حديث مُتبادَل مع الله
نلاحظ في الصلاة بالمزامير ان المزمور يبدأ بالطلب، ولما يحس المرنم بالاستجابة ينهى المزمور بالشكر، مما يدل على حديث متبادل (ديالوج dialogue) وشعور متبادل بين المرنم والله، والأمثلة على ذلك كثيرة منها:-
مزمور 3:
يبدأ المزمور بالقول "يا رب لماذا كثر الذين يحزنوننى. كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بالهه"
ثم تنتهى بالقول "بصوتى إلى الرب صرخت فاستجاب لى من جبل
قدسه... ضربت كل أعدائى على الفك. هشمت أسنان الأشرار. للرب الخلاص وعلى شعبه بركته. هلليلويا".
مزمور 4:
يبدأ بالقول "إذ دعوت استجب لى يا ألهى برى.. في الشده فرج عنى" في آخره يقول "الرب يستجيب إلى إذا ما صرخت إليه... أعطيت سرورا لقلبى "
مزمور 6:
فى أوله يقول "يا رب لا تبكتنى بغضبك ولا تؤدبنى بسخطك. تعبت في تنهدى أعوم كل ليلة سريرى وبدموعى أبل فراشى".
وعندما شعر المرنم بقبول صلاته واستجابتها في ختام المزمور قائلاً "ابعدوا عنى يا جميع فاعلى الاثم لأن الرب قد سمع صوت بكائى الرب يسمع صوت تضرعى الرب لصلاتى قبل".
مزمور 12:
يبدأ بالقول "حتى متى تنسانى يا رب إلى الانقضاء. حتى متى تصرف وجهك عنى"ولكن حينما أحس المرنم بمساندة الرب له في ضيقاته أنهى المزمور بقوله "يبتهج قلبى بخلاصك. اسبح للرب المحسن إلى وارتل لأسم الرب العالى".
مزمور 29:
يقول في أوله "إليك يا رب اصرخ وإلى الهى أتضرع... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ولما أتته الإجابة من الرب قال: سمع الرب فرحمنى. حولت نوحى إلى فرح. مزقت مسحى ومنطقتى سروراً".
مزمور 53:
يقول في أوله:"اللهم باسمك خلصنى وبقوتك احكم لى. استمع يا الله صلاتى وأنصت إلى كلام فمى". ولما جاءه الرد أنهى المزمور بقوله "اعترف لأسمك يا رب أشكرك لأنك صالح. لأنك من جميع الشدائد نجيتنى".
مزمور 84:
يقول في أوله "اصرف غضبك عنا فهل إلى الأبد تغضب علينا أو تواصل رجزك من جيل إلى جيل". وفجأة يقول "أنى أسمع ما يتكلم به الرب الاله لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه وللذين رجعوا إليه بكل قلوبهم لأن خلاصه قريب من جميع خائفيه".
وهكذا نجد الحوار المتبادل بين المرنم يبدأ مزموره بالضيق والألم والصراخ، وبين الله الذي يسمع له ويفرج ضيقته فينهى مزموره بالشكر والتهليل لله السامع المجيب لكل صلاة " يا سامع الصلاة إليك يأتى كل البشر" (مز 65: 2) وإلى جانب هذا نجد مزامير بأكملها يتحدث فيها الله للأنسان ويطمئنه ويعزيه وينصحه ويرشده مثل مزمور:
"يستجيب لك الرب في يوم شدتك ينصرك اسم اله يعقوب. يرسل لك الرب عونا من قدسه ومن صهيون يعضدك. يذكر جميع ذبائحك ويستسمن محرقاتك يعطيك الرب حسب قلبك ويتمم كل مشيئتك" وغير ذلك أمثلة كثيرة من هذا النوع.
_________________
Sissy gaisberger