الموضوع
:
ترابًا ورمادًا
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
08 - 06 - 2021, 09:54 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,313,425
ترابًا ورمادًا
دخل الموت حياة البشر والخليقة بالتفاف الإنسان على نفسه وتمحوره حول أناه مُبْعِدًا الله من دائرة حياته ليتألَّه ويسود في ذاته ومن ذاته ولذاته. لكن بما أن الإنسان ابن العدم بدون الله عاد إلى عدميّته إذ تركه الله لمشيئته التي جعلته يصير "ترابًا ورمادًا" (سفر التكوين 18: 2). فهو جُبِل من تراب الأرض ولولا أنّ الله نفخ في أنفه نسمة حياة من روحه القدوس لما صار الإنسان "نَفْسًا حيّة" (سفر التكوين 2: 7). اللَّاشيئيّة التي صارت جوهر حياة الإنسان الساقط جعلته يطلب التراب حياة له في ملذات الدنيا ليُشبِع الهاوية التي تجتاف كيانه. تحوّل كيان الإنسان عن خصائصه التي خُلق عليها والتي كانت، لو سلك في وصية الله، لتجعله ينمو في التشبُّه بالصفات الإلهية كون روح الرب ساكن فيه. كان الإنسان مدعوًّا لحياة أبديّة خالية من الموت فإذا به يُدخِل الموت إلى حياته وإلى الخليقة قاطبة. توارثُ نتائج السقوط جعل "تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ" (سفر التكوين ٨: ٢١). فازداد الشَّرُّ في البشرية جيلًا بعد جيل. ولكنّ الله لم يترك خليقته بل وعد بالخلاص، فأتى هو نفسه بابنه المتجسِّد لكي يعيد خلق البشرية وتجديد دعوة الإنسان الأولى إلى التشبّه بالله. هذا تحقَّق في يسوع المسيح الإله-الإنسان. هذا هو سرُّ الأسرار الذي فيه كشف لنا الله عن ذاته حبًّا لامتناهِيًا.
* * *
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem