عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 05 - 2012, 09:58 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,353,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

3- يهوذا المكابي:
(من 166 – 160-00 ق. م.): ولقد برهن يهوذا على أنه أهل للثقة التي وضعها فيه أبوه ببصيرته النفاذة ، فقد كان ذا عبقرية عسكرية فذة، كما كان شديد الدهاء، وكان كالأسد في الشجاعة، وكالنسر في سرعة الانقضاض فهو يذكرنا بشدة بيشوع قائد إسرائيل العبقري. كانت كل معاركة ضد قوات تفوقه عدة وعددا، كما أن انتصاراته ألقت الرعب في قلوب السوريين. فاجأ ذات ليلة قوات القائد أبلونيوس فأوقع به وقتل الكثيرين من قواته وشتت الباقين، كما فعل نفس الشيء بسارون (1مك 3: 10-24). وإذ عزم أنطيوكس على تأديب الأقاليم الشرقية، أوكل أمر الحرب في اليهودية إلى ليسياس قريبه الأثير عنده، وكلفه بأن يمحو إسرائيل وديانتهم البغيضة من على وجه الأرض. فأختار ليسياس بطلماوس ونكانور وجرجياس لقيادة جيوش جرارة للقضاء على إسرائيل، فنزلوا بجيوشهم في عماوس جنوبي مودين، بينما وقف يهوذا وجيشه الصغير في الجنوب الشرقي، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى.وعندما أراد جرجياس أن يفاجئه ليلا، نزل يهوذا كالصاعقة على باقي جيش سوريا وسحقهم ، ثم قابل جرجياس ومن معه وهزمهم وغنم منهم غنائم كثيرة. كما استطاع في 165 ق.م. أن يستولى على أورشليم ويطهر الهيكل ويعيد تدشينه بعد تنجيسه بخمس سنوات لا غير، وهكذا ظهر في الوجود " عيد الأنوار " اليهودي، وصرف العام التالي في الاستيلاء على أجزاء من أدومية وما حول الأردن وبلاد بني عمون وغيرها من حصون العدو، بينما زحف سمعان شمالا واسترد الأسرى اليهود من الجليل ومنابع الأردن.
وفى تلك الأثناء مات أنطيوكس وهو يحارب فى الشرق، وكان موته إيذانا بانهيار الامبراطورية السورية، فقد تعين فيليب وصيا عن الملك الطفل، بينما كان عمه ديمتريوس يحاول خلعه بمعاونة الرومان. وحصار يهوذا المكابي لحصن أورشليم الذي كان مازال في أيدي السوريين، دفع فيليب للقيام بعمل بطولي لسحق يهوذا وقوته النامية، فسار إلى اليهودية بجيش جرار مسلح تسليحا قويا، فلم يستطع يهوذا الوقوف في وجه هذه القوة التي كانت تتقدمها الأفيال في معركة بيت زكريا، فارتد أمامها، كما قتل العازار أخوه الأصغر، واستولى السوريين على أورشليم، وهدمت أسوار الهيكل، وام ينقذ المكابين سوى حشية الملك من هجوم عدوه الجنوبي (ملك مصر) فتراجع ليسياس بعد أن ترك حامية قوية في أورشليم، وبدا أنه قد ضاع كل شئ، فقد عين ألكيمس زعيم الخائنين من اليهود، وعدو يهوذا اللدود، رئيسا للكهنة، فاستنجد بديمتريوس الذي استولى على العرش السوري ليساعده ضد المكابيين فى 162 ق. م. فأرسل بكيديس ومعه جيش قوى، فحاول إلقاء القبض على يهوذا بالحيلة والخداع، وأعمل السيف في اليهود، ولم يفرق بين عدو وصديق، ثم عاد إلى الشرق فخلفه نكانور الذي فشل أيضا في أخذ يهوذا بالحيلة والغدر. وفى معركة كفر سالمة، انهزم نكانور واضطر للتراجع إلى أورشليم ومنها إلى بيت حورون حيث هاجمه يهوذا وهزمه وقتله. وفى ذلك الوقت الذي كان يتنازع يهوذا فيه الأمل والخوف، لجأ إلى التحالف مع الرومان، وذلك التحالف الذي لم ير خاتمته، ومنذ ذلك اليوم تغير موقفه ومصيره ، فقد جمع السوريون جيشا جديدا بقيادة بكيديس والكاهن الخائن ألكيمس، وزحفوا نحو أورشليم، فقابلهم يهوذا في "إلازا" في ابريل 161 ق. م. واستطاع بثلاثة آلاف رجل أن يهزم الجناح الأيمن من جيش سوريا بقيادة بكيديس، ولكن الجناح الأيسر استطاع أن يكر على يهوذا ويهزمه، وإذ انسدت أمام يهوذا أبواب النجاة، جمع حوله اشجع رجاله واستبسل في القتال حتى سقط الكثيرون منهم قتلى كان بينهم يهوذا نفس. ومن عجب أن السوريين سلموا جثته لأخويه يوناثان وسمعان اللذين دفناه بجانب أبيه في مودين.
  رد مع اقتباس