سنفهم فيما بعد .

حولنا اشياء كثير تحيّر العقل ، يصعب فهمها . نقبلها ولا ندرك غورها . ضوء الشمس ، كيف يسافر حتى يصل الينا ؟ كيف تبقى النجوم في الفلك ، كيف لا تسقط ؟ الارض ، كيف تدور ، باطنها كيف يغلي بالحمم ؟ العين كيف تفصل الالوان ، والاذن كيف تترجم الاصوات ؟ هذه البديهيات البسيطة صعبة ٌ عسرة التفسير ؟ منذ بدء مرحلة التعلم ونحن نسبح في بحر المعرفة ذراعا ً ذراعا ً . وكلما كبرنا ونضجنا كلما زاد فهمنا نقطة نقطة على قدر ما تحتويه عقولنا . وفي حياتنا الروحية اشياء اكثر لا نفهمها . كيف يحبنا الله هكذا ؟ كيف يغفر لنا خطايانا ؟ كيف يسامحنا ؟ كيف يتغير الخاطئ وتصبح له طبيعة جديدة ؟ كيف وكيف وكيف ؟ رأى بطرس المسيح متزرا ً بمنشفة منحنيا ً امامه يريد ان يغسل رجليه فاندهش . قال " «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ!» (يوحنا 13 : 6 ) اجابه المسيح وقال : " «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ» " لم يسعفه عقله بتفسير ما حدث فرفض ذلك بحدة . قال للمسيح : " «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا " ونظر يسوع في عينيه وأكّد : ستفهم فيما بعد .
كل ما علينا مغلق ٌ علينا فهمه ُ الآن سنفهمه فيما بعد .
" فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. " ( 1 كورنثوس 13: 12 ) الآن ونحن هنا على الارض لا نفهم ، لكن هناك حين نلتقي بالرب سنفهم . لا نعلم الآن لكن سنفهم فيما بعد .