منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 11 - 2024, 01:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,247

القدّيس بوليكاربوس الشهيد




القدّيس بوليكاربوس أسقف سميرنا


القدّيس بوليكاربوس الشهيد

تقدّم لنا رسالة كنيسة سميرنا (عام 156م) إلى المسيحيّين في فيلوميليّون Philomelion بفريجيا العظمى تفصيلًا عن استشهاد القدّيس بوليكاربوس الذي تم بعد فترة قصيرة من عودته من روما. وتُعتبر هذه الرسالة أقدّم وثيقة عن استشهاد شخص وأول عمل من "أعمال الشهداء" acta martyrum وإن كانت لا تُصنف ضمن أعمال الشهداء، وإنّما ضمن الرسائل. يوقع على الوثيقة شخص يدعى مرقيّون، كتبها بعد استشهاد القدّيس بفترة وجيزة. تكشف لنا الوثيقة عن موقف المؤمن من الاستشهاد والشهداء.
أضيف إلى هذه الوثيقة ملاحظات كُتبت في وقت متأخر، تقدّم لنا انطباعًا رائعًا عن سموّ شخصيّة بوليكاربوس.
وقد جاءت رواية استشهاده في اختصارٍ هكذا:
إذ شرع مرقس أورليوس في اضطهاد المسيحيّين صب وإلى آسيا جامات غضبه عليهم، واحتمل مسيحيّو سميرنا الكثير. قرر الوثنيّون القبض على الأسقف، وتحت ضغط الشعب اضطر إلى الاختفاء... أخيرًا عرفوا الموضع، وجاء الجند يقبضون عليه.
طلب من الجند أن يمهلوه ساعة واحدة ليصلّي. وقد تعجبوا من هيبته ووداعته وبشاشته وعذوبة حديثه، حتى قال أحدهم: "لماذا هذا الاجتهاد البليغ في طلب موت هذا الشيخ الوقور؟"
حينما طلب من الوالي ستاثيوس كوادراتوس Statius Quadratus أن يحلف بحياة قيصر ويلعن المسيح فيطلقه أجابه: [لقد مضت ستّة وثمانون عامًا أخدم فيها المسيح، وشرًا لم يفعل معي قط، بل اقتبل منه كل يوم نعمًا جديدة، فكيف أجدف على ملكي الذي يخلّصني؟]
وحينما هدّده بالحرق وطرحه للوحوش، قال: [إني لا أخاف النار التي تحرق الجسد، بل تلك النار الدائمة التي تحرق النفس. وأما ما توعدتني به من أنك تطرحني للوحوش المفترسة، فهذا أيضًا لا أبالي به، احضر الوحوش، واضرم النار، فها أنا مستعدّ للحريق والافتراس.]
وحينما حاول الجند تسميره على خشبة حتى لا يتحرك من شدّة عذابات النار، قال لهم: [اتركوني هكذا، فإن ذاك الذي وهبني قوّة لكي احتمل شدة حريق النار، هو نفسه سيجعلني ألبث فيها بهدوء دون حاجة إلى مساميركم.]
أوثقوا يديه وراء ظهره واضعين إياه على الحطب، كما لو كان ذبيحة على مذبح، أمّا هو فصلى للرب، شاكرًا إياه أنّه سمح له أن يموت شهيدًا، وأن يشركه في شرب كأس آلام الابن الوحيد.
أوردت هذه الوثيقة أول شهادة عن تقدير الكنيسة لرفات الشهداء، إذ جاء فيها:
[أخذنا بعد الله رفاته الباقيّة، الثمينة أكثر من الحجارة الكريمة، والأسمى من الذهب، وأودعناها في مكانٍ لائق. ليسمح الرب لنا -قدر المستطاع- أن نجتمع بالفرح والحبور لنحتفل باستشهاده - يوم ميلاده.]
هكذا تطلّعت الكنيسة إلى الموت، خاصة الاستشهاد، كيوم ميلاد المؤمن، يستحق أن يُعيد له... ربّما لهذا السبب كان القديس يوحنا الذهبي الفم يقاوم فكرة الاحتفال بأعياد ميلاد الأشخاص متطلّعا إلى عيد ميلادنا الحقيقي هو يوم خروجنا غالبين ومنتصرين من هذا العالم لنلتقي مع مسيحنا وجها لوجّه.
تتحدّث الوثيقة التي نشير إليها هنا إلى تكريم الشهداء:
[نسجد له لأنّه ابن الله، ونحب الشهداء لأنّهم تلاميذ الرب يقتدون به، يستحقّون ذلك من أجل محبّتهم الفائقة لملكهم ومعلّمهم .]
لم يبدأ الاحتفال بالشهداء بواسطة أحبائهم وعائلاته كعلاقات شخصيّة تمس الشهيد بهم، وإنّما منذ البداية قامت الكنيسة ككل بالاحتفال بفرح وسرور كعمل كنسي مفرح يمجد نعمة الله العاملة في حياة الكنيسة،اعتمد بعض الدارسين على ما ورد في وقائع استشهاد بوليكاربوس "لذكرى الشهداء الأولين"، بأن عيد الشهيد بوليكاربوس الذي بدأ عام 156م في سميرنا حسبه المؤمنون "عيد الكنيسة" أو عيد الشهداء.
أما سيرة بوليكاربوس Vita Polycarbi التي تُنسب إلى الكاهن بيونيوس Pionios فإنّها من نتاج القرن الرابع/الخامس، وقد نُسبت خطأ إلى بيونيوس الشهيد الذي نال إكليله سنة 250م في سميرنا بينما كان يحتفل بذكرى بوليكاربوس. وتنحصر خدمات هذا القدّيس الشهيد التاريخيّة في أنّه حفظ لنا نص الرسالة في استشهاد بوليكاربوس المشار إليها أعلاه لا سيرة بوليكاربوس.
يتطلّع القدّيس بوليكاربوس إلى الاستشهاد كهبة إلهيّة، إذ نراه يشكر الآب بفرح من أجل هذه العطيّة وغيرها، مثبّتا شكره بكلمة "آمين" التي استخدمت في الليتورچيّا المسيحيّة.
كاثوليكيّة الكنيسة

عُرف تعبير "كاثوليكيّة" أولًا في كتابات القديس أغناطيوس الأنطاكي، معلنًا: [حيث يوجد يسوع المسيح توجد الكنيسة الكاثوليكيّة.] وقد ورد هذا التعبير ثلاث مرّات في رسالة سميرنا التي وصفت استشهاد القدّيس بوليكاربوس، مرتان عُني بها "الجامعة" أمّا المرّة الثالثة قرب نهاية الرسالة فجاءت لتحمل معنيّين، جامعيّة الكنيسة وأرثوذكسيّة إيمانهما. لقد ميزت الرسالة بين جسد الكنيسة الجامعة تحت قيادة قادتها الأرثوذكس وبين الجماعات المنشقة تحت قيادة الهراطقة.
رجل صلاة وعبادة

تكشف الوثيقة الخاصة باستشهاده عن شخصيّة القدّيس بوليكاربوس كرجل صلاة، فعند القبض عليه طلب من الجند إمهاله وقتًا للصلاة، وقبيل استشهاده صار يصلّي... لقد أدرك أن الصلاة هي مصدر القوّة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القدّيس بوليكاربوس أسقف سميرنا من أهم الشخصيّات الكنسيّة
كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
نص رسالة القديس بوليكاربوس الشهيد إلى أهل فيلبي
القديس بوليكاربوس الشهيد (إستشهاده)
من صلوات الشهيد بوليكاربوس قبل استشهاده


الساعة الآن 04:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024