أسماؤها: أطلق على المنطقة التي وقعت فيها الأحداث الكتابية (الكتاب المقدس) عدّة أسماء لكلّ منها معنى وغرض مختلفين. إسرائيل: وهو الاسم الذي أطلق على يعقوب حفيد إبراهيم، فسمي إسرائيل، وهو الجدّ الأكبر لقبائل إسرائيل الاثنتي عشر. وهذا الاسم يدلّ على المنطقة التي احتلّتها هذه القبائل في زمن القضاة وخلال ملك داود وسليمان. بعد وفاة سليمان أطلق هذا الاسم على مملكة الشمال فقط والذي قطنته القبائل الشمالية.
إسرائيل: وهو الاسم الذي أطلق على يعقوب حفيد إبراهيم، فسمي إسرائيل، وهو الجدّ الأكبر لقبائل إسرائيل الاثنتي عشر. وهذا الاسم يدلّ على المنطقة التي احتلّتها هذه القبائل في زمن القضاة وخلال ملك داود وسليمان. بعد وفاة سليمان أطلق هذا الاسم على مملكة الشمال فقط والذي قطنته القبائل الشمالية.
الأرض المقدسة: وهو الاسم الأكثر استعمالا وذيوعا حيث يستعمله المسيحيون للدلالة على الأحداث الكتابية العظمى التي وقعت فيها. وهو يستعمل خصوصا لتجنب استعمال أي اسم آخر قد يكون له طابع أو دلالة سياسية. أما الأهمية التي تقدمها الأرض المقدسة للمسيحي الذي يزورها فهي اهمية تاريخيّة من حيث هي «تاريخ مقدّس» وهو الأمر الذي نسير إليه في كل توجّه لنا في هذا الكتاب. فقد نبعت أهمية الأرض المقدّسة في التاريخ السحيق من عاملين أساسيين أولهما موقعها الجغرافي بالنسبة للحضارات العريقة القديمة وثانيهما أنّها كانت مهبط الرسالة السماوية التي نشرها اﻟﻠﻪ في العالم عن طريق أنبيائه. ولا أقول الرسالات السماوية وذلك لأنّ اﻟﻠﻪ واحد ولا بدّ أن تكون رسالته واحدة، ولكنّها تمّت على فترات مختلفة بحسب استعداد الإنسان لقبولها وفهمها واستيعابها ومن ثمّ الإيمان بها والعمل بموجب أحكامها. لدى تحديد الموقع الجغرافي للديار المقدسة لن نلقي بالا للأوضاع السياسية القائمة في أيامنا هذه. فالأرض التي نتحدّث عنها في عرف الكتاب المقدس والتي تعودنا تسميتها «الأراضي المقدسة» هي عبارة عن مستطيل مساحته ١٥٦٤٠ كم مربعا تقريبا تمتد من الصحراء ونهر الأردن في الشرق إلى البحر الأبيض المتوسط (البحر الكبير في لغة الكتاب المقدس) في الغرب. ومن سلسلة جبال حرمون في الشمال وحتى صحراء النقب في الجنوب. أما فلسطين الكتاب المقدس فتمتد من دان في الشمال إلى بئر السبع في الجنوب وهي عبارة عن أرض تبلغ مساحتها ٢٤٠ كم طولا و ٦٥ كم عرضا. تنبع أهمّية الأرض المقدّسة الجغرافية والسياسيّة من سببين إثنين هما:
توسّطها بين حضارات العالم القديم: هذه الأرض تتوسط الحضارات العريقة التي سادت في العصور القديمة مثل الحضارة المصرية في الجنوب والبابلية والأشورية والفارسية في الشرق واليونانية والرومانية في الغرب. فكانت فلسطين حلقة الوصل والممر الواجب عبوره للحركة من الشمال إلى الجنوب أو من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا. ماذا يجري حين تتجاور شعوب كبيرة؟ إنّها تتحارب. والقتال يعني التلاقي او الزحف على الآخر، ولا بدّ لذلك من المرور بالممرّ الضيّق الذي يفصل البحر المتوسط عن صحراء جزيرة العرب. والسّيئة الوحيدة أنّ الأرض التي نهتمّ بها والشعب الذي يعيش فيها يقعان في هذا الممرّ! ففي الماضي كانت فلسطين المحطة التي لا بد لكل حضارة من السيطرة عليها من أجل الاستمرار في تقدمها نحو احتلال الحضارة الأخرى. فهي الجزء الجنوبي الغربي من الهلال الخصيب والذي أنتج الحضارات الأسيوية الأشورية والبابلية والفارسية. في الجنوب فلسطين وهي الأرض الخصبة الأولى التي يجدها في طريقه من ترك النيل وحضارته المصرية الفرعونية العريقة قاطعا صحراء سيناء متجها شمالا. ولا ننسى أنّها أيضا أرض خصبة جداً خصوصا في نصفها الشمالي وذلك لاتّصالها بنهر الأردن وبحيرة طبريا وكثرة ينابيع المياه. وهي أيضا مركز هام لوقوعها على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. كما ولا يسعنا أن ننسى البحر الميت وأهميته السياحية خصوصا الفوائد الطبيّة التي يسعى السياح للاستمتاع بها والاستفادة منها. وقوعها على طرق العالم القديم الرئيسيّة: كانت في الماضي طريقان أساسيتان مشهورتان للسفر والتنقل في تلك المنطقة. الأولى: طريق البحر (Via Maris) والثانية: طريق الملوك (Via Regis) وكانت هاتان الطريقان تنقلان المسافرين من الشمال الغربي والشرق إلى الجنوب. ا - طريق البحر كانت تهبط من لبنان مؤسسة القلعة تلو الأخرى على طول الأراضي الفلسطينية الخصبة متجهة نحو مصر. ب - كانت طريق الملوك تنتقل من الهلال الخصيب إلى أطراف الصحراء الشرقية وضفاف نهر الأردن معتمدة على الآبار المنتشرة هنا وهناك حتّى تصل إلى الخليج العربي ومن هناك تنقسم إلى فرعين، أحدهما يؤدي إلى مصر عبر شبه جزيرة سيناء، والآخر إلى قلب الجزيرة العربيّة بحثا عن البخور والأحجار الكريمة وغيرها.
وقوعها على طرق العالم القديم الرئيسيّة: كانت في الماضي طريقان أساسيتان مشهورتان للسفر والتنقل في تلك المنطقة. الأولى: طريق البحر (Via Maris) والثانية: طريق الملوك (Via Regis) وكانت هاتان الطريقان تنقلان المسافرين من الشمال الغربي والشرق إلى الجنوب. ا - طريق البحر كانت تهبط من لبنان مؤسسة القلعة تلو الأخرى على طول الأراضي الفلسطينية الخصبة متجهة نحو مصر. ب - كانت طريق الملوك تنتقل من الهلال الخصيب إلى أطراف الصحراء الشرقية وضفاف نهر الأردن معتمدة على الآبار المنتشرة هنا وهناك حتّى تصل إلى الخليج العربي ومن هناك تنقسم إلى فرعين، أحدهما يؤدي إلى مصر عبر شبه جزيرة سيناء، والآخر إلى قلب الجزيرة العربيّة بحثا عن البخور والأحجار الكريمة وغيرها.