![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حادثة الصعود استعمل المسيحيون الأوائل لغات متعددة ليصفوا قوة هذا الحدث الخلاصي (لغة القيامة، لغة الارتفاع) وذلك أن عملية الفداء تفترض تتويجا، والصعود – من هذه الناحية- يشير إلى دخول المسيح في ملكه. يقول نرساي المعلّم الملقب بلسان الشرق (399-502) في حديثه عن صعود الرب: "حين نظرت ُ طينَنا انذهلت كثيرا كم عُظّم، فمع أنه تراب نال السلطان ومَلَكَ على الكون". إلا أن الفارق الزمني الذي نجده في كتابَي لوقا له، بلا ريب، أبعاده اللاهوتية. ففي الإنجيل يتم كل شيء (القيامة وظهورات القائم لتلاميذه والصعود) في اليوم ذاته، لأن تمجيد يسوع يفترض صعودا إلى الآب، وهذا بمنطق القيامة لا يعوزه زمن أبعد من لحظة القيامة ذاتها، فيسوع القائم من بين الاموات لا يمكن لأي مكان أو زمان أن يحدّ من سلطانه. أمّا في كتاب أعمال الرسل فيتمّ الحدث عينه بعد أربعين يوما من القيامة، ومما لا شك فيه ان هذا الرقم التقليدي لا يشير الى زمن الصعود، ذلك أن ما أراده الكاتب هو أن يوازي بين يسوع وكنيسته، فكما استعد يسوع لرسالته أربعين يوما في البرية(لوقا 4: 2) فهو يهيىء كنيسته أربعين يوما فيكلّمها عن "ملكوت الله" (أعمال الرسل1: 3). صعود السيد الى السماء هو حدث ملازم للقيامة، ولكن مع انتشار تقليد "الأربعين يوما" (أعمال 1: 3) أصبحت القيامة تعني تجدد العلاقة الأرضية بين المسيح وتلاميذه، ويشكل الصعود حدثا منفصلا. |
|