دسقولية : didasclia
"دسقولية"
تعريب للكلمة اليوناني (ديداسكاليا) اى "تعليم "
و المقصود بها
"تعليم الرسل"
والنص اليونانى الاصلى للدسقولية مفقود عدا بعض شذرات منه.
و ربما كان مؤلفها هو مسيحى من اصل يهودى .
ولكن حفظ لنا نص الدسقولية كاملا فى ترجمة سريانية فقط ، ويعود زمن هذه الترجمة الى بين عامى 200-250 ميلادية فى شمال سوريا ، اى النصف الاول من القرن الثالث الميلادى ، وقد نشرها العالم لاجارد سنة 1854
والعنوان الكامل للدسقولية السريانية هو :
"التعليم الجامعة للاثنى عشر رسولا تلاميذ مخلصنا " .
والكتاب موحه الى اولئك المسيحين الذين يتمسكون بالتقاليد و الشرائع اليهودية .
ويظهر المؤلف تسامحا واضحا عما اظهره معاصروه امثال ترتليان و كبريانوس فى موضوع قبول الخطاه الراجعين الى الايمان و انضمامهم لشركة الكنيسة.
و الدسقولية كتاب يعالج كثيرا من نواحى الحياة المسيحية و لا سيما للمتزوجين ، ويعالج فى اسهاب واجبات الاسقف ، و موضوع التاديبات الكنسية ، والعبادة الليتورجية وكذلك موضوع الارامل والشماسات ، ونظام تقديم التقدمات و القرابين .
كما اننا نعرف من الدسقولية السريانية
وجود ستة ايام صوم قبل عيد الفصح (القيامة ) .
و من المصادر التى اعتمدت عليها الدسقولية :
الديداخى ( تعليم الرسل ) و التى تم تاليفها اواخر القرن الاول الميلادى ،
ورسائل القديس اغناطيوس الانطاكى (35-107)م ،
وحوار القديس يوستينوس الشهيد (100-165)م مع تريفو.
اما الدسقولية التى نعرفها فى ترجمتها العربية ،
فهيا تعريب لكتب المراسيم الرسولية السريانية كاحد المصادر الرئيسية لها.
ففى النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى نقل مؤلف الراسيم الرسولية نص كتاب الدسقولية الى كتبهابعد ان عدل فيه و بدل ، وحذف منه واضاف الكثير عليه .حتى صار من التعذرـــ ان توخينا الدقة ــــ ان نقول ان نص المراسيم الرسولية هو النص المطول للدسقولية .
فضلا عن ان الترجم القبطى للمراسيم الرسولية من اليونانية الى القبطية ، ومن بعده الترجم لها من القبطية الى العربية ، قد عدل هو الاخر فى بعض النصوص التى وجد انها تتعارض مع تعاليم كنيسته القبطية .
لذلك لا ينبغى الخلط بين الدسقولية و بين المراسيم الرسولية .
وكان سبب ذلك التداخل
هو ان ترجمة كتب المراسيم الرسولية الى اللغة العربية قد دعيت باسم " الدسقوليةـــ تعاليم الرسل"
والدسقولية العربية محفوظة فى نصين متشابهين :
النص الاول :
وهو النص العامى اى المنتشر فى معظم المخطوطات ،
وهو مترجم من القبطية عام 1050 ميلادية. وقد نشره حافظ داود ( القمص مرقس داود ) عام 1924 م ، ثم اعاد طباعته مرة ثانية عام 1940 م.
ويحوى 39 فصلا . وهذا النص هو ترجمة للكتب الستة الاولى من الراسيم الرسولية ، باستثناء ستة فصول منها (الفصول23 ، 35-39 ) لان هذه الفصول الستة مضافة على النص ، برغم ان عناصر مادتها ماخوذة عن الكتابين الثانى و الثامن من المراسيم الرسولية .
النص الثانى :
وهو نص ابى اسق بن فضل الله ،
وقد ترجمته عن القبطية الصعيدية عام 1295 م من مخطوط قبطى يحمل تاريخ 926 م .
وهذا النص له نسختان بمكتبة البطريركية بالقاهرة ،
واحدة منها مفقودة حاليا ، كما انه توجد نسخة ثالثة لهذا النص بمكتبة الفاتيكان ويظهر مما ورد فى مخطوط الفاتيكان انه مترجم عن مخطوطة بالقبطية منسوخ للبابا قسما بطريرك الاسكندرية الثامن و الخمسين (920-932 ) ومؤرخ بسنة 643 للشهداء (3 مارس 1295 م ) بواسطة تاج الرياسة ابى اسحق بن فضل الله ،
واتم نقل النسخة العربية واحد يدعى يوحنا النقاش فى 29 طوبة1064 ش (25يناير 1348 م ) .
وهذا النص الثانى نشره الدكتور وليم سليمان قلادة سنة 1979 م تحت اسم " الدسقولية – تعاليم الرسل " ،
بعد ان قسمه الى فقرات لتسهيل الرجوع اليه ،
اما تقسيم الفصول فهو مطابق للمخطوط .
وهذا النص هو ترجمة اكثر دقة للكتب الستة الاولى من المراسيم الرسولية مضافا اليها بعض اجزاء من الكتاب السابع .
اما الدسقولية فى ترجمتها الاثيوبية فهى
مترجمة اصلا عن الدسقولية الغربية وقد نشرت سنة 1834 ىم فى لندن