ثالثًا: "كانت أستير تنال نعمة في عيني كل من رآها" [15]. هذا هو رصيدها الحقيقي: نعمة الله المجانية التي تقيم النفس وترتفع بها حتى تصلح لمملكة (حز 16: 13)، فتجد نعمة في أعين الكل... هذه هي نعمة الله التي تسند الإنسان في جهاده، والتي قال عنها القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي، كما أنه ليس أضعف من الذي يُحرم منه[14]].
رابعًا: "أُخذت أستير في الشهر العاشر هو شهر طيبيت في السنة السابعة لملكة" [16]. لا يمكن إقامة أستير كملكة إلاَّ في الشهر العاشر في السنة السابعة. الشهر العاشر يُشير إلى تكميل الناموس (10 وصايا)، الذي يتحقق خلال إتحادنا في المسيح الذي وحده لم يكسر الناموس، أما السنة السابعة فتُشير إلى كمال الإنجيل. وكأن تمتعنا بالملكوت يتحقق بقبولنا الناموس روحيًا في الرب خلال نعمة الإنجيل.
خامسًا: "وعمل الملك وليمة عظيمة لجميع رؤسائه وعبيده، وليمة أستير، عمل راحة للبلاد، وأعطى عطايا حسب كرم الملك" [19]. لقد أنسته أستير متاعب معركته مع اليونان وخسارته الفادحة، وتحولت حياته إلى فرح، معطيًا راحة للبلاد أي اعفاء من الجزية لمدة عام أو اعفاء من التجنيد