
22 - 11 - 2025, 05:53 PM
|
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وسيُسلِمُكُمُ الوالِدونَ والإِخوَةُ والأَقارِبُ
والأصَدقاءُ أَنفُسهم، ويُميتونَ أُناساً مِنكم،
تُشيرُ عِبارَةُ "سَيُسلِمُكُمُ الوالِدونَ وَالإِخوَةُ وَالأَقارِبُ وَالأَصدِقاءُ" إِلى أَنَّ الاضطِهادَ لَن يَأتي فَقَط مِنَ الخارِجِ (السُّلطاتِ أَوِ الغُرَباءِ)، بَل سَيَبلُغُ حَدًّا مُؤلِمًا حينَ يَصدُرُ مِن داخِلِ النَّسيجِ العائِليِّ وَالكَنَسيِّ ذاتِهِ. فَالمُجتَمَعُ المَسيحِيُّ سَيُصابُ بِتَمَزُّقٍ داخِليٍّ بِسَبَبِ الخِيانَةِ، حَيثُ يَتَخَلّى بَعضُ أَفرادِ العائِلَةِ عَن ذَوِيهِمُ المُؤمِنينَ، فَيَكونُ الانقِسامُ داخِلَ البَيتِ الواحِدِ (قارِن مَتّى 10: 34-36).
وَيُشيرُ هَذا إِلى ضَعفِ الإيمانِ السَّطحيِّ الَّذي لا جُذورَ لَهُ، فَيَنهارُ عِندَ التَّجارِبِ كَالبِذارِ الَّتي سَقَطَت عَلى أَرضٍ حَجَرِيَّةٍ بلا عُمقٍ (مَتّى 13: 18-22). إِنَّ هؤُلاءِ الَّذينَ يَرتَدّونَ عَنِ الإيمانِ لا يَكتَفونَ بِالتَّراجُعِ، بَل قَد يُسَلِّمونَ إِخوَتَهُمُ المُؤمِنينَ بِداعي الخَوفِ مِنَ الاضطِهادِ، أَو بِسَبَبِ الغِيرَةِ وَالحَسَدِ، أَو نَتيجَةَ فُتورِ المَحَبَّةِ في تِلكَ الأَيّامِ، كَما نَبَّهَ الرَّسولُ يَعقوب:
"لا يَتَذَمَّرَنَّ بَعضُكُم عَلى بَعضٍ"(يَعقوب 5: 9). فَالخِيانَةُ الدّاخِلِيَّةُ كانَت دائِمًا مِن أَقسَى أَنواعِ الاضطِهادِ، لأَنَّها تَصدُرُ مِمَّن يُفتَرَضُ أَن يَكونوا مَصدَرَ دَعمٍ وَحِمايَةٍ.
|