عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 12 - 2024, 12:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,842

يظن البعض أن التمييز بين نوع وآخر من الآلام لا يُجدي كثيرًا




يظن البعض أن التمييز بين نوع وآخر من الآلام لا يُجدي كثيرًا


وذلك لأن الألم مشترك فيها جميعًا. هذا الظن خاطئ، والصحيح هو أن ليست كل الآلام واحدة، فميراث جميع المؤمنين هو “الضيق”، بينما ميراث الأمناء منهم هو “الاضطهاد”، حين ترى بعينيك وتحس في جسدك أو في نفسك بوطأة الظلم واقعة عليك، من مخلوق مثلك. وبقدر ما يكون المظلوم بريئًا ونبيلاً، بقدر ما تهتز أحاسيسه من الظلم الذي يحيق به. لكن إذا جاء الاضطهاد والافتراء من الأقربين، كانت وطأته أشد، وكانت مرارته أقسى. أي ضربة تُحدث ألمًا، سواء جاءت من عدو أو من صديق، لكن الأثر الأدبي يختلف اختلافًا كبيرًا. إن جاءت الضربة من عدو تجرح أو تكسر، لكن إن جاءت من صديق أو قريب، فهي تفتت القلب وتسحقه إلى درجة اليأس.
عندما طعن “كاسكا” يوليوس قيصر بسيفه في عنقه، انبرى له ذلك المحارب الفذ ليحمي نفسه بدرعه الذي على ذراعه اليمنى، بكل المهارة والشجاعة التي لازمته في الخمسمائة معركة التي خاضها، ولم يحفل كثيرًا بأعدائه الكثيرين من حوله. وبكل شجاعة وشهامة لم تلن عزيمته أمام اثنين وعشرين طعنة تلقاها منهم، لكنه لما رأى فجأة صديقه الحميم “بروتس” يقدم في وسطهم، ويطعنه في أحشائه، ارتخت يداه، وخارت عزيمته، وقال له: “حتى أنت يا بروتس؟!” وغطى وجهه بعباءته، وخرَّ صريعًا أمامهم.
رد مع اقتباس