عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01 - 12 - 2021, 06:44 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621

ثانيًا: قدسية العلاقة الزوجية
العلاقة الجسدية بين الزوجين في المسيحية لها قدسية وكرامة خاصة نابعة من مفهوم الزواج المسيحي كرباط مقدس يعمل فيه الروح القدس لتوحيد الزوجين في جسد واحد لعشرة دائمة. كما يقول معلمنا بولس "ليكن الزواج مكرمًا عند كل أحد والمضجع غير نجس" (عب13: 4). أي يجب أن يكون فراش الزوجية خاليًا من أي أعمال أو أقوال لا تليق ولا تتفق مع كرامة العلاقة الزوجية. فهناك آداب لهذه العلاقة يجب على كل من الزوجين مراعاتها.



آداب للعلاقة الزوجية تحفظ قدسيتها:
لقد قدم الإنجيل بعض وصايا تحدد هذه الآداب:

فيقول معلمنا بولس "ليوف الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضًا الرجل" (1كو7: 3). أي يجب أن يعطى الزوج للزوجة ما هو حق لها كذلك الزوجة بالمثل تعطى للزوج حقه. مما يعنى أن العلاقة الجسدية حق لكل طرف على الآخر.

- ويدعم معلمنا بولس هذا الحق بقوله "ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل وكذلك الرجل أيضًا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة" (1كو7: 4). مما يعنى أن المرأة لا يصح أن تنظر إلى أن جسدها ملك يخصها وحدها وهكذا الزوج لا يصح أن ينظر إلى أن جسده يخصه وحده. كما يعنى أيضًا أن جسد كل منهما ملك للآخر وتحت سلطانه ثم ليس من حق أي من الزوجين التصرف في جسده لا بالتعدي عليه بالعادات الرديئة من أجل الإشباع الذاتي والاستغناء عن الزوج الآخر ولا بالسماح لآخر للتعدي عليه.

- من جهة أخرى بما أن العلاقة الجسدية حق لكلا الزوجين فلا يصح أن يمنعها أحدهما عن الآخر كما يأمرهما معلمنا بولس "لا يسلب أحدكما الآخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضًا معًا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" (1كو7: 5) وهنا الوصية للزوجين بأن لا يمسك أحدهما نفسه عن الآخر إلا عندما يكونان متفقين معًا على تعفف وقتي من أجل تكريس نفسيهما للصوم والصلاة ومن ثم يمكنهما أن يجتمعا وإلا تعرضا لأن يجربا من إبليس لعدم قدرتهما على ضبط نفسيهما، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إذًا الامتناع عن العلاقة يكون بموافقة الزوجين ولكنه مطلوب منهما لكي يتوفر لهما فرصة للصوم والصلاة - لذلك الأزواج والزوجات الذين يمارسون علاقاتهم الزوجية بدون حساب أو اعتبار لأيام الصوم أو حضور القداسات ينبههم معلمنا بولس أن لا يشابهوا الأمم في شهواتهم فيقول لهم "هذه هي إرادة الله قداستكم.. أن يعرف كل واحد منكم أن يقتنى إناءه بقداسة وكرامة لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله" (1تس4: 3-5). أي يجب أن يتعلم كل من الزوجين أن يحفظ لجسده قداسته وكرامته غير مستسلم لميول الشهوة مثل الأمميين الذين يجهلون الله.

ومن أجل قدسية العلاقة يوصى معلمنا بطرس الأزواج في تعاملهم مع جسد الزوجة بقوله "أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضًا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم، والنهاية كونوا جميعًا متحدى الرأي بحس واحد ذوى محبة أخوية مشفقين لطفاء" (1بط3: 7، 8). فالمطلوب من الأزواج أن يقودوا حياتهم الزوجية بفهم وأن يعطوا كرامة لجسد الزوجة ليس فقط لأنه أضعف بل لأنها شريكة في نعمة الحياة الجديدة في المسيح ولا يصح أن تسيطر عليهم العلاقة لدرجة تعيق صلواتهم. وكذلك يجب أن يتحلوا بالشفقة واللطف ووحدة الفكر والحس في علاقتهم مع زوجاتهم.

ولحفظ قدسية العلاقة يوصى معلمنا بولس بعدم اللجوء لما يثير الشهوة فيقول "لا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات" (رو13: 14). وحيث أن السكر من هذه التدابير فيوصى أيضًا "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" (أف5: 18). وحيث لا يصح أن ينقاد أحد الزوجين لنهم أو شراهة الزوج الآخر بل يعمل على حفظ مستوى قدسية علاقته حسب إرادة الله فيوصيه معلمنا بطرس أن "لا يعيش أيضًا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لإرادة الله" (1بط4: 2).

هذه هي وصايا الله لم يغفلها الإنجيل من أجل حفظ قدسية وكرامة علاقاتنا الجسدية كأولاد الله.
رد مع اقتباس