منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 01:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,192

الأدلة على بنوة المسيح الأزلية لا تقع تحت حصر




في العهد الجديد فإن الشهادات عن بنوة المسيح الأزلي لا تقع تحت حصر.
هو نفسه شهد عن هذا الحق بأوضح العبارات. ولنسمعه في خطابه الوداعي لتلاميذه في الليلة التي أُسلم فيها يقول «خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم، وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب» (لو16: 28). لقد جاء من عند الآب (كشخص) إلى العالم (كمكان)، وها هو مزمع أن يترك هذا العالم ليعود إلى الآب. ومن هذا لنا أن نفهم أن نسبة الآب كانت موجودة قبل أن يخرج الابن من عنده، وقبل أن يبدأ إرساليته بالتجسد.

ثم لنسمعه يقول لنيقوديموس هذه الآية الرائعة: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلِّص به العالم» (يو3: 16،17). إذًا قبل أن يرسله الله إلى العالم، كان هو الابن الوحيد الذي يملأ حضن الآب منذ الأزل.

وهذا ما قاله المسيح أيضًا في مثل الكرّامين «فإذ كان له ابن واحد حبيب إليه، أرسله أيضًا أليهم أخيرًا قائلاً إنهم يهابون ابني» (مر12: 6).

ثم لنستمع إليه أخيرًا، وهو يخاطب الآب قبيل عمل الصليب قائلاً: «أنا مجّدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته، والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (لو17: 4،5). فالمسيح هو الابن الواحد في المجد مع الآب قبل كون العالم.

على أن أقوى الشهادات لبنوة المسيح الأزلية نجدها في كتابات الرسول يوحنا، ولو لم يكن لدينا سوى الأصحاح الأول من إنجيله لكفانا ذلك دليلاً. فهو يبدأ بافتتاحية رائعة، يرجع بنا فيها إلى الأزل السحيق، البدء الذي لا بداءة له، قبل أن يبدأ أي شيء، فإذ المسيح «الكلمة» موجودًا «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يو1: 1). ففي هذه الديباجة المركَّزة نقرأ عن أزليته، وتمييز أقنوميته، وعن لاهوته؛ فهو لا يتركنا لنستنتج ذلك، لكن يعلنها بوضوح «وكان الكلمة الله».

بعد ذلك نقرأ في عدد 14 من نفس الأصحاح «والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا». فهو موجود مع الآب ومعادل له منذ الأزل، ولكن في الوقت المعيَّن جاء إلى العالم متجسِّدًا، مُرسَلاً من الآب، ومولودًا من العذراء مريم. ثم يذكر لنا أن مجد الكلمة الأزلي، الذي رأيناه عندما حل بيننا، هو مجد «وحيد من الآب». فكما أن الكلمة أزلي، ومجده أزلي، هكذا مجد الابن الوحيد مجد أزلي، وبالتالي فإن بنوته أزلية.

أما مكانه ومكانته، كالابن الأزلي، فهو يعبِّر عنها بالقول «الابن الوحيد الذي هو في حِضن الآب هو خبَّر». إنها علاقة أزلية تسمو عن كل إدراك بشري.

ثم ينبِّر الرسول يوحنا في رسالته الأولى على تعليم البنوة الأزلية حينما يشير إلى «الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» (1يو1: 2).

أما رسائل الرسول بولس فإنها تذخر أيضًا بهذا الحق الثمين، فهو يخبرنا في رسالة غلاطية أنه «لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة» (غل4: 4).

وفى رسالة كولوسي يصرّح بأن الابن هو «صورة الله غير المنظور»، ويشير إلى أزليته وقدرته على كل شيء بالقول «فيه خُلق الكل، ما في السماوات، وما على الأرض... الكل به وله قد خُلق، الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل» (كو1: 16،17). إن خالق أطراف الأرض، كما يخبرنا النبي إشعياء، هو «إله الدهر الرب» (إش40: 28)، فمن ذا الذي يكون قبل كل شيء ويخلق كل شيء وفيه يقوم الكل إلا الله الأزلي؟

وفى الرسالة الثانية إلى تيموثاوس نقرأ: « الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدّسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أُظهرت الآن بظهور ربنا يسوع المسيح» (2تي1: 9).

أما رسالة العبرانيين فإنها تستفيض في الكلام عن هذا الحق، خاصة في الأصحاح الأول منها، حيث نجد أن «الله كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه». ثم يردف الرسول قائلاً «الذي به أيضًا عمل العالمين». فمنذ خلق العالم، إذًا، كان الابن موجودًا وكان خالقًا.

إن الأدلة على بنوة المسيح الأزلية لا تقع تحت حصر، وهي ليست عقيدة لاهوتية فحسب، لكنها تقود النفس إلى المعرفة الحقيقية الاختبارية بشخص الابن المبارك؛ لأنه مكتوب «هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو17: 3)، ثم هي تقود النفس، قبل ذلك وبعده، إلى السجود، بكل هيبة وخشوع، لمن هو مستحق؛ ولأن الموضع الذي نحن واقفون عليه أرض مقدسة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل بنوة المسيح للآب؟
بنوة المسيح
الفرق بين بنوة المسيح لله
بنوة المسيح للآب
بنوة المسيح لله


الساعة الآن 04:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024