منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 - 12 - 2024, 02:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752

هذه هي إحساسات المسيحي الدائمة




هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ.
كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ [23].
هذه هي إحساسات المسيحي الدائمة، يرى مراحم الله جديدة بالنسبة له كل صباح، فيشتهي أن يرد الحب بالحب، وكأنه في كل يوم يبدأ بلقاء جديد مع الله، إذ يقول في صلاة باكر: "لنبدأ بدأ حسنًا" .
العجيب أن القديس أغناطيوس الأنطاكيإذ كان في طريقه إلى روما للاستشهاد يقول: "إني أبتدئ أن أكون مسيحيًا!"
هذا هو عمل الروح القدس في حياة المؤمنين، يجعلنا نشعر في كل لحظة، كأنها بداية الحياة مع الله، وذلك كالأم في حبها لرضيعها الوحيد تتطلع إلى وجهه دائمًا كما لو كانت تراه لأول مرة.
لعله لهذا السبب أقام اليهود "عيد التجديد" الذي حضره السيد المسيح في أورشليم (يو 22:10)، وفي الطقس السرياني يحتفلون بالأحد الثاني من الصوم الكبير كأحد "تجديد الكنيسة" لكي يراجع الكهنة والشعب حياتهم في بدء الصوم، وكأنهم ينطلقون إلى علاقة جديدة مع الله.
تحولت حياة إرميا النبي إلى مراثٍ مرة، بسبب ما حلّ بالكهنة وكل القيادات الدينية والملك ورجال الدولة وكل الشعب. يصرخ قائلًا: "يا ليت رأسي ماء، وعينيّ ينبوع دموع، فأبكي نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي. يا ليت لي في البرية مبيت مسافرين، فأترك شعبي، وأنطلق من عندهم، لأنهم جميعًا زناة جماعة خائنين" (إر 9: 1-2). "أحشائي، أحشائي، توجعني جدران قلبي. يئن فيَّ قلبي. لا أستطيع السكوت" (إر 4: 19). وسط هذه المرارة تطلع من بعيد إلى مجيء السيد المسيح مجدد حياة الإنسان، فتغنَّى قائلًا: "مراحمه لا تزول؛ هي جديدة في كل صباح، كثيرة أمانتك" (مرا 3: 22-23).
يطرح الله خطايانا في أعماق بحر محبته الغافرة، فلا يعود يذكرها. مع كل صباح نتطلع إليه كأبٍ غافرٍ لخطايا أبنائه، وساكب الحب في قلوبهم، يردهم دومًا إليه. إنه يطرح خطايانا كما في البحر الأحمر مع فرعون وجنوده، فلا يعود يذكرها. وكما قيل عن الإنسان التائب: "كل معاصيه التي فعلها لا تُذكر عليه؛ في برِّه الذي عمل يحيا" (حز 18: 22). ويقول الرب: "قد محوت كغيمٍ ذنوبك، وكسحابةٍ خطاياك. ارجع إليَّ، لأني فديتك" (إش 44: 22). "يعود يرْحمنا، يدوس آثامنا، وتطْرح في أعْماق الْبحْر جميع خطاياهمْ. (مي 7: 19)
تقول النفوس التائبة مع إرميا النبي: "مراحمه لا تزول؛ جديدة في كل صباح"، أما المعاندون فيلزمهم أن يترقبوا التأديب الإلهي في كل صباح. إن كان الله يهدد الخطاة المتهاونين والمستهترين بأن يوم التأديب قادم سريعًا، فإنه لا يود حزن البشر ومرارتهم، إنما يهدد لكي يتوبوا فيفتح لهم باب مراحمه الفائقة.
يليق بنا إذ نتمتع بعمل المسيح الخلاصي الذي لن يشيخ، أن نقدم دومًا تسبحةً جديدةً بقلبٍ جديدٍ وفكرٍ متجددٍ. فمع كل نصرة، ندرك قوة الله العجيبة العاملة في ضعفنا، تهبنا الحياة المقدسة، والنصرة على الشر، وتفتح قلوبنا للغير بالحب. أعمال الله العجيبة الدائمة تبعث فينا فرحًا داخليًا، كأنه جديد، وبهجة مستمرة.
عمل الكنيسة هو الكشف عن الإمكانيات الإلهية التي وُهبت للمؤمنين في المعمودية، فتدفع بأولادها بين يدّيْ الروح القدس الناري الذي يجدد أذهانهم بغير انقطاع. وكما يقول الرسول: "لا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيَّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المَرضيَّة الكاملة" (رو 12: 2). وأيضًا: "تَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ" (أف 4: 23)، وأيضًا: "إن كان إنساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدَّد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 16)، "إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعمالهِ ولبستم الجديد الذي يتجدَّد للمعرفة حسب صورة خالقهِ" (كو 3: 9-10).
خلعنا الإنسان القديم بأعماله ونوالنا الإنسان الجديد هو ميلاد جديد، بدء انطلاقة "لتجديد المعرفة"، أي للنمو بغير انقطاع، وهذه هي علامة الحياة. هذا ما يؤكده الكتاب المقدس: "وأما منتظرو الرب فيجدَّدون قوةً. يُرفعون أجنحةً كالنسور. يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون" (إش 40: 31).
"الذي يُشبع بالخير عمركِ، فيتجدد مثل النسر شبابكِ" (مز 103: 5).
هذه هي إحساسات المسيحي الدائمة، يرى مراحم الله جديدة بالنسبة له كل صباح، فيشتهي أن يرد الحب بالحب. وكأنه في كل يومٍ يبدأ لقاءً جديدًا مع الله، إذ يردد في صلاة باكر: "لنبدأ بدأ حسنًا".
الجدَّة هنا ليست من جانب الله غير المتغيِّر، بل من جهة الإنسان الذي في كل يوم، في نموُّه المتزايد، يدرك مراحم الله بصورة أعمق، كما لو لم تكن من قبل. إنه كإنسان حيّ متغيِّر "يغيِّر شكله كل يوم بتجديد ذهنه"، "روحًا مستقيمًا جدِّد في أحشائي".
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إنَّنا في هذا العالم نشبه جنينًا بالمعموديَّة، أُعطيَت لنا الإمكانيَّة لتتكوَّن فينا صورة والدينا، المسيح والكنيسة. هذه الصورة تُكتمل بالتمام يوم يُلقي بنا العالم إلى لحظة الدينونة. فإن كنَّا ونحن في رحم العالم دائمي النمو ن نُحسب أحياء، نخرج من ظلمة الرحم إلى الحياة، وإلاَّ نكون كالسقْط الميِّت الذي يخرج من ظلام إلى ظلام أشد.
النمو هو علامة الحيويَّة، فالأستاذ الذي يقدِّم كل عامٍ دروسًا حفظها بلا تجديد في معلوماته أو طريقة تدريسه، يحُكم عليه بالموت في علمه. والطفل، كما الحيوان والنبات، الذي لا ينمو يكون مريضًا أو ميِّتًا. هكذا كل من شعر بالاكتفاء من ربنا يسوع، وظنَّ أنه خلُص تمامًا، ولا حاجة له إلى الجهاد أو إلى اختبارات يوميَّة جديدة وحياة أعمق مع الرب، مثل هذا يكون ميِّتًا، ولو كان راهبًا متوحِّدًا أو كاهنًا أو أسقفًا أو بطريرك.
ويعتبر السحر أو الصباح أفضل وقت للصلاة (مز 88: 13): "يا رب... كن عضدنا (قوتنا) في كل صباح" (إش 33: 2). لذلك مراحم الرب جديدة في كل صباحٍ (مرا 3: 23) هذه التي نتوقع نوالها في صلواتنا (الصباحية)، إذ التبكير في الصلاة هو السعي الدءوب الجاد لطلب الله، قبلما أن نسأل الآخرين المساعدة؛ الإنسان الذي يقدم باكورة أفكار اليقظة لله لا يحجم عن أن يكرّس له بقية ساعات النهار الأخرى.
الصباح أيضًا هو الوقت المناسب لخدمة الهيكل (خر 29: 38-40؛ لا 6: 12-13؛ 2 مل 3: 20). في الحقيقة ذبيحتا الصباح والمساء في الهيكل هما الأساس الذي قام عليه نظام صلاة التسبيح ورفع البخور عند المسيحيين صباحًا ومساءً، وقد ارتبط بتقديم البخور لله.
الصباح أيضًا هو رمز تحرير الشعب من مصر (خر 14: 20-24)، ومن الأشوريين (إش 37: 36)، ومن الليل أو من ظلمة الخطية. هذا الأمر يتكرر في كثير من المزامير، فإن مراحم الرب تُتوقع غالبًا في الصباح (مز 59: 16؛ 90: 14)، وفي الصباح يعين الله المدينة المقدسة وينقذها من السقوط (مز 46: 5؛ 101: 8).
ربما يشير الصباح هنا إلى تدخل ملاك الله ضد سنحاريب (2 مل 19: 35)، وربما إلى قيامة السيد المسيح.
*تتلى الصلوات باكرًا في الصباح لكي تكرَّس للرب كل الحركات الأولى التي للنفس والعقل، فلا يكون لنا أدنى اهتمام آخر خلاف تهليلنا وفرحنا وشبع قلوبنا بالتفكير في الله، كما هو مكتوب: "تذكرت الرب فابتهجت" (مز 77: 4 الترجمة السبعينية)، ولكي لا يتثقل الجسد بأي عمل آخر قبل إتمام الكلمات: "لأني إليك أصلي يا رب، بالغداة (في الصباح) استمع صوتي، بالغداة أقف أمامك وتراني".
القديس باسيليوس الكبير
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في الصلاة الدائمة walaa farouk أقوال الأباء وكلمة منفعة 1 01 - 03 - 2020 01:15 PM
الدائمة البتولية walaa farouk قسم السيدة العذراء مريم والدة الإله 2 14 - 08 - 2017 08:54 PM
الحجه الدائمة............. Rena Jesus شبابيات الفرح المسيحى 6 13 - 09 - 2016 03:21 PM
الصلاة الدائمة Mary Naeem صورة وأية من الكتاب المقدس 0 29 - 01 - 2014 07:06 PM
الحمية الدائمة مريم فكرى منتدى الطب 1 03 - 07 - 2012 12:09 PM


الساعة الآن 10:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025