لقد أكد المسيح أن علاقته بالآب علاقة فريدة لم يستطع أحد أن يدَّعيها من قبل. ويجيء الاسم من الكلمة الأرامية أبا التي استخدمها المسيح في صلاته. ولم يحدث أن خاطب أحد من اليهود اللّه بهذه الكلمة، لأنها الكلمة التي تُستعمل في البيت من الابن لأبيه، وقد خاطب اليهود اللّه كأب بكلمة أبينا وهي خطاب الآب طلباً لرحمته وغفرانه، وهو ما لم يخاطبه به المسيح أبداً، فالمسيح يخاطبه بكلمة أبا التي تعبّر عن الحب والقُرب الوثيق. ولهذا ميَّز بين علاقته هو بالآب وعلاقة سائر البشر بالآب. ومع أن داود تحدث عن علاقة الرب بشعبه كعلاقة الآب بأبنائه (مزمور 103: 13) إلا أنه لم يخاطب اللّه أبداً كأب. وعندما قال المسيح إن اللّه أبوه قال اليهود عنه إنه يجدف (يوحنا 5: 18) لأنهم أدركوا أن المسيح يساوي نفسه باللّه.