منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   العهد الجديد (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=46517)

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:49 PM

شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية


[11] الله الكلمة ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت



12 – الله الكلمة صار إنساناً .
وهو ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت
كما أنه ليس إنساناً حصل على المساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة حسب زعم البعض .


يقول بولس الإلهي
[ عظيم هو سر التقوى ]
(1تيموثاوس 3: 16)
وهذا حقيقي لأن الله الكلمة ظهر في الجسد .
و [ تبرر في الروح ]
لأننا لم نرى فيه أي خضوع لضعفاتنا رغم أنه لأجلنا صار إنساناً إلا أنه بلا خطية .
[ وشاهدته الملائكة ]
فهم لم يجهلوا ميلاده حسب الجسد .
و [ كُرز به للأمم ]
كإله صار إنساناً .
وهو عينه [ أؤمن به في العالم ]
وهذا ما برهنه بولس الإلهي وكتبه
[ أذكروا أنكم أنتم الأمم قبلاً حسب الجسد المدعوين غير المختونين من قِبَل المختونين (الإسرائيليين) في الجسد والمصنوع باليد ، أنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن جنسية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد . بلا رجاء وبلا إله في العالم ]
(أفسس 2: 11، 12)
فالأمم إذن كانوا بلا إله في العالم عندما كانوا بدون المسيح
ولكن عندما عرفوا ( المسيح ) أنه هو بالحقيقة وبالطبيعة الله
اعترف هو بهم بدوره كمعترفين بالإيمان
وهو
رُفع بمجد
[ أي بمجد إلهي ] لأن داود المبارك يُنشد [ صعد الله بفرح ]
(مزمور 67: 5)
لأنه بالحقيقة
صعد بالجسد وليس باللاهوت وحده
لأن الله تجسد ( ولذلك يُمكن أن يُقال عنه أنه صعد ) .

كما أننا نؤمن أنه ليس إنساناً مثلنا قد تشرف بنعمة اللاهوت لئلا نقع في جريمة عبادة إنسان .
وإنما نؤمن بالرب الذي
ظهر في شكل العبد والذي صار مثلنا بالحقيقة بطبيعة بشرية ولكنه ظل الله .
لأن الله الكلمة عندما أخذ جسداً لم يفقد خواصه ( الإلهية ) بل ظل في نفس الوقت هو نفسه الله المتجسد .
هذا هو الإيمان الأرثوذكسي ( الصحيح ) .

وإذا قال أحد :
أي ضرر يحدث إذا اعتقدنا أن إنساناً مثلنا قد حصل على الألوهة وليس الله هو الذي تجسد ؟
وسوف نُجيب بأنه يوجد ألف دليل ضد هذا ( الرأي )
وكل هذه الأدلة تؤكد لنا أنه علينا أن نُجاهد بثبات ضد هذا الرأي الذي نرفضه .
وقبل أي شيء آخر فلندرس التدبير الخاص بالتجسد ونفحص حالتنا جيداً .

لقد تعرضت البشرية للخطر وهوت إلى أدنى حالات المرض أي اللعنة والموت
وزيادة على ذلك تدنست بقذارة الخطية وضلت وصارت في الظلام حتى أنها لم تعرفه وهو الله الحقيقي وعبدت المخلوقات دون الخالق .
فكيف كان من الممكن أن تتحرر من فساد مثل هذا ؟
هل بأن تُعطى لها الألوهة ؟
كيف وهي لا تعرف على وجه الإطلاق ما هي كرامة وسمو الألوهة ؟ ...
ألم تكن ( البشرية ) مقيدة بعدم المعرفة وفي الظلام
بل ومدنسة بلطخة الخطية ؟ ...
فكيف كان من الممكن أن ترتفع إلى الطبيعة الكلية النقاء
وتحصل على هذا المجد الذي لا يستطيع أحد أن يحصل عليه إلا إذا وُهِبَ له ؟ .

دعونا نفترض أنه بالمعرفة مثلاً أو بالتعليم يُمكن الحصول على الألوهة .
فمن ذا الذي سيُعلمها عن المجد الإلهي ؟ !!!
لأنه كيف يؤمنوا إن لم يسمعوا ؟
(رومية 10: 14) .
ولذلك فأنه غير ممكن لأي من الناس أن يرتقي إلى مجد الألوهة
ولكن من اللائق بل من المعقول أن نعتقد أن
الله الكلمة الذي به خُلقت كل الأشياء أشتهى أن يخلص ما قد هلك
فنزل إلينا ونزل إلى ما دون مستواه حتى يرفع الطبيعة البشرية إلى ما هو فوق مستواها
أي ترتفع إلى أمجاد اللاهوت بسبب الاتحاد به .
لذلك كان ارتفاع الطبيعة البشرية إلى فوق بسبب التجسد
مقبولاً ومعقولاً عن أن ترتفع الطبيعة البشرية إلى أمجاد اللاهوت بدون التجسد
وأن تنال عدم التغير الخاص بالله دون أن ينزل الله إليها .

ومن اللائق أن ينزل غير الفاسد إلى الطبيعة المستعبدة للفساد حتى يُحررها من الفساد .
وكان من اللائق أن الذي لم يعرف خطية يصبح مثل الذين تحت الخطية
ليبطل الخطية .
ففي النور تُصبح الظلمة بلا عمل .
وحيث يوجد عدم الفساد يهرب الفساد .
لأن الذي لم يعرف خطية ( الله )
جعل الذي تحت الخطية ( الجسد )
خاصاً به حتى تصير الخطية إلى عدم .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:51 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين


عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية


[1] ما معنى كلمة مسيح
ليس لفظ [ المسيح ] قوة تعريف ولا يوضح جوهر شيء ما
كما أن كلمة [ رجل ] أو [ حصان ] ... أسماء لا توضح شيئاً عن جوهر حامليها بل تُشير إليهم فقط .
واسم [
المسيح ] يعلن عن شيء سوف نفحصه .

في القديم حسب مسرة الله مسح البعض بالزيت
وكانت المسحة علامة لهم على
المملكة .
والأنبياء أيضاً مُسحوا روحياً بالروح القدس ولذلك دُعوا [ مسحاء ]
لأن داود النبي المبارك ينشد مُعبراً عن الله نفسه فيقول :
[ لا تمسوا مُسحائي ولا تؤذوا أنبيائي ]
(مزمور 105: 15)
وحبقوق النبي يقول أيضاً :
[ خرجت لخلاص شعبك لخلاص
مسحائك ]
(حب 3: 15) .
لكن بالنسبة
للمسيح مُخلص الكل
فقد مُسح
ليس بصورة رمزية مثل الذي مُسحوا بالزيت
ولم يُمسح لكي ينال نعمة وظيفة النبي
ولا مُسح مثل الذين أختارهم الله لتنفيذ تدبيره
أي مثل قورش الذي ملك على الفارسيين والماديين وقاد جيشاً ليستولى على أرض البابليين حسبما حركه الله ضابط الكل ولذلك قيل عنه :
[ هكذا يقول الرب لقورش مسيحي الذي أنا أمسك بيده اليُمنى ]
(أشعياء 45: 1) .
ولا يجب أن ننسى أن الرجل ( قورش ) كان وثنياً
إلا أنه دُعيَّ [ مسيحاً ] كما لو كان الأمر السمائي قد مسحه ملكاً
لأنه بسبق معرفة الله قد نال قوة لقهر بلاد البابليين .

أن ما نُريد أن نقوله بخصوص معنى كلمة [ مسيح ]
هو ما سيأتي :



بسبب تعدي آدم [ ملكت الخطيئة على الكل ]
( رومية 5: 14 ) .
وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر
ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله لكي تُحسب بموجب رحمة الله مستحقة الروح القدس .
لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنساناً
وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض ولكنه
خال من الخطيئة
حتى
فيه وحده تتوَّج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطية .
وتغتني بالروح القدس
وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة .
لأنه هكذا تصل إلينا النعمة التي بدايتها المسيح البكر بيننا .
ولهذا السبب يُعلمنا داود النبي المبارك أن نرتل للابن :
[ أنت أحببت البر وأبغضت الإثم لذلك
مسحك الله إلهك بزيت البهجة ]
( مزمور 45: 7 ) .

فكأن الابن قد مُسح كإنسان بمديح عدم الخطيئة .
وكما قلت أن الطبيعة البشرية قد
مُجدت فيه وصارت فيه مستحقه للحصول على الروح القدس الذي لن يُفارقها
كما حدث في البدء بل صارت مسرته (الروح القدس) أن يسكن فينا .
لذلك أيضاً كُتب أن الروح القدس حل بسرعة على المسيح واستقرّ عليه
( يوحنا 1: 32) .

فالمسيح هو كلمة الله الذي لأجلنا صار مثلنا
وفي صورة العبد
ومُسح كإنسان حسب الجسد
ولكنه كإله يمسح بروحه الذين يؤمنون به
.

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:52 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد

للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين

عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية


[2] كيف يجب أن نفهم عمانوئيل


الله الكلمة دُعيَّ [ عمانوئيل ] لأنه أمسك بنسل إبراهيم
(عبرانيين 2: 16)
ومثلنا
[ شاركنا في اللحم والدم ]
(عبرانيين 2: 14)
وعمانوئيل تعني [ معنا الله ] .
ونحن نعترف بأن الكلمة الله هو معنا
دون أن يكون محصوراً في مكان ما .
لأنه أي مكان لا يوجد فيه الله الذي يملأ كل الأشياء ؟!
وهو ليس معنا كما لو كان قد جاء لمساعدتنا مثلما قيل ليشوع
[ كما كنت مع موسى سوف أكون معك أنت أيضاً ]
(يشوع 1: 5) .
ولكنه معنا لأنه صار مثلنا أي أخذ طبيعة بشرية دون أن يفقد طبيعته (الإلهية) لأن كلمة الله غير متغير بطبيعته .
ولماذا لم يُدع الله [ عمانوئيل ] رغم أنه قيل ليشوع
[ كما كنت مع موسى سأكون معك ]
ولم يُدعى الله عمانوئيل
رغم أنه كان مع كل القديسين ؟
والسبب هو أن الله الكلمة أصبح معنا في الوقت الذي تحدث عنه باروخ
[ هو أظهر ذاته على الأرض ، وتحدث مع الناس ، وأسس كل طرق التعليم ، وأعطاه ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه ، لأنه هو إلهنا وليس آخر سواه ]
(باروخ 3: 35 – 37) .
وكما يليق بطبيعته الإلهية لم يكن [ معنا ] بالمعنى الذي تحدث عنه باروخ .
لأن الفروق بين اللاهوت والناسوت لا تسمح بالمقارنة بينهما فما أعظم الفرق بين الطبيعتين .
ولذلك يتكلم داود الإلهي عن العلاقة السرية التي كانت قبل التجسد
بين الله الكلمة وبيننا
ويقول بالروح
[ لماذا تركتنا يا رب ، لماذا تحتقرنا في أزمنة الضيق ]
(مزمور 10: 1) .
أما الآن فهو لا يتركنا
بل هو معنا عندما صار مثلنا دون أن يفقد ما له لأنه أمسك بنسل إبراهيم كما قلت
بل أخذ صورة العبد ورآه البشر كإنسان يمشي على الأرض .
إن عمانوئيل و [ المسيح ] يخصان الابن الواحد نفسه
فهو المسيح لأنه مُسح مثلنا كبشر
وأخذ الروح للبشرية لأنه الأول وبداية الجنس البشري الجديد .
وبالمثل
هو نفسه كإله يَمسح بالروح القدس كل الذين يؤمنون به .
وهو عمانوئيل لأنه صار معنا على النحو الذي شرحته
والذي يخبرنا به أشعياء
[ هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويُدعى اسمه عمانوئيل ]
(أشعياء 7: 14) .
لأن العذراء القديسة حبلت بالروح القدس وولدت حسب الجسد ابناً
عند ذلك فقط دُعيَّ المولود عمانوئيل .
لأن غير المتجسد أصبح [ معنا ] عندما ولد .
وقد حدث هذا طبقاً لما ذكره داود
[ سيظهر الله إلهنا ولن يسكت ]
(مزمور 50: 2 ،3)
وهو أيضاً ما أؤمن أن أشعياء أشار غليه
[ أنا هو الذي يتكلم ، هاأنذا آتي ]
(أشعياء 53: 6) .
لأن الكلمة قبل أن يتجسد تحدث من خلال الأنبياء
ولكنه صار معنا متجسداً .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:53 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[3] من هو يســــــــــوع


أن تتابع تأملنا يُلزمنا أن نتحدث عن الواحد ابن الله

فالمسيح وعمانوئيل ويسوع شخص واحد .

والاسم [ يسوع ] جاء من الحقيقة

[ أنه سيُخلص شعبه من خطاياهم ]

(مت1: 21) .

لأنه كما أن الاسم عمانوئيل يعني أن كلمة الله بسبب ميلاده من امرأة صار معنا .

والمسيح دُعي كذلك لأنه مُسح مثلنا كبشر

هكذا أيضاً يسوع [ لأنه خلصنا نحن شعبه ]

وهذا الاسم يوضح أنه الله بالحقيقة

ورب الكل بالطبيعة .

لأنه لا يليق أن تكون الخليقة ملك لإنسان

بل من اللائق أن نقول أن كل الأشياء هي للابن الوحيد حتى وهو في الجسد .

وربما اعترض البعض وقال أن شعب إسرائيل دُعيَّ شعب موسى .

على هذا نُجيب أن شعب إسرائيل دُعيَّ شعب الله وهذا حقيقي .

ولكن عندما تمردوا على الله وصنعوا العجل في البرية

حُرِموا من كرامة الانتساب لله

ورفض أن يدعوهم شعبه بل تركهم لرعاية بشر .

وهذا لا ينطبق علينا نحن خاصة يسوع

لأنه الله الذي به خُلقت كل الأشياء .

وعن هذا قال داود

[ هو صنعنا وليس نحن . ونحن شعبه وغنم رعيته ]

(مزمور 100: 3)

وهو نفسه يقول عنا

[ خرافي تسمع صوتي وتتبعني ]

وأيضاً

[ لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ... ليكون الكل رعية واحدة لراعٍ واحد ]

(يوحنا 10: 26 و27) .

وهو أيضاً أوصى المبارك بطرس

[ سمعان ابن يونا أتحبني ؟ أرع حملاني ]

(يوحنا 21: 15) .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:53 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[4] لماذا دُعيَّ كلمة الله إنساناً ؟

الكلمة الذي من الله الآب ( المولود من الآب قبل كل الدهور ) دُعيَّ إنساناً رغم كونه بالطبيعة الله
لأنه اشترك في الدم واللحم مثلنا
(عبرانيين 2: 14)
وهذا جعل الذين على الأرض قادرين على مشاهدته .
وعندما حدث ذلك (أي التجسد ) لم يفقد شيئاً مما له ( أي ألوهيته ) .
وإذ أخذ طبيعة بشرية مثلنا لكنها كاملة
ظل أيضاً الله ورب الكل
لأنه هو هكذا فعلاً وبطبيعته وبالحق مولود من الله الآب رغم تجسده .
وهذا ما يُرينا إياه بوضوح كافِ الحكيم بولس الرسول عندما يقول
[ الإنسان الأول أرضي من الأرض ، والإنسان الثاني الرب من السماء ]
(1كورنثوس 15: 47) .
ورغم أن العذراء مريم ولدت الهيكل ( أي الناسوت ) المتحد بالكلمة إلا أن عمانوئيل قيل عنه وهذا حق [ من السماء ] لأنه من فوق
ومولود من جوهر الآب .
وأن كان قد نزل إلينا عندما صار إنساناً إلا أنه من فوق .
وعن هذا شهد يوحنا
[ الذي يأتي من فوق هو فوق الكل ]
(يوحنا 3: 31) .
والمسيح نفسه قال لشعب اليهود
[ أنتم من أسفل وأما أنا فمن فوق ]
(يوحنا 8: 23)
وأيضاً
[ أنا لست من هذا العالم ]
رغم أنه كإنسان هو في العالم .
إلا أنه أيضاً فوق العالم كالله .
ونحن نذكر أنه قال علانية
[ وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان .. ]
(يوحنا 3: 13) .
ولذلك نقول أن ابن الإنسان نزل من السماء وهذا تدبير الاتحاد .
لأن الكلمة وهب لجسده كل صفات مجده وكل ما هو فائق وخاص بالله .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:54 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[5] كيف قيل أن الكلمة أخلى أو أفرغ ذاته ؟

إن الله الكلمة بطبيعته كامل من كل الوجوه
ومن ملئه يوزع عطاياه للخلائق .
ونحن نقول عنه أنه أفرغ ذاته دون أن يمس هذا بطبيعته
لأنه عندما أفرغ ذاته لم يتغير إلى طبيعة أخرى
ولم يصبح أقل مما كان عليه لأنه لم ينقص شيئاً .
هو غير متغير مثل الذي ولده (الآب)
ومثله تماماً غير عرضه لأهواء .
ولكن عندما صار جسداً أي إنساناً جعل فقر الطبيعة الإنسانية فقره
ولذا قال [ سأسكب من روحي على كل جسد ]
(يوئيل 2: 28)
ولقد تم هذا :
أولاً :
لأنه صار إنساناً رغم أنه ظل الله
ثانياً :
أخذ صورة العبد
وهو بطبيعته حُرّ كابن .
وفي نفس الوقت هو نفسه رب المجد
ولكنه قيل أنه تمجد لأجلنا .
هو نفسه الحياة
ولكن قيل عنه أنه أُحيى أي أُقيم من الأموات .
وأعطى سلطاناً على كل شيء
وهو نفسه ملك كل الأشياء مع الله الآب .
أطاع الآب وتألم وما إليه ... هذه الأشياء تخص الطبيعة البشرية
ولكنه جعلها له عندما تجسد لكي يكمل التدبير ويبقى كما هو .
وهذا ما تقصده الأسفار المقدسة بإفراغ الذات .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:55 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[6] كيف يكون المسيـــــح واحد ؟


يكتب بولس الإلهي
[ رغم أنه يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون في السماء وعلى الأرض ، ولكن لنا إله واحد الآب الذي به كل الأشياء ونحن منه ، ورب واحد يسوع المسيح الذي به كل الأشياء ونحن به ]
(1كورنثوس 5: 5و 6) .
وأيضاً يقول يوحنا الحكيم عن الله الكلمة
[ كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ]
(يوحنا 1: 3) .
وجبرائيل المبارك يعلن البشارة المفرحة للعذراء القديسة قائل
اً [ ها أنتِ ستحبلين وتلدين أبناً وتدعين اسمه يسوع ]
(لوقا 1: 31) .
فبولس الرسول الإلهي يعلن أن كل الأشياء خُلقت بيسوع المسيح .
والإنجيلي الإلهي يؤكد قوة التعبير نفسه ويُبشر أنه هو الله خالق كل الأشياء
وهذا نطق حق .
وصوت الملاك أيضاً يُشير إلى أن يسوع المسيح وُلِدَ حقاً من العذراء القديسة .
ونحن لا نقول أن يسوع المسيح كان مجرد إنسان
ولا نعتقد بالله الكلمة بدون طبيعته الإنسانية .
بل نقول أنه واحد من أثنين أي الإله المتجسد .
هو نفسه وُلِدَ إلهياً من الآب لأنه الكلمة وإنسانياً من امرأة كإنسان .
وهذا لا يعني أنه وُلِدَ مرة ثانية عندما قيل أنه وُلِدَ حسب الجسد
فهو مولود قبل كل الدهور .
ولكن عندما جاء الوقت لكي يكمل التدبير وُلِدَ من امرأة حسب الجسد .
وكما ذكرنا من قبل
كثيرون قد دعوا مُسحاء ولكن يوجد واحد فقط يسوع المسيح الذي به خُلقت كل الأشياء .
وهذا لا يعني بالمرة أن إنساناً صار خالق كل الأشياء
بل يعني أن الله الكلمة الذي به خُلقت كل الأشياء صار مثلنا واشترك في الدم واللحم
(عبرانيين 2: 14)
ودُعي إنساناً دون أن يفقد ماله (ألوهيته)
لأنه وأن كان قد صار جسداً لكنه بالحقيقة خالق الكل .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:56 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[7] كيف يكون عمانوئيل واحـــــــــد ؟

قيل عن الله الكلمة مرة واحدة وإلى الأبد وفي آخر الدهور
أنه صار إنساناً كما يقول بولس
[ ظهر بذبيحة نفسه ]
(عبرانيين 9: 26)
وما هي هذه الذبيحة ؟
هي جسده الذي قدمه كرائحة بخور ذكية لله الآب .
فقد دخل مرة واحدة إلى القدس
ليس بدم ماعز وتيوس بل بدم ذاته
(عبرانيين 9: 12) .
وهكذا حصل للذين يؤمنون به فداء أبدياً .
وكثيرون قبله كانوا قديسين ولكن ليس لواحد منهم دُعيَّ [ عمانوئيل ] لماذا ؟
لأن الوقت لم يكن قد حان بعد ليكون هو معنا أي أن يجيء إلى طبيعتنا عندما يتجسد
وذلك لأنه أسمى من كل المخلوقات .
واحد إذاً هو عمانوئيل لأنه هو الابن الوحيد الذي صار إنساناً
عندما وُلِدَ جسدياً من العذراء القديسة .
لقد قيل ليشوع
[ سأكون معك ]
(يشوع 1: 5)
ولكن (الله) لم يُدعى في ذلك الوقت عمانوئيل .
وكان قبل ذلك مع موسى ولم يُدعى عمانوئيل .
لذلك عندما نسمع (اسم) عمانوئيل [ معنا الله ] الذي أُعطيَّ للابن
فلنعتقد بحكمة أنه ليس معنا كما كان في الأزمنة السابقة مع القديسين
لأنه كان معهم كمُعين فقط
ولكن هو معنا لأنه صار مثلنا دون أن يفقد طبيعته لأنه الله غير المتغير .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:56 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية


[8] ما هو هذا الاتحاد [ بين اللاهوت والناسوت ] ؟

بطرق مختلفة يحدث اتحاد .
فالبعض إذ يفترقون بسبب الاختلاف في الطبع والفكر يقال عنهم أنهم اتحدوا باتفاق الصداقة
(وهذا يعني) ترك الأشياء التي اختلفوا عليها .
وأحياناً نقول عن أشياء معينة أنها اتحدت عندما تجمعت معاً أو اتصلت بطرق مختلفة مثل وضعها معاً جنباً إلى جنب أو مزجها أو تركيبها .

لكن عندما نقول أن كلمة الله اتحد بطبيعتنا فأن كيفية هذا الاتحاد هي فوق فهم البشر . وهذا الاتحاد مختلف تماماً عن الأنواع الأخرى التي أشرنا إليها .
فهو اتحاد لا يوصف وغير معروف لأي من الناس سوى الله وحده الذي يعرف كل شيء .
وأي غرابة في أن يفوق ( اتحاد اللاهوت بالناسوت ) إدراك ( العقل ) ؟
فنحن عندما نبحث بدقة أمورنا ونحاول إدراك كنهها نعترف أنها تفوق مقدرة الفهم الذي فينا .
فما هي كيفية اتحاد نفس الإنسان بجسده ؟
من يُمكنه أن يخبرنا ؟!!!
ونحن بصعوبة نفهم وبقليل نتحدث عن اتحاد النفس بالجسد .
لكن إذا طُلب منا أن نُحدد كيفية اتحاد اللاهوت بالناسوت وهو أمر يفوق كل فهم بل صعب جداً
نقول أنه من اللائق أن نعتقد أن اتحاد اللاهوت بالناسوت في عمانوئيل
هو مثل اتحاد نفس الإنسان بجسده – وهذا ليس خطأ – لأن الحق الذي نتحدث عنه هنا تعجز عن وصفه كلماتنا
والنفس تجعل الأشياء التي للجسد هي لها رغم أنها ( النفس ) بطبيعتها لا تُشارك الجسد آلامه المادية الطبيعية أو الآلام التي تسببها للجسد الأشياء التي هي خارج الجسد .
لأن الجسد عندما يتحرك مدفوعاً نحو رغباته الطبيعية ( الجسدية ) فأن النفس التي فيه تعرف هذه الرغبات بسبب اتحاد النفس بالجسد .
لكنها ( النفس ) لا تُشارك الجسد رغباته
ومع ذلك تعتبر أن تحقيق الرغبة هو تحقيق لرغباتها هي .
فإذا ضُرب الجسد أو جُرح بالحديد مثلاً
فأن النفس تحزن مع جسدها
ولكن بطبيعتها لا تتألم بالآلام المادية التي تقع على الجسد
[
ولنلاحظ في هذه الفقرة أن القديس كيرلس يستخدم هذا التشبيه لكي يؤكد أن اللاهوت لم يتألم عندما صُلب ربنا يسوع ولكن اللاهوت كان يعرف ماذا يحدث لجسده وسوف نرى في متابعه كلام القديس كيرلس أن كل التعبيرات قاصرة على التوضيح الدقيق ]
ومع هذا يلزم أن نقول
أن
الاتحاد في عمانوئيل هو أسمى من أن يُشبه باتحاد النفس بالجسد .
لأن النفس المتحدة بجسدها تحزن مع جسدها وهذا حتمي
حتى أنها عندما تقبل الهوان تتعلم كيف تخضع لطاعة الله .
أما بخصوص الله الكلمة فأنه من الحماقة أن نقول
أنه كان يشعر – بلاهوته – بالإهانات
لأن اللاهوت لا يشعر بما نشعر به نحن البشر .
وعندما اتحد بجسد له نفس عاقلة وتألم لم ينفعل – اللاهوت – بما تألم به
لكنه
كان يعرف ما يحدث له .
وأباد كإله ضعفات الجسد
رغم أنه
جعلها ضعفاته هو فهي تخص جسده .
لذلك ( بسبب الاتحاد ) قيل أنه عطش وتعب وتألم لأجلنا
[
هنا يوضح القديس كيرلس أن المتألم هو ربنا الواحد ، وليس لاهوته ، ورغم أن الآلام تخص جسده إلا أنها تُنسب له كشخص واحد غير منقسم- فلا يجوز أن نقسم المسيح بعد الاتحاد للاهوت أو لناسوت ]
ولذلك فأن اتحاد الكلمة بطبيعتنا البشرية يُمكن على وجه ما أن يُقارن باتحاد النفس بالجسد
لأنه كما أن الجسد من طبيعة مختلفة عن النفس
لكن الإنسان واحد من أثنين ( النفس والجسد )
هكذا
المسيح واحد من الأقنوم الكامل لله الكلمة ومن الناسوت الكامل
والألوهة نفسها والناسوت نفسه
في الواحد بعينه الأقنوم الواحد .
وكما قلت أن الكلمة يجعل آلام جسده آلامه هو
لأن الجسد هو جسده وليس جسد أحدٌ آخر سواه .
هكذا
يمنح الكلمة جسده كل ما يخص لاهوته من قوة
حتى أن جسده قادر على أن يُقيم الموتى ويُبرئ المرضى .

وإذ يليق بنا في هذا المجال أن نستخرج تشابيه من الكتب الموحى بها من الله لكي نوضح بعدة أمثلة كيفية الاتحاد
لذلك دعونا نتكلم من الكتب حسب طاقتنا
.

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:57 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[9] من أمثلة الاتحاد - مثال الجمرة

قال النبي أشعياء
[ وجاء إلىَّ أحد السيرافيم وفي يده جمرة متقدة أخذها من على المذبح بملقط وقال لي هذه ستلمس شفتيك لكي تنزع أثمك وتطهرك من خطاياك ]
( 6: 6 – 7)
ونحن نقول أن الجمرة المتقدة هي مثال وصورة للكلمة المتجسد
لأنه عندما يلمس شفاهنا أي عندما نعترف بالإيمان به فأنه يُنقينا من كل خطية ويُحررنا من اللوم القديم الذي ضدنا .
ويُمكننا أن نرى أيضاً الجمرة مثالاً لكلمة الله المتحد بالطبيعة البشرية دون أن يفقد خواصه
بل حول ما أخذه ( الطبيعة البشرية ) وجعله متحداً به
بل بمجده وبعمله .
لأن النار عندما تتصل بالخشب تستحوذ عليه
لكن الخشب يظل خشباً ... فقط يتغير لشكل النار وقوتها
بل يصبح له كل صفات النار وطاقتها ويعتبر واحداً معها .
هكذا أيضاً يجب أن يكون اعتقادنا في المسيح
لأن الله اتحد بالإنسانية بطريقة لا يُنطق بها
ولكنه أبقى على خواص الناسوت على النحو الذي نعرفه
وهو نفسه لم يفقد خواص اللاهوت عندما اتحد به ( بالناسوت ) بل جعله واحداً معه
وجعل خواص ( الناسوت ) خواصه
بل هو نفسه قام بكل أعمال اللاهوت فيه ( في الناسوت )

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 08:58 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[10] من أمثلة الاتحاد - مثال السوسنة وخيمة الاجتماع



الجسد الذي أخذه له نفس عاقلة .
وأصبح جسد اللاهوت غير المجسم .
إذا فصل أيهما عن الآخر فأننا نلغي يقيناً ونهائياً تدبير المسيح .


قدم لنا نشيد الأناشيد ربنا يسوع المسيح قائل
اً [ أنا وردة السفوح وسوسنة الأودية ]
(2: 1)
وفي السوسنة الرائحة غير المجسمة ( غير ظاهرة للعيان ) ولكنها لا توجد خارج السوسنة . ولذلك فالسوسنة واحدة من أثنين ( الرائحة وجسم السوسنة ) .
وغياب رائحة السوسنة لا يجعلها سوسنة .
وكذلك غياب جسم السوسنة لا يفسر وجود رائحة السوسنة لأن في جسم السوسنة رائحتها .
هكذا أيضاً يجب أن يكون اعتقادنا في ألوهية المسيح الذي يعطر العالم برائحته الذكية ومجده الذي يفوق مجد الأرضيات .
ولكي يعطر العالم كله استخدم ( اللاهوت ) الطبيعة البشرية .
وتلك التي بطبيعتها غير جسمانية
صارت بالتدبير وعلى قدر ما نفهم متجسدة .
لأنه عندما أراد أن يُعلن عن ذاته من خلال الجسد جعل فيه ( الجسد ) كل ما يخص اللاهوت .
لذلك من الصواب أن نعتقد أن الذي بطبيعته غير جسماني اتحد بجسده وأصبح الاتحاد مثل السوسنة لأن الرائحة العطرة وجسم السوسنة هما واحد ويُسميان السوسنة .



11 – الله الكلمة والطبيعة البشرية اتحدا معاً اتحاداً حقيقياً بدون تشويش .



أن خيمة الاجتماع التي أراد الله أن تُقام في البرية ترمز إلى عمانوئيل في أشياء كثيرة . الله إله الكل قال لموسى الإلهي
[ أصنع أنت من خشب لا يسوس تابوتاً طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف ، وتغشيه بالذهب النقي ، من الداخل ومن الخارج تغشيه ]
(خروج 25: 10 – 11)
الخشب الذي لا يسوس هو رمز للجسد الذي لم يفسد لأن الأَرز لا يسوس .
أما الذهب وهو يفوق كل الأشياء فهو يشير إلى جوهر اللاهوت الفائق .
ولكن لاحظ كيف غطى التابوت كله بالذهب النقي من الداخل والخارج
لأن الله الكلمة اتحد بجسد مقدس ..
وحسب ما أعتقد فأن هذا ما يُشير إليه تغشية التابوت بالذهب من الخارج .
والنفس العاقلة التي في جسده هي نفسه
وهذا ما يُشير إليه تغشيه التابوت من الداخل .
وهكذا لم يحدث تشويش للطبيعتين
لأن الذهب الذي غُطىَّ به الخشب ظل كما هو ذهباً .
أما الخشب فقد صار غنياً بمجد اللاهوت
لكنه لم يفقد خصائصه كخشب .
وببراهين كثيرة يُمكننا أن نتأكد من أن التابوت يرمز للمسيح لأنه كان يخرج أمام بني إسرائيل وكان هذا سبب عزاء لهم
وهكذا قال المسيح في موضع معين
[ أنا ذاهب لكي أُعد لكم مكاناً ]
(يوحنا 15: 2) .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:00 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية


[12] تابع - الله الكلمة ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت


تابع 12 - الله الكلمة صار إنساناً .
وهو ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت
كما أنه ليس إنساناً حصل على المساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة حسب زعم البعض .


وسوف أبرهن من الأسفار المقدسة أن الكلمة الله صار إنساناً
وليس المسيح كإنسان هو الذي تأله :
يقول بولس المبارك عن الابن الوحيد
[ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب مساواته لله شيئاً يُخطف ، بل أفرغ ذاته وأخذ صورة العبد وصار في شبه الناس . وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان تواضع وأطلع حتى الموت موت الصليب . لذلك رفعه الله وأعطاه أسماً فوق كل اسم ، حتى أنه في اسم يسوع المسيح تسجد كل ركب السمائيين والأرضيين والسفليين (يقصد كل الخليقة عموماً) ، ويعترف كل لسان بأن الرب هو يسوع المسيح وهذا بمجد الله الآب ]
(فيلبي 2: 6 – 11) .
فمن ذا الذي نقول عنه أنه كان في صورة الله ومساوياً للآب وفكر بأن هذه الأشياء لا تخطف بل نزل إلى الفقر وصار في شكل العبد وتواضع وصار في شكلنا ؟
وإذا كان مجرد إنسان مولود من امرأة فكيف أصبح في صورة ومساواة الآب ؟!
أو كيف كإنسان يكون له الملء ؟!
وكيف يُمكن أن يخلي ذاته وهو مخلوق ؟!
فما هو الشرف الذي وصل إليه كإنسان حتى يُمكن أن يُقال عنه أنه كإنسان تواضع ؟!
أو كيف يقال أنه صار في شبه الناس وهو (أصلاً) مثلهم ؟!
وكيف أفرغ ذاته ؟
وهل إفراغ الذات هو الحصول على ملء اللاهوت ؟.
( وما دام كل هذا غير صحيح )
لذلك نحن لا نعلم بأن الإنسان صار إلهاً
بل كلمة الله الذي هو من ذات جوهر الآب وله ذات المساواة – لأنه صورة الآب – أخلى ذاته لأجل الطبيعة البشرية .
وقد فعل هذا عندما صار في شكلنا .
ولولا أن له الملء كله ما كان قد قيل عنه أنه تواضع ... ولقد حدث هذا دون أن يُفارق عرش الكرامة الإلهية
لأن عرشه مرتفع ... صار في شبه الناس ولكنه في نفس الوقت من ذات جوهر الآب .
ولكن علينا أن نُلاحظ أنه عندما صار مثلنا قيل عنه أنه رفع معه الجسد إلى مجد الألوهة .
وهذا بالتأكيد واضح أنه مجده هو (الابن)
ولكنه قبل أنه صعد إلى مجده بالجسد الذي أخذه من أجل البشرية .
ونحن نؤمن به كرب الكل حتى وهو في الجسد .
وله تنحني كل ركبة . وهذا لا يحزن الآب
ولا يُقلل من كرامة الآب بل هذا لمجده
لأنه (أي الآب) يفرح ويُمَجد عندما يعبد الكل الابن
رغم كونه صار مثلنا في الجسد .. كما هو مكتوب
[ لأنه لم يأخذ ما للملائكة بل ما لنسل إبراهيم ، ومن ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته ]
(عبرانيين 2: 16 – 17) .
وكلمة [ أخذ ما لنسل إبراهيم ]
تعني أنه الله ولا تعني أنه إنسان مثلنا حصل على اللاهوت .
وهو نفسه صار مثلنا ولذلك وحده دُعيَّ [ أخانا ]
أما نحن فلا نُدعى إخوته من جهة اللاهوت .
ومرة ثانية يقول الرسول
[ فإذ قد تشارك الأولاد في الدم واللحم اشترك هو فيهما حتى يُبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي الشيطان ، ويحرر أولئك الذين بالخوف من الموت كانوا كل حياتهم تحت العبودية ]
(عبرانيين 2: 14 – 15) .
وصار مثلنا عندما اشترك في اللحم والدم
ولهذا سبب مرتبط أشد الارتباط به (بالتجسد) إذ أنه مكتوب
[ لأنه فيما كان الناموس عاجزاً عنه بسبب ضعف الجسد
أرسل الله ابنه في شبه جسد الخطية ، ودان الخطية في الجسد ]
(رومية 8: 3) .
ومرة ثانية علينا أن نُلاحظ أننا لا نقرأ عن إنسان يحصل على اللاهوت ويحاول أن يرتفع إلى كرامته
بل أننا نقرأ عن الله الآب الذي أرسل لنا ابنه الوحيد
[ في شبه جسد الخطية ]
لكي يبطل الخطية .
لذلك فالصواب هو :
أن الله الكلمة صار إنساناً ونزل إلى أسفل إلى فقرنا .
ومن هذا يظهر لنا أن المسيح ليس مجرد إنسان حصل على المجد الإلهي .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:01 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[13] كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع

عندما نبحث في سر تدبير تجسد الابن الوحيد
فما نقوله عنه نتمسك به
لأنه التعليم الحقيقي والإيمان الأرثوذكسي .
فالكلمة نفسه هو مولود من الله الآب
إله حقيقي من إله حقيقي
نور من نور
تجسد وتأنس
نزل من السماء وتألم وقام من بين الأموات ..
لأنه هكذا حدد المجمع العظيم المقدس
(مجمع نيقية المسكوني الأول 325م)
قانون الإيمان .
وإذا بحثنا لكي نتعلم ما هو المعنى الحقيقي لتجسد الكلمة الذي صار إنساناً فأننا لا نذهب إلى القول بأن الكلمة عندما تجسد أتصل فقط بالطبيعة البشرية
وأن مجرد الاتصال جعل بشريته تشاركه مجد ألوهيته وسلطانها
أو أنه جعل بشريته تشاركه اسم الابن
ولكن بالحري أنه صار إنساناً مثلنا واحتفظ بما له من خواص لأنه غير متغير
بل لا يوجد فيه حتى ظل التغيير
(يعقوب1: 17) .
فهو تدبيرياً اتخذ لنفسه لحماً ودماً .
ولكنه واحد هو الذي قبل التجسد دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله
[ الابن الوحيد ] [ الكلمة ] [ الله ] [ الصورة ] [ البهاء ] [ رسم جوهر الآب ] [ الحياة ] [ المجد ] [ النور ] [ الحكمة ] [ القوة ] [ الذراع ] [ اليد اليمنى ] [ العلي ] [ الممجد ] [ رب الصباؤوت ] .
وباقي الأسماء التي تخص الله وبعد التجسد دُعيَّ
[ الإنسان ] [ يسوع المسيح ] [ الفادي ] [ الوسيط ] [ بكر الراقدين ] [ آدم الثاني ] [ راس الجسد أي الكنيسة ] .
الأسماء الأولى تخصه لأنها أسماؤه
وكذلك الثانية التي أخذها في نهاية الدهور .
لكن الذي يحمل هذه الأسماء هو واحد الذي قبل التجسد الله الحقيقي
وظل كذلك في تجسده
وسيظل كذلك إلى الأبد .
لذلك لا يجب أن نُقسم الرب يسوع المسيح إلى إنسان وإلى إله بل نقول يسوع المسيح هو هو واحد
لكن نُميز بين الطبيعتين دون أن نمزجهما .

وحتى إذا قالت الكتب المقدسة أن في المسيح حل كل ملء اللاهوت جسدياً
(كولوسي2: 9)
فأن هذه الكلمات لا تعني الانفصال
كما لو كان الكلمة حل في إنسان اسمه المسيح
لأننا يجب أن لا نمزق الاتحاد أو نعتقد بوجود ابنين .
وحتى إذا استخدمت الأسفار المقدسة اسم المسيح وحده دون أن تشير إلى الله الكلمة
فهذا لا يبدو بالمرة فصلاً للطبيعة البشرية التي اتخذها لنفسه وجعلها هيكله
علينا أن نفهم طريقة التعبير عن الحقائق الإيمانية
لأنه مكتوب في موضع آخر أن نفوس البشر تسكن (أو تحل) في بيوت من طين
(أيوب4: 19)
فإذا كانت أجسام البشر تُسمى
[ بيوت من طين ]
والنص يؤكد أن النفوس تسكنها
فهل تستدعي طريقة التعبير هذه أن نقسم الإنسان الواحد إلى أثنين ( جسد ونفس ) ؟!
أليس هذا خطأ ؟ .
وإذا كانت هذه هي الطريقة المألوفة لحديث عن الموضوعات التي فيها اتحاد بين اثنين وبسبب الاتحاد يُمكن أن نتحدث عن طبيعة هي أصلاً من الطبائع المركبة
( أو الطبائع المتحدة )
كما لو كنا نتحدث عن عنصر واحد منها مع أن الواقع غير ذلك ... فأحياناً يُقال عن الإنسان أن روحه تسكن جسده
وأحياناً تُدعى روح الإنسان ( وحدها ) أو جسد الإنسان ( وحده ) إنساناً
وهذا ما يخبرنا به بولس الحكيم إذ يقول
[ إذا كان إنسانناً الخارجي يفنى فإنساننا الداخلي يتجدد يوماً فيوماً ]
(2كورنثوس 4: 16)
والرسول يتحدث عن العلاقة بين الإنسان الخارجي والداخلي ويصفها بهذه الطريقة وهو يتحدث بالصواب لكنه لا يُقسم الإنسان الواحد إلى أثنين
( واحد داخلي والآخر خارجي ) .
كذلك النبي إشعياء في موضع آخر يقول
[ في الليل تبكر إليك روحي يا الله ]
(26: 9)
فهل تقوم روحه مبكرة إلى الله باعتبارها شيئاً آخر غير نفسه ؟
أليس حماقة أن نستنتج هذا ؟! ...
لذلك علينا أن نفهم طريقة الحديث عن مثل هذه الموضوعات وأن نلتزم بما هو معقول منتبهين إلى الغرض الذي يكمُن وراء هذه الأقوال .
وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه كان
[ ينمو في القامة وفي الحكمة وفي النعمة ]
(لوقا 2: 52) .
فأن هذا يخص التدبير .
لأن كلمة الله سمح لبشريته أن تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها .
لكنه أراد شيئاً فشيئاً أن يعطي مجد ألوهيته إلى جسده كلما تقدم في العمر حتى لا يكون مرعباً للناس إذا بدر منه عدم الاحتياج المطلق إلى أي شيء .
ومع هذا تكلموا عنه
[ كيف عرف هذا الإنسان الكتب وهو لم يتعلم ]
(يوحنا 7: 15) .
فالنمو يحدث للجسد
كما أن التقدم في النعمة والحكمة يتلاءم مع مقاييس الطبيعة البشرية .
وهنا يلزمنا أن نؤكد أن الله الكلمة المولود من الآب هو نفسه كلي الكمال لا ينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة
بل أنه يعطي للمخلوقات الحكمة والنعمة وكل ما هو صالح .
وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه تألم فأن الآلام هي أيضاً خاصة بالتدبير .
وهي آلامه هو
وهذا صحيح تماماً لأنه تألم في الجسد الذي يخصه هو .
ولكنه كإله لا يتألم أي لا تقبل طبيعته الألم حتى عندما تجرأ صالبوه وعذبوه بقسوة .
وعندما صار الابن الوحيد مثلنا
– لأنه دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله
[ بابن البشر ]
وهذا حسب التدبير
– إلا أننا نعترف أنه بطبيعته الله .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:02 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[14] كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله - براهين الكتب14 – براهين من الكتب الإلهية على أن كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله .

يقول الله في موضع ما لموسى شارح الأسرار الإلهية
[ وتصنع غطاء من الذهب لكرسي الرحمة من ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف . وتصنع كروبين من ذهب ، صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء . واصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً آخر على الطرف من هناك ... ووجهاهما كل واحد إلى الآخر نحو كرسي الرحمة يكون وجها الكروبين ]
( خروج25: 17 – 20)
هذا رمز صحيح يدل على الله الكلمة الذي تأنس إلا أنه ظل الله
وعندما صار مثلنا من أجل التدبير لم يفقد مجده وعظمته .
وعمانوئيل صار لنا
[ كفارة بالإيمان ]
(رومية3: 25) .
وهذا يُبرهنه يوحنا أيضاً
[ يا أولادي الصغار أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا . وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار ، وهو كفارة لخطايانا ]
(1يوحنا2: 1 – 2) .
وأيضاً يقول بولس
[ الذي قدمه كفارة بالإيمان بدمه ]
(رومية3: 25)
وعلينا أن ننظر إلى الكروبين واقفين باسطين أجنحتهما على كرسي الرحمة
وهما يتطلعان إلى كرسي الرحمة وفي نفس الوقت يثبتان أعينهما على إرادة ربهما .
وحشد الأرواح السمائية يثبتون عيونهم على إرادة الله
وكلهم لا يشبع من التطلع إلى الله .
هذا المنظر الأرضي (في خيمة الاجتماع) يُذكرنا بالمنظر السمائي الذي رآه أشعياء النبي عندما رأى الابن جالساً على عرشٍ عال
(6: 1)
والسيرافيم يخدمونه كالله .

15 – برهان آخر ..


وموسى الإلهي قد أُقيم في القديم لكي يُحرر شعبه من ظلم المصريين
ولكن كان من الضروري أولاً أن يتعلم الذين كانوا تحت نير العبودية أن الله تصالح معهم .
لذلك أُمر موسى بأن يُجري معجزات لأن المعجزة في بعض الأوقات تُساعدنا على الإيمان .
لذلك يقول موسى لله ضابط الكل
[ ولكن إذا لم يصدقوني أو يسمعون لقولي ، بل يقولون لم يظهر لك الرب . فماذا أقول لهم ؟ فقال له الرب ما هذه التي في يدك ؟ فقال عصا . فقال أطرحها على الأرض . فطرحها فصارت حيه فهرب موسى منها . ثم قال الرب لموسى مد يدك وامسك بها .. ]
(خروج4: 1 – 5)
لنتأمل هذا .
أن ابن الله بالطبيعة وبالحق هو عصا الآب
لأن العصا هي علامة المملكة .
لأن الآب في الابن له سلطان على الكل .
وفي ذلك يقول داود
[ كرسيك يا الله إلى دهر الدهور . قضيب استقامة هو قضيب مُلكك ]
(مزمور45: 6) .
ولكنه (الآب) طرحها أو جعلها على الأرض في طبيعة بشرية .
عند ذلك اتخذت (العصا) شبه الناس الخطاة
وأصبح واضحاً أن العصا التي صارت حية ترمز إلى شر الطبيعة البشرية
لأن الحية علامة على الشرّ .
ولكي نتأكد أن ما فسرته صواباً نجد أن ربنا يسوع المسيح نفسه يقول عن رموز التدبير بالجسد أنه مثل الحية النُحاسية التي رفعها موسى لكي تشفي من عضات الحيات .
لأنه يقول
[ وكما رفع موسى النبي الحية في البرية هكذا يجب أن يُرفع ابن الإنسان حتى أن من يؤمن به لا يهلك بل تكون له الحياة الأبدية ]
(يوحنا3: 14 – 15) .
والحية التي صُنعت من نحاس كانت سبب خلاص الذين كانوا في خطر
لأنهم عندما نظروا إليها خلصوا .
هكذا ربنا يسوع المسيح للذين ينظرونه وهو في شبه الناس الخطاة – لأنه صار إنساناً - ... ولكنه لا يجهل أحد أنه الله الذي يُقيم والذي يمنح الحياة والقوة للهرب من العضات الأليمة والسامة
وأنا أقصد القوات التي تُحاربنا .
وهُناك جانب رمزي آخر :
(( عصا )) موسى ابتلعت (( عصا )) السحرة التي أُلقيت على الأرض
لأن (( العصا )) بعد أن طُرحت على الأرض وصارت حية (( لم تظل حية ))
بل رجعت إلى ما كانت عليه .
كذلك (( عصا )) الآب أي الابن الذي فيه يسود الآب على الكل صار في شبهنا
– كما قلت من قبل –
إلا أنه بعد أن أكمل التدبير عاد إلى السماء .
فهو في يد الآب
[ قضيب البرّ والملك ]
(مزمور45: 6)
وهو يجلس عن يمين الآب في مجده
وله عرش الآب حتى وهو في الجسد .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:02 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[15] كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله
- تابع براهين الكتب


16 – برهان آخر .


قال الرب لموسى
[ أدخل يدك داخلاً في حضنك .. ثم أخرجها وإذا يده برصاء مثل الثلج ]
(خروج 4: 6 – 7) .
اليد – يد الله الآب – في الأسفار الإلهية هي الابن لأن هذا النص يُشير إليه
[ وأنا ويدي أسست السماوات ]
(أشعياء 48: 13)
وداود الإلهي يُنشد قائل
اً [ بكلمة الرب تأسست السماوات ]
(مزمور 33: 6) .
وعندما كانت يد موسى مختبئة في حضنه لم تكن برصاء
ولكن عندما أخرجت خارجاً صارت برصاء .
وبعد فترة أدخلها مرة ثانية ثم أخرجها ولم تعد برصاء بل قيل
[ أُعيدت إلى نفس لون جسده ]
(خروج 4: 7) .
لذلك عندما كان الله الكلمة في حضن الآب كان يُشرق ببهاء الألوهة
ولكن عندما صار كما لو كان خارجاً بسبب التجسد
– أو لأنه صار إنساناً في شبه جسد الخطية
(رومية8: 3)
[ أُحصيَّ مع أثمة ]
(أشعياء 53: 12)
لأن بولس الإلهي يقول
[ الذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا حتى نصير بر الله فيه ]
(2كورنثوس 5: 21)
– وهذا ما أعتقد أن البرص أشار إليه ، لأن الأبرص حسب الناموس كان نجساً ... ولكنه
( الكلمة المتجسد ) عندما عاد إلى حضن الآب
– لأنه صعد إلى هناك بعد قيامته من الأموات
– صار مثل يد موسى التي أُدخلت في حضنه وصارت طاهرة .
هكذا سوف يأتي ربنا يسوع المسيح في الوقت المحدد ببهاء مجد الألوهة رغم أنه لن يخلع شبهنا .
لأن بولس المبارك يقول أيضاً عن المسيح
[ لأنه مات لكي يحمل خطايا كثيرين ، وسيظهر ثانية بلا خطية لخلاص الذين ينتظرونه ]
(عبرانيين 9: 28) .
لذلك عندما تدعوه الأسفار الإلهية المسيح يسوع في مناسبات متعددة
لا يظن أحد أنه مجرد إنسان بل لنعتقد أنه يسوع المسيح كلمة الله الحقيقي الذي من الله الآب حتى وأن صار إنساناً .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:03 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية


[16] المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب

17 – المسيح ليس الله لبس جسداً
وليس كلمة الله الذي حل في إنسان
بل الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب .


الذين بلا دنس يؤمنون بالمسيح ، ويتفقون معنا
يعلمون أن الله الكلمة هو من الله الآب ...
وأنه نزل إلى فقرنا وصار في صورة العبد .
والجسد الذي أخذه وولد من العذراء هو جسده .
بل أنه لم يولد فقط بل صار مثلنا ودُعيَّ ابن الإنسان .
فهو بالحقيقة الله حسب الروح ولكنه هو نفسه إنسان حسب الجسد .
من أجل هذا يوجه الرسول بولس الإلهي خطابه إلى اليهود قائلاً
[ الذي بأنواع كثيرة وطرق شتى تكلم مع الآباء بالأنبياء وفي الأيام الأخيرة تكلم معنا في ابنه ]
(عبرانيين 1: 1 – 2) .
كيف تكلم الله الآب في الأيام الأخيرة في ابنه ؟
قديماً تكلم في الناموس في الابن
ولذلك قال الابن أن كلماته أُعطيت قديماً لموسى الحكيم
[ لا تظنوا أني جئت لكي نقض الناموس أو الأنبياء . لأنني لم آتِ لكي أنقض بل لأكمل ... السماوات والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول ]
(متى 5: 16 – 18 ، متى 24: 35) .
وكذلك يشهد النبي
[ أنا هو المتكلم . أنا آتٍ ]
(أشعياء 52: 6 حسب السبعينية)
وعندما تجسد
تكلم الآب معنا فيه كما قال بولس المبارك
[ في آخر الأيام ] .
ولكي لا يعوق أي شيء إيماننا بأنه هو هو قبل الدهور الله الابن
أضاف الرسول على الفور
[ الذي فيه خلق العالمين ]
ثم عاد وأكد
[ الذي هو بهاء مجد ورسم أقنوم الآب ] .
بالحقيقة صار إنساناً ذاك الذي به الله الآب
[ خلق العالمين ] .
ولذلك لكي يكون اعتقادنا سليماً علينا أن نؤمن أنه صار إنساناً وليس كما يفترض البعض أن الله سكن فيه .
لو كان هذا صحيحاً – أي أن الله سكن في إنسان – ألا يُصبح ما يقوله يوحنا الإنجيلي المبارك
[ الكلمة صار جسداً ]
(يوحنا 1: 14]
بلا فائدة ؟
لأنه ما هي الحاجة إلى مثل هذا التصريح ؟!
أو كيف يُقال أن الله الكلمة تجسد
إلا إذا كان فعلاً قد صار جسداً أي صار مثلنا ؟!
أن قوة التجسد تظهر في أنه صار مثلنا
لكنه ظل فوقنا بل فوق كل الخليقة .
وسوف أبرهن بأمثلة كثيرة على صدق ما ذكرته وهو أن الابن الوحيد صار إنساناً وهو الله حتى وهو في الجسد
ولم يسكن في إنسان ثم جعل هذا الإنسان لابساً اللاهوت مثل البشر الذين أنعم عليهم بشركة الطبيعة الإلهية .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:04 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[18] تابع المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب
- الأمثلة

17 – الأمثلة ...


يقول الله عن (البشر) في موضع
[ إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً ]
(أرميا 31: 33 ؛ 2كورنثوس 6: 16)
ويقول الرب يسوع المسيح نفسه
[ هاأنذا سآتي ... إن فتح لي إنسان ، سوف أدخل أنا وأبي لنسكن ونتعشى معه ]
(يوحنا 14: 23 ، رؤيا 3: 20)
وكذلك أيضاً دُعينا هياكل الله
[ أنتم هياكل الله الحي ]
(2كورنثوس 6: 16) .
وهو يقول أيضاً
[ ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هياكل الروح القدس الذي فيكم والذي لكم من الله ]
(1كورنثوس 6: 19) .
فإذا قالوا أنه دُعيَّ عمانوئيل بمعنى أنه مثلنا نحن البشر قد سكن الله فيه
فليعترفوا علانية أنهم عندما يشاهدوننا نحن والملائكة في السماء وعلى الأرض نعبده يخجلون من هذه الفكرة .
ويخجلون بالحري لأنهم يجهلون قصد الأسفار المقدسة .
كما أنه لا يوجد عندهم الإيمان الذي سلمه إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداماً للكلمة
(لوقا1: 2) .
وإذا قالوا أنه الله وأنه تمجد كالله لأن كلمة الله الآب سكن فيه
(أي في يسوع المسيح)
وأنه يمجد على هذا النحو وليس على أساس أنه الله الذي صار جسداً .
فليسمعوا منا هذا :
لايكفي لمن يسكن الله فيه أن تجعله هذه السكنى إلهاً يُعبَّد
لأن الله يسكن في الملائكة وفينا نحن بالروح القدس ... ومع هذا
فالذين أخذوا الروح القدس لا يكفيهم هذا لكي يصبحوا بالحقيقة آلهة (**) .
لذلك ليس لهذا السبب بالذات قيل إن عمانوئيل هو الله
ونحن لا نعبده لأن الكلمة حل فيه كما يحل في إنسان
وإنما نعبده لأنه الله الذي صار جسداً أي إنساناً وظل في نفس الوقت الله الذي يُعبد .
_______________

(**) هذه الفقرة توضح الفرق الأساسي بين المسيح الله الكلمة بالحقيقة وبين المؤمنين من حيث مشاركة الطبيعة الإلهية أو التأله بحسب تعبير الآباء
لأن الإنسان لا يتحول لإله يعبد رغم أنه في المسيح يسوع قد صار هيكلاً لله والروح القدس يسكن فيه
لأن مفهوم التأله عند الآباء يعني إصباغ الفضائل الإلهية على الإنسان ولبسه المسيح الرب ، لكي يكون له شركة مع الله
ومن هنا يأتي لفظ التأله
أي الاتحاد بالرب لأن من التصق بالرب فقد صار روحاً واحداً
وطبعاً ليس معنى روح واحد أي اتحاد جوهري بل هو اتحاد نسبي كهبة من الله
وبمعنى أدق وأكثر وضوح
التأله
( الذي هو تغيرنا لصورة - وليس جوهر - المسيح يسوع ، وليس بالمعنى الحرفي للكلمة )
=
بنوتنا لله في المسيح بسبب تجسده ومعموديتنا الذي فيها لبسنا المسيح الابن بالطبيعة فصرنا فيه أولاد الله بالتبني كمنحه إلهيه لنا وهذه هي أعظم عطية تسلمناها من الله لنمارسها ونعيش كأولاد له في سر التقوى وشركة المحبة.

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:05 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[19 - 23] تابع المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب
أقوال رسولية تشهد على أن المسيح هو الله


(19)عندما يتحدث الرسول عن المسيح يقول
[ الذي في أجيال أُخر لم يعرفه بنو البشر على النحو الذي أعلن الآن لقديسيه ..
الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السرّ في الأمم
الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد الذي نُنادي به ]
(أفسس 3: 5 ، كولوسي 1: 26 – 28) .
فإذا كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت وليس الله بالحقيقة
– فكيف يُصبح هو نفسه [ غنى مجد السرّ ] الذي يُبشر به للأمم ؟ .
أو كيف يُمكن أن يُقال أن الرسول بشر بالله بالمرة ؟!

20 – [ فأني أُريد أن تعلموا أي جهاد لي لأجلكم ولأجل الذين في لاودوكية وجميع الذين لم يروا وجهي في الجسد ، لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة بكل غنى يقين الفهم لمعرفة سرّ الله والمسيح ]
(كولوسي 2: 1 – 2) .
وهاهو يُسمي سرالله
سر المسيح
ويتمنى لمن يكتب إليهم أن يكون عندهم
[ يقين الفهم ] لمعرفته .
فما هي حاجة الذين يريدون أن يعرفوا سرّ المسيح إذا كان الله قد حل في إنسان ؟ ... لكنهم يحتاجون إلى
[ غنى يقين الفهم ]
لكي يعرفوا أن الله الكلمة تجسد .

21 – [ لأنه منكم أُذيعت كلمة الرب ليس في مكدونية وأخائية فقط بل في كل مكان أيضاً قد ذاع إيمانكم بالله حتى لم يعد لنا حاجة أن نتكلم ... ]
(تسالونيكي 1: 8) .
وها هو الرسول يُذكر أن إيمانهم هو إيمان الله
بينما يقول المسيح
[ من يؤمن بي فله حياة أبدية ]
(يوحنا 6: 17) .
كما أن الكلمة التي
يُبشر بها الرسول هي كلمة الرب أي المسيح .

22 – [ لأنكم أنتم أيها الإخوة تعلمون دخولنا إليكم أنه لم يكن باطلاً . بل بعد ما تألمنا قبل وبُغيَّ علينا كما تعلمون في فيلبي بشجاعة في إلهنا تكلمنا معكم بإنجيل الله ]
(1 تسالونيكي 2: 1 – 2) .
وعندما يقول الرسول أنه تحدث بشجاعة [ في إلهنا ] فأنه يوضح من هو هذا الإله .
فهو الذي كُرز به في بشارة إنجيل الله الذي يبشر به للأمم أي المسيح .

23 – [ فأنكم أيها الإخوة تذكرون تعبنا وكدنا إذ كنا نكرز لكم بإنجيل الله ونحن عاملون ليلاً ونهاراً كي لا نثقل على أحد منكم ]
وأيضاً
[ من أجل ذلك نحن أيضاً نشكر الله بلا انقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أُناس بل كما هي في الحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضاً فيكم أنتم المؤمنين ]
(1 تسالونيكي 2: 9 – 13) .
ألا يقول الرسول صراحة أن كلمة المسيح هي إنجيل الله وأنها كلمة الله أيضاً ؟!
أليس هذا ظاهراً بكل وضوح للجميع .

ابن الباباا 01 - 07 - 2012 09:06 PM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية

[24 - 25] تابع المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب
تابع / أقوال رسولية تشهد على أن المسيح هو الله


24 – [ لأنه فد ظهرت نعمة الله مخلصنا لجميع الناس معلمه إيانا أن ننكر الفجور والشهوات .. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيمومخلصنا يسوع المسيح ]
(تيطس 2: 11 – 13) .
هنا جهراً يوصف الرب يسوع المسيح بأنه [ الله والعظيم ]
ذلك الذي ننتظر مجيئه المجيد فنصلي بحرارة ونعيش بالتقوى وبدون عيب .
ولو كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت فكيف يسمى (( الله العظيم )) ؟
وكيف يكون رجاؤنا فيه مباركاً ؟
والنبي أرميا يقول
[ ملعون هو الرجل الذي يتكل على إنسان ]
(17: 5) .
ولو كان المسيح قد لبس اللاهوت فهذا لا يجعله إلهاً .
وقياساً على ذلك لو دعونا كل من حل فيهم الله آلهة .. فماذا يمنعنا من عبادتهم ؟
لكن الرسول بولس يُسمي المسيح : الله والعظيم
وأن مجيئه مبارك .
وبولس أيضاً قال لليهود عن عمانوئيل
[ الذين منهم الآباء والعهد والمواعيد ، ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الله المبارك إلى الأبد ]
(رومية 9: 4 – 5)
ولقد كرز بولس بإعلان إلهي .. وهذا واضح إذ يقول هو نفسه
[ وبعد أربع عشرة سنة صعدت إلى أورشليم مع برنابا وأخذت تيطس معي . ولقد صعدت بإعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به ، لكن عرضته على انفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ]
(غلاطية 2: 1 – 2) .
ونحن نعلم أن بولس بشر بالمسيح للأمم كإله
وفي كل مكان كان يتحدث عن سرّ المسيح مسمياً إياه بالسر العظيم الإلهي .
لقد صعد إلى أورشليم بموجب إعلان إلهي
وعرض بشارته على المعتبرين أي الرسل القديسين والتلاميذ لئلا يكون قد سعى باطلاً .
وعندما نزل من أورشليم وأخذ يبشر الأمم لم يصحح تعليمه ولم يُغير بشارته التي سبقت صعوده إلى أورشليم .
ألم يستمر في الاعترافبالمسيح الإله ؟
بكل تأكيد
حتى أنه يكتب قائل
اً [ أني أتعجب من أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم إلى إنجيل آخر . ليس هو آخر ، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح ]
ثم يضيف
[ لكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به فليكن أناثيما (محروماً) ]
(غلاطية 1: 6 – 7) .
ورغم أن الله حال في كل الذين بشرهم (بولس) إلا أنهم تركوا كل شيء ؟ .
وما سبب ذلك إلا أن الرسول كرز لهم بالمسيح الإله وحده ؟!!

25 – كتب يوحنا الإنجيلي عن المسيح
[ وعندما كان في أورشليم في العيد آمن به كثيرون باسمه إذ رأوا الآيات التي صنع ، لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ولأنه لم يكن محتاجاً أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان ]
(يوحنا 2: 23 – 25) .
لو كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت ألا يكون الذين آمنوا به وباسمه في أورشليم قد خُدِعوا ؟
وكيف عرف وحده ما في الإنسان ؟
لأن الله وحده هو الذي يعرف الإنسان لأنه هو
[ الذي يصور القلوب واحداً فواحداً ]
(مزمور 33: 15) .
ولماذا هو وحده يغفر الخطايا ؟
فهو يقول
[ ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ]
(متى 9: 6) .
ولماذا هو وحده دون باقي الخلائق يجلس مع الآب على عرشه ؟
لماذا تعبده الملائكة وحده ؟
ولماذا علمنا أن نعتبر الآب
[ أبانا السماوي ]
لكنه تحدث عنه بطريقة خاصة به وحده ومختلفة عن الطريقة التي علمنا إياها ؟!
ربما قال أحد ما
أن ما ذكرته من براهين يجوز أن تستخدم في مجال حلول الكلمة ( في إنسان ) .
ولو كان الأمر كذلك لكان على الكلمة أن يبدأ كلامه كما يبدأ الأنبياء الذين حل فيهم الكلمة ويقول
[ هكذا يقول الرب ] ..
ولكنه لم يفعل
بل عندما شرع في وضع الشريعة التي هي أسمى من الناموس أظهر سلطانه كمشرع للناموس وقال
[ أما أنا فأقول لكم ]
(متى 5: 22، 28، 32، 34، 39، 44) .
وكيف يقول أنه حرّ وليس مديوناً لله (متى 17: 26) ؟ ..
السبب في ذلك هو انه الابن بالحقيقة .
ولو كان إنساناً لبس اللاهوت
لن يكون بطبيعته حراً ولأن الله بطبيعته حرّ فهو وحده الذي يطلب الديون في الوقت المناسب .
وإذا كان المسيح هو غاية الناموس والأنبياء
وقيل عنه إنه إنسان لبس اللاهوت
– ألا يعطي هذا فرصة للبعض أن يقولوا في سخرية
أن غاية الناموس وبشارة الأنبياء أدت في النهاية إلى ذنب عظيم وهو عبادة إنسان ! .
لقد حدد الناموس عبادتنا لله على النحو التالي
[ للرب إلهك تسجد وإياه وحده تخدم ]
(تثنية 6: 13 – متى 4: 10) .
ولقد كان الناموس مؤدبنا وقائدنا إلى المسيح
وإلى معرفة أكثر سمواً من تلك التي حصل عليها الذين عاشوا في الظلال
(أي في العهد القديم) .
وعبادتنا لله ليست شيئاً يُستهان به حتى أننا نعبد بدلاً منه إنساناً حل الله فيه .
وعلى ذلك أيهما أفضل بالنسبة للإيمان
طالما أن المسألة هي مجرد حلول الله
هل الأفضل أن يحل الله في السماء أم يحل في إنسان ؟
أيهما أشرف طالما أن المسالة هي مجرد حلول
أن يحل الله في السيرافيم أم في جسد بشري أرضي ؟
ولو كان (المسيح) إنساناً لبس اللاهوت فما معنى القول
[ شاركنا في اللحم والدم ]
(عبرانيين 2: 14) .
كيف يتحقق هذا لو كان اللاهوت قد حل في إنسان ؟
هل يكفي الحلول لأن يصبح (الكلمة) مشاركاً إياناً اللحم والدم ؟ .
ولو كانت مشاركته اللحم والدم تجعل منه إنساناً على النحو الذي يفهمه المعارضون للإيمان
فالله حل في قديسين كثيرين
وهذا يعني أنه لم يتجسد مرة واحدة بل عدة مرات .
لكن قيل عن التجسد
[ أظهر مرة عند انقضاء الدهر لكي يبطل الخطية بذبيحة نفسه ]
(عبرانيين 9: 26) .
فلو كان الرأي المعارض صحيحاً
فكيف تبشرنا الكتب الإلهية
بمجيء واحد للكلمة ؟ !

Mary Naeem 02 - 07 - 2012 09:42 AM

رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
 
شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك


الساعة الآن 12:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025