* جاء المسيح إلى هذا الموضع متجنبًا الحياة الرغدة، سالكًا الطريق المتعب مجاهدًا، لأنه لم يستعمل حميرًا في هذا السفر، لكنه مشى بقدميه كثيرا حتى تعب من سفره. وهذا الفعل يعلمنا إياه في كل موضع، أن نعمل مجاهدين لأجل احتياجاتنا دون الكماليات، فلهذا السبب قال: "للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه" (مت 8: 20) ولأجل هذا الغرض كان يقيم أكثر أوقاته في الجبال والبراري، ليس في النهار فقط، بل وفي الليل أيضًا. هذا أعلنه داود حين قال: "من الجدول يشرب في الطريق" (مز 110: 7)، مظهرًا بهذا طريقة حياته المجاهدة.
القديس يوحنا الذهبي الفم