![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كيف نقترب من الله القدوس رغم أخطائنا لماذا يبدو الاقتراب من الله أمر صعب جدًا؟ هل يمكن أن يكون هناك شيء أعمق من نوايانا الجيدة يُبقينا بعيدين عنه؟ هل يمكن أن تكشف قداسته الكاملة مدى بعدنا عن معيار النقاء والعدل الذي يثبته؟ عبر التاريخ والثقافات، واجه الناس الشعور بالذنب والخزي، مشتاقين إلى أن يقبلهم كيانٌ أسمى واعظم وأقدس مما هم فيه. يعترف كثيرون بأن البشرية لا تستوفي ولا تصل للمعايير الإلهية، ومع ذلك يستمر شوقها إلى المصالحة مع إلهٍ قدوسٍ وكامل. هذا السؤال العميق يثير الفضول: كيف يمكن لإلهٍ قدوسٍ كامل كل الكمال أن يقترب من أناسٍ خاطئين عصاة مذنبين، دون أن يساوم على طبيعته؟ ربما شعرت بذلك أنت نفسك — تلك اللحظات التي تعلم فيها أنك قصّرت، سواء بكلمةٍ قاسيةٍ جرحت شخصًا بعمق، أو باحتفاظك بأفكارٍ تمنيت لو لم تراودك. قد يبدو ثقل الذنب مثل حمل حقيبة ثقيلة على كتفيك، في حين يقطع الخزي أعمق، هامسًا بأن هناك خللًا جوهريًا فيك. ربما تتساءل هل يمكن للأعمال الصالحة الكافية أن تلغي هذه الندمات. هذه الصراعات شائعة في كل مكان، لكن الحل غالبًا ما يبدو بعيد المنال. قداسة الله ونقائصنا هناك أمرٌ يكاد الجميع يتفقون عليه: الله قدوس لا نجاسة فيه. إنه طاهر تمامًا، تقي وعادل — منفصل بالكلية عن أي نقص أو عيب. وفي الوقت ذاته، نعرف أنفسنا أيضًا. يمكن لكلٍّ منّا الاعتراف بأنه ارتكب أو فكّر أو شعر بأمورٍ خاطئة مخزية. يذكّرنا الذنب بما فعلناه واقترفناه من افعال ذنيئة، فيما يهمس الخزي والعار بوجود عيبٍ عميقٍ فينا. معًا، تتركنا هذه الحقائق واقفين عند جانبٍ واحدٍ من هاويةٍ واسعة، بينما الله عند الجانب الآخر. هل تريد المحادثة مع شخص مسيحي؟ ببساطة، قم بملء الاستمارة الموجودة في النهاية تخيّل مصدرًا للمياه من المفترض أن يكون نقيًا صافيا تمامًا للشرب. فحتى كميةٌ ضئيلةٌ من التلوث تجعل الإمداد كله ملوث وغير صالح للشرب. هكذا تُفسِد معصيةٌ واحدةٌ العلاقة مع إلهٍ قدوسٍ لا يمكنه ببساطة أن يتجاهل النقص والذنب. مأزق الاقتراب من إله قدوس كيف يمكن لإلهٍ نقيٍ تمامًا أن يحتضن من تلطخوا بالمعصية؟ تخيّل فنانًا يرسم على لوحةٍ بيضاء نقية تماما وخالية من العيوب. فبقعةٌ صغيرة تفسد العمل الفني برمته. وبالمثل، قداسة الله الكاملة تعني أنه حتى أصغر معصيةٍ لا تُطاق. يشعر كثيرون بهذا بوضوح في حياتهم اليومية — ربما من خلال الندم المستمر على كلماتٍ قاسيةٍ قيلت في غضب، أو العبء الثقيل لخيارٍ مخادع لا يمكن التراجع عنه. لكن لو تجاهل الله معاصينا ببساطة، فلن يكون عادلًا بالكامل. ومن جهةٍ أخرى، إن تُرِكنا لنحمل وزن ذنبنا بالكامل، فلن نتمكن من احتماله. هذا التوتر يقودنا للسؤال: هل توجد طريقةٌ ما للحفاظ على قداسة الله وعدله مع السماح للخاطئين بالاقتراب؟ أي كيف يمكن للقداسة والعدل الإلهي أن تقبل المذنب الخاطيء؟ ما هي القضية الحقيقية؟ تسعى الكثير من المقاربات الدينية إلى سد هذه الهوة عبر تشجيع الأعمال الصالحة أو الطقوس الأخلاقية أو التضحية الشخصية. قد تمنح هذه الممارسات إحساسًا مؤقتًا بالراحة أو تجعلنا نشعر بأننا “أكثر قبولًا” أمام الله لأننا قدمنا له شيئا وأضحية وقرابين. لكن مثلما أن زراعة أزهارٍ جميلةٍ في حديقةٍ لا تصلح أساسها المتصدعً، فإن الأعمال الصالحة لا تستطيع محو الشعور بالذنب. تبقى القضية الجوهرية — المعصية والذنب — بلا حل. ومن دون حلٍّ حقيقي، تظل جهودنا في التواصل مع الله غير كافية، تاركةً لدينا إحساسًا دائمًا بالنقص والذنب. هل ترغب أن نتواصل معك عبر الواتساب؟ قم بملء الاستمارة الموجودة في نهاية المقال الحل المسيحي: الوسيط الذي يطهّر في الكتاب المقدس، يقدّم الله إجابة فريدة وقوية. بدلًا من أن يطلب منا الصعود إليه بجهودنا المحدودة، ينزل هو إلينا ويقوم هو بالمبادرة. فمجمل الإنجيل كخبر سار هو أن يسوع المسيح، الإله الكامل والإنسان الكامل، حمل عبء ذنبنا وخزينا. فهو عاش حياةً كاملةً خاليةً من المعصية على الأرض، وقدّم نفسه ذبيحةً لفدائنا وتحريرنا. وعلى الصليب، احتمل يسوع عقوبة المعصية، وبذلك استوفى متطلبات العدل الإلهي بشكل كامل. وبذلك فتح الطريق أمام الخاطئين والمذنبين للمصالحة مع إلهٍ قدوسٍ. هذه الحقيقة العميقة موضّحة في 2 كورنثوس 5:21 (فان دايك، مع استبدال الكلمات وفق تعليماتك): «لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ تَقْوَى اللهِ فِيهِ.» تعني ذبيحة يسوع أن ذنب من يثقون به رُفِع، وزال عنهم الخزي وعار الذنوب، وأُعلِنوا أصحاب تقوى أمام الله ليس لأنهم صالحون بل لأن الله رحمة ومحبة. لم يعد المؤمنون بعيدين، بل يستطيعون الاقتراب من الله بثقة وبواسطة ذبيحة وقربان المسيح. الإله القدوس الذي شعروا يومًا أنه بعيدٌ عنهم، يصبح أباهم المحب ويتبناهم كأبنائه في عائلته الروحية. تخيّل أن تُمنح ثوبًا أبيض نظيفًا ونقيا بعد أن كنت ترتدي ثوبًا متسخًا بالبقع. إن تضحية يسوع على الصليب لرفع العقاب عنا، يشبه تلقّي ذلك الثوب النظيف بشكل مجاني — إذ يرى الله أننا نلبس تقوى المسيح وكماله، ولسنا موصومين بمعاصينا بعد الآن. بل ننسى ما وراء ونتقدم إلى ماهو قدام. تذكّرنا رومية 5:8 (فان دايك): «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.» هذا يوضح أن محبة الله لا تعتمد على استحقاقنا، بل على رحمته ونعمته. وأخيرًا، تؤكد الاية في أفسس 2:8–9 (فان دايك) على هبة الخلاص ومجانيته: «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ أنتم مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.» تؤكد هذه الآيات أن مصالحتنا ليست أمرًا نستطيع كسبه بمجهودنا الخاص والمحدود؛ بل هي تدبير الله الكريم والمحب للمذنب. عندما تستوعب هذه الحقيقة، ينبثق الرجاء تلقائيًا في قلبك. إن معرفتك بأن معاصيك قد عُولِجت بالكامل بواسطة يسوع تمنحك راحةً وفرحًا لا يوصف. يشبه الأمر إعفاءً مفاجئًا من دينٍ هائل قد يؤدي بك للسجن — فتتحرر من العبء والثقل الذي كان يهدد وجودك، ويقض مضجعك. معالجة الأسئلة والمفاهيم الخاطئة الشائعة قد يسأل البعض: “لماذا يحتاج الله إلى وسيط؟ لماذا لا يغفر ببساطة؟“ يكمن الجواب في طبيعة الله. إن عدله ليس خيارًا؛ إنه جوهري لذاته. فعدل الله صفة أزلية لا تتغير. كما أن الرحمة صفة أزلية في كيانه. فالغفران دون التعامل مع المعصية سيُضعف قداسته وينسف عدله. تخيّل قاضيًا يطلق سراح مجرمٍ دون التصدي لجرمه — لن يكون ذلك القاضي عادلًا. في يسوع، تلتقي صفة العدالة الأزلية لله ورحمته ومحبته بشكلٍ كامل. لا يتم تجاهل عقاب المعصية؛ بل تُعالج بالتمام وتعطي رجاء للخاطيء. أضف إلى ذلك أن المسألة ليست تهرّبًا من المسؤولية. فكل إنسان سيظل مسؤولًا أمام الله. لكن كفارة يسوع تتعامل مع تلك المسؤولية بشكلٍ فريد ومن جانب واحد، محققةً العدل دون مطالبتنا بالمستحيل — حياةٍ خاليةٍ من المعاصي تمامًا. لأن الله كامل في قداسته ولا يرضى سوى بالكمال. يسوع، بحياته الخالية من المعصية ودفعه الثمن بآلامه من أجل الآخرين، يقدم لنا وسيلةً يجتمع فيها العدل والرحمة. وعندما يثق شخصٌ في يسوع، فهو لا يتجنب المسؤولية؛ بل يعترف بأن عدل الله تمت الاستجابة بالنيابة عنه. قد يتساءل آخرون: “ألا يكفي أن أبذل جهدًا أكبر وأضحي أكثر؟“ ورغم أن السعي لتطوير الذات أمرٌ محمود، فإنه لا يعالج المشكلة الأساسية — معصيتنا. يشير الكتاب المقدس إلى أن أي قدرٍ من الجهد لا يمحو ما فعلناه من أخطاء، ولا ينتزع عنا ثقل الذنب والخزي. فقد تلمع الأعمال الصالحة المظهر الخارجي، لكنها لا تطهر القلب لأن المغفرة في خطة الله تتم منذ البداية بالذبيحة والكفارة. فذبيحة يسوع الكامل وموته الكفاري على الصليب هو الحل الحقيقي للمسألة الجذرية وهي المعصية. فالأمر اذن لا يتجلى في التخلص من المسؤولية الشخصية؛ بل بالاعتراف بأننا عاجزون عن تحقيق الكمال بأنفسنا وبمجهودنا. وبصفته الذبيحة الكاملة والكفارة الأخيرة، يحقق يسوع عدل الله، ويقدم تحولًا لا يستطيع الجهد الذاتي البشري وحده تأمينه. فعند الثقة به، نحصل على الغفران والقلبً الجديد. إن نظام الذبائح بأكمله، الذي سبَق يسوع في العهد القديم، كان يشير ويرمز إلى هذه الذبيحة الكاملة والنهائية. فالذبائح المتكررة من الثيران والتيوس لم تكن قادرةً على محو المعاصي فعلًا، كما يقول عبرانيين 10:4 (فان دايك مع التعديل): «لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعَ مَعَاصِي.» لقد مهدت تلك الذبائح الطريق وتهيأت قلوب الناس للحمل النهائي لله — يسوع — الذي سيرفع خطية العالم، كما في يوحنا 1:29 (فان دايك): «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» دعوة للثقة في تدبير الله والآن، تأمل حياتك الخاصة: هل شعرت يومًا بوخز الذنب أو بالعار الناتج عن إيذاء شخصٍ تحبه؟ هل تدرك احتياجك إلى غفرانٍ أعمق مما تستطيع محاولاتك الشخصية تأمينه؟ يدعوك الله إلى فحصٍ صادقٍ للنفس والقلب، لا لكي يدينك، بل ليقودك نحو الحل المجاني الذي وفّره لك ولا يعتمد على مجهودك. لا تنسى أن تقوم بملء الاستمارة الموجودة في النهاية، لكي نتابع النقاش حول شخص المسيح وتعاليمه هذا يقودنا إلى جوهر الموضوع: يدعو الله كل واحدٍ فينا للثقة به شخصيًا، ملتقيًا بنا في صراعاتنا وأسئلتنا اليومية وهمومنا. بدلًا من الاكتفاء بالأسف أو مجرد بذل مزيدٍ من الجهد، يدعونا إلى توبةٍ حقيقيةٍ — الابتعاد عن معاصينا — وإيمانٍ كاملٍ نعتمد فيه عليه كليًا. هذه الدعوة إلى التوبة ليست خيارًا ثانويًا، بل أمرٌ يغيّر الحياة. عبر يسوع، أتم الله ما نعجز نحن عن إنجازه بمفردنا ومجهودنا. إنه يمد إلينا يده قائلًا: “آمنوا بالبشارة، اخضعوا لي، واقبلوا الغفران والحياة الأبدية التي أقدّمها مجانًا.” فهو يقدم ماء عذبا لكل عطشان يقر بعطشه ويبحث عن الماء. هذه الرسالة لا تتعلق باكتساب القبول لدى الله أو إثبات الاستحقاق. بل تدور حول اعتناق ما قدّمه الله فعلًا وبدون مقابل. فمن خلال يسوع، لا نجد السلام لضمائرنا المثقلة بالذنوب فحسب، بل أيضًا ضمانًا لعلاقة محبة متجددةٍ مع الله — الآن وإلى الأبد. يمكنك أن تعيش كل يومٍ واثقًا بأن الله قد غفر لك وقَبِلك حقًا، مانحًا إياك رجاءً يمتدّ إلى الأبدية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا بديل عن القداسة لكي نقترب إلى الله |
الله يريد أن نقترب منه كأبناء |
بقدر ما نقترب من الله |
نحن نقترب من الله كالإله القدوس والقدير |
عندما نقترب من الله |