سؤال مرسل من عضو
لكن عملهُ لن يتم إلا في التائبين فقط، وهنا نعود لنُظهر عيب المقولة ونقصها وقصورها التي تُقال: "ليست خطية بلا غفران إلا التي بلا توبة".
ففي الواقع المسيحي العملي المُعاش، أحنا لا نقف قدام الله ونظل نفكر في كل خطية عملناها لنُقدم عنها توبة واحدة بواحدة، خطية فكر وخطية لسان ويد ورِجل.. الخ، ولو نسينا خطية تبقى مشكلة حقيقية ومعوق أمامنا يؤدي للانهيار والخوف من أن الله يُحاسبني ويرميني في الجحيم، هذه توبة على مستوى الأمم المبتعدين عن الله أو الذين لا يزالون يحيون بروح العهد القديم العائشين تحت الناموس في خوف، ولا زالوا مبتعدين عن العهد الجديد ويريدوا أن يكفروا عن خطيئتهم ظناً منهم أن توبتهم هي تكفير عما صنعوه فيبحثون عن مجرد أعمال صالحة يقدموها أو يظنوا أن الصلاة والصوم وقراءة الكلمة هي تفكير عما صنعوه وبذلك الله يقبلهم.
لذلك فأن السؤال ليس هو ماذا يحدث لو عملت خطية بدون علمي أو قُرب مماتي ولم يكن عندي الوقت للتوبة عنها، بل السؤال الصحيح هو: هل أنا في المسيح الرب حصني وخلاصي وبري وقيامتي وكفارتي وصرت ابناً لله في الابن الوحيد، والا أنا خارج عنه حتى وانا تائب توبة الأمم في مجرد الابتعاد عن الخطية وعدم ارتكابها وأعمل شوية أعمال صالحة كتيرة والا قليلة !!!
إذاً السؤال الصحيح هوَّ: "هل أنا في المسيح يسوع أم انا خارج المسيح يسوع"، لذلك يقول الرسول: "جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان؟، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم أن لم تكونوا مرفوضين" (2كورنثوس 13: 5)
هل عرفت الآن أخي الحبيب وكل من قرأ بخبرة روح الإنجيل بشارة الحياة الجديدة المفرحة، الفرق بين التوبة الحقيقية التي حسب قصد الله المُعلن في الإنجيل، وبين توبة الأمم والعبيد الذين هم مستعبدين تحت الناموس الذي يحكم في ضمائرهم بملامة انهم خطاة مائتين وليس لهم رجاء حي في المسيح يسوع خلاص النفس، بل القلق يحيط بهم من كل جانب لأنهم يخافوا الموت لأنهم عبيد تحت سلطان الخطية وينتظرون الدينونة برعب الذي ارتدى الثياب الرثة وصار كله قبحاً وغرغرينة مرض الخطية المُميت يمسك في كيانه كله حتى أن لم يعد فيه صحة، وقد جَمَل نفسه من الخارج بلصق أعمال تُشابه أعمال الروحانيين فخدع نفسه وزاغ عن الحق وعاش في عدم سلام، فصار مثل الميت الذي أنتن الملفوف في كتان غالي الثمن مُعطر بأغلى العطور الثمينة وموضوع في تابوت من الذهب المرصع بالحجارة الكريمة لكنه في النهاية ميت قد أنتن وليس فيه حياة.