سبَقَ دُخولُ يسوعَ إلى أُورُشليم إعدادٌ مَقصودٌ ومَدروس. أرسلَ تلميذَيْنِ ليُحضِرا له جَحشًا لم يَركَبْهُ أحدٌ مِن قبل، إشارةً إلى النَّقاءِ والتفرُّد، وأيضًا إلى تحقيقِ النُّبوءَةِ المذكورةِ في سِفْرِ زكريَّا. هذا الإعدادُ يُظهِرُ أنَّ يسوعَ لا يَدخُلُ المدينةَ صُدفةً أو عَشوائيًّا، بل عن وعيٍ كاملٍ برسالتِهِ ومَصيرِه. وفي هذا دعوةٌ للمُؤمنِ اليومَ أن يُهَيِّئَ قلبَهُ لِدُخولِ المسيحِ إليه، بإرادةٍ واستِعدادٍ داخليٍّ حقيقيٍّ. علينا أن نسأل أنفسنا: هل نُهيّئ قلوبنا فعلًا لدخول المسيح؟ أم أنّنا نسمح للانشغالات أن تسدّ الطريق؟ التوبة، الصلاة، التأمل بكلمة الله، أعمال الرحمة… كلها طرق لتهيئة النفس ليحلّ فيها المسيح كملك وسيد. هذه التهيئة ليست عملًا خارجيًا بل داخليًّا، يبدأ من النّية الصادقة في طلب الله.