![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() رحلة مُمْتِعة في رفقة داود النبي v هَبْ لي أن أكون في صُحْبتِك، يا صاحبَ القِيَم المستقيمة! دستورك هو نقاوة القلب واستقامة النفس. إذ لا تسمح لأحد يحتلُّ أعماقك إلا القدوس. تُسَبِّحه النهار والليل، وتُقَدِّم له ذبيحة الشكر. فرَّحتَ قلوب البشرية بحُبِّك ولطفك وحنوِّك. وتمتَّعتَ بمديح الله لك لا مديح الناس. قلبك يا ابن يسّى مثل قلب إلهك مُحِب البشر. v رأيتُك محبًا للصمت، قليل الكلام. في صمتك أراك أيقونة السماء المُتهلِّلة. وفي حديثك تلهب قلبي بالحب لله وللبشر. جذبتَ قلبي بِصَمْتِك، كما بكلماتك العذبة وتسابيحك! v حيَّرتني، فأنت رجل الآلام، وفي نفس الوقت مُرَتِّل إسرائيل الحلو. لم تفارقك قيثارتك، حتى وأنت طريد وهارب. مع كل صباحٍ، تعزف مزموريْن حتى في وسط الضيق. ومع كل مساءٍ، لا تغمض عينيك ما لم تُسَبِّح إلهك. v اسمحْ لي أن أهمس في أذنيك متساءلاً: كيف استطعتَ أن تقنع العسكريين الذين معك، بالعفو عن شاول الذي يحمل كل مرارة نحوك؟ كيف استجابوا لك، وهم أصحاب خبرة بالملك الشرير؟ كيف أطاعوك، وهم يدركون أن قلب شاول لن يتغيَّر؟ v أجبتني: لماذا تتعجب، وهم في كل يوم يرونني في وسط آلامي مُتهلِّلاً. أشعر دومًا أن السماء ليست ببعيدة عني، فلم أكن أسرد لهم شيئًا عن خداعات شاول. كانوا يرونني وأنا أسكب الدموع أمام إلهي، قائلاً: أَصرخ إليك لتهبني القلب النقي والروح المستقيم. أُصَلِّي من أجل تقدِّيس الشعب كله. وألتمس منك أن تفتح عينيّ الملك ورجاله، كي يلتصقوا بك. v كنتُ حزينًا على شاول، لأنه لم يُدرِك أني أحبه. كنتُ مُستعِدًا أن أموت، ويحيا هو وكل الشعب. لم أشعر يومًا ما أن نصيبي هو العرش، ولا انشغل قلبي بمجد العالم. v لا أخفي عنك، أحيانًا كنتُ مُرَّ النفس. أرفع قلبي إلى إلهي، فتتحوَّل المرارة إلى عذوبة. كنت أشتكي نفسي متى عبر فكر استياء عليَّ، وبدموع أنطرح أمام إلهي قائلاً: يا سيدي، هوذا البشر يُرَوِّضون الأسود. وهوذا الطبيعة في طاعة خدمت شعبك. هل يصعب عليك أن تُحَوِّل شراسة شاول إلى رقة؟ هل يستحيل عليك أن تُشْرِقَ في قلبه، فتُحَطِّم الظلمة، وتطرد منه رئيس قواتها! لتعمل نعمتك فيه، لا لكي يترفَّق بي، وإنما ليترفق بقلبه وفكره ونفسه! v تَقَدَّم إليَّ رجالي وقلوبهم مملوءة بهجة. إننا نخبرك ببشرى عظيمة وفريدة. هوذا الرب الذي وعدك بالعرش يُحَقِّق وعده. هوذا شاول نائم في الكهف بمفرده. لتستل سيفك وتقطع رأسه كما فعلت بجليات! هوذا اليوم يُسَلِّمه إليك، فتجلس على العرش. ستستريح بقية أيام عُمْرِك، ونستريح نحن معك. أشرتُ إليهم ليصمتوا، وقلتُ لهم: حاشا لي أن أُخطِئ وأمد يدي إلى مسيح الرب. أجابوني: إنك لا تنتقم لنفسك، هوذا الرب قد سلَّمه إلى يدك! v اقتربتُ من شاول وقطعتُ طرف جبته وهو نائم. ضربني قلبي، وأدركتُ أنه يوجد فكر استياء فيَّ نحوه. صرختُ إلى إلهي لينتزع كل فكر لا يُسَرُّ به. استراح قلبي وغمرتني نعمة الله! v خرج شاول من الكهف، وخرجتُ وراءه. ناديتُه وسجدتُ حتى الأرض: أنا عبدك يا سيدي الملك! سألتُه أن ينظر إلى جبّته ليُدرِكَ أنه كان بين يديَّ. لم أرد أن ينسحق أمامي فألقيتُ باللوم على من هم حوله يشوهون صورتي قُدَّامَه. بكي إذ شعر بحنو صوتي وبُحبِّي له. لأول مرة يدعوني "ابنه داود"! أَدْرَكَ أنني سأستلم العرش، وسألني أن أحلف ألا أُسِيء إلى نسله. إنه لم يدرك ما في قلبي، فإني لن أُسيء إليه، وبعد مماته لا أُسيء إلى نسله. v إذ روى لي داود قصته هذه، أدركتُ لماذا تجسد كلمة الله من نسله، وقَبِلَ خالق السماء والأرض أن يُدعَى "ابن داود"! إنه يعتز بالحبِّ، حب الإنسان لكل البشرية! v إلهي، هَبْ لي قلب داود المُحِب! هَبْ لي أن تنفتح كل أبواب نفسي للبشرية، فلا أعرف بين البشر عدوًّا. أُحِبُّ الكل، وأخدم الكل، وأشتهي الموت من أجل الكل! v جلستُ في هدوءٍ مع نفسي، وصرختُ في أعماقي: طوباك يا من بحُبِّك لمقاوميك حُسِبْتَ مع الشهداء. بالحبِّ لأعدائك صرتَ يا داود مُعَلِّمًا للعسكريين حولك. بالحب تزيَّنتَ بأكاليل نصرات فريدةّ. بالحُبِّ ضربتَ قلب شاول الحجري، فأفاضت عيناه دموعًا ثمينة! بحُبِّك العجيب تحوَّل الكهف إلى كنيسة، وصرتَ مُعَلِّمًا وكاهنًا ومذبحًا، بالحبِّ تحمل جنسية سماوية، تنطلق في يوم الرب إلى أورشليم العليا كما إلى بيتك. تقف أمام العرش الإلهي كما في مسكنك! صلِّ لأجلي لأحمل سمة الحب من ابن داود السماوي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رحلة مُمْتِعة في رفقتك |
داود النبي هذا الذي قيل عنه في المزمور (اذكر يا رب داود وكل دعته) |
رحلة داود النبي |
رحلة في مزامير داود النبى |
رحلة فى رفقة الحب |