أين كان الحرس الجمهورى عند ضرب وخطف وتعذيب المعتصمين؟

[Mary Naeem]

أين كان الحرس الجمهورى عند ضرب وخطف وتعذيب المعتصمين؟


أين كان الحرس الجمهورى عند ضرب وخطف وتعذيب المعتصمين؟

أين كان الحرس الجمهورى عندما وقعت مذبحة 5 ديسمبر أمام قصر الاتحادية على يد ميليشيات الإخوان المسلمين؟ هذا هو السؤال اللغز الذى ستكشف إجابته عن شخصية القتلة الذين استهدفوا المتظاهرين السلميين المعارضين لمرسى والإعلان الدستورى، إلا إذا اختفت تسجيلات كاميرات القصر على طريقة اختفاء تسجيلات كاميرات المخابرات فى محيط ميدان التحرير وقت موقعة الجمل، وهو ما ساعد على عدم مثول الجناة الحقيقيين أمام العدالة؟
الكارثة الحقيقية عندما جلس قائد قوات الحرس الجمهورى يتابع وقائع قتل الثوار من كاميرات المراقبة المنصوبة على أسوار قصر الاتحادية، ولم يحرك ساكنا، كارثة أنه تلقى أوامر من مرسى مباشرة بسحب قواته من شارع الميرغنى رغم علمه أن مرسى استدعى ميليشيات الإخوان لفض الاعتصام، وأمر بعدم التدخل للفصل بين المتظاهرين، وأطاع الأمر رغم أنه فنيا يتبع القائد العام ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى إلا أنه يتلقى تعليماته من الرئيس مباشرة.
فى تصرف غريب وعلى وقع المذبحة، سحب قائد الحرس قواته داخل القصر وجلس فى مكتبه بمقر الحرس الجمهورى فى صلاح سالم ينتظر الأوامر، وبدا أنه أدرك أن مرسى يعتبر تأمينه الشخصى وتأمين الكرسى والقصر مسؤولية جماعته وميليشياتها، وعندما أنهت ميليشيات الإخوان فض الاعتصام بالقوة والعنف واحتلوا شارع الميرغنى، صدرت الأوامر بالحضور للقصر لاستلام البوابات والأسوار من قادة الميليشيات وعاد إلى القصر ليتابع من الشاشات المتصلة بكاميرات المراقبة عمليات قتل المعارضين لمرسى أمام القصر.
الفاجعة وصلت مداها بتعذيب الثوار المعارضين لمرسى على أيدى شبيحة الإخوان على حوائط قصر الاتحادية وتحت بصر وتسجيل كاميرات الأمن التى حتما تابعها قائد الحرس الجمهورى، ولم يتحرك لوقفها ورفض عمليات التعذيب وانتزاع الاعترافات التى ظهرت على الفيديوهات، والشبيحة يصفون المعارضين الذين اختطفوهم على حوائط القصر ويقوم قيادات الإخوان بالبدل الأنيقة ورابطات العنق باستجوابهم بعد تعذيبهم.
قائد قوات الحرس الجمهورى اللواء أركان حرب محمد زكى تلقى أوامر جديدة من مرسى بنشر قواته أمام «الاتحادية»، بعد أن قامت الداخلية بدورها فى مساء الأربعاء وفجر الخميس بدعم شبيحة الإخوان فى ذبح الثوار، وبالفعل خرجت مدرعات الحرس الجمهورى أمس إلى شارع الميرغنى لتقف على استحياء تنتظر الأوامر.
زكى الذى كان قائدلا سابقا لقوات الصاعقة واحدة من أشرف الوحدات العسكرية المعروفة بالقدرة على تحدى أى عمليات خاصة صعبة، خرج ببيان صباح الخميس بأن وجود قواته فى محيط القصر الرئاسى جاء بهدف الفصل ما بين المؤيدين والمعارضين للرئيس، والحيلولة دون حدوث أى إصابات أخرى، كما حدث مساء «الأربعاء».
ووجه قائد الحرس الجمهورى رسالة إلى الشعب المصرى بأن «القوات المسلحة وعلى رأسها قوات الحرس الجمهورى، لن تكون أداة لقمع المتظاهرين، كما أنه لن يتم استخدام أى من أدوات القوة ضد أفراد الشعب المصرى».. (لكنه أسقط عبارة أن الحرس الجمهورى لن يكون أداة لحماية الشعب حتى لو قتل أمام كاميراته المنصوبة على الأسوار) ودعا الجميع إلى التزام الهدوء إلى أن يوفق الشعب المصرى فى مبتغاه.
وزاد قائد الحرس فقرر أن يتصدى للمشهد بينما يختبئ الرئيس الذى لا يرتدى سترة واقية خلف حوائط القصر، ونفذ أمرا رئاسيا صدر فى بيان رئاسى يحمل قرارا منسوبا إلى قيادة قوات الحرس الجمهورى المسؤولة عن حماية هذه المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية، بأنها قررت ضرورة إخلاء محيط قصر الاتحادية الساعة (1500) أى الثالثة عصرا، وحظر وجود أى مظاهرات فى محيط المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية ليوفر خروجا آمنا للقتلة شبيحة وميليشيات الإخوان.
قصر الاتحادية أم أنها وصلت بالفعل إلى أيدى مرشد الجماعة؟ وهل يتحرك النائب العام غير الشرعى أيضا لإدانة النظام غير الشرعى الذى أتى به؟