وهو ما يمكننا من شئ، فالمسيح هو "نبي الله"، ويعد من المنازل العليا بين الأنبياء، بل أنه يوم يبعث سيبعث " أمة وحده". وهو أيضاً " روح الله" و "روح منه"، وهو المؤيد " بالروح القدس"، ومشارك الله في الخلق " إذ يأخذ من الطين ....وينفخ فيه من روحه"، بل وعالم الأسرار. وحتى ما لا نكرر ما قد سبق وتناولناه حول هذا الموضوع بالرجا الرجوع إلى مقالنا " ما الذي يقوله القرآن عن يسوع المسيح ؟" حيث قد تناولناه بالتفصيل. ولكن ما يهمنا هنا، هو أن الإسلام، وبدون أن يدري- لسبب غياب العلاقة الامتدادية لكل من اليهودية والمسيحية- قد وقع في مأزق لاهوتي إذ أنه يقر بيسوع/ عيسى على أنه هو المسيح، ولكنه لم يقدم لنا مفهوماً لهذه اللفظة. ومع أنه يصرح بأنه ناسخ الديانتين، إلا أن هذا النسخ الذي يقول به، لا يأتي بجديد لهما أو بدلاً منهما، بل وحتى بدلاً من الديانات الجاهلية.
ورغم مرور ما يقرب من الخمسة عشر قرناً على ظهور الإسلام، إلا أن مشكلات مثل :" المسيح" و " الروح"، ... ما تزال معلقة حتى الآن!
فليس غريباً، إذا أن يلجأ الإسلام ، وبالتبعية المسلمين إلى تحريم التبشير، ونفي الآخر- اليهودي، والمسيح- بدلاً من إتاحة الحرية لهما بالتعبير عن معتقداتهم، إذ أن سلاح العجز، دائماً، ما يكون القهر.. وتلك هي القضية.