منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شخصيات الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الإطار الطبيعي والتاريخي لقصة السامرية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=758779)

Mary Naeem 03 - 04 - 2021 09:52 PM

الإطار الطبيعي والتاريخي لقصة السامرية
 
الإطار الطبيعي والتاريخي لقصة السامرية




https://upload.chjoy.com/uploads/161746773710841.jpg

شاء يسوع أن ينتقل من اليهودية إلى الجليل مفتتحاً فيه أعمال التبشير رالكرازة . وكان قد شعر بما يحوك له الفريسيّون من اكاذيب ودسائس، وقد رأوا الناس يتقاطرون إليه حتى أصبح له من التلاميذ أكثر مما كان ليوحنا . وكان بين اليهود والسامريين خصومات قديمة تمنعهم من الالتقاء والتكلم مع بعضهم ، ( راحع اسباب ذلك في سفر الملوك الثاني ١٧ / ٢٤ ) ، وراجع ( لوقا ٩/ ٥٢ ) ، وهي خصومات بعض أسبابها ديني سببه أن السامريين كانوا ، خلافاً لليهود، لا يتمسكون إلاّ بالتوراة فقط دون سواها من أسفار الكتاب المقدّس ، ويحصرون العبادة في مدينة يقال لها سيخارة وهي مدينة في السامرة على جبل جرزيم . ولهذا كان اليهود يتحاشون المرور في السامرة ، وكان الكثيرون منهم يفضّلون الذهاب من اليهودية إلى الجليل عن طريق عبر الأردن.
أمّا يسوع فتجاهل هذه الاعتبارات وسلك طريق السامرة بصحبة عدد من تلاميذه . ولما اجتازوا بعض الطريق وصلوا إلى حقل كان أعطاه يعقوب لإبنه يوسف ( تكوين ٣٣ : ١٨- ٢٠ ويشوع ٢٤ : ٣٢ )، فيه بئر عرفت باسم بئر يعقوب لا يقل عمقها عن الثلاثين متراً ويأتيها ماء حي من ينبوع مجاور . وحانت ساعة الظهر وأحس التلاميذ بالجوع والتعب . ولم يكن معهم طعام فتابعوا المسير إلى أقرب مدينة منهم وهي سيخارة وتقع على كيلو متر واحد من بئر يعقوب إلى الغرب . أما يسوع فأراد أن يتخذ قسطاً من الراحة ، فجلس على حافة البئر وراح يمتع النظر بما ينبسط أمامه من مناظر خلابة فيها أودية وتلال وينابيع ومروج خضراء يعلوها جبلا عيبال وجرزيم ، وهذا ما جعل من السامرة أجمل بقاع مملكة داود وسليمان .
وما أن توارى التلاميذ عن البصر حتى رأى يسوع امرأة سامرية تقترب منه وعلى كتفها جرّة فارغة وهمّت بالاستقاء دون أن تحيّيه . لقد رأت الجالس على حافة البئر وعرفت أنه يهودي ورجل دين ، وما كان من سبيل إلى الكلام بين اليهود والسامريين ، وما كان لرجل دين أن يتحدّث مع إمرأة على الطريق العام .
لكن يسوع شاء أن يخرق التقليد فأقام مع هذه السامرية حواراً كشف فيه عن طريقته فى التعليم وعن جوهر رسالته .


الساعة الآن 03:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025