حيث لا مذبح عائلي ولا صلاة تحل المشاكل ..
يقال بأن العقل البطال معمل للشيطان ، ولنأخذ لنا أب الأباء أبينا ابراهيم مثلاً لنا ، كان ينتقل من أرض الميعاد من مكان إلي أخر ، بحثاً عن العشب والحياة لمواشيه الكثيرة ، وكان كل موضع ينزل فيه يبني مذبحاً للرب " تك12: 7 " " تك12: 8 " . وهناك يقدم ذبائح شكر ويدعو ويصلي بأسم الرب ، كانت شركته مع الرب قويه جداً ، ويهتم أن يتراءي دائماً أمامه لكي يقدم له كالعادة المتبعة في حياته ، يقدم له الشكر والتسبيح علي عنايته ورعايته له . وماذا جري بعد ذلك يا تري ..؟ يقول الكتاب .. ثم أرتحل ابرام أرتحالاً متوالياً نحو الجنوب " تك12: 9 " . ولم يذكر الكتاب أن في ارتحالاته المتوالية بعد سكناه في بيت إيل حيث المذبح والعشرة القوية مع الله انه بني مذابح أخري . وأنه دعا بأسم الرب وهذا يدل
علي أن إتصاله بالله أصبح ضعيفاً ربما لأجل مشغولياته
الكثيرة وتنقلاته المستمرة المتكررة ولأجل أهتماماته في البحث عن عشب وغذاء لمواشيه الكثيرة ، وأستمر هكذا حتى جاء إلي حدود مصر .. " وحدث جوع في الأرض ، فأنحضر ابرام إلي مصر ليتغرب هناك ، لأن الجوع في الأرض كان شديداً ( تك12: 10 ) . ويبدو أنه قد صاحب الإنحدار الجغرافي ، إنحدار روحي في حياته . فقد ترك بيت إيل ومذبح الله هناك ، وأهتم بأمر المواشي والعشب . وهنا يكمن الخطر .. الله معنا مادمنا معه فإن تركناه وأهتممنا بالعالم فهو بالتالي لابد أن يبتعد عنا ، ويتركنا لقوتنا الضعيفة ، ومن هنا نخور ونسقط في مشاكل أسريه كثيرة . وننسي في تغربنا عن الله بأن المحبة لا تحتد . فالمحبة تحتمل كل شئ وهنا نصل لفضيلة الإحتمال .. إحتمال الزواج أو إحتمال الزوجة وإحتمال الأبناء ، فالبيت الساكن فيه الله لا يمكن أن تجده في مشاكل ، ولكن مسيرة الحياة بينهم تكون مشتركة ، لقد ترك أبينا ابراهيم الصلاة والتأمل في الله لهذا وقع في خطيئين .. الأولي التأمل في الجمال الجسدي لأمرأته
" علمت أنك إمرأة حسنة المنظر " ( تك13: 11 ) . والثانية الكذب
" قولي أنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك "
( تك12: 13 ) وكان الكذب نتيجة للخوف الذي لحق به
عندما ترك صحبة الله " يقتلونني ويستبقونك " ( تك12: 13 ) . تماماً كما فعل أبينا آدم عندما أخطأ ، وإنفصل عن الله أول شئ أعتراه الخوف فحينما ناداه الله .. آدم أين أنت ..؟ كان رده وهو خائف ومختفي .." سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فأختبأت "
( تك3: 10 ) . أن أكبر وأعظم وأعقد المشاكل سببها شئ واحد وبالطبع هو معروف .." الإبتعاد عن الله وعن عشرته الجميلة الحلوة " .
لهذا نجد أكثر البيوت مشاكل والطاعة الكبري نجدها هنا ، بأنه أول ما تقع المشكلة يهرولون إلي الكنيسة سريعاً ... " إلحئ يا أبونا تعال حللنا المشكلة دي " . وكان لهم من الأفضل ولعدم متاعب الكاهن الإلتجاء إلي الله إلي الكنيسة ، نريد أن نُحضر إلي الكنيسة جيل متدين جيل يعبد الله . جيل يكون كل فكره فكر المسيح ، وفي الحقيقة كل مشكلة ، ولها حل في بداية الحياة الزوجية .. ماذا تفعل الكنيسة ..؟ تُسلم العروسين بعد إتحادهم الروح القدس وجعلهم واحد وليس إثنين ، وما جمعه الله لا يفرقه إنسان ، تسلمهم حياة كلها قداسة وطهر وعفاف ولا يمكن أن ينفك هذا الرباط
إلا بإنتقال أحد الطرفين ، لقد أستلم العريس عروسه من
الكنيسة وليس من المحكمة لهذا أليس من الحكمة بأن أول شجار أو خلاف نلتجئ إلي المحاكم ، وهنا تكون السيرة علي كل لسان وننسي فضيلة الإحتمال وأن المحبة لا تحتد .
الحياة الزوجية حياة شركة تجمع إثنين بالروح القدس الذي عن طريقة جعلهم واحد وليس إثنان ، لهذا يجب أن تكون حياتهم مشتركة من حلوها ومن مُرها ، فشركة الحياة هنا تعني الصبر والأحتمال – وعدم الأحتداد لأن المحبة ( لا تحتد ) ولكن هل من علاج لكي لا نحتد ..؟