![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان لابد أن يجتاز السامرة لقاء السامرية عند البئر (بئر سوخار)، كان في برنامج الرب، وتکالیف الرحلة ومشقة السفر والمشي ٦ ساعات متصلة على الأقدام والتعب الشديد، حتى الساعة السادسة من النهار (۱۲ ظهراً). كل هذه احتملها الرب من أجل السرور الموضوع أمامه، ومن أجل ربح نفس المرأة السامرية . إذن لقاؤنا مع يسوع لا يتم بالصدفة، أو بحسب الظروف، فالمسيح لا يخضع للظروف، ولا للتغييرات، بل هو لقاء مقصود ومدبر بالتدبير الإلهي. والرب يسوع يضع هذا الإلتزام من جهة خلاصنا “لا بد”، أو كما قال لزكا: “يَنبَغي أنْ أمكُثَ اليومَ في بَيتِكَ”. فالمسيح جاء لكي يخلصنا، ولا بد أن يجتاز إلينا، ولا يستطيع شيء في الوجود أن يمنع لقاءنا مع يسوع . لذلك في كل مرة ندخل الكنيسة لكي نتلاقى مع يسوع، أو في كل وقفة صلاة، أو قراءة إنجيل، أو سماع صوته من خلال معاملات الله معنا، فلنثق أن كل هذه المقابلات مع الله سبق أن أعدها لنا وبحسب تدبيره تتم. وكان وقت الساعة السادسة هذا هو نفس الوقت الذي سُمِّرَ الرب على الصليب عن حياة العالم .. وهناك تقابل مع اللص أيضاً .. وهو وقت تلاقي فيلبس مع الخصي الحبشي، ووقت تقا بل الله مع ابراهيم في القديم، فالله يتقابل معنا عندما يشتد النهار، وتشتد شمس التجارب .. المسيح يقابلنا، وهناك يعرض لنا ينبوع ماء حي. ومستعد أن يعطينا إن قلنا: أعطني، ولكن على شرط أن يكون هناك إقرار بالخطية، وترك للجرة القديمة، وتغير في طريقة الحياة كلها. الحديث مع يسوع ليس من العجيب أن نرى الرب يسوع هو البادي بالحديث مع السامرية، فهذه طبيعة الله في كل زمان. هو أصل كل بركة، وينبوع كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً .. هو بدأ بالحركة نحونا في تجسده لكي يرفعنا إليه، وهو تكلم أولاً مع كل الذين دعاهم واختارهم ليكونوا معه .. والرب يسوع في حديثه يبدو كأنه محتاج إلينا “أعطيني لأشرب”!.. وإذا استجبنا لندائه يعطينا هو الماء الحي .. ولم يقل الكتاب أن المرأة أعطت يسوع ماء ليشرب، فيسوع لا يعطش إلى الماء، إنه يعطش لنفوسنا، ويجوع إلى خلاصنا .. فعندما رجع التلاميذ، وقالوا له: يا معلم كُل، قال لهم: لي طعام آخر، إذن لم يكن عطشاناً إلى الماء، بل هو عطش آخر تماماً، كما قال على الصليب: “أنا عطشان”، ولكن عندما رفعوا إليه القصبة لم يرد أن يشرب، هو عطشان إلى نفس اللص، وعطشان ليروينا .. وكل من تلامس معه، فإنه يعطش عطش يسوع، وفي نفس الوقت يأخذ منه ينبوع الحياة “مياه حية”. عطية الله قال الرب للسامرية: “لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يكلمك ….” فالنفس في بداية طريقها مع الله لا تعرف ما هي عطية الله، ولا تعرف من الذي يكلمها، المسيح يشرق على النفس فتعرف مقدار النعمة فتطلبها وتقول: يا سيد أعطني. وفي البداية أيضاً تدخل النفس في مقارنات بشرية ومفاهيم أرضية للنعمة “لا دلو لك والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟”، ولكن المسيح يرفع النفس لمستوى السجود بالروح والحق بعد أن يعتق النفس من عبودية الحرف والمعتقدات القديمة. حديث عن السجود العجيب جداً أن المرأة السامرية تسأل عن السجود والعبادة، “آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون أن السجود في أورشليم”، يا للمراوغة والمغالطة فحياتها في عمق الخطية وتريد أن تناقش في أمور العبادة والسجود والأقتراب إلى الله!!.. أليس هذا هو الحال مع الكثيرين .. أسئلة كثيرة ومعلومات واستفسارات وتفاصيل العبادة ومناقشات واحتداد کثير .. ولكن المهم الحياة نفسها. إن نفوس كثيرة تعيش في خطاياها ملتصقة بالعالم بخمسة أزواج وحياتها أبعد ما تكون عن الله. ولكن إذا جمعتهم الظروف بأناس روحيين أو جلسة دينية، فإنهم سريعاً ما يسألون أسئلة كثيرة، واستفسارات عن تفاصيل العبادة، ومناقشات واحتداد کثیر وتعصب، ولكن هناك فاصل رهيب بين الكلام والحياة، يناقشون في كل شيء وكأنهم متدينون، ولكنهم كما قيل: “يكرمني هذا الشعب بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيداً” أو كما قيل لهم: “يا أولاد الأفاعي کیف تتكلمون بالصالحات وأنتم أشرار”. السجود بالروح ولكن لننتبه كثيراً أن المسيح لا ينقاد للسامرية في مجادلات كثيرة، ولا محاورات كلام، هو ينقلها مباشرة إلى العبادة الحقيقية والسجود للآب بالروح لا بالكلام وبالحق لا بالباطل، فطالما حياتنا ملوثة بالخطية فباطل هو سجودها، وباطل هو كلامها. حقاً قال الرب: “إذا قدمت قربانك على المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك، أترك قربانك على المذبح واذهب أولا وأصطلح مع أخيك” .. الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له، الآب لا يفرح بنا لأننا نعرف معلومات ونناقش في أمور العبادة. ولكن يفرح بثمار الروح فينا وسجودنا لله بالروح القدس. ما ابعد روح المسيح عن روح المناقشات الجافة والنميمة والمجادلات الغبية. المسيـــا قالت المرأة: “أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء؟”. فقال لها يسوع: “أنا الذي أكلمك هو”. هنا نكتشف أمراً في غاية الأهمية في هذه المرأة أن أعماقها كانت تبحث عن المسيا فهي تعلم أنه يأتي، إنها في حالة انتظار ولهفة داخلية مع جميع المترقبين والمنتظرين خلاصاً لإسرائيل. يا للعجب أن أعماق قلب السامرية كانت شيئاً آخر يختلف عن منظرها الخارجي، كانت حسب الظاهر إمرأة خاطئة غارقة في الشرور، ولكن في أعماقها كانت مترقبة مجيء المسيا المخلص. إنها أشبه ما تكون بجوهرة ثمينة جداً، ولكنها ملقاة في طين الأرض، ووساخة الشهوات فقط، إذا استلمتها يد تاجر الجواهر الثمينة، يغسل ترابها ويزيل شوائبها ويظهر جوهرة غالية الثمن .. ليتنا لا نسيء الظن في نفوس كثيرة ونحكم عليها بسبب الإهمال الذي أصابها، وتراب الأرض الذي غطي جمالها. فقط احضروا هذه النفوس للمسيح في مقابلة بسيطة ولقاء عند البئر في حر النهار، وانظروا عجباً عندما يخرج لنا المسيح کارزة عجيبة بإسمه، كما أخرج أيضا متى الرسول من مكان الجباية، وبولس الرسول بعد مقابلته في الطريق إلى دمشق. الرب يسوع يدعونا للعمل انظروا مجرد نظرة بالروح للنفوس التي حولكم تجدوها حقولاً أبيضت للحصاد، لا تحتاج إلى جهد ولا إلى تعب .. آخرون تعبوا ونحن دخلنا على تعبهم، نفوس كثيرة لا تحتاج أكثر من كلمة، تحتاج من يجمعها إلى حضن الآب، نفوس ناضجة، ولكن إن لم نمد أيدينا للعمل الروحي نضيع عليها فرصة للحصاد. هلموا يا أخوة نعمل عمل الرب في حقله، ونضم حصاداً إلى كنيسته، ونجمع ثمراً للحياة الأبدية، لكي نفرح مع الذين زرعوا الكلمة في القديم والجديد ونأخذ أجرة الحاصدين من يد الرب الحنون. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نفضل لحد لقائنا نكرم اسم يسوع |
عيد لقائنا بمن نحب |
متى يحين لقائنا |
في لقائنا الإفخاريستي انا وهو |
دخول مصطفى شعبان لـ "التحرير" بالصدفة يصنع هدنة بين الأمن والمتظاهرين |