أمام سلع العالم وعظمته. أما في الحالة الثانية فهو حبة الحنطة الخالدة والتي لا غني عنها لتشبع الإنسان والتي لا توجد في العالم بل من المفروض أن يجد أنسان العالم طحينها في الكنيسة. الجيل الجديد لا يحتاج معلم دروس بل مخلص نفوس وللأسف أصبح الأخير عملة نادرة في كنيسة الأربعين عاماً و ما بعدها. أرسل الله رسله لإنقاذ الخادم في محنته. ولكن نَفْعَهم كان جزئياً. مثلما كان البحر الهائج والحوت العظيم ليونان. نعم أفاده ليرجع ويذهب ليبشر نينوي. ولكن من يقرأ سفر يونان يجد أن يونان كان وحتي بعد إتمامه لأمر الله كان غير فاهم بل وربما غير مقتنع بما أتمَّه الله من عمل مع نينوي علي يديه . ولربما عبَّر داود في المزامير عن هذا الموقف مخاطباً الله "فهمني فأحيا " ( مزمور 118) . من أجل هذا كانت حادثة اليقطينة حين حادثه الله وأفهمه ( نرجو الرجوع إلي مقالنا عن يونان النبي لشرح محنة يونان مع الله وكيف كان رمزاً للمسيح). لا زال الخادم يري محنة الكنيسة قائمة و مستمرة لأن التجديد حتي الآن هو في الاساليب و الأشخاص وليس هو تجديد طبيعة. المسيح لم يهادن الطبيعة العتيقة بل صلبها علي الخشبة وأتي لنا بالطبيعة الجديدة فيه أي في تجسده لتبتلع العتيقة ويصير الكل جديداً. أما الآن فما أراه هو ما حذَّر منه الرب يسوع " لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ، فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ."(متي 16:9) لا أري تجديداً في طبيعة الكنيسة. كفانا قادة نريد مدبرين وشتان الفرق بين الإثنين . الأول موظف والثاني أب . الأول تسنده معلوماته وقوته وإنجازاته الشخصية ولكن يفضحه ما تركه من ميراث يتهاوي بعده ، أما الثاني فيشهد له امتداده الصالح في مخدوميه مثل "غروس الزيتون الجدد". المتنيح الأنبا كيرلس السادس لم يُهادن العتيق بل رفضه وتركه في الدير وذهب إلي الطاحونة أباً ، فذهبت الكنيسة وراءه في طاعة البنين فصار خلاصاً لعصره. وما أشبه كنيسة الأربعين سنة بما يحدث في بلدانها الآن . فكل حاكم سلطوي فيها بهر شعبه بشخصه حتي العبادة وقهر كل صوت حر يريد أن يشارك في إصلاح البلد. وذهب الديكتاتور وتهاوت البلدان التي ظنوها عظيمة لأنها اختُصرت في ذلك الديكتاتور. ولأن من جمعهم حوله بالضرورة كانت عينهم من الكرم وليس علي الكرم. فولاءهم كان لشخصه ومن بعده ذواتهم فبمجرد أن ذهب هو، ذهبوا هم بما ترك ، فصار مجمعهم عراكاً . وحتي الفاهمون انحصروا كلٍ في عمل فردي لا يصمد أمام بطش السلطويين، فصاروا مثل لآلئ متفرقة لا تجمعها قلادة واحدة تعلن وتعلي شأنها حتي يقصدها الناظرون. بدأ الخادم يمر بمحنة منتصف العمر أمام هول ما يري من محنة منتصف العمر التي تمر بها كنيسته .ولسان حاله " رأيت الذين لا يفهمون فأكتأبت لأنهم لأقوالك لم يحفظوا" ( مزمور 118). فصرخ مع داود قائلاً " كقولك فهمني " ( مزمور 118). فلابد أن يسمع رأي الله وقوله الفصل في الموضوع. فمستحيل أن الله يتركه متحيراً في أمر الله وأمر كنيسته و أمرشعبه هكذا. وقد ربط الخادم مصيره بهم . هل يستمر بنفس المفهوم ، هل يغيره أم ماذا .؟! فأعلن الرب يسوع حقيقة أمره للخادم مثلما فعل مع يونان في اليقطينة أخيراً " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِبًا.كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ". ( يوحنا الأولي 27:1). وكان صوت الرب في انجيل يوحنا 17: إله قوي واثق يتكلم وقد حقق مايريد من جهة خليقته التي أحبها، في ذاته " من أجلهم أقدس أنا ذاتي" ، ومن وراء الزمن الردئ ، وبالرغم من الزمن الردئ. علي الرغم أنه لم يتحقق معظم ما قاله بعد في الزمن. فخليقته أنكرته وقتلته ومازالت. ولسان حال خادمه " قد قتلوا أنبياءك وبقيت أنا وحدي". فهل صحيح ما يقوله الرب في ’كشف حسابه‘ للآب " أنا مجدتك علي الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته ". فإن كان كذلك فأين هذا الذي قلته يارب لأبيك الصالح " أيها الآب: (أنت) فيَّ وأنا فيك ليكونوا واحداً فينا " وبطريرك كنيسة الأربعين سنة أنكر هذا وحرم مَن نادي به ومازال حرسه ينكِّلون بمن يردد شهوة قلبك وقلب الآب. بل ولا أحد ممن يسمونهم رعاة في زماننا الردئ هذا يشهد لحقك يارب . فنظر الرب إلي الخادم من خلال كلمات أنجيل يوحنا وأشار بإصبعه إلي ذاته . فَهِم الخادم أن كل ما تكلم به المسيح في الإصحاح ليس وعوداً ولا كلاماً ولا رأياً بل هو حقيقة تمَّت في المسيح وما بقي لها إلا أن تتم في الزمن أو بعد الزمن لافرق . وما علي الخادم إلا أن يشترك في عمل الرب لكي يَكمُل . ليس بمعني أنه لم يتِّم بعد أو أنه قد يتِّم أو لايتمِّ. فكل خطة الثالوث من جهة الإنسان والكنيسة والعالم قد تحققت في المسيح بتجسده . فقط ماصنعه الحبيب وحققه يريد أن يُشرك فيه من أحبهم من خدامه ليكون قد أُكمل. فالصليب والقيامة ووحدتنا مع الآب وأبنه والروح القدس كل هذا تحقق في المسيح بالرغم من الزمن الردئ وزبانيته. لقد سبق واختبر هذه الحقيقة بولس الرسول من جهة تكميل ما هو قد تمَّ في موضوع صليب المسيح قائلاً " الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ "( كولوسي 24:1). فصليب المسيح حدث قد حققه المسيح، ولكن الذي ينقصه هو شركة المؤمنين فيه و بالتالي يكمل لهم . وعلي هذا المثال خرج الخادم ليزرع مع سيده في حقل الخدمة غير عابئ بما يكسر القلب من أحوال الماضي القريب والتي بسبب ميراثه يتعثر المخاض الجديد للكنيسة، وغير عابيء بغيية الشعب وصدوده . وصار لسان حاله مع داود " كأني أري مالايري". نعم يري الكنيسة في شخص المسيح قد تحققت . وصار وجه الرب وحده هو مرآة المستقبل لأنه حاضر في المسيح" بالرجاء خلصنا". " فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ( في المسيح تحقق كل تدبير الله من جهتنا) مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى ( ما تم حتي الآن وما نرجو أن نراه بالعيان أن يتِّم ، قد تمَّ) الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ." ( كولوسي 16:1) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخادم محروساً من الكنيسة |
أيوب | نقاوة في الداخل والخارج |
الكنيسة هي جسد المسيح الخادم على الأرض |
الخادم الروحى هو لحن جميل فى سمع الكنيسة ، |
الخادم ليس موظفا رسميا فى الكنيسة |