![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صورة المسيح _ أوريجانوس صورة المسيح العلامة أوريجانوس "فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقهُ" (تك 1: 27)يجب أن نفهم ما هي تلك الصورة التي لله، ونستفسر بإجتهاد عن التشابه الذي خُلقَّ الإنسان عليه ولأي صورة. لأن النص لم يقل "خلق الله الإنسان بحسب الصورة أو التشابه"، بل "على صورة الله خلقه". ما هو صورة الله التي وفقاً لشبهه خُلِقَّ الإنسان سوى مخلصنا، الذي هو "بكر كل خليقة" (كو 15:1)، الذي قيل عنه أنه "بهاء مجده (الأبدي) ورَسمُ جوهره" (عب 3:1)، والذي يقول أيضاً عن نفسه: "أنا في الآب والآب فيَّ"، و "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 14)؟ عندما يرى أحد صورة شخص ما يرى صاحب الصورة، هكذا أيضاً الإنسان يرى الله من خلال "كلمة الله"، الذي هو صورة الله. هكذا يكون، ما قاله حقيقي: "الذي رآني فقد رأى الآب". الإنسان إذن مخلوق بحسب شبه صورته (أي صورة الكلمة)، ولهذا السبب مخلصنا - الذي هو صورة الله - تحرك بالشفقة نحو الإنسان الذي خُلِقَّ بحسب شبهه، عندما رأى صورته الخاصه قد وضعت جانباً وقد لبسَ الإنسان صورة الشرير، هو ذاته تحرك بالشفقة ولبس صورة الإنسان وجاء إليه، كما يشهد أيضاً الرسول قائلاً: "الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (في 2). هكذا وبالتالي، جميع الذين يأتون إليه راغبين في أن يصيروا شركاء في الصورة الروحية بواسطة تقدمهم، يتجدَّدون في الإنسان الداخلي يوماً فيوماً (2 كو 16:4)، بحسب صورة ذاك الذي خلقهم، حتى يمكن أن يصيروا "على صورة جسد مجده" (في 3: 21)، ولكن كل واحد بحسب قياس مقدرته الخاصة. لقد جدَّد الرسل أنفسهم وحوّلوها إلى شبه الرب، للدرجة التي كان من الممكن أن يقول عنهم: "إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يو 17:20). لأنه كان قد تضرع إلى الآب من أجل تلاميذه، لكي ما يتم تجديد وإستعادة التشابه الأصلي فيهم، وذلك عندما قال: "كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا" (يو 17). ليتنا إذاً، نتأمل على الدوام في "صورة الله"، حتى يمكننا أن نتغيّر إلى شبهه. لأنه إذا كان الإنسان المخلوق على صورة الله، من خلال رؤيته صورة الشيطان قد صار مثله بالخطية على خلاف الطبيعة، فكم يكون بالأكثر جداً (التغيير) عند رؤيته صورة الله، وفقاً للشكل الذي أعطى إليه بالطبيعة، بواسطة الكلمة وقوته. وليت لا أحد عند مشاهدة صورته أكثر شبهاً من الشيطان لا من الله، ييأس من إمكانية إستعادة شكل صورة الله مرة أخرى، لأن المخلص جاء لا لكي "يدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (لو 32:5). كان متى عشاراً، وكانت صورته بلا شك مثل الشيطان، ولكن عندما جاء إلى صورة الله - ربنا ومخلصنا - وقام بتبعيه هذه الصورة، تغيَّر وتحوَّل إلى شبه صورة الله. "يعقوب ابن زبدي ويوحنا أخاه" (مت 4) كانا صيادي سمك، "عديما العلم وعاميَّان" (أع 4: 13)، وكانا يحملان آنذاك بلا شك تشابه أقرب إلى صورة الشيطان، لكنهما أيضاً من خلال تبعيتهما لصورة الله، صاروا مثله - كما صار أيضاً بقية الرسل. بولس كان مضطهداً لصورة الله ذاتها، لكنه بعد أن صار قادراً على معاينة نعمة الرب وجماله، تم إعادة تشكيله بحسب شبه الرب، لدرجة كبيرة، حتى أنه يقول: "إذ أنتم تطلبون بُرهان المسيح المُتكلِّم فيَّ" (2 كو 13: 3) |
|