![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() داود الملك والعبادة الليتورجية لله الحقيقي خصَّص سفرا الأخبار من بين الخمسة وستين أصحاحًا تسعة عشر أصحاحًا عن مُلك داود (1 أي 11-29)، وذُكر اسمه في السفرين أكثر من 220 مرة. بهذا يكشف عن مدى اهتمام السفريْن بشخصية داود. أما ما يشغل السفر بخصوص الملك داود ليس انتصاراته على الأمم المقاومة له، ولا اتِّساع المملكة، ولا الإنشاءات والإنجازات التي قام بها، إنما اهتمامه العجيب بقيام إسرائيل بالعبادة اللائقة لله، فقد خصَّص الآتي: 1. من التسعة عشر أصحاحًا الخاصة بداود الملك، نجد أحد عشر أصحاحًا، أي أكثر من النصف، تصف غيرته المتَّقِدة نحو العبادة الجماعية (1 أي 13؛ 15-16؛ 22-29): أ. نقل تابوت العهد إلى أورشليم. ب. تنظيم خدمة الكهنة واللاويين. ج. الإعداد للموسيقى المقدسة في الهيكل. د. وصيته وتعليماته لابنه سليمان بخصوص الهيكل. 2. أكَّد داود الملك أن ما يفعله وما يُهَيِّئه بخصوص الهيكل وتنظيم العبادة هو بوصية من الرب نفسه (2 أي 29: 25). 3. يرجع إليه الفضل في استخدام الموسيقى في العبادة (2 أي 29: 27؛ نح 12: 26). 4. إن كان سفرا صموئيل قد أشارا إلى اهتمامه بالعبادة الليتورجية في 77 آية، ففي سفري الأخبار ورد ذلك في 323 آية. 5. لم ينشغل السفران بمعارك داود ونصراته، إنما أشارا إليها كأمرٍ عابر، ولا أوردا ضعفاته مثل سقوطه في الزنا مع بثشبع وقتل رجلها. كما لم يُشِرْ قط إلى ضعفاته قبل اعتلائه العرش. وكأن ما كان يشغل قلب داود وفكره هو قيام شعب ليتورجي، يمارس عبادة جماعية مُقدَّسة ومُنظَّمة تُقدَّم لله القدوس، وأن كل بقية تاريخ حياته والأحداث التي عاشها، إنما أساسها هو هذا الأمر الحيوي. ومن جانب آخر، إذ كان كل ملك من الملوك يُشِير إلى ملكوت الله الذي يُقِيمه ملك الملوك في أعماقنا، لهذا لم تُذْكَر ضعفات هؤلاء الملوك، لأن عمل المسيح فينا لا ضعف فيه! |
![]() |
|