منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 02:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,308,981

الملك يستجدي داود ليحرس نسله




الملك يستجدي داود ليحرس نسله!

يترقَّب الإنسان في علاقته الطيبة مع الملك أن يُغدِقَ عليه الملك من كَرَمِه، حسب إمكانياته كملكٍ. الآن نرى شاول الملك يستجدي إنسانًا هاربًا من وجهه.
v ماذا قال له بعد ذلك؟ "فاحلِفْ لي الآن بالرب، أنك لا تقطع نسلي من بعدي، لا تبيد نسلي من بيت أبي" (1صم 24: 21).
يُقَدِّم الملك طلبًا لدى مواطنٍ عاديٍ. الذي يرتدي التاج، يستجدي الهارب من أجل نسله. هذه علامة فضيلة داود، يسأله بجرأة العدو. الآن، إن كان يسأله أن يحلف، فهذا ليس بسبب عدم ثقته في سلوك داود، إنما لإدراكه خطورة الضرر الذي سيصيبه. "احلفْ لي أنك لا تقطع نسلي من بعدي". لقد ترك عدوه حارسًا لنسله، ووضع ذريته في يديه، كما لو أن تلك الكلمات تأخذ هاتين اليدين، وتجعلهما شفيعتين لدى الله.
ماذا كان رد الفعل لدى داود؟ هل سخر بمرارة لهذا الموقف؟ لا، بل للحال وافق ووهبه هذا الإحسان. عند موت شاول، لم يقم بقتل نسله، بل قدَّم أكثر مما أقسم به، فإن من نسله من كان أعرج، أحضره إلى بيته، وجعله يشترك معه على مائدته، ومنحه أعظم كرامة، ولم يخجل منه. إذ لم يستبعده عن نظره، ولا حسب مائدته الملوكية تُهان بسبب الطفل العاجز، بل حسب ذلك فخرًا له وموضوع مسرَّتِه (2صم 9).
حقًا، تَلَقَّن كل الذين كانوا يتناولون معه الطعام درسًا رائعًا في القِيَم المستقيمة، إذ عرفوا أن الذي يتمتَّع بهذا التقدير معه هو من نسل شاول. الذي سبَّبَ أذى لداود، وفي خجلٍ، تعيَّن عليهم أن يكونوا في سلامٍ مع أعدائهم، حتى إن كانوا أكثر شراسة من الوحوش المُفترِسة.
حقًا، لو أنه مُجَرَّد أَمَرَ بتقديم طعامٍ من مَصْدَرٍ آخر، وقرَّر أن يضع نظامًا لمعونته، لكان ذلك أمرًا رائعًا، فكم بالأكثر أنه جعله يشاركه مائدته، فإن ذلك مثال فائق للعادة عن القِيَم الصالحة.
أقصد إنكم تعرفون جيدًا أنه ليس من السهل أن تُحِبُّوا الأعداء، فكم بالأكثر محبة أبناء الأعداء.
كثيرون عند موت أعدائهم يصبُّون الغضب على أبنائهم. لم يكن هذا الإنسان النبيل هكذا، بل اهتم بعدوِّه وهو حيّ، وعند موته قدَّم شهادة لأبنائه عن إحسانه له.
أيّة مائدة أكثر قُدْسِية من هذه، فهي تفيض بالبهجة الصالحة وبركات كثيرة هكذا؟
فالمُضِيف ملاك أكثر منه كائن بشري، يحتضن ويحب نسل ذاك الذي وضع مكائد كثيرة لاصطياد حياته، وانتهت أيامه واحتل مكانه.
لتفعلوا هكذا مثله أيها الأحباء الأعزاء، تهتمون بأبناء أعدائكم وهم أحياء وعند موتهم. وهم أحياء تربحون آباءهم بهذا، وباهتمامكم بنسل الراحلين تربحوا الكثير من إحسان الله، وتتزيَّنون بأكاليل بلا حصر، وتكونون موضوع صلوات كل أحدٍ، ليس فقط الذين يتمتَّعون بإحساناتكم، بل والذين يشاهدونكم. هذا سيكون لنفعكم في ذلك اليوم، وسيكون الأعداء مدينين لكم بالدفاع عنكم بفيضٍ في وقت الدينونة. ستُكَفِّرون عن الكثير من خطاياكم، وتتأهَّلون للمكافأة. فإنكم وإن كنتم تفشلون مرات بلا حصرٍ في رفع الصلاة المشهورة: "اغفروا لأعدائكم، فيغفر لكم أبوكم سقطاتكم"، فإنكم بكل ثقة تنالون غفرانًا لكل خطاياكم، وتعيشون هنا برجاءٍ صالحٍ، ويكون كل أحدٍ ودودًا نحوكم لصالحكم.
أخيرًا، كيف أن هؤلاء الذين يرونكم مُحِبِّين لأعدائكم ولأبنائهم لا يطلبون منكم أن يكونوا لكم أَحِبَّاء وأصدقاء، ويعملون كل شيء لأجلكم؟ وعندما تتمتَّعون بهذا الإحسان العظيم من الله، ويُصَلِّي كل أحدٍ معًا لصالحكم، فأي تعبٍ يحلُّ بكم، ومن تكون له حياة أكثر طوباوية مما لكم؟
القديس يوحنا الذهبي الفم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فجاء من نسله الملك داود البار
أقام حزقيا الملك فِرَق الكهنة واللاويين حسب ترتيب داود الملك
شعر داود أن الله مخلصه فمسيحه المقصود به داود الملك
داود الملك وهو الملك المحبوب لشعب الله، والمرنم الحلو
الملك داود


الساعة الآن 11:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025