![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذي ظاهره دمار — موطنًا للبركة والنماء في بلدة صغيرة تُدعى خالا، تقع عند سفح بركان عملاق بالمكسيك، تتجلّى واحدة من أعجب آيات الخالق في الطبيعة: ذرة خالا، التي تُعدّ أضخم ذرة على وجه الأرض. تخيل أن كوز الذرة الواحد قد يصل طوله إلى خمسين سنتيمترًا، أي ما يعادل طول ذراع إنسان بالغ! أما نباتها فيمكن أن يرتفع حتى خمسة أمتار، شامخًا في السماء كأنه يناجي خالقه الذي أبدع خلقه. السرّ لا يكمن في العناية البشرية فحسب، بل في الأرض البركانية الخصبة التي تغذت من رماد بركان سيبوروكو عبر قرون طويلة. تلك التربة السوداء الغنية بالمعادن تمنح الحياة لهذا النبات العجيب الذي لا يُمكن أن ينمو بمثله في أي مكان آخر من العالم. وكأن الله أراد أن يجعل من سفح البركان — الذي ظاهره دمار — موطنًا للبركة والنماء. وفي كل عام، تُقيم البلدة مهرجانًا يسمى “Feria del Elote” (عيد الذرة)، حيث يجتمع المزارعون لعرض أكوازهم العملاقة، ويتنافسون لا بالمال أو الشهرة، بل بالفخر بأن أرضهم ما زالت تُنبت المعجزات. وفي الوقت نفسه، يأتي العلماء من أنحاء العالم ليدرسوا هذا السر الإلهي الذي جمع بين علم الوراثة وعظمة الخلق في مشهد واحد. سبحان الله الذي جعل من حبة صغيرة تنمو في جوف الأرض رمزًا للعظمة والدقة في الخلق، ومن أرضٍ تفجّرها النار منبعًا للحياة والخير. |
|