الرهبانية الثالثة
سنة1223، أقرّ البابا هونوريوس الثالث رسمياً الرهبانية الفرنسيسية، التي ما برح الناس يتواردون عليها من جميع النواحي، بغية خدمة الله، وإعلان اسمه إلى العالم.
وكان نحو سنة 1221، أن غصنا جديداً أخذ ينمو على الجذع الأصيل، إلى جانب الإخوة الأصاغر وراهبات كلارا، وهو الرهبانية الثالثة، ووضع لها قانوناً يرمي إلى تقديس حياة أولئك، من غير أن يتركوا العالم.بهذا تمّ شوق الكثيرين الشديد إلى حياة الزهد والكمال، في رهبانية دعيت أولاً "رهبانية إخوة التوبة"، ثم "الرهبانية الفرنسيسية الثالثة".
فانضمّ إليها أقرب الناس إلى فرنسيس، ومن كل سنّ وطبقة ومقام، من كهنة وأساقفة وباباوات وأمراء وملوك.
حقّاً! أرادت العناية الربانية هذه الرهبانية، التي ادهشت العالم في نسيانه لانجيل الخلاص.
فقد بعثت فيه حياة جديدة، واعلت شأن المساكين، وردّت أسلحة الانتقام، ونشرت الحب في القلوب والأفكار والأفعال.
إن الانتماء إلى الرهبانية الثالثة نور وهدى لحياتنا الروحية، في درب الكمال المسيحي.