منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=297506)

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:00 PM

كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
مقدمة


مقدمة
نتابع معًا يا صديقي رحلتنا عبر سلسلة:
"استقامة كنيستنا"
تحدثنا عن شهود يهوه، لئلا نسقط في هوة هلاكهم..
وتحدثنا عن الأدفنتست لئلا ننزلق إلى ظلمة موتهم... أما الآن فالحديث عن الإنجيليين.. والحديث هنا مختلف تمامًا.. مختلف في طريقة البحث ومختلف في القصد أيضًا..

أولًا: طريقة البحث:

ما أكثر الكنائس التي تدعو نفسها بأنها إنجيليه.. في مصر الكثير، وفي الخارج الأكثر والأكثر والأكثر... النازل إلى الساحة يتوه.. يتوه في زحمة المجموعات.. يتوه في زحمة المبادئ والأفكار.. يتوه في زحمة المشاكل والانشقاقات.. وبين عشرات الكتب لم أجد ضالتي المنشودة.. سمعت عن أسماء كنائس كثيرة، فمثلًا: الإصلاح والإيمان والله والمثال المسيحي والرسولية والخمسينية والمسيح والنعمة والنعمة الرسولية والبلاميث والأخوة المرحبين والمعمدانيين الإنجيليين والكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى والأسقفية... الخ ولم أدري الفوارق بين كل كنيسة وأخرى.. فذهبت ونزلت.. نزلت إلى الأزقة والحواري والشوارع.. ألِف وأدور.. اسأل واستفسر عن القاعات الإنجيلية أجلس وأشاهد.. أسجل واستقصي، وأتناقش مع القسوس الإنجيليين والأخوة الأحباء.. على مدار ساعات طويلة طويلة وخلال أيام كثيرة وشهور عديدة، إلى أن انتهيت من هذا البحث بعد رحلة ألم وعناء وحسرة.. عجبًا...!! كيف تحول قطيع الراعي الواحد إلى قطعان صغيرة كثيرة متفرقة ومتصارعة (ولو في الخفاء)..!!!


ثانيًا: القصد:

أما القصد فمختلف تمامًا عما سبق مع شهود يهوه والأدفنتست.. لم أقصد من كتابي هذا هجوم أو منازلة.. ولكن القصد كل القصد أنه صرخة..
صرخة ألم.. صرخة رعب.. صرخة حسرة.. صرخة نداء ودعوة.. صرخة تحذير وأمل..
إنها صرخة ألم... صرخة ألم من أعماق قلب أم حزينة على أولادها.. أولادها الذين هجروها.. هجروها وذهبوا بعيدًا بعيدًا عن أحضانها..
إنها صرخة الكنيسة.. أم القديسين والشهداء.. القديسون المجاهدون العابدون الذين سبقونا في طريق الملكوت:
"وإن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم (القديسين) وارعي جداءك عند مساكن الرعاة" (نش 8:1)
والشهداء الذين بذلوا دمائهم الغالية رخيصة من أجل الإيمان فشكلوا سحابة الشهود المحيطة بنا:
"لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود (الشهداء) مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة.." (عب1:12)
إنها صرخة رعب... صرخة رعب تعلن الويل كل الويل لكل متجاسر عنيد.. الويل لمن تجرأ أو تجاسر وقسَّم كنيسة المسيح إلى شيع وأحزاب.. الويل لمن اخترع طائفة جديدة أو كنيسة جديدة.. الويل لمن ساق نفسه إلى صراعات تفضي إلى تقسيم الجسد الواحد.. صراع على الرئاسة.. صراع على السلطة.. صراع حول الذات.. الويل لمن صنع الانشقاق والانقسام، فمن ذات الزرع سيحصد ثمارًا من نفس النوع.. وهذا ما نراه وما نلمسه يومًا فيوم بحجة التنويع وتلافى الخلافات.. ألا يدرون أن تقسيم الكنيسة جريمة عُظمى ضد الحبيب الواحد..؟؟!!
إنها صرخة حسرة.. ويا للحسرة.!! لقد مزقوا الكنيسة ثوب المسيح سعيًا وراء لوثر.. لقد شوَّهوا صورة الكنيسة عروس المسيح سعيًا وراء زونكلى وكالفن.. ومن بعدهم العشرات والمئات.. كل منهم يُنشئ كنيسة باسم جديد ومبادئ جديدة وتفسيرات جديدة... وأين المسيح يا قوم وسط هذا الزحام..؟!!
لقد ظهرت كنيسة القسيس فلان، وكنيسة القسيس عِلان.. كلٍ يحاول تسويق بضاعته وكسب أتباعًا جدد...
لقد عشت مع لوثر وزونكلى وكلفن.. ورأيت عجبًا..! وتساءلت:
أين هؤلاء من إنجيل المسيح.. ووصايا يسوع..؟
أين هؤلاء من وصية المحبة للجميع أخوة وأعداء..؟
أين هؤلاء من وصية التسامح..؟ أم أنهم قتلة سفاكي دماء بالتحريض والفعل..؟
أين هم من وصية " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (فصل الدين عن السياسة)..؟ أم أنهم نصّبوا أنفسهم حكام دين ودنيا..؟
أين هم من حياة آباؤنا الرسل الأطهار؛ والشهداء الأبطال؛ والقديسون الأبرار؛ وإنكار الذات..؟
هل أرضوا الرب في حياتهم وتصرفاتهم حتى ننظر إلى نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم..؟ أم أنهم أرضوا ذواتهم وأتباعهم..
يا صديقي إن كنت تستثقل هذه الأقوال فلا تصدر رأيك إلا بعد الانتهاء من قراءة هذا الكتاب.
إنها صرخة نداء ودعوة.. صرخة دعوة أُم تفتح أحضانها منتظرة عودتك أيها الابن البعيد.. تناديك وتناجيك.. لكنها لا تريد أن تبكيك.. بل تهمس في أذنيك.. يا ابني.. يا حبيبي.. هيا انهض واصعد إليّ.. إنني على الجبل العالي.. مؤسسة على صخر الدهور.. أذكر يا ابني من أين سقطت وتُب.. تُب وقم.. قم واصعد.. اصعد وعُد إليّ.. عُد.. عُد يا ابني الحبيب إلى أحضاني لترح أحشائي التي حبلت بك، لقد ولدتك في جُرن المعمودية.. عُد يا ابني الحبيب حيث النجاة (فلك نوح).. حيث الحياة (من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا إلى الأبد).. حيث المصلوب (من يسير إلى الجلجثة يعطيه المصلوب أمه القديسة مريم أمًا له).. حيث السعادة وملء البركات (الكنيسة هي أيقونة السماء.. باب السماء.. هي السماء).
يا ابني... لا تدع الأيام تطويك.. والسراب يخدعك.. وتذهب وراء الأهواء.. وراء الإيحاءات.. وراء الانفعالات البشرية والصرخات الهستيرية وبلبلة الألسن.. وراء المحتجين ضد كل شيء حتى أنهم فقدوا كل شيء.
إنها صرخة تحذير وأمل.. حذارٍ.. حذارٍ.. يا أبي.. يا أمي.. يا أخي.. يا أختي.. يا ابني.. يا ابنتي.. أن يترك أحد أمه الكنيسة الأرثوذكسية لأي سبب كان..!!
فلنشكر الله على حياتنا في الأحضان الفسيحة الدافئة.. وصدقني.. صدقني يا صديقي أن الخارج من الكنيسة هو طفل تنتزعه من أحضان أمه لتلقى به في مفارق الطرق.. بل تلقي به في الطوفان.. دعنا نصلى ونضرع إلى إلهنا الحي ليمد يمينه ليضمد الجراحات.. ويجمع الشمل.. ويزيل الانقسامات.. لتكون رعية واحدة لراع واحد.. لمجد الإله الواحد.. بشفاعة أمنا العذراء القديسة مريم والدة الإله، أمين...

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:03 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الوسط الذي ظهرت فيه حركة البروتستانت

أولا: سلطة البابا
ثانيًا: فساد الإكليروس
ثالثًا: جهل الشعب
رابعًا: الروح القومية
خامسًا: عصر النهضة
سادسًا: صكوك الغفران
عقيدة زوائد القديسين
عقيدة المطهر
احتجاجات مارتن لوثر الـ95
من أمثلة هذه الاعتراضات
تعليق
الحواشي والمراجع
أولًا: الوسط الذي ظهرت فيه حركة البروتستانت
أولا: سلطة البابا:

كانت أوربا مقسمة إلى ولايات، على رأس كل ولاية رئيس أساقفة، وكل ولاية مُقسمة إلى مناطق أصغر (دوقيات) على رأس كل منها أسقف، وهذه المناطق مقسمة إلى إبروشيات لكل إبروشية منها كاهن أو أكثر.. لقد مثّل هذا النظام شبكة متكاملة تُغطى جميع مناطق أوربا وجميعها تدين بالولاء للبابا.. هذا بالإضافة للأنظمة المختلفة للرهبنة وأهمها الدومنيكان والفرنسيسكان وكانت أعداد الرهبان كثيرة جدًا.. أما أديرتهم فهي تُغطى معظم مناطق أوربا وجميعهم يُدينون بالولاء للبابا.
وامتدت سلطة البابا من الأمور الدينية إلى الأمور الدنيوية، كما شملت سلطة الأساقفة الشئون المدنية علاوة على الشئون الدينية.. حتى أن سلطان الإمبراطور أصبح أقل كثيرًا من سلطان البابا.. فلقد أصبح الإمبراطور وأتباعه من الحكام مجرد صورة لاستكمال البرواز:
"كان رجاله (النظام الكنسي) يمسكون في أيديهم السلطة الدينية والدنيوية معًا.. والويل لمن تحدثه نفسه بأن يثور على نظام الكنيسة، أو يقف في وجهها، لأنهم عندئذٍ كانوا يسلمونه للسلطة المدنية لإصدار الحكم عليه ثم يكون نصيبه عامود (خازوق) الإحراق بعد ذلك في الميادين العامة، أما السلطة المدنية فما كانت تعمل إلا في خضوع لأوامرهم ومؤامراتهم"(1)...
والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها القليل:
1) بعد أن ظل الأباطرة والملوك يعينون الأساقفة لوقت طويل باعتبار أن الأسقف يجمع بين السلطتين الدينية والمدنية، انتزع بابا روما هذا الحق وبدأ هو يُعين الأساقفة على أن يجمعوا بين السلطتين.. وعندما تجرأ الإمبراطور هنري الرابع واعترض قام البابا هيلد براند بحرمانه، ومعنى هذا أنه أصبح محرومًا من المُلك أيضًا.. فماذا فعل الإمبراطور...؟ لقد توجه الإمبراطور المظلوم عبر جبال الألب في الشتاء القارص والأمطار الغزيرة والثلوج بصحبة زوجته وابنه الرضيع حتى وصل إلى قصر البابا في روما.. وقف الإمبراطور أمام القصر وهو حافي القدمين مرتديًا الملابس الخشنة نادمًا متذللًا.. وظل على هذه الحالة لمدة يومان حتى سمح له قداسة البابا بالمقابلة ورفع عنه حكم الحرمان على ألا يعود إلى تلك المعصية..
2) ظهر جون هس في بوهيما وسط أوربا وأخذ يندد بالحياة المستبيحة التي يحياها الكهنة، وفي عام 1410م أخرج كتابًا أسماه "ناموس المسيح" نادى فيه بأنه يحق للمسيحيين شق عصا الطاعة على البابا فيما يخالف ناموس المسيح.. كما أنكر حق البابا في تحصيل جزية من إنجلترا.. عُقِد له مجمع كونستانس في 1414م وحُكم عليه بالحرق حيًا، فربطوه في عمود كبير وسط جزيرة بالنهر وأحرقت أمام عينيه كتبه وملابسه ثم أُحرِق ونُثر رماده في النهر لئلا يقدس أتباعه رفاته..
3) الراهب سافونارولا في مدينة فلورنسا بإيطاليا، قال:
"لقد كان للكنيسة من قبل قساوسة من ذهب وكؤوس من خشب أما الآن فالكؤوس صارت من ذهب والكهنة من خشب".
لقد اعترض سافونارولا Girolamo Savonarola على فساد الإكليروس والبابا الكسندر السادس الذي يصفه المؤرخين بأنه "حية رقطاء" يستبيح بكل القوانين ويغرق نفسه في الشهوات ممعنًا في القسوة لدرجة أنه لم يكن يتورع أن يدس السم لأتباعه"(2).. وكان نتيجة هذا الاعتراض أن البابا الكسندر أمر بحرق الراهب الثائر هو واثنين من رفقائه الرهبان سنة 1498م فشنقوا الثلاثة وأحرقوا جثثهم، وذروا رمادهم في نهر الأرنو..
4) كان في إحدى الأوقات لروما ثلاث باباوات في وقت واحد أولهم بندكتوس الثالث عشر الذي اعتلى كرسي الباباوية سنة 1394 م، ثم جاء جريجوريوس الثاني عشر سنة 1406م. ونصب نفسه بابا لروما في وجود بندكتوس، وفي سنة 1410م. نصب يوحنا الثاني عشر نفسه بابا ثالث لروما، وكان لكل بابا من الثلاثة حزبًا يؤيده ويحرم الآخرين، وظل هذا الوضع الشاذ حتى عام 1414م. عندما انعقد مجمع قسطنويًا برياسة البابا يوحنا الذي رفض التنازل عن الكرسي إلا بعد تنازل غريميه، فواجهه المجمع بخمسين تهمة موجهة ضده منها إنكار الحياة الأبدية وقيامة الأجساد وخلود النفس، وانه خدم الأسرار المقدسة وهو متقلدا سلاحه، بالإضافة إلى الفضائح الفظيعة التي يندى لها الجبين، وعندما أصر على رأيه قطعه المجمع مع بندكتوس الثالث عشر، واعتزل جريجوريوس وتم رسامه بابا جديد هو البابا رتينوس الخامس سنة 1417م..
5) البابا سيكستوس الرابع سنة 1471م. (ابن سماك) كان محبًا للمال شهوانيًا مستبيحًا فكان له أبناء غير شرعيين، بل تدهور به الحال إلى انه بني بيوتًا للبغاء.
6) البابا بانيوستيتوس الخامس سنة 1484م. كان أكثر فسادًا ممن سبقوه حتى أنه كان له ستة عشر ابنًا غير شرعي، بالإضافة إلى جشعه ومحبته للمال.
7) البابا سيكستوس الخامس سنة 1585م. كان قبل توليه كرسي الرئاسة يظهر التواضع فيمشى منحنيًا متوكئ على عصاه وصوته منخفضًا، وعندما اخبره الكرادلة بتذكيته لكرس الباباوية اظهر اتضاعًا عجيبًا مدعيًا انه لا يستحق هذا الشرف العظيم وهذا المنصب الجليل وعما قليل سيفارق هذه الحياة، والعجيب انه بعد الرسامة تبدل حاله وتغير فمشى منتصبًا وألقى عصاه واخذ يرتل بصوت عالٍ كالرعد، فلما سألوه عن سبب التغير أجابهم بأنه كان يفتش على مفاتيح مار بطرس فلما عثر عليها استقامت قامته.
ثانيًا: فساد الإكليروس:

نظرًا لأن الدرجات الكهنوتية أصبحت تمثل سلطة ومكسبًا ماديًا، لذلك اندفع الكثيرون يتنافسون للحصول على هذه الدرجات، وقدموا في سبيل ذلك المال والرشاوى المختلفة.. لقد تفشت السيمونية وسط الكنيسة الكاثوليكية ودخل للكهنوت من يستحق ومن لا يستحق:
"أما السيمونية فقد كانت شرعة لمن يريد أن ينال كرسيًا كهنوتيًا أو يحتل منصبًا كنسيًا.. أما الأسقفيات فكانت وقفًا على أبناء الأمراء والإقطاع دون النظر إلى درجة علمهم أو أهليتهم.. أما نذر العفة فقد كان ستارًا لكل الموبقات.. إن الشيطان قد أدخل كل النبلاء إلى دائرة الكهنوت وأجلسهم على كراسي الأساقفة.. أما جيمس ملك اسكتلندا فقد كان له خمسة من الأبناء غير الشرعيين أجلسهم كلهم على كراسي الأسقفيات في البلاد "(3).
نتيجة لهذا سقط الكثيرين من رجال الإكليروس في السُكر والعربدة والرذيلة،وعاشوا حياة البذخ والفخفخة حتى كرههم الشعب.. أيضًا لم يخضع رجال الإكليروس للقوانين العادية والمحاكم المدنية:
"أما تلك الإمبراطورية الكنسية فقد كانت في واقع الأمر في تحرر كامل من القوى المدنية.. كانت أعلى من الملوك في مستواها وفوق الأباطرة والأمراء.. والملوك أنفسهم كانت تهتز عروشهم إن هم حاولوا الوقوف ضدها.. حتى في حالة ارتكاب (الإكليروس) جريمة لم يكن من الممكن محاكمتهم على أساس القوانين السائدة في البلاد.. كانت محاكمتهم تتم في بلاط كنسي "(4)... ولهذا عندما ظهرت حركة البروتستنت تُهاجم البابا والإكليروس.. انضم إليها الكثيرين من المستاءين من هذه الأوضاع الكنسية المتردية.
ثالثًا: جهل الشعب:

انصرف رجال الدين عن تعليم الشعب، واقتصرت العبادة على الطقوس التي تُتلى باللغة اللاتينية التي لا يفهمها القارئ ولا السامع.. لقد افتقر الشعب إلى القدوة وقلت الروحانية وكثر الكلام والمجادلات والمماحكات الغبية، وانتشر السحر والشعوذة وأصبح الشعب الجاهل يخشى سلطة رجال الدين كما يخشون أعمال السحر.. لذلك شجع الكثيرون الفكر البروتستنتي الذي يحتج على سلطة الإكليروس ويهدم كرامة الكهنوت وينزع الوقار المُقدم لرجال الدين.
رابعًا: الروح القومية:


عانى الفلاحون والعمال من تسلط وظلم أصحاب الأراضي والمصانع ولاسيما في بلاد غرب أوربا، وزاد من هذه المعاناة تسلط باباوات روما، وانصراف رجال الدين عن الاهتمام بشئون الرعية وانشغالهم في جمع المال وعيشتهم في ترف زائد.. كل هذا أدى إلى تذكية الروح القومية ولاسيما في ألمانيا وإنجلترا وفرنسا.. وتطور الأمر إلى اشتعال ثورات الفلاحين، وقد استغل قادة البروتستنت هذه الظروف لصالح دعوتهم.
خامسًا: عصر النهضة:

يسمى القرن الخامس عشر والسادس عشر في أوربا بعصر النهضة أو عصر الإحياء أو عصر الميلاد من جديد، وفيه تمت إنجازات هامة في كافة نواحي العلم، فمثلًا:
1. اكتشف كولمبوس أمريكا، كما اكتشف فاسكودى جاما طريق رأس الرجاء الصالح مما غير مصدر الثورة، فبعد أن كانت الثروة قاصرة على امتلاك الأراضي امتدت إلى التجارة.
2. أعلن كوبرينكس أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور حولها.
3. سنة 1450م تم اختراع آلة الطباعة، وهذا ساعد على سرعة انتشار الأفكار ولاسيما التي تعارض وتنتقد الكنيسة البابوية.
4. سنة 1453م سقطت القسطنطينية في يد الأتراك وهرب كثير من علماء اليونان إلى غرب أوربا حيث أسسوا "الحركة الإنسانية" التي تهدف إلى خدمة الإنسان.. وقارنوا بين وضع الكنيسة الأولى والكنيسة في وضعها الراهن ونادوا بالتغيير والإصلاح.
سادسًا: صكوك الغفران:

اعتمدت فكرة صكوك الغفران على عقيدتين في الكنيسة الكاثوليكية، وهما عقيدة زوائد القديسين وعقيدة المطهر.
* عقيدة زوائد القديسين(5):

يعتقد الكاثوليك بأن القديسين الذين صنعوا أعمالًا صالحة عظيمة خلال حياتهم تكفيهم ويتبقى منهم الكثير، وهذه الأعمال الصالحة المتبقية من القديسين يطلقون عليها زوائد القديسين وهي تعتبر بمثابة كنز يودع في الكنيسة ومن حق الكنيسة الصرف من هذا الكنز لصالح المحتاجين، بشرط أن يؤدي هؤلاء المحتاجون خدمات جليلة للكنيسة أو يدفعون جزء من أموالهم للكنيسة.. لذلك تنافس الملوك في الحصول على أكبر عدد ممكن من أجساد القديسين وأمتعتهم، حتى أن الملك فريدريك الثالث ملك ساكسونيا جمع في كاتدرائية فيمتبرج حوالي 17000 ذخيرة من ذخائر القديسين تمنح إعفاءات من نار المطهر تصل إلى 127799 سنة، 166 يومًا.. والعجيب أن هذا الملك مات بروتستنتيًا كما سنرى فيما بعد.
* عقيدة المطهر:

جميع نفوس المنتقلين ستجوز في نار المطهر لكي تتطهر من الخطايا والهفوات والسهوات التي صنعتها، وكل نفس ستمكث في المطهر فترة تتناسب مع الخطايا التي صنعتها فالإنسان الذي صنع خطايا كثيرة يطول وجوده في المطهر والذي صنع خطايا أقل يقل وجوده في المطهر.. أما القديسون فإنهم لا يجوزون في نار المطهر.
والإنسان الذي يقتنى صك غفران يمكنه أن يُعفى من نار المطهر لمدة 20 أو 50 أو 10 سنة مثلًا.. كما يستطيع الشخص أن يحصل على صك غفران لصالح قريب أو عزيز له قد فارق الحياة، وقد بدأت فكرة صكوك الغفران مع الحروب الصليبية، ونادى رجال الدين بأن الجندي الذي يعترف ويتوب ويتقدم للحرب مخاطرًا بحياته يستطيع أن يحصل على صك غفران كتابةً، وبموجب هذا الصك يُعفى من عذاب المطهر.. ثم بدأ رجال الدين يمنحون هذه الصكوك لمن يقوم بأعمال خيرية مثل بناء الكنائس والمستشفيات وللذين يذهبون للأماكن المقدسة مثل أورشليم وروما، وفي البداية كانت تُمنح صكوك الغفران للفقراء مجانًا بشرط التوبة والاعتراف.. ولكن مع الأيام بدأت تُباع هذه الصكوك وأصبحت تجارة رابحة شائعة يلجأ إليها البابا كلما احتاج للمال.. كما كانت الصكوك متنوعة ومُختلفة.. فكل صك تتناسب قيمته مع مقدار الخطية المطلوب غُفرانها..
وفى سنة 1513م جلس البابا ليون العاشر على كرسي القديس بطرس، وكان من عائلة آل مديتشي الغنية، وهو قد اعتاد على حياة الرفاهية والإسراف والبذخ كما كان يحب الفن والتعمير وعندما عزم البابا على عمل بعض الإصلاحات بكاتدرائية بطرس الرسول لم يجد المال الكافي، لذلك أصدر في 31 مارس 1515م. قرار ببيع صكوك غفران كاملة أي تمنح الإنسان إعفاء كامل من عقوبة المطهر وليس لفترة محددة.. اعترض على هذا معظم الولايات الألمانية وبحث البابا عن أحد الأساقفة الألمان للتعاون معه فوجد ضالته المنشودة في البرت رئيس أساقفة ما ينسى الذي وصل إلى رئاسة ثلاث ابروشيات عن طريق الرشوة، رغم أن قانون الكنيسة كان يمنع شغل نفس الشخص لأكثر من منصب ورغم أن عمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين..
كان ألبرت في شدة الحاجة إلى المال لسداد ديونه المتراكمة عليه لدى البنوك.. وتم الاتفاق بين البابا والبرت على بيع صكوك الغفران في الإبروشيات الثلاث خاصته على أن تقسم الحصيلة بينهما..
واختار ألبرت رئيس أساقفة ما ينسي الكاهن الدومنيكاني يوحنا ليقوم بحملة دعاية كبيرة لبيع هذه الصكوك، وسافر يوحنا إلى المدن المختلفة في موكب ضخم يتقدمه مُناد يدعو الجموع للاجتماع لأمر هام.. فيقوم فيهم الكاهن يوحنا خطيبًا بارعًا، يُحدثهم عن فوائد صكوك الغفران ويختتم خطبته بالعبارة الشهيرة التي سجلها التاريخ " في نفس اللحظة التي ترن فيها نقودكم في الصندوق تخرج النفس المطهرية حرة منطلقة إلى السماء".
احتجاجات مارتن لوثر الـ95:

هذه الصكوك أثارت الكثيرين وعلى رأسهم مارتن لوثر الذي أخذ يُهاجم هذه الصكوك في عِظاته.. وفي 31 أكتوبر 1517م كان يوافق عشية عيد القديسين حيث يقبل الآلاف من كل مكان إلى كاتدرائية فيتمبرج للحصول على الغفران، وانتهز مارتن هذه الفرصة وعلق لوحة على باب الكاتدرائية تحتوي على خمسة وتسعين احتجاجًا ضد صكوك الغفران باللغة اللاتينية، وكان قصد مارتن من الكتابة باللغة اللاتينية وعدم كتابتها بلغة الشعب الألمانية أنها رسالة موجهة لعلماء الكنيسة بقصد تصحيح الأوضاع... وتعجب مارتن عندما وجد هذه الاحتجاجات تُرجمت إلى الألمانية ولغات أخرى وطُبعت وانتشرت في ألمانيا وخارجها، وشملت هذه الاحتجاجات ما يأتي:
1) ليس للبابا سُلطة على نفوس المنتقلين.
(الاحتجاج1-29)
2) الغفران يتم عن طريق واحد وهو التوبة.
(الاحتجاج 30-68)
3) مهاجمة الذين يرتكبون الشر بحجة أنهم قد اقتنوا صكوك غفران كاملة. (الاحتجاج 69-90)
4) تحذير للشعب من الأنبياء الكذبة الذين ينادون للشعب بالسلام وهم كاذبون، ولن يدخل أحد الملكوت بالمال.
(الاحتجاج 91-95)
ومن أمثلة هذه الاعتراضات:

الاعتراض السادس:ليس من حق البابا أن يغفر خطايا الإنسان ولكنه يُعلن للخاطئ أن خطاياه غُفرت وذلك في التوبة والاعتراف.

الاعتراض الحادي والعشرون:يضل الذين يُنادون بأن صكوك الغفران تُخَلِّص الإنسان من عَقاب الخطية.
الاعتراض السابع والعشرون:يضل الذين يقولون بأنه متى رنت النقود في صندوق الجمع تخلص النفس من المطهر مُنطلقة نحو السماء..
الاعتراض السادس والثلاثون:المسيحي الحقيقي الذي يترك خطاياه بقلب منسحق نادم تُغفر خطاياه، ولا حاجة له إلى صكوك الغفران..
الاعتراض الثالث والأربعون:على المسيحي أن يفهم حقيقة أن الذي يُحسِن إلى مسكين أو يُقرِض محتاجًا يقوم بعمل أفضل من شراء صك الغفران.
الاعتراض الثاني والستون:إن كنز الكنيسة الثمين هو إنجيل نعمة الله.
وقد اعتبر البروتستانت يوم 31 أكتوبر 1517م. بداية تاريخ الإصلاح الإنجيلي.
تعليق:

المسيحية تُفصل بين الأمور الدينية والأمور الدنيوية، وليست المسيحية دين ودولة، ولكنها تعترف بالفصل بين الدين والسياسة كقول السيد المسيح للمجربين "أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مت 21:22)... وسقوط الكنيسة الكاثوليكية في خطأ الجمع بين السلطتين الزمنية والدينية، أعطى الفرصة للبعض بالاحتجاج.
وبينما تفشى الفساد في الإكليروس الكاثوليكي، لكن البروتستانت أنفسهم يعترفون بوجود بعض الأفاضل الذين حفظوا الفضيلة، كما يعترفون بأثر الكنيسة في المجتمع، فيقولون:
"فقد كان في الكنيسة أتقياء وقديسون من المؤمنين المتعبدين ومن النُسّاك والرهبان الزاهدين الذين سحرتهم كلمة الله وبشارة الإنجيل فدرسوها وتذوقوها وكتبوا عنها "(6)
"ومن مآثر الكنيسة في العصور الوسطى، أنها وحدَّت أوربا فترة من الزمن بعد ضعف وانهيار الدولة الرومانية التي كانت عامل الوحدة من قبل.. ولولاها لتفرقت أوربا إلى جماعات بربرية غير متحضرة..
الكنيسة بسلطانها الشامل أخذت هؤلاء البرابرة وهذبتهم، وغرست في الناس من بذور الأخلاق ما أمكن أن يستمر فيهم.. خففت ولطفت من القسوة في معاملة العبيد، ورفعت مقام المرأة ودافعت عن كيان الأسرة وقللت من احتمالات الحروب، وبالمساعدات الخيرية للفقراء سدت احتياجات المحتاجين... كادت الكنيسة تكون المصدر الوحيد للتعليم، فأغلب مُفَكِّري العصور الوسطى كانوا من بين كهنتها "(7)....
وجهل الرعية لم يكن نابعًا من تحريم الكتاب المقدس على الشعب كما ادعى بهذا بعض البروتستانت.. وفي تلك الأثناء عثر (لوثر) في مكتبة الجامعة على نسخة من الكتاب المقدس باللغة اللاتينية. وقد شغف لوثر بالكتاب "المحرم" على الشعب شغفًا شديدًا (8).
ويعترف بعض البروتستانت بأن الكنيسة لم تحرم أحدًا من قراءة أو طبع الكتاب المقدس، فيقول الدكتور القس حنا جرجس الخضري:
"البعض يعتقد أن الكنيسة الكاثوليكية كانت تمنع وتُحَرِّم الكتاب المقدس للعامة.. وقد رأي البعض في نسختي الكتاب المقدس المربوطتين بسلاسل في كل من جامعة إرفورت والدير الذي التحق به لوثر رمزًا على أن الكتاب كان مسلسلًا ومقيدًا ومغلقًا أمام الجميع.. ولكن الحقيقة -وإن كانت الكنيسة الكاثوليكية في ذلك العصر لم تشجع بأي حال من الأحوال العلمانيين على دراسة الكتاب المقدس أو الإطلاع عليه، بل احتفظت بحق تفسيره لإكليروسها- لكنها لم تُحرِم الذين يريدون الإطلاع عليه من ذلك.. والدليل على ذلك أن الكنيسة لم تصدر أي قرار ضد أول طبعة من الكتاب المقدس التي ظهرت باللغة الألمانية في سنة 1466م في مدينة ستراسبورج أي قبل أن يولد مارتن لوثر نفسه "(9)
_____
الحواشي والمراجع :

(1) ص15تاريخ المسيحية ج3 د.عزت زكى.
(2) ص21 أضواء على الإصلاح الإنجيلي (4).
(3) ص8،9 تاريخ الكنيسة ج3.
(4) ص14 تاريخ المسيحية ج3.
(5) ستتم مناقشة هذا الموضوع في كتاب " يا أخوتنا الكاثوليك متى يكون اللقاء "
(6) ص12 أضواء على الإصلاح الإنجيلي.
(7) ص13 أضواء على الإصلاح الإنجيلي.
(8) ص 39 تاريخ المسيحية ج3.
(9) ص26 مارتن لوثر للدكتور القس حنا جرجس الخضري.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:11 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
مؤسسي حركة البروتستانت

يعتبر مارتن لوثر مؤسس حركة البروتستانت، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الأخرى.. نتناول هنا بشيء من التفصيل حياة مارتن الألماني والريخ زونكلي السويسري، وجون كلفن الفرنسي.. ولك يا صديقي أن تتأمل وتفحص حياتهم وتصرفاتهم...
أين هم من حياة الشهداء والقديسين..؟!
ما مدى وضوح صورة السيد المسيح فيهم..؟!
هل يمكن أن نأخذ أقوالهم كأمور مُسَلَّم بها بدون فحص أو تمحيص؟...... إلخ.
  1. مارتن لوثر وبحور الدماء
  2. زونكلي الراعي المقاتل
  3. جون كلفن.. الحاكم بأمر الله
  4. فيليب ميلنكثون.. لاهوتي المحتجين

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:19 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
مارتن لوثر وبحور الدماء


المرحلة الأولى: من الميلاد إلى الهرطقة
ميلاده
عماده
الفقر والقسوة
الأب الطموح
العذاب في مدرسة مانسفلد
التسول في مدرسة الآباء الفرنسيسكان
والتسول في مدرسة القديس جورج
مارتن وروح التردد والجُبن
في جامعة ارفورت
مارتن الأستاذ الجامعي
مارتن الراهب أغسطينوس الأغسطيني
1- راهب رغم أنفه
2- الراهب الفاقد الإفراز
3- الراهب الخائف المضطرب
4- الراهب الخاطئ المخطئ
5- الراهب الذي أُخفى عنه غفران خطاياه
6- الراهب المُحطم الحزين
7- الراهب والشياطين
8- الراهب الثائر ضد الله
9- الراهب الذي يكره الله البار
10- الراهب المتشكك
11- الراهب وروح الكبرياء
12- الراهب المحتج
المرحلة الثانية: الصراع وبحور الدماء
الحكم بخطأ لوثر
روح الخضوع
الحكم بهرطقته
فشل محاولة كاجتان
فشل محاولة ميلتيتز
الحوار المفتوح وقرار الحرمان
الكتب الهجومية
النيران المشتعلة
فريدريك يناصر لوثر
فشل مهمة اليندر
محاكمة لوثر
تمثيلية الاختطاف
الفارس جورج
الأنبياء المُلهمين
الدمار والخراب
جبرائيل الأغسطيني
عودة لوثر
مقاومة لوثر
بحر الدماء ومائة ألف قتيل
لوثر ينقض نذره
موت البابا والملك
غضب الإمبراطور
ماذا فعل أتباع لوثر بروما
حزب لوثر وحزب زونكلي
حالة اللوثريين
لوثر وتعدد الزوجات
نهاية لوثر
الحواشي والمراجع
دعنا يا صديقي نقسم حياة مارتن لوثر إلى مرحلتين.. الأولى تشمل الفترة من ميلاده وحتى بداية صراعه مع الكنيسة، وخلال هذه الفترة سوف تلاحظ يا صديقي انعكاس القسوة التي تعرض لها في طفولته في نظرته لله.. فصار يرى الله الديان المُنتقم القاسي الجبار المُرهِب المخوف الذي يقف للإنسان بالمرصاد يُعاقبه بالعذاب الأبدي بمجرد أي خطأ يصدر منه.. أمضى مارتن حياته حزينًا محطمًا وقد فقد سلامه تمامًا مع نفسه ومع الله، ووصل به الحد إلى الثورة ضد الله بل كراهيته.. أما المرحلة الثانية فتشمل فترة صراعه مع البابا وانشقاقه عن الكنيسة والتنكر لمبادئها وأسرارها وطقوسها.... الخ.. ثم دخوله في صراعات رهيبة كانت نتيجتها بحور الدماء.. حقًا إن حياة مارتن لم تكن إلا شجرة معوجة فاسدة... فماذا تتوقع أن تكون ثمارها؟!!
المرحلة الأولى: من الميلاد إلى الهرطقة:-

ميلاده:


ولد مارتن في بلدة ايسليبن بألمانيا الشرقية في 10 نوفمبر سنة 1483م من أسرة ريفية فقيرة.. الأب هو يوحنا لوثر، والأم مرجريت زيكلر.
عماده:


كانت أسرة يوحنا لوثر أسرة كاثوليكية محافظة لذلك أسرع يوحنا بعماد ابنه مارتن في اليوم التالي لميلاده وأسماه بهذا الاسم لأنه ولد في ليلة عيد القديس مارتن.
الفقر والقسوة:


عاش مارتن في بيت يخلو من وسائل الرفاهية والراحة نظرًا لقلة الدخل وزيادة عدد الأسرة التي تجمع سبعة بنين مع الأب والأم.. لقد ذاق مارتن طعم الحرمان، ولهذا يقول:
"كان والداي فقيرين جدًا فكانت والدتي تحمل الأخشاب على ظهرها لإعالتنا. لقد كانت حياتهما قاسية جدًا "(10)....
وكانت معاملة الأسرة للأبناء تتسم بالقسوة حتى أن مارتن ضربته أمه بالسياط بسبب حَبة جوز حتى انفجر الدم من جسده(11)...
أما عن والده فيقول:
"لقد عاقبني أبى عقابًا شديدًا في يومٍ ما لدرجة أنني هربت من أمامه واختفيت ولم أستطع أن آنس إليه إلا بعد وقت طويل "(12)...
وتأثر مارتن بأمه التي كانت تخشى الأرواح الشريرة والحسد والسحر حتى أنها نسبت موت ابنها الثاني إلى سحر جارتها.. كما أن القسوة في العقاب جعلته يعيش حياه انطوائية فيقول:
"كان والداي في غاية القسوة معي الأمر الذي خلق مني إنسانًا خجولًا، ولقد كانت قسوتهما عاملًا دفعني إلى الالتجاء إلى الدير لأصبح راهبًا "(13).
الأب الطموح:


كان أب الأسرة هانس (يوحنا) رجلًا طموحًا لذلك انتقل من أيسليبن المنطقة الزراعية إلى مدينة مانسفلد الغنية بمناجم النحاس والفضة.. وبعد أن كان عاملًا بسيطًا صار رئيس لثلاثة مسابك ثم مالكًا لأثنى عشر مسبكًا، واختير عضوًا في مجلس المدينة.
العذاب في مدرسة مانسفلد:


في السابعة أخذ مارتن طريقة إلى مدرسة مانسفلد، وفي المدرسة أيضًا عانى من قسوة المعلمين حتى أنه ظل يذكر هذه القسوة طويلًا.. ففي عام 1524م كتب يصف هذه المرحلة، فيقول:
"كنا نُعَذَّب.. ولم نتعلم شيئًا.. لقد ضُربت 15 مرة في يوم واحد "(14)
التسول في مدرسة الآباء الفرنسيسكان:


وفي الرابعة عشر أخذ مارتن طريقه إلى مدرسة الآباء الفرنسيسكان في مجدبورج.. ولكنه لم يمكث بها إلا سبعة أشهر بسبب إصابته بمرض شديد فعاد إلى مانسفلد.. ولكن رغم قِصَر هذه الفترة إلا أن مارتن تأثر جدًا بجماعة الفرنسيسكان التي تقوم بممارسات شديدة في الزهد والتقشف والإماتات والاتضاع.. كانت هذه الجماعة تعيش على الصدقة، وانضم إليها مارتن، فكان يجوب الشوارع مع أصدقائه طالبًا الصدقة من الناس(15)... وقد أسس هذه الجماعة القديس فرنسيس الأسيزي.. ويُذكر عنه أنه جاء إلى مصر إبان الحروب الصليبية سنة 1219م وتقابل مع الوالي ليقدم له صورة المسيحية الحقيقية... وأكثر ما أثّر في مارتن في هذه الفترة صورة الأمير وليم الذي كان يتجول في الشوارع طالبًا الصدقة، وقد ظهرت عِظامه من كثرة التقشف... فيقول مارتن:
"لقد رأيته بعيني يحمل كيسًا على ظهره كحمار"(16).
والتسول في مدرسة القديس جورج:


بعد عودة مارتن إلى مانسفلد قضى عدة أسابيع، بعدها تماثل للشفاء، فأخذ طريقه إلى مدرسة القديس جورج بأيزناخ.. وفي هذه المدرسة أيضًا انضم مارتن إلى مجموعة من الشباب الذين يطوفون الشوارع ويرنمون للحصول على الصدقة فيقول:
"لا تستهينوا بالصغار المتسولين لأني كنت مثلهم، نعم كنت فتى مسكينًا مستجديًا وارتقيت إلى ما أنا عليه بقلمي "(17) [ تأمل: مارتن يُرجع الفضل إلى قلمه وليس إلى الله].
"وأنا أيضا كنت أتسول طالبًا بعض الكسر من الخبز... لا تحتقروا هؤلاء الصغار فإني كنت واحد منهم"(18).
مارتن وروح التردد والجُبن:


يعلق على هذا الدكتور عزت زكى البروتستنتي، قائلًا:


"وقيل أنه كان يستعين على شظف الحياة بترتيل الأناشيد الدينية، والاستجداء أمام بيوت المُحسنين... ولكنه كان مترددًا جبانًا.. كثيرًا ما يُسيء فهم تصرف إنسان رحيم فيهرب أمامه وهو قادم له بالطعام. حتى لقد فكر مرارًا في ترك التعليم بسبب هذه الظروف... سنة كاملة قضاها في هذا العذاب حتى قيض الله له أسرة رحيمة أُعجَبت فيها الزوجة التقية بصوته الجميل، وهو يُنشد الترانيم أمام باب البيت وقررت مع زوجها إيواءه في المنزل"(19)
في جامعة ارفورت:


وفي الثامنة عشر في شهر مايو سنة 1501م، أخذ مارتن طريقة إلى جامعة ارفورت حيث درس الفلسفة والعلوم الأخرى بجانب دراسته للكتاب المقدس، وعكف على القراءة حتى أن أصدقاؤه لقبوه بمارتن الفيلسوف.. كان موقفه من الدين متناقضًا، فهو يُحب الأمور المتعلقة بالدين، بينما يَرهَب الله جدًا ويتصوره كديّان قاس وقاض مخيف، ولهذا أصبح يرتعب من الموت.. وظَل شبح الموت يحاصره في كل مكان ولاسيما أنه تعرض لبعض الأحداث الصعبة، مثل:
1) موت أحد أصدقائه بمرض خطير.
2) اغتيال صديقه ألكسيس في ظروف غامضة.
3) سقوطه في حفرة أثناء عودته من الجامعة إلى منزله بمانسفلد سنة 1503م وتعرضه لنزيف حاد.. فأخذ يُصلى صلاه حارة للعذراء مريم التي كان يفضل أن يصلي لها دائمًا، فالعذراء لا تثير مشاعر الخوف والرعب في نفس مارتن مثل الله الذي يخشاه.
4) في 2 يوليو سنة 1505م وأثناء ذهابه إلى ارفورت وفي غابة ستوترنهايم.. عاين الموت.. حيث أخذ الرعد يُدْوِي والبرق يبرق وانقَضَّت صاعقة من السماء عبارة عن لسان من النار بمقربة منه.. واشتدت العاصفة حتى اقتلعت شجرة ضخمة من جذورها وسقطت أمامه، فسقط على الأرض وشعر أنه قاب قوسين من الموت.. فصرخ لله وتشفع بالقديسة حنة أم العذراء مريم ونذر نفسه، قائلًا: "يا قديسة حنة.. إذا أنقذتني سأكون راهبًا بقية حياتي "(20).
مارتن الأستاذ الجامعي:


أنهى مارتن دراسته وجاء ترتيبه الثاني على دفعته المكونة من سبعة عشر طالبًا.. حصل على البكالوريوس وكلفته إدارة الجامعة بالتدريس.. فبدأ يلقي محاضراته في جامعة ارفورت، وفي نفس الوقت يدرس في كلية الحقوق، وكان هذا مبعث الفرح والسرور في نفس والده.
مارتن الراهب أغسطينوس الأغسطيني:


في 18 يوليو سنة 1505م ترك مارتن حياة العالم وموقعه في الجامعة وذهب إلى دير القديس أغسطينوس وكم كان غضب أبيه وغيظه لأن ابنه ترك منصبه في الجامعة من أجل الدير ولهذا ظل يهاجمه فترة طويلة معلنًا عدم رضائه عنه... أمضى مارتن فترة الإختبار، وفي ديسمبر سنة 1506 أعلن نذره النهائي للرهبنة ودُعي باسم الراهب أغسطينوس، وفي 4 إبريل سنة 1507 سيم الراهب أغسطينوس قسًا..... فكيف كان حال الراهب القس أغسطينوس؟
1- راهب رغم أنفه:


اتخذ مارتن قرار ذهابه للدير وهو غير مقتنع ولكنه كان مضطرًا بسبب ما تعرض له من ظروف قاسية، وآخر هذه الظروف تعرضه للعاصفة التي كادت أن تقتله، فتشفع عندئذ بالقديسة حنة ونذر نفسه للرهبنة.. ويقول مارتن في كتاب له سنة 1521م يخاطب أباه:
"أتذكر.. إني قلت لك أن دعوة مخيفة من السماء قد وُجِهَتْ إلىّ، فلم أصِر راهبًا رغبة مني أو مسرة في الرهبنة بل دُفعت بطريقة لا تقاوم للنُطق بهذا النذر "(21).
ومما ذكّى هذا الشعور لدى مارتن، قسوة الحياة في الدير.. فكان الرهبان يصلون سبع مرات في اليوم، ويستيقظون في الواحدة صباحًا ويتناولون الطعام مرة واحدة في الساعة الثانية بعد الظهر.. أما قلايات الشباب فكانت بدون تدفئه في الشتاء... وبالإضافة إلى بعض الأعمال اليدوية كان يتجول الرهبان في الشوارع طالبين الصدقة بقصد الحفاظ على اتضاعهم من جهة، ومن جهة أُخرى لكي يمدوا الدير باحتياجاته.
2- الراهب الفاقد الإفراز:


كان مارتن يقوم بالممارسات الروحية دون حكمة وإفراز؛ فلم يوازن بين احتياجات الجسد واحتياجات الروح... وفي إحدى المرات حبس نفسه في قلايته عدة أيام يصلي حتى فقد الوعي تمامًا، واضطر الأخوة إلى كسر باب القلاية لكيما ينقذوه... ويقول مارتن عن هذا:
" كانت حياتي عبارة عن صوم وسهر وصلاة وعرق، فقد كدت أن أقتل نفسي بالسهر وبالدراسة وبالصلاة وبالأعمال الكثيرة الأخرى"(22).
3- الراهب الخائف المضطرب:


عندما أقام الراهب أغسطينوس أول قداس، تعرض لحالة شديدة من الخوف والانزعاج لأنه شعر أنه يقف أمام الله الذي يهابه ويرهبه، وقد اضطر رئيسه أن يسنده لئلا يسقط على الأرض، فيقول:
"عندما قمت بخدمة أول قداس لي شعرت أني على حافة الموت "(23).
4- الراهب الخاطئ المخطئ:


يعلق على هذا القس البروتستنتي حنا جرجس الخضرى قائلًا:
"لقد اعتقد البعض أن الخطية هي السبب الأول والدائم الذي كان يثير الخوف والرعب والاضطراب في نفسية لوثر، ومما لاشك فيه أن الخطية كانت سببًا من أسباب اضطراب لوثر، على أنها لم تكن السبب الأول والأساسي.. لأن السبب الأول والأساسي في اضطراب وخوف لوثر كان مفهومه الخاطئ عن شخص الله... فقد تصور الله قاضيًا مرعبًا مخيفًا، كما تصور يسوع المسيح ديانًا مهيبًا ولم يحاول أن يرى يسوع المسيح مصلوبًا على الصليب بدافع الحب.. لكنه كان يرى دائمًا يسوع المسيح الجالس على العرش ليدين الأحياء والأموات، فهو الذي يأمر أن يُلقى الأشرار في العذاب الأبدي... فحسب مفهومه هذا يكون يسوع جاء لكي يهلك لا لكي يخلص الهالكين "(24).
5- الراهب الذي أُخفى عنه غفران خطاياه:


وفي إحدى المرات تعرض مارتن لمرض خطير حتى أشرف على الموت الذي يخشاه، ولاسيما أنه غير واثق في غفران خطاياه، وخلال هذه الظروف تقابل مع راهب شيخ اسمه يوحنا ستوبيز يشغل منصب النائب العام للأديرة الأغسطينية ففتح مارتن قلبه للراهب الشيخ وأطلعه على مخاوفه.. فطمأنه الراهب يوحنا بأن الله يغفر الخطايا، وذكّره بقول قانون الإيمان الكاثوليكي "أؤمن بغفران الخطايا".
6- الراهب المُحطم الحزين:


يصف مارتن حالته النفسية قائلًا:
"لقد رأى الآخرون في حياتي مظهرًا عظيمًا للقداسة على أنها لم تكن واضحة في عيني فقد كنت محطمًا وحزينًا "(25)...
" لا بأس بحالتي الجسمية ولكن نفسي تتعذب.. إن نوبات اليأس تجتاحني، وعواصف القنوط قد انهالت علىّ.. لقد فقدت الرجاء في المسيح إلى النهاية "(26).
7- الراهب والشياطين:


كان مارتن يُبصر الشياطين تحيط به فلم يقوى على انتهارهم كما كان يفعل القديسين ولكنه فقد سلامه وتعرض للفشل:
"وكم من الليالي قضى وهو راكع على البلاط يصلي للقديسين لكنه ما أفاد شيئًا رغم أنه أصاب جسمه الهزال وعقله الشطط فكان يرى أرواحًا وشياطين تحيط به.. لقد كان يسعى للحصول على سلام الله بمجهوداته وبره ومع ذلك لم يحصد إلا الفشل"(27).
8- الراهب الثائر ضد الله:


وفي أحد الأيام لاحظ يوحنا ستوبيز وجه مارتن عابسًا فسأله عن السبب فأجاب مارتن بأن السبب هو خوفه من عِقاب الله بسبب خطاياه.. عندئذٍ شخَّص الراهب المُختبِر حالته وقال له:
"ليس الله هو الغاضب عليك أو الثائر ضدك بل أنت الغاضب والثائر ضد الله"(28).
9- الراهب الذي يكره الله البار:


وصل الحد بمارتن إلى كراهية الله البار لأنه وضع في نفسه أن الله البار لابد أن ينتقم من الخطاة والأثمة، فيقول:
"لم أستطع أن أحب هذا البار المُنتقم بل كرهته.. وكنت أقول لنفسي ألم يكتف الله بأن يحكم علينا بالموت بسبب خطية آبائنا؟ ألم يعذبنا بناموسه القاسي علينا حتى يضيف إلى آلامنا آلامًا أُخرى بإنجيله الذي يعلن لنا فيه بره وغضبه وثورته"(29).
10- الراهب المتشكك:


أيضًا من الأمور التي جعلت مارتن قلقًا مضطربًا متشككًا مشكلة الاختيار. حتى أوشك الشك أن يقتله.. ما هو مصيره؟ هل سيخلص أم سيهلك؟.. يقول القس حنا جرجس:
"ومن المشاكل الأخرى التي سببت للوثر القلق والاضطراب، مشكلة الاختيار.. فكان يتساءل عمّن يضمن له انه واحد من المختارين؟ وهل الله هو الذي يختار الإنسان أم الإنسان هو الذي يختار الله؟ فإن كان الاختيار مبنيًا على الأعمال الصالحة والإماتات، فهل أعمالي الصالحة وإماتاتي كافية بأن تجعلني واحدًا من المختارين؟.. وإن كان الاختيار متوقفًا على قصد الله وحده، فهل أنا واحد من هؤلاء الذين سبق الله فعينهم للحياة الأبدية؟ وكيف يمكنني أن أعرف ذلك"(30).
ورغم أن يوحنا ستوبيز حاول إنقاذ مارتن من حالة الاضطراب والتشكك، فاستدعاه للتدريس في جامعة ارفورت سنة 1509م... إلا أن مشكلة مارتن الثائر ضد الله لم تُحلْ ولم يجد راحة لنفسه... وأيضًا زيارة مارتن لروما لم تمنحه السلام الداخلي... فعندما أُتيحت له الفرصة لزيارة روما في خريف 1510م. وضع في نفسه أن يعترف اعترافًا كاملًا شاملًا بخطاياه ويزور ذخائر القديسين لكي يحصل على غفران كامل لخطاياه:
"وسار لوثر إلى روما على قدميه زيادة في التعبد والتذلل.. وعندما وصل لوثر على أبواب روما، ركع على ركبتيه وهتف: إني أحييك يا روما يا مثلثة القداسة بدم الشهداء"(31)...
وفي روما وجد السلم المقدس المُكون من ثمانية وعشرين درجة، ويُقال أن السيد المسيح صعد عليه للمثول أمام بيلاطس، ويدّعي الكاثوليك أن الذي يصعد على ركبتيه ويُصلي على كل درجة الصلاة الربانية يخرج شخصًا من المطهر:
"قرر لوثر أن يصعد هذه السلالم لأجل إنقاذ جده من المطهر.. وفعلًا صعدها، وقيل انه بعد أن انتهى من الصعود هتف وقال: هل أنت سعيد الآن يا جَدّي بخروجك من المطهر؟ ولكن لوثر نفسه يروي هذه الواقعة فيما بعد بقوله: لقد أردت وأنا في روما أن أُخَلِص جدّي من المطهر وصعدت سلم بيلاطس، وكنت أتلو على كل درجة الصلاة الربانية، لكن عند وصولي إلى النهاية تساءلت في نفسي: ومن يعرف إذا كان هذا الأمر حقيقة أم لا "(32)..
أيضًا زار مارتن كنيسة القديس يوحنا، وكانوا يدّعون أن الكاهن الذي يصلي القداس مساء الأحد بهذه الكنيسة تخرج روح أُم هذا الكاهن من المطهر. فتأسَّى مارتن لأن أمه مازالت على قيد الحياة...
وبعد عودة مارتن من روما واصل تدريسه ودراسته حتى حصل على دكتوراه في العلوم اللاهوتية في 19 أكتوبر سنة 1512م، ولكن مشكلة مارتن الثائر ضد الله مازالت قائمة ولم تُحَلْ.. فكيف حلَّ مارتن مشكلته؟؟...
فكر مارتن في فكرة التبرير بالإيمان، ولا داعي لأعمال الإنسان، فيقول مارتن:
"وأخيرًا أشفق الله عليَّ، وعندئذٍ بدأت افهم أن عبارة "بر الله" تعني أن الإنسان الذي يؤمن يحيا بالبر الذي يمنحه له الله... كما هو مكتوب وأما البار فبالإيمان يحيا، وحالًا شعرت بأنني أولد من جديد وأن أبواب السماء قد فُتحَتْ على مِصْراعيها أمامي"(33).
"أخيرًا أشفق الله عليَّ وبدأت افهم أن عبارة (بر الله) تعني أن الإنسان الذي يؤمن -بمجرد إيمانه فقط- يحيا بالبر الذي يمنحه له الله هذا البر هو رحمة ونعمة من الله ننالها بالإيمان... وبقدر ما كنت أكره عبارة (بر الله) صرت أحبها.... وهكذا أصبح هذا النص بالنسبة لي باب السماء"(34).
11- الراهب وروح الكبرياء:


اقتنع مارتن بفكرة التبرير بالإيمان ونادى بها، وظن انه أدرك ما لم يُدرِكه أحد من قبل، ليس هو فقط بل وأقل واحد من أتباعه يفوق في معرفته جميع القديسين السابقين، فيقول:
"إننا لو درسنا تاريخ العالم كله فلن نجد قرنًا نظير هذا منذ ولادة المسيح.. وكم بدأت العقول تتفتح على كل خفي حتى الصبي في العشرين يستطيع أن يدرك الآن ما لم تستطع أن تصل إليه مجموعة كاملة من دكاترة اللاهوت في الماضي"(35).
12- الراهب المحتج:



ثار مارتن على صكوك الغفران وعلق خمسة وتسعين احتجاجًا على باب كاتدرائية فيتمبرج يوم 31 أكتوبر سنة 1517م في عشية عيد القديسين كما رأينا من قبل. ثم أرسل نسخة إلى ألبرت رئيس أساقفة ماينس الذي أرسلها بدوره إلى البابا ليون العاشر مما أثار البابا والبرت عليه... ولم يكُف مارتن عن قوله بأن البابا يحتاج إلى صلاة الإيمان أكثر من حاجته للمال...
المرحلة الثانية: الصراع وبحور الدماء:

الحكم بخطأ لوثر:


كلف البابا أحد علمائه ويدعى الكاردينال كاجتان بدراسة احتجاجات لوثر، فقام بدراستها.. وفي النهاية حكم بخطأ لوثر.. أما بائعي صكوك الغفران فقد غضبوا جدًا حتى أنهم أخذوا ينادون بحرق لوثر الهرطوقي حيًا.. اتصل كاجتان بالنائب العام للأديرة الأغسطينية يوحنا ستوبيز والأب الروحي للراهب اغسطينوس بقصد التأثير على لوثر لكي يسحب احتجاجاته.. حاول يوحنا إقناع لوثر دون جدوى فاضطر لدعوته أمام مجمع هيدلبرج في 25 إبريل 1518م..
روح الخضوع:


وأمام مجمع هيدلبرج اظهر لوثر خضوعه لسلطان البابا وكتب خطابًا للبابا جاء فيه:
"أيها الأب الأقدس إنني القي بنفسي أمام قداستكم خاضعًا بكل مالي وبكل حالي.. أحيوني أو اقتلوني.. ارفضوا أو اقبلوا قضيتي.. واحكموا بخطأي أو بصوابي.. كما تشاءون، وإنني اقبل صوتكم كما لو كان صوت المسيح متكلمًا عاملًا فيكم فإن كنت استحق الموت فلن أرفضه"(36).
الحكم بهرطقته:


لم يقتنع لوثر بسحب احتجاجاته إلاّ بعد أن يقتنع بخطئه.. وعندما أُرسلت نتيجة المجمع إلى البابا، أحال الموضوع إلى بريرياس المسئول عن الشئون القانونية والمالية، فحكم بهرطقة لوثر.. حينئذٍ أصدرت روما أمرها إلى لوثر بالحضور للمحاكمة..
فشل محاولة كاجتان:


كان الإمبراطور فاكسيمليان متعاطفًا مع البابا ليون، ولهذا كلف الكاردينال كاجتان للقيام بمهمة تسليم لوثر إلى روما.. ولكن محاولة كاجتان فشلت بسبب رفض الملك فريدريك تسليم لوثر إلى كاجتان.. اضطر كاجتان إلى لقاء لوثر في حضور يوحنا ستوبيز عدة مرات بهدف سحب لوثر لاحتجاجاته وإعلان خطأ تعاليمه.. وتراجع لوثر جزئيًا عن موقفه، فتعهد بأنه لن يتكلم بعد عن صكوك الغفران، ولكنه رفض إعلان خطأه حتى يقتنع أولًا.. ومع ذلك ظل مارتن يتابع دراسته وتدريسه في الجامعة..
فشل محاولة ميلتيتز Miltitz:


بعد أن فشل كاجتان في اصطحاب مارتن إلى روما، عاد البابا وأرسل ميلتيز إلى الملك فريدريك حاملًا في إحدى يديه هدية عبارة عن وسام الوردة الذهبية مُهداه للملك، وفي اليد الأُخرى سوطًا لعقاب مارتن الهرطوقي... ولكن ميلتيز لحق كاجتيان في الفشل بسبب استمرار تعاطف الملك فريدريك مع لوثر، ورفض تسليمه إياه إلى روما ولاسيما أن الملك كان سياسيًا محنكًا ويعلم تمامًا أن الإمبراطور فاكسيمليان لن يحمله على تسليم لوثر.. وفي 11 يناير سنة 1519م مات الإمبراطور وهدأت الأمور وقتيًا، ولكن نظرة مارتن للبابا تغيرت تمامًا من الحب والاحترام إلى الاتهام والتجريح، فنادي بأن البابا هو ضد المسيح...
الحوار المفتوح وقرار الحرمان:


في 4 يوليو سنة 1519م فتحت جامعة ليزبرج أبوابها لإجراء حوار مفتوح بين الدكتور مارتن المُخالف وبين الدكتور جون آك المُتعصِّب لكاثوليكيته... وجرى الحوار على مدار خمسة أيام ومارتن مُصِّر على عِناده، حينئذٍ انطلق آك إلى بابا روما الذي فرح بلقائه، وتكونت لجنة من آك وكاجتان واكوليني.. فحكمت بحرمان لوثر في 15 يونيو سنة 1520م، وبدأ الحرمان بمقدمة:
"قم يا رب وانصر حقك ضد الثعالب المفترسة التي تعمل على تخريب كرمك.. ضد الوحوش البرية التي تدمره.. قم يا بطرس واذكر كنيستك الرومانية المقدسة.. قوموا يا جميع القديسين وتضرعوا إلى الله"...
وجاء بالحرمان ردًا على 41 احتجاجًا، ومُنع مارتن من الوعظ والتعليم والكتابة والنشر، وأُمِرَ بحرق كتبه، وشمل القرار كل من يؤيد لوثر في آرائه الخاطئة.. ومنح قرار الحرمان مارتن شهرين للتراجع عن أفكاره الخاطئة.. ومر الشهرين ولم يغير مارتن موقفه، وفي أكتوبر سنة 1520م أصبح قرار الحرمان نافذ المفعول وصار مارتن محرومًا مع أتباعه وبالتالي يمكن لأي حاكم أن يعتقلهم ويحكم عليهم بالموت..
الكتب الهجومية:


استشاط مارتن غيظًا من قرار الحرمان وشَنْ هجومًا شنيعًا على الكنيسة ومعتقداتها فأصدر ثلاث كُتيْبات شملت الكثير من البدع والهرطقات:
الكُتيْب الأول: كتبه مارتن باللغة الألمانية ووجهه للشعب الألماني وشمل:
1. إثارة الشعب الألماني ضد التدخل الأجنبي (بابا روما).
2. إعلان فشل الإكليروس في القيام بعملهم.
3. خضوع الأباطرة والملوك للبابا أمر خاطئ.
4. لا يوجد كهنوت خصوصي، فكلنا ملوك وكهنة، والكاهن في المفهوم الكتابي معناه المؤمن أو المُعَمد أو المُجَّدد.
5. قرار الكنيسة بأن رجال الدين وحدهم الذين لهم حق تفسير الكتاب المقدس قرار خاطئ.. فالله الذي جعل حمارًا يتكلم لكي يوَبِخ نبيًا يستطيع أن يتكلم على فم إنسان لكي يوَبِخ البابا.
وحمل الكتيب تهديدًا لروما من لوثر قائلًا: "يكفي كل هذا.. لقد غنيت حتى الآن بنغمة مرتفعة، لكن لديّ نغمة جديدة سوف تجعل آذان روما وأتباعها تُصاب بالحكة.. أو تُدرِكين يا عزيزتي روما ما أعنيه؟"
الكُتَيْب الثاني: كتبه مارتن باللغة اللاتينية، ووجهه إلى رجال اللاهوت ودعاه بالأسر البابلي للكنيسة، وجاء فيه:
1. رفض خمسة أسرار من أسرار الكنيسة السبعة وقبول سِرَّيْ الإفخارستيا والمعمودية فقط.
2. في سر الإفخارستيا لا توجد استحالة.. فالخبز لا يتحول إلى جسد المسيح ولا الخمر يتحول إلى دمه، لكن الخبز والخمر يظلان كما هما ويحل المسيح فيهما... لذلك يسميه لوثر بالحلول المزدوج أي حلول شيئين في وقت واحد، وشَبّه هذا بالتجسد.. فان اللاهوت لم يلغي أو يلاشي الناسوت وإنما احتفظ كل منهما بطبيعته.
3. سَرَّىْ المعمودية والتناول لا ضرورة لهما ولا فائدة منهما، والعشاء الرباني لا يهب الإنسان الحياة الأبدية ولا الخلاص، لأن الخلاص بالإيمان.
4. البابا محتال ودجال، والبابوية هي مملكة بابل التي أسرت الكنيسة.
5. ليس من حق الكنيسة الكاثوليكية أن تمنع الشعب من التناول من الدم.
الكُتَيْب الثالث: ويحمل اسم "الحرية المسيحية" وقد أرسله لوثر للبابا كمحاولة صلح مع الكنيسة.. وكتب هذا الكتيب باللغة اللاتينية والألمانية، ويشمل موقفين متناقضين:
*المسيحي إنسان حُر لأن المسيح حرره من الخطية والقلق والخوف والموت والجحيم..
*المسيحي إنسان خادم مطيع..
كما تحدث عن التبرير بالإيمان وليس بالأعمال.
النيران المشتعلة:


"في العاشر من ديسمبر عام 1520م دبر لوثر موكبًا من دكاترة جامعة ويتمبرج مع حشد كبير من أصدقائه حتى خرج بهم خارج المدينة، وبجوار نهر الألب أشعل وثيقة خليفة الله على الأرض مع سلسلة من كتب القانون الكنسي التي كانت مقدسة لدى الكنيسة وذرى رمادها مع مياه النهر، معلنًا أمام حشود الشعب الألماني الهاتفة أن ألمانيا ليست ذيلًا للبابوية.. ثم عاد وسط هتافات الشعب إلى بيته"(37).



لم يشعل مارتن النيران في الكتب الكنسية وقرار الحرمان فقط لكنه أشعل نيران الحقد والثورة في قلوب الشعب الألماني،مسرعًا به إلى هوة الموت والدمار..
وفي 3 يناير سنة 1521م اصدر البابا ليون قراره النهائي بحرمان مارتن لوثر من شركة الكنيسة واعتباره هرطوقيًا ومرفوضًا ومقطوعًا من الكنيسة، وبصدور قرار الحرمان هذا اعتُبِر مارتن لوثر إنسانًا خارجًا عن القانون..
الاستهزاء بالبابا: كتب لوثر كتابًا سخر فيه من البابا واستهزأ به، واستخدم الرسومات للتعبير عن هذه السخرية... فظهر بالكتاب اللوحات الآتية:
1) لوحة يظهر فيها السيد المسيح يرفض التاج، بينما البابا يلبس التاج.
2) السيد المسيح بردائه الأرجواني مُكللًا بإكليل الشوك، بينما البابا على العرش بكل مظاهر العظمة البابوية.
3) السيد المسيح يغسل أقدام التلاميذ بينما يمد البابا قدمه ليقبلها رجال البلاط.
4) السيد المسيح يسقط تحت ثقل الصليب بينما يُحمَل البابا على الأعناق.
5) السيد المسيح يطرد الباعة من الهيكل بينما يبيع البابا صكوك الغفران، وأمامه أكوام مكدسة من الذهب.
6) السيد المسيح داخلًا أورشليم على آتان بينما البابا يدخل إلى روما على محفة عظيمة.
7) السيد المسيح صاعد على جبل الزيتون بينما البابا في لباسه الفاخر والأبالسة والشياطين تهوى به قرار الجحيم وحوله النيران تندلع.
فريدريك يناصر لوثر:


في 28 يوليو سنة 1519م اعتلى شارل الخامس عرش الإمبراطورية عِوضًا عن فاكسيمليان ولم يتجاوز عمره بعد العشرين عامًا... بدأ الصراع بين الجانب الكاثوليكي والجانب اللوثري يشتد، أما الملك فريدريك فقد وقف يُساند لوثر حتى انه انتزع وعدًا من الإمبراطور شارل بمحاكمة لوثر في ألمانيا وليس في روما..
فشل مهمة اليندر:


استطاع اليندر القاصد الرسولي (مندوب البابا ليون) الحصول على إذن من الإمبراطور بحرق كتب لوثر، وسافر اليندر إلى ألمانيا لعله ينجح في اصطحاب لوثر إلى روما.. ولهذا اتجه اليندر إلى مجلس الأمة الألماني بمدينة فورمس وظل يتحدث لمدة ثلاث ساعات ليُقنع الأعضاء بهرطقة لوثر وخطره على سلامة الأمة وضرورة تسليمه إلى روما.. وفي النهاية اصدر مجلس الأمة قراره بمحاكمة لوثر أمامه وعدم سفره إلى روما، وعاد اليندر بعد أن فشل في مهمته كما فشل من قبل كاجتان وميليتز.
محاكمة لوثر:


في 6 مارس سنة 1520م أرسل الإمبراطور شارل الخامس دعوة إلى لوثر للمثول أمام مجلس الأمة الألماني في مدينة فورمس، واستهل دعوته بألقاب الإحترام، قائلًا:
"أيها المحبوب المكرم التَقّي الدكتور مارتن لوثر: إننا نحن وأعيان المملكة المقدسة هنا، بعد العزم على الفحص عن تعليمك وكتبك التي أذعتها.. أمرنا باتيانك بصك أماننا وأمان المملكة ذهابًا وإيابًا.. لا تخف ظلمًا ولا قهرًا وأننا نرعى بثبات صك الأمان المذكور"(38)
كما منحه الإمبراطور صك إيمان أي منحه وعدًا بالعودة إلى فيتمبرج سالمًا..
وفي 2 إبريل ترك مارتن مدينة فيتمبرج مُتجهًا إلى فورمس، وقد أوصى فيليب ميلانكثون باستكمال المسيرة إذا أصابه مكروهًا... كان فيليب مؤيد وزميل مارتن، إذ انه من أعضاء هيئة التدريس في جامعة فيتمبرج، وكان على دراية باللغة العبرية واليونانية، وبسبب وجود مارتن وفيليب في جامعة فيتمبرج اكتسبت الجامعة شهرة كبيرة، وقد توافد الطلبة من كل مكان ليروا الراهب الذي تحدّى البابا...
وفي الطريق مرَّ لوثر على عدة مدن، فكان الشعب يخرج مؤيدًا له أو ناقمًا عليه حسب اقتناعهم أو رفضهم لآرائه..
وفي 17 إبريل وقف لوثر يُحاكَم أمام مجلس الأمة الألماني.. حضر الجلسة الإمبراطور شارل الخامس وشقيقه فرديناند دوق النمسا وأربعة من الكرادلة وثلاثين من الأساقفة ورؤساء الأديرة مع زعماء الشعب.. وقف جون آك يُشير إلى حوالي عشرين كتابًا، ويستجوب مارتن قائلًا:
يا مارتن لوثر.. هل تعترف بأنك أنت الذي الّفت هذه الكتب، وهل أنت على استعداد أن تتراجع عن الأقوال التي خطتها يدك أم أنت مُصر على التمسك بها؟
طلب مارتن فرصة للتفكير لأن الأمر ليس سهلًا.. فمنحه الإمبراطور يومًا لإعادة التفكير...
وفي اليوم التالي عندما أعادوا عليه نفس السؤال، أخذ يلف ويدور ويقول أن بعض هذه الكتب خاصة بالأخلاقيات، فلماذا أُنكِرها؟.. والبعض الآخر خاص بالبابوية، والبابويين طغوا وظلموا فكيف أشجع الظلم والطغيان؟.. والجزء الثالث يحوي نقد شديد لبعض الأشخاص وهذا أقدم اعتذاري عنه.. وناشد الحاضرين بأن يُعَرفوه خطأه وحينئذٍ سيطرح كتبه هذه في النار، وقال:
"إني لست إلهًا بل إنسان أنا، وإني على استعداد أن أعترف بخطئي في التعليم إذا كان هناك من يُقنعني بهذا الخطأ"(39)...
ثم التفت لوثر إلى الإمبراطور مُحَذِرًا إياه من الحكم بسفك دمه.. وجاء تصريح الإمبراطور كالتالي:
"وبصفتي سليل أباطرة ألمانيا وأمراء النمسا وبرغنديا الذين اشتهروا بحماية الإيمان الكاثوليكي، سوف أطرد لوثر الأغسطيني وأُحَرِّم عليه أن يتسبب في أقل اضطراب بين الشعب وسأطارده وأتباعه كهراطقة جديرين بالحرم وبكل وسيلة تؤدي لهلاكهم.. وإنني أطلب من الأمراء أن يؤيدونني في هذا "(40)...
صاح البابويين بأن نهر الراين ينبغي أن يجرف رماده.. واحتج الأمراء وعارضوا الإمبراطور بشدة.
رُفِعَت الجلسة وكان مارتن في غاية الإعياء.. أما المدينة فورمس فقد تحولت إلى مرجل يغلي، وتطاول اللوثريين على البابا والإمبراطور حتى أن أحد الأشخاص وضع في حجرة الإمبراطور خطابًا مكتوبًا عليه: "ويلٌ لبلد يحكمه طفل.." وشخص آخر رسم البابا مُعلقًا من رجليه بعد شنقه..
تمثيلية الاختطاف:


وفي نهاية اجتماعات مجلس الأمة، نفذ الإمبراطور وعده.. إذ سمح لمارتن بالعودة سالمًا إلى فيتمبرج ولاسيما انه سمع أنباء عن تحفُز فرانز رئيس قلعة فارتبرج واستعداده لتحريك أربعمائة فارس وثمانية آلاف مُقاتل للدفاع عن لوثر، وقلعة فارتبرج هذه كانت قائمة على جبل شامخ يُطل على مدينة الزناخ وقد جمع فرانز داخلها نخبة من الرؤساء الثائرين، حتى أن الأمراء كانوا يؤجرونه للانتقام من أعدائهم.. حقًا كان لهذه الأنباء أثرًا في تراجع الإمبراطور.. ولكن اليندر نجح عقب ذلك في الحصول على وعد من الإمبراطور بإعادة القبض على مارتن بعد عودته إلى فيتمبرج، حتى أن اليندر صاغ أمر القبض بنفسه، حيث وصف لوثر بأنه شيطان، ووقَّع الإمبراطور عليه ونصه كالتالي:
"تمسكنا بوعدنا الإمبراطوري.. فقد أعطينا لوثر الهرطوقي الأمان للعودة إلى فيتمبرج.. ولكن بعد انتهاء مدة هذا الصك، نأمُر بأن يُقبض عليه وأن يُسلَّم إلى السلطات المُختصة لكي يُحاكم.. لأنه شيطان في صورة إنسان "(41)
وفي أثناء عودة لوثر إلى فيتمبرج كان اللوثريون يتوقعون اغتياله بخناجر البابويين.. وحدث أثناء العودة أن هجم عليه خمسة من الفرسان واختطفوه، ولم يكن هؤلاء الفرسان من أعداء لوثر، لكنهم من المؤيدين له.. خشوا عليه من الاغتيال فاختطفوه وهربوا به إلى مكان أمين:
"والتقى بهم في الطريق فرسان اختطفوه على صهوة جواد، وحملوه إلى قلعة فارتبرج، وكان من أرسل هؤلاء الفرسان هو فريدريك الحكيم أمير سكسونيا حِرصًا منه على حياة لوثر"(42)
الفارس جورج:


ذهب الفرسان بمارتن إلى قلعة فارتبرج حيث خلع ملابس الرهبنة وارتدى ملابس فارس، ووضع في عنقه السلسلة الذهبية الخاصة بالفرسان، وأطلقوا عليه اسم "الفارس جورج" وأصبح كل من في القلعة في خدمته... وخوفًا عليه من اكتشاف أمره، منعوه من الخروج من القلعة حتى استطال شعر لحيته ونبت شعر رأسه المحلوق.. وفي هذه القلعة ترجم الكتاب المقدس من اللاتينية إلى الألمانية حسب فكره الجديد، بل انه حذف رسالة يعقوب الرسول التي تركز على أهمية الأعمال، وان الإيمان بدون أعمال إيمان ميت.. وظل مارتن في قلعة فارتبرج من 4 مارس سنة 1521م إلى فبراير سنة 1522م عندما تواردت إليه الأخبار عن انهيار الأوضاع في فيتمبرج.. فماذا حدث في فيتمبرج..؟؟
الأنبياء المُلهمين:


وسط خضم هذه المشاكل، اقبل بعض الفلاحين والعمال الجُهلاء من الشمال، ونادوا بأنهم أنبياء مُلهمين من الروح القدس ولا حاجة إلى الكتاب المقدس ولا إلى الكنيسة ولا إلى الأسرار.. وأصبحت فيتمبرج مرتعًا للهراطقة والمبتدعين.. أنها ثمرة من ثمار لوثر..
الدمار والخراب:


إنقض أتباع لوثر على الكنائس يحرقون الصور ويحطمون التماثيل ويهدمون الهياكل وينتهكون حُرمة الكنائس، وهجموا على الأديرة.. حيث طردوا الرهبان والراهبات، وحلوا جمعية الرهبان الأغسطينية.. انتزعوا ممتلكات الأديرة واقتسمها الأمراء، ونادوا ببطلان العلم الجسدي والدراسة في الجامعات... وكانت الجريمة العُظمى عندما أرغموا الرهبان والراهبات على الزواج... لقد الغوا الكهنوت وقام كارلستارت الأستاذ الجامعي العلماني بصلوات القداس باللغة الألمانية وقدم العشاء الرباني.. لقد عمَّت الفوضى المدينة، واجتاحتها المظاهرات التي تنادي بالحكم الديمقراطي.. هذا قليل من كثير، وما هذا إلا ثمار لوثر واللوثرية.. ولا سيما أن لوثر كتب إلى أساقفة كنيسة فيتمبرج يقول:
"كل من نذر العزوبة (البتولية) من دون إيمان فانه ينذر نذرًا نفاقيًا ضمنيًا أي نذر للشيطان نفسه..انه يجب أن تُهدم تلك الأديرة كأنها مساكن للشيطان.. لا تنفع الأديرة ما لم تُحوَّل إلى مدارس يُربَّى الأولاد فيها حتى يصيروا رجالًا. فانها الآن بيوت (الأديرة) يصير فيها الرجال أولادًا ويبقون كذلك مدة الحياة"(43)
أيضًا ألَّف لوثر كتابًا في بطلان الرهبانية أهداه إلى أبيه.
جبرائيل الأغسطيني:


وهو راهب واعظ بدير الرهبان الأغسطينيين في فيتمبرج.. تأثر بآراء لوثر وكتب يُهاجم القداس والرهبنة ويقول:
"يسوع المسيح رتب سر المذبح تذكارًا لموته لا ليكون معبودًا.. فعبادة الخبز والخمر عبادة وثنية"(44)
"لا أحد من سكان الأديرة يحفظ وصايا الله ولا يقدر أحد أن يخلص تحت القلنسوة وكل من يدخل الدير للرهبانية إنما يدخله باسم الشيطان.. وإن نذر العزوبة (البتولية) والفقر والطاعة لقوانين الرهبانية منافية للإنجيل... إذا مرَّ راهب بالأزقة أو الشوارع وجب على الشعب أن يجذبوه من طرف ثوبه ويضحكوا عليه.. وأنهم إن لم يخرجوا من الأديرة بالهزء وجب إخراجهم منها بالقوة... اهدموا الأديرة حتى لا يبقى حجر على حجر وامحوا آثارها وخلصونا من ملاجئ الكسل ومواطن الخرافات ومصادرها"(45)
ونتيجة لهذه الأقوال والعظات ترك ثلاثة عشر راهبًا أغسطينيًا الدير ونقضوا نذر الرهبنة، ولأن الرهبان الفرنسيسكان لم يشتركوا معهم لهذا ثار طلبة فيتمبرج عليهم فعلقوا ورقة تهديد على باب ديرهم ثم دخل أربعون طالبًا وسخروا بالرهبان حسب وصية جبرائيل.
عودة لوثر:


عندما سمع لوثر بانهيار الأوضاع في فيتمبرج، ترك القلعة وزي الفرسان والسلسلة الذهبية وأسرع إلى فيتمبرج، وهاله الخراب الذي وصلت إليه المدينة، ولابد انه أحس بوخز الضمير إن كان قد تبقى لديه بقية منه...
جاء لوثر وأخذ أحد الأديرة الخاوية مقرًا له، وحاول أن يُصلِح الأحوال.. فماذا حدث..؟
مقاومة لوثر:


وجد لوثر من يقاومه وينافسه على الزعامة، لقد أصبح للأستاذ الجامعي كارلستارت مبادئه وأتباعه.. فتصدى له مارتن واتهمه بأنه يثير فتنة واضطراب، وانتهى الأمر بنفيه بعيدًا عن المدينة، ولكن أتباعه ظلوا يقاومون لوثر ويُقذفونه بالأحجار.. أيضًا وجد لوثر مقاومة شديدة من الأنبياء المُلهمين الذين نادوا بأن لوثر لا يختلف عن البابا في شيء، وكانت أفكار هؤلاء الفلاحين والعمال قد انتشرت وانضم إليهم الكثيرين بفضل عِظاتهم الحماسية والثورية..
كان قائدهم توما منزر يدعو نفسه مطرقة الرب، ويدعي أن الروح القدس يحل عليه، وعندئذٍ كان يثور ويلعن مخالفيه أمثال لوثر وأتباعه ويهددهم بسقوط الغضب الإلهي عليهم، ودعى أتباعه للحرب المقدسة ضد الأمراء وأغراهم أن أسلحة الأمراء لن تؤثر فيهم.. واشتعلت نيران الثورة من الفلاحين ضد الأمراء... فماذا كان موقف لوثر الذي وضع البذرة أولًا..؟؟
بحر الدماء ومائة ألف قتيل:


كانت ثمرة كتابات لوثر التطرف الشديد من الناحية الروحية والجسدية.. فالذين فسروا كتابات لوثر بالطريقة الروحية تطرفوا إلى أقصى حد.. ومنهم كارلستارت هادم الهياكل، ومنزر قائد الأنبياء المُلهمين، والذين فسروا هذه الكتابات بالطريقة الجسدية، سقطوا أيضًا في التطرف ونادوا بالمساواة والتحرر من خدمة الأمراء والإكليروس والامتناع عن دفع العشور للكنيسة..
لقد دفعت هذه الكتابات الفلاحين والعمال للغضب الشديد ضد الإكليروس والأمراء، ولاسيما أنهم أحسوا بمساندة لوثر لهم، الذي وجه تحذيره للأمراء قائلًا لهم أن غضب الفلاحين يعلن لكم غضب الله على أعمالكم وسوء تصرفاتكم.. وكانت نتيجة هذه الإثارة اللوثرية اندفاع الفلاحين في ثورة رهيبة نحو قصور الأمراء والإكليروس يقتلون ويسلبون ويحرقون ويدمرون ويهدمون والشياطين يرقصون فرحًا، وصدر بيان 26 إبريل يستحث الفلاحين: "تقدموا.. تقدموا إلى الأمام.. ولتظل سيوفكم ساخنة بالدماء بدون شفقة"..
ولكن الأمور لم تسر حسب هوى الفلاحين ولوثر للنهاية، لأن الأمراء استطاعوا توحيد صفوفهم واستأجروا بعض المحاربين الإيطاليين وانقلبوا على الفلاحين يعملون فيهم قتلًا وتنكيلًا وذبحًا وتعذيبًا.. فماذا كان موقف لوثر عندئذٍ..؟
ومن عجب العجاب ليس تخلي لوثر عن مساندة الفلاحين، ولكن انقلابه ضدهم وانضمامه للجانب المنتصر.. فتودد للأمراء بل أثارهم ضد الفلاحين، وقد سجل التاريخ للوثر صرخته للأمراء قائلًا:
"قاتلوا هؤلاء الفلاحين ككلاب مسعورة"(46)
ودعنا يا صديقي نفسح المجال للدكتور البروتستانتي عزت زكي لإدانة قائده الروحي مارتن لوثر:
"لكننا لا يمكن ولا يمكن أيضًا للتاريخ أن يغفر له (لوثر) دعوته للأمراء لسحق الفلاحين دون رحمة.. ألم تكن ثورة الفلاحين إلى حد ما متأثرة باندفاعه ضد البابوية في بعض التصرفات..؟ إن منظر راهب فيتمبرج على رأس زملائه وقد أشعل النار في مرسوم البابا وكتب القانون الكنسي لابد انه كان لها أثرها"(47)
ويكفي يا صديقي أن تعلم أن ثمرة لوثر الثائر ضد الله والكنيسة والمجتمع مائة ألف قتيل.. وليس نهاية المطاف بعد..
لوثر ينقض نذره:


وفي سن الثانية والأربعين نقض لوثر ندر البتولية والرهبنة وتزوج بالراهبة كاترين هانزفون بورا في 13 يونيو سنة 1525م وانجب خمسة أطفال: يوحنا واليزابيث ومجدولين ومارتن وبولس.. ماتت اليزابيث في السنة الأولى من عمرها ومجدولين في السنة الثالثة..
موت البابا والملك:


انتهت حياة البابا ليون موتًا بالسم في أول ديسمبر سنة 1521م وتولى بعده ادريان السادس الذي كان يرغب في السلام، ومع هذا أرسل إلى مجلس الأمة الألمانية يطالبه بالتصدي للوثر الهرطوقي، إلا انه مات بعد سنتين فقط، وخلفه اكلمندس السابع الذي عاصر اقتحام روما.. أما الملك فريدريك الذي جمع آلاف من ذخائر القديسين، فقد انتهت حياته بروتستنتيًا، وخلفه في الحكم منتخب سكسونيا..
غضب الإمبراطور:


أعلن الإمبراطور شارل غضبه على لوثر، وكتب إلى الأمراء الكاثوليك يعلمهم بأنه سيقوم بعملية حربية ليمحو مذهب لوثر الملعون والذي كان سببًا في المذابح والخراب والدمار..
بدأت حرب الإمبراطور شارل الخامس ضد البروتستانت، وكان منتصرًا في البداية.. إلا أن منتخب سكسونيا ألقى بثقله في المعركة، فهزم جيش الإمبراطور وطارد فلوله الهاربة.. وعندما شعر شارل بالفشل تنازل عن العرش لأخيه وذهب ليقيم في احد الأديرة بأسبانيا.. وفي أول جلسة للبرلمان الألماني سنة 1555م صدر عفو شامل وأصبحت البروتستانتية عقيدة رسمية.
ماذا فعل أتباع لوثر بروما:


لم يكتف البروتستانت بالانتصار الذي حققوه داخل ألمانيا، بل كوَّنوا جيشًا بقيادة فرندزبرج، خرج من ألمانيا وانضم إليه في سهول لومبارديا جيش أسبانيا، ووقف على أبواب روما عشرون ألف مقاتلًا، استطاعوا بالمعاول والتسلق فتح ثغرة في الجدار، واندفعوا إلى داخل مدينة روما... فهرب البابا والكرادلة والأساقفة إلى قلعة سان إنجيلو، وتركوا القصر البابوي، فنهبه المقاتلون واتجهوا إلى قصور الكرادلة فسلبوها، حتى كنيسة القديس بطرس لم تسلم من النهب.. ويصف كاتب تاريخ المسيحية هذا الهجوم الشرس، فيقول:
"وتدفق الألمان والأسبان ينهبون ويقتلون دون مراعاة لأي اعتبار، حتى الأطفال والنساء لم تشفع لهم استرحاماتهم ودموعهم.. والويل كل الويل لمن يقع في أيديهم من الأساقفة أو الكهنة أو الرهبان.. لقد كان انتقامًا لم يشهد مثله التاريخ... أما الكرادلة الذين لم ينجحوا في الهرب فقد كان نصيبهم السحل في شوارع روما حتى الموت.. وشوهدت جماعة تمسك بأحد الأساقفة كللت رأسه بأغصان الشجر وعرضته في السوق للبيع كالسوائم قبل الإجهاز عليه.. أما الكنائس فقد تحولت إلى إسطبلات للخيل وتكدست الخيول داخل كنيسة القديس بطرس وخارجها، والويل للراهبات والعذارى فقد كان الجند ينتزعنهن انتزاعًا من الأديرة ومن أحضان أمهاتهن"(48)
لقد اخذ المقاتلون يهتفون: "لوثر بابا روما".. وكانت النتيجة ثلاثة وخمسين ألف قتيلًا.. كانت هذه الدماء الغزيرة هي ثمار شجرة لوثر المعوجة..
حزب لوثر وحزب زونكلي:


قامت حركة جديدة في سويسرا بقيادة الريخ زونكلي وانضم لها كثير من الأمراء في سويسرا وجنوب ألمانيا، حتى صار حزب زونكلي والتابعين له أقوى وأكثر من مارتن لوثر وأتباعه.. "وقد اختلف زونكلي مع لوثر في موضوع العشاء الرباني، وكانا قد التقيا بهذا الشأن في ماربورج سنة 1529م، ونتيجة للخلاف بين اللوثريين والزونكليين حول عقيدة العشاء الرباني حدث انشقاق نشأت عنه الكنائس اللوثرية والكنائس المصلحة"(49)
حالة اللوثريين:


وصلت حالة اللوثريين إلى حد كبير من الجهل والتخلف والفوضى، حتى أن مارتن لوثر عندما قام بجولة تفقدية مع صديقه ميلانكثون في عدة مدن ألمانية هاله الجهل الذي يعيش فيه اللوثريون، فكتب كتابين هما أصول الإيمان المُفَصَّل وأصول الإيمان المختصر.. يشرح للشعب الإيمان من وجهة نظره..
لوثر وتعدد الزوجات:


كان الملك فيليب متزوجًا من هس إحدى مؤيدات لوثر ثم طلب فيليب من لوثر الموافقة على زواجه من مارجريت فون درسال سنة 1540م مع الاحتفاظ بزوجته الأولى هس.. والعجيب أن لوثر وافق على طلبه هذا.. فقط طلب من الملك أن يكون هذا الزواج سرًا.. ولكن السر أصبح مُعلنًا فهاج كثيرون على لوثر في أواخر أيامه.
نهاية لوثر:


مات لوثر أثناء زيارته لبلده مانسفلد التي نشأ بها، وذلك فجر يوم الخميس 18 فبراير سنة 1546م، ودُفِن يوم 22 فبراير في المدينة التي عاش فيها وهي فيتمبرج.. وآخر عبارة كتبها تُظهِر بوضوح إفلاسه الروحي، حيث قال:
"إننا جميعًا شحاذون... هذه هي الحقيقة.."

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:29 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
زونكلي الراعي المقاتل

ميلاده
دراسته
هروبه من الدير
ألريخ زونكلي في باسل
راعي جلاريس
الراعي اللاهي
ألريخ زوينجلي الراعي المقاتل
واعظ دير البندكيتيين
قسًا للكرسي البابوي
واعِظ زيورخ
شمشون وصكوك الغفران
دعوة المجمع المقدس
زونكلي ضد الكنيسة
لجنة التحطيم والحرق
احتجاج لوثر
السخرية بالبابا
الصراع بين اللوثريين والزونكليين
إلغاء القداس
محاولة الإغراء
زونكلي والسلطة المدنية
الصراع مع البابويين
زونكلي يقود شعبه للهلاك
قتل زونكلي
الحواشي والمراجع


ميلاده:

ولد الريخ زونكلي Huldrych Zwingli في شهر سبتمبر سنة 1484م أي قبل ولادة مارتن لوثر بسبعة أسابيع، وكان مسقط رأسه قرية فلدهاوس على بحيرة زيورخ بسويسرا، من أب يُدعى زونكلي وأم تُدعى مرجريتا ميلي، أما ترتيبه بين أخوته الثمانية وأخته حنة فكان الثالث.. أما الأب زونكلي فكان ذو مكانة رفيعة، فهو شيخ الضيعة التي يقطنها، وكان يعمل بالرعي مع أولاده الذين يحبون عزف الموسيقى وقت فراغهم.
دراسته:

أخذ زونكلي ابنه الريخ إلى عمه الرئيس في بلدة ويسن فنال قسطًا من التعليم على يد معلم المدرسة.. وفي سن العاشرة الحقة والده بمدرسة مارثيودوروس في باسل حيث تعلم المناقشات والمحاورات... وفي سن الثالثة عشر التحق بالمدرسة الأولى للعلوم العالية في برن.
هروبه من الدير:

كان هناك خلافًا بين الرهبان الفرنسيسكان الذين يؤمنون بأن العذراء مريم حُبِلَ بها بلا دنس وبين الرهبان الدومنيكان الذين ينكرون هذا.. كان الدومنيكان يحاولون كسب كل نابغ إلى صفهم.. فعندما لاحظوا نبوغ الريخ أخذوه للإقامة في ديرهم، حتى إذا وصل إلى سن الرهبنة يصير راهبًا بالدير، ولكن عندما علم والده بهذا أرسل يحذره فهرب من الدير ورجع إلى بلدته.
ألريخ زونكلي في باسل:

وفي سن الثمانية عشر عام 1502م ترك الريخ بلدته فلدهاوس ثانية وذهب إلى باسل حيث بدأ يستكمل تعليمه، وفي نفس الوقت قام بالتدريس في مدرسة مارمرتينوس ونال لقب "معلم علوم"... وفي باسل نادى بأن التبرير بالإيمان، وان علم اللاهوت مجرد تشويش لا لزوم له، فقال:
"انه عما قريب سوف يأتي الوقت الذي فيه يلقي الناس علم اللاهوت جانبًا"(52).
راعي جلاريس:

وفي سن الثانية والعشرين عام 1506م اختار شعب جلاريس المعلم الريخ ليكون راعيًا له، فرُسِم قِسًا وصلى أول قداس في بلدته فلدهاوس في عيد الملاك ميخائيل.
الراعي اللاهي:

يقول العلاَّمة ميرل دوبينياه عن راعي جلاريس:
"فاجتهد زونكلى في القيام بأمور إبروشيته العظيمة، وإذ لم يكن قد تجاوز العشرين كان كثيرًا ما يُطلِق لنفسه العنان في الملاهي وخلاعة أهل العصر"(53).
ألريخ زوينجلي الراعي المقاتل:

لم يفصل زونكلي بين الدين والسياسة، تمامًا كما فعل جون كلفن من بعده.. فعندما هدد ملك فرنسا البابا، خرجت الجيوش السويسرية ومعهمالراعي زونكلي يحمل سيفه دفاعًا عن بابا روما، وبعد أن حققوا نصرًا مؤقتًا على الفرنسيين انقلبت الدفة عليهم.. فهلك كثير من شباب سويسرا... ونترك العلاّمة ميرل ليبكت الراعي المقاتل على تصرفه الشائن:
" ولما رأى زونكلي انه لم يقدر على منع تلك المصائب بالوعظ، عرَّض نفسه للخطر نفعًا لروما وضرب بالسيف.. ويا له من خطأ فظيع أن يحارب جندي المسيح بغير أسلحة الروح القدس "(54).
واعظ دير البندكيتيين:

كان هذا الدير قائمًا على إحدى جبال سويسرا، وكان يُعتبر مزارًا عالميًا، حيث
يفد إليه الكثيرون حاملين عطاياهم ونذورهم، وكان رئيس الدير يملك أكبر مجموعة خيول في سويسرا.. ويُذكر عنه أنه عندما ألَحَّ عليه الزوار لإقامة القداس قال:
" إذا كان يسوع المسيح حاضرًا بالحقيقة في الخبز والخمر فأنا لست مستحقًا أن أتداوله بيدي، وإذا لم يكن حاضرًا فأكون أكبر كذاب ومنافق لأني أقدم للناس خبزًا وهم يظنونه جسد المسيح"(55).

وفي هذا الدير أخذ الواعظ القس الريخ يدعو الزوار للتبرير بالإيمان ولا داعي للنذور والعطايا وشفاعة القديسين، فقال:
"فلا نفع لكم من السياجات الطويلة والتماثيل وشفاعة العذراء والقديسين، ولا من كثرة الكلام في الصلاة.. فذهب كثيرون إلى المسيح ورجعوا بالشموع التي أتوا بها ليوقدوها أمام صور العذراء"(56).
قسًا للكرسي البابوي:

أراد البابا ليون العاشر أن يكسب الريخ ولا يفقده كما فقد مارتن لوثر، فدعاه وجعله قسًا خاصًا للكرسي البابوي في عام 1518م، وأخذ الريخ يصرف راتبًا شهريًا عن وظيفته هذه.
واعِظ زيورخ:

وفي نفس الوقت دعى كهنة زيورخ القس زونكلي ليأتي إلى زيورخ ويصبح واعظًا بها.. فوافق.. وعندما بدأ الوعظ في زيورخ لم يلتزم بالقطمارس (القراءات المرتبة حسب المناسبات والأعياد) وبدأ في دراسة إنجيل متى.
شمشون وصكوك الغفران:

أقبل إلى سويسرا الراهب الفرنسيسكاني شمشون على رأس موكب عظيم بالطبل
والزمر لبيع صكوك الغفران، وعندما كان يحل بمكان كان يقول:
" إني اغفر جميع الخطايا.. السماء وجهنم خاضعتان لسلطاني، فأبيع استحقاق المسيح لكل من ابتغاه بالدراهم نقدًا "(57).
وقد اقبل أحد القادة الفرنسيسكان واسمه يعقوب، يمتطي جوادًا أزرق جميل أعجب به شمشون فطلب منه يعقوب صكوك غفران له ولخمسمائة جندي تابعين له ولجميع أسلافه مقابل الحصان فوافق شمشون، ولكن الهجوم الشديد الذي شنَّه زونكلي على صكوك الغفران أثَّر على تجارة شمشون.. فوصل سعر صك الغفران للأغنياء أربع شلنات على ورق من جلد، وسعره للفقراء عدة مليمات على ورق عادي.. وعندما اقترب شمشون من أبواب زيورخ، خرج إليه وفد من المدينة يطلب منه الانصراف.. وانصرف على مضض وعاد إلى روما.. فماذا كان رد فعل روما..؟
دعوة المجمع المقدس:

ثار المجمع المقدس على زونكلي الذي يعصي أوامر للبابا،وأرسلوا إليه يستدعونه للمحاكمة، فرفض زونكلي وثار على الأوضاع ورفض تقاضي راتبه، قائلًا: "كنت اعتقد أنني أستطيع أن أتمتع بسخاء البابا وأنادى بمعتقداتي بضمير صالح.. ولكني حينما تقدمت في معرفة ابن الله، رأيت أنني يجب أن أرفض البابا وعطاياه "(58).
زونكلي ضد الكنيسة:

بدأ الريخ يرفض الكنيسة وطقوسها وصلواتها وأصوامها، فألغى الأصوام وطلب من الإكليروس الكاثوليك رفض البتولية ودعاهم للزواج، وشجع الشعب على حرق الصور وتحطيم التماثيل.. وعندما كتب أحد القسوس الزونكليين رسالة بعنوان "حكم الله ضد الصور والتماثيل " ثارت المدينة زيورخ، وأسرعوا إلى صليب مقام خارج المدينة وانهالوا عليه بالمعاول، وانقسمت المدينة بين مؤيد ورافض، حتى عندما أُلقي القبض على الذين فعلوا هذا ووقفوا أمام المحكمة، انقسمت هيئة المحكمة على نفسها، وبررت الذين قاموا بتلك الأعمال الهمجية... هذا جعل زونكلي يتمادى أكثر فأكثر.. فماذا فعل..؟
لجنة التحطيم والحرق:

طلب زونكلي من مجلس مدينة زيورخ تكوين لجنة لحرق الأيقونات وتحطيم التماثيل، فكوِّنَتْ لجنة من ثلاثة رعاه واثني عشر مستشار ومهندس المدينة ونجارين وغيرهم ونفذوا خطة زونكلي، وعندما امتلأت قلوب البابويين مرارة، خاطبهم زونكلي قائلًا: "يا أيتها النفوس الضعيفة انك أسَلْتِ دموعًا على هذه الأصنام المُحزنة.. فانظري، إنه لو كان لها من قوة لما قدرتم أن تكسروها‍‍‍‍‍"(59)...
والعجيب أن زونكلي هذا محطم التماثيل أقام له شعب لوسون تمثالًا فلم يعترض، ولكن البابويين قاموا بإزالته وتحطيمه.
احتجاج لوثر:

احتج لوثر على تصرف الزونكليين لأنه كان يريد أن يصلح الكنيسة من داخل الكنيسة.. أما زونكلي فكان يهتم بالتغيير حتى إذا لجأ إلى التحطيم.. أيضًا كان رأي لوثر عدم المساس بالصور والتماثيل لأنها لا تنافي أحكام الكتاب المقدس، ويعلق على هذا العلامة ميرل قائلًا:
"فإن لوثيروس لم يرد كسر الصور والتماثيل في كنيسة فيتمبرج لاعتقاده أنها إذا لم تُعبَد لا تنافي أقوال الكتاب" (60).
السخرية بالبابا:

وكان نتيجة استخفاف زونكلي بالبابا، تجرأ الشعب على انتقاد البابا والسخرية به.. ففي برن قدم الشباب رواية باسم "أُكَّال (آكلين) الموتى" يظهر فيها البابا جالسًاعلى عرشه مرفهًا في الثياب الناعمة يحيط به الكرادلة والأساقفة والأعوان.. وتمر جنازة فلاح غني يطلب أقربائه إعفائه من نيران المطهر مقابل دفع مائة ليرة.. فيندفع أحد الأعوان واسمه "روبرت هات وهات" ويأخذ المائة ليرة، ويُظهر الباقون فرحتهم بالميت الغني ويتمنون أمواتًا أغنياء أكثر وأكثر.. أما الكردينال المسمى "الكبرياء العظيمة " وهو يرتدي برنيطة حمراء، فيقول:
" إن رومية تسمن بالدم المسيحي ولذلك كان لون ردائي ولون برنيطتي لون الدم.. وأنا لم اربح ثروتي وكرامتي إلا من الأموات"..
ويقول الأسقف بطن الذئب:
"إني في شرائع البابا أعيش وأموت.. فيها ثيابي حرير وكيسى؟ مملوء والملاهي والصيد بهجتي.. نحن رعاة وذئاب معًا وهم (الرعية) غنم مسكينة... إننا منعنا لذّة الزواج.. وما على الخوري الكثير المال إلا الاختيار من ذوات الجمال (المحظيات) فيحصل عليها بأربع فلورينات... للبابا كل الإكرام، إني أسجد له أؤمن بإيمانه وأحامي عن كنيسته وأعترف أنه الهي"...
يقول البابا: "الآن صار الناس يصدقون أن خوريًا طماعًا يفتح ويغلق أبواب السماء كما يشاء. نادوا يا حُكام مجمعي نحن ملوك والعامة عبيد لئام "
الصراع بين اللوثريين والزونكليين:

يقول العلامة ميرل: "أبطل (زونكلي) القول بحضور المسيح في العشاء الرباني فخالف بهذا رأي لوثر فإنه قال بوجود المسيح بجسده في ذلك العشاء وجودًا سريًا بلا استحالة "(61)
اشتد الخلاف بين الفريقين فعقد اجتماع في ماربورج سنة 1529م حضره مندوب من كل فريق بالإضافة إلى بعض المؤيدين وتم طرح خمسة عشر بندًا للمناقشة، اتفق الطرفان على أربعة عشر بندًا واختلفا على البند الخامس عشر الخاص بالعشاء الرباني.. فقد كان لوثر يؤمن بحلول جسد المسيح في الخبز ودم المسيح في الخمر أما زونكلى فكان يرى العشاء الرباني مجرد تذكار لموت المسيح مما أثار لوثر جدًا.
"قال (لوثر) إنه أحب إليه أن يتناول الدم فقط مع البابا من أن يتناول الخمر فقط من زونكلي. كان مبدأ لوثر العظيم أن لا يترك شيئًا من تعليم الكنيسة وعاداتها ما لم يوجب ذلك نص الكتب المقدسة ولما قال كرلستارت أين أمَرَنا المسيح أن نرفع القربان ونعلنه للشعب..؟ قال لوثر وأين نهى المسيح عن ذلك.؟ "(62).
كان زونكلي يخشى الانفصال عن لوثر حتى أنه قال:
"لو قال عني لوثر أنني الشيطان بعينه فإني لا انفك أسميه خادم الله الأمين "(63).. لكن رغم هذا فقد حدث الانشقاق بين الاثنين...
"كان عقل زونكلي مخالف لعقل لوثر.. وبهذا انفصل كل من لوثر وزونكلي انفصالًا بعيدًا.. ومع هذا كره زونكلي الانفصال عن لوثر وارتعد من مجرد التفكير في أن ذلك الجدال ربما أدى إلى تفريق الجماعة الجديدة.. ولما أعلن لوثر رسالته المضادة لاعتقاد زونكلي، اضطر زونكلي أن ينشر رسالته عن الديانة الصادقة والديانة الكاذبة.. وعند هذا التظت الحرب الجدلية، وثار بوميرانوس صديق لوثر، وطعن زونكلي وأفرط في الاستخفاف به "(64).
إلغاء القداس:

وفي إبريل سنة 1525م وبناء على طلب زونكلي وصديقين له أصدر مجلس مدينة زيورخ قرارًا خطيرًا، ينص على:
" وليكن القداس لاغيًا في كل مكان بصفة قاطعة ويترك جانبًا كشيء أثري لا يتكرر"(65)...
وأخذ أولاد الزونكليين يتغنون قائلين:
تركنا بعون القدير إلهًا
فامتلأت قلوب البابويين مرارة

يُدَقُّ ويُسحَق في هاون
فهاجوا ووقحوا ولعنوا ما شاءوا

محاولة الإغراء:


ورغم ما فعله زونكلي فان البابا ادريانوس السابع أراد أن يكسبه بالإغراء، فأرسل إليه زنك رئيس الحراس ومعه القاصد انسيموس بمنشور دعى فيه زونكلي بابنه، وعرض البابا على زونكلي أي شيء يريده ما عدا كرسي البابوية.. ولكن زونكلي أصرَّ على عناده.
زونكلي والسلطة المدنية:

خلط زونكلي بين السلطة المدنية والدينية حتى نصَّب نفسه الراعي والرئيس والقائد العسكري، ويصف ميرل هذا قائلًا:
"فعزم (زونكلي) أن يكون في وقت واحد رجل الحكومة ورجل الكنيسة.. فإن السجلات تدل على انه اشترك في آخر سنيه في أهم المحاورات السياسية.. ألف مقالة في المدافعة (الدفاع) والحق انه عاش طويلًا بين الجنود، وأوضح الفوائد التي تصدر من مفاجأة العدو، ووصف الأسلحة بيَّن طريقة استعمالها، فكان في وقت واحد راعي زيورخ ورأس الحكومة وقائد العسكر"(66)..
"ولكن زونكلي تناول بندقيته ووضعها على كتفه وخرج مع العسكر"(67)
أما الأوضاع في زيورخ فكانت:
"خدمة القداس محرمة وجميع مظاهر العبادة البابوية لا محل لها، أما انتقادات التغيرات الحديثة فجريمة، والعادات التي كانت سارية في الأعياد فممنوعة منعًا باتًا.. والمواظبة على حضور الاجتماعات والخدمات فهي فرض حكومي تفرضه السلطات"(68).
الصراع مع البابويين:

أما صراع زونكلي مع البابويين فقد استمر مدى الحياة.. ففي 29 من كانون الثاني، جرت مناظرة بين الزونكليين والبابويين حضرها 600 شخص أثار فيهازونكلي 67 قضية ضد إيمان روما.. من هذه القضايا: "أنالمسيحيين أُخوة لا أب لهم على الأرض وستسقط الأحزاب والطوائف والرهبانيات إلى الحضيض "(69)..
وفي 26 تشرين الثاني، عُقِدَ اجتماع آخر حضره 900 شخص من أعضاء المجلس الكبير، و350 خوريًا.. ولكن بسبب جهل المجتمعين لم يجد زونكلي شخصًا واحدًا متعمقًا مثل أثناسيوس وكيرلس وديسقورس أبطال الأرثوذكسية يُثبت له صحة ذبيحة القداس.. لقد انتهى الاجتماع لصالح الريخ زونكلي، وتحول زونكلي إلى قسا بروتستنتيا وانفصل عن روما.
زونكلي يقود شعبه للهلاك:

كان يحيط بزيورخ خمس مقاطعات تدين بالولاء للبابوية، وكانت هذه المقاطعات تحصل على احتياجاتها من أسواق زيورخ، فأغلق زونكلي هذه الأسواق في وجه القادمين من المقاطعات، فتعرضت لمجاعات شديدة.. اجتمعت جيوش المقاطعات حوالي 8000 جندي وانضم إليهم جيش بابوي يضم حوالي ألفي جندي، حينئذٍ شعر زونكلي أن نهايته ونهاية شعبه قد اقتربت وانه في مواجهة الموت..
دعى زونكلي شعبه للخروج للحرب، فلم يطع كلامه إلا 800 شخص، ومعظمهم أُخرِجَ بالإكراه.. أما حالة زونكلي وجنوده فكانت سيئة للغاية.. فيقول العلاَّمة ميرل:
"كان من الواجب أن يبلغ عدد الجنود أربعة آلاف على الأقل فلم يزالوا منتظرين الزيادة.. خرج مائتان بلا حلف وتهيأ الباقون للانصراف، وعند ذلك رأوا زونكلي خارجًا من البيت يودع زوجته وأولاده وأصدقائه، وامتطى فرسه.. وفي الساعة الحادية عشر من ذلك الصباح تقدم اللواء وتبعه خمس مائة رجل وكثيرون منهم كانوا قد أُجبَروا على ذلك وكانوا يمشون حزانى صامتين وكأنهم يقادون إلى المحرق وكان الجميع يسيرون بلا ترتيب وكان زونكلي حزينًا وراء هؤلاء الرجال "(70)..
خرج زونكلي وابنه وبعض أقربائه ولكنهم ترددوا في الهجوم حتى تزمر الجنود الزونكليين "ولما رأى الجنود تردُد رؤسائهم أخذوا يتذمرون فكان يقول واحد أن الأكابر يتركوننا، وآخر أن القواد يخافون أن يعضوا ذنب الثعلب....الخ "(71).. وكان زونكلي يجلس في مكان بعيد، فعندما بدأت الحرب وسمع بتذمر بعض الجنود، فقال زونكلي: "كيف يمكننا الوقوف ونحن نسمع أصوات الرصاص، فبسم الله أهجم مع أُخوتي الجنود للموت أو للإنقاذ "(72).
قتل زونكلي:

وسريعًا انتهت الحرب وانهزم السويسريون، وأصبحوا بين قتيل وجريح وشريد، ولقي زونكلي مصرعه وكذلك ابنه غيرلد وبعض أقربائه.. وأُطلِق على شجرة الكمثرى التي مات تحتها زونكلي بكمثرات زونكلي، ولما ماتت هذه الشجرة، نصب هناك حجر كتب عليه ما خُلاصته:
" إن النصرة باسم الرب.. لا بالأسلحة العالمية "

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:33 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
جون كلفن.. الحاكم بأمر الله
ميلاده
يوحنا كالفين قسًا في الثانية عشر
في باريس
المشاكل مع الكنيسة
التحول إلى البروتستانتية
الهروب إلى بازل
الدفاع عن المنشقين
وليم يلعن جون
الطرد الأول
جون المتخفي
العودة إلى جنيف ثانية
الطرد ثانيةً من جنيف
زواج جون
في استراسبورج
العودة إلى جنيف ثالثةً
التفسير والكتابة
وثيقة الفرائض
1- الإصلاح باللكم والركل
2- السجن لمن لا يحضر الكنيسة
3- المداخن والمراحيض وطبيب الأسنان
4- الإعدام والنفي للمخالفين في الرأي
5- نفي جيروم بولسك
6- حرق سرفتيوس حيًا
7- الإعدام بالجملة
بيت كلفن لم ينجون من الزنا
الحواشي والمراجع

ميلاده:


ولد جون في بلدة " نوبون " التي تبعد عن باريس نحو 45 ميلًا في 10 يوليو سنة 1509م أي بعد ولادة مارتن لوثر بنحو ربع قرن... وقد وُلد جون من أب متدين يدعى جيرار كوفن يعمل في مجال المحاماة حيث يقوم بتسجيل العقود وأيضا يعمل سكرتيرًا لأسقف المدينة.. أما أمه فهي جين ليفرانك التي كانت تتمتع بالأمانة والجمال، ولما بلغ جون الثالثة من عمره ماتت أمه..
يوحنا كالفين قسًا في الثانية عشر:


بدأ جون دراسته في بلدته نوبون.. والعجيب أنه عندما بلغ الثانية عشر من عمره، وإكرامًا لوالده سكرتير الأسقف.. منحته الكنيسة وسامًا فأصبح يتمتع بلقب كاهن، وليس هذا فقط بل يُصرَف له راتبًا شهريًا بالإضافة للامتيازات الأخرى التي يتمتع بها الكهنة.. وحدث هذا برغم أن القانون الكاثوليكي يحرم التعيين في الكهنوت لمن هو أقل من خمسة وعشرين عامًا..
في باريس:


في الرابعة عشر التحق بجامعة "دى لامارش" بباريس، وبدأ يدرس الفلسفة الرواقية، وقد سميت هذه الفلسفة بالرواقية لأن رائدها الأول الفيلسوف زينون كان يُعَلِّم تلاميذه في رواق مزين بالصور.. وأُعجب جون بالفيلسوف "سينيكا" الذي كان يُغَلِّب جانب الروح على جانب الجسد ويهتم جدًا بالنواحي الإنسانية.. ظل جون يدرس الفلسفة التي تؤهله للكهنوت حسب رغبة والده.. ولكن في السابعة عشر من عمره كانت العلاقات بين والده والكنيسة قد بدأت تسوء، لذلك طلب منه أبوه أن يترك دراسة الفلسفة التي تقوده إلى الكهنوت ويدرس القانون.. لذلك أرسله إلى جامعة "اورليان".. وبدأ جون يدرس القانون لكي يصبح محاميًا، ولكنه لم يكمل دراسته في المحاماة، فقبل الثانية والعشرين من عمره توفي أبوه فترك دراسة القانون وتخصص في الأدب والعلوم الإنسانية، وحقق رغبته التي كان يتمناها..
وأثناء دراسة كلفن في جامعة باريس تعرف على أفكار البروتستانت من خلال ابن خاله " بيير أوليفيه".
المشاكل مع الكنيسة:


دخل والد جون في نزاع ضد سلطات الكنيسة في نوبون، وانتهى الأمر بطرد جيرار من الكنيسة سنة 1529م، وبعد وقت قليل مات جيرار.. ومما أثر في نفسية جون أن السلطات الكنسية لم تسمح بدفن أباه في المكان المخصص لذلك إلا بعد المحاولات المميتة التي قام بها القس شارل شقيق جون الأكبر.. وزاد الطين بلة أن الكنيسة طردت أيضًا القس شارل ومات في سنة 1537م..
التحول إلى البروتستانتية:


رفض جون الكاثوليكية وتحول إلى البروتستانتية في الفترة من نوفمبر 1533 إلى مايو 1534م، وتصور أن إيمانه بالكاثوليكية كان مجرد خُزعبلات.. فيقول في مذكراته:
" بينما كنت شديد التمسك بالخزعبلات البابوية بصورة يصعب معها إخراجي من هذه الحمأة العميقة، حوَّل الله فكري في تجديد مفاجئ "(64)..
الهروب إلى بازل:


كان جون على علاقة قوية مع زميل الدراسة الواعظ الكاثوليكي الشهير "نقولا كوب" ابن الطبيب الخاص لملك فرنسا.. وفي إحدى المرات وقف نقولا كوب يعظ في كنيسة الماتورين ووجَّه هجومًا عنيفًا ضد الكنيسة الكاثوليكية التي ترفض الحوار مع الخارجين عنها، وتستخدم أسلوب القمع بالسيف والنار لإسكات أصواتهم.. وقد اختار كوب المكان والزمان لإلقاء عظته الهجومية هذه.. فقد ألقى عظته في جامعة باريس التي تجمع أكثر علماء الكاثوليكية تعصبًا، وتعتبر مركزًا لصد هجمات البروتستانتية.. أما الزمان فكان أول نوفمبر 1533م حيث يوافق الذكرى السادسة عشر على تعليق لوثر احتجاجاته الخمسة والتسعين على باب كنيسة فيتمبرج.. وعقب العظة أحس نقولا بالخطر فهرب إلى مدينة بازل الألمانية المدينة الحرة التي لا تخضع لسلطان الكنيسة الكاثوليكية، وسريعًا تبعه جون كلفن الذي شعر أيضًا بالخطورة على حياته، ولاسيما أنه هو الذي كتب العظة لنقولا كوب.. ويصف جون هروبه إلى بازل وقد فقد شجاعته، فيقول:


" فكرت في الهروب في الحال.. هل أخرج من الطريق العام..؟ لاحظت أن هناك من يحوم حول المكان.. عُدتُ إلى غرفتي.. ومن النافذة الخلفية تدليت إلى المزارع المتصلة بأرض الجامعة، وجعلت أركض.. أركض.. وقد قضيت طول الليل نائمًا في العراء.. ووصلت إلى أقرب مدينة واستأجرت هناك بغلًا لينقلني خارج حدود فرنسا.. إلى بازل"(65)..
الدفاع عن المنشقين:


هرب جون من فرنسا إلى ألمانيا، وفي بازل سمع ما تثيره الكنيسة الفرنسية ضد المنشقين عن الكاثوليكية.. فكتب كتاب " المبادئ " يدافع عن الخارجين عن الكنيسة، وأيضًا يشرح بعض الحقائق المسيحية في نفس الكتاب..
وليم يلعن جون:


ترك جون بازل متجهًا إلى مدينة استراسبورج، وفي طريقه مرَّ على مدينة جنيف والتقى بصديقه " وليم فاريل " الذي ألح عليه ليبقى معه في جنيف للخدمة.. أصر جون على استكمال طريقه إلى استراسبورج.. فأخذ وليم يهدده ويلعنه قائلًا:
"إن لعنة الله سوف تستقر عليك إن رفضت دعوته للخدمة هنا في المكان الذي يحتاج إليك"(66)..
ويقول جون كلفن: "ووجد وليم أن توسلاته لم تُجْدِ قطعًا، اندفع يلعنني ويقول أن الله لابد أن يحرمني من السلام لو ضننت عليهم بالمعاونة في وسط تلك الحاجة الماسة والوقت العصيب.. وإذ خافني كلامه وأحسست بالخجل والجبن تخليت عن رحلتي وحاولت استخدام كل مواهبي في الدفاع عن إيماني"(67)..
الطرد الأول:


لم يمكث جون مع صديقه وليم أكثر من أربعة أشهر في جنيف، وخلال هذه الفترة دار صراع بين وليم وجون من ناحية وجماعة المنشقين عن الكاثوليكية من ناحية أخرى.. وبانتهاء هذه الفترة القصيرة كان قد تم طرد جون ووليم من جنيف..
جون المتخفي:


ظل جون كلفن هاربًا.. وفي هروبه استخدم أسماء مستعارة ليخفي شخصيته، فاستخدم اسم "تشارلس دي اسبريل"، "ماركيانوس لوكانيوس".. ورغم محاولات تخفيه وهروبه إلا أنه سقط في أيدي الشرطة التي كانت تطارده عدة مرات، وقضى بعض الفترات في السجن..
العودة إلى جنيف ثانية:


مدينة جنيف كان عدد سكانها 13 ألف نسمة وهي مدينة ناجحة ومستقرة.. بعد محاولات، استطاع وليم مع جون العودة إليها، وقد أحدثوا انقلابًا في المدينة، فحوَّلوا الكنائس الثلاث الكاثوليكية إلى كنائس بروتستنتية.. أما الكهنة الكاثوليك فقد اثروا الانسحاب من جنيف المدينة التي زال عنها سلطان الكنيسة..
الطرد ثانيةً من جنيف:


حدث خلاف شديد بين جون ووليم وبين المجلس الحاكم للمدينة، انتهى بطردهما مع رفقائهما من جنيف وصدر قرار الطرد على أن ينفذ خلال ثلاثة أيام.. فترك جون جنيف وذهب إلى ستراسبورج..
زواج جون:


لم يكن جون راهبًا مثل مارتن لوثر الذي نقض نذره.. حتى أن البعض يدعونه بـ"لوثر الزاني"، ولكن جون أعلن نفسه قسًا بروتستنتيًا، وكان الناس قد اعتادوا على بتوليه الكهنة الكاثوليك.. لذلك أصبح جون مترددًا في اتخاذ قرار زواجه.. وأخيرًا أعلن زواجه من الأرملة "اوليت دى بور" التي مات زوجها أحد قسوس جماعة إعادة المعمودية وترك لها ابنًا وابنة، وفي أغسطس سنة 1540م أسرع وليم فاريل ليتمم مراسيم زواج صديقه.. وهذا الزواج لم يدم إلا تسع سنوات.. وقد أمضت اوليت من هذه المدة أربع سنوات طريحة الفراش ثم ماتت سنة 1549م، ولم يُرزق جون إلا بابن وحيد مات في طفولته.
في استراسبورج:


أقام جون في استراسبورج، وكان ينوي التفرغ للدراسة الدينية إلا أن لوثر ألح عليه كثيرًا للمشاركة في الخدمة، وعندما رفض جون هدده لوثر بسقوط غضب الله عليه إن لم يشترك في خدمة الرب، فقبل جون الخدمة فألغى صلوات القداس الإلهي وأحل محلها صلوات أخرى، ووضع نظامًا للترانيم والاجتماعات وحفلات الزواج والافتقاد.. وبعد أن كان النظام المتبع في قبول أو رفض أي عضو للكنيسة أو من الكنيسة هو من اختصاص مجلس المدينة.. انتزع جون هذا الحق ودعى كنيسة استراسبورج بالكنيسة الحرة.. أي الحرة من السلطة المدنية.. ظل جون يخدم بهذه المدينة لمدة ثلاث سنوات عاد بعدها إلى جنيف..
العودة إلى جنيف ثالثةً:


دخل جون جنيف للمرة الثالثة والأخيرة في 31 سبتمبر سنة 1541م، وظل بها حتى نهاية حياته في 17 مايو 1564م أي مكث بها حوالي ربع قرن.. فماذا فعل خلال هذه الفترة..؟
التفسير والكتابة:


ركز جون على تفسير الكتاب المقدس وإلقاء العظات الكثيرة.. فلم يعد هناك صلوات طقسية مثل القداس الإلهي والعشيات والأعياد، فكان لابد أن يحاول ملء الفراغ بالعظات، وقد استعان جون كلفن بتفاسير الآباء أمثال فم الذهب، وجيروم، وأوريجانوس، وأغسطينوس.. ثم طبعت هذه العظات بعد تنقيحها لتظهر في كتب عديدة، يقول عنها القس لبيب مشرقي على لسان جون:
"إنها فعلًا كتب عظيمة.. إنها تستحق التقدير.. إني أعتقد أن الله نفسه أملاها لي"(68)...
ويا ليته اقتصر خدماته على العظات والافتقاد والأعمال الروحية فقط.. إلا انه من المؤسف جدًا أنه نصَّب نفسه الحاكم بأمر الله، أقحم نفسه في الأمور المدنية.. أذاق الشعب طعم المرارة والأفسنتين والعذاب والنفي والموت والحرق والخراب والدمار كما سنرى حالًا..
وثيقة الفرائض:


وضع جون كلفن وثيقة بعنوان: "الفرائض الدينية لجنيف".. شملت هذه الوثيقة الوظائف الكنسية ونظام عقد الاجتماعات وتأدية شعائر المعمودية والتناول.. كما شملت عقوبات قاسية للخدام والشعب، وعندما اعتمد مجلس المدينة هذه الوثيقة أصبحت سارية المفعول.. وقد قسم جون الوظائف الكنسية إلى أربع فئات:
1) الرعاة (الموظفون)..
2) المعلمون..
3) الشيوخ..
4) الشمامسة..
وبدأت كل فئة تزاول عملها من خلال السلطة الكلفنية.. أما تصرفات كلفن نفسه فكانت فوق الوصف، والأمثلة على ذلك عديدة... نذكر منها الآتي:
1- الإصلاح باللكم والركل:


يتحدث القس لبيب مشرقي بلسان كلفن، فيقول:
"الحقيقة أنني لا أملك ما يدعونه الدبلوماسية في المناقشة.. أنا بطبيعتي خجول ولكن إذا عارضني أحد اندفعت بكل قواي.. وإذا خالفني أحد فيما أعتقد أنه صواب استجمعت كل قواي وصرخت في وجهه معلنًا الحقيقة.. وقد يصل الأمر إلى أن الكمه بيدي أو اركله بقدمي.. لكن أرجو أن تعلم أنى لا أفعل ذلك إلا نادرًا جدًا"(69).
2- السجن لمن لا يحضر الكنيسة:


وهكذا يحدث عندما يصبح كلفن الحاكم بأمر الله،ويتناول هذه الحقيقة القس لبيب في حديثة التصوري مع كلفن، فيقول:
"قد سمعت انك كنت مختصًا بتنفيذ قوانين تتصل بلزوم حضور اجتماعات الكنيسة وحضور الأولاد لمدارس الأحد وإلا حكم عليهم أحيانا بالسجن"(70).. وفي النهاية يوافقه كلفن على هذا..
3- المداخن والمراحيض وطبيب الأسنان:


يستكمل القس لبيب حديثه:
"كما كلفت بالإشراف على تنظيف المداخن والاهتمام بوجود المراحيض في البيوت ونظافة الشوارع.. وقد اندهشت إذ سمعت انه لم يُرَخَص لأول طبيب أسنان بممارسة المهنة إلا بعد أن امتحنته بنفسك.. سمعت أن القس كلفن راعى كنيسة جنيف كان مسئولًا مدنيًا عن وضع القوانين الصارمة وتنفيذها..!! قال كلفن: إني لا أذكر بالضبط كل ما تم لكننا كنا نقوم بحركة إصلاح تتصل بالمسيحية العقائدية والمسيحية الاجتماعية.. كنا في أول عهد الإصلاح.. كنا مضطرين أن نسلك السبيل الذي سلكناه وهكذا كل إصلاح يبدأ مشوشًا ولكنه يومًا فيومًا يستقر ويهدأ وينتظم.. كانت الثورة الدينية تتجه نحو الإصلاح ووضع أمور الدولة في الأيدي الأمينة.. كان لابد من قوانين صارمة، ربما تطرفنا بل ينبغي أن أعترف إننا تطرفنا، تطرفنا في وضع القوانين.. حتَّمنا أن يحضر أعضاء الكنيسة إلى الاجتماعات الدينية، حتَّمنا حضور الأولاد والبنات إلى اجتماعات مدارس الأحد، ووضعنا العقاب الصارم على كل من يخالف.. كتبنا بنود الإيمان التي يجب أن تؤمن بها الكنيسة، ولكننا تطرفنا في وضع بنود القصاص لمن يخالف"(71)....
"ولم يُرخَص لأول طبيب أسنان في جنيف بمزاولة المهنة إلا بعد أن قام كلفن شخصيًا بامتحان مهارته"(72).
4- الإعدام والنفي للمخالفين في الرأي:


ونترك الحديث أيضًا للقس البروتستانتي لبيب مشرقي لكي يبكت جون كلفن على تصرفاته الخسيسة البعيدة كل البعد ليس عن المسيحية فقط بل عن الإنسانية.. حقًا أنها تصرفات دكتاتورية بل وحشية.. أنها تصرفات مؤسس البروتستانتية المشيخية.. يقول القس لبيب مشرقي في حديثه التصوري مع جون كالفن:
" نعم.. حدث ذلك.. فقد عوقب أشخاص أتوا هذه الأفعال (انتقاد دعاة الإصلاح) بل قطعت رأس جاك جروت سنة 1548م نتيجة تعليقه مذكرة بنقد الرعاة (الوظيفة الأولى من الوظائف الكنسية الأربعة) على منبر الكنيسة.
قُلت (القس لبيب): وماذا تقول عمن شقوا عصا الطاعة.. ألم يقبض عليهم..؟ ألم يتعرضوا لحكم الإعدام لولا أنهم هربوا..؟ ألم يُحكم على زوجاتهم بالنفي..؟ ألم يصدر الحكم بعدم عودتهم إلى جنيف تحت تهديد الإعدام..؟
قال (كلفن): نعم.. كانت الإجراءات عنيفة.. شديدة العنف.!!
قلت: تقول عنيفة فقط.!! نفى وتعذيب وإعدام، وتقول عنيفة فقط..؟ هل تعتبر هذه الإجراءات مسيحية..؟
فقال: إنها كانت من فرض نظام الإصلاح.!!
قلت: وهل تقول الإصلاح على القوانين الصارمة الخاصة بإصلاح المداخن وإنشاء المراحيض وبناء السياجات ومراعاة نظافة الشوارع.. أنا أقر أنها إصلاحات اجتماعية... لكن مالك ولها يا سيد كلفن.. يا قسيس كلفن..؟ مالك وطب الأسنان الذي تدخلت فيه..؟ هل كان الإصلاح الذي قمتم به إصلاحا اجتماعيًا أم إصلاحا دينيًا..؟ هل كان المسئول عنه وزير الصحة أم القسيس كلفن..؟ ثم ما هذه العقوبات القاسية التي وقعت على كاسري ناموس الرب، والعقوبات التي وصلت إلى حد الإعدام..؟ لقد كان الخطاة في اليهودية يأتون بذبائحهم ويعترفون بخطاياهم.. وكان اله اليهود "اله الناموس" يغفر لهم.. ألم يكن أجدر بإله النعمة أن يغفر..؟ ما الذي ارتكبه جروت حتى تقطع رأسه..؟ وماذا فعل "بيرين" و"برتلبير" حتى يضطر إلى الهروب، وحتى تُنفى الزوجتان، وحتى يُعدم الكثيرون من المؤيدين لهما، وتقول أن هذا ثمن الإصلاح..؟
وقال كلفن: "لا تتحمس كثيرًا يا صديقي.. لقد كانت هذه القوانين بركة"(73)...
ويستكمل الحديث الدكتور هارى ايبرتس بالتعليق على الشخصيات البارزة التي حكم عليها كلفن بسبب الرقص في حفل زفاف أو غيره:
"ولقد استمر الصراع لفرض هذا النظام على المواطنين في جنيف لمدة أربعة عشر عامًا، وامتد هذا الصراع بطريقة ما إلى كل أسرة في المدينة.. فنُفي البعض لكسرهم النظام بينما ارتحل آخرون من ذواتهم.. ولقد وجه الاتهام بكسر النظام إلى كل من "بيراريون"، "داى بيرين"، "فيلبرت برثليير"، "جاك جروت"... وهم شخصيات بارزة في جنيف أوقع بهم القصاص.. وكانت الاهتمامات التي وجهت لكل منهم بالترتيب هي: إقامة قضية طلاق، الرقص في حفل زفاف، التحريض على الشغب، وأسوأ الكل التجديف على كلمة الله بتعليق مذكرة بنقد الرعاة على منبر كنيسة سان بيير.. وقد قطعت رأس جاك جروت نتيجة لهذا العمل في سنة 1548م "(74)..
5- نفي جيروم بولسك:


جيروم بولسك راهب كاثوليكي حصل على درجة الدكتوراه من جامعة باريس، بالإضافة إلى شهادة في الطب وكان له رأيًا في المختارين أن الله يختارهم لأنه بسابق علمه يعلم أعمالهم الصالحة.. فكان ملخص رأيه: "أن الذين يطيعون كلمة الله هم المختارون الذين قد عينهم الله للخلاص.. أما الذين لا يطيعونها فهم الذين قد رفضهم"(75)..
عقد الرعاة مجمعًا بقيادة جون كلفن، وبدلًا من قطعه من شركة الكنيسة؛ قرروا طرده من مدينة جنيف..
6- حرق سرفتيوس حيًا:


أما سرفتيوس الأستاذ اللاهوتي والطبيب والمؤلف الأسباني، فقد أنكر التثليث والتوحيد وأزلية الابن.. كما ألَّف كتابًا يهاجم فيه كتاب "المبادئ" الخاص بجون كلفن ويسخر منه.. فكيف كانت نهايته..؟ يقول الدكتور هاري:
"أنكر سرفتيوس في كتابه الثالوث وكذلك أزلية الابن، وظن أنه يحسن صنعًا بذلك لأنه كان يعتقد أن هذين الأمرين هما سبب امتناع اليهود والأتراك عن اعتناق المسيحية.. وقد تقابل مع كلفن عندما كان كلاهما طالبين في باريس.. وقد لاحظ أن كلفن هو الشخصية الحاكمة في حركة الإصلاح.. فاختصه بسخريته.. وسمى كتابه الذي تباهي فيه بآرائه "رد الشيء إلى أصله" وقصد أن يكون صفعة مباشرة لكتاب كلفن "المبادئ" وادَّعى سرفتيوس أنه يستخلص الحق المسيحي من الزيف الذي أحاطه به كلفن.. ولما طورد سرفتيوس من بلد إلى بلد من أجل بدعته المستحدثة، وهروبًا من محاكم التفتيش الكاثوليكية، ذهب إلى جنيف وظهر في كنيسة المجدلية في صباح يوم الأحد 13 أغسطس سنة 1553م.. فعرفوه في الحال والقوا القبض عليه وسجنوه بناء على اتهامات قدمها ضده سكرتير كلفن.. ولكنها كانت مكتوبة بخط كلفن"(76)...
وانتهت المحاكمة بالحكم بإعدام سرفتيوس حرقًا، وعندما زاره كلفن في السجن لعله يتراجع عن رأيه رفض ولكنه طلب من كلفن أن يكون الإعدام بالسيف بدلًا من الحرق.. ولكن دعاة الإصلاح ذو القلوب الصخرية رفضوا طلبه هذا.. وفي يوم الجمعة 27 أكتوبر 1553م اقتادوه في منطقة شامبي وهو يصرخ الرحمة... الرحمة... هذا ظلم.. ظلم.. ظلم.. وكثيرون تبعوه وكانوا متعاطفين معه حتى أن إحدى السيدات صرخت قائلة: إنكم ستحرقون البريء.. ثم أشارت بيدها إلى كلفن، وقالت: "هاك الوغد هو الذي يستحق الإحراق".. فجذبها زوجها بعيدًا لئلا يحكموا عليها بالحرق... وفعلًا تم حرق سرفتيوس حيًا وكان يتبعه القس وليم فاريل مرتديًا الرداء الإكليريكي الخاص بكلفن.. وبعد الحرق أخذ وليم بقايا من جسده ووضعها في الرداء الإكليريكي ثم أعاده إلى صاحبه..
7- الإعدام بالجملة:


أما المتعاطفون مع سرفتيوس فكان نصيبهم الهروب أو القتل.. وعلقت رؤوس بعضهم على باب المدينة.. وأيضا كان هذا نصيب كل المتعاطفين مع أحد المعارضين.. ويقول الدكتور هارى:
"وعندما حدث الشغب في السادس عشر من مايو سنة 1555م ألقي القبض على بيرين وبرتلير، وقُدما للمحكمة بتهمة التحريض عليه وهربًا من المحاكمة. فرَّ الرجلان إلى برن فنفيت زوجتاهما وأُعدم كثيرون من مؤيديهما وحرمت عليهما العودة تحت التهديد بالموت"(77)..
ويقول ايريل كيرنز:
"إلاّ أن مثل هذه العقوبات ثبت أنها قاسية جدًا حيث بلغ الذين تم إعدامهم 58 شخصًا، وتم نفي 76 آخرين مع حلول عام 1546م"(78)
بيت كلفن لم ينجون من الزنا:


والأمر العجيب أنه رغم تشدد كلفن.. إلا أنه لم يؤثر في النفوس التي عاش معها.. لقد فشل في التأثير على أقرب الناس إليه (أخيه وابنة زوجته التي اعتبرها ابنة له وخادمه الأحدب) يقول الدكتور هاري:
"أما ابنتها (زوجة كلفن) الوحيدة "جوديت" من زوجها السابق والتي أصبح كلفن وصيًا عليها فقد جاءت مع والدتها في استراسبورج لتعيش مع أسرة كلفن..
وبعد زواج جوديت بقليل حكم عليها بتهمة الزنا.. وقد أزعج ذلك كلفن إزعاجًا شديدًا حتى اضطر أن يعتكف في الريف عدة أيام ليسترد سيطرته على نفسه... وكان انطوان أخو كلفن الصغير يعيش وعائلته مع كلفن في نفس المنزل في جنيف.. وقد سبب زواج انطون أيضا الحزن لكل عائلته.. ففي سنة 1548م سُجنت الزوجة بتهمة الزنا ورغم أنها لم تلبث أن أُطلق سراحها من هذه التهمة إلا انه قد حكم عليها بالسجن تسعة سنوات لارتكابها الزنا مع خادم كلفن الأحدب الظهر"(79)...
ويكرر هذا المعنى القس البروتستانتي لبيب مشرقي (ص66 حديث مع جون كلفن)...
هذا هو احد قادة الإصلاح الذي تنتسب له الكنيسة البروتستانتية المشيخية في مصر.
وهذه هي تصرفاته..
أين هي من تصرفات رجال الله؟!!
وأين هو من الآباء القديسين؟!!
وبأي وجه سيقف أمام الديان العادل؟!!
يا مادحي كلفن أفيقوا لئلا تسقطوا في الدينونة معه.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:38 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
فيليب ميلنكثون.. لاهوتي المحتجين

ولادته
نشأته
اعتناق البروتستانتية
في كلية فيتمبرج
لوثر وميلنكثون
زواجه
قضاياه
دموع بربارة
الحواشي والمراجع


ولادته:

وُلد من أب يُدعى "جرجس شورتسارد" في 14 فبراير 1497م، وأم تُدعى " بربارة " في بلدة " برتن".. كان أبوه غنيًا ومعروف عند الأمراء وأمه ابنة قاضٍ مرموق اسمه يوحنا ريوتر، وكانت تقرض الشعر وكان اسمه عند ولادته فيلبس.
نشأته:

تربى فيلبس في كنف هذه الأسرة الغنية، وبدأ تعليمه وظل في بيت أبيه حتى سن الحادية عشر حيث توفي والده فقام جده "ريوتر" بتربيته وتعليمه على يد معلم يُدعى "هنكاريوس".. وبعد وفاة جده أكمل تعليمه بمدرسة "بفرزهيم" وأتقن اللغة اليونانية.. وفي سن الثانية عشر التحق بمدرسة " هيدلبرج " حيث درس العلوم اللاهوتية.
أعجب أحد الأشخاص المرموقين بفيلبس لذكائه وفطنته، فدعاه باسم ميلنكثون بدل شورتسارد، وكلا الاسمين لهم معنى واحد وهو "أرض سوداء".
اعتناق البروتستانتية:

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-melanch-1.jpg



بدأ ميلنكثون تتجه أفكاره نحو البروتستانتية ويرفض الكاثوليكية.. وبعد أن كان يحترم الأيقونات قال في أواخر حياته:
"إني أقشعر حينما أذكر الإكرام الذي كنت أقوم به للصور (المعروفة بالأيقونات) حين كنت بابويًا"(80)
في كلية فيتمبرج:

استدعاه الملك فريدريك للتدريس في كلية فيتمبرج وكان عمره حينئذٍ واحد وعشرين عامًا.. كان قصير القامة وضعيف الصوت وكثير الحياء:
لوثر ورفقائه حين تعرفوا به لم يتوقعوا منه أمورًا عظيمة لصغر سنه وفرط حيائه وجُبنه"(81)
ولكن بعد أن ألقى أول خطبة له باللغة اللاتينية تغيرت المشاعر تجاهه:
"ولما فرغ من خطبته أحدقوا به جميعًا وهنأوه، ولكنه لم يشعر حينئذٍ بمثل ما شعر به لوثر من الابتهاج فأسرع إليه وهنأه بعبارات المسرة والاحترام"(82)
وشغل ميلنكثون منصب أستاذ للغة اليونانية في عام 1518م، وفي سن الحادية والعشرين كان على دراية باللغات القديمة والعبرية.
لوثر وميلنكثون:

وجد لوثر في ميلنكثون ضالته المنشودة فهو يؤيده في جميع أفكاره، وأصبح ميلنكثون يمثل الفكر اللاهوتي للحركة البروتستانتية:
"وميلنكثون أحب لوثر ووجده على غاية من العلم والنباهة والشجاعة والهيبة، وقال إن وُجِد من أحبه من كل قلبي فهو مارتن لوثر"(83).
"وكلف لوثر ميلنكثون أن يشاركه في دروسه، وكان يستشيره في الآيات العويصة.. وملأ ميلنكثون علم اللاهوت الجديد ومذهب التبرير بالإيمان"(84)
رفض ميلنكثون سلطان البابا والآباء والقانون الكنسي، وأصدر كتاب صغير عن لوثر دعاه باسم"Loci Communes" يُظهِر فيه أفكار المحتجين من خلال رسالة رومية وركز على التبرير بالإيمان.
تعلق لوثر بميلنكثون حتى قال:
"الموت أحب لي مما أخسره."(85)
زواجه:

كان ميلانكثون يتردد على بيت الوالي "كراب" وكان للوالي ابنة اسمها "كاثرينا" فتزوج منها ميلنكثون.
قضاياه:

عندما كان لوثر في القلعة أعلن فيليب ميلنكثون خمسة وخمسين قضية ضد الإيمان، منها:
1. النظر إلى الصليب ليس بعمل صالح.. إنما هو التأمل في علامة تذكِّرنا بفداء المسيح.
2. الاشتراك في عشاء الرب ليس قيامًا بعمل صالح.. إنما هو إتيان بما يُذكِّرنا بالنعمة التي وهبها الله لنا بواسطة المسيح.
دموع بربارة:

حاولت أمه بربارة إعادته إلى العقيدة الكاثوليكية ولم تنجح في هذا:
"وكان ميلنكثون قد سافر بعد قليل من زواجه إلى برتن ليزور أمه فلما رأته كاد يغمى عليها من الفرح وبعد أن عانقته رجت منه أن يبقى في برتن ويرجع إلى إيمان آبائه فاستعفى بلطفٍ عظيم لئلا يجرح قلبها وحزن على فراقها."(

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:41 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
العوامل التي حدَّت من انتشار البروتستانتية


أولًا: تجاوزات القادة
هنري الثامن
ثانيًا: ظهور البدع والهرطقات
1. حركة الأنبياء الملهمين
2. حركة إعادة المعمودية
ثالثًا: التصاق الانشقاقات البروتستانتية منذ نشأتها
رابعًا: تصدي الكنيسة الكاثوليكية
1) محاكم التفتيش
2) مذبحة الهوجنوت
مذبحة برثلماوس
3) حرب الثلاثين عامًا وقتل الملايين
خامسًا: محاولة الإصلاح من الكنيسة الكاثوليكية

نتيجة لما عانته الشعوب الأوربية من فساد السلطة الكنسية، وتفشي نظام الإقطاع وانتشار الجهل فقد تهيأت قلوب هذه الشعوب لتصبح تربة صالحة تنشأ فيها البروتستانتية وتترعرع.. ونتيجة لجهود لوثر، وزونكلى، وكلفن وغيرهم الكثير والكثير انتشرت البروتستانتية وسيطرت على مدن بأكملها، بل على دول كاملة... خلال سنوات قلائل انفصل كثير من الدول عن سلطة روما، وأصبحت البروتستانتية العقيدة الرسمية لها مثل ألمانيا وسويسرا وفرنسا وإنجلترا وهولندا.. بل أن الحركة انتقلت من هولندا إلى أمريكا..
ولقد اشتد الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت كما رأينا من قبل وراح ضحية هذا الصراع مئات الألوف من قتلى وجرحى.. كما شعرت الكنيسة الكاثوليكية أنها في أمسْ الحاجة إلى الإصلاح الداخلي.. ويمكن أن نذكر بعض العوامل التي حدَّت من انتشار البروتستانتية، وهي:
أولًا: تجاوزات القادة:

أخذنا أمثلة صارخة على هذه التجاوزات متمثلة في حياة لوثر وزونكلي وجون كلفن.. والآن نأخذ مثالًا من تجاوزات الملوك الذين ساندوا الحركة البروتستانتية من أجل أغراضهم الدنيئة، وقد ركبوا الموجة من أجل أهوائهم الشريرة، ونأخذ منهم:
* هنري الثامن(87) (1509- 1547)

تولّى هنري الثامن حكم انجلترا بعد وفاة والده هنري السابع، وتزوج من زوجته الأولى كاترين فأنجب منها ابنته ماري.. كان هنري مثقفًا ومتعلمًا يعرف اللاتينية والفرنسية والأسبانية إلى جانب الإنجليزية وعلى دراية بالعلوم اللاهوتية.. أصدر كتابًا دعاه "الدفاع عن أسرار الكنيسة السبعة" ردًا على كتاب "السبي البابلي" الذي أصدره لوثر مما جعل البابا يُلَقبه بلقب "حامي الإيمان" ومازال هذا اللقب يلقب به ملوك انجلترا إلى الآن.
لم تُنجب كاترين ولدًا يرث عرش زوجها، فطلب هنري من مستشاره الخاص "ولس" باستصدار قرار من بابا روما ببطلان زواجه من زوجته كاترين، ولكن بابا روما رفض طلب الملك هنري ولاسيما أن ابن أخت كاترين هو الملك تشارلز الخامس ملك اسبانيا وإمبراطور ألمانيا.. ثار هنري واتهم مستشاره "ولس" بالخيانة العظمى وحكم عليه بالإعدام إلاّ أن ولس وافته المنية قبل تنفيذ الحكم.
وكان رد فعل هنري على البابا انه أعلن نفسه رئيسًا لكنيسة انجلترا، وأجبر رجال الكنيسة على التوقيع على وثيقة " خضوع رجال الكنيسة للملك".. وأصبح رجال الكنيسة لا ينفذون أي قرار بابوي إلاّ إذا وافق عليه الملك هنري الثامن.. أيضًا منع الملك توريد الضريبة السنوية للبابا، وأصدر قرارًا بعدم استئناف أي أحكام كنسية في روما.
استطاع هنري أن يخضع كراغر رئيس الأساقفة لرأيه فأعلن كراغر في عام 1533م بطلان زواج الملك من الملكة.. وعلى الفور تزوج هنري من زوجته الثانية "آن بولين" التي كان يحبها، وللأسف تتكرر المأساة ثانيةً مع الزوجة الثانية ولكن مع نهاية أشنع من الأولى..
لقد أنجبت آن ابنتها إليزابيث ولم تنجب ولدًا فانقلب حب زوجها لها إلى بغضة شديدة.. أنظر يا صديقي ما فعله هذا الملك الفاسد..!!
لقد قدم زوجته للمحاكمة بتهمة الزنا وحُكم عليها بالإعدام ونُفِّذ الحكم فعلًا سنة 1536م..
عاد هنري وتزوج من زوجته الثالثة سيمور التي أنجبت له ولدًا اسماه "ادوارد" ثم ماتت.. فتزوج هنري من زوجته الرابعة "اوف كليفز" ثم طلقها، وتزوج من زوجته الخامسة "كاترين هوارد" وسار في طريق الشر إلى نهايته فحكم عليها بالإعدام، وأخيرًا تزوج من زوجته السادسة "كاترين بار".
هل هذا الملك الشرير المخالف الذي حطم وصية الإنجيل يصلح أن يكون مثلًا وقدوة.؟!!
ورغم ان الكنيسة الانجليزية انفصلت عن كنيسة روما في عصر هذا الملك الشرير الآ انها أدانت بنفس العقائد والطقوس الكاثوليكية، وعندما تولت ابنته الملكة إليزابيث الأولى العرش أدخلت بعض المبادئ البروتستانتية فأصبحت الكنيسة خليطًا بين الكاثوليكية والبروتستانتية، وعرفت باسم الكنيسة الأسقفية أو الانجليكانية، ومازال للآن يعتبر ملك انجلترا رأس الكنيسة الأسقفية.
ثانيًا: ظهور البدع والهرطقات:


هيأت البروتستانتية التربة الصالحة للبدع والهرطقات، كما فظهرت بعض الحركات الخاطئة ونأخذ منها مثالين:
1. حركة الأنبياء الملهمين:

بدأت هذه البدعة في قرية صغيرة اسمها "زويكا" ثم انتشرت في فيتمبرج.. ادّعى أحدهم وهو حائك يدعى" نيقولاوس " ستُرْخ بأن الملاك جبرائيل ظهر له وأنبأه ببعض الأمور التي لا يستطيع أن يصرِّح بها.. انضم إليه حائك آخر يدعى " توما منزر " وطالب آخر من جامعة فيتمبرج ويدعى " مرقس ستبنر"..
اختار نيقولاس اثني عشر تلميذًا واثنين وسبعين رسولًا اقتداء بالسيد المسيح، وقالوا أن الرسل والأنبياء قد عادوا إلى كنيسة الله.. وبدأوا ينشرون مبادئهم، ومنها:
1) لا ضرورة للكتاب المقدس لأن الله نفسه يكلمهم، فقالوا:
"ما نفع شدة التمسك بالكتاب وقولنا الكتاب المقدس. الكتاب المقدس. الكتاب المقدس.. فهل يستطيع الكتاب المقدس أن يعظنا؟؟ وهل كاف هو لتعليمنا..؟
ولو قصد الله أن يعلمنا بالكتاب لأرسل الينا الكتاب المقدس من السماء.. إنما نحن نستنير بالروح وحده، فان الله يكلمنا وهو نفسه يعلن لنا ما يجب أن نبشر به"(88)
2) لا داعي لمعمودية الأطفال، وعلى الناس أن يقبلوا المعمودية الصحيحة من أيديهم هم.
3) الويل للكنيسة الحالية، والعالم الحالي سينتهي وتقوم مملكة الله التي سيحكمها نيقولاوس سترخ:
"ويلٌ. ويلٌ.. إن كنيسة يسوسها فاسدون كالأساقفة اليوم لا يمكن أن تكون كنيسة للمسيح.. فإن رؤساء المسيحيين المنافقين سوف يسقطون. وإنه في أثناء خمس سنين أو ست سنين أو سبع سنين يُدَمَر العالم، ولا يبقى منافق أو خاطئ حيًا.. وتطهر الأرض بالدم وحينئذٍ يقيم الله مملكة ويكون سترخ الحاكم الأعلى.. يوم الرب قريب ونهاية العالم قريبة.. ويلٌ. ويلٌ. ويلٌ.."(89)
وقد تأثر برأيهم الكثيرين حتى أن فيليب ميلنكثون لاهوتي المحتجين اضطرب وعجز عن الحكم عليهم، فقال:
"حقًا أن هؤلاء أرواحًا غريبة.. فلنحذر من جهة أن نُطفئ روح الله ومن جهة أخرى أن نتبع روح الشيطان"(90).
وكارلستارت تأثر بحياة هؤلاء الأنبياء فأعاد التلاميذ إلى منازلهم ونصحهم بعدم التعلم والاشتغال بالزراعة لأن الإنسان يجب أن يأكل خبزة بعرق جبينه ولا طائل من العلم..
والمعلم جرجس معلم مدرسة الصبيان كفَّ عن التعليم بحجة أن سترخ ورفقائه وهم صناع قد فاقوا العلماء وصاروا من الأنبياء.
والملك فريدريك انخدع من هؤلاء الهراطقة، وقال:
" أيوجد أنبياء ورسل في سكسونيا كما وجد في أورشليم.. إن ذلك لأمر عظيم، وأنا عامي لا أقدر أن أحكم بإثبات ذلك ولا بنفيه.. وأحب إليَّ أن أحمل عكازًا وأنزل عن عرشي من أن أحارب الله"(91)
وكان نتيجة هذه البدعة انتشار التشويش والخراب في مدينة فيتمبرج كما رأينا من قبل بقيادة توما منزر التي انتهت حياته بالقتل هو وآلاف من تابعيه.
2. حركة إعادة المعمودية:

في سنة 1522م نادى بعض أتباع زونكلي بإعادة المعمودية، وبعد ثلاث سنوات منع مجلس مدينة زيورخ هذه الجماعة من عقد اجتماعاتها ونفوهم من المدينة، وقد تبلورت هذه الحركة في سويسرا على يد "كونراد جبريل" (1498-1526) الذي تلقى تعليمه في فيينا وباريس وعمل مع زونكلي ثم إختلف معه وانفصل عنه في عام 1525..
نادى جبريل بضرورة إعادة المعمودية ويمكن لأي شخص أن يعمد، فقام بتعميد صديقه " جورج بلوروك " ثم قام جورج بدوره بتعميد جبريل..
ونادت الجماعة بأن أي شخص له حق تفسير الكتاب المقدس مع إعتبار سلطانه نهائي.. وكانوا يرفضون حمل السلاح للدفاع عن الوطن وينادون بكنيسة حرة بعيدة عن سلطة الدولة ويرفضون وظيفة القضاة والمحاكم البشرية.. ولاقت هذه الحركة رواجًا كبيرًا بين الفلاحين والعمال رغم ما تعرضوا له من عذاب وقتل وحرق وإغراق، فمثلًا: أحد قادتهم "بلثاصر هابماير" الذي حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت ودرس تحت يد جون إك الذي قاوم لوثر، وخدم كراعٍ كاثوليكي في مدينة " والدشوت " على الحدود السويسرية تأثر بأفكار حركة إعادة المعمودية، وقام مع 300 شخص من أتباعه بإعادة معمودية بعضهم البعض.. وأخيرًا إنتهت حياة بلثاصر بالإعدام حرقًا سنة 1528م، وأُغرِقَت زوجته في نهر الدانوب.
وبعض قادة هذه الحركة تمادوا في الهرطقات، فمثلًا "جان مائيس" الذي كان يعمل خبازًا وتزوج من راهبة جميلة اسمها ديفارا أعلن نفسه أنه هو أخنوخ الذي نقل إلى السماء.. وعندما قُتِل في إحدى المعارك قام بعده يوحنا الذي تزوج من ديفارا أرملة جان وأصدر قرارًا بتعدد الزوجات لكثرة الفتيات غير المتزوجات وتزوج هو من خمسة عشر زوجة"(92).
ثالثًا: التصاق الانشقاقات البروتستانتية منذ نشأتها:

بانشقاق لوثر عن كنيسته الكاثوليكية، وضع بذرة الانشقاق بين المحتجين فظهر زونكلي ثم انشق عنه وجاء كلفن وأراد أن يمسك العصا من المنتصف بين اللوثريين والزونكليين حتى أسموه بالمرحب.. ثم ظهرت الكنائس الأسقفية والحرة والمتطرفة وذلك في وقت وجيز جدًا..
فيقول ايرل كيرنز:
"مع حلول عام 1545م بدا أن أشكال الكنائس الرسمية التابعة للدولة التي أفرزتها اللوثرية والإنجليكانية والكنائس المصلحة إلى جانب الكنائس الحرة أو المتطرفة من أشكال حركة إعادة المعمودية تمضي كلها في طريقها"(93)
رابعًا: تصدي الكنيسة الكاثوليكية:

تصدت الكنيسة الكاثوليكية للمنشقين البروتستانت، ودارت معارك وحروب طاحنة بين الجانبين كما رأينا في الحديث عن لوثر وبحور الدماء، وقد ذكّى هذه النيران تفاني بعض الملوك في خدمة روما ولاسيما ملوك أسبانيا مثل تشارلز الخامس وفيليب الثاني.. ونأخذ ثلاثة أمثلة على هذا التصدي:
1) محاكم التفتيش:

نشأت هذه المحاكم لمواجهة الخارجين عن العقيدة الكاثوليكية، وظهرت أولًا في أسبانيا سنة 1480م بقيادة "توماس توركيومادا" بعد أن حصل على تصريح بابوي بإنشائها ثم انتشرت في روما سنة 1542م..
كانت هذه المحاكم تقبض على المنشقين وتتهمهم بالهرطقة وتفترض أنهم مذنبون.. ويتعرض المتهمون للتعذيب حتى يعترفوا بهرطقاتهم ثم يعلنوا رجوعهم وتوبتهم وإلا تصدر ضدهم الأحكام القاسية بنزع الملكية والسجن أو الإعدام حرقًا..
وقد أصدر البابا بولس الرابع سنة 1559م قائمة بأسماء الكتب المحرم على الشعب قراءتها أو تداولها، وكوَّن لجنة لإضافة كل ما هو جديد من الكتب الممنوعة.. لقد بلغ عدد المحكوم عليهم بالإعدام في أسبانيا اثني عشر ألفًا، ولم تلغي هذه المحاكم إلاّ سنة 1854م.

2) مذبحة الهوجنوت:

في فرنسا تجمع البروتستانت رغم اختلاف اتجاهاتهم اللاهوتية ونظموا أنفسهم فوصل عددهم إلى حوالي 400 ألف عرفوا باسم الهوجنوت.. فصاروا ذو قوة في المجتمع الفرنسي حتى أنهم أنشأوا مملكة داخل المملكة.. ولأن الهوجنوت هم بروتستانت يجري في عروقهم دم الملوك والأمراء والنبلاء لذلك لم يرضخوا للظلم البابوي وطالبوا بكافة حقوقهم كاملة وإلا فالثورة المسلحة...
دبر لهم فيليب الثاني ملك أسبانيا مع البابا بيوس هذه المذبحة وقام ملك فرنسا بتنفيذ هذه الخطة.. فماذا فعل..؟
أظهر ملك فرنسا أنه يود أن ينشر السلام بين طرفي النزاع الكاثوليكي والبروتستانتي.. ولهذا فهو مزمع أن يزوج شقيقته مرجريت دى فالوا لهنرى دى نافاز أحد الملوك البروتستانت، ودعى الملك الفرنسي الهوجنوت وزعمائهم لحضور حفل الزفاف المبارك.. وفي 18 أغسطس سنة 1572م عقد الزواج بكاتدرائية بوتردام دى بارى وأعقب الزواج الحفلات والولائم للهوجنوت.
أراد ملك فرنسا أن يقضى أولا على" كولني " قائد الهوجنوت وهو أدميرال فرنسي أولًا، فرصد خمسة آلاف قطعة ذهبية لمن يغتاله، وفعلًا جرت محاولة الاغتيال إلا أن كولنى نجى منها... حينئذٍ أظهر ملك فرنسا استيائه وأقسم أنه سينتقم من مدبري الحادث....

مذبحة برثلماوس:

وفي ليلة 24 أغسطس سنة 1572م وكانت عشية عيد القديس برثلماوس، وفي حوالي الثالثة بعد منتصف الليل دق ناقوس كنيسة سان جرمانوس ليعلن صلاة البكور، وكانت هذه العلامة المتفق عليها.. عندئذٍ اندفع مئات الجنود الفرنسيون يحملون بنادقهم ويرتدون قبعات ذات صليب أبيض.. هجموا على منازل البروتستانت ولم يرحموا حتى النساء والأطفال.. فامتلأت المنازل والشوارع من جثث القتلى، وسالت دمائهم إلى نهر السين.. أيضا اغتالوا قائدهم كولني.. أما العريس هنري دى نافاز وحاشيته فقد ساقوهم واحدًا فواحدًا وذبحوهم ذبح الشاة.. ومثل مذبحة سان برثلماوس هذه جرت مذابح أخرى في عدة مدن، وجرت الدماء الفرنسية غزيرة وكانت النتيجة سبعون ألف قتيل من البروتستانت الفرنسيين، وسُر البابا بيوس وأراد تخليد هذه الذكرى الذي قضى فيها على عدد كبير من الهراطقة، فصك ميدالية ذهبية يظهر على أحد وجهيها صورته، وعلى الوجه الآخر صورة الجنود يطاردون الهوجنوت، وقد ظهروا في شكل خنازير، وعبَّر البابا بيوس أيضا عن سعادته فأصدر غفرانًا عامًا..

3) حرب الثلاثين عامًا وقتل الملايين:

عقدت معاهدة السلام بين الكاثوليك والبروتستانت في اوجسبورج، وبموجبها يتخلّى أي حاكم كاثوليكي يتحول إلى البروتستانتية عن الحكم.. تحول كثير من حكام ألمانيا إلى البروتستانتية وأحسوا بمدى ظلم معاهدة اوجسبورج لهم.. بدأت سلسلة حروب منذ عام 1618م حتى عام 1648م دفع الثمن الفادح فيها الشعب الألماني فيقول إيرل كيرنز:
"فان عدد سكان ألمانيا قد تناقص بمقدار الثلث وذلك بموت الملايين، ودمر الكثير من الممتلكات خلال المعارك العديدة واحتياج العديد من المدن والقرى.. وكان على ألمانيا أن تستفيق وتستعيد حيويتها بعد ما عانته من دمار وضحايا وانهيار للروح المعنوية للشعب أثناء حرب الثلاثين عامًا"(94).
أما ضحايا هذه الحرب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا فقد بلغت حوالي مائة ألف نسمة.
خامسًا: محاولة الإصلاح من الكنيسة الكاثوليكية:

جرت محاولات جادة مخلصة لإصلاح الكنيسة الكاثوليكية من الداخل، ومن أمثلة هذه المحاولات:
  1. جماعة المحبة الإلهية
  2. حركة الجزويت (اليسوعيين)

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:42 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
جماعة المحبة الإلهية

1) جماعة المحبة الإلهية:
تكونت هذه الجماعة (1517-1557) من ستون رجلًا فاضلًا من رجال الكنيسة الكاثوليكية.. وكان هدف هذه المجموعة تعميق الحياة الروحية ونشر الخير في ربوع البلاد.. تعاون معهم البابا بولس الثالث وطلب منهم إعداد تقرير لإمكانية الإصلاح.. فأعدَّت المجموعة تقريرًا عام 1537 أشارت فيه إلى تجاوزات كنيسة روما وأخطاء الباباوات السابقين.
قام البابا بولس الثالث بتعيين بعضهم كرادلة، وكان من بينهم جيوفاني بيتر وكازافا الذي صار فيما بعد البابا بولس الرابع سنة 1555م.
لقد حاول بعض باباوات روما إصلاح الأوضاع مثل البابا بيوس الرابع الذي قضى على محاباة الأقارب، والبابا سيكستوس الخامس الذي حقق الإصلاح المالي.
وقد قامت جماعة المحبة الإلهية بتأسيس عدة أنظمة رهبانية تقوم على الفقر الاختياري والعفة والطاعة.. من هذه الأنظمة نظام "الرهبان الكبوشيين" الذي أسسه ماتيو دي باسير نحو سنة 1525م واعتمد على البساطة والتجرد حتى أن الرهبان كانوا يسيرون حفاة الأقدام، ونظام الرهبنة " الأورسلية " الذي أسسته أنجيلا ميريس واهتم برعاية المرضى وتعليم الفتيات.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:43 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
حركة الجزويت (اليسوعيين)



مؤسس الجماعة أغناطيوس ليولا:

أسس هذه الجماعة شخص يدعى أغناطيوس ليولا، وهو أسباني المولد سنة 1491م.. من أسرة غنية.. تعلَّم الفروسية وانتظم بالجيش الأسباني وشارك في معارك التحرير الأسبانية، كما حارب ضد اليهود والهراطقة.. ثم شارك في معارك أسبانيا مع قوات النافار الثائرة فأصيب في ساقه، ورغم أنه أجريت له عمليتين جراحيتين إلا انه لم يتماثل للشفاء بل تعرض أيضًا للحُمى وقارب من الموت.. وهنا، تغيرت أفكاره وأحلامه من فارس في ميادين القتال إلى جندي روحي في جيش يسوع، وقد عُرف ليولا بغيرته الشديدة على المذهب الكاثوليكي.. فوضع في نفسه القتال لأجل الكاثوليكية وإن لم يكن بالسيف فبالمبادئ والسلوك والقلم..

التحق ليولا بأحد الأديرة، وعاش حياة الزهد والتقشف في أصوام وإماتات كثيرة.. كان طعامه الخبز اليابس، ولباسه رداء من الشعر الخشن على لحمه، متمنطقًا بسلسلة حديدية حول وسطه، وكان يدرب نفسه على القيام بالأعمال الوضيعة.. فكان يخرج من الدير إلى المستشفيات ليعصب جروح المرضى العفنة... وبعد فترة اعتزل في مغارة منفردًا عن الناس متوحدًا.. فذاعت شهرته وعمَّت الآفاق..
أشار عليه بعض أصدقائه المخلصين بدراسة اللاهوت.. فرحل سنة 1528م من أسبانيا إلى فرنسا حيث درس العلوم اللاهوتية في باريس... وأصبح ذو شأن عظيم.. فالتف حوله محبيه ومريديه.. وانتقى ليولا تسعة أشخاص ذو كفاءة عالية، وكوَّن العشرة معًا جمعية أسموها "جمعية يسوع " وكان ذلك سنة 1540م
قامت الجمعية على مبدأ الطاعة الكاملة للكنيسة الكاثوليكية والرؤساء، فكان من مبادئها:
"على كل عضو أن يطع رئيسه كأنما هو المسيح على الأرض"...
كتب ليولا كتاب "التدريبات الروحية" للمرشحين للرهبنة، فالمرشح يقضي عدة أسابيع يتأمل في خطاياه ومحبة السيد المسيح له.. وفي نهاية فترة الاختبار يوقع المرشح على تعهده بالطاعة الكاملة للبابا والمرشد العام، والتزامه بحياة الطهارة والفقر الاختياري.
والتزم الأعضاء بالجهاد الروحي، كما أضفى ليولا على جماعته الروح العسكرية من الالتزام والجدية..
أعجب الكثيرون بمبادئ جماعة اليسوعيين التي تنأى بنفسها عن المجادلات، وتسلك في طريق الطاعة الكاملة.. فاكتسبت الجمعية كثير من الأتباع.. وانتشر نشاط الجمعية عبر البحار بفضل أعضائها العشرة.. فمثلًا: فرانز زافيير أحد العشرة المؤسسين للجمعية ذهب إلى الهند ماسكًا صليبه وحاملًا مذوده يكرز ويبشر للهنود ببشرى الخلاص، فآمن على يديه الكثيرين.. ثم انتقل من الصين ومنها إلى اليابان.. وعلى مدار إحدى عشر عامًا يكتسب شعبًا ليسوع حتى انتهت حياته في إحدى جزر الصين الموحشة.
قسَّم ليولا العالم إلى اثني عشر منطقة، وعيَّن لكل منطقة رئيس.. وقام هو بوظيفة الرئيس الأعلى للاثني عشر رئيسًا.. وفي فترة وجيزة انتشرت مدارس الجيزويت في دول كثيرة، ومن خلال التعليم أضفوا روح الحب والتقدير للكنيسة سواء على التلاميذ أو ذويهم.. كما اختاروا رعاة ممتازين للكنائس التي أسسوها، وبهذا كان لهم التأثير القوي الفعال في مقاومة الحركة البروتستانتية، حتى استطاعوا أن يستردوا مناطق كثيرة من النفوذ البروتستانتي، وسيطروا على معظم أنحاء العالم الكاثوليكي.. لقد كان لهذه الجمعية الفضل في عودة المهابة للكنيسة وللسلطة البابوية.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:45 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر
خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر
خلال القرن التاسع عشر
قرار السنودس العام
المجمع المشيخي الأول
أول كنيسة إنجيلية
مائدة الرب
الكتاب المقدس للبيع
زوج بمبة
بداية النشاط البروتستانتي
الراهب الذي نقض نذره
الدكاترة يقومون بالسيامات
امتداد النشاط البروتستانتي
في أسيوط
في الفيوم
في الإسكندرية
في أرجاء البلاد

خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر:

تردد على مصر خلال هذه الفترة عدد قليل من المرسلين البروتستانت، ففي ربيع سنة 1633م جاء أول مرسل لوثري "بيتر هيلنج" وظل بها حتى أكتوبر سنة 1634م.. وبعد مرور أكثر من مائة عام وفي سنة 1752م جاء أول مُرسل تابع للكنيسة المورافية "دكتور فريدريك وليم هوكر"، وقد استأجر منزلًا بالقاهرة وتقابل مع قداسة البابا البطريرك.. وفي سنة 1756م لحق به مُرسل مورافي آخر "جورج بيلور" ثم "هنري كوسارت"..
اتفق دكتور فريدريك مع جورج على القيام برحلة بحرية إلى الحبشة، وفعلًا بدأ الاثنان الرحلة ولكن بعد أحدى عشر يومًا تحطمت السفينة ونجى الاثنان فأسرع جورج بالعودة إلى بلاده وظل د. فريدريك بمصر حتى سنة 1761م.
وفي عام 1768م جاء "جون هنري دانك" وذهب إلى البهنسا حيث ظل بها إلى عام 1772م ثم عاد إلى القاهرة، وفي عام1770م جاء "جون آنتس"، وفي عام 1774م جاء "جورج هنري وينجر" وفي عام 1782م توقف وصول المرسلين إلى مصر.
خلال القرن التاسع عشر:

جاء "وليم جويت" إلى مصر 1819م حيث قضى شهور متقطعة حتى عام 1823م، وتقابل مع قداسة البابا البطريرك وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان.. وقد قام بتوزيع عدد كبير من البشائر الأربعة المطبوعة باللغة العربية على المصريين.
وفى نهاية عام 1825م أرسلت الجمعية المرسلية خمس مرسلين ألمان من معهد بازل إلى مصر وهم صموئيل جوبات، ج. ى. ت ليدر، ثيودور مولر، وليم كراوس، وكريستيان كوجلر.عاد منهم ثلاثة وتبقى اثنين بمصر وهما ليدر وكراوس ثم رحل كراوس إلى فلسطين وتبقى ليدر حتى نهاية حياته 1865م.
في عام 1833م تم افتتاح مدرستين للبنين والبنات بالقاهرة. وفي عام 1834م أنشئت كنيسة صغيرة بروتستانتية.. وبحلول عام 1840م كان هناك ست اجتماعات بروتستانتية تعقد بالقاهرة. وعندما دخل هؤلاء المرسلون إلى مصر ادّعوا أن هدفهم هو إصلاح الكنيسة القبطية من داخلها:
"وليس المقصود تكوين جماعات داخل الكنائس القائمة بمصر تسير على نظام كنيسة إنجلترا بل الهدف هو إنهاض هذه الكنائس وإجراء التعديلات الداخلية فيها بواسطة رؤسائها أنفسهم"(95)
قرار السنودس العام:

وفي 21/5/1851م قرر السنودس العام للكنيسة المشيخية المصلحة في شمال أمريكا أن يرسل بعض المرسلين الأمريكان من سوريا إلى مصر.
وفي 15/11/1854م وصلت أول مجموعة من المرسلين إلى ميناء بولاق بالقاهرة مكونة من اثني عشر شخصًا هم القس توماس ماكيج، والقس جوليان لانسنج، والقس يوحنا هوج، والقس يونج وزوجاتهم، والقس بارنيت، والدكتور أندراوس وطسن، ومس ديلز، ومس مكارن.
وأقام المرسلين الأمريكان بمنزل متسع بدرب الجنينة بالموسكي، ويبدو أن هذه المنطقة جذبت أكثر المرسلين الأجانب فمن قبل نشأ بها معظم المرسلين الكاثوليك مثل الأرمن، والفرنسيسكان والروم والجيزويت والفرير والراعي الصالح.
المجمع المشيخي الأول:


تم تشكيل المجمع المشيخي الأول في13 إبريل 1860م من سبعة أشخاص منهم القسوس ماكينج وبارنيت ولانسنج ويوحنا هوج وسيدة سورية تدعى وردة بركات.. وكان يوحنا هوج افتتح أول مدرسة إنجيلية في 15/12/1856 في الإسكندرية، وكانت المدرسة عبارة عن حجرة وحيدة.
أول كنيسة إنجيلية:

نشأت أول كنيسة بروتستانتية 1860م بتعليمات من المجمع المشيخي، وكان مقرها المنزل الذي استقرت فيه الإرسالية الأمريكية بدرب الجنينة.. ثم أقيم للكنيسة مبنى خاص سنة 1876 بالأزبكية تكلفت أساساته 15 ألف دولار، وظلت هذه الكنيسة في حيازة الإرسالية الأمريكية حتى عام 1958حيث تنازلت عنها للكنيسة الإنجيلية المصرية.
مائدة الرب:

وفي عام 1860م أقيمت مائدة الرب لأول مرة بالإسكندرية واشترك فيها سبعة أشخاص منهم سيدة.
الكتاب المقدس للبيع:

في عام 1890 قرر الدكتور اندراوس وطسن أن تكون هذه السنة هي سنة نشر الكتاب المقدس.. وفي هذه السنة طُرحت كميات كبيرة من الكتاب المقدس وأجزائه في أنحاء البلاد خصوصًا في الموالد.. وقام الدكتور ماكيج بهذا العمل على مدى خمسة أسابيع قضاها بين القاهرة والأقصر على مركب.
وفي أسيوط كان يطوف ممتطيًا حمارًا بالكتب مناديًا "الكتاب المقدس للبيع"(96).
زوج بمبة:

كان هناك أمير هندي يدعى "دوليب سنغ" نُفي من الهند إلى انجلترا، وكان يملك ثروة ضخمة بالإضافة للمعاش الشهري الضخم الذي يتقاضاه من انجلترا ويصل إلى نحو مليون ريال.. وفي سنة 1864م سُمح له بالسفر إلى الهند، وفي طريقه مرَّ على القاهرة ومكث بها بعض الوقت وزار مقر الإرسالية البروتستانتية في درب الجنينة وقدم 450 ريال تبرعًا.
طلب من القس يوحنا هوج أن يختار له زوجة فاختار له فتاه عمرها نحو خمسة عشر عامًا تدعى "بمبة" أباها تاجر ألماني غني وأمها حبشية.. وردًا لهذا الجميل قدم دوليب تبرعًا خمسة آلاف ريال، وكان يملك عوامة تدعى "أيبس" تركها للمرسلين لتساعدهم في تنقلاتهم، كما وعد بدفع 2500 ريال سنويًا.
بداية النشاط البروتستانتي:

عُقِد أول اجتماع باللغة الإنجليزية في 25 ديسمبر سنة 1854م وكان عدد المترددين 35 شخصًا، قدم لهم المرسلين فكر الكنيسة المشيخية.
وفي 21 يناير سنة 1855 عُقِد أول اجتماع باللغة العربية، وكان عدد المترددين على الاجتماع يتراوح من ثلاثة إلى ثمانية أشخاص.. وبعد تسعة أشهر ارتفع العدد إلى عشرين شخصًا، وقد حضر معظمهم بدافع حب الاستطلاع.. وفي 15/9/1859 تقدم أربعة أشخاص منهم وقبلوا عضوية الكنيسة المشيخية.
الراهب الذي نقض نذره:

كان الراهب ميخائيل البليني من الأربعة الذين قبلوا عضوية الكنيسة المشيخية.. ثم نقض نذر البتولية متشبهًا بالراهب أغسطينوس الأغسطيني (مارتن لوثر) فكرّموه وجعلوه راعيًا بروتستانتيًا في مدينة قوص سنة 1867م.
الدكاترة يقومون بالسيامات:

في 15 فبراير سنة 1863م قام الدكتور دالاس والدكتور جيمس برشلي برسامة ثلاثة شمامسة وأربعة شيوخ لكنيسة درب الجنينة:
"وقد اعتبر هذا التاريخ سنة 1863 بدء الكنيسة الإنجيلية في مصر"(97)
امتداد النشاط البروتستانتي:

منذ عام 1885 وبدأت البروتستانتية تنتشر من الموسكي إلى مختلف أحياء القاهرة، وكانت الخطة المتبعة في هذا هو شراء الأراضي وإقامة المدارس حتى يمكن جذب الأولاد وأولياء أمورهم ثم إقامة المدارس، وأحيانًا كانت تقام الكنائس مع المدارس.
انتشرت هذه المدارس في عابدين والمعادي والقللي والفجالة وشبرا والملك الصالح ومصر الجديدة ومنشية الصدر والعباسية وحلوان والشرابية والزيتون.
في أسيوط:

وفي 3 يناير سنة 1865م أرسل المجمع المشيخي القس يوحنا هوج إلى أسيوط، وبنفس الخطة المتبعة ذهب هوج حاملًا الأموال، فاشترى الأراضي وأقام مدرسة للبنين وأخرى للبنات.. وعندما جذب البعض لتعاليم الكنيسة المشيخية أنشأ مدرسة لاهوتية.. واستخدم الأعضاء الجدد في نشر تعاليمه الجديدة في القرى المجاورة مثل المطيعة وباقور والنخيلة وابوتيج والزرابي والحواتكة.
كان القس هوج يذهب للكنيسة القبطية في أسيوط ليقتنص النفوس.. ومثال على ذلك أنه أُعجَب بأحد الشمامسة وهو يقرأ الإنجيل ويُدعَى شنودة حنا، فأخذ يُرَغِّبه في الكنيسة المشيخية وأنه سيعطيه دورًا قياديًا، فقال له:
"كم وكم يزداد سروري إذا رأيتك يا إبني واقفًا على منبر إنجيلي لتنادي للشعب بكلمة الحياة الأبدية، فليت الرب يريني هذا المنظر ويمَتعني به في حياتي"(98).
وكأن الإنجيل الذي يقرأه شنودة في كنيسته الأرثوذكسية ليس هو كلمة حياة، ولكن عندما ينادي به من على منبر إنجيلي يعتبر كلمة حياة.. لقد أخذ هوج يلِّحْ على شنودة ويغريه حتى ترك الشماس أمه الكنيسة الأرثوذكسية وانضم للمشيخية فكرَّموه ورسموه قسًا إنجيليًا فصار رابع قس إنجيلي في مصر بعد جرجس عبيد وإسكاروس مسعود وجرجس روفائيل.
لقد انتشر الأعضاء الجدد في المدن والقرى يجذبون ضعاف النفوس ثم يشحنونهم ويحرضونهم ضد الكنيسة الأم حتى أصبحوا يحتجون على كل شيء...
تصوروا أن الحرية المسيحية هي الحياة بدون توبة متصلة واعتراف وتدقيق وجهاد روحي وأصوام وتناول من الأسرار المقدسة...الخ.
لقد فقدوا كل شيء وعاشوا في قحط روحي ونزعات شخصية وانقسامات مرّة كما سنرى في الجزء الثاني إن أراد الرب وعشنا.
في الفيوم:

في 21 ديسمبر سنة 1865 أقبل للإسكندرية القس الأمريكي الدكتور وليم هارفي حاملًا الأموال، وتوجه إلى الفيوم.. وحسب الخطة المتبعة اشترى الأرض وأقام عليها مدرسة للبنين وأخرى للبنات وكنيسة.. وكما يُذكَر أن الدكتور هارفي قام باستيراد الأخشاب اللازمة للكنيسة من أمريكا.
وشيء أساسي تلاحظه يا صديقي في النشاط الإنجيلي هو ارتباط النشاط بالمال أكثر من ارتباطه بوصية الإنجيل؛ السيد المسيح يقول للرسل: "لا تحملوا كيسًا ولا مذودًا ولا أحذية" (يو4:10) والمجمع المشيخي يربط الخدمة بالكيس (المال) ونذكر هنا بعض الأمثلة على ذلك:
1) عندما أرادت الكنيسة الإنجيلية بمصر إرسال خدام إلى السودان سنة 1900م وافقت على هذه الإرسالية الأمريكية ولكنها أجّلَت الموضوع.. لماذا.؟! "لعدم توافر الاعتمادات المالية"(99).
2) طلبت الإرسالية الترخيص للدكتور ج. ر. الكساندر رئيس كلية أسيوط سنة 1900م بجمع التبرعات من الخارج لزوم الخدمة "فجمع مبلغًا يكفي لشراء 24 فدانًا بالإضافة إلى 55 ألف دولار"(100)
ترى عندما جاء مارمرقس إلى الإسكندرية ليبشرنا بالإيمان المسيحي ؛ كم كان يحمل من أموال هذا العالم..؟!
في الإسكندرية:

بدأت الإرسالية الإسكتلاندية نشاطها البروتستانتي بالإسكندرية سنة 1856م.. وحسب الخطة المتبعة تم شراء الأرض وأنشأت مدرسة للبنين وأخرى للبنات.. ثم أقبلت إرسالية أمريكية تضم القس لانسنج والقس جيمس بارنيت حيث بدأ النشاط المشيخي في 6 نوفمبر سنة 1857م وفي عام 1902م بدأت الصلاة بالكنيسة الإنجيلية بالعطارين ثم أنشئت مدارس وكنائس أخرى في محرم بك والسراي وسيدي بشر والإبراهيمية.
في أرجاء البلاد:

بدأ المرسلون الأجانب ولاسيما الأمريكان يحملون نقودهم ويتوغلون في أرجاء البلاد يستعينون ببعض الأقباط.. يشترون الأراضي ويقيمون المدارس والقاعات الإنجيلية وينشرون مبادئهم وأفكارهم.. وقد يرجع سبب تعاون بعض الأقباط معهم إلى محبتهم الشديدة للغرباء وتأصل عادة الكرم في حياتهم، بالإضافة إلى ضعف الوعي الديني والحياة الروحية.. وعلى مدى عشرات السنوات تم إقامة الكثير من المدارس ومعظمها سُمِّي بالمدارس الأمريكية وكان يتبعها إنشاء الكنائس المشيخية.
  1. وكيل الطائفة الإنجيلية المعترضة
  2. سنودس النيل الإنجيلي
  3. المجلس الملّي الإنجيلي العام
  4. هيئات إنجيلية أخرى
_____

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:46 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
وكيل الطائفة الإنجيلية المعترضة


وكيل الطائفة: في 20 نوفمبر سنة 1850م صدر فرمان من السلطان عبد المجيد خان خوّل لوكيل الطائفة الإنجيلية حق التصرف في الشئون المالية والاجتماعية للطائفة.. وتم تعيين أول وكيل للطائفة وهو جرجس (بك) برسوم في 4 يونيو سنة 1878م، ثم تعيين نواب لوكيل الطائفة في القاهرة والإسكندرية والمنصورة وأسيوط.

ومنذ بداية القرن العشرين تولّى رئاسة الطائفة كل من:
1. د. أخنوخ فانوس (1902- 1911).
2. الكسان أبسخيرون (1911- 1949).
3. الفريد جندي ويصا (1950- 1956).
4. القس د.ابراهيم سعيد (1957- 1970).
5. القس الياس مقار (1970- 1980).
6. القس صموئيل حبيب (1980 - 1997).
7. القس صفوت البياضي منذ عام 1997.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:47 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
سنودس النيل الإنجيلي


سنودس كلمة يونانية σύνοδος معناها مجمع (synod)، وسنودس النيل الإنجيلي أي مجمع الطوائف الإنجيلية في مصر.. أُنشئ عام 1898م وشمل أربع مجامع فرعية وهي مجمع الوجه البحري (الدلتا)، والأقاليم الوسطى (الفيوم وبني سويف والمنيا)، وأسيوط، والجنوب (سوهاج والأقاليم العليا والسودان).

وقد عرض هذا التقسيم على المحفل الأمريكي العام للموافقة عليه، وقد صدّق المحفل على هذا التقسيم واجتمع أعضاء سنودس النيل لأول مرة في 11 مايو سنة 1899م بأسيوط وتحت رئاسة الدكتور وطسن وتقرر عقده سنويًا ليلة السبت الأول من فبراير كل عام.
وخلال القرن العشرين زاد عدد المجامع حتى وصل عددها سنة 1980م إلى ثمانية مجامع داخل مصر مقسمة تقسيم جغرافي (تضم 300 كنيسة) وهي:
1- مجمع القاهرة.
2- مجمع الدلتا.
3- مجمع الأقاليم الوسطى.
4- مجمع المنيا.
5- مجمع ملوي.
6- مجمع أسيوط.
7- مجمع سوهاج.
8- مجمع الأقاليم العليا.
وينبثق من سنودس النيل ستة مجالس خاصة بالشئون الروحية والمالية والتنمية والتعليم..... إلخ.
وعشر لجان خاصة بالأملاك والعلاقات والشئون القضائية والخطة..... إلخ.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:47 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
المجلس الملّي الإنجيلي العام

في 6 مايو سنة 1902م اجتمع سنودس النيل في أسيوط لتكوين المجلس الملي، فاختار السنودس اثني عشر عضوًا لهذا المجلس الملي، ووضعت لائحة لانتخاب الأعضاء عن طريق السنودس وبشرط أن يكون نصف العدد من أعضاء السنودس، ويقوم رئيس السنودس بإبلاغ أسماء الأعضاء المنتخبين للمجلس الملي إلى وزارة الداخلية للتصديق عليها. ويختص المجلس الملي بالمسائل المتعلقة بالأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والنفقة والتركات والوصايا، ولكن عندما شكلت المجالس الحسبية سنة 1925 انتزعت من المجلس الملي بعض اختصاصاته.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:48 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
هيئات إنجيلية أخرى

الكلية اللاهوتية الإنجيلية
الجامعة الأمريكية
المستشفيات والملاجئ
مدارس الأحد
الإتحاد العالمي للكنائس المشيخية


الكلية اللاهوتية الإنجيلية:

كانت بدايتها "صف اللاهوت" ومكانها عوامة الدكتور هوج، وكان الطلبة ينتقلون مع المرسلين.. ثم استقر الصف الأول والثاني في أسيوط مع الدكتور يوحنا هوج، والصف الثالث والرابع في القاهرة مع الدكتور اندراوس وطسن وفي عام 1885م إستقر "صف اللاهوت" بالقاهرة وأطلق عليه "مدرسة اللاهوت"، واقتصرت الدراسة على ثلاث سنوات يدرس فيها اللاهوت والتفاسير والتاريخ واللغات.. وقام بالتدريس المرسلين الأمريكان مثل د. جوليان لانسنج، ويوحنا هوج، واندراوس وطسن، ود. وليم هارفي، وجون جفن، وهنت، وكردونير، ورالف مكجل مع مصري واحد وهو القس تادرس حنا.
وفي سنة 1919م اشترك السنودس في الإدارة والتدريس فزاد عدد المدرسين المصريين، وفي سنة 1926م انتقلت المدرسة إلى مبناها الجديد بالعباسية، وفي سنة 1967 تم افتتاح القسم المسائي بالكلية وسمح للمرأة بالالتحاق بها.. وخلال الفترة من 1871 إلى 1981 تخرج من الكلية 479 طالب ترك منهم 29 طالبًا الطائفة الإنجيلية بعد تخرجهم.
الجامعة الأمريكية:


بدأها تشارلي وطسن ابن القس اندراوس وطسن حيث قام بشراء المبنى القديم للجامعة الأهلية القائم بميدان التحرير بالقاهرة سنة 1920م، وعندما نشأت كانت تسمّى باسم مدرسة لنكولن للدراسات الشرقية، وظل تشارلي رئيسًا عليها حتى سنة 1954م.
المستشفيات والملاجئ:

أقامت الطائفة الإنجيلية عدة مستشفيات مثل المستشفى الأمريكاني بأسيوط في 14/10/1901م، والمستشفى الأمريكاني بطنطا في 18/4/1904م، ومستشفى شبرا في 1/7/1953م.. كما أقيم عدة ملاجئ مثل ملجأ "فولر" بالعباسية، وملجأ قليوب وقد أسسته الإرسالية الهولندية، وملجأ سوهاج أنشئ في 1/1/1927م، وملجأ حلوان في عام 1942م.
مدارس الأحد:

تم الاستعانة بأفلام متحركة وثابتة، وصدرت مجلة المرشد الربع سنوية سنة 1917م تتضمن دروس مدارس الأحد، ومجلة "نجم المشرق" الأسبوعية سنة 1900م للطفل المسيحي، وعقدت المؤتمرات لتدريب مدرسي مدارس الأحد.
الإتحاد العالمي للكنائس المشيخية:

تأسس عام 1877م وأطلق عليه "الإتحاد المسكوني للكنائس المشيخية" ثم أضيفت له الكنائس المصلحة، ويضم عضوية 143 كنيسة تقع في 80 دولة، ويبلغ عضويتها نحو 60 مليون شخص.. تعقد دوراته مرة كل ست سنوات.. وقد انتُخِب القس صمؤيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية السابق بمصر نائبًا لرئيس هذا الإتحاد.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:50 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
مقدمة الجزء الثاني


الحيرة
البلبلة
التيهان
المحاولات الضارية
برودة الموت
الخراب
جنون الانقسام
الإدانة
نداء المشاعر

الطوائف الإنجيلية. كم عددها؟ كيف نشأت كل منها؟ ما هي معتقدات كل طائفة؟ فيما تختلف عن مثيلاتها؟..الخ. إنه موضوع طويلٌ طويل.
ربما لم يتطرق إليه أحد، ولن تجد يا صديقي إلا شذرات متفرقة هنا وهناك، وهذا ما اضطرني إلى الدراسة الميدانية في محاولة متواضعة للوصول للهدف.. ورغم أنني عرفت الكثير والكثير مما كنت أجهله وها أنا أنقله لك لكني أقدم اعتذاري مسبقًا لعدم كفاية البحث بسبب صعوبة الوصول إلى المعلومات المطلوبة.. واسمح لي يا صديقي أن أنقل لك أحاسيسي قبل كلماتي.. فبينما أجول من مكان إلى آخر، وأنتقل من طائفة إلى أخرى كنت أتجرّع مرارة العلقم.. فها الحسرة تحسرني، والدوار يلفني والغثيان يأخذ مني مأخذًا.. ما هذا..؟!
إنها مذاقة الانقسام.. انقسام الجسد.. جسد المسيح الواحد.. أيها الإنسان المسكين هلا ذهبت تلتمس خلاصًا في بيت الانقسام..؟ وهل تطمع في السلام والهدوء والراحة لروحك المسكينة..؟ لن تجد إلا الحيرة والبلبلة والتيهان والصراعات الضارية وبرودة الموت والخراب.. عفوًا يا عزيزي فهذه ليست تعبيراتي ولكنها تعبيرات كبار قادة الكنائس الإنجيلية.. أنظر إلى ما يقولون:
الحيرة:

يقول ناشد حنا أحد كبار كنيسة الأخوة البلاميث: "كثيرًا ما يحدث أن يتجدد شاب بواسطة سماع الكرازة بالإنجيل ثم يتحير في اختيار المكان الذي يمارس فيه العبادة"(1)
وتحت عنوان "حيرة" كتب القس الإنجيلي لبيب مشرقي يقول: "أما البروتستانت فزادوا وغطوا على الأرثوذكس وعلى الكاثوليك.. فهناك المشيخيون والأسقفيون ونهضة القداسة والمثال والإيمان، وهناك المتمسكون والإخوة المتسعون أو المتسامحون، وهناك الخمسينيون والرسوليون والألسن والنعمة وكنيسة الله والنعمة الرسولية، وكنائس المسيح، والمعمدانيون الجنوبيون والشماليون والكتابيون والتلاميذ والطهريون والأصدقاء، ولماذا لا نضم المرمون والسبتيين وعشرات من هذه الكنائس "في مصر بلغ عدد الكنائس الإنجيلية أزيد من عشرين وفي لبنان أزيد من ثلاثين وفي أمريكا أزيد من أربعمائة"(2)
البلبلة:

يقول د. جون سميث أحد قادة كنيسة الله: "في وسط هذا القدر الكبير من البلبلة في الآراء يصعب الوصول إلى ما يُعرف بالقاعدة الثابتة"(3)
التيهان:

يقول الدكتور القس الإنجيلي فايز فارس: "إن الإنسان العادي قد يتيه في وسط هذا الزحام من الكنائس الإنجيلية المتنوعة الأسماء والأشكال"(4)

ويقول أيضًا: "إننا اليوم نرى الكنائس الإنجيلية كثيرة الفروع والشيع، يختلف بعضها عن بعض في تفاصيل العقيدة، وتتنوع أساليب عبادتها.. فمنها ما هو قريب من أسلوب العبادة التقليدية كالكنائس الأسقفية واللوثرية، ومنها من قد تحرر تمامًا من شكليات العبادة كاجتماعات الأخوة، ومن اتخذ طريقًا وسطًا بين هذه وتلك كالمشيخيين والميثودست والمعمدانيين.. كذلك الحال في إدارة الكنائس الإنجيلية هناك كنائس تتخذ في نظامها أساقفة وقسوسًا وشمامسة ترسمهم، وكنائس أخرى ترسم شيوخًا معلمين هم القسوس وشيوخًا مدبرين للإدارة وشمامسة لخدمة الحاجات، واجتماعات أخرى لا تمارس أي نوع من الرسامة لخدامها.
هناك كنائس نظامها نظام استقلالي فردي وكنائس أخرى تربطها بعضها ببعض مجامع أو محافل عامة إقليمية أو دولية"(5)
المحاولات الضارية:

ويصف د. جون سميث أستاذ تاريخ الكنيسة بجامعة أندرسون بأمريكا كثرة الطوائف والصراع بينها فيقول:
"يعترف مؤرخو الكنيسة أن حالة المسيحية العامة في نهاية القرن التاسع عشر لم تكن مثالية.. فالنظام الفئوي الناشئ ولد ما يزيد عن مائتي صنف مختلف في المسيحية.. معظم أفرادها كانوا يتنافسون فيما بينهم حتى أنهم اشتبكوا في محاولات ضارية للتغلب على بعضهم البعض"(6)
- ويقول القس لبيب مشرقي: "لقد ابتدأت الكنيسة الإنجيلية في الأصل كنيسة مهاجمة.. فهاجمت الطقوس والفرائض والأسرار السبعة وكيفية العبادة وما إلى ذلك.. بل أننا قرأنا أن بعض الإنجيليين في أول عهدهم بتأسيس الكنيسة الإنجيلية (في مصر) بلغت بهم الحماسة للعقيدة أنهم تسلقوا جدران كنيسة أرثوذكسية وهبطوا إليها وكسروا الأيقونات ومزقوا الصور واتهموا الأرثوذكس بالوثنية"(7)
برودة الموت:

ويصف ناشد حنا ما وصلت إليه البروتستانتية فيقول:
"ففي ثياتيرا وساردس نرى نظامين كنسيين ظاهرين وبارزين في العالم.. هي البابوية (ثياتيرا) والبروتستانتية (ساردس).. وقد رأينا أنه لم توجد في ساردس ما يمكن للرب امتداحه.. في ساردس (البروتستانتية) سرت برودة الموت إلى الحالة الروحية"(8)
ويقول أيضًا: "أولئك الذين في البداءة كانوا مؤيدين بقوة الروح القدس (المصلحون) في شهادتهم لكنهم تحولوا إلى الذراع البشرية بالتجائهم للملوك والأمراء.. ودخل الكنيسة أناس ليس لهم روح الله فتحولت الحركة إلى شهادة ميتة لا روح فيها.. لقد ابتدأت حركة الإصلاح بالروح ولكنها كمُلَت بالجسد وبقي لها مجرد الاسم فقط"(9)
- ويقول الدكتور ستيف هاربر:
"إن رسالة الخلاص الشخصي لا ينادى به دائمًا في الكنيسة.. في مدة الخمسة عشر عامًا الماضية لم أسمع واحدًا من العلمانيين يشهد أنه قد سمع رسالة تدعوه إلى التسليم الشخصي للمسيح، وأني أعتقد أن كثيرون منهم جلسوا يستمعون إلى أمثال هذه المواعظ دون أن يكون لها تأثير فيهم"(10)
أيها الراكضون بعيدًا بحجة البحث عن الاجتماعات الانتعاشية:
في أي درب أنتم تسيرون..؟
وأي طريق تسلكون..؟
ولأي طائفة تنحازون..؟
الخراب:

من أين يأتي الخراب..؟ من الانقسام.. يقول ربنا يسوع "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب.. وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت.." (مت25:12)
جاء في نبذة صادرة من كنائس الله:
"نؤمن بأن الانقسام الطائفي خطية لأنه يربط الكنيسة بالعالم ويعطل المؤمنين في خدمة المسيح والكنيسة"(11)
أما د. سميث فيتحدث عن وحدة الكنيسة كوصية إنجيلية فيقول:
"هناك تحذيرات عديدة عن الانقسام والخصام والخلاف.. [أنا أطلب إليكم يا أخوتي باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولًا واحدًا ولا يكون بينكم انشقاقات] (1كو10:10)
ثم لاحقًا يستعمل جسد المسيح كرمز للكنيسة ويؤكد حقيقة أن الله وحَّد الأعضاء.. [لكي لا يكون انشقاق في الجسد] (1كو24:12-25) ليلاحظوا هؤلاء الذين يسببون انشقاقات [أعرضوا عنهم لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع بل بطونهم] (رو17:16-18)
[أنتم جميعًا واحد في المسيح] (غل26:3-28)
[رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة] (أف4:4-6)
هذه الفكرة هي بحسب الرغبة العميقة التي عبر عنها يسوع قبل صلبه لقليل [ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني] (يو20:17-21)
[لأن المقدس والمقدسين جميعهم في واحد] (عب11:2)
[والنهاية كونوا جميعًا متحدى الرأي بحس واحد] (1بط8:3)
[ليملك في قلوبكم سلام الله الذي إليه دُعيتم في جسد واحد] (كو14:3-15)
إن يسوع ذاته دعا إلى تجاوز هذه الحواجز الاجتماعية للوحدة بين أتباعه باستعماله مثل الراعي الصالح.. [فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة لراعٍ واحد] (يو16:10) إنما لا نقصد أن يكون كل الذين استجابوا لكلمته كقطيع واحد"(12)
جنون الانقسام:

يقول الشماس الأرثوذكسي أنطون فهمي على صفحات كتابه "الأمانة في التعليم" "جنون الانقسام.. هل هناك أحدًا شريرًا جدًا بلا إيمان مثل الذين تجننوا بجنون الانقسام حتى يظن أن وحدة الله يمكن أن تنقسم.. وهل يظن ذلك المجنون بجنون الانقسام أن له حياة بعد أن انفصل عن الكنيسة وبنى لنفسه منازل أخرى.. وما جنون الانقسام إلا خيانة وجحد الوديعة، تلك التي يصنعها زارعوا الانقسام عوض غرس السلام، الذي يغتصبون نفوس البسطاء ويسلبون الكنيسة أولادها.. من يصنع الانقسام في الكنيسة لا يرث ملكوت الله.. إن خطأ الانقسام الخطير الذي لا مبرر ولا تفسير له لا يمحى ولا حتى بالدم (بالاستشهاد) ولا حتى بالآلام، ولا يمكن أبدًا لذلك الذي ليس داخل الكنيسة أن يكون شهيدًا أو ابنًا للمسيح، ولا يمكن أن ينال الملكوت من يهجر الكنيسة"(13)
الإدانة:

يظن البعض إن كشف الأخطاء الإيمانية والعقيدية ومناقشتها والرد عليها يتعارض مع وصية المحبة للجميع والتستر على المخطئين.كما أن السيد المسيح أوصانا أن لا ندين أحدًا "لا تدينوا لكي لا تدانوا" (مت1:7) وقال الإنجيل "من أنت الذي تدين عبد غيرك، هو لمولاه يثبت أو يسقط ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يثبته" (رو4:14).. والحقيقة أن هذا الرأي الذي ينطلي على البسطاء رأي خاطئ تمامًا لأنه يجب التفرقة بين الأخطاء الشخصية والأخطاء العقيدية.. فمن ناحية الأخطاء الشخصية لا يجب إدانة أحد لأننا جميعًا تحت الآلام، وجميعنا نخطئ مادمنا ساكنين في هذا الجسد وإن قلنا أننا بلا خطية نغش أنفسنا والحق ليس فينا.. السيد المسيح لم يرضى بإدانة سمعان الفريسي للخاطئة، ولم يوافق الجمع الذي حكم على المرأة التي أمسكت في ذات الفعل، وحذرنا من الدينونة "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها.." (مت3:7-5)
- أما في الأخطاء العقيدية فإننا ندين التصرف الخاطئ ونناقش الآراء الخاطئة وندينها ولا ندين الأشخاص، لأننا نحب الجميع بما فيهم الهراطقة والمبتدعين والضالين والمضلين.. وفي هذا ننفذ وصية الإنجيل "أنذروا الذين بلا ترتيب" (1تس4:5)، "نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس6:3) وهوذا يوحنا الحبيب الذي لم يتحدث أحد مثله عن المحبة يوصينا قائلًا: "إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو10) "السكوت على هذه الأخطاء يؤدي إلى انتشارها وسقوط البسطاء في حبائلها لذلك من الأمانة ومن الحق ومن الواجب كشف هذه الأخطاء، وهل كان أبطال الإيمان مخطئين عندما كشفوا بدع المبتدعين وهرطقة الهراطقة..؟!"
حقًا إن الانقسام جريمة..
جريمة ضد الكنيسة جسد المسيح الواحد.. ضد وصية الإنجيل.. ضد رغبة ربنا يسوع في الوحدة.. ضد الإيمان الواحد.. ضد الكرازة بالمسيح الواحد.. ضد المحبة الحقيقية.. ضد السلام المسيحي..
نداء المشاعر:

يا صديقي يجب أن تعلم بأي مشاعر أكتب لك، لا نقصد زيادة المعرفة.. أو التسلية.. أو الهجوم.. أو للتشهير.. أو الاستهزاء والسخرية.. إنني أكتب لك بمشاعر تفيض بالألم والمرارة.. المرارة التي ستتذوقها عندما تُطالع هذا الكتاب إلى نهايته، وتتأمل فيما آلت إليه عروس المسيح.. عندئذٍ سترفع عينيك في انكسار للعريس السماوي من أجل عروسه.
أخيرًا نرفع مشاعرنا بندائنا إلى رئيس الطائفة (الطوائف) الإنجيلية:
سيدي.. كل طائفة جديدة تقبلونها في مجلسكم الملّي وتسبغون عليها الشرعية القانونية هي انشقاق جديد.. انقسام مرير.. جرح غائر في جسد العروس.. كفى.. كفى سيدي تمزيقًا لثوب المسيح.. أذكر قرارك الذي نشرته سابقًا "الكنائس التي لم تلم شملها وتتحد معًا سيحدد المجلس الملّي موقفه منها إما بإبقاء ولاية المجلس عليها (في حالة الاتحاد) أو سحب الولاية منها إذا لم تنفذ ذلك".
فهل نرى على أيديكم وقفًا لمزيد من الطوائف..؟
وهل نرى وحدة ولو جزئية بين المذاهب الإنجيلية المتقاربة..؟
وهل نرى في حياتكم ولو بداية لوحدة الكنيسة الواحدة..؟

فليرحمنا الله، وليبعد عنا كل تحزّب وانشقاق وانقسام وفرقة، ولنرفع قلوبنا بالتضرعات "لتنقضِ افتراقات الكنيسة" (القداس الإلهي) لينعم علينا بوحدة الجسد الواحد لتكون رعية واحدة لراعٍ واحد. ولإلهنا المجد الدائم في كنيسته إلى الأبد.. آمين.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:53 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الخلافات بين الطوائف الإنجيلية

1. انبثاق الروح القدس
2. قانون الإيمان
3. العقائد
4. المعمودية والعشاء الرباني
5. معمودية الأطفال
6. معمودية الروح القدس
7. معمودية الماء
8. العشاء الرباني
9. غسل الأرجل
10. مسحة المرضى
11. الصلاة الربانية
12. الإعلان
13. التكلم بألسنة
14. السقوط على الأرض
15. التصفيق والرقص
16. نظام الخدمة
17. المعجزات
18. الطقوس والأعياد
19. يوم صلب المسيح
20. مجلس الكنائس العالمي
21. الزواج
22. الحياة السياسية
23. الاختطاف والضيقة العظيمة
24. المُلك الألفي
25. المجيء الثاني والقيامة
26. رسامة المرأة
أشهر الطوائف الإنجيلية البروتستانتية في مصر
والآن دعنا يا صديقي نشير إلى بعض الأمثلة التي يدور حولها الخلاف بين الطوائف الإنجيلية، والتي ستلمسها خلال دفتي هذا الكتاب:
1. انبثاق الروح القدس:

تعترف كنيسة النعمة بأن الروح القدس منبثق من الآب، بينما تعترف باقي الطوائف بأن الروح القدس منبثق من الآب والابن.
2. قانون الإيمان:

يرفضه البعض مثل كنيسة الله رغم أنهم يشيدون به كإعلان رسولي عن الإيمان المسيحي، ويقبله الآخرون ولكن لا يتلونه في صلواتهم.
3. العقائد:

يرفض قادة كنيسة الله العقائد بحجة أنها تقسم الناس إلى مذاهب وفئات، ودعوا كل إنسان مسيحي إلى دراسة الكتاب المقدس بالكامل، والعودة إلى اللغات الأصلية التي كُتب بها.. بينما يقبل الآخرون العقائد ويتفهمونها من المتخصصين فيها.
4. المعمودية والعشاء الرباني:

ينادي البعض بأنها مجرد فريضتان ليس لهما أية فوائد روحية، بل هما مجرد تصديق خارجي وعلامة خارجية دليل على قبول الخلاص، والعشاء الرباني لا يتعدى أن يكون ذكرى.. بينما البعض الآخر مثل كنيسة نهضة القداسة تعترف بأن الذي يتناول بإيمان من هذا العشاء فإنه يشترك في جسد الرب ودمه روحيًا.
5. معمودية الأطفال:

يمارسها البعض مثل الكنيسة المشيخية وكنيسة نهضة القداسة معترفين بأن وعد الله للمؤمنين وأولادهم، ويرفضها البعض الآخر مثل المعمدانيين وكنيسة النعمة بحجة الإيمان لابد أن يسبق المعمودية، والإيمان يتطلب النضج العقلي.
6. معمودية الروح القدس:

يعترف البعض بمعمودية واحدة، فنهضة القداسة تعترف بأن معمودية الروح القدس هي معمودية الماء، وأيضًا البلاميث ينكرون أن هناك معمودية ثانية للروح القدس.. أما الكنيسة الرسولية والخمسينية وغيرهما فإنهما يناديان بمعموديتان معمودية الماء ومعمودية الروح القدس، والعلامة على نوال معمودية الروح هو التكلم بألسنة حيث يسيطر الروح على قلب المعمد ولسانه.
7. معمودية الماء:

البعض يصرون على التغطيس في الماء مثل كنيسة نهضة القداسة بينما البعض الآخر مثل البروتستانت يعترفون بالرش.. البعض مثل المعمدانيين وكنيسة النعمة يغطسون المُعمَّد مرة واحدة لأن السيد المسيح مات مرة واحدة والله واحد، وآخرون يغطّسون المُعمّد ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس.
8. العشاء الرباني:

تختلف الطوائف الإنجيلية في طريقة وميعاد تقديم العشاء الرباني وأيضًا في المتقدمين له.. البعض يستخدمون قربان الكنيسة الأرثوذكسية والبعض يستخدمون الفطير والبعض يقدمون الخبز الفينو.. البعض يشترونه والبعض يصنعونه.. البعض يقدم الأباركة والبعض يقدم النبيذ والبعض يقدم عصير الزبيب الأبيض مضروبًا في الخلاط.. البعض يأخذون أوضاع معينة عند التناول فيخلعون الأحذية والبعض يسجدون والبعض يتقدمون للعشاء والبعض يمر عليهم القسيس.. البعض يشربون جميعًا من كأس واحد والبعض يأخذ كل منهم كأسًا صغيرة.. البعض يقدمون العشاء أسبوعيًا والبعض شهريًا والبعض كل عدة شهور.. البعض يحصر العشاء في أعضاء الطائفة فقط والبعض يسمح لأي إنسان يريد أن يشترك في المائدة بالتقدم.
9. غسل الأرجل:

تمارسها كنيسة الله وكنيسة النعمة على أنها فريضة ثالثه بجوار المعمودية والعشاء الرباني ولا يمارسها باقي الطوائف.
10. مسحة المرضى:

تؤمن كنيسة الله بالشفاء الإلهي للجسد بواسطة الصلاة والمسح بالزيت بينما ينكر الباقون هذه الطريقة لنوال الشفاء.

11. الصلاة الربانية:

يصلي بها البعض مثل الميثودست والرسولية والبروتستانت بينما لا يصلي بها الآخرون مثل البلاميث والمعمدانيين.. البعض يختمها: "بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين." والبعض لا يذكر هذه العبارة.
12. الإعلان:

بعض الطوائف مثل الرسولية تعترف بالإعلان وأثناء العظة أو الترانيم يتقدم رجل أو سيدة وتكشف عن إعلان أعلنه الروح لها.. بينما ينكر البعض هذا الإعلان مثل البروتستانت والأخوة البلاميث.
13. التكلم بألسنة:

ينادي به البعض مثل الكنيسة الرسولية والخمسينية كعلامة على قبول معمودية الروح القدس، ويقبله البعض على أنه ليس علامة ولكن موهبة من مواهب الروح، ويرفضه الآخرون مثل الأخوة البلاميث والمعمدانيين.
14. السقوط على الأرض:

تقره الكنيسة الخمسينية في الخارج ويرفضه الميثودست والبروتستانت.
15. التصفيق والرقص:

الكنيسة الخمسينية والرسولية وبعض الطوائف الأخرى متخصصة في التصفيق والرقص بينما الأخوة البلاميث يحافظون على الهدوء الكامل أثناء العبادة حتى أنهم لا يستخدمون الموسيقى.. بينما كنيسة نهضة القداسة وآخرون يقفون في المنتصف فيستخدمون الموسيقى ويسمحون بالتصفيق، والبروتستانت يستخدمون الموسيقى بدون التصفيق.
16. نظام الخدمة:

بعض الطوائف تعتمد في الخدمة على الشمامسة والقسوس والأساقفة مثل الكنيسة الأسقفية، والبعض يعتمد على نظام القسوس والشمامسة والشيوخ مثل كنيسة المسيح، والبعض يرفض هذا وذاك ولا يعتمدون على أحد مثل الأخوة البلاميث إلا أن لديهم بعض الخدام المتفرغين للخدمة.. البعض لديهم المتخصصين في الترانيم وفي العظات، أما الأخوة البلاميث فيعتمدون على إرشاد الروح لهم فلا يعرف أحد من سيرنم ومن سيصلي ومن سيعظ ومن سيقدم العشاء ولكن ينتظرون تحريك الروح لهم، وقد يجتمعون لسماع كلمة وعظ ولا يحرك الروح أحدهم فينصرفون..! البعض يعترفون بالرسامات بوضع الأيادي مثل نهضة القداسة، والبعض لا يعترف بهذا بل الجميع أخوة أمام الملك المسيح والجميع ملوك وكهنة مثل الأخوة البلاميث.
17. المعجزات:

الكنيسة الرسولية تعترف بالمعجزات وتنادي بها بينما تنكرها بشدة الكنيسة المعمدانية وتعتبر أن عصر المعجزات قد ولّى وفات.
18. الطقوس والأعياد:

بعض الطوائف تحتفل بالأعياد مثل عيد الميلاد والقيامة والجمعة العظيمة وتعترف بأهمية المراسيم والطقوس والاحتفالات للكيان البشري والبعض لا يعير الأعياد اهتمامًا.
19. يوم صلب المسيح:

الجميع يعترفون بأن السيد المسيح صلب يوم الجمعة العظيمة والكنيسة المعمدانية تنادي بأن السيد المسيح صلب يوم الأربعاء.
20. مجلس الكنائس العالمي:

يضم الكثير من الطوائف الإنجيلية بينما يرى الأخوة البلاميث أن هذا العمل من الشيطان.
21. الزواج:

بعض الطوائف تبيح الزواج من الطوائف الإنجيلية الأخرى بينما الأخوة البلاميث يمنعون الزواج من خارج الطائفة والذي يتجرأ ويفعل هذا يتعرض للفرز.
22. الحياة السياسية:

يرفض الأخوة البلاميث دخول الانتخابات وأيضًا يرفضون المشاركة في الانتخابات بينما يقبل البروتستانت وغيرهم على هذه الواجبات الوطنية.
23. الاختطاف والضيقة العظيمة:

يرى الأخوة البلاميث أن السيد المسيح سيأتي للمرة الأولى ويختطف المؤمنين ويترك الأشرار في الأرض حيث يتعرضون لضيقة عظيمة (ضيقة يعقوب) لمدة سبع سنوات بقصد تأديبهم وتوبتهم ثم يأتي ثانية حيث الدينونة، بينما يرى البروتستانت غير ذلك.
24. المُلك الألفي:

يؤمن البعض مثل المعمدانيين وكنيسة النعمة بأن السيد المسيح سيأتي ويملك على الأرض ألف سنة ليسترد كرامته على الأرض التي أهين فيها بينما البروتستانت وبعض الطوائف الأخرى يرفضون هذا الفكر.
25. المجيء الثاني والقيامة:

يؤمن البعض مثل كنيسة الله ونهضة القداسة بأن السيد المسيح سيأتي مرة واحدة بصورة منظورة بمجد عظيم للدينونة، بينما يؤمن البلاميث والمعمدانيين بأن هناك مجيئان للسيد المسيح، وأن هناك قيامتان.
26. رسامة المرأة:

لم تعلن الكنيسة الإنجيلية عن مدى موافقتها على رسامة المرأة بل طرحت العملية للمناقشة.. جاء في تقرير الحالة الدينية في مصر سنة 1995 ما يأتي:
"قام سنودس النيل الإنجيلي بدراسة رسامة المرأة قسًا بالكنيسة الإنجيلية، وبعد مناقشة مستفيضة قرر ما يلي: قرر السنودس أن يتبنى مجلس الشئون الكرازية والرعوية دراسة خاصة عن الوظائف الكنسية ورسامة المرأة وتلقى دراسات من المجامع والمجالس المختلفة ورابطة السيدات والأفراد، وبعد تجميع هذه الدراسات يعقد مؤتمر عام للقسوس والمفكرين لدراسة هذا الأمر"(14)
وقد تعرضت بعض المجلات الإنجيلية لهذه القضية،فمثلًا مجلة "أجنحة النسور" وهي مجلة مستقلة ذُكر عنها: "ناقشت المجلة.. قضية رسامة المرأة وعرضت المجلة وجهتي نظر متعارضتين بخصوصها، فقد أيد البعض رسامة المرأة نظرًا لأن الكتاب المقدس والدستور يؤكدان المساواة بين الرجل والمرأة، ولأن المرأة أثبتت على مدار التاريخ قدرتها على تولي الوظائف القيادية.. وفي المقابل كان هناك رأي عارض فكرة رسامة المرأة ورأى أن الكتاب المقدس قد جعل الرسامة حكرًا على الرجل، ومن الغريب أن الرأي المؤيد للرسامة كان رأي رجال الدين وإن كان أحدهم قد رأى أن الوقت الحالي غير مناسب لطرح القضية بينما كان الرأي المعارض لأحد أساتذة الجامعة"(15)
أما مجلة "أعمدة الزوايا" التي تصدرها رابطة سيدات الكنيسة الإنجيلية فقد جاء عنها:
"ناقشت المجلة أيضًا موضوع حق المرأة في الرسامة في الكنيسة، ورأت المجلة أن المرأة لابد أن يكون لها الحق في الرسامة وأن المرأة المسيحية تسعى للحصول على هذا الحق حتى تكون لها فرصة للمشاركة بالرأي داخل الجهاز الإداري للكنيسة"(16)
هذه فكرة بسيطة عن بعض الخلافات في الآراء.. أما المنازعات والمشاكل ومحاضر البوليس والقضايا بين بعض الكنائس الإنجيلية والرياسات الدينية فناهيك عنها.
أشهر الطوائف الإنجيلية البروتستانتية في مصر:

ما أكثر الطوائف الإنجيلية في العالم وما تسرب منها إلى مصرنا يعتبر قليل جدًا من كثير جدًا.. وأشهر الطوائف الموجودة في مصر حاليًا كما يعرضها تقرير الحالة الدينية بمصر سنة 1995:
أ- مجموعة الكنائس المصلحة:
1. الكنيسة الإنجيلية المشيخية (سنودس النيل الإنجيلي)
2. الكنيسة الأسقفية.
3. الرسالة الهولندية.
4. كنيسة الأرمن الإنجيلية المستقلة.
ب- مجموعة كنائس الإصلاح:
1. كنيسة نهضة القداسة.
2. كنيسة المثال المسيحي.
3. كنيسة الإيمان.
4. كنيسة الله.
ج- كنائس الأخوة:
1. كنيسة الأخوة البلاميث.
2. كنيسة الأخوة المرحبين.
د- مجموعة الكنائس الرسولية:
1. الكنيسة الرسولية.
2. كنيسة النعمة الرسولية.
3. كنيسة المسيح.
4. الكنيسة الخمسينية.
5. الكنيسة المعمدانية.
6. كنيسة الكرازة بالإنجيل.
7. كنيسة النعمة.
والآن.. دعنا نأخذ فكرة عن معظم هذه المذاهب، بالإضافة إلى الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى، وأخيرًا نتعرض لظاهرة السقوط على الأرض.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:54 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة المشيخية والمجلس الملي العام


تحدثنا في الجزء الأول (ص 169- 189) هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت عن نشأة الكنيسة المشيخية في مصر، والمجمع المشيخي الأول، وسنودس النيل، والمجلس الملي الإنجيلي العام الذي أنشأه سنودس النيل في 6 مايو 1902، والكلية اللاهوتية والجامعة الأمريكية.
وفي هذا الجزء نستكمل الحديث ونتناول نقطتين:
أولًا: دستور الكنيسة الإنجيلية.
ثانيًا: تغيير اسم الكنيسة المشيخية، والمجلس الملي العام للطوائف الإنجيلية.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:56 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
دستور الكنيسة الإنجيلية


سياسة الكنيسة المشيخية
لماذا سُميّت بالمشيخية..؟
قوانين الإيمان المختلفة
تواريخ هامة
مواد في الدستور

أولًا: دستور الكنيسة الإنجيلية

- سياسة الكنيسة المشيخية:

"وضع السنودس الدستور الأول له في عام 1912 باسم "سياسة الكنيسة المشيخية المتحدة ونظام عبادتها" ونُقِّح عام 1935 وظلت الكنيسة تستخدمه حتى عام 1958، وعندما أعلن السنودس خروجه من رابطة المحفل العام في العالم فأعلن استمرار العمل بسياسة الكنيسة بصفة مؤقتة لحين وضع الدستور الجديد الذي هو بين أيدينا الآن"(17)
- لماذا سُميّت بالمشيخية..؟

وظهرت الطبعة الأولى من الدستور سنة 1967 فشمل 348 مادة بالإضافة إلى تمهيد يعلل فيه سبب تسمية الكنيسة المشيخية، فيقول: "قال أحد القادة اللاهوتيين عن الكنيسة المشيخية تعتبر الكنيسة المشيخية عندما تعترف أن أعلى منصب فيها هو الشيخ باعتبار أن القسيس شيخ معلم، وأن الهيئة العليا فيها تتكون من الشيوخ، وتعتبر الكنيسة المشيخية البروتستانتية لأنها تتمسك بالمبادئ الأساسية للإصلاح"(18)
- قوانين الإيمان المختلفة:

كما يستعرض في التمهيد إقرارات وقوانين الإيمان المختلفة التي تؤمن بها الكنائس البروتستانتية في أماكن مختلفة من العالم مثل إقرار الإيمان الهيلفني، والهيدلبرجي، والجاليكي، والبلجي، والاسكتلندي، والأيرلندي، ثم قانون الإيمان الوستمنستري (نسبة إلى وستمنستر ببريطانيا) الذي وضعه المحفل العام الإنجليزي بناء على طلب مجلس العموم البريطاني سنة 1645، ومع هذا فقد هجرت انجلترا هذا القانون بينما تمسكت به اسكتلندا "أما الكنيسة الإنجيلية في مصر فمع أنها تعترف بالعقيدة الكالفنية إلا أنها تركّز أساسًا على إقرار الإيمان الوستمنستري وعلى أصول الإيمان المختصر والمطول، ومرجعها الأخير هو الكتاب المقدس"(19)
- تواريخ هامة:

ثم ظهرت طبعة ثانية للدستور (ربما في بداية التسعينيات) وتشمل 342 مادة بالإضافة إلى تمهيد جاء به نبذة مختصرة عن نشأة الكنيسة المسيحية ثم ذكر بعض التواريخ الهامة.
"وقد اعتبرت سنة 1863 بدء الكنيسة الإنجيلية في مصر وذلك لأنه في 15 فبراير سنة 1863 رسم المجمع 4 شيوخ، و3 شمامسة لأول كنيسة في مصر كنيسة الأزبكية بالقاهرة.. وكان هذا المجمع وهو أول مجمع مصري في يوم 23 مايو 1860.. وفي 1870 تحولت اللغة الرسمية للمجمع من اللغة الإنجليزية إلى العربية، وفي 1899 تكوّن سنودس النيل من أربعة مجامع وهي: الوجه البحري والأقاليم الوسطى ومجمع أسيوط ومجمع الأقاليم العليا.. وفي 1929 أعلن السنودس الاستقلال المالي والإداري، وفي 1958 خرج السنودس من نظام رابطة المحفل العام للكنيسة المشيخية المتحدة في العالم، ودعت الكنيسة وقتئذٍ "كنيسة الأقباط الإنجيليين"، وفي سنة 1963 صارت المدارس التي كانت تدار بمعرفة الإرسالية الأمريكية إلى إدارة سنودس النيل"(20)
- مواد في الدستور:

والآن دعنا نقتطف قليل من مواد هذا الدستور:
م 10: تذكر أن جميع الأطفال حتى وإن كانوا غير مسيحيين فهم مختارون للملكوت (هل يمكن دخول الملكوت بدون الإيمان بالمسيح والمعمودية..؟).


م 11،م. 13: يتحدث عن انبثاق الروح القدس من الآب والابن (وراثة عن الإيمان الكاثوليكي).

م 16: "وإن تجديد الذين يبلغون سن التمييز يتم عادة باستعمال كلمة الحق الإلهي" (وهنا يفصل بين التجديد والمعمودية).

م 21: "التقديس.. هو خلاص تدريجي من سلطان الخطية ونجاستها مع نمو متماثل في الخُلق المقدس.. وأنه في التقديس يكون المؤمنين عاملين مع الروح القدس" (يشذ عن هذا كثير من الطوائف الإنجيلية التي تنادي بأن الخلاص في لحظة بعدها صبح الإنسان قديسًا لا يخطئ).

م 23: تؤكد أن المؤمن لا يمكن أن يهلك "وإن سقط هؤلاء (المؤمنون) في الخطية وصاروا تحت سخط الله الأبدي إلى أن يتذللوا ويعترفوا، فإنهم لا يرتدون أبدًا ارتدادًا نهائيًا" (كان يهوذا تلميذًا كرز باسم المسيح وأخرج شياطين وهلك، ونيقولاوس كان شماسًا وهلك، وكثيرون بدأوا بالروح ثم أكملوا بالجسد أمثال ديماس والذين في أسيا وهلكوا).

م 28: يشيد باستعمال المزامير في التسابيح "وإن المزامير هي المعتمدة لأجل الاستعمال الدائم في التسبيح لكونها وحيًا إلهيًا ولسموها" (فما الداعي لمهاجمة الصلاة بالمزامير في صلوات الأجبية.؟!).

م 30: تتحدث عن المعمودية والعشاء الرباني على أن كل منهما فريضة وعلامة وختم "وإن (المعمودية) ممارستها تكون قانونية سواء أجريت بسكب الماء على المعمد أو رشه به أو بتغطيسه فيه (وفي هذا يخالفون الطوائف الإنجيلية التي تصر على التغطيس وهي محقة في هذا).. وأنه يعمد ليس فقط المؤمنين البالغين بل أيضًا أولاد المؤمنين قبل بلوغهم سن التكليف بناء على إيمان الوالدين.. ويتعهدون بأن يربوهم في تأديب الرب وإنذاره"، والمادة 98 توضح أسئلة العهد التي توجه للوالدين عند عماد أطفالهم (ويشذ عن هذا كثير من الطوائف الإنجيلية الذين ينكرون معمودية الأطفال).

م 31: تحلل القسم "نؤمن بأن القسم ضرب من ضروب العبادة الدينية فيه نشهد أن الله الحي الوحيد الحقيقي بكل احترام على صحة ما نقرره.. وأن الظروف المناسبة التي يجوز فيها القسم هي التي تتعلق بمصالح خطيرة مشروعة والتي فيها يكون استشهاد الله ضروريًا لضمان الثقة وإنهاء المشاجرات (هل إنهاء المشاجرات يتم بالصلاة والاتضاع أم بالحلفان والقسم..؟ أليس القسم كسر لوصية الإنجيل..؟ راجع (مت33:5-37) وتستكمل المادة الحديث عن النذر "نؤمن أن النذر هو وعد يصرح به رسميًا أمام الله شكرًا لأجل نوال مراحمه أو انتظار لنوال ما نبتغيه وأنه مقدس" (ويشذ عن هذا الأخوة البلاميث).

م 40: تتحدث عن المجيء الثاني للسيد المسيح وهو مجيء واحد (ويشذ عن هذا بعض بعض الطوائف الأخرى التي تعتقد بمجيئين وقيامتين مثل البليموث).

م 41: تتحدث عن قيامة واحدة للأبرار والأشرار.

م 48: تعترف بأن تعدد الطوائف يؤثر على الوحدة "إن الوحدة المنظورة للكنيسة المسيحية ولو أنها غير واضحة بسبب تفرق الطوائف أو تعدد المذاهب إلا أنها ليست معدومة".

م 70: تتناول ترتيب العبادة "يمكن أن يراعى الترتيب على الصورة الآتي بيانها: تمجيد (ذكصولوجية)، صلاة افتتاحية، تسبيح، قراءة كتاب، صلاة، تسبيح، تقديم العطايا، الوعظ بالكلمة، صلاة، تسبيح، البركة الرسولية".

م 84: "لا ينعقد الزواج المسيحي إلا بين طرفين مسيحيين" (وفي هذا يتفقون مع الكنيسة الأرثوذكسية ويخالفون الكاثوليك).

م 89: "الكنيسة الإنجيلية تمنع بتاتًا التأبين والجنازات والتذكارات وزيارة المقابر ولا تمارسها ولا تشترك فيها" (وهل الصلة بيننا وبين أحبائنا الذين رقدوا انتهت بموتهم..؟ وأين محبتنا لهم ووفاءنا لهذه المحبة..؟ ألم يوصينا الإنجيل "أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم"..؟!)

م 94، 103: تَنُصّان على أن الذي يقوم بالمعمودية والذي يقدم العشاء الرباني ليس أي شخص، لكن القسيس المرتسم فقط. (ويخالف في هذا الأخوة البلاميث).

م 114: تتحدث عن أنواع الرسامات للقسوس فيوجد قس راعي الذي له كنيسة يرعاها، وقس معلم الذي يقوم بالتدريس في المدارس والكليات اللاهوتية، وقس كارز يتجول من مكان لآخر.

م 117: الذي يرشح للرسامة يجب أن يكون قد نذر نفسه للخدمة، ويوقع على هذا النذر كتابة وهذا نصه: "بعد إطلاعي على دستور الكنيسة الإنجيلية بمصر، ونظامها وعقيدتها وأحكامها.. أتعهد أمام الله وأمام المجمع الموقر أن أكون نذير الخدمة الدينية وأكرّس نفسي وحياتي ووقتي.... الخ" وعقب التوقيع على هذا النذر يمنحه المجمع التصريح بالخدمة.

م 121: تنص على أن الذي حصل على تصريح الخدمة يكون تحت الاختبار مدة لا تقل عن ستة أشهر قبل أن يرسم قسًا.

م 134: تتحدث عن خدمة الرسامة حيث يوجه عدة أسئلة للمرشح يجيب عليها ويؤخذ موافقة الرعية على المرشح ثم يتلو المنتخب عهد النذر السابق ذكره "ثم يجثو ويُرسم بكل وقار بالصلاة ويوضع أيدي المشيخة خادمًا لإنجيل المسيح.. وبعد الصلاة يقف المرتسم ويتقدم الرئيس أولًا وسائر القسوس الواحد بعد الآخر، ويأخذون بيمينه قائلين "نعطيك يمين الشركة لتشترك معنا في هذه الخدمة المقدسة" ثم يقول الرئيس "الآن أعلن وأصرح بأن....... قد انتخب قانونيًا ورسم قسًا.... الخ".

م 146: القس الذي يريد أن ينتقل من طائفة إنجيلية إلى طائفة أخرى من حقه أن يأخذ من مجمع طائفته شهادة حسن سلوك وتخلية، وتظل هذه الشهادة سارية لمدة عام.

م 150: إذا طلب قس من طائفة غير الطوائف الإنجيلية الالتحاق بالكنيسة الإنجيلية يوضع تحت اختبار ستة أشهر ثم تعاد رسامته إذ أن رسامته السابقة تعتبر باطلة (وعندما ذهب إليهم دانيال البراموسي هل طبقوا عليه هذه المادة أم انهم فتحوا له الأبواب على مصراعيها..؟!)

م 168:151: تتحدث عن خدمة الشيوخ في الكنيسة من حيث انتخابهم وسلطانهم وواجباتهم ورسامتهم وتنصيبهم وتخليتهم بسبب الوفاة أو الانتقال لطائفة إنجيلية أخرى أو بحكم المجمع.

م 156: أمد التوظيف "يبقى الشيوخ المدبرون شيوخًا مدى الحياة ما لم يعزلوا بحكم كنسي".

م 169-179: تتحدث عن خدمة الشموسية ونظامها حيث يتم الانتخاب ثم الرسامة والتنصيب، ويظل الشماس محتفظًا بالشموسية طوال حياته إلا إذا تم تخليته.

م 181-247: تتحدث عن هيئات الكنيسة المشيخية التي تضم القسوس والشيوخ وتتمثل في:
1. المجلس المحلي للكنيسة برئاسة القسيس مع بعض الشيوخ وبعض الشمامسة الذين يتم انتخابهم..
2. المجمع الخاص بكل طائفة ويضم جميع القسوس التابعين للطائفة في إقليم محدود (توزيع جغرافي)،بالإضافة إلى شيخ منتخب من كل كنيسة محلية، ويقوم المجمع بالرسامات في حدود دائرته فقط، ولكل مجمع رئيس ونائب وأمين سر وأمين صندوق.
3. السنودس: يشمل المجامع المختلفة ويضم جميع القسوس المقيدين في سجل عضوية المجامع بالإضافة إلى شيخ مدبر عن كل كنيسة، وينعقد السنودس مرة على الأقل كل سنة "السنودس كلمة ذات أصل يوناني تعبر عن المجامع الدينية، والسنودس في مصر هو سنودس النيل الإنجيلي وقد بدأ في عام 1899 وهو أعلى سلطة إنجيلية ويتبعه ثمانية مجامع ويعتبر بمثابة المجمع الأعلى والمحكمة العليا للكنيسة المشيخية المتحدة"(21)
4. المحفل العام: يتألف من نواب عن كل مجمع من قسوس وشيوخ مدبرين متساويين في العدد، وهو الذي يرأس السنودسات المختلفة، وله الحق في إنشاء سنودس جديد بناء على طلب من مجمعين أو أكثر، وينعقد مرة على الأقل كل سنة.
م 263-339: تتحدث عن المحاكم الكنسية والتأديبات والعقوبات التي تتدرج من الإنذار إلى التوبيخ إلى الوقف إلى العزل إلى القطع حسب كل عقوبة ومدى المخالفة، وللمتهم الطعن في العقوبات الصادرة ضده مرة بالاستئناف ومرة أخرى أمام المحفل العام.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 03:59 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
تغيير اسم الكنيسة المشيخية والمجلس الملي العام


الفرمان العالي
مغزى تغيير الاسم
المجلس الإنجيلي
اعتراض على سلطات المجلس
محاولة التوحيد والهجوم المضاد
تركيز الاهتمام على النشاط الاجتماعي
المذاهب الإنجيلية ورؤسائها

ثانيًا: تغيير اسم الكنيسة المشيخية والمجلس الملي العام

- الفرمان العالي:

صدر الفرمان العالي من السلطان عبد الحميد في شهر ديسمبر سنة 1850م يصرح للطوائف التي تتبع المذهب البروتستانتي بمزاولة نشاطها ويكون لها وكيل يمثلها أمام الدولة.. "الفرمان الشهاني هو الفرمان الذي أصدره في 20 نوفمبر سنة 1850م السلطان عبد المجيد خان في حق رعاياه من طائفة البروتستانت، وهو الفرمان الذي أباح لطائفة البروتستانت تنظيم شئون عقائدهم وتأسيس مجالسهم الملية"(22).. وكان عندئذٍ لا يوجد على الساحة غير الإرسالية الهولندية وإرسالية الكنيسة المشيخية المتحدة.
- مغزى تغيير الاسم:

وأخذت الطوائف تتزايد يومًا فيومًا، كما بدأ نشاط الإرسالية الهولندية يتقلص، وشعرت الكنيسة المشيخية أنها صاحبة التاريخ التليد في مصر، ولكي تصبح ذات اليد الطولي والكنيسة الأم لجميع هذه الطوائف لجأت إلى حيلة تغيير اسمها من "الكنيسة المشيخية" إلى "الكنيسة الإنجيلية" كما غيرت اسم المجلس الملي من "المجلس الملي العام للطوائف الإنجيلية" إلى "المجلس الملي العام للطائفة الإنجيلية"، وورد خبر تغيير اسم الكنيسة في مجلة الهدى عدد مارس سنة 1978:
"قرر السنودس أن يكون اسم الكنيسة هو الكنيسة الإنجيلية..."
- المجلس الإنجيلي:

المجلس الإنجيلي العام هو المجلس الذي تم تشكيله بمقتضى الأمر العالي الخديوي في أول مارس سنة 1902 لتنظيم شئون طائفة الإنجيليين الوطنيين في مصر، وهو الممثل الرسمي للكنائس الإنجيلية أمام الدولة والهيئات الحكومية، وهو يمثل 17 كنيسة (مذهبًا) ويرأسه رئيس الطائفة الإنجيلية"(23)
- اعتراض على سلطات المجلس:

ولأن المجلس الملي هو وسيلة تخاطب الطوائف الإنجيلية المختلفة مع الدولة، وحيث أن الكنيسة المشيخية تسيطر على هذا المجلس فبذلك أصبح لها السلطان في السماح أو منع هذه الطوائف من مزاولة نشاطها، والمجلس هو الذي يقرر الإعتراف ببعض الأشخاص على أنهم قسوس للطوائف المختلفة، وهو الذي يلغي قسوسية البعض منهم بجرة قلم.. ومثل هذه الأمور قد زادت من حقد الطوائف الإنجيلية على الكنيسة المشيخية والمجلس الملي ورئيس الطائفة.. فمثلًا يعلق على هذا القس صموئيل مشرقي قائلًا:
"كل هذا يكشف كيف يسير الكيان الإنجيلي العام نحو الإنحلال التام تسوقه وتبتلعه الكنيسة المشسيخية بعد أن حولت اسمها إلى "الإنجيلية" وجعلت نفس الإسم مدلولًا للطائفة وانفردت لنفسها ككنيسة كان يجب أن تكون في الأصل إحدى المذاهب الإنجيلية فحسب ولكنها أخذت العنوان العام للطائفة وقصرته على نفسها.. وفي غفلة من أمرها زادت في التلاعب بهذا الكيان حتى بلغت في ذلك حدًا لا تطيقه سماء ولا تحتمله أرض"(24)
"فعلت (الكنيسة المشيخية) ذلك لاعتبارها نفسها (الكنيسة الأم) ويكفي هذه الكنائس وضعها في أكلاشيه الخاتم الجديد.. وها هي اللائحة الجديدة تستبعد لفظة "الملي" من وصف المجلس بها ليكون "المجلس الإنجيلي العام" حتى ينتهي بذلك وجود هذه الملل أي "المذاهب الإنجيلية" باعتبارها فروعًا تابعة لها ويتحتم عليها أن تأتمر بأمرها رغم عدم التجانس والاختلاف العقائدي الذي يميز كل مذهب عن الآخر ويميز جميعها كذلك عن "الكنيسة الأم" وهي تأسيسًا على ذلك اتجهت مع الزمن بغير حق إلى العبث بمقدرات المذاهب الأخرى والخلط فيما بينها مع اختلاف العقائد مثلما ضمت المعمدانية إلى الرسولية يومًا ما"(25)
"فصارت رسامة قساوسة المذاهب الإنجيلية لا تتم إلا بموافقة "المجلس العام الإنجيلي" وتحت إشرافه.. تم اصطناع كارنيهات أو بطاقات خاصة يوقع عليها رئيس الطائفة لمن يعتبرهم سوسًا مسجلين عنده، أما غيرهم من رؤساء ورعاة الكنائس الأخرى فقد اصطنع لنفسه اختصاص رفعهم من كنائسهم بجرة قلم، وأنهم لا يمثلون مذاهبهم، وأقاموا ضدهم علمانيين ليست لهم أية صفة دينية"(26)
- محاولة التوحيد والهجوم المضاد:


شعر المجلس العام الإنجيلي بكثرة الطوائف والصراع بينها فأراد أن يوحّد بين بعضها البعض فأصدر رئيس الطائفة قراره الذي نشر في جريدة وطني وجاء فيه:
"الكنائس التي لم تلم شملها وتتحد معًا سيحدد المجلس الملي موقفه منها إما بإبقاء ولاية المجلس عليها (في حالة الإتحاد) أو سحب الولاية منها إذا لم تنفذ ذلك" وكان لبعض الطوائف هجوم مضاد على هذا.
فيقول القس صموئيل مشرقي:
"أصدر هذا المجلس في أوائل السبعينيات قراراته المعروفة بجمع الشمل لكي يعالج ما أسماه بحالة التمزق والفرقة بين المذاهب الإنجيلية، وخاصة بين أصحاب العقائد المتماثلة، ومع أنه دعا في البداية إلى جمع المتجانس منها.. إلا أن الرئيس الحالي (د. صموئيل حبيب) قد خرج عن هذا كله إلى مصادرة الأموال وسلب الممتلكات الثابتة بعقود.. المجلس لم يستطع تنفيذ قراراته هذه، وقد صدر الحكم برفضها فلم يجد الرئيس الحالي بدًا من التخلي عنها والرجوع إلى نظام الكنائس أي المذاهب بأسمائها القديمة كما كانت من قبل.. وهكذا فشل المجلس في توحيد هذه المذاهب معًا لأسباب تضمنها الحكم في قضية المثال المرفوعة ضده في ذلك الوقت.. وهكذا تعمدت رئاسة الطائفة سياستها الغريبة المريبة القائمة على مبدأ فرق تسد إلى افتعال صراعات دائمة داخل هذه المذاهب"(27)
"فإن المجلس فتح باب المضاربات والانتقاد غير البناء مما يستحيل معه إيجاد التقارب والوحدة الحقيقية في نطاق كنيسة الله الواحدة.. هذه هي الثغرة الأولى التي أنشأت النفور والكراهية والتباعد بين هذه المذاهب المتوحدة في نطاق طائفة الإنجيليين الواحدة"(28)
"لقد بلغ الحال بهذا المجلس بدلًا من أن يكون حكمًا عادلًا أن أصبح هو الخصم في العديد من الحالات التي وصل فيها أمره إلى الاستنجاد برجال الإدارة والنيابة العامة لتنفيذ قراراته.. وسلك هذا المجلس الدرب إلى آخره فقام برفع دعاوي قضائية ضد الفئات الشريفة الأمينة ليتخلّص من معارضتها الشرعية السليمة ويساند في ذلك فئة المأجورين والنفعيين ممن يساندوه ويجاملونه لأجل مصالحهم الذاتية فقط..!"(29)
"الكيان الإنجيلي يعاني من الحكم الدكتاتوري.. دكتاتورية جلبت المعاناة على الكنائس البروتستانتية.. يتبيّن لنا من الحكم رقم 449 لسنة 26 ق (الخاص بكنيسة المثال المسيحي) الصادر من مجلس الدولة أن المجلس الملي الإنجيلي العام قد اغتصب لنفسه سلطة التشريع فيما يضعه من قرارات لا يصدق عليها وزير الداخلية والعمل على فرضها وتنفيذها جبريًا"(30)

وقال الشيخ نعيم عاطف في حفل التخرج بكلية اللاهوت الإنجيلية في 26/5/95:
"اللقاءات المجمعية والانتقادات السنودسية تحوّلت إلى ما يشبه اجتماعات "النقابات المهنية" حتى أنه لم يلفت أنظار القسوس ما يحس به العلمانيون والضيوف من نفور واستهجان وأسفًا وحسرة"(31)
- تركيز الاهتمام على النشاط الاجتماعي:

ومن الملاحظ أن الكنيسة الإنجيلية انشغلت كثيرًا في الآونة الأخيرة بالنشاط الاجتماعي،فاتجه الدكتور صموئيل حبيب رئيس الطائفة مع وزير الأوقاف إلى الولايات المتحدة من أجل جمع الأموال والمساعدات.. وفي هذا يقول صموئيل مشرقي:
"ومن عجائب الدهر استبدال رئاسة الطائفة "إنجيل الخلاص الأبدي" بما أسمته "الإنجيل الاجتماعي" وبدأ على الفور اختراع "دكتوراه السلام" وهي دكتوراه من الحوار إلى خارج المسيحية لتتواءم مع المجتمع الذي نعيش فيه.. وقد تعمّدت هذه الرئاسة مؤخرًا اعتناق مبادئ مستحدثة أنبتتها من الإنجيل الاجتماعي تحت أسماء "لاهوت التحرير" و"لاهوت الرجاء".. مع أن اللاهوت يجب أن يرتفع عن ذلك حتى لا يكون اجتماعيًا أو اقتصاديًا أو ثقافيًا.. وبدأ ازدياد الاتجاه نحو إقامة مشروعات عامة زمنية ومادية والاهتمام برفع مستوى المعيشة كما يقال وتحرير البشر من الفقر والمرض... الخ. ومع أن رئيس الطائفة بالذات دائم التجول في ربوع أوربا وأمريكا ليتقابل مع المسئولين عن المذاهب التي بها لجلب معوناتهم، التي لا يعلم غير الله مصيرها، وما أكثر ما تتكدس ويرتفع بها البعض من المحظوظين الذين يرفعهم القدر بسببها إلى القمة"(32)
- المذاهب الإنجيلية ورؤسائها:

جاء في تقرير الحالة الدينية في مصر سنة 1995 ما يأتي:
"المذاهب الإنجيلية المعترف بها في مصر.. عدد المذاهب التي يضمها المجلس الإنجيلي العام يبلغ 17 مذهبًا إنجيليًا.. وأكبر الكنائس البروتستانتية هي الكنيسة الإنجيلية المشيخية، ويبلغ عدد كنائسها 320 كنيسة متضمنة توابعها من جهات صغيرة.. يليها كنائس الأخوة 205 كنيسة أما الكنيسة الميثودستية (الإصلاح) فعدد كنائسها 120 كنيسة، والكنائس الرسولية يبلغ تعداد كنائسها 150 كنيسة، والكنائس الخمسينية 27 كنيسة، ومذهب كنيسة الله 13 كنيسة، وبقية الكنائس البروتستانتية عدد كنائسها 543 كنيسة، والكنيسة البروتستانتية يتبعها 3 معاهد تعليمية لاهوتية تابعة للكنائس غير المشيخية، وكلية واحدة للعلوم اللاهوتية هي كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة تابعة للكنيسة المشيخية وخاضعة لوزارة التعليم العالي، وتصدر الكنيسة البروتستانتية 21 مجلة دورية وغير دورية"(33)
كما ورد بالتقرير أسماء رؤساء المذاهب في الدورة الحالية للمجلس الإنجيلي العام:
1. الكنيسة المشيخية الإنجيلية: د. ق. صموئيل حبيب
2. الكنيسة الأسقفية: المطران غايس عبد الملك
3. مجمع الكنيسة المعمدانية: القس وهبة جيد بشارة
4. مجمع كنائس الأخوة: الدكتور وليم مسعد
5. كنيسة الأخوة المرحبين: الأخ وليم وهبة
6. مجمع كنيسة نهضة القداسة: القس منير حكيم
7. مجمع كنيسة الإيمان: القس سعيد إبراهيم
8. مجمع كنيسة الله: القس منير رزق الله
9. كنيسة المثال المسيحي: القس إبراهيم حنا
10. المجمع العام للكنائس الرسولية: القس عياد خليل
11. مجمع كنيسة النعمة: القس سامي حنا
12. مجمع الكنيسة الخمسينية: القس ادوار ناثان
13. مجمع كنيسة النعمة الرسولية: القس سمير شحاتة
14. مجمع كنيسة المسيح: القس سامي لبيب
15. كنيسة الكرازة بالإنجيل: القس أنور سعد أنطون
16. الرسالة الهولندية: القس صفوت نجيب البياضي

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:00 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة الأسقفية

وهي خليط من الكاثوليكية والبروتستانتية..
في الخارج:

نشأت أساسًا في انجلترا نتيجة التمزق الذي لحق بالكنيسة الكاثوليكية هناك، وتكونت الأسقفية الرئيسية في مدينة كانتربري، وعندما هاجر كثير من أبناء الكنيسة الإنجليزية إلى أمريكا قاموا بتكوين الكنيسة الأسقفية البروتستانتية بها، وقد رسم أول أسقف لهم سنة 1784 وهو صموئيل سيبري بيد رئيس أساقفة كانتربري.

ويطلق على الكنيسة الأسقفية أيضًا "الكنيسة الإنجليكانية" وترجع هذه التسمية إلى عام 1852 عندما اجتمع 108 من أساقفة الكنيسة الأسقفية للاحتفال باليوبيل لمؤسسة نشر الإنجيل فدعوا كنيستهم باسم الإنجليكانية حيث يجمع الاسم بين الإنجيل والإنجليزية.
وتتكون الكنيسة الإنجليكانية في انجلترا من ثمانية عشر كنيسة مستقلة بالإضافة إلى عدد من الإيبارشيات فيما وراء البحار، وقد انتشرت الكنيسة الإنجليكانية في أمريكا والهند وباكستان وبورما وسيلان وغرب وشرق وجنوب ووسط أفريقيا واستراليا ونيوزيلندة والصين واليابان وهونج كونج والفلبين ومدغشقر..... الخ. وجميع هذه الكنائس المستقلة تخضع شرفيًا لرئاسة أسقفية كانتربري كما أن جميع هذه الكنائس أعضاء في المجمع الإنجليكاني.
وفي سنة 1958 بمجمع لاميث أنشئت هيئة استشارية تتكون من الأساقفة ورؤساء الأساقفة التابعين للكنيسة الإنجليكانية، هذه الهيئة تجتمع كل فترة للتشاور في الأمور التي تخص الكنيسة الإنجليكانية.. كما أنشئ مكتب دائم رئيسي مركزه في لندن لتوثيق الروابط بين الكنائس الأعضاء في الهيئة الاستشارية ويدعى هذا المكتب بالرئيس الضابط يتبعه ضباط محليين داخل الإيبارشيات المختلفة.
في مصر:

يرأس الكنيسة الأسقفية في مصر الآن المطران غايس عبد الملك وهو شقيق المرحوم القس أنسي قس الكنيسة الإنجيلية بسيدي بشر، وأيضًا شقيق المرحوم سوستانيس أحد مؤسسي جمعية خلاص النفوس بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية.
ويتبع الكنيسة الأسقفية المكتبة الأسقفية التي تحاول عرض كتب الطوائف المختلفة لتكسب على كل حال قومًا.. وفي الإسكندرية لا يوجد إلا كنيسة في منطقة ستانلي طريق الكورنيش حيث تقام فيها الصلوات باللغة الإنجليزية وفي أوقات قليلة باللغة العربية وليس لها رواد إلا أعداد قليلة.. ومما يذكر أن هذه الكنيسة قد سمحت للكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال فترة طويلة بإقامة القداسات في بعض أيام الأسبوع على مذبح متنقل بقصد رعاية الشعب الأرثوذكسي بهذه المنطقة التي لا توجد بها كنيسة أرثوذكسية قريبة.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:01 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كنيسة الله الخمسينية


- لم أكن أدري..!

لم أكن ادري شيئًا عن كنيسة الله الخمسينية(34) فذهبت إلى إحدى هذه الكنائس مساء الجمعة 6/9/95 فوجدت الكنيسة خاوية.. استفسرت من الفراش: ألا يوجد اجتماع اليوم..؟ قال أنه لم يحضر أحد.. وأين القس..؟ في مسكنه.. فطلبت منه أن يخبره بأن الأخ فلان يريد مقابلته.. جلست أمام القس ذو الجسم الضخم وبدأ صوته يجلجل في المكان.. تعرّف عليّ وتقصّى عن حقيقتي، ولم يقتنع بأنني إنسان باحث عن الحقيقة جئت أطلب المعرفة منه عن الكنيسة الخمسينية.. أراد أن يقتل الحديث قبل أن يولد، ولكن بسبب الأسئلة المثارة وتفاضلي عليه استغرقت الجلسة الساعة والربع، وأهم ما دار فيها الآتي:
س: متى نشأت الكنيسة الخمسينية في مصر..؟!

ج: نشأت كنيسة الله الرسولية في مصر سنة 1917م وبسبب خلافات على الإدارة انفصلت عنها كنيسة الله الخمسينية التي ظلّت كما هي الآن، أما الكنيسة الرسولية فخرج منها كنيسة المسيح، وكنيسة النعمة، وكنيسة النعمة الرسولية.
س: ما هي الفرائض المعترف بها..؟

ج: هناك فريضتان فقط هي المعمودية والعشاء الرباني.. جميع المسيحيين في العالم يعترفون بأربعة أركان هامة هي ألوهية المسيح والإنجيل والمعمودية والعشاء الرباني لذلك كانت الكنائس تبنى على أربعة أعمدة(35)
س: هل المعمودية لازمة للخلاص..؟

ج: المعمودية مجرد علامة، ولكنها هامة جدًا للخلاص بدليل قول الإنجيل "من آمن واعتمد خلص".. كما أن الإنسان غير المعمّد لا يشترك في العشاء الرباني.
س: وما رأيك في معمودية الأطفال..؟

ج: الحقيقة أن معمودية الأطفال غير صحيحة لذلك الكنائس الإنجيلية في الخارج لا تعمّد الأطفال.. أما الكنائس الإنجيلية في مصر فقد أخذت بما هو متبع في مصر فعمدت الأطفال.. الأرثوذكس يقولون أن الطفل الذي يموت من غير معمودية يدخل الملكوت ولكنه يكون أعمى!! هذا تخريف لأن المسيح يفتح أعين العميان كما أن الأطفال أبرياء.. وفي الكنيسة الأرثوذكسية يعينون أشبين لكي يربي الولد، لا الولد يتربى ولا الإشبين أصلًا متربي.
س: هل المعمودية تهب الطبيعة الجديدة كالاعتقاد الأرثوذكسي..؟

ج: هذا الكفر بعينه.. الطبيعة الجديدة تؤخذ في الميلاد الجديد في التجديد.
س: وما لزوم المعمودية إذن..؟

ج: هذا عمل الله وأمره ونحن نتممه.
س: الله لا يصنع عملًا بدون هدف فما هو هدف المعمودية..؟

ج: الهدف عند الله، ولكننا ننفذ ما أمرنا به.
س: هل المعمودية بالتغطيس..؟

ج: لابد أن تجرى المعمودية بالتغطيس، وللكبار فقط بناء على إيمانهم، ويقوم بها القسيس.. هذه معمودية الماء.
س: وهل توجد معمودية أخرى..؟

ج: طبعًا.. معمودية الروح القدس، والإنسان يحصل عليها بواسطة الإيمان والطلب.. معمودية الروح وهبها الله للمؤمنين ومن علاماتها التكلم بألسنة.
قلت له أنا أفهم أن ألتكلم بألسنة كانت موهبة لازمة في البداية لنشر الإيمان، فبطرس الرسول يتكلم باللغة الأرامية والذين يسمعونه كل منهم يسمعه بلغته..!
قال: هذا هو الفسق بعينه.. الروح القدس لا يقوم بعمل المترجم، ولو كان يعمل عمل المترجم فلا داعي لموهبة الألسنة الآن لأن الإنسان يمكنه أن يتعلّم لغة الغير.. الروح القدس كان يعطي للمبشّر لغة القوم.
س: وما فائدة التكلم بألسنة الآن..؟

ج: إنها علامة الولادة الجديدة.. إنها للبنيان.. راجع 1كو 14.
فقلت: الإنسان لابد أنه يتحدث بلغة مفهومة.. قال: هذا خطأ بدليل أن الإنجيل قال يتكلموا اثنين اثنين، وآخر يترجم، ومعنى وجود الترجمة أن اللغة التي يتكلم بها غير مفهومة.. كما أن التكلم بألسنة موجود في كل الطوائف.. في الأرثوذكس يسمونه الهذيذ(36).. وفي الكاثوليك الآن آلاف منهم يتكلمون بألسنة.
س: وما رأيك في الأخوة البلاميث..؟

ج: بيننا وبينهم ما صنع الحداد.. هم يقولون أننا نتكلم بالشياطين.
س: وما رأيك في قيادة الروح القدس لهم..؟

ج: خداع وغش.. الدليل على هذا في النهضات التي يعملونها يحضر المتكلم الموضوع جيدًا ويقرأ عدة مراجع ثم يأتي الروح في الاجتماع ويختاره هو بالذات، ويتحدث في الموضوع الذي حضره بالذات..
س: ما هي الكتب التي تحدثنا عن الانشقاقات بين الكنائس الإنجيلية..؟

ج: احتج القس بشدة قائلًا: من قال لك أن هناك انشقاقات..؟! لا يوجد انشقاقات.. كل الذي يحدث مجرد خلاف بين الأخوة، أنا أختلف معك.. أتركك في كنيستك وأنا أعمل كنيسة أخرى باسم جديد تحمل نفس التعاليم المسيحية، وتستمر المحبة بيننا ولا نهاجم بعض.
س: ما هي شروط سيامة القسوس في الكنيسة الخمسينية..؟


ج: لابد أن يكون المرشح للسيامة صاحب موهبة، ويصقلها بالدراسة في كلية اللاهوت، ويقوم بالرسامة ثلاث قسوس.
س: كيف سيكون المجيء الثاني..؟

ج: يأتي المسيح على جبل صهيون فينشق الجبل نصفين ويظهر في الوسط وادي يهوشافاط.. يقوم الأبرار من الأموات بالإضافة إلى الأبرار الأحياء ويبدأ الملكوت الألفي على هذه الأرض التي تصير مثل جنة عدن بينما يموت الأشرار.. يملك المسيح ويكون مكانه في أورشليم حيث يقوم بوظيفته كملك لأن السيد المسيح له ثلاث وظائف نبي وكاهن وملك.. تمم الوظيفتين الأولتين في فترة تجسده، وفي الملك الألفي يتمم وظيفته الثالثة كملك.. بالإضافة إلى أنه يسترد الملك الأرضي الذي اغتصبه منه الشيطان بينما يُطرح الشيطان في الهاوية ألف سنة.. في خلال الألف سنة الذي يفكر في الخطية يموت في الحال.. في نهاية الألف سنة يُطلق الشيطان ليجرب الذين ولدوا خلال الألف عام ثم تأتي الدينونة.. إذن سيكون هناك قيامتان الأولى للأبرار والثانية للأشرار، وطوبى لمن له نصيب في القيامة الأولى.
إنتهى اللقاء الأول، وجاء اللقاء الثاني في مساء الأحد 15/10/95.
العشاء الرباني: لا يوجد بالمكان هيكل أو مذبح.. توجد منضدة نقش عليها السيد المسيح وهو منطرح على الصليب والمسامير تدق في يديه يعلوها مفرش أصفر وضعت عليه صينية بلاستيك خضراء بها قربانة من الكنيسة الأرثوذكسية، وبجوارها دورق بلاستيك بني شفاف وكوب مستطيل من الزجاج النقي، وبعض اللفائف البيضاء (مثل فرش المذبح) وكل هذا مغطى بمفرش منقوش به صلبان حمراء على شكل دوائر (مثل الإبروسفارين).. أما حديد النوافذ وحوامل المراوح فتحمل تشكيلات جميلة من الصلبان.
عقب الترانيم رفع القس صوته الجهوري قائلًا: "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي".. وبدأ يقسم القربانة ثم حمل الصينية ومر على الواقفين في أماكنهم فمد كل منهم يده وأخذ جزء من القربانة.. ثم عاد إلى المنضدة وصلّى صلاة شكر من أجل الخبز، ثم ملأ الكوب من العصير الأصفر الموجود بالدورق وأمسكه بلفافة وعاد يمر على الواقفين الذين اشتركوا في القربانة وكل منهم يأخذ الكوب يشرب منه ويعيده للقس الذي يردد: "وأخذ الكأس وشكر....." ثم عاد إلى المنضدة يصلي صلاة شكر من أجل الكأس.. وبدأت العظة:
- ما هي المعاشرات الرديئة..؟

تركزت العظة من 1كو29:15-34 على المعاشرات الرديئة، ويرى القس أن المقصود من هذه المعاشرات ليست معاشرة الخطاة لأننا نذهب إليهم ونعظهم فيتوبون، ولكن المقصود من هذه الآية معاشرة المخالفين في الإيمان.. فلو اشتركت معهم سيعجبك أسلوبهم وتقارن بين طائفة وأخرى فتضل عن الإيمان الخمسيني المستقيم.. والعجيب أن القس الذي يؤمن بالكهنوت العام أخذ يدافع عن الكهنوت الخاص وضرب لهذا مثالين عصا هرون، وقورح وداثان.. انتهت العظة وانحنى الأخوة على كراسيهم يصلون ثم ارتفع صوت أحدهم بترنيمة وانتهى الاجتماع.. كتاب ترانيمهم هو كتاب "منتخبات التسبيح في مدح المسيح".
حامل العدة: صرف القس الشعب وعاد للمنضدة يأكل باقي القربانة.. اقترب إليه ثلاث أطفال يلهون فشاركهم معه الأكل والشرب من السائل الأصفر وجميعهم بالأحذية بعيدين عن الخشوع والرهبة.. طوى القس المفارش والعدة وأعطى الصُرة لشخص واقف بجواره ليصعدها إلى المسكن.. وبينما حامل العدة خارجًا ملت إليه وسألته: مش أنت الأخ محمد..؟ أجاب بالإيجاب (كنت قد تعرفت عليه في المرة السابقة فهو بواب العمارة وفراش الكنيسة في ذات الوقت) وقارنت بين كنيستي الأرثوذكسية التي لا تسمح للشماس بلمس الأواني المقدسة وبين الكنيسة الخمسينية التي يحمل عدتها شخص غير مسيحي.. التقيت بالقس الذي اعتذر عن استكمال الحديث.
قلت له سؤال بسيط، مجرد ملاحظة.. لقد لفت نظري تشكيلات الصليب في هذا المكان بينما هاج أتباع زونكلي في سويسرا وحطموا تمثال الصليب بحجة أن العبادة لا تقدم إلا لله وحده.
قال: نحن لا نعبد الصليب ولكنه مجرد علامة، ولا يوجد خطأ في هذا.
أشرت له على الصليب الموشوم على يدي وسألته هل هذا خطأ..؟ فقال: لا.. إنها شجاعة.
س: وما هو العصير الأصفر..؟

ج: قال: إنه زبيب أبيض مضروب في الخلاط.
س: ألا يشترط اللون الأحمر الذي يشير للدم..؟

ج: الإنجيل لم يحدد لون عصير الكرمة إن كان أحمر أو أصفر.
س: كيف نشأت الكنيسة الخمسينية في العالم..؟

ج: في القرن السابع عشر خرجت مجموعة من الشباب السويسري خارج جنيف وظلوا في الخيام أيام طويلة يصلون ويطلبون الملء بالروح القدس ففاض عليهم الروح وطفقوا يتكلمون بألسنة.
س: ما هي الكتب التي تتحدث عن النشأة..؟

ج: مواهب الروح القدس ترجمة القس صموئيل مشرقي ومختصر الكنيسة، والروح والعروس، ومواعيد الآب في أقوال الكتاب للقس بطرس لبيب.
س: أين مكان الرئاسة الدينية..؟

ج: ش أحمد باشا كمال بجزيرة بدران بالقاهرة ويرأسها القس صموئيل مشرقي. ذهبت إلى المكتبات أبحث عن الكتب التي حددها لي القس فلم أجد منها شيء..

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:14 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة الخمسينية في الخارج: الخمسينيين
متى بدأت هذه الحركة..؟
إدوارد ارفينج
تشارلز برهام
ويليامز سيمور
ماذا كان رد فعل البروتستانت..؟
انتشار الحركة
دون باشام يشعر ولا يفهم
الاختبار الأول والثاني
وضع الأيادي
تعقيب
استسلم للتلعثم وتجاهل غباءك
التكلم من البطن
أليست هذه ضربة يمينية..؟
الشواهد على عمل الروح القدس
حركات لا تضبط
رجلان يضبطانه
أربعة يمسكونه
ستة يضبطونه
يحملونه للخارج
أشد من أن تضبط
السيرك العجيب
يشبّون ويحبون
أنا ممتلئ أنا ممتلئ
الأسد في القفص
التيار الكهربائي والانفجارات
تركض ويداها ممدودتان ثم تنطرح
تشابك الأيدي والتلويح
يتدحرج على الأرض بالقميص الأبيض
الروح يمنعهن من الدراسة
يضرب ويضرب
انطلق من فوهة مدفع
الضوضاء المقدسة
جمهور المجانين
يتدخل بين شاب وخطيبته
يطلبه في مكان مغلق
السيدة تدعي أنها الروح القدس
صوت من هذا الذي يقود للجنون..؟
السرقة والاحتيال
ردود أفعال إنسانية

متى بدأت هذه الحركة..؟


يربط البعض بين نشأة الكنيسة الخمسينية والتكلم بألسنة فتقول موسوعة المعارف البريطانية:
"التكلم بألسنة تكرر في النهضات المسيحية كما حدث في (الرهبان الطوافين) في القرن 13، وفي نهضات ويسلي والمضطهدين البروتستانت من طائفة "الكوفنس" وأتباع حركة إدوارد إيرفينج"(37)
ويرى البعض أن هذه الجماعة نشأت في أعقاب الإصلاح الإنجيلي عقب مذبحة الهيوجونوت الأتقياء سنة 1685 (مذبحة القديس برثلماوس) في فرنسا حيث هاجر الناجون من المذبحة بأطفالهم ونسائهم إلى الجبال.
إدوارد ارفينج:



ولد سنة 1792، وله دور بارز في نشأة كل الجماعة الخمسينية والجماعة الرسولية، ونرجئ الحديث عنه عند الحديث عن الكنيسة الرسولية.
تشارلز برهام:


يدعى تشارلز ف. برهام وهو خادم شاب ميثودستي العقيدة.. افتتح كلية بيت إيل للدراسات الكتابية في أكتوبر سنة 1900 في ولاية كانسس.. بدأوا يدرسون سفر الأعمال وتركزت الدراسة حول قبول الروح القدس وطلب معمودية الروح والتكلم بألسنة، وفي ليلة رأس السنة بدأ أحد الطلاب التكلم بألسنة، وفي 3 يناير سنة 1901 بدأ برهام يتكلم بألسنة مع مجموعة من الطلبة، وخلال شهر يناير طلبت منهم "أجنس أوزمان" إحدى الطالبات وضع أيديهم عليها لكي تنال عطية الروح القدس فبدأت تتكلم بألسنة.
ويليامز سيمور:


في عام 1905 افتتح برهام مدرسة أخرى في مدينة هوستون في ولاية تكساس، وكان من بين طلبتها ويليام سيمور الذي قاد الاجتماع التبشيري في لوس أنجلوس، وأصبح التكلم بألسنة من الظواهر الظاهرة في اجتماعات الخمسينيين.
ويذكر تقرير الحالة الدينية في مصر سنة 1995 ما يلي:
"الكنائس الخمسينية.. والحركة تأسست في بداية القرن العشرين عندما قامت بها بعض المجموعات في لوس انجلوس بأمريكا عام 1906 ووصلت إلى مصر في الخمسينيات من هذا القرن وأصبح لها مشايعون كثيرون"(38)
ماذا كان رد فعل البروتستانت..؟


يقول نورمان فينسينت أن الجملة المتداولة حين ذاك بين البروتستانت كانت: "لا تفعل أي شيء لئلا يهتز القارب".
"كان بعض البروتستانت ينظرون إلى حركة الروح القدس على أنها ظاهرة مؤقتة وسرعان ما تتلاشى لذلك فهي لا تستحق منهم التفاتة أو ذكرًا"(39)
"وعند بداية هذه الطوائف (الخمسينية) كان معظم أعضائها من خلفيات الكنائس الوِسلية المعروفة بنهضة القداسة أو غيرها من الجماعات الإنجيلية المصلحة"(40)
انتشار الحركة:


انتشرت الحركة من الولايات المتحدة إلى انجلترا على يد الكسندر بودي، وبلغت نسبة الخمسينيون في شيلي إلى 80% من الإنجيليين نتيجة لخدمة ديليس هوفر الخادم الميثودستي وأقام الخمسينيون أول مؤتمرًا لهم في مدينة زيورخ سنة 1947م والآن يقولون أن عددهم قارب العشرة ملايين، ويقول دون باشام بأن ظاهرة التكلم بألسنة انتشرت بين الأسقفيين واللوثريين والمشيخيين.
دون باشام يشعر ولا يفهم:


يشعر باشام بأن الكنيسة الخمسينية معادلة لكنيسة الرسل رغم أنه لا يفهم معنى حلول الروح القدس فيقول:
"إنني أشعر بأن الحركة الخمسينية في يومنا هذا بتركيزها على الروح القدس هي اكبر من مجرد نهضة أخرى بل أنها ثورة تعادل في الأهمية كنيسة الرسل الأصلية.. إنني لا أدعي فهم هذه الظاهرة، ولكني متأكدًا أنها تدل على حضور الروح القدس في الحياة كما يشير دخان المدخنة إلى وجود نار بها.. أنا أعرف أنها تعني أن الله يحاول أن يصل إلى الكنيسة"(41)
الاختبار الأول والثاني:


يرى الخمسينيون أن المؤمن يجتاز اختبارين أولهما معمودية الماء والثاني معمودية الروح القدس.. فمعمودية الماء تتم بالتغطيس للمؤمن التائب شهادة على التغيير وغفران الخطايا فيدخل المعمد في جسد المسيح.. اما معمودية الروح فيقوم فيها السيد المسيح بتعميد المؤمن المُعمَد بالروح القدس فيقبل المؤمن قوة ومواهب الروح ويدخل في مجال الحياة الخارقة، يقول دون باشام "إن معمودية الروح القدس هي مدخل يقودنا من مجال الحياة الطبيعية إلى مجال الحياة الخارقة للطبيعة.. المؤمن العادي يتصرف وفقًا لقوته الذاتية ويتخذ قراراته الخاصة ويحيا بقدرته الشخصية، ويتحكم في حياته الخاصة.. ولكنه يخطو من خلال المعمودية بالروح القدس من المجال الطبيعي إلى مجال آخر حيث يبدأ في اختبار المواهب الخارقة للطبيعة.. إن دليل الدخول إلى هذا المجال الخارق للطبيعة هو المقدرة على التكلم بألسنة"(42)
أي المعموديتين يصلح لخلاص الإنسان..؟: يقول دون باشام عن معمودية الماء: "معمودية المؤمن بالتغطيس في الماء.. النتيجة: الخلاص والدخول في جسد المسيح"(43)
ويقول عن معمودية الروح القدس:
"هل المعمودية بالروح القدس ضرورية من أجل الخلاص..؟ كلا إن المعمودية بالروح القدس ليست ضرورية من أجل الخلاص.. فإن الخلاص أو التجديد أو قبول المسيح كرب ومخلّص شخصي هو اختبار أولي (معمودية الماء)"(44)
معمودية الروح لا تعصم من الخطأ: يقول دون باشام:
"لقد رأيت أناسًا حصلوا على معمودية الروح القدس ويتكلمون بألسنة ولكنهم يتكلمون ويفعلون أشياء ليس فيها محبة"(45)
"ولماذا يتحدث المؤمنون الممتلئون بالروح كثيرًا عن إيمانهم ويقدمون شهادتهم بطريقة عدوانية..؟ ألا يعلمون أن هذا يسبب إحراجًا للمؤمنين الآخرين..؟ أحيانًا يكون المؤمنون الممتلئون بالروح مندفعين وهذا خطأ"(46)
الإنسان قد ينال معمودية الروح دون أن يطلب: يقول دون باشام:
"صديقة تقدمت للأمام في أحد الاجتماعات، وقد ظنت خطأ أن هذه الصلاة من أجل الشفاء.. لقد أساءت الفهم في دعوى الخادم الذي كان يدعو للصلاة لها، وفجأة شعرت أن لسانها يتحرك داخل فمها ووجدت نفسها تتكلم بألسنة"(47)
وضع الأيادي:


يرى الخمسينيون أن وضع الأيدي لازم لقبول معمودية الروح القدس، فيقول دون باشام:
"فإن كنت ترغب في قبول معمودية الروح القدس وتبحث عن كنيسة أو اجتماع صلاة لنوال هذا الأمر، فعليك أن تقبل وضع الأيدي أثناء الصلاة لك.. إنني اتمتع بامتياز الصلاة لمئات الناس من اجل قبول معمودية الروح القدس"(48)
وفي موضع آخر يرى دون باشام أنه يمكن قبول المعمودية بدون وضع الأيادي فيقول:
"أعرف خادمًا قَبِل المعمودية أثناء تحضيره لعظة في حجرة مكتبه، وامتلأ أخر وهو يعظ للجميع.. أعرف مؤمنين حصلوا على المعمودية وهم يقودون سياراتهم أو مستلقين على الفراش حتى وهم يستحمون"(49)
تعقيب:


يوضح الخمسينيون الفرق بين معمودية الماء والروح كالآتي:
معمودية الماء معمودية الروح
1. طالب العماد مؤمن تائب مؤمن معمد (مت19:28) (أع14:8-17)
2. مادة العماد الماء الروح القدس (أع36:8-38) (مر8:1)
3. خادم العماد مبشر أو شماس أو رسول يسوع المسيح (أع8:8) (مت11:3).
4. غاية العماد الشهادة للتغيير منح المسيحي قوة وغفران الخطايا (أع38:2) (أع8:1)
5. النتيجة الخلاص والانضمام إلى قبول الروح بمواهبه جسد المسيح ومعجزاته (مر16:16، غلا 27:3) (أع4:2،14:8-16، 1كو4:12-13).
ويعقب القمص تادرس يعقوب على هذا قائلًا:
1. إذ قدم لنا الرأس المسيح نفسه مثالًا في كل شيء اعتمد في الماء وحل الروح القدس عليه بكونه واحدًا معه في اللاهوت.. فهل مارس السيد المعمودية مرتين "معمودية الماء" "ومعمودية الروح"..؟!
2. تحسب هذه الحركة (الخمسينية) أن وصية السيد المسيح لتلاميذه بالعماد (مت19:28) تخص العماد بالماء لا الروح، فلماذا لم يرفقها بالحديث عن المعمودية الأهم..؟ هل يطلب السيد المسيح من تلاميذه -بعد قيامته- أن يقدموا للأمم ما هو أقل..؟!
3. ما يحيّرني أنهم يرون في وصية المسيح لتلاميذه حديثًا عن معمودية الماء (مت19:28) تُرى هل يهب السيد المسيح تلاميذه سلطان العماد بالماء بينما يمارس هؤلاء الكارزون معمودية الروح..؟ هل هم أعظم من المسيح يهبون ما هو أعظم..؟
4. تستخف هذه الحركة بمعمودية الماء وتعظم معمودية الروح،وفي نفس الوقت تجعل من فاعلية الأول التمتع بالخلاص والانضمام إلى جسد المسيح، بينما الثانية لقبول المسيحي قوة الروح ومواهبه.. ألا يحمل هذا إهانة إلى مفهوم "الخلاص والعضوية في جسد المسيح".. وكأن مواهب الروح أعظم من التمتع بالعضوية في جسد المسيح..!
5. ترى الحركة أن طالبي العماد بالروح هم مؤمنون معمّدون، بينما تضم اجتماعاتهم أناسًا لم يعتمدوا بالماء ويظنون أنهم نالوا العماد بالروح.
6. تجاهلت هذه الحركة فاعلية المعمودية (بالماء كما يقبلونها) إذ يقول السيد المسيح "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح" (يو5:3) بكونها تهب الميلاد الجديد فيتمتع المؤمن بالتبني لله فهل يُحرم المولود من الله من مواهب الروح منتظرًا معمودية الروح..؟!
7. بالرغم من محاولة هذه الحركة التمييز بين معموديتين غير أن استخدامها لشواهد الكتاب المقدس لتأكيد فكرتهم تحمل مغالطات كثيرة منها:
(أ) ما ورد في (أع14:8-17) هو قبول أهل السامرة الروح القدس بوضع أيدي الرسولين بطرس ويوحنا يختلف تمامًا عما يدّعونه:
- إن الآيات والعجائب قد أجريت بعدما اعتمدوا على أيدي الشماس فيلبس (أع13:8) وقبل أن يضع الرسولان أيديهما (أع17:8).. لم تذكر الحادثة أن أهل السامرة سقطوا على الأرض مغشيًا عليهم أو أنهم تكلموا بألسنة.. بينما يحسبون ما فعله الشماس فيلبس أنه هو خادم العماد، يدعون أن خادم العماد بوضع أيدي الرسولين هو يسوع المسيح، فعلى أي أساس تجاهلوا السيد المسيح في عمل فيلبس وتجاهلوا الرسولين في عملهما..؟!
- لم يدع سفر الأعمال ما فعله الرسولان عمادًا بل قبول "فقبلوا الروح القدس" (أع17:8) ولم يفسر أحد من آباء الكنيسة منذ العصر الرسولي حتى الآن هذا الموقف بأنه عماد ثان.
(ب) ما ورد في (أع38:2) يحسبونه عمادًا بالماء بينما يربط الشاهد بين المعمودية وعطية الروح القدس في نفس الآية ونفس الفعل إذ يقول: "فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس".
(ج) يرون أن طالب عماد "معمودية الروح" هو مؤمن معمّد.. فماذا يقولون عن تعميد القديس بطرس للحاضرين مع كرنيليوس بعد قبولهم الروح القدس (أع44:10-48)..؟!
(د) هل قدم بولس الرسول معموديتين لليدية بائعة الأرجوان (أع15:16) وللسجان وأهل بيته (أع34:16)، وهل تكلموا بألسنة وسقطوا على الأرض مغشيًا عليهم..؟!
(ه) وماذا نقول عن المعمودية الواحدة التي علّم بها بولس الرسول قائلًا: "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة" (أف5:4) لذا جاء في قانون الإيمان النيقوي الذي تقبله الكنيسة في الشرق والغرب "نؤمن... بمعمودية واحدة.."(50)
استسلم للتلعثم وتجاهل غباءك:


يستخدم الخمسينيون طريقة الإيحاء لكيما يتكلم التابع لهم بالألسنة فيقول دون باشام: "عليك أن تخطو خطوة وتفتح شفتيك وتتكلم بصوتك.. فالمعجزة تأتي عندما تفتح فمك وتتكلم (وهل التكلم بألسنة علامة طبيعية لمعمودية الروح أم أنه معجزة يشترك الإنسان في صنعها..؟) تذكر أنك لن تستطيع فهم هذه اللغة.. بمقدورك أن تتكلم كما يتكلم الملايين من المسيحيين، لا تستمع إلى أكاذيب إبليس.. فإن كنت تسبح باللغة العربية فربما تجد أن كلامك أصبح صعبًا وبدأت تتلعثم في الكلام.. استسلم لهذا التلعثم وسوف تأخذ اللغة الجديدة.. لا تطرد هذه الكلمات ظنًا منك أنها مجرد تخيلات، فأنت تحت سيطرة الروح القدس.. تكلم تلك الكلمات بإيمان حتى ولو شعرت بغبائك وأنت تفعل هذا.. لا تركز على شكوكك، تجاهل أحاسيسك الغريبة.. لتكلم بألسنة يدخلك من خلال بوابة روحية إلى كل بركات الله.. فأنت أمام مجال جديد للاختبارات الروحية، وأصبحت شاهدًا قويًا ومؤثرًا ليسوع المسيح"(51)
التكلم من البطن:


يقول كينيث هيجين:
"ابنة أحد الرعاة والتي كانت تبلغ من العمر ستة أعوام ذهبت ذات ليلة مع مجموعة من الأطفال إلى إحدى النهضات.. أمسكت ببطنها وأسرعت تجري إلى أمها قائلة: ماما ماما أن شيئًا ما يخرج من بطني.. فقد كانت تتكلم بألسنة من بطنها"(52)


الضربات اليسارية واليمينية: كان هيجين مريضًا طريح الفراش، وفي يوم اكتشف الشفاء الإلهي، فنهض من على فراشه وفي صباح نفس اليوم سمع صوت يقول له "لأنه ما هي حياتكم.. إنها بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل.. وأنت سوف تموت حتمًا اليوم".. ظل منتظرًا الموت حتى بعد الظهر ثم جاءت إلى ذهنه آية "من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي" فعلم أن هذا صوت الشيطان (أنها ضربة يسارية) فماذا فعل..؟ يقول هيجين:
"فقفزت من المقعد.. ضربت الأرض برجلي وقلت يا إبليس أخرج من هنا فأنت الذي كنت تتحدث إليّ.. أريد أن تعرف يا إبليس أنني لم أموت اليوم ولا غدًا ولا بعد أسبوع.
ولا بعد شهر ولا بعد عام ولا بعد خمسة أعوام.. ولا حتى خمس وخمسون عامًا"(53).. من يضمن عمره 55 عامًا..؟!
أليست هذه ضربة يمينية..؟


الصراع والضحك والرعشة والرقص والانطراح: دخل الخمسينيون مرحلة خطيرة إذ نسبوا للروح القدس الوديع الهادي كل الانفعالات العاطفية والحركات التشنجية التي وصلت إلى حد لا يمكن تصوره.. لعلي أنجح في نقل الصورة إليك يا صديقي..
الشواهد على عمل الروح القدس:


يقول دون باشام:
"هناك بعض التقارير التي تشهد بأن التكلم بألسنة قد وُصف بأنه انفعال عاطفي على الرغم من أن الصراخ والضحك والبكاء والرقص والرعشة والتدحرج على الأرض اُعتبرت آيات وشواهد حقيقية على عمل الروح القدس"(54)
حركات لا تضبط:


دخل الخمسينيون في المنطقة الشمالية الشرقية من الكنغو حيث بشر فيها تشارلس ت. ستاد سنة 1914م، أ. ب. باكستون وأسسا "إرسالية قلب أفريقيا" ثم تطورت إلى "حملة الصليب العالمية للتبشير".. كتب المرسل من لبوتو رسالة بتاريخ 9 فبراير سنة 1953 يقول فيها أنهم عقدوا اجتماعًا للعمال وأسرهم ودار الموضوع حول الروح القدس.. "وفي المساء كنا نحن المرسلين نعقد اجتماعًا للصلاة في بيتنا، بينما كان الإفريقيون يصلون في المدرسة.. وفجأة سمعنا أصواتًا غريبة عالية آتية من المدرسة فأسرعنا إلى المكان فوجدنا المجتمعين يرتعشون في كل المكان وكان البعض تحت سيطرة هزات عنيفة لا طاقة لهم على ضبطها.. وقد حاولنا أن نختم الاجتماع ولكنه استمر لعدة ساعات"(55)
رجلان يضبطانه:


"وكان أحدهم في ألم عظيم بهذا المقدار حتى لزم الأمر إلى رجلين قويين ليحفظاه إلى تحت.. فقد كانت قوة الروح القدس التي حلّت عليه شديدة بهذا المقدار حتى أن المقعد صار يهتز تحته"(56)
أربعة يمسكونه:


"وقد جاز أحد العمال وقتًا صعبًا إذ بدأ يرتعش بشدة مرعبة حتى استلزم الأمر إلى أربعة منا ليمسكوه"(57)
ستة يضبطونه:


"وكان البعض يمسكهم ليس أقل من ستة رجال إذ كانوا يتلوون من شديد الألم، وقد استدعى التفاتي صبي صغير جلس بلا حراك ناظرًا بعينين مفتوحتين إلى كل ما حوله، ثم بدأ كما لو أن يدًا غير منظورة رفعته من على كرسيه ورمته على الأرض"(58)
الروح يطرحها على الأرض: "كانت امرأة تحمل في قلبها بغضة ضد آخرين ولما اعترفت بذلك طرحها الروح القدس فسقطت على الأرض المبطنة بالأسمنت، وطالما وقفت على قدميها فاض الفرح في نفسها"(59)
يحملونه للخارج:


"وكانت تحدث من البعض ضوضاء شديدة بهذا المقدار حتى كانوا يحملونه إلى الخارج، ولا يمكننا الآن إلا أن نشكر الرب لأجل هذا الافتقاد العجيب"(60)
أشد من أن تضبط:


"وفي صباح يوم ما كانت مريم صعبة جدًا فاضطرينا أن ينام معها البعض في بيتها لأنها كانت أشد من أن تضبط"(61)
السيرك العجيب:


هرطق البعض وادعوا أن الإنسان أصله قرد فضلوا عن الحق والحقيقة.. وفي النصف الثاني من القرن العشرين طغي الشيطان على الإنسان فجعله يحاكي القرود أثناء عبادته خادعًا إياه بان روح الله القدوس قد حل عليه.. وللأسف مازال البعض يصدقون هذه الخدعة الشيطانية.. دعني يا صديقي أعرض عليك هذا السيرك العجيب، ووجه العجب أن اللاعبون بداخله ليسو قرودًا ولكنهم بشر..
يشبّون ويحبون:


"وفي الاجتماع الثاني للرجال.. بدأنا نصلي وما كدنا نبدأ حتى شعرنا أن نغمة الصلاة تتغير في الأخ المصلي.. كانت النغمة أخذت تزداد حتى بلغت درجة كبيرة من الاضطراب الشديد.. وما أسرع أن أخذ يصرخ والدموع تجري في عينية بغزارة وختم صلاته ثم سقط على كرسيه وساد الصمت لبضع دقائق.
وإذا بشيخ الكنيسة البارز وكان طويل القامة يهب واقفًا ويداه ممدودتان وهو يرتعش ويصرخ بأعلى صوته شكرًا شكرًا شكرًا أيها الرب يسوع..! وفي لحظة بدا كما لو كان المكان قد امتلأ بالكهرباء وإذا بالرجال يسقطون ويثبون ويضحكون ويصرخون ويرغون ويعترفون والبعض يرتعشون بعنف وكان المنظر رهيبًا وجاء رجل يحبو على يديه وركبتيه من آخر الاجتماع إلى الأمام. وامتلأ شاب امتلاء قويًا وكانت ارتعاشاته ووثباته أرهب من أن ترى وفي أثناء ذلك جاءت السيدات من اجتماعهن وتزاحمن حول الشبابيك لمشاهدة رجالهم في تلك الحالة.. رجعن مرة أخرى إلى مكان اجتماعهن وما كدن أن يصلن هناك حتى حل الروح عليهم وبدت عليهن ذات المظاهر.. أما اجتماع بعد الظهر فكان مشتركًا ويا له من اجتماع!.. فقد سقط الناس حرفيًا على الأرض ممددين هنا وهناك.. وأن أروع العواطف الشاذة لما سقطت إلى الأرض سيدة أو سيدتان دون ترتيب ملابسها فوبختها"(62).
أنا ممتلئ أنا ممتلئ:


"وفي يوم السبت التالي تزاحم نحو 400 من النفوس في مكان الاجتماع.. وعندئذ لما بدأت أصلي حل الروح بقوة عظيمة مكتسحًا كل المجتمعين، واخذ جسدي كله يهتز بالقوة.. واكتسح الروح الشيوخ والمبشرين مضجعًا إياهم على أقدامهم وهم يتمايلون في المكان وكل يصيح أنا ممتلئ أنا ممتلئ".
الأسد في القفص:


"وأحد الشيوخ كان يصفق بيديه ويصفق على فخذيه في غمرة من الفرح، ولكنه في ذات الوقت لم يقدر أن يقف منتصبًا بل كان يتمايل كرجل سكران، وعجزت ركبتاه أن تؤدي عملها العادي. أما أحد الشيوخ فصار كالأسد ذاهبًا وراجعًا في المشي معظمًا الرب بهتافات قوية تارة يتجه نحو الرجال وأخرى نحو السيدات، نحو أولاد المدرسة ثم نحو الطالبات.. كان من الصعب أن يميز ما يقوله القوم فقد كان البعض في ألم نفسي صارخين بدموع سخينة، ووجوههم تعلو وتهبط بلا خجل وآخرون كانوا يرقصون ويطوفون.. وآخرون كانوا يهتزون دون إرادتهم".(63)
التيار الكهربائي والانفجارات:


"وبينما كنت أصلي بحرارة وفي صمت لأجل البنات.. بدا لو كان شخص آخر قد احتل كياني.. الروح القدس قد جاء مخترقًا جسدي ووصل حتى إلى أطراف أصابعي. وشعرت كما لو كانت يدي وأصابعي متصلة بأسلاك مشحونة بالكهرباء.. أخرجت انفجارات من الهللويات المملؤة بالفرح التي رددتها تلميذات مدرستي وهن مندهشات.. وما أسرع ما رنت أصوات صرخاتهم في المكان.. وقد أستمر هذا حتى إلى نحو نصف الليل. حقًا لقد جاء الانتعاش."(64)
تركض ويداها ممدودتان ثم تنطرح:


"وتركت السيدات الاجتماع ولكن إحداهن رجعت بعد برهة قصيرة وجلست على أحد المقاعد وأخذت تبكي. ثم صرخت فجأة صرخة عالية، ثم هبّت واقفة على قدميها وأخذت ترقص في الأرض ويداها ممدودتان ثم طرحت بنفسها على الأرض.. لم يكن عندها خطايا شنيعة لتعترف بها.. أخذت تصلي بصوت عال ثم انفجرت بشكر عجيب.. وقد كان هذا عجيبًا في عيوننا لأننا نعرفها كامرأة رصينة جدًا هادئة للغاية.. وبينما كان هذا يحدث جاءت ماريا ابنة مدرسة البنات وهي تتمشى وسط مكان البنات وهي تصيح بلغة لم يستطع أحد أن يفهمها وهي تلوِّح بيديها بطريقة رهيبة وبدت كما لو كانت قد جُنت تمامًا.. وبعد أن هدأت أذنت لها بأن تمضي ولكنها استأنفت طرقها الشاذة"(65)
تشابك الأيدي والتلويح:


"أما الرجال فتشابكوا بالأذرع وهم يرقصون ويرنمون ويطفرون وهم يلوحون بأيديهم من شدة الفرح، بينما يهتف البعض: الروح القدس قد جاء.. ويصيح البعض الآخر: شكرًا لله على دم يسوع"(66)
يتدحرج على الأرض بالقميص الأبيض:


"المعلم جبادي.. كان شخصية قوية ومن الصعب التأثير عليه، ولكنه في أحد الأيام وقع تحت قوة الروح، وصار يتدحرج على الأرض رغم أنه كان يلبس قميصًا جميلًا أبيض اللون وبنطلونًا قصيرًا وكان من الأمور الشاذة أن ترى معلمًا كبيرًا في مثل هذه الملابس النظيفة يتدحرج في التراب والطين ولا يكترث بالمرة بهذا الوضع.. رأينا نحو أربعة أو خمسة رجال يحملونه إلى مدخل بيتنا.. غطى وجهه بيديه ثم اضطجع على ظهره ومد ذراعيه إلى جانبيه معترفًا بخطاياه بصوت مرتفع.. وبدا كما لو كان رجلًا قد ضُرب بشدة وغُلب على أمره.. ثم وثب على قدميه صارخًا: "قلبي قد تحرر..! الحمد لله.. هللويا..!"(67)
الروح يمنعهن من الدراسة:


"حل الروح على البنات وتكرر هذا الأمر.. كانت هناك صرخات وتنهدات واعترافات بالخطايا.. وتزاحم المارة حول الشبابيك ليروا ما الذي جرى.. وقد اجتهدنا في إرسالهم إلى المدارس لكن دون جدوى.. كان من الصعب إرجاع عقولهم إلى الأمور الزمنية"(68)
يضرب ويضرب:


"وشاب آخر.. يشعل بالنار في قلبه وأنه لم يسترح حتى أخبر بقصته، وكان يتكلم باحتداد وهو يقرع مسند الكتاب.. وقد كشف عن بعض الخطايا التي يدعوها البعض خطايا صغيرة ثم بدأ يضرب صدره بشدة جعلتني أخاف عليه لئلا يؤذي نفسه.. ثم انفجر بشكر عجيب قائلًا أنه أيقن الغفران وأخذ يضرب مسند الكتاب حتى خشيت أنه لا محالة سيحطمه"(69)
انطلق من فوهة مدفع:


"وكان ناظر مدرسة الأولاد رجلًا هادئًا ممن لا يمكن هزهم.. وفجأة انطرح في الممشى وارتطم بالأرض بقوة كما لو أرسل من فوهة مدفع، وغطى وجهه بيديه واخذ يصيح ويصرخ"(70)
الضوضاء المقدسة:


"الآن نعرف شيئًا عما حدث في يوم الخمسين عندما بدأ أحدهم يصلّي، يصلّي آخر، وآخر، ثم الجمهور كله، ويا لها من ضوضاء مقدسة..! الرجال والنساء والأولاد والبنات سكارى بالروح، وكثيرون يرتعشون برغم إرادتهم وآخرون ينطرحون على الأرض والبعض ينحنون والبعض يقفون وأخذ أحدهم يرقص متجولًا في كل المكان.. وأما نحن فوقفنا نشاهد المنظر مندهشين"(71)
تخلع الحذاء وترقد: "تحولت الصلاة إلى بكاء ثم إلى نحيب ثم حدث الأمر..! فقد وجدت نفسي واقفًا وأنا أضرب بيدي وأبكي إذا ارتفع صوت الصرخات حولنا شيئًا فشيئًا.. وإذا بامرأة خلعت حذاءها ورقدت كمائتة.. وإذا بالناس بدوا كجماعة من المجانين أطلق سراحهم لأن كل الناس حولنا كانوا يسقطون على مقاعدهم صارخين"(72)
جمهور المجانين:


"ويوجد أمر قد ترك فينا أثرًا عميقًا وهو أنه عندما ركعوا حل الروح عليهم.. فبدوا كما لو كانوا جمهورًا من المجانين"(73)
هل هذا من فعل الشيطان..؟: روبرت باكستر ألف كتابًا باسم "بيان الحقاق" وقد وصف فيه مشاعره عندما كان يشعر بقوة غريبة تدفعه للكلام بكلام غير مفهوم وشاذ وبصوت مرتفع برغم إرادته حتى كان يضطر لوضع منديل على فمه.. يقول فيه "بقوة غريبة لا أستطيع أن أصفها كنت أرغم على الكلام، ومع أني كنت أحجم عن الكلام وأنفر منه إلا أنني كنت أتلذذ به.. وكان هذا الكلام عبارة عن صلاة إلى الرب أن يرحمني ويخلّصني من الضعف الجسدي وينعم عليّ بمواهب روحه.. موهبة الشفاء وموهبة الألسنة وترجمة الألسنة.. وهذه الصلاة القصيرة كما سطرتها الآن كنت أرغم على النطق بها بواسطة قوة كانت تتسلّط عليّ وتفعل بي، وكنت أصرخ بها بصوت عال حتى أني كنت أضطر لأن أضع منديلًا على فمي لكي أمنع الصوت من إزعاج أهل البيت.. وكنت أتفوه بكلام شاذ وغير طبيعي وفي أحوال كثيرة مرعب ومخيف"(74)
وأخيرًا اكتشف أن هذا التأثير من فعل الشيطان.. وآداها برستون ألفت كتابًا باسم "نهب أمتعة القوى أو إزالة النقاب عما يسمى أرواح الخمسينيين" وصفت فيه حالة سيدة تدعي أن الروح يحل عليها فيصاب جسمها بالتواء وتدخل في حالة شديدة من الكآبة وتصدر أصوات غير مفهومة مع تنهدات وزفرات وأحيانًا تشهر قبضتها تجاه السماء وتصرخ بتجاديف.. وأخيرًا تنبهت لأن هذه الأفعال هي أفعال شيطانية (المسيح الدجال الخطر القادم بقلم مجدي صادق).
يتدخل بين شاب وخطيبته:


"وآخر بدأ يتدخل بين شاب وخطيبته فقال له: أن صوتًا قد قال لي بأنك لا يجب أن تتزوج من هذه الشابة بل من فلانة.. وهنا أيضًا لم يقف العناد أمامنا بل كنا نسند توبيخاتنا وإنذاراتنا من كلمة الله"(75)
يطلبه في مكان مغلق:


"جاءني رجل في أحد الأيام في الصباح الباكر قائلًا بأن الروح أعطاه رسالة بأن يزورني في مكان مغلق وأن يضع يده عليّ حتى أقبل الروح.. وإذ كنت أعرف الرجل قادني الروح بأن أتحداه باسم يسوع"(76)
السيدة تدعي أنها الروح القدس:


"وإحدى السيدات ممن تباركن ذهبت تطلب أن تضع يدها على القوم قائلة أنها الروح القدس وقد أصيبت بالجنون"(77)
صوت من هذا الذي يقود للجنون..؟


كانت هناك خادمة وهي زوجة لأحد خدام الكنيسة التقت بهيجين وأصرت أن يسمع قصتها.. لم يحتمل هيجين أكثر من عشر دقائق وبدأ يقاطعها معترضًا على حديثها مؤيدًا اعتراضه بالآيات الكتابية، فقالت: "ولكن يا أخ هيجين لقد رأيت هذا الإعلان وأنا أصلّي على المنبر" قال لها: "حتى ولو كنتِ تصلّين على قبة الكنيسة فإن هذا الأمر لا يزال غير صحيحًا".. فقالت: "كلا.. ولكنني أعلم أنني سمعت هذا الصوت يتحدث إليّ، سواء كانت هذه هي كلمات الإنجيل أو لم تكن، فأنا أعلم أن الله قد تكلم إليّ وسوف أتمسك بما قاله".. ثم حضرت هذه السيدة اجتماع لأحد المبشرين في إحدى مدن أريجون وسمعت المبشر يقول أن الله تكلم إليه بصوت مسموع.. "بدأت تطلب من الله أن يتكلم إليها بصوت مسموع، بدأ الشيطان يتدخّل وبدأت تسمع أصواتًا دفعتها للجنون.. وها هي الآن على وشك أن تؤخذ ثانية لمستشفى الأمراض العقلية"(78)
السرقة والاحتيال:


يحكي هيجين بأن أحد المبشرين ذهب إلى إحدى المدن واستأجر قاعة مؤتمرات ودعى الكنائس المختلفة للتعاون معه.. حضر المؤتمر ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص في كل ليلة وجمع التبرعات وغادر المدينة وكانت إحدى السيدات قد دفعت من كنيستها خمسة آلاف دولار لم يردها المبشر.. سمعت السيدة أن المبشر ذهب إلى مدينة أخرى بعيدة فذهبت بالطائرة لهذه المدينة واخترقت الصفوف متقدمة نحو المنبر، وعندما اعترضها البعض قالت لهم: أنا خادمة الإنجيل.. وصلت للمبشر وهو على المنبر تساومه أن تسترد مالها من التبرعات التي سيجمعها أو تعلن حقيقته أمام المجتمعين.. وافق المبشر واستردت مالها خلال ليلتين (ولا أدري كيف ارتضيت خادمة الإنجيل هذه أن يُسلب غيرها لتسترد حقوقها؟ وكيف تتستر على السرقة والاحتيال مقابل فائدتها؟)
ردود أفعال إنسانية:


"كل النهضات العظيمة قد تميّزت بوجود ظاهرات جسدية مثل الرعشة والبكاء والهتاف والإغماء وحتى الرقص.. ليس بالضرورة أن تكون هذه الأمور هي نفسها عمل الروح القدس بقدر ما تكون ردود أفعال إنسانية"

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:21 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
نشأة كنيسة الله الخمسينية في مصر
القس براسفورد
الانشقاق
كنيستين باسم الخمسينية
كنيسة المشاكل
سحب لقب كنيسة ثم إعادته
الصراع بين الرئيس والأعضاء
جبهة الرفض ضد الرئيس
قرار الفصل وقرار التنحية
محضر الصلح
القس بطرس يفصل والمجلس الملّي يسحب
كنيسة يوم الخمسين
توحيد الكنيستين وإصرار المجلس الملّي على الرفض
استمرار القضايا
محضر الصلح بمقابل
شهادات التشهير
الصلح مقابل التنازل
قرار جمهوري
ثورة الغضب
القضايا وما أكثرها
المجلس الملّي هو مجمع السنهدريم اليهودي

القس براسفورد:


أسس أول كنيسة رسولية سنة 1908 في بيت النحال بأسيوط، واعترف بها المجلس الملّي العام الإنجيلي في أوائل العشرينات ثم تولّى رئاستها القس صليب بولس والقس بطرس لبيب، ثم انحازت المجموعة إلى القس صليب وخذلت القس بطرس الذي تقوقع في بلدته بدير الجرنوس مركز مغاغة، وإلى هذا الوقت لم يكن هناك كنيسة خمسينية في أرض مصر.
الانشقاق:


سنة 1932م انشقت مجموعة من الكنيسة الرسولية ولجأت إلى القس بطرس لبيب وأنشأت كنيسة الله الخمسينية ببلدة دير الجرنوس ثم امتدت إلى الفشن وسمالوط والمنيا وأسيوط والقاهرة والإسكندرية، وعقدت هذه الكنائس مجمعها التأسيسي سنة 1940م بالفشن، وصدر قرار المجلس الملّي بالاعتراف بها في 6 فبراير سنة 1946.
كنيستين باسم الخمسينية:


ظهرت كنيستان إحداهما باسم الكنيسة الخمسينية تابعة لإرسالية كليفلند، وعندما بلغ ممثل الإرسالية سن المعاش رسم عليها القس فهيم الأخضري ثم خلفه القس ادوارد ناثان، وهذه الكنيسة تتبع هيئة أجنبية تديرها لمصالحها الخاصة على حد تعبير القس صموئيل مشرقي، والكنيسة الثانية تحمل اسم "كنيسة الله الخمسينية" وهي التي أنشأها القس بطرس لبيب، وقد تجلّى الصراع فيها بصورة كبيرة سواء داخلها أو بينها وبين المجلس الملّي الإنجيلي كما سترى في السطور القادمة.
كنيسة المشاكل:


"أضحت (كنيسة الله الخمسينية) هدفًا منذ تكوينها وإلى الآن لسهام الانتقاد والمقاومة، والادعاء عليها بأنها باستمرار كنيسة المشاكل..! أصبح موضوع "كنيسة الله الخمسينية" يشغل بال الكثيرين.. وقد جعله المجلس الملّي الإنجيلي مشكلة المشاكل أخذ يتداولها لقرابة نصف قرن وحتى الآن"(80)
سحب لقب كنيسة ثم إعادته:


في 21/8/48 تقدمت كنيسة السلام بطلب انفصال عن الكنيسة الخمسينية فقرر المجلس الملّي في 20/4/49 سحب لقب كنيسة من كل من كنيسة السلام وكنيسة الله الخمسينية، وفي مايو سنة 49 تقدم القس بطرس لبيب بطلب معترضًا على قرار المجلس الملّي، واستجاب المجلس له في 14/4/1950 واعتبر كنيسة الله الخمسينية كنيسة إنجيلية.
الصراع بين الرئيس والأعضاء:


في 15/5/56 انضم لكنيسة الله الخمسينية كل من القس صموئيل مشرقي والقس رزق حبشي، وتم تشكيل مجلس تنفيذي بمعرفة القس بطرس لبيب رئيس الجماعة إلا أن هذا المجلس لم يرق لنائب الرئيس القس سعد قليني فأسرع بتقديم طعن ضد رئيسه لدى المجلس الملّي، فقام القس بطرس بفصله من الإنابة في 8/8/56، وفصل أيضًا أمين الصندوق السيد/ جيد حنين في 29/8/57، وقام بحل المجلس التنفيذي في 1/2/58م.
جبهة الرفض ضد الرئيس:


تكونت جبهة رفض من أربعة أعضاء من المجلس التنفيذي "قاموا بانتداب القس صموئيل مشرقي للتحدث باسمهم وأخطر المجلس الملّي الإنجيلي ببطلان هذا الحل وكافة تصرفات القس بطرس لبيب وكان ذلك خلال شهر مارس سنة 1958"(81)
قرار الفصل وقرار التنحية:


كان رد فعل القس بطرس على هذا بأنه عقد مجمعًا في بلدته دير الجرنوس في 9/4/58 وقرر فيه فصل الأعضاء الأربعة، فقاموا هم بعقد مجمعا عام في مدينة سمالوط في 29/8/58 وأعلنوا تنحية القس بطرس من رئاسة الجماعة.
محضر الصلح:



في 3/1/59 عقد محضر صلح بالكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، وفي 3/3/59 اصدر المجلس الملّي قراره بإقرار الصلح وتعيين القس بطرس لبيب رئيسًا والقس سعد قليني والأستاذ واصف عبد الملك نائبان والقس صموئيل مشرقي سكرتيرًا والأستاذ جيد حنين أمين للصندوق والأستاذ كيرلس صادق مساعدًا له.
القس بطرس يفصل والمجلس الملّي يسحب:


في 8/5/59 عقد القس بطرس جلسة في كنيسة الأخوة بالمنيا وأعلن فصله للقس صموئيل مشرقي والأخوة واصف وكيرلس، وفي 14/10/59 سحب المجلس الملّي الإنجيلي لقب كنيسة إنجيلية من كنيسة المشاكل.
كنيسة يوم الخمسين:


في 6 نوفمبر 1959م اجتمعت 16 كنيسة من كنائس الله الخمسينية في بني مزار وقرروا اختيار اسم جديد للطائفة وهو "كنيسة يوم الخمسين" وتقدموا بطلب للمجلس الملّي للاعتراف بهم إلا أن المجلس أجل الطلب ولم يبت فيه لأن يوم الخمسين لم يعد مستساغًا لدى المجلس الملّي.. وأيضًا فشل القس بطرس في استرجاع لقب كنيسة إنجيلية، ورفض مجلس الدولة قضاياه التي رفعها ضد المجلس الملّي ولاسيما أن الاعضاء قد انحازوا للمجلس الملّي وخذلوه.
توحيد الكنيستين وإصرار المجلس الملّي على الرفض:


عاد القس بطرس للتفاوض مع الأعضاء الذين كونوا من "كنيسة يوم الخمسين" وانتهى التفاوض بانعقاد مجمع عام في مغاغة في 27، 28 أكتوبر 1962 أعلنوا فيه اندماج كنيسة يوم الخمسين في كنيسة الله الخمسينية، وتقدم القس صموئيل بالتماس للمجلس الملّي لإعادة لقب كنيسة إنجيلية لهم ولكن المجلس أصر على رفضه.
استمرار القضايا:


وخلال سنوات طويلة كثرت القضايا المرفوعة من القس صموئيل مشرقي ضد المجلس الملّي الإنجيلى ومثال على هذا "الشكوى رقم 8241 لسنة 67 إداري روض الفرج، وحكم مجلس الدولة رقم 643 لسنة 22 ق الصادر بجلسة 8/4/6900 وكذلك ما ثبت في حيثيات الجنحة رقم 11230 لسنة 69 جنح شبرا التي أقيمت ضد نائب الوكيل حينئذ لطلبه منع إقامة الشعائر الدينية بكنيسة المدعي (القس صموئيل)"(82)
محضر الصلح بمقابل:


فى20/11/70 تم عقد محضر صلح "والمبرم بين السيدين رئيس المجلس السابق -القس إيلياس مقار ونائبه القس أخنوخ يوسف وبين القس صموئيل مشرقي بصفته وقد تقرر بموجبه اعتماد أوراق كنيسته سالفة الذكر وختمها بخاتم المجلس استكمالًا لما هو مطلوب لإصدار القرار الجمهوري لها، وذلك مقابل تنازل القس صموئيل مشرقي عن إجراءات الطعن بالتزوير في الأوراق الصادرة من ذلك النائب وذلك في الجنحة المباشرة المرفوعة منه برقم 6744 لسنة 67" (83)
شهادات التشهير:


طلب القس إبراهيم سعيد من السلطات التصدي للقس صموئيل مشرقي ونشاطه، واصدر شهادة تشهير تناولتها أيدي العامة جاء فيها:
"يقرر وكيل طائفة الإنجيليين الوطنيين بالجمهورية العربية المتحدة بأن السيد صموئيل مشرقي ليس قسًا بالطائفة الإنجيلية وأن اسمه ليس مدونًا بسجلات المجلس الملّي، وأن مكان اجتماعه الذي يعقد فيه الاجتماعات في شبرا 8 أحمد باشا كمال بجزيرة بدران هذا المكان ليس معترفًا به لا يتبع أية كنيسة إنجيلية معترف بها من المجلس الملّي للطائفة وتحرر هذا إقرار بذلك."
ووقع على هذه الشهادة سكرتير الطائفة الشيخ إبراهيم حنا ووكيل الطائفة الدكتور القس إبراهيم سعيد 2/9/67. وفي 25 نوفمبر 67 صدرت شهادة ثانية من المجلس الملّي جاء فيها:
"علم المجلس أن السيد سعد قليني والسيد صموئيل مشرقي ينتحلان صفة قسوس إنجيليين وبهذه الصفة يتقدمان بشكاوى بجهات متعددة - لذلك يؤكد المجلس الملّي ويقرر بإجماع الآراء أن هذين المذكورين ليسا قسوسًا تابعين لأي كنيسة إنجيلية بين الكنائس التابعة للمجلس الملّي الإنجيلي العام في الوقت الحاضر وأن الكنيسة التي يدعيان أنها قائمة وأنهما قسوس بها (وهى كنيسة الله الخمسينية) ليست ضمن الكنائس المعترف بها من المجلس الملّي الإنجيلي وليست لها صلة بها. وعلى رئيس المجلس إبلاغ هذا القرار للجهات المسئولة بكافة الوسائل. ووقع على هذه الشهادة القس أخنوخ يوسف.
الصلح مقابل التنازل:


وفي 24 يونيو سنة 68 عقد صلح مبدئي بين القس إبراهيم سعيد، وصموئيل مشرقي بموجبه تلغى جميع الأوراق والشهادات التي صدرت عن المجلس ضد القس صموئيل، ويتنازل القس صموئيل عن الشكاوى السابق تقديمها منه لكافة الجهات - والتنازل عن الجنحة 6744 لسنة 67 جنح روض الفرج المرفوعة ضد القس أخنوخ يوسف - والتنازل عن الدعوى 643 لسنة 22 ق المرفوعة لدى مجلس الدولة ضد رئيس المجلس ونائبه (ص 49 تاريخ المذهب الخمسينى في مصر) ولكن المجلس الملّي لم يدرج عقد الصلح في جلساته، وأرسل المجلس الأستاذ حليم يوسف من رجال القضاء والتقى بالقس صموئيل مشرقي على أنه حمامة سلام وحصل على تنازل من صموئيل مشرقي في 4/11/68 ومع هذا لم يعترف المجلس بالقس صموئيل.
قرار جمهوري:


وفي 73 صدر قرار جمهوري رقم 1133 في 17/7/73 بالترخيص بإقامة كنيسة الله الخمسينية في مقرها 8 ش احمد كمال قسم روض الفرج، ومع هذا فالمجلس الملّي لم يكن معترفًا بهذه الكنيسة بل قد رفع المذكرات للسلطات وأخطر وزارة الداخلية ضد القس صموئيل مشرقي وطلب منع الاجتماعات التي تعقدها كنيسته بجزيرة بدران بزعم أنها غير شرعية لأنها بدون تصريح أو أوراق من المجلس الملّي. "وقد وصل التحامل في ذلك إلى درجة قصوى بإبلاغ رجال الإدارة وسلطات الأمن بذلك وكأن وجود هذه الكنيسة ونشاطها يمثلان خطورة بالغة تستوجب بحسب توجيه المجلس ورغباته القضاء عليها نهائيًا.... ولكننا نحمد الله لحكمة المسئولين من رجال الحكومة المشار إليهم في عدم إجابة هذا الطلب الغريب"(84)
وهكذا ظل النزاع قائمًا بين المجلس الملّي الإنجيلي وبين كنيسة الله الخمسينية حتى كانت ثورة الغضب سنة 82.
ثورة الغضب:


لم يرضى القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية عن كنيسة الله الخمسينية، يقول صموئيل مشرقي: "فطلبنا مقابلته في صباح السبت 28/12/82.. فرفض مقابلتنا وحدد لنا ميعادًا لمناقشة الأمور صباح الاثنين 30/12/82 العاشرة صباحًا، وبعد أن تركنا خارج مكتبه مدة تزيد على الساعة خرج سيادته لمقابلتنا وهو في ثورة غضب يندر أن يكون لها مثيل وأشاح بوجهه عنا معلنا رغبته في طردنا"(85)
توزيع التركة:
بدأت كنائس الله الخمسينية تنضم للطوائف الأخرى فكنيسة الله الخمسينية في أسيوط ضمها إليه القس ادوارد ناثان رئيس الكنائس الخمسينية.. وكنائس الله الخمسينية بالإسكندرية وطما انضمت إلى كنائس النعمة وكنائس حكر عزت والوراق بإمبابة والجرابيع انضمت إلى الكنائس الرسولية، والقس عبده بسنتي حول كنيسة الله الخمسينية إلى اسم الكنيسة الرسولية الثانية، وكنيسة الله الخمسينية بالفيوم انضمت إلى كنيسة المسيح.
القضايا وما أكثرها:


والعجيب أن الصراع لم يكن بين كنيسة الله الخمسينية والمجلس فقطولكن كان هناك في الساحة كثير من الصراعات والمشاكل والقضايا التي يشير إلى بعضها القس صموئيل مشرقي.
"أما عن قولهم بأن المجلس لا يريد نزاعًا بالنسبة لممتلكات هذه الكنائس فإننا نقول بأنه ليس هو الجهة القضائية التي تفصل في مثل هذا النزاع.. فقد حدث نزاع من هذا القبيل فصلت فيه المحاكم كتلك التي حدثت بين مجمعي النعمة والنعمة الرسولية بالمنيا، وأيضًا كالنزاع الذي فصل فيه القضاء بين الكنيستين الإنجيلية الأولى والرسولية الثانية بالمنيا كذلك، والنزاع الذي قام بين مجمع الكرازة والكنيسة الرسولية حول أولى الكنائس الرسولية بأسيوط، كذلك النزاع بين كنيستي المثال ونهضة القداسة حول كنيسة شارع الشيخ بشبرا"(86)
المجلس الملّي هو مجمع السنهدريم اليهودي:


"ويبدو من وراء ذلك أن هذا المجلس قد ورث مجمع السنهدريم (اليهودي) القديم وهو يمثل دوره تمامًا على مسرح التاريخ الحديث"(87)
رئيس شعبك لا تقل فيه سوء: ونختم الحديث بكلام القس صموئيل مشرقي للدكتور القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة:
"لقد اقترن عهدك بأحداث رهيبة متلاصقة هزت الكنيسة هزًا عنيفا فماذا تنتظر بعد؟
هل تنتظر أكثر من ذلك حتى يقال لك اخرج ايها الرجل اخرج أيها الرجل..
أخرج فليست الكنيسة ضيعة ورثتها عن أبيك وجدك..
اخرج واحمل معك معاول الهدم وارحل عن مقدساتنا..
أخرج فقد فاض الإناء وطفح الكيل...
يا صاحب لماذا تبيع ضميرك من أجل الحصول على غنائم الثروات والمال وقلت بان مهمتك لم يعد بناء كنائس بل تشجير الطرق. وهذه كارثة مدمرة في كل الأحوال"(88)

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:30 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى


في مساء الأحد 25/2/96 توجهت إلى الكنيسة المعمدانية فوجدت القس (و.م.) جالسًا بمكتبه منهمكًا في الكتابة، ويمثل المكتب جزء من الكنيسة المغلفة بالخشب.. يبلغ من العمر حوالي السبعين عاما ويبدو من مظهره انه ليس بالرجل السهل.. أقرأته السلام وعرفته بنفسي فرحب بي ودعاني للجلوس.

سألته: هل أجد كتابًا يتحدث عن الكنيسة المعمدانية..؟ أحضر لي كتاب "تاريخ الكنيسة المعمدانية بقلم د. ج. م. كارول" ترجمة هارفي لبيب ميخائيل، قلت له: هل هذه الكنيسة سميت بالمعمدانية نسبة للمعمودية كمدخل للمسيحية، قال: أعوذ بالله.. من قال هذا؟ الإيمان أولًا ثم المعمودية "من آمن واعتمد خلص.." المعمودية ما هي إلا علامة، أما معمودية الأطفال فهي ضلالة... ماذا يفهم الطفل؟ وأين إيمانه؟ ولا يمكن أن الاشبين ينوب عنه في الإيمان لأن الإيمان بالمسيح لا يأتي بالإنابة.. لا إنابة في المسيحية.. الطوائف التي تعمد الأطفال تسير في ضلالة، وأنا أعتبر أن موضوع الطوائف قضيتي الشخصية أكتب فيها بكل جرأة وأهاجم أي شخص مهما كانت مكاناته ولاسيما الأقباط.. اسمع إنني اكتب مقالا ضد الكهانة في المسيحية باسم "الحصار الطقسي"، وستظهر هذه الكلمة في مجلتنا "كلمة الحق" العدد القادم.
"الواقع أننا ينبغي أن نقول لماذا هذا الاحتكار وإلى متى؟
بل نزيد على ذلك بالقول: لماذا هذه العبودية؟.. فنحن نرى أسلحة العبودية والاحتكار مشهرة على أيدي السادة الكبار فهناك سلاح الحرم!! وهناك سلطة الكهنوت التي لم ينزل لها الله من سلطان!! وهناك ذلك الهرم الذي يتربع على قمته السيد الأعلى. ويتدرج بأتباعه إلى أن يصل إلى شعب مسكين في السفح..!!
هذا السلطان الكهنوتي الذي ابتدعته الكنيسة المرتدة عن الحق الكتابي منذ العصور الأولى للمسيحية، واستمر على مر الزمن حتى ترسخ في ذهن البعض أن ما يفعلونه من تسيد على خلق الله البسطاء هو من حقهم وحدهم..!!! وإننا لا نعجب لهذا القفص الذي أغلقوه على أتباعهم فحرموهم من حرية الحركة بل من حرية التفكير الأمر الذي يميز الإنسان عن الحيوان"(89)
اشتريت بعض الكتب التي ألّفها قس الكنيسة وحضرت الاجتماع وانصرفت.. واظبت على الاجتماعات وعلى مدار عدة لقاءات توددت إليه بالأسئلة الاستفسارية البريئة فبدأ يتباسط معي تارة ويرد على أسئلتي أملًا في استمالتي إلى كنيسته وسألني هل لك في خدمة الكلمة؟.. وتارة أخرى كان يظهر من الشدة والصد قدرًا ليس بقليل... ويمكن اختصار هذه اللقاءات في الأسئلة التالية:

س: ألست أنت أرثوذكسي الأصل؟

القس: أنا أصلًا أرثوذكسي وشماس.. كنت في المدرسة المرقسية بالإسكندرية وبالتالي كنت شماس في الكنيسة المرقسية، ووالدي كان رئيس شمامسة في المنصورة.

س: هل مازلت تذكر شيئًا من الألحان؟

القس: ذوكصابتري كى ايه.. أجيوس أجيوس.

س: وهل تعلمت اللغة القبطية؟

القس: لغة قبطية إيه؟ لا لزوم لها ولا داعي للبكاء على الماضي وآلامه.. دعنا نعيش في الحاضر..

س: وماذا عن مؤلفاتك؟

القس: الكتابة موهبة.. لقد الفت 105 كتاب حتى الآن ومازلت اكتب وأراسل الكثيرين، والكتاب الصغير أسهل في التداول من الكتاب الكبير.

س: متى وكيف تجددت؟

القس: تجددت وأنا لي من العمر 18 عامًا على يد مرسلة عجوز أرمنية لا تعرف إلا القليل من اللغة العربية.. عقب إحدى الاجتماعات بالكنيسة الرسولية براغب باشا قادتني هذه المرسلة إلى البدروم قسرًا، وأغلقت الباب واحتفظت بالمفتاح وأخذت تصلى بدموع "يا يسوع خلص الأخ..." تأثرت ببكائها وسمعت صوت الله وأخذت الطبيعة الجديدة لكن الطبيعة القديمة مازالت تقاوم" الروح تشتهى ضد الجسد والجسد ضد الروح"

س: وهل نلت المعمودية؟

القس: وأنا طفل صغير عمدوني ولكن معمودية لا قيمة لها ولم أكن أدرى شيئًا.. الأطفال لا يحتاجون إلى معمودية لأن جميع الأطفال في العالم الذين يموتون يدخلون السماء مهما كانت ديانتهم، ولكن بعد التجديد تعمدت على يد قس أجنبي تابع لكنيسة الله فغطست في البحر ببرج السلسلة.

س: وهل غطست ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس؟

القس: لقد غطست مرة واحدة.. واحدة لأن الله واحد.

س: من رسمك قسًا؟

القس: رُسمت قسًا بواسطة خمس قسوس أربعة منهم أجانب والخامس مصري.

س: هل تقدمون قربان في العشاء الرباني؟

القس: لا يشترط القربان.. أي نوع من الخبز يصلح ممكن رغيف فينو أو قرصة تصنعها ابنتي.. أما الأباركة فتقدم في كؤوس صغيرة (رغم أنني واظبت على الاجتماعات أكثر من شهر ونصف إلا أن المائدة لم تقدم ولا مرة واحدة).

س: ما رأيك في التكلم بالسنة؟



القس: في سنة 1951م جُزت في اختبار بالمنيا لن أنساه.. حيث جاءت مرسلة من الكنيسة الرسولية طلبت منى أن احضر معها اجتماع لكي أترجم لها من الانجليزية للعربية.. ما كدت أترجم جملتين حتى هاج الاجتماع وارتفع الهتاف هللويا.. هللويا.. كلما عدت وترجمت جملتين يعود الهياج.. وفجأة حدث أمر عجيب إذ قفز على المنبر أحد الأشخاص وظل يتحدث بعصبية وبلغة غير مفهومة وهنا هاج الجميع بصورة مزعجة للغاية فان هذا الشخص يتكلم بالسنة.. لم أفهم كلمة واحدة وظننت أنني صغير في الإيمان لم أصل لدرجة هؤلاء.. لم يستمر الاجتماع طويلًا إلا وقفز شخص من خلف الصفوف ونادى لقد أخذت روح ترجمة وبدأ يتكلم باللغة العربية بكلمات عامة بعصبية وتشنجات.. أن الله ينذركم من هذا العالم الشرير.. انه يدعوكم إليه قبل فوات الأوان... الخ" وهنا هاج الاجتماع أكثر فأكثر فها معجزة التكلم بالسنة والترجمة لها.. إذن المعجزة تمت واكتملت.. وفي غمرة هذا الهياج انضم الشخص الأول المتكلم إلى الشخص الثاني المترجم وصاحا: يا جهلة.. يا.. يا.. يا.. نحن أرثوذكس والروح القدس بريء من تصرفاتكم.. انتم لا تعبدون الله.. انتم منساقين بالشياطين.. أنتم.. أنتم.. ساد الاجتماع صمت رهيب بينما انصرف الاثنان وسط ذهول الجميع، وقد أديا دورهما في التمثيلية ببراعة عظيمة.. انتشرت الأخبار في المدينة وكل من يلقاني يسألني عما حدث.

في اجتماع الأحد 31/3/96 حضر قس معمداني (ف.ص) من بيروت وهو من مؤسسي هذه الكنيسة (في يوليو سنة 1963) وفي نهاية الاجتماع وقف القسان يصافحان المصلين، وعندما جاء دوري قال القس المضيف للقس الضيف: الأخ فلان الذي حدثتك عنه.. فأخذت منه ميعاد لألتقي به.. وكان اللقاء مساء الثلاثاء 2/4/96.
س: هل الكنيسة المعمدانية تعتبر طائفة من الطوائف الإنجيلية؟

القس (و): أعوذ بالله.. نحن مستقلين تماما عن كل طائفة، والكنيسة المحلية هي الكل في الكل، ولا رقيب عليها إلا الله وحده.

س: أليس لكم تمثيل في المجلس الملّي الإنجيلي؟

القس (ف): وافترض أن لنا تمثيل لكي نأخذ الشكل القانوني لكننا لا نتبع أحدًا.

س: وماذا عن القس صديق واسيلى جرجس..؟

القس (و): القس واسيلي صديق قد بدأ كنيسته المعمدانية قبلي، وله كنيسة عظيمة في الخلفاوي بالقاهرة.

س: هل يوجد كلية للاهوت تابعة لكنيستكم؟

القس (ف): لا يوجد في مصر.. في الخارج ممكن.

س: أين ميثاق الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى؟

القس (ف): عندما يكون لديك 400 بيانو وتريد ضبطهم تضبط كل واحد على شوكة الضبط.. شوكة الضبط هي الكتاب المقدس فقط.. ممكن تقرأ كتب روحية جميلة جدًا ويكون داخلها ألغام أما كتب القس(و) فأنها تمثل الحق الكتابي تمامًا، والمؤمن أي الشخص المعمداني له انف يميز الغش والخداع.

س: متى بدأت الكنيسة المعمدانية في العالم؟

القس (ف): المعمدانيون منذ القرن الأول الميلادي. أنهم يعيشون في جماعات بسيطة يعبدون الله في ضوء التعاليم الكتابية رغم أنهم ليس لهم تسمية خاصة.. في القرن الرابع ظهر قسطنطين الذي خلط الدين بالدولة، وأنا في اعتقادي انه كان إنسانا مزورا لم ينل المعمودية إلا قبل موته بيوم واحد بحجة الحصول على مغفرة جميع خطاياه مع أن المعمودية طبعًا لا تغفر الخطايا.. انه إنسان شرير اضر بالكنيسة، ولكن لعل الله يكون قد افتقده في اللحظات الأخيرة ولعلى أراه معي في السماء.. أما في العصور المظلمة فقد تعرضت هذه المجموعات المعمدانية لاضطهاد عظيم فوصل عدد الشهداء منهم إلى 50 مليون على مر التاريخ.. الغالبية العظمى منهم على أيدي الكاثوليك ثم البروتستنت.. الآن عددهم في العالم وصل إلى 125 مليون.

س: اسمح لي أن أقول لك انك تقول: أنا اسلك في الحق الكتابي، وهكذا كل شخص في طائفته يعتقد انه يسلك في الحق الكتابي بينما الاختلافات واقعة بينكم فمثلًا معمودية الأطفال التي لا تعترف بها الكنيسة المعمدانية تجريها الكنيسة المشيخية وكنيسة نهضة القداسة وغيرهما وحجتهم أن الختان وعبور البحر الأحمر في العهد القديم كان للجميع، كما أن العهد الجديد أشار إلى بيوت تعمدت بالكامل بما فيها من أطفال فما رأيك؟
القس(ف): أولًا الختان لا يرمز للمعمودية لأنه كان للذكر فقط بينما المعمودية للذكر والأنثى، وكان لابن البيت والمبتاع بفضة بينما المعمودية للمؤمنين فقط، وكان الختان يتم في اليوم الثامن بينما هم يتممون معمودية الأطفال بعد بضعة شهور، كما أن النفس التي لا تختتن تقطع من شعب الله (90)
ثانيًا: في عبور البحر الأحمر "اعتمدوا لموسى" أي سار بني إسرائيل معتمدين على موسى.. أيضًا البيوت التي ذكرها الإنجيل أنها تعمدت بالكامل لم يذكر صراحة أن بها أطفال، ونحن لا نبنى إيماننا على مجرد تخمينات.

س: من يجرى مواثيق الزواج؟

القس(و): أنا لا احمل دفتر مواثيق، ولكن أدعو احد الأخوة القسوس من أي طائفة إنجيلية يقوم بالتوثيق.

قلت: اليوم 2 إبريل ذكرى ظهور السيدة العذراء في الزيتون سنة 1968.
القس(و): أعوذ بالله.. هل تعرف ما حدث؟ أقول لك.. كان صديقي.. مراقب مالي بمحافظة البحيرة وذهب حينذاك وعاد يقول لي بان كل ما يحدث هناك مجرد انعكاسات لكشافات السيارات التي تسير بالمنطقة، كما أن عجلات السيارات تصدر صوتا والأقباط يصيحون ويهللون.
القس(ف): لا تغضب منى يا عزيزي ولكنني أقول الحقيقة فانا لم آت من سفر طويل لأرضي هذا أو ذاك.. والحقيقة أن كل هذه أمور شيطانية.. تسألني كيف؟ اقول لك لأن الشيطان يستطيع أن يغير شكله بملاك نوراني.

قلت: اسمح لي أن أقص لك اختبارًا صادقًا عشته بنفسي وأنا صادق فيما أقول.. في سنة 1968 ذهبت إلى كنيسة العذراء في الزيتون وأمضيت ليلة شاهدت فيها نورًا يسطع من السماء كنور البرق فينير المنطقة بالكامل أرضًا وجوًا وليس نور سيارات موجه في اتجاه معين، بالإضافة إلى بخور كان ينبعث من أعلى سطح الكنيسة ينتشر ويغطى المنطقة وكل الواقفين يشتمون رائحته، وأيضًا أسراب من الحمام الأبيض الذي يطير ويختفي والمنطقة مزدحمة بالآلاف من جميع الاتجاهات وجميعهم يسبحون ويهللون ولا يوجد مكان على الإطلاق لمرور سيارة صغيرة.. وقد كان هناك تسجيل لمعجزات الشفاء الغزيرة.. العمى يبصرون والمشلولين ينهضون والمصابين بالسرطان يشفون كانت المعجزات تجرى للمسلمين والمسيحيين وصدرت كتب تحكى هذا في مقدمتها كتاب ظهور العذراء بالزيتون لمؤلفه حلمي رفله..
القس (ف): المعجزات والعجائب والأشفية كانت قاصرة على الرسل فقط من أجل انتشار الكرازة ثم انتهت(91).. بولس الرسول يقول تركت تروفيمس في ميليتس مريضًا فلماذا لم يشفيه؟ وينصح تلميذه تيموثاوس بشرب قليل من الخمر من أجل أسقامه الكثيرة فلماذا لم يشفيه؟

قلت: ولكن بولس الرسول صنع معجزات عظيمة حتى أنه أقام الميت.
القس (ف): لم يكن سلطانه مطلق.

س: نعم.. كان يصنع المعجزات بقوة الله.. فما المانع أنك تقول أن الله يعمل للآن بالمعجزات كوعده الصادق وهذه الآيات تتبع المؤمنين. هل سمعت عن البابا كيرلس الذي أجرى الله على يديه معجزات لا حصر لها ولاسيما بعد انتقاله.
وهنا تجهم الموقف وقال القس (ف): يا عزيزي أن لم نتفق على المصدر الذي نتكلم منه فلا داعي للحديث.. المصدر الوحيد هو الكتاب المقدس فقط لكن أنا باتكلم صيني وأنت بتتكلم انجليزي فلن نصل إلى حل.. ووقف القس (و) مُعلنًا نهاية الحديث فانصرفت بعد أن شكرت القس اللبناني.

وخلال فترة ترددي على هذه الكنيسة لاحظت الآتي:
1. في صلواتهم لا يهتمون بوصية ربنا يسوع الذي أوصى تلاميذه قائلًا: "متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات" (لو2:11-4) ويشاركهم في هذا الأخوة البلاميس فلا يصلون "أبانا الذي في السموات..." إطلاقًا.. كما أنه غني عن البيان أنهم لا يرشمون الصليب في بداية ونهاية الصلاة.

2. اليافطة المعلقة تعلن عن الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى بينما السجل الخاص بها يعلن أنها جمعية باسم "الجمعية المعمدانية الأولى للكتاب المقدس" ومشهرة بوزارة الشئون الاجتماعية برقم 605 محرم بك - إسكندرية، والسجل الخاص بالجمعية مكون من 204 صفحة أنشئ يوم الاثنين 25/11/63 وعليه ختم "الجمعية المعمدانية الأولى"، وقد أنشئت هذه الجمعية طبقًا للقرار الوزاري رقم 113 لسنة 1957، وكان عدد الأعضاء في 12/7/64 (13) عضوًا، وفي 31/3/96 تاريخ عقد الجمعية العمومية وصل العدد إلى 63 عضوًا حضر منهم 35 عضوًا، كما حضرت سيدة محجبة مندوبة عن وزارة الشئون الاجتماعية.

3. كثير من الكتب التي ألفها قس الكنيسة تحمل الطابع الهجومي على عقائد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رجالها القديسين، ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
i.في كتابه "الحق الكتابي عن شفاعة القديسين" يقول: "أصدرت كنيسة مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية نبذة بعنوان (شفاعة القديسين) كتبها القمص بيشوي كامل.. وابتدأت النبذة بهذه الكلمات المثيرة والبعيدة عن الحق الكتابي كل البعد.. ولقد أخذ سيادته يلوي معاني الآيات الكتابية الواضحة جدًا بما يساند ما يريد أن يقول" (ص3) "لم يكن سيادته أمينًا أبدًا في وضع الحق الكتابي أمام الناس" (ص7) "صدقوني حرام هذا التضليل للشعب المسكين.. ولمصلحة من يضلل بهذا الشكل الساذج" (ص22).. "أن العجيب ليس فيمن يخدعون الشعب ويضللونه إنما العجيب في الشعب الذي لا يدرس الكتاب المقدس ويعتمد على الغير" (ص 39) بل لم يكتفي هذا القس بالتهكم على أبينا القديس بيشوي كامل لكنه أخذ يتعالى على الملائكة، فيقول: "ولا ننسى كلمات الكتاب المقدس عن الملائكة كخدام للمؤمنين الحقيقيين.. أليس جميعهم أرواحًا خادمة.. وهل يجوز أن تتوسط بخادم، أو ليس تجريح لمن نتوسط عنده بالخادم؟؟" ص18 ونسى هذا القس أن هؤلاء الملائكة هم كائنات روحية سامية، لم يخطئوا ولم يجرحوا المسيح ويشهروه ثانية مثل الإنسان الذي لا يكف عن الخطية والكبرياء، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. قد يخدم الطبيب العظيم مريض فقير فهل معنى هذا أن هذا المريض الفقير المسكين البائس يتعالى على هذا الطبيب الطيّب المحب..؟ (من تشبيهات أبينا بيشوي كامل في عظاته عن الملائكة) ولا يكتفي القس بأقواله ضد الملائكة بل يجدد الفكر النسطوري ضد السيدة العذراء والدة الإله، فيقول: تكلم (القمص بيشوي كامل) عن دوام بتولية العذراء ونترك هذا لمجال آخر ليس هذا أوانه.. قال (القمص بيشوي) أن العذراء والدة الإله.. وجاء بالآية القائلة "فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ" (لو43:1).. ونقول أولًا أن كلمة "ربي" الواردة في الآية لا تعني "إلهي" بل تعني في اللغة الأصلية "المعلم".. وعلينا أن نعرف بأن العذراء هي أم يسوع لأنه حُبل به فيها من الروح القدس، ولا يمكن بحال ما أن تلد اللاهوت لأن هذا مستحيل، وعلينا أن نميز بين المسيح يسوع كالإنسان المولود من امرأة مولودًا تحت الناموس وبين الألوهية التي لا تولد وإن كانت قد تجسدت في الرب يسوع" (ص31، 32).
ii.في كتابه: لمن أعترف..؟ يقول: "متى دخلت بدعة الاعتراف على الكاهن إلى الكنيسة..؟ أن الكنيسة لا تشرع أبدًا وليس لها هذا الحق أي حق التشريع" (ص12).. "أما طريقة الاعتراف على الكاهن فهي في حد ذاتها مقززة للنفس تملأ القلب اشمئزازًا.. ويعقب على كلمات نيافة الأنبا يؤنس عن الاعتراف [حينما تجلس أمام الكاهن اهتم بتفاصيل الخطية التي يظهر فيها لون من البشاعة.. فمكانها وزمانها، والشخص الذي أخطأت معه أو إليه.. اهتم أيضًا بمدة الخطية التي تعترف بها، هل الخطية التي تعترف بها مستمرة عندك وتلح عليك أم ارتكبتها مرة واحدة أو أكثر.. اهتم بمشاعرك أثناء فعل الخطية هل كنت متلذذًا أم نافرًا متضايقًا] فيقول: هل يمكنك أن تتخيّل سيدة سقطت في خطية الزنا، وهي تجلس أمام الكاهن، وتروح تعترف بالتفصيل بسقطتها من البداية إلى النهاية، عن مكان خطيتها وزمانها والوقت الذي اقتضته، والشخص الذي أخطأت معه، ومشاعر اللذة أو النفور التي أحسستها..!! أن الصورة بشعة ولا شك وتثير في النفس لا الاشمئزاز فقط بل والغيظ أيضًا" (ص16، 17)

تعليق: لماذا ركز القس على هذه الخطية بالذات..؟ ألم تكن الخطية بشعة وتثير في النفس الاشمئزاز والغيظ.. هل يريد القس أن هذه السيدة تزني وتعترف سرًا لله..؟ ألا يعتبر هذا تسهيلًا لطريق الخطية..؟! وأليس هذا الباب الواسع الذي يقود إلى الهلاك..؟ ثم أن الاعتراف يتبعه الإرشاد لذلك يلزم التفصيلات ووصف المشاعر حتى يحصل الإنسان على العلاج الصحيح.. كما أن الاعتراف ليس لأي شخص لكنه للأب الكاهن.. إنه أب يشارك ابنه مشاعر الحسرة والألم..

iii.في كتابه بين التقليد والكتاب المقدس يهاجم الأصوام الكنسية المحددة والمعروفة ويقول: "والواقع أن التشريعات الكنسية فيما يتصل بالأكل والشرب هي من علامات الأزمنة الأخيرة" (ص4). "من أين جاء الصيام الذي قبل العيدين- الميلاد والقيامة.؟ ومن أين جاء صيام يونان الذي صامه يونان غصبًا في بطن الحوت، وما علاقة المسيحيين به..؟ ومن أين جاء صيام العذراء الذي لا نقرأ عنه مجرد لمحة في كلمة الله..؟ ومن أين جاء صيام الرسل الذي لم يذكره سفر أعمال الرسل ولا الرسائل التي كتبوها" (ص 25)
iv.في كتابه "معمودية الماء" يقول: "وكل ما يتصل بما أسندته الكنيسة الطقسية إلى المعمودية من أسرار وقوة على الولادة الجديدة فقد أفسد هذا الرمز (المعمودية) الجميل، وملأ الكنيسة بأعضاء معمدين ولكنهم غير مجددين، وهذا أمر مرفوض كتابيًا تمامًا، مرفوض لأنه يسرق مجد المسيح كحامل خطية العالم الوحيد، ويسند إلى المعمودية خرافة وكفارة سرية، ويجعل من المعمودية صنمًا لأنه يقود الناس إلى الثقة في الطقس بدلًا من الثقة في المسيح" (ص20، 21).. "معمودية الأطفال لا قيمة لها بالمرة لأنها لا تنفع الطفل، فكل الأطفال إلى سن المسئولية مُخلَصون بدون المعمودية.. ليس للطفل خطايا فعلية يعترف بها أو يتركها.. معمودية الطفل تحقِّر الحاجة إلى التجديد.... تقود معمودية الأطفال إلى الطقسية الروتينية.. معمودية الأطفال تقود الناس بعيدًا عن الإيمان الحقيقي بفداء المسيح إلى الإيمان بطقس أصله إنساني محض.. حيث أن معمودية الأطفال ليس لها سند كتابي فهي تستخدم اسم الله باطلًا.. والعهد الجديد لا يعرف شيئًا عن الأشبين" (ص48، 52).

ه. في كتابه "سلطان الكنيسة.. أين..؟" يقول: "أن السلطة (الحل والربط) ليست في يدي كاهن أو أسقف أو مجمع إكليروس.. وليس الحل والربط بين يدي إنسان كان سواء كان كاهنًا أو راعيًا أو يحتل مركز ديني فالسلطة في يدي الكنيسة كلها كجموع" (ص6، 7).. ناهيك عن بقية الكتب والمجلات وما تحمله من مبادئ يخالف بها حتى الطوائف الإنجيلية الأخرى.. لقد أراد هذا القس أن يظهر بكنيسته التي لا تشمل إلا بضع عشرات من الأشخاص لا تزيد عن قبضة اليد الواحدة فأخذ في تأليف الكتب الهجومية ضد الكنيسة الأرثوذكسية التي ولدته في الإيمان المسيحي المستقيم.. كما أنه نظم مع نفسه فقط معهد باسم "المعهد الشرقي للكتاب المقدس" يراسل فيه من يقبلون مراسلته.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:36 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة المعمدانية في الخارج: المعمدانيين


العمدانيون
1. خمسين مليون شهيد
2. الملك هنري الثاني
3. السلطة البابوية
4. زونكلي
5. اللوثريين
6. في أمريكا
عجبًا لهؤلاء وأولئك..
مبادئهم
1- الخلافة الرسولية
2- كل تعاليم العهد الجديد تشوهت
3- معمودية الأطفال
4- مناولة الأطفال
5- الملك قسطنطين وربط الكنيسة بالدولة
6- الاستحالة والاعتراف السري
7- إنكار المعجزات
8- المخيمات الكرازية
تاريخها:


ظهرت جماعة المعمدانيين كجماعة رافضة لعماد الأطفال، وقد تسموا أولًا بالاناببتست “Ana-Baptists” أي منكري المعمودية يقول د. كارول:
"أطلق عليهم الكاثوليك وغيرهم اسم "انابابتست" أي المعارضين لمعمودية الأطفال.. وقرب بداية القرن السادس عشر أطلقوا عليهم اسم "المعمدانيين"(92)
العمدانيون:


وقد تأسست أول كنيسة معمدانية في انجلترا سنة 1612 بقيادة توماس هيلويز وجون مورتون،فقد قام جون بإعادة تعميد توماس بسكب الماء ولهذا مارست أول كنيسة معمدانية المعمودية بالسكب.. وفي عام 1633 ظهرت مجموعة أخرى من المعمدانيين وقد تمسكوا بإتمام المعمودية للجميع بالتغطيس وليس بالسكب فكان لها التأثير الأكبر في انجلترا ثم امتدت إلى أمريكا على يد روجر وليامز (ص 392 المسيحية عبر العصور-أيرل كيرنز) وقد نال المعمدانيون على مر التاريخ قسطًا وافرًا من الاضطهاد على يد الكنيسة الكاثوليكية ثم اللوثريين والزونكليين، لأن الجميع كانوا ينظرون لهم على أنهم أصحاب بدعة يجب مقاومته(93).. ومن أمثلة الاضطهادات التي عانوها على مر التاريخ نذكر الآتي:
1. خمسين مليون شهيد:


"الاضطهاد لم يتوقف ضد معارضي معمودية الأطفال والذين يعرفون اليوم باسم المعمدانيين.. أن خمسين مليونًا منهم قد ماتوا ميتة الشهداء"(94)
2. الملك هنري الثاني:


"في عام 1160 دخل جماعة من المعمدانيين إلى أكسفورد، وقد أمر الملك هنري الثاني بأن يختموا على جباههم بمكواة ساخنة، وأن يضربوا بالسياط علنًا عبر شوارع المدينة، وتقص ثيابهم حتى الوسط، ويدوروا في المدينة المفتوحة، وأمر القرى ألا تمنحهم أي مأوى أو طعام، وقد ماتوا موتًا بطيئًا بسبب البرد والجوع"(95)
3. السلطة البابوية:


"والاضطهاد الذي انهال على المعمدانيين من السلطة البابوية الكاثوليكية إبان القرون المظلمة.. كان البابا هو دكتاتور العالم وهذا هو السبب في أن المعارضين لتعميد الأطفال والذين أطلقوا عليهم اسم Ana- Baptists كانوا يسمون البابا قبل عصر الإصلاح "المسيح الكذاب"(96)
4. زونكلي:


يظهر اضطهاد زونكلي من التقرير الآتي: "بعد حوار عنيف في زيورخ بين زونكلي ومعارضي معمودية الأطفال وضع مجلس الشيوخ حكمًا يقضي بأنه إذا حاول إي شخص أن يعمد ثانية أولئك الذين اعتمدوا من قبل في طفولتهم فيجب إغراقه في النهر"(97)
"وفي فيينا رُبط كثيرون من معارضي تعميد الأطفال معًا في سلاسل حتى يجذب الواحد منهم الآخر إلى النهر الذي أغرقوا فيه جميعًا"(98)
5. اللوثريين:


"وفي ألمانيا اضطهدهم اللوثريين وكنيسة اسكتلندا، وفي إيطاليا وفرنسا وفي كل مكان سادته البابوية كان الكاثوليك يضطهدونهم"(99)
"خلال هذا النضال الصعب للإصلاح كان كثيرون من المعمدانيين يقدمون عونًا قيمًا للمصلحين وهم يأملون في بعض الفرج والراحة من حالتهم المريرة.. خرجوا من مخابئهم وحاربوا بشجاعة مع المصلحين ولكن نصيبهم كان خيبة الأمل المخيفة، فقد أصبح لهم من ذلك الوقت فصاعدًا عدوين آخرين، وذلك أن كلا الكنيستين "اللوثرية" و"المشيخية" قد أخذتا عددًا من شرور أمهما الكاثوليكية"(100)
6. في أمريكا:


أسس المهاجرون الإنجليز في أمريكا المستعمرات، وكانوا يتبعون الكنيسة المشيخية، وقد هاجر المعمدانيين وانتشروا في هذه المستعمرات إلا أنهم تعرضوا للاضطهاد بسبب بدعتهم، ففي مستعمرة خليج ماساشوستسي حدد القانون الآتي:
"اتفق سكان هذه المستعمرة على أنه إذا اعترض شخص أو أشخاص داخل هذه المستعمرة أو رفض علانية معمودية الأطفال أو حاول في السر إقناع الآخرين برفضها.. فإنه بعد التحقيق وإثبات الإدانة فإن كل شخص أو أشخاص ممن يعارضون معمودية الأطفال سيحكم عليهم بالنفي من المستعمرة"(101)
وكان معنى النفي عندئذ التعرض لخطر الموت.. وقد أسس المعمدانيون مستعمرة "رود ايلاند" سنة 1638، وقد حصلوا بواسطة جون كلارك على المرسوم القانونى سنة 1663 من تشارلس ملك انجلترا، وعندما مرض أحد المعمدانيين في مستعمرة خليج ماساشوستسى عبر إليه جون كلارك مع القس كراندل وأحد أعضاء الكنيسة ويدعى عوبديا هولمز.. وأثناء تأدية الصلاة على المريض قبض عليهم ضباط المستعمرة، وتم عرضهم على المحكمة بتهمة أنهم لم يخلعوا قبعاتهم أثناء الخدمة، وحكم عليهم بدفع غرامة أو الجلد، فدفع أصدقائهم الغرامة الواقعة على جون كلارك وكراندل أما عوبديا فقد رفض أن يدفع احد عنه الغرامة فتعرض للجلدات التي أسالت دمه حتى امتلأ حذائه، ولم يقوى على لمس الفراش لمدة أسبوعين..
تعليق: عجبًا لهؤلاء وأولئك..



عجبًا لهؤلاء الذين أنكروا على الكنيسة الكاثوليكية شدتها وقسوتها ثم ركضوا في طريق القسوة إلى أخر مداه، وسلكوا في مشورة الأحداث بجهالة "ابي أدبكم بالسياط وأنا أدربكم بالعقارب".. هذه ثمارك أيها الراهب المنشق الناقض نذره لوثر المعاند وشريكك جون كلفن الحاكم بأمر الله، وثالثكم الريخ زونكلي الراعي المقاتل. لذلك فدينونتكم عظيمة. دماء عوبديا وأمثاله تصرخ طالبة الانتقام ممن زرعوا الانقسام فحصدوا القسوة والخصام.
وعجبًا من أولئك المعمدانيين الذين سقطوا في البدع والهرطقات كما سنرى بعد قليل.
مبادئهم:

1- الخلافة الرسولية:


ينكر المعمدانيون استمرار الخلافة الرسولية في الكنيسة، فيقول د. كارول.
"لا يؤمن المعمدانيون بالخلافة الرسولية، فقد انتهت الوظيفة الرسولية بموت الرسل"(102)
ويقول القس وديع ميخائيل في كتابة "سلطان الكنيسة.. أين" (ص27) "لا يوجد خلافة للرسل.. يقول الأسقف (رايل) فقد كان لهم (للرسل) موهبة إعلان الإنجيل بدون أخطاء، وبدقة معصومة إلى الحد الذي لم يأتي أحد بعدهم ليعمل ما عملوه في هذا الصدد وبكل الدقة لا يوجد شيء اسمه الخلافة الرسولية"
2- كل تعاليم العهد الجديد تشوهت:


يصف كارول حالة الكنيسة عند ظهور الإصلاح البروتستنتي فيقول:
"ويمكننا القول إنه في ذلك الوقت لم يبق هناك تقريبا تعليم واحد من تعاليم العهد الجديد لم يتشوه وبقى في نقاوته الأصلية" (103)
3- معمودية الأطفال:


من أهم مبادئ المعمدانيين إنكار معمودية الأطفال والمناداة بإعادة معمودية من تعمدوا في طفولتهم، واعتبروا الكنائس التي تتمم معمودية الأطفال كنائس ضالة. يقول كارول: "كانت من أول التشريعات التي أدت إلى نتائج مدمرة تثبيت معمودية الأطفال بالقانون، وبهذا القانون الجديد أصبحت معمودية الأطفال إجبارية، وقد صدر هذا التشريع الكنسي سنة 416م، وكان الأطفال يعمدون بين الحين والأخر في الكنائس الضالة لمدة تقرب من قرن قبيل صدور هذا القانون(104).
كما يرى المعمدانيون بأن الذين يربطون بين المعمودية والتجديد والخلاص قد سقطوا في الضلال. يقول كارول:
"كانت ضلالة التجديد بالمعمودية وضلالة معمودية الأطفال سببًا في إراقة الكثير من دم المسيحيين الأمناء (المعمدانيين) على مر القرون"(105)
"فإذا أعلنت بعض الكنائس الضالة أن المعمودية هي وسيلة الخلاص ترتب على ذلك أنه أجريت فريضة المعمودية بأسرع مما يمكن كلما كان أفضل في ذلك الوقت ظهرت معمودية الأطفال"(106)
وهم في هذا يخالفون الكنيسة المشيخية أنظر إلى ما يقوله القس فايز فارس: "وما دام موعد الروح القدس هو للمؤمنين ولأولادهم حسب قول بطرس في عظة يوم الخمسين" (أع2: 39) لذلك فإن معمودية الأطفال على إيمان والديهم جائزة بل ومستحبة لأن يسوع أحب الأطفال وقال "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت14:19) فما دام لهم هذا الملكوت فمن الطبيعي أن تعمدهم الكنيسة (ص 244 حقائق الإيمان المسيحي).
4- مناولة الأطفال:


وقف المعمدانيون ضد الأطفال على خط مستقيم يتهمونهم بعدم الإيمان ويمنعونهم بالتالي من المعمودية ومن العشاء الرباني، يقول كارول:
"تعليم "مناولة الأطفال من عشاء الرب" فلم تكتفي الكنيسة الكاثوليكية بتعميد الأطفال، بل قبلتهم في عضوية الكنيسة ولأنهم أصبحوا أعضاء في الكنيسة لذلك صار لهم الحق في التناول من عشاء الرب"(107)
5- الملك قسطنطين وربط الكنيسة بالدولة:


يشن المعمدانيون هجومًا كبيرا على الملك قسطنطين فيقول د. كارول:
"تحت قيادة الامبراطور قسطنطين جاءت فترة مهادنة وتودد بغرض الزواج إذ سعت الإمبراطورية الرومانية في شخص إمبراطورها قسطنطين إلى الاقتران بالمسيحية أو قالت وقتئذ قولها أعطونا من قوتكم الروحية ونحن نعطيكم من قوتنا الدنيوية.. وفي سنة 313م وجه نداء إلى جميع الكنائس المسيحية أو ممثليها يجتمعون معًا، وحضر المجمع كثير من الكنائس وتم الاتحاد وتكونت حكومة الكهنة وبتكوين هذه السلطة الكهنوتية أنزل المسيح عن العرش بصفته رئيسًا للكنائس وتوج الإمبراطور قسطنطين كرأس للكنيسة"(108)
"أن الكنيسة الزانية التي أقرنت بالحكومة سنة 313م في أيام الإمبراطور قسطنطين الأكبر أصبحت الآن رأس البيت وهي الآن تملي السياسة على حكومة البلاد"(109)
6- الاستحالة والاعتراف السري:


يرى المعمدانيون أن التعليم بالاستحالة والاعتراف السري ظهر في الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث عشر فقط فيقول د. كارول:
"دعى البابا انيوسنت الثالث على عقد مجلس آخر بعد سنة 1215م.. وقد حضر هذا المجلس 412 أسقفًا و800 من المتقدمين ورؤساء الأديرة وسفراء من بلاط بيزنطة وعدد كبير من الأفراد والنبلاء.. وفي ذلك الوقت أعلن التعليم الجديد.. تعليم "الاستحالة" أي التعليم القائل بأن الخبز والخمر في عشاء الرب يتحولان إلى جسد ودم المسيح فعلا في صلاة الكاهن.. ويبدو أن تعليم الاعتراف السري بالخطايا الشخصية أي اعتراف الفرد بخطاياه في أذن الكاهن قد بدأ في هذا الاجتماع"(110)
7- إنكار المعجزات:


ينكر المعمدانيون إمكانية حدوث المعجزات محتجين بأن النبوات ستبطل والألسنة ستنتهي والعلم سيبطل.. (1كو13: 8)، وأن بولس الرسول ترك تروفيموس مريضًا في أفسس، وأشار على تلميذه تيموثاوس بأن يشرب قليل من الخمر من أجل أسقامه الكثيرة.. ويدعون بأن المعجزات قد انتهت بانتهاء عصر الرسل وأي معجزات تحدث اليوم فمصدرها هو الشيطان.
تعليق: أنظر يا صديقي.. أليس هذا تجديف على الروح القدس (مت31:12،32)، إنهم يعيدون قول الفريسيين عن ربنا يسوع "هذا لا يخرج شياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين" (مت24:12).
8- المخيمات الكرازية:


في بداية القرن التاسع عشر جذب المعمدانيون الكثيرين بواسطة المخيمات الكرازية يقول ايرل كيرنز:
"أن الميثوديين والمعمدانيين اكتسبوا أتباعًا أكثر وذلك لأنهم لم يصروا على ضرورة التمسك بمستوى أكاديمي للخدمة كما استخدموا أسلوب المخيمات الكرازية بينما توقف المشيخيون عن استخدمه فانضم أكثر من عشرة آلاف عضو جديد للمعمدانيين في كنتاكي في فترة ثلاث سنوات"(111)
أهم قادتهم: يعتبر الدكتور ج. م. كارول (1858-1931) أهم قادة المعمدانيين.. ولد في 8 يناير سنة 1858 باركنساس من أب قس معمداني، وفي السادسة انتقل إلى تكساس، وقد كان تائهًا بين الطوائف فيقول عن نفسه:
"لقد قبلت المسيح وأنا بعد صبي، ورأيت العديد من الطوائف والمذاهب المسيحية وتساءلت أي هذه الكنائس هي التي أسسها الرب يسوع"(112)
ويقول عنه كلارنس ودكر:
"ولم يصبح الدكتور كارول قائدا للمعمدانيين في تكساس وحدها بل أصبح علمًا شهيرًا بين المعمدانيين الجنوبيين وكل المعمدانيون في العالم أجمع"(113)
ومن قادتهم أيضا القس المعمداني "جون بنيان" الذي تعرض للسجن اثنتي عشرة سنة في بدفورد، وخلال فترة سجنه ألّف كتابه المشهور "سياحة المسيحي".
وأيضًا من القادة الأوائل "توماس هيلويز" الذي كان من عائلة كريمة وانضم مع زوجته للمعمدانيين، وقد أسس أول كنيسة معمدانية سنة 1612 في لندن، ومن أقواله المدونة "إذا كان للملك سلطة أرباب وقوانين روحية فحينئذ هو إله خالق".. تعرض للسجن ومات سنة 1616م.
كنت أظن: كنت أظن أن الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى هي إحدى وأهم الكنائس المعمدانية في مصر، ولكنني سمعت عن الكنيسة المعمدانية الإنجيلية فذهبت إليها، وهناك اكتشفت أن الكنيسة الأولى التي صرفت فيها أوقات كثيرة ما هي إلا كنيسة وحيدة في مصر ولا تمثل المذهب المعمداني فعدت أبحث عن الكنيسة المعمدانية الإنجيلية.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:43 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة المعمدانية للأقباط الإنجيليين

- ذكر عنها الأستاذ أديب نجيب سلامة في كتابه "تاريخ الكنيسة الإنجيلية" أنها تأسست سنة 1955 بالفيوم على يد القس صديق واسيلي جرجس، وقد وافق المجلس الملي الإنجيلي على اعتمادها طائفة في 21/12/1955م، لها مدرسة لاهوت بشبرا، ويتبعها ستة كنائس 1980 وتصدر مجلة "البشير المعمداني".
- مساء الأحد 19 يناير سنة 97م ذهبت إلى الكنيسة المعمدانية الإنجيلية حيث حضرت اجتماعهم، "الكنيسة تشمل قاعة صغيرة كائنة في بيت القسيس (ف).. هذا القس في سفرية خارج الأراضي المصرية لذلك تقتصر الصلوات على مساء الأحد من كل أسبوع فقط ويحضر عوضًا عنه أحد القسوس المعمدانيين.. وقد حضر هذا القس الشاب الصغير (ذو السكسوكة) في زيارة سريعة إلى بلاده ليرى كنيسته وأسرته ثم يعود إلى غربته التي تنتهي في 21 مارس هذا العام.. حضرت الاجتماع وأيضًا العشاء الرباني بتقديم قربانة من الكنيسة الأرثوذكسية، مع كاسات صغيرة من النبيذ.. ألقى العظة القس (و) وهو رجل مسن تحدث عن إقامة لعازر، وركز على إيمان مرثا الذي ظهر في قولها للسيد المسيح "كل ما تطلبه من الله تناله"، ورغم كثرة المشاكل التي قابلت مرثا من مرض أخيها ثم موته وقد أنتن إلا أن لها ثقة في السيد المسيح.. ثم قال: لقد حضرت اجتماع المجمع منذ يومين والأمور تبدو بلا أمل والنظرة سوداوية.. (يا ترى ماذا يجري هناك..؟!) ولكنني بالإيمان أثق أن الله لديه حلول.. وتحدث أيضًا عن محاولة التوفيق مع الرأي الأرثوذكسي في النظرة للسيدة العذراء فقال: في سفريتي منذ قريب إلى لندن حضرت مؤتمرًا عن السيدة العذراء مريم، وقلت لهم: لو تصورنا أحد الأشخاص أراد أن يجمل صورة الموناليزا فوضع لها فيونكة جميلة على شعرها وعرضت اللوحة الجديدة مع اللوحة الأصلية فإن الأصلية هي التي ستحقق إيراد أعلى هكذا القديسة مريم هي قديسة وجميلة لا تحتاج إلى تجميل، فيقول أحد الأشخاص أنها ظهرت هنا أو ظهرت هناك.... الخ.
- وأيضًا على النقيض لو أراد شخص أن يمحو بعض معالم الموناليزا لكي تصير أكثر جمالًا فإن محاولته ستفشل هكذا الذين يقولون أن العذراء مريم مثل قشرة البيضة أخذنا ما بداخلها والقينا بالقشرة، أو مثل علبة المجوهرات التي لا قيمة لها بعد أن أخذنا ما فيها من مجوهرات.

- في نهاية الاجتماع تعرفت على القس (ف) وسألته كتابًا عن الكنيسة المعمدانية، فنادى أحد الأخوة (ا) وسأله فقال أن المكتبة معطلة.. تعرفت على هذا الأخ وتطفلت عليه بالأسئلة أما هو فقد فتح قلبه لي.. وهو شاب صغير بالصف الأخير بالكلية اللاهوتية، وسيرسم قسًا بعد التخرج منها.
- قادني هذا الأخ إلى الدور الأرضي حيث المعمودية التي تعلوها صورة السيد المسيح وهو يعتمد من يوحنا المعمدان.. وأمام المعمودية ستارة تفصلها عن الردهة، والمعمودية عميقة تكفي لتغطيس رجل بها، وأخذ الأخ (ا) يشرح لي طقس العماد حيث يحضر طالب العماد مع بعض الأصدقاء والأخوة، ويرتدي جلبابًا أبيض قد تم إعداده خصيصًا لهذا الغرض، وقام بتصميمه القس (و).. يقرأ القس فصلًا من الإنجيل خاص بالمعمودية.. ثم يسأل طالب العماد عدة أسئلة عن إيمانه بالله، والثالوث القدوس، والكتاب المقدس، وهل قبل المسيح مخلّصًا شخصيًا.... الخ. ثم ينزل طالب العماد إلى الماء فيقوم القس شخصيًا وليس أي شخص آخر بتغطيسه في الماء مرة واحدة فقط باسم الآب والابن والروح القدس.. المهم لابد من التغطيس وليس الرش أو السكب.. والشخص يتمم المعمودية حتى لو كان قد تعمد وهو طفل، فمعموديته في صغره لا قيمة لها لأنه لا يملك إقرار الإيمان.. بعد الصعود من الماء يسدل الستار فيخرج المعمد إلى حجرة خلفية ليستبدل ملابسه بينما يقوم الواقفين في الردهة بالتسبيح وتمجيد اسم الرب.
س: متى تأسست الكنيسة المعمدانية في مصر..؟
ج: تأسست منذ نحو 30 سنة.
س: كم كنيسة تتبعها الآن..؟
ج: يتبعها 17 كنيسة.
س: من يرأسها الآن..؟
ج: يرأسها القس صفوت البياضي خليفة للقس صديق واسيلي الذي أسس الكنيسة المعمدانية في مصر..
وعدني الأخ (ا) بكتاب، كما تعرفت على الأخ (ث) وظللت نحو شهرين ألّح في الحصول على كتاب يحدثني عن هذه الكنيسة، ولكن محاولاتي ذهبت إدراج الرياح.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:52 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة الرسولية

كانت اللقاءات مع القس (ج) بالكنيسة الرسولية.. إنه في السادسة والسبعين من العمر، جلست إليه أطرح أسئلتي الاستفسارية وأسمع إجاباته دون أن أبدي اعتراضًا حفاظًا على استمرار اللقاء..
س: كيف نشأت الكنيسة الرسولية؟

ج: نشأت عندما حرر أبراهام لنكولن رئيس الولايات المتحدة العبيد، هؤلاء العبيد لم يجدوا عملًا يقتاتون منه فأخذوا يصلون بحرارة فانسكب عليهم الروح القدس مثل يوم الخمسين فطفقوا يتكلمون بالسنة ويصنعون معجزات.. إذن هذا امتداد لكنيسة الرسل، وبذلك نستطيع أن نقول أن الكنيسة الرسولية تأسست في القرن الأول الميلادي.
س: هل معمودية الماء هي معمودية الروح القدس؟

ج: لا.. قبل معمودية الماء ومعمودية الروح يتجدد الإنسان ويأخذ الميلاد الجديد، ثم يأخذ معمودية الماء بالتغطيس ولا يجريها الا القس، ثم معمودية الروح القدس كما حل الروح على المجتمعين في يوم الخمسين أو بيت كرنيليوس أو مدينة السامرة(114).. وبمعمودية الروح يأخذ الإنسان مواهب الروح التسعة (1كو12) ومنها التكلم وهذه الموهبة نوعان.. نوع كصلاة، ونوع كرسائل لغير المؤمنين، وقد يكون الكلام بلغة مفهومة أو غير مفهومة، وقد يكون هناك ترجمة أو لا يكون، ومن المواهب أيضًا الإعلان والنبوة.
س: كيف تتم المعمودية وهل لها صلوات مكتوبة؟

ج: المعمودية هنا (وأشار إلى مكان في وسط الكنيسة بإحدى الطرقات مغطى بغطاء خشبي بمستوى الأرض) أنها مغلفة بالسيراميك تملأ بالماء ثم ينزل إليها طالب العماد بملابسه أو بيجامة، وأنزل أنا معه حيث نصلي معا وأغطسه في الماء.. والصلوات ارتجالية من القلب، وليست صلوات مكتوبة طقسية.
س: ألا تهب المعمودية الميلاد الثاني؟

ج: المعمودية لا تهب الميلاد الثاني، ولا تغفر الخطايا. إنها مجرد علامة على قبول الموت مع المسيح والقيامة معه.
س: وما رأيك في الاعتراف؟

ج: الاعتراف ثلاثة أنواع:
أ - إنسان أخطأ إلى الله فيعترف لله مباشرة.
ب- إنسان أخطأ في حق شخص آخر فيذهب إليه ويطلب منه السماح.
ج- إنسان أخطأ في حق الكنيسة فيعترف أمام الكنيسة، والكنيسة لها حق أن توقف المؤمن إذ اخطأ فلا يخدم ولا يعتلى المنبر، ولها أن تفرز المؤمن أي تطرده خارجًا..
وعندما قال يسوع "من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتموها عليهم أمسكت" كان يقصد الخطاة الذين يخطئون في حق الكنيسة، وقد ظل هذا الوضع معمول به في الكنيسة فكان الخاطئ يأتي ويعترف أمام الجميع، ولكن عندما وجد الأمراء أن هذا الأمر محرج لهم فبدأوا يعترفون في السر في إذن الكاهن.. ثم انتشرت هذه الظاهرة فشملت الشعب كله..
الاعتراف أمام الكاهن خطأ. لو بنت اعترفت لأبونا أنها سقطت في الزنا، وابن أبونا يريد أن يتزوجها هل يوافقه أبيه الكاهن على هذا..!؟
تعليق: التابعين للكنيسة الرسولية لا يعترفون أمام الجميع فهل جميعهم لا يخطئون..؟! وإن كان الاعتراف أمام الأب الكاهن يعتبره القس الرسولي خطأ، ويعتبره القس المعمداني أنه مقزز للنفس (مع أن هناك الضمان الكافي بأن الأب الكاهن لن يبيح بسر الاعتراف وإلا وقع تحت طائلة الحرم) فكم وكم لو كان هذا الاعتراف أمام الشعب كله..؟

س: هل المؤمن يهلك؟

ج: هناك طوائف لا تؤمن بهلاك المؤمن مثل البلاميث والأخوة المرحبين والبروتستنت والأسقفية والمعمدانية، وهناك طوائف تؤمن بأن المؤمن ممكن يهلك وهى نهضة القداسة والله والمثال المسيحي والإيمان.. بعض الخدام الرسوليين يؤمنون بأن المؤمن لا يمكن أن يهلك والبعض يعتقدون انه من الممكن أن يهلك المؤمن اذا ارتد.
س: كيف سيكون المجيء الثاني؟

ج:
أولًا: الاختطاف (مت25، 1كو15، 1تس4، 1يو3) الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، سنكون مثله، سيأتي المسيح ويختطف المؤمنين الغالبين.
ثانيًا: تحدث ضيقة عظيمة فيؤمن البعض من جراء هذه الضيقة وهؤلاء الذين قال عنهم الإنجيل أنهم أتوا من الضيقة العظيمة (سفر الرؤيا)، وهذه الضيقة ستنصب على الأشرار وعلى المؤمنين غير السالكين في القداسة.
ثالثًا: يأتي المسيح على جبل الزيتون (زك14) فينشق الجبل نصفين ويظهر وادي يهوشافاط.
رابعًا: يُطرح الشيطان في الجحيم، ويعزل المسيح الأبرار عن الأشرار.
خامسًا: تظهر أورشليم السمائية فوق أورشليم الحالية ويبدأ الملك الألفي للمسيح في أورشليم الحالية.
س: الأخوة البلاميث لا يعترفون بموهبة التكلم بالألسنة.. ما رأيك؟

ج: البلاميث Plymouth brethrenوبعض الطوائف الإنجيلية يدعون علينا أننا أنبياء كذبة، مع أن الرب أعطاني مواهب الشفاء فصنعت معجزات كثيرة.. الصم يسمعون والبكم يتكلمون والمصابين بالسرطان يشفون والشياطين يهربون.. يوم الاثنين الماضي 18/9/95 حضر هنا 14 سيدة، وستة رجال غير مسيحيين.. أخذت أصلي عليهم وهم يسقطون باسم يسوع.. اطرد عنهم الشياطين وادهنهم بالزيت.
س: أين المقر الرئيسي للكنيسة الرسولية الأم؟

ج: المقر الرئيسى 138 ش الترعة البولاقية القاهرة ويرأس الطائفة القس عياد خليل
س: ما هي الكنائس التي انشقت عن الكنيسة الرسولية؟

ج: خرج من الكنيسة الرسولية الكنيسة الخمسينية، وكنيسة المسيح، وكنيسة النعمة، وكنيسة النعمة الرسولية.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:54 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
لقطات من الكنيسة الرسولية


لقطة (1):

مساء الأحد 17/9/95 سألت أحد خدام الكنيسة الرسولية كيف تجددت؟
ج: التجديد هو تغيير السلوك، والإنسان يحصل عليه بوضع الأيدي فمثلًا أنا كان معي شيطان يسبيني إلى فعل الخطية فصلى على ستة خدام لمدة أسبوع فخرج الشيطان مني وتغير سلوكي، والآن أحيا حياة النصرة.. لا تستعجب فأنا أقول لك أن هنا بنت صغيرة تضع يدها على الرجال فيتكلمون بالسنة.
عقب الاجتماع يضع بعض الخدام أيديهم على بعض الأشخاص ويصلون لهم بصراخ "جلست أنتظر القس (ج) فاقترب مني أحدهم وهمس "عاوز صلاة..؟" يريد أن يضع يده عليّ (وكان معه زجاجة بها زيت يدهن بها من يريدون رغم أنه خادم وليس قسًا).
أما القس (ج) فإنهم يتزاحمون حوله يطلبون صلواته.. رأيته يضع يديه على رأس سيدة وبجسمه الضخم يضغط عليها بكلتا يديه حتى تجلس أو تنطرح على المقعد بحسب قوتها وبحسب استعدادها.. ثم يصلي وينفخ في وجهها آمرًا الروح الشرير بأن يخرج منها، ثم بعد أن تنهض يدهنها في جبهتها بزيت من زجاجة صغيرة.
وجميع الذين ينقادون إليه بهم أرواح شريرة!.. حتى عندما اقتربت منه كان مزمعا أن يرفع يده على رأسي فأفهمته إنني جئت اطلب إجابة لتساؤلاتي.
لقطة (2) الإعلان:

مساء الجمعة 22/9/95 بعد انتهاء العظة وقف شاب قصير بدين صغير السن يقود الشعب بخليط من الصلاة والترانيم في نفس الوقت.. الروح الانفعالية تطفو على المكان.. أثناء الترانيم يردد الكلمات الحماسية التي تحفز وتحرض الناس على الصراخ مثل "جاينلك يا يسوع"، "اتمجد يا يسوع"، "باسم يسوع"، "محدش يفصلني عنك.. هللويا" وفي كل هذا عيناه مغلقتان ومنهمك في ترانيمه أما صوت الموسيقى فانه يصم الآذان.. وهنا تقترب سيده تطرق المنبر فيفتح الشاب عينيه ويدرك ما تعنيه فيترك لها المايك.. أما هي فتقف وتصلي بعصبية وتنذر الناس على فم يسوع وترفع يدها اليسرى في حركات تشنجية:
"هل نظرتم إلى الجلجثة حيث يسوع مرفوع! إنه مكلّل بالشوك.. إنه يقول: نعم انظروا إليّ إني أعلن حبي الأبدي لكم.. فهل ترجعون إليّ.. وقبل فوات الأوان.. الخ وهكذا بدأت وكأنها مناجاة ممتزجة بالتحذير والإنذار وصوتها ينخفض ويرتفع.. ثم يعود الشاب للترانيم والصلوات وإذا صوت آخر يقاطعه.. إنه شخص بالصفوف الخلفية رفع صوته بالصلاة بدون استئذان فيصمت الشاب البدين ما عدا ترديد بعض الكلمات أثناء الصلاة مثل "هللويا مجدًا.. بقوة يسوع".. وينتهي الاجتماع بعد أن يرنمون أبانا الذي في السموات بالموسيقى، ثم يقف القس (ج) لكيما يحفز الناس على مواصلة الحضور، ويشكر الشاب القصير البدين الذي تولى مسئولية الترنيم فإنه قس رسولي.
وفي النهاية عندما أسأل القس (ج) هل ما قالته هذه السيدة كان تكلم بألسنة مفهومة؟ قال: لا.. إنه إعلان.. الروح أعلن لها والروح تحدث على لسانها ولاحظ أن عيناها كانت مغلقتان.. أنها ابنتي.
لقطة (3):

أ- مستر ناييت المقوماتي:

مساء الأحد 15/10/96 خرجت من الكنيسة الخمسينية قاصدًا الكنيسة الرسولية، وعند دخولي رأيت رجلين واقفين على المنبر، أحدهما يظهر من ملامحه أنه ضيف أجنبي فهو شخص نحيف ملتحي يتحدث، والشخص الآخر مصري يترجم له.. كانت العظة تدور حول (يع3: 13-18).. الأجنبي يُدعى مستر ناييت وواضح عليه الانفعال البالغ الذي جعله يتحرك كثيرًا ويتمايل ويحرك يديه أحيانًا ورجليه أحيانا.. وفي غمرة انفعالاته ترك المنبر ونزل وسط الشعب وهو يردد بصوت منخفض هادى you love jesus (أنت تحب يسوع).. واقترب جدًا من أحد الأشخاص وصرخ بصوت مدوي behind your back من خلف ظهرك.. فقفز الشخص من مكانه وكأنه أصابه مس شيطاني، أما السيدة الجالسة بالصف الأمامي التي تحمل طفلًا فقد أسرعت بالهرب للصفوف الخلفية وهي لا تخفي ابتسامة عريضة.

ب- بلبلة الألسن:


عقب العظة نادى ناييت: من يطلب روح الله فليرفع يده.. رفع معظم الموجودين أيديهم، فطلب منهم الوقوف وأخذ يصلي بانفعال بالغ وعيناه مغلقتان حتى امتقع وجهه، ووصل به الانفعال في النهاية إلى ترديد كلمتين فقط holy spirit (الروح القدس) بصوت منخفض بدأ يرتفع رويدًا حتى وصل إلى حد معين وكأنك ضغطت على زرار التشغيل عندئذ حدث صراخ جماعي "هللويا" باسم يسوع..الخ" تحول سريعا إلى كلمات مبهمة غير مفهومة.. إنهم يتكلمون بالسنة.. ليس واحد ولا اثنين ولا عشرة بل الجميع قد تبلبلت ألسنتهم، أما حركاتهم فهي في منتهى العصبية.. إنهم يقاتلون الشياطين في معركة رهيبة.. البعض يلوّح بيده اليمنى ويضع اليسرى خلف ظهره يتمايل يمينًا ويسارًا حتى يكاد يقف على أطراف أصابعه.. البعض يشهر قبضته ويضارب الهواء.. البعض يرفع كلتا يديه لأعلى.. البعض يثني يديه وبقبضتيه يزلزل الشيطان.. البعض أخذته الرعشة وأخذ يزوم وكأنه فقد المقدرة على النطق.. البعض يضرب الأرض بقدميه.. البعض يروح ويجيء ويزأر وكأنه في قفص مغلق.. هذه المناظر جعلتني أغيّر مكاني مرات عديدة جدًا لكي أراقب وأسجل"(115)

ج- الروح يقودني للفتاة:

أما الأخ (ن) فهو شاب في حوالي الخامسة والعشرين كانت حركاته العصبية تزيد على أترابه، فلا يستقر في مكان وعيناه مغلقتان.. اتجه إلى إحدى الشابات الواقفات بالصف الأمامي حيث وضع يده على رأسها وأخذ يصلّي بانفعال ورعشة ورأس الفتاة يهتز مع يده وكأن أصابهما تيار كهربائي.. ثم عاد إلى الصفوف الخلفية وهو يصلّي "باسم يسوع" "باسم يسوع".. اقتربت منه أريد سماع ما يردده.. فجأة لم أجده فنظرت يميني ويساري وأمامي ثم وجدته خلفي جالسًا القرفصاء وقد أخفى رأسه بين يديه.. ثم نهض وأخذ يبتسم ابتسامات عريضة تحولت إلى شبه ضحكات.. فسألته: حضرتك كنت متأثر للغاية والآن تضحك.. ما الذي حدث..؟!
فقال بصوت موسيقي: أنا لم أكن متأثرًا.. هذا ليس تأثرًا.. إنه الروح.. كنت ممتلئ بفيض الروح.

س: أنت صليت لإحدى الأخوات.. هل الروح هو الذي قادك إليها أم إنك تختار من تصلّي له..؟
ج: الروح بيرشدني.. بيدفعني لبعض الأشخاص المحتاجين لصلوات أو معجزات.. أنا لم أقصد شيئًا، ولكن الروح هو الذي وجهني.

س: وهل أنت تصنع المعجزات..؟
ج: الله هو الذي يصنع المعجزات.. بواسطتي.

س: أأنت مثل القس (ج)..؟
ج: إحنا كلنا أولاده.. يثق فينا ويرسلنا للبعض في بيوتهم لنصلّي لهم.. أما هو.. (قلت له: النور الأكبر) فهز رأسه بالإيجاب.(116)

وهنا تذكرت ما حدث لسيدة مقيمة في القاهرة وقد تعرضت لموقف صعب إذ زارها بعض الأخوة الرسوليين، وطلبوا أن يصلوا لها، وهي ببساطة سمحت لهم ويا ليتها ما سمحت بهذا.. ماذا حدث..؟!
لا تتعجب يا صديقي عندما أقول لك لقد دخل بها روح شرير، وظلّت تعاني ما يقرب من سنتين.. تحملت العذاب وتعذّب زوجها وأولادها بعذابها.. ولم تنال الشفاء إلا بعد صلوات وأصوام كثيرة وتشفع بالقديسين والشهداء، وبعد أن أخذت درسًا لن تنساه، وقد صارت عبرة للكثيرين نالت الشفاء.. أما الآن فقد صارت ملتصقة تمامًا بأمها الكنيسة الأرثوذكسية.
لقطة (4) من يرقص..؟: من مسرح النيل بالعطارين حيث مؤتمر الكنيسة الرسولية خلال الفترة من 20 - 22/5/96 الذي ينظمه القس ج. ع. ويستضيف المرسل الألماني إريك تيس مع الموسيقار فولتير بالإضافة إلى أحد المرنمين المصريين.
بدأت الترانيم والموسيقى الصاخبة مع التصفيق الشديد.. بدأ البعض يرفعون أيديهم ويلوحون.. يروحون ويجيئون.. يتمايلون ويهزون الوسط.. إحدى الشابات ترقص رقصة عجيبة.. إنها تقفز لأعلى بكل قوتها قفزات سريعة متتالية تشهر قبضتها وتحرك ذراعيها لأعلى والأمام.. تركت مكانها بالصف الأمامي لتستكمل رقصها بكل جسمها..
وقف أحد الخدام على المنبر يحفز الحاضرين بصوت أجش قائلًا: "بطرس قال للمقعد قم وامشي.. فماذا فعل المقعد..؟ قام ورقص.. قام ورقص.. نحن نقول لكم قوموا وارقصوا وأنتم تريدون الجلوس والنوم.. نريد أن نفرح بالرب.. هللويا"
بدأت الترنيمة التالية ووقف هذا الأخ مع بعض الأخوة على خشبة المسرح يرقصون كما يحلو لهم الرقص.. قفزات عالية.. تمايلات.. تطويح الأيدي والأرجل.. تعجبت مما يحدث وزاد عجبي عندما علمت أن هذا الشخص المقوماتي هو القس منظم المؤتمر..
عدد كبير من الترانيم مع تصفيق وصراخ وصوت موسيقي يدوي في المكان ويزيد الطينة بلة السماعات الضخمة المنتشرة في المكان.. لا أستطيع أن أواصل الجلوس فكأنني في حلقة ملاكمة واقف مكتوف اليدين والخصم يلطمني لكمات قوية وسريعة، وأنا أتجلّد لكيما أستكمل هذه الليلة الغبراء.. أخيرًا بدأ القس إريك تيس يعظ عن بارتيماس الأعمى.. أجاد في الوصف وجذب الحاضرين بحديثه، والأخ (م) الذي جاء معه من القاهرة يترجم له.
عقب العظة حدث أمران:

الأول: الذين يريدون أن يقبلوا يسوع مخلصًا شخصيًا يتقدمون.. تقدم كثير من السيدات مع قليل من الرجال.. وقف إريك يصلّي والمترجم يترجم وهم يرددون.. عقب الصلاة طمأنهم بأنهم قد نالوا الخلاص، وملكوا الملكوت، حتى لو مات أحدهم في هذه الليلة فهو يضمن له الملكوت.. طلب من الرجال أن يتوجهوا إلى حجرة بيمين المسرح، والسيدات إلى حجرة بشمال المسرح، وطلب من القادة أن يدخلوا معهم ليتحدثوا إليهم..
الأمر الثاني: الذين يعانون من أي مرض أو مشكلة خاصة بهم أو بأحد أقاربهم يتقدمون للأمام.. خرج الكثيرات والكثيرون.. قال إريك: أنا سأصلي لكم وكذلك القسوس والقادة فلا يهم من يصلّي لأن الله هو الذي يشفي.. بدأ إريك يصلّي على الواحد تلو الآخر، وانتشر ستة من الخدام كل منهم يريد أن يصطاد أحدًا يصلّي له ويضع يده على رأسه.. وكان هناك بعض المواقف المثيرة فمثلًا سيدة بدينة جدًا انطرحت على الأرض تحت يد إريك وأطلقت صرخة مدوية في المكان.. رجل يصرخ وصوته يتغير لأنه يعاني من الأرواح الشريرة، وكثير من الخدام يتناوبون عليه بالصلاة ويأمرون الروح أن يخرج منه دون جدوى.. الشيخ (ج) وهو من الكنيسة الخمسينية رأيته منذ أيام يسقط تحت يد الأخ (ن) أما اليوم فهو يُسقط الناس، وقد أثر فيّ منظر إحدى الأمهات التي اقتربت إليه ومعها ابنتها حوالي التسع سنوات، وما أن وضع يديه على هذه الابنة حتى سقطت على الأرض لأنها كانت مهيئة لمثل هذه الأمور وهو يصيح "شفاء.. شفاء لهذه النفس.. باسم يسوع.. باسم يسوع" ثم يتركها ساقطة لكيما يبحث عن آخر يسقطه.. أحد الخدام جمع حوله أربعة أشخاص يضع يديه عليهم ويصلّي ثم يتحول إلى سوستة ينثني ويرتفع بدون توقف لمدة طويلة.. وامتلأت القاعة هرجًا ومرجًا.. صياحًا وانفعالًا.. ولم أستطع الحضور إلا ليلتين فقط.
_____

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:55 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الكنيسة الرسولية في الخارج وفي مصر

بدأت الحركة الرسولية في لوس أنجيلوس بكاليفورنيا عندما اجتمع عدد من المؤمنين السود وأعلنوا عدم رضائهم عن الحياة الروحية الفاترة وأخذوا يصلون من أجل يوم خمسين جديد فبدأوا يتكلمون بلغة غير مفهومة وادعوا أن الروح القدس قد أعطاهم موهبة التكلم بألسنة.. تأثر بهم قس مشيخي من اسكتلندا يدعى إدوارد إرفنج، فبدأ يتبنى حركتهم في لندن وكتبت عنه الصحف الإنجليزية تحت عنوان "الحركة الإرفنجية".

-إدوارد إرفنج (1792 - 1834م):

ولد في ولاية دامفراس ودرس في جامعة أدنبرة ثم عمل ناظر مدرسة، وفي سنة 1822م أصبح قسًا للكنيسة المشيخية في لندن، وواعظًا مشهورًا.. في سنة 1827 بني كنيسة جديدة أوسع لكي تتسع للأعضاء التابعين له.. بدأ ينشر عظاته عن تجسد المسيح وعن المجيء الثاني، وهذه العظات أثارت جدلًا كبيرًا، وعقدت محاكمات كنسية انتهت بالحكم عليه بالحرم وعزله من الكنيسة المشيخية سنة 1833م، فأخذ يتجول في ربوع البلاد يعظ الشعب وأسس طائفة جديدة باسم الكنيسة الرسولية الكاثوليكية التي تؤمن بالتكلم بالسنة وعمل المعجزات، وانتشرت مبادئ هذه الطائفة في انجلترا والمانيا وامريكا فوصل عدد الأعضاء إلى 50 ألف عضو... مات ايرفنج سنة 1834م في جلاسجو ودفن في مدافن الكاتدرائية ثم مات باقي قادة الحركة، ومع نهاية القرن التاسع عشر كانت هذه الطائفة قد انتهت وانتقل أعضائها إلى الطوائف الأخرى. ثم تجددت الحركة في اركانساس سنة 1914م، ومنها انشقت كنيسة يسوع التي تؤمن بتعاليم سابليوس، وتجرى معموديتهم باسم يسوع فقط وليس باسم الثالوث القدوس..
- الكنيسة الرسولية في مصر:

وقد انتقلت أفكار الكنيسة الرسولية إلى مصر عبر المراسلات والمطبوعات.. ونشأت الطائفة في مصر في بيت النحال بأسيوط على يد المرسل الأجنبي براسفورد سنة 1908م حيث عقد اجتماعاته التي انقلبت إلى صياح وصراخ بكلمات مبهمة مدعين أن الروح حل عليهم.. وللكنيسة الرسولية في مصر مجلتين هما "صوت في البرية"، "كوكب الصبح".
- ويذكر تقرير الحالة الدينية في مصر سنة 1995 ما يلي:
"الكنائس الرسولية: هي مجموعة تؤمن بمواهب الروح القدس كمواهب فردية تعطي لكل شخص على حدة بدأت سنة 1914، ومن أوائل مرسليها: ه. أ. راندل، دوني. أ. بوست. ويتبع هذه الكنيسة ملجأ ليليان تراشر بأسيوط الذي تأسس عام 1916"(117)

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 04:57 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
تحية البلاميث للمتكلمين بالألسنة


موهبة ليست صحيحة
فكرة عن الألسنة واللغات
شرط التكلم بألسنة أن تكون اللغة مفهومة
الحركة عبر التاريخ
الكذب والخداع
قيادة المرأة
الربط بين معمودية الروح والتكلم بألسنة

لضيق المجال نقتطف بعض الفقرات التي يعبر بها البلاميث Plymouth brethren عن رأيهم في موضوع التكلم بالألسنة.

موهبة ليست صحيحة:

"الواقع أن الألسنة الحاضرة ليست صحيحة بدليل أنها لو كانت صحيحة لكان في إمكان المرسلين من هذه الحركة أن يتوجهوا إلى أماكن نائية لا يعرفون لغتها وينادوا بالإنجيل بألسنة تلك الجهات دون أن يتعلموها، أما كان ذلك أجدى وأكثر نفعًا من التكلم بألسنة غير مفهومة في اجتماعات كل الحاضرين فيها لهم لغة واحدة"(118)
"في منتهى الأهمية ومن الضروري أن نبحث بتدقيق في ضوء كلمة الله عما يقال بخصوص الألسنة، وخصوصًا وأن الكتاب يعلمنا أن الشيطان وملائكته يغيرون شكلهم إلى شبه ملائكة نور، وأنهم أيضًا يعملون قوات وآيات وعجائب كاذبة للخداع والتضليل"(119)
فكرة عن الألسنة واللغات:

عندما حل الروح القدس على التلاميذ ظهر بشكل "السنة منقسمة كأنها نار" (أع3:2)، "وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى" (أع4:2)، والجموع الحاضرين قالوا: "إننا نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله" (أع11:2) فيقول البلاميث: "فالشهادة لم تعد كما كانت قبلًا قاصرة على لسان واحد أو لغة واحدة لمخاطبة اليهود دون سواهم.. ولكن ألسنة منقسمة، لغات عديدة. فإن كلمة خبر الإنجيل كان يجب أن تذهب إلى شعوب عديدة خارج حدود إسرائيل.. الألسنة لإزالة الحواجز التي نشأت عن بلبلة الألسنة في بابل.. والتلاميذ الذين لم يتعلموا أية لغات كما قيل عنهم في (أع13:4) "عاميين وعديمي العلم" تكلموا عن عظائم الله لليهود الغرباء بلغاتهم المختلفة وكان كل واحد من اليهود الغرباء يسمع الشهادة عن الله بلغته التي وُلد فيها"(120)

"ونلاحظ أن هذه الحالات الثلاث المذكورة في سفر الأعمال (التكلم بألسنة) كانت مرتبطة ببداية الكنيسة.. وفي الرسائل نجد التكلم بألسنة في (1كو12-14) فقط حيث نلاحظ ما يأتي:
1. كل إظهارات الروح بما في ذلك التكلم بألسنة تعطى للمنفعة (7:12)
2. ليس الجميع يتكلمون بألسنة ولكن الروح أعطى ذلك للبعض منهم فقط (8:12-11، 28-30).
3. التكلم بألسنة هي آخر المواهب الروحية حسب ترتيب كلمة الله.
4. هذه الأقوال الواردة في (1كو12-14) لا تجعلنا نستنتج أبدًا أن التكلم بألسنة موهبة باقية..
5. موهبة التكلم بألسنة لم تعط لتمارس في الكنيسة، بل بالحري كآية لغير المؤمنين (1كو19:14-25).. وهذا في تمام الموافقة مع ما نجده في أعمال2"(121)

"أما في الإصحاحات 12، 13، 14 من رسالة كورنثوس فنجد التكلم بألسنة مذكور كموهبة.. وفيها نرى أن التكلم بألسنة عندما كانت هذه الموهبة موجودة هي أصغر المواهب ويوجد خمسة عشر دليلًا على ذلك.. ونلاحظ أن هذه الموهبة لم تذكر إلا في رسالة كورنثوس حيث كان المؤمنون جسديين فكانوا أغنياء في العلم ولكن فقراء في المحبة"(122)
شرط التكلم بألسنة أن تكون اللغة مفهومة:

هل كان المتكلم بألسنة يفهم الأقوال التي يتكلم بها..؟ إذا كانت الألسنة صحيحة فلا شك أن المتكلم بها كان يفهمها وإلا فكيف يبني نفسه كما نقرأ في (1كو4:14) أن لم يكن عقله يفهم ما يقوله فهو يكون كالببغاء يردد كلامًا بلا معنى ويكون كلامه هذيانًا.. ومما لا شك فيه أن الألسنة التي كانوا يتكلمون بها هي لغات حقيقية موجودة في العالم وليست رطانة بلا معنى أو لغات جديدة مخترعة"(123)
- الحركة عبر التاريخ:

"قام في القرن الثاني الميلادي شخص يدعى مونتانوس ادّعى أنه نبي ملهم.. ولما كان يتملكه الروح الرديء كان ينطق بأقوال تجديفية ويقول: "أنا الرب الإله القادر على كل شيء والذي نزل في إنسان" وكان هذا المجدف وشركاؤه يتكلمون بألسنة.. وقد ازداد أنصار هذا الرجل عددًا حتى انضم إليهم أناس من إيطاليا وفرنسا وأفريقيا الشمالية، وإزاء هذه الحركة اجتمع مجمع في سنة 235م، وبعده في سنة 381م اجتمع مجمع القسطنطينية، وكلاهما حكم بأن تلك حركة شريرة.. وما أن استهل القرن الخامس حتى أخذت هذه الحركة تموت بالتدريج"(124)
"يشهد التاريخ أن التكلم بألسنة انقطع بعد أيام الرسل مباشرة إذ قال أثناسيوس الرسولي في كتابه الموضوع هنا في مصر "كمال البرهان في حقيقة الإيمان" أن الله لم يعطنا موهبة الألسنة ولا صنع الآيات مثلما أعطاها لرسله في أيام الكنيسة الأولى.. ففي أيام أثناسيوس الرسولي لم يكن التكلم بألسنة موجودًا.. وتاريخ الكنيسة بأقلام مؤرخين كثيرين لا يشير إلى وجود هذه الموهبة في كل التاريخ إلا في بعض حالات خاطئة شجبتها المجامع.. إذ ظهر بين أن وآخر أناس قاموا بهذه الحركة واجتمعت المجامع وبحثتها وقررت بطلانها.. وكتب اكليمندس أحد أباء الكنيسة في الأسكندرية يشجب هذه الحركة واستشهد بكتابات أفلاطون الفيلسوف الذي كتب قبل المسيح وقال أن أناسًا من عبدة الأوثان يعملون ذلك.. كانت تتملكهم أرواح شريرة فكانوا يتكلمون بلغات غير مفهومة ولا يتكلمون بلغتهم الأصلية.. ومنهم بعض النساء كن يدعين النبوة ويأتين بحركات عصبية مقترنة بشحوب في اللون وشعث في الشعر ورطانة غير مفهومة.. وقد صور بريجيت الشاعر المشهور هذه الحالة في قصيدته المشهورة.. وفي العصور المتأخرة كان من قادة المتكلمين بألسنة رجل انجليزي في الكنيسة المشيخية اسمه أنفيل الذي صرح بأن الرب يسوع له المجد كانت له طبيعة خاطئة ساكن فيها وانتهى به الأمر إلى عزل جماعته عزلًا شائنًا.. لقد حذر الرسول بولس الكورونثيين نظرًا لانتشار التكلم بألسنة بينهم من دخول أقوال شيطانية تجديفية في وسطهم فكانوا مطالبين بتمييز الأرواح (1كو10:12)"(125)


"وفي فترة الإصلاح ما بين سنة 1517، 1648 قامت في ألمانيا شيعة ادعى أصحابها التكلم بأسنة وبعمل معجزات الشفاء، وحوالي سنة 1650 قام "الأنبياء الفرنسيون" وادعوا المواهب الرسولية والتكلم بألسنة، وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر قامت في غرب اسكتلندا بدعة "الألسنة الغير مفهومة" ولما نما خبر هذه البدعة إلى ادوارد ايرفنج انضم إليها وأصبح فيما بعد علمًا من أعلامها.. ومنه انفلتت العدوى إلى أعضاء كنيسته في لندن حتى كانت تلك الكنيسة مشهدًا للتكلم بألسنة وانتهى به الحال إلى عزله بواسطة كنيسته المشيخية بلندن عزلًا شائنًا مزريًا، وامتد أثره إلى الكنيسة الكاثوليكية وكان من أتباعه فيها روبرت باكستر"(126).
الكذب والخداع:

رجل عالم بلغات كثيرة اسمه القس س. أ. بولوفينا يقول ما ملخصه بأنه حضر أحد هذه الاجتماعات وجلس في المقاعد الأمامية واستمع لمن يتكلمون بألسنة ورغم أنه على دراية بحوالي خمس لغات إلا أنه لم يفهم ما يقولون، فأعاد الكرة واصطحب معه سبعة رجال علماء في اللغات حضروا الاجتماع.. "ولما كان بينهم رجل ادعى بحصوله على موهبة الترجمة، وبدأوا في حركتهم المعتادة، ولم أقدر أنا وزملائي أن نفهم لفظة واحدة مما رطنوا به وأخيرًا قام المترجم وقال أن المتكلم الأول استعمل اللغة الروسية.. وقد دهشت لهذا الادعاء المكشوف لأنني كنت أجيد اللغة الروسية أكثر مما كان يجيد لغته الإنجليزية.. ومرة أخرى حضرت اجتماعهم وبعد أن أتموا ما اعتادوا عليه وقفت أنا الآخر لكي أشهد واقتبست (يو3:3) ونطقته بلغة أهل هنغاريا.. وكم كانت دهشتي عظيمة حينما وقف المترجم وقال: تكلم الأخ باللغة الفرنسية وكان كلامه من (أع19) فقلت له: يا صاحب لماذا هذا الكذب المفضوح..؟ فقد تكلمت الهنغارية واقتبست (يو3:3) فلماذا هذا الكذب وإلصاقه بالروح القدس"(127)
قيادة المرأة:

يقول هـ. ل. هايكوب:
"نجد في الجماعات التي تتكلم بألسنة مكانًا بارزًا للمرأة كانت تتقدم الحركة وتقود الصفوف متجاهلين كلام الله الواضح في (1تي11:2-15) عن صمت المرأة في الكنيسة.. وهذه للأسف ظاهرة مميزة لكل الجماعات المرتدة عن المسيحية والتي تعلم تعاليم شريرة تمس مجد ربنا يسوع المسيح الابن الأزلي.. مثال ذلك: جماعة العلم المسيحي التي تقودها مسز إدي، والثيوصوفية (حركة نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1875 وبنيت على أساس من التعاليم البوذية) وقائدتها السيدة بلافاتسكي وبعدها آني بيسانت والسبتيون الأدفنتست وقائدتهم مسز هوايت.... الخ. وبين الروحانيين هناك أكثر من عشرة وسطاء روحانيين من النساء مقابل وسيط واحد من الرجال..!"(128)

ويقول ناشد حنا:
"يقولون أيضًا أن المقصود بالمرأة في (1تي12:2) المرأة المتزوجة أما الفتاة العذراء فليست في نطاق المنع، وبناء عليه أجازوا للفتيات غير المتزوجات الوعظ والتكلم بألسنة في الاجتماعات إلى حد أنه كان عدد المتكلمين بألسنة من الفتيات أكثر من عدد الرجال في بعض الاجتماعات.. الحقيقة أن أعصاب المرأة تجعلها أكثر انقيادًا للانفعالات وأسرع انقيادًا لتأثير الأرواح المضلة كما نشاهد في معظم حركات التعاليم الباطلة"(129)
الربط بين معمودية الروح والتكلم بألسنة:

يقول ناشد حنا: "الرد على بعض التعاليم المرتبطة بالتكلم بألسنة:
1. التكلم بألسنة دليل على حصول المتكلم على عطية الروح القدس والذي لا يتكلم بلسان ليس عنده عطية الروح القدس. الرد على ذلك:
الثلاثة آلاف الذين آمنوا بوعظة الرسول بطرس أخذوا عطية الروح القدس ولم يتكلموا بألسنة، وكذلك الألفان لأنهم صاروا بعد ذلك خمسة آلاف.. إذا كان الذين لم يتكلموا بألسنة لم يأخذوا الروح القدس يكون رجال الله الأفاضل العظام في كل تاريخ الكنيسة لم يحصلوا على الروح القدس..!
2. يقولون أن المتكلمين بألسنة هم وحدهم المعتمدون بالروح القدس..! ويقولون أن المتكلمين بألسنة هم وحدهم عروس المسيح، وهو وحدهم الذين يأخذهم المسيح عند مجيئه لاختطاف الكنيسة. والرد على ذلك:
بناء على هذا الاعتقاد الخاطئ تكون الكنيسة عروس المسيح قد انقطع وجودها من الأرض مئات السنين من أيام الرسل إلى بدء هذه الحركة (التكلم بألسنة)"(130)
ويؤكد الأخوة البلاميث بأن المعمودية واحدة فيقولون:
"لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد يهودًا كنا أم يونانيين] في هذه الآية جواب واضح وبسيط على التعليم الخاطئ الذي يقول أن بعض المؤمنين يطلب معمودية الروح القدس ويحصل عليها بعد جهاد، لكن الرسول يقول صريحًا: لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا"(131)
"ألعل الجميع يتكلمون بألسنة.. (1كو13:12)] هذا السؤال يفيد أن ليس الجميع يتكلمون بألسنة مع أن الجميع اعتمدوا بمعمودية الروح القدس إلى جسد المسيح فلا يوجد ارتباط بين معمودية الروح القدس والتكلم بألسنة كما يقول البعض"(132)
"فالخمسة آلاف الذين آمنوا في بداية الكنيسة لم يتكلموا بألسنة، والذين آمنوا في السامرة لم يتكلموا بألسنة، والخصي الحبشي لم يتكلم بألسنة، والذي آمنوا في كل الأماكن التي بشر فيها بولس الرسول وغيره مع أنهم جميعًا بلا شك قبلوا عطية الروح القدس وختموا بالروح القدس عند إيمانهم ولكنهم لم يتكلموا بألسنة"

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:00 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كنيسة المسيح

لم يذكر الأستاذ أديب نجيب سلامة في كتابه "تاريخ الكنيسة الإنجيلية" شيئًا عن كنيسة المسيح إلا أنها استقلت عن الكنيسة الرسولية سنة 1948.
مساء الأحد 22/10/95 ذهبت إلى كنيسة المسيح قبل ميعاد الاجتماع لاحظت كثرة من الآلات الموسيقية (اورج - اكورديون - كمان - درامز) واحد الشباب يقوم بضبط الدرامز.. تصفحت كتاب الترانيم "ترانيم الخلاص" - الطبعة التاسعة سنة 1992 وجدته يحتوى على أكثر من أربعين ترنيمة أرثوذكسية مثل: وسط البحر الهائج - يا رعاة من النوم - قام حقا قام رئيس السلام - ربي اجذبني - يا من بحضوره - لو لم يحبني المسيح - يا سائح للقاء يسوع..... الخ، ويوجد بالكنيسة أيضا للبيع تقويم الخلاص سنة 1996 به صورة الطفل يسوع مع العذراء مريم ويوسف النجار.. تعجبت في نفسي وقلت: ما لكم والصور يا بروتستنت؟!
تقدمت للشاب أساعده في ضبط آلته الموسيقية.. علمت أنه ابن قسيس الكنيسة.. سألته عن ميثاق ومبادئ كنيسة المسيح فاعتذر بأنه حديث في هذه الكنيسة لأنه لوقت قريب كان يصلي بالكنيسة المشيخية، ومع هذا فقد أجاب على بعض الأسئلة:
س: ما هو الفارق بين كنيسة المسيح والكنيسة الرسولية؟

ج: كنيسة المسيح تجمع بين المشيخية والرسولية، فهي تؤمن بمعمودية الروح القدس والتكلم بالسنة ولكنها لا تنتعش مثل الرسولية.
س: هل تعمدت بمعمودية الروح القدس..؟ وهل تكلمت بالسنة..؟

ج: لا.. لم أتعمد بمعمودية الروح لأني حديث في كنيسة المسيح، وأيضًا لم أتكلم بالسنة.
بدأ الاجتماع وتقديم العشاء الرباني.. وفي الختام سلم عليّ القس ورحب بي، وأخذت منه ميعاد يوم الثلاثاء للجلوس معه.. وفي يوم الثلاثاء التقيت معه عقب الاجتماع.. كانت الجلسة مملوءة بالترحيب والابتسامات ومحاولة كسب الزبون..
س: متى نشأت كنيسة المسيح..؟ وأين..؟

ج: نشأت كنيسة المسيح في وقت معاصر بالقاهرة، وقد بدأها القس سامي حبيب. أما الكنيسة الأم فهي بالقاهرة 25 ش قبة الهوى شبرا مصر.
س: هل يتبعها كلية لاهوتية؟

ج: ليس لها كلية لاهوتية، والقسوس التابعين لكنيسة المسيح قبل رسامتهم يؤهلون بالدراسة في كلية اللاهوت الرسولية.
س: من الذي يقوم برسامة القسوس؟

ج: القس سامي رئيس الطائفة مع قسوس المجمع.
س: هل كنيسة المسيح تعترف بمعمودية الأطفال؟

ج: المعمودية للكبار فقط لأنها تمنح بناء على الإيمان.
س: هل المعمودية تهب الولادة الجديدة؟


ج: الولادة الجديدة هي الولادة من فوق.. هي التجديد، وهذا يحدث للإنسان قبل المعمودية ثم تأتي المعمودية كإعلان عن الولادة الجديدة.. ولكن الإنسان يستطيع أن يخلص بدون معمودية لأن الخلاص بالتجديد وليس بالمعمودية.
س: ما رأيك في معمودية الروح القدس والتكلم بألسنة؟

ج: معمودية الروح القدس اختبار مبارك.. الروح يسود على كل كيان الإنسان، ومن علامات معمودية الروح التكلم بالسنة.
س: هل تكلمت بالسنة، وهل كانت اللغة مفهومة؟

ج: نعم تكلمت بالسنة، واللغة كانت مفهومة بيني وبين الله، ولكن الواقفين حولي لا يفهمون.
س: الم يكن التكلم بالسنة موهبة لازمة للكرازة في القرن الأول الميلادي فقط لأنه ما فائدة أن أتكلم بلسان لا يفهمه الآخرون؟

ج: المتكلم بالسنة يبنى نفسه.. والإنسان الذي تجدد ضامن الملكوت تمامًا لا شك في هذا..
س: كيف يصل الإنسان لهذه الدرجة من الثقة وهو مازال في مرحلة الجهاد، والجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد والإنجيل يحذرنا "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة".

ج: معنى قول الإنجيل "تمموا خلاصكم" أي "انشروا خلاصكم" بشروا برسالة الخلاص.
س: كيف تجددت؟ ألم تكن أرثوذكسيًا؟

ج: نعم كنت أرثوذكسي أصلّي وأتناول في كنيسة العذراء شبرا.. كنت أصلي في الكنيسة وأخرج أغني (يتمتع هذا القس بصوت موسيقي ويجيد العزف على الأكورديون) وأسقط في بعض السهوات.. لم تكن حياتي مقدسة بالكمال للرب.. تعرفت على القس سامي الذي دعاني للخدمة وكان يشجعني على تسليم حياتي للرب واختبار التجديد في حياتي.. في ليلة ركعت بجوار السرير فسمعت صوت داخلي يقول "لو مت الآن فلن تدخل السماء"، وشعرت كأنني عصفورة مربوطة بخيوط إلى الأرض، فقلت للرب: العصفورة لا تستطيع أن تقطع الخيوط فسمعت صوت الرب يطمئنني بأنه سيقطع هذه الخيوط، ووضع الروح القدس أمامي الآية "تحب الرب إلهك من كل قلبك" فطلبت المعونة من الله لتنفيذ هذه الوصية.. وفي الصباح لاحظت علامات التجديد فاستيقظت مبكرًا وبدأت التسبيح والصلاة للسيد الرب سيدنا، وكلامه أصبح في فمي مثل الشهد.. لقد تجددت وخلصت من كل خطاياي في لحظة تسليمي للرب.
س: ألم يكن في إمكانك تعديل خط سيرك مع الاستمرار في أرثوذكسيتك؟

ج: طبعا كان من الممكن أن يحدث هذا والكنيسة الأرثوذكسية بها قديسون عظماء، ولكن حتى لا ينحصر النور في جهة واحدة لذلك أعطى الله لكل طائفة نعمة.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:01 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
لقطات من كنيسة المسيح

لقطة (1):

مساء الأحد 22/10/95 بدأ الاجتماع ووقف البعض يصلون والبعض جالسين يصلون أيضًا، وصلّى الواحد عقب الآخر ثم وقف أحد الإخوة يصلي بانفعال زائد ويصرخ بكلمات سريعة الطلقات.. لقد ذكرني بأنبياء البعل الذين ظلوا يصرخون لإلههم..
المنضدة عليها مفرش من القطيفة الحمراء مطرز عليها صليب باللون الأصفر تمامًا مثل مفارش مذابح الكنيسة الأرثوذكسية.. على المنضدة صينية لونها ذهبي بها كاسات زجاجية صغيرة بكل منها نبيذ حتى منتصفه، وتعلو هذه الصينية صينية أخرى بنفس اللون الذهبي بها قربانة من الكنيسة الأرثوذكسية، وعلى هذه الصينية قبة عليها صليب بنفس اللون.. ويغطي الصنيتان مفرش قماش مطرز عليه "اصنعوا هذا لذكري" ويحيط بالآية عدة صلبان على الرسم القبطي مثال الابروسفارين.

بدأ القس (ج) يقسم القربانة مع القس الضيف (م) الذي أتى من مديرية التحرير، كل منهم أخذ نصف القربانة وقسمها في صينية بلاستيك عليها مفرش أبيض مطرز بصليب أحمر. ثم قدم أحدهما للرجال والآخر للسيدات، وكل شخص من الواقفين يأخذ القطعة يحتفظ بها، وفي التوزيع كان القس (ج) يردد نبؤات إشعياء عن آلام المسيح.. وعقب عودة القسان إلى المنضدة صلى القس (ج) وقال "وعند العشاء أخذ خبزًا وشكر وبارك وقسم وأعطى تلاميذه قائلًا كلوا منه كلكم "وعندئذ أكل كل الواقفون ما معهم من قربان.. وتكرر الموقف مع الكاسات الصغيرة، وفي النهاية طلب القس من المصليين أن يخرجوا للأمام ليصلوا معًا، وبدأ بعض الأشخاص يصلون وهو يردد كلماته هللويا.. آمين.. يسوع.. نعم.. مجدًا للآب.. الخ.
لقطة (2):

مساء الأحد 29/10/95 توجهت إلى كنيسة المسيح فوجدت مهرجانًا.. عدد من الخدام مع القس (م) ضيف الأسبوع الماضي، والقس (ج) غير متواجد لأنه خارج الإسكندرية.. أحد الخدام وهو شخص ضخم كان يعظ، وعظته دارت حول "كفاك قعودا في هذا الجيل" وأخذ يردد "الروح القدس يطلب من كل واحد أن يترك مكانه الآن.. الروح يحدد الاتجاه الجديد لك.. قد ترى أن هذا الوقت غير مناسب لك لكن عليك أن تطيع.. يمكن أن أصلى معك ليعلن الروح لك عن اتجاه سيرك، ولكي يهز الروح عشك فترتفع إلى فوق.. ثم ترك العظة واخذ يصلى على أصوات الموسيقى.. حركاته تتجه إلى العنف وهو يناشد الروح أن يعلن لكل واحد اتجاه التحرك.. نزل وسط صفوف المصلين، وظهر معه خمسة خدام آخرين منهم القس (م) يذهبون ويجيئون في حركات اقرب إلى الهستيرية.. الواعظ يحتضن القس ويصليان معا.. ثم ينتقل من مكان إلى آخر.. يذهب إلى إحدى الفتيات الجالسات فيضع يده على ظهرها ويصلي معها ثم ينتقل إلى فتاة أخرى واقفة فيضع يده على كتفها ويصلي معها ويهزها، ثم ينتقل إلى رجل ويفضي ببعض الكلمات في أذنه والرجل يهز رأسه علامة الخضوع..
غيرت مكاني وخرجت للأمام لكي أعطي الواعظ فرصة ليقل لي شيء، ونظرت إليه كثيرًا وهو يتجاهلني فقلت له: "أنا لم أشعر بشيء يحدثني"، فوضع يده على كتفي طالبًا مني الاستمرار في الصلاة.. أحد الأخوة يجلس أمامي يبكي:" يا رب أرفعني.. يا رب أرفعني.. يا رب.." والواعظ ينحني معه قائلًا: "لا تخف.. الرب يعولك.. الرب ينقذك.." همست في أذن الواعظ: قل له (للروح) ليقل لي شيئًا فتجهم وجهه قائلًا: أنت تصلي.. صلي، وأنا لو في حاجة من جهتك سأقول لك.
أضطرب المحفل والجميع يطلبون إعلان الروح لهم للتحرك وهم لا يكفون عن الحركة ذات اليمين وذات اليسار، والمرنم ضبط زنبلقه فلا يتوقف عن الحركة.. الواعظ يتحرك بين الصفوف مغمضًا عينيه ومحركًا يديه كأنه في حلبة مصارعة.. إنه يصرخ بصوت مرتفع ويتأوى.. آه.. أه..آه.." الخدام الستة لا يكفون عن الحركة والتجوال أخيرًا وقف الشيخ (س) يصلي، ثم تقدم بعض الأخوة وبعض الأخوات للصفوف الأمامية يصلون ويشكرون الروح الذي أعلن لهم اتجاه التحرك.. وانتهى الاجتماع بالصلاة الربانية.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:03 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كنيسة النعمة الرسولية | كنيسة النعمة
كنيسة النعمة الرسولية
كنيسة النعمة
أولًا: مبادئ كنيسة النعمة
1- انبثاق الروح القدس
2- معمودية الروح القدس
3- التجديد عمل مستمر وليس لحظي
4- المعمودية للكبار والتغطيس مرة واحدة
5- العشاء الرباني فريضة أسبوعية
6- فريضة غسل الأرجل
7- المجيء الثاني والاختطاف والملك الألفي
ثانيًا: الهيكل التنظيمي
1- الكنيسة المحلية
2- المجمع العام
ثالثًا: نظام الخدمة
1- العضوية العامة
2- العضوية العاملة
أ- القسوس
ب- الشيوخ المعلمون
ج- المبشرون المفرزون
د - الشيوخ المدبرون
ه- الشمامسة

كنيسة النعمة الرسولية

بدأت 1935 في المنيا على أيدي مرسلين كنديين، ولها مجلة تدعى "بشير الإنجيل".
كنيسة النعمة

انشقت عن كنيسة النعمة الرسولية 1940م.. يرأسها الآن د. ق سامي حنا غبريال.. حصلت على ميثاق هذه الكنيسة عن طريق أحد الآباء الكهنة المحبين الذين لا يملون عن تشجيع صغار النفوس من أمثالي، وعندما نطالع هذا الميثاق نلاحظ الآتي:
أولًا: مبادئ كنيسة النعمة:

1- انبثاق الروح القدس:

كنيسة النعمة تخالف الكنائس الإنجيلية في موضوع انبثاق الروح القدس، فبينما الكنائس الإنجيلية تنادي بأن الروح منبثق من الآب والابن (وراثة من الايمان الكاثوليكي) فان كنيسة النعمة تعلم أن الروح القدس منبثق من الآب فقط.
نؤمن بالروح القدس. الرب المحيي. المنبثق من الآب." مادة (2)
2- معمودية الروح القدس:

يقول الميثاق "ونؤمن باختبار المعمودية بالروح القدس.. بعد تطهير القلب بالإيمان.. فيمتلئ المؤمن بالروح القدس الذي يسيطر على قلبه ولسانه فينطق بالسنة جديدة كعلامة على نواله هذه المعمودية" (د) من مادة (2)
ويشترط في المتقدم للخدمة أن يكون قد نال اختبار معمودية الروح القدس. أو على الأقل يؤمن بهذا الاختبار ويقر أنه يطالب الرب به (5) منم. (17)
3- التجديد عمل مستمر وليس لحظي:

تخالف كنيسة النعمة المبدأ البروتستنتي الذي ينادي بأن الخلاص في لحظة،فيقول الميثاق عن التجديد أنه اختبار روحي تجريه نعمة الله في قلب الخاطئ التائب. وهو نقطة البداية في الحياة الروحية.. وأن التجديد عمل استمراري يكمل ببلوغ الحياة الأبدية (ه) منم. (2)
4- المعمودية للكبار والتغطيس مرة واحدة:

تشترك كنيسة النعمة مع الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى في هذه النقطة "نؤمن بمعمودية الماء للبالغين بالتغطيس مرة واحدة باسم الآب والابن والروح القدس.. وأنها الدليل على موت المؤمن وقيامته مع المسيح" (ح) منم. (2)
5- العشاء الرباني فريضة أسبوعية:

"نؤمن بفريضة العشاء الرباني.. وواجب ممارستها كل أسبوع.. وأن المائدة تقدم لكل المؤمنين كل على مسئوليته الخاصة أمام الرب" (ط) منم. (2) وهم في هذا يخالفون الأخوة البلاميث المغلقين فلا يسمحون لأحد بالاشتراك في المائدة إلا بعد الاختبار الدقيق وقبوله عضوًا بالجماعة كما سنرى فيما بعد.

6- فريضة غسل الأرجل:

وفي هذا تشترك مع كنيسة الله "تؤمن بفريضة غسل الأرجل.. التي ترمز للصلة المقدسة التي تربط المؤمنين معا.. وتعلن المساواة بينهم كأخوة وخدام متواضعين.. خادمين بعضهم البعض" (ل) منم. (2)
7- المجيء الثاني والاختطاف والملك الألفي:

"نؤمن بمجيء الرب يسوع ثانية مجيئًا حرفيًا وذاتيًا ليخطف الكنيسة عروسه. كما نؤمن بملك المسيح الألفي ملكًا حرفيا تنعم فيه الأرض كلها بالسلام" (ك) منم. (2)
ثانيًا: الهيكل التنظيمي:

1- الكنيسة المحلية:

يظهر من الميثاق اهتمام كنيسة النعمة بالنواحي المالية والإدارية.. لكل كنيسة محلية جمعية عمومية تتكون من جميع الأعضاء وتنعقد سنويا ويرأسها قس الكنيسة (م25)، وتختص الجمعية العمومية بانتخاب أعضاء مجلس الكنيسة، وقبول أعضاء جدد، والفصل في المنازعات (م26)، أما مجلس الكنيسة المحلية فيتكون من خمسة أعضاء على الأقل برئاسة راعى الكنيسة منهم نائب الرئيس والسكرتير وأمين الصندوق، وينعقد المجلس شهريًا (م27)... يهتم السكرتير بدفاتر وأختام الكنيسة والتوقيع مع الرئيس على أذونات الصرف (م30).. ويهتم أمين الصندوق بالتبرعات وتنمية موارد الكنيسة ويقدم تقرير شهري بالحالة المالية للمجلس (م31).. كما تعين الجمعية العمومية مراقب حسابات يقوم بمراجعة حسابات الكنيسة (م32).
2- المجمع العام:

المجمع العام هو المسئول عن جميع كنائس النعمة "يعتبر المجمع العام لكنائس النعمة بمثابة الجمعية العمومية لهذه الكنائس.. وهو يضم جميع الكنائس والاجتماعات التي تحمل اسم كنيسة النعمة.. فالكنيسة التي بها خادم محلى مرتسم يمثل بخادمها (القس) وواحد من شيوخها، والكنيسة التي ليس بها خادم محلى مرتسم تمثل باثنين من الشيوخ.. الاجتماعات الصغيرة تمثل بخادمها فقط أو احد شيوخها (م3).. وينعقد المجمع العام مرة كل سنتين (م4) حيث يهتم بالنظر في التقارير المرفوعة من الكنائس المحلية، وقبول الكنائس الجدد، ورسم السياسة المالية، وإقرار مشروع الميزانية (م7).. ويختار المجمع العام بالاقتراع السري خمسة أعضاء يكونون اللجنة التنفيذية منهم الرئيس العام ونائبه والسكرتير العام وأمين الصندوق العام وعضو.. ويكون ثلاثة منهم على الأقل من الخدام المرتسمين (م8).. وتنعقد اللجنة التنفيذية مرة كل ستة أشهر (م9) حيث تهتم بقبول خدام جدد للخدمة الرعوية والقيام برسامة من اعتمدت تزكيتهم من المجمع، والفصل في الخلافات ومشاكل الكنائس المحلية، وحماية كافة الحقوق للكنائس التابعة لكنيسة النعمة، وإذا تم حل كنيسة محلية تؤول جميع ممتلكاتها للمجمع العام (م10).. يقوم الرئيس العام برئاسة اجتماعات المجمع العام، والتوقيع على عقود أملاك الكنيسة، والتوقيع على أذونات الصرف (م11).. ويقوم السكرتير بحفظ أختام المجمع العام، وسجلات الخدام والمبشرين والشيوخ والشمامسة وصورة من كشوف العضوية لكل الكنائس المحلية، ويتولى تدوين ما يجرى من مناقشات وما يتخذ من قرارات في جلسات المجمع العام.. ويقوم أمين الصندوق بالاهتمام بالاشتراكات والتبرعات والتقدمات والعشور وتنمية الموارد المالية (م14).. وينبثق من المجمع العام بعض اللجان العامة مثل لجنة الانتخابات ولجنة المباني واللجنة المالية ولجنة الشباب ومدارس الأحد ولجنة السيدات (م15).
ثالثًا: نظام الخدمة:

ويوجد بكنيسة النعمة عضوية عامة، وعضوية عاملة:
1- العضوية العامة:

وتبدأ بقبول العضو الجديد في الكنيسة المحلية، وقد اشترط الميثاق على العضو الجديد تقديم طلب يعلن رغبته في الانضمام لكنيسة النعمة، ويوضح فيه تجديده واختباره الروحي "يجب على العضو أن يكون مولود ثانية.. ويتقدم بطلب إلى الكنيسة موضحًا فيه اختباره الروحي وإقراره الإيمان بمبادئ الكنيسة واستعداده الخضوع الكامل لنظامها وقراراتها على كل المستويات ويحفظ الطلب مع سكرتير الكنيسة (م33) وتعلن الكنيسة قبول العضو الجديد في احتفال حيث ترحب به وتأخذ عليه التعهدات اللازمة (م36) ولكن إذا تأخر هذا العضو عن سداد التزاماته المادية نحو الكنيسة لمدة ثلاثة شهور بدون تقديم عذر مقبول تزول عنه صفة العضوية (م37).
2- العضوية العاملة:

اشترط الميثاق في تحويل العضو من العضوية العامة إلى العضوية العاملة أن يكون مشهودًا لهذا العضو بالتقوى وحياة القداسة والتمسك بالتعاليم الكتابية والمواظبة على حضور الاجتماعات التعبدية والانتعاشية مع ممارسة الفضائل (م35)، وتشمل العضوية العاملة على:
أ- القسوس:

يشترط الميثاق في المتقدم أن يكون مصري الجنسية، ويشعر بدعوة الرب له، ومشهود له بالتقوى وحسن السمعة، وحاصلًا على إحدى الشهادات العلمية أو اللاهوتية، ويؤمن بمبادئ كنيسة النعمة، وقد نال اختيار معمودية الروح القدس أو على الأقل يؤمن بهذا الاختبار ويقر انه يطالب الرب به (م17)
ويظل المتقدم تحت الاختبار لمدة ستة أشهر، ثم تتم الرسامة بمعرفة اللجنة التنفيذية بعد موافقة المجمع العام، وتتم في حفلة علنية حيث تؤخذ عليه التعهدات اللازمة وتلقى الكلمات المناسبة، وصلاة الرسامة، ثم يعطى للخادم يمين الشركة ويحمل لقب قس (م18)
ويعتبر القس من تاريخ رسامته عضوًا دائما في المجمع العام، ويقوم بممارسة الفرائض الثلاث (المعمودية العشاء الرباني، وغسل الأرجل).
ب- الشيوخ المعلمون:

عند ظهور موهبة الخدمة لدى أحد الأعضاء تزكيه الكنيسة المحلية أمام المجمع العام الذي يعتمد التذكية فتقوم اللجنة التنفيذية برسامته شيخًا معلمًا وتعطيه يمين الشركة في احتفال علني بعد أخذ التعهدات اللازمة عليه، فيختص بالتعليم والرعاية والتدبير ويعتبر عضوًا في المجمع العام وتكون خدمته مجانية (م20).
ج- المبشرون المفرزون:

عندما تظهر موهبة الكرازة لدى أحد الأشخاص ترشحه الكنيسة المحلية أمام المجمع العام فيقيمه مبشرًا متجولًا ويعطي يمين الشركة، ويمكن رسامته قسًا مبشرًا حيث يتجول هذا المبشر المفرز للكرازة بين الكنائس المحلية على نفقة هذه الكنائس (م21).
د - الشيوخ المدبرون:

إذا ظهرت لدى أحد الأعضاء صفات الشيوخ المدبرين (1تي1: 5-9)، (1تي1:3-7) تزكيه الكنيسة أمام الجمع العام فيرسمه شيخًا مدبرًا في كنيسته في حفل رسامة علني (م22).
ه- الشمامسة:

إذا توافرت في أحد الأعضاء صفات الشماس (1تي8:3-13) تزكيه الكنيسة أمام المجمع العام فيضعه فترة تحت الاختبار ثم يرسمه في حفل علني بعد أخذ التعهدات اللازمة عليه، ويختص الشماس بخدمة الموائد وأعمال الرحمة وجمع العطاءات والتقدمات وفعل الخير والتوزيع والعناية بأثاث الكنيسة (م23)

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:15 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كنيسة نهضة القداسة | كنيسة الإصلاح


ذكر الأستاذ أديب نجيب سلامة في كتابه "تاريخ الكنيسة الإنجيلية في مصر" أن كنيسة نهضة القداسة أسسها في مصر القس ه. راندل سنة 1902م، ثم الأسقف تروتر والقس مور من كندا، وقد أشرف عليها الأسقف بلاك خلال المدة 1935-1950م وكان مقيمًا في أسيوط.. وفي سنة 1959 تحول الأشراف من كنيسة القداسة الكندية إلى كنيسة الميثودست الأحرار، وتصدر كنيسة نهضة القداسة مجلة "بوق القداسة".
في شهر سبتمبر سنة 95 توجهت إلى كنيسة نهضة القداسة وحضرت عدة اجتماعات-أنشئت الكنيسة في عام 1917م.. كان اللقاء مع القس (ر. أ.) قس الكنيسة ورئيس مجمع الوجه البحري لكنائس نهضة القداسة.. وتكرر اللقاء في الكنيسة وفي منزله كما تفضل بإعطائي كتيب "القداسة عقيدتي" الذي يعتبر ميثاق الكنيسة.

وعل مدار عدة لقاءات دار الحوار الآتي:
س: من أسس الطائفة في العالم، ومن أسسها في مصر؟

ج: أسس الطائفة في العالم جون ويسلي سنة 1883م، وأسسها في مصر مرسل أجنبي وصل إلى مدينة أسيوط حيث أسس أول كنيسة، والثانية تأسست في أبنوب والثالثة في طما.. أما الآن فقد وصل عدد الكنائس في مصر إلى 115 كنيسة.
س: هل يتبع الطائفة "كلية لاهوت"؟

ج: يتبع الطائفة كلية اللاهوت الوسيلية بأسيوط، وأيضًا يرأس الطائفة أسقف.
س: كيف يخلص الإنسان؟

ج: المحاولات البشرية مرفوضة والله هو الذي يعمل ويُخلّص.
س: هل المعمودية تهب الخلاص من الخطية الجديدة والولادة الجديدة؟

ج: كلا.. المعمودية مجرد علامة على أننا صرنا مؤمنين.. هي تصديق خارجي.
س: هل يشترط التغطيس في المعمودية؟

ج: لا.. المعمودية ممكن تتم بالرش أو السكب أو التغطيس والأفضل بالتغطيس.
س: هل بدون المعمودية يمكن دخول الملكوت؟

ج: نعم.. عدم المعمودية لا يؤدي للجحيم، والآية التي تقول "من لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يعاين ملكوت الله" المقصود بالماء هنا هو كلمة الله.
س: هل يمكن للشخص غير المُعمد أن يتناول من العشاء الرباني؟

ج: نعم.. ممكن الإنسان المؤمن أن يشارك في العشاء الرباني حتى لو لم يكن قد تعمد.
س: هل تؤمن كنيسة نهضة القداسة بمعمودية الروح القدس؟

ج: لا تؤمن بمعمودية الروح القدس.. لأنها هي هي معمودية الماء.
س: وما رأيك في التكلم بالألسنة؟

ج: التكلم بألسنة خداع ولا داعي له.
س: هل تؤمن كنيسة نهضة القداسة بالمعجزات؟


ج: نعم تؤمن كنيستنا بالمعجزات سواء التي يجريها الله بنفسه أو على يد أحد الأشخاص الأتقياء.
س: لماذا لا ترشمون الصليب؟

ج: لا مانع من رشم الصليب.. في إحدى المرات في سرادق العزاء بعد انتهائي من العظة رحب بي أحد الأخوة غير المسيحيين وقال: أنا مبسوط منك جدًا.. وعندما سألته عن السبب قال: لأنك لم ترشم الصليب في بداية كلامك.. فبدأت أرشم الصليب في السرادق لأن الحاضرون ليس جميعهم مسيحيون أما في الكنيسة فلا داعي لرشم الصليب وسط المؤمنين لأن جميعهم يعرفون الصليب.
س: لماذا لا تكرمون السيدة العذراء التي قالت " هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني"؟

ج: كنيسة نهضة القداسة تكرم العذراء.. فالعذراء لها كرامتها في معظم الطوائف الإنجيلية ما عدا البلاميث وقاعة الإنجيل.
س: وما الفارق بين الإصلاح والبلاميث؟

ج: الفرق بين الإصلاح والبلاميث أن البلاميث يؤمنون بالاختيار المطلق للمؤمن بينما يؤمن الإصلاح بالاختيار المشروط.
س: هل سيأتي السيد المسيح أكثر من مرة؟

ج: المجيء الثاني سيكون مرة واحدة للدينونة والمجازاة.. أما البلاميث فإنهم يؤمنون بمجيئان للسيد المسيح المجيء الأول لكي يملك والمجيء الثاني لكي يحاسب ويجازي.
س: هل تؤمن بالملك الألفي؟

ج: كنيسة نهضة القداسة لم تناقش موضوع الملك الألفي.
س: ما رأيك في الاعتراف أمام الكاهن؟

ج: الاعتراف أمام الكاهن خطأ وخطر.. أولًا: لأن الكاهن مديون مثل أي إنسان. ثانيًا: لأن الكاهن ممكن يبوح بالسر.. احكي لك حكاية كان في بلدنا قسيس واعترفت له سيدة بخطية الزنا مع فلان.. فأفشي السر وبسبب التعصبات القبلية دارت معركة بين عائلتين راح ضحيتها 15 قتيلًا.
س: ألا تعلم أن الكنيسة تحكم على الكاهن الذي يفشى سر الاعتراف بالشلح؟

ج: أنه كان مشلوح أصلًا..
س: وما رأيك في الانقسامات الطائفية؟

ج: فائدة الانقسامات الطائفية أنها تحتوى المتضايقين.. إنسان يحدث له مشاكل مع طائفة يجد طائفة أخرى يعبد فيها الله.
س: ما هي الطوائف التي تتبع الميثودست؟

ج: كنيسة نهضة القداسة، كنيسة الله، كنيسة المثال المسيحي وكنيسة الإيمان.
س: هل الانشقاق بين الكنائس الأربع حدث هنا في مصر؟

ج: لا.. حدث في كندا وانتقل إلى مصر عن طريق المرسلين الأجانب.
س: ألا توجد محاولة للوحدة بين الطوائف الإنجيلية؟

ج: يوجد اجتماع شهري لقادة الطوائف الإنجيلية في هذه المدينة وسيكون ميعاده يوم الاثنين 9/10/95 يحضر فيه بعض قادة الكنائس الإنجيلية، وهناك اجتماع ربع سنوي يحضره القادة والشعب من مختلف الطوائف الإنجيلية.
س: هل تسمح لي بحضور هذا الاجتماع المقبل؟

ج: بكل سرور.. أهلًا وسهلًا.
س: كيف يرسم الإنسان قسًا في كنيسة نهضة القداسة؟

ج: في الكنيسة رسامتان.. أولًا: يؤهل الشخص للخدمة عن طريق كلية اللاهوت الوسيلية، وبعد انتهاء الدراسة بنحو سنتين تتم الرسامة الأولى فيصبح الشخص قسًا، ثم بعد خمس سنوات يرسم قس معلم (قس شيخ) وهذه هي الرسامة الثانية، وحينئذ يكون له حق المشاركة في رسامة القسوس الرسامة الأولى.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:17 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
لقطات من كنيسة الإصلاح | ميثاق كنيسة نهضة القداسة

لقطة (1) العشاء الرباني
لقطة (2) رأسي يا قسيس
لقطة (3) لقاء القادة
ميثاق كنيسة نهضة القداسة


لقطة (1) العشاء الرباني:

الكنيسة عبارة عن قاعة كبيرة بها مكان مرتفع بعدة درجات عليه منبر خلفه ثلاثة كراسي، وعلى الجدار صليب خشبي كبير.. القس يرتدى بدلة مع قميص اسود وياقة بيضاء.. العامل (ف) تعرفت عليه فأوضح لي انه كان شماسًا بالكنيسة الأرثوذكسية ثم التحق بالعمل في هذه الكنيسة وانضم إليهم..
العشاء الرباني يقدم في الأحد الأول من كل شهر مرتين في الصباح وفي المساء.. بدأ الاجتماع بالصلاة مع الترانيم الحماسية والتصفيق.. قال القس: من لم يتقدم للعشاء في الصباح يتقدم في الصفوف الأمامية.. تقدم بعض الأشخاص حيث ركعوا على الأرض، وقد اسندوا رؤوسهم على المقاعد الامامية وظهورهم نحو المائدة.. أما المائدة فعليها قربانة من الكنيسة الأرثوذكسية موضوعة في صينية، ومجموعة كاسات زجاجية صغيرة طول الواحد حوالي 4 سم وقطره 2 سم بها أباركة (لم تمزج بالماء وغالبًا ما يقوم القس بتصنيعها) ويعلو الصينيتين غطاء من القماش مطرز عليه صليب كبير محاط بعدة صلبان صغيرة.. وقف القس يقسم القربان وهو يقول: "وبارك الخبز وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي.. يا رب يا من ضحيت بذاتك من أجلنا علمنا أن نضحي من أجلك"، ثم قدم الصينية للراكعين وهو يردد قائلًا: "جسد المسيح يعطى حياة أبدية".. فأخذ كل منهم قطعة احتفظ بها..عاد القس للمائدة ووقف يقول، "ثم أخذ الكأس وشكر وقال خذوا اشربوا منها كلكم.. يا رب يا من سفكت دمك على الصليب من أجلنا نحن غير المستحقين نشكرك"، ثم نزل وانحنى نحو الراكعين يقدم لكل منهم كأسًا وهو يردد قائلًا: "دم المسيح المسفوك على عود الصليب".. بدأ الراكعون يأكلون ويشربون جميعهم في وقت واحد، وانتهى العشاء في خلال سبعة دقائق.. ترك القس باقي القربان والاباركة تحت المفرش.. ما هو مصيرهما؟‍‍!
لقطة (2) رأسي يا قسيس:

مساء الثلاثاء 19/9 كان هناك ضيفًا في كنيسة نهضة القداسة وهو القس (س.ف) الذي تخرج من كلية اللاهوت، وهو الآن مقيم في كندا.. يمتاز بحركاته الكثيرة وعدم استقراره في مكانة على الإطلاق.. يهتز اهتزازات أشبه بالذين في حلقة الذكر.. أما صوته الصارخ فهو فوق طاقة الاحتمال.. كلماته سريعة وانفعاله على أشده.. يحكى اختباراته الروحية.. في احدى المرات كان عائدًا من شبرا المظلات في وقت متأخر ليلًا وركب الترام وقد نسي نقوده فوجد في أرض الترام قرش صاغ واحد قيمة التذكرة.. مجدًا للرب هللويا.. مرة أخرى في الكلية اللاهوتية نفذت نقوده وتأخرت الحوالة المرسلة إليه من أبيه، وكذلك حدث مع صديقه (ظ)، وقف الاثنان يصليان بحماس بالغ حتى أن الصديق (ظ) اخذ يضرب الجدران بكلتا يديه (لماذا لم تقترض مبلغًا من أي صديق أخر؟!!) نزل الاثنان يتمشيان مساء ففوجئا بأحد الجنود ينادى على الصديق (ظ) ويحتضنه ويعطيه جنيهان كان قد اقترضهما منه.. مجدًا للرب مجدًا.. استمرت العظة وقتًا طويلًا جدًا، وأنا أعاني من صوته الصارخ في أذاني أخيرًا انتهت العظة ووقف القس ينادي: "من يريد أن يكلم الله في هذا المساء فليتقدم للأمام"، خرج البعض فلم يقتنع حضرة القس بهم فطلب من جميع الحاضرين أن يتركوا أماكنهم ويتقدموا للأمام.. ففعلنا هكذا ثم طلب من الجميع أن يتشابكوا بالأيادي.. يرفعون أيديهم.. يشجعون بعضهم البعض.. وبدأ هو يصلى بانفعال بالغ يطالب الله بمعجزة وأن يتحدث إلى كل واحد من الواقفين.. عقب الصلاة نادى: "الذي سمع صوت الله يقول هللويا"، فصرخ بعض الواقفين.. هللويا.. هللويا..
خرجت من هذا الاجتماع المنعش، ولا تتصور يا صديقي كيف حالي وما أصابني، فلم يعد سمعي طبيعيًا وجميع الأصوات بدأت أسمعها وكأن هناك حاجزًا زجاجيًا.. توجهت لطبيب الإذن أشكو له حالي.. سامحك الله يا قس كندا.. إلا رحمة بالناس؟!
لقطة (3) لقاء القادة:

مساء الاثنين 9/10/95 لمحنى القس (ر.أ) ذالفًا إلى كنيسة نهضة القداسة فناداني.. دخلت إلى الحجرة فوجدت عدد من القسوس الإنجيليين وبعض زوجاتهم. على جانب من الحجرة توجد منضدة عليها بعض البسكوتات وبعض المشروبات فدعاني لتناول ما أريده..
زوجة أحد القسوس التي كان لها خدمة مع زوجها في منطقة الاُبيّض بالسودان تحكى عن ذكرياتها عندما دعت بعض الفتيات لتعلمهن حياكة الملابس فما كان من الكاهن القبطي إلا انه اغتاظ وغضب إذ كيف تتوجه بناته إلى كنيسة إنجيلية.. اظهر الجميع استيائهم من هذا الكاهن القبطي المتعصب.. أحد القسوس أخذ يذكر حديثه (مع أحد القسوس الأرثوذكس) وكيف برر بل دافع عن عدم رشم الصليب بعلة انه مرسوم أمام عيوننا ونؤمن به وما هذه الحركة إلاّ للمظهرة... القس (ر.أ) يعلم أنني أرثوذكسي دون أن اخبره فأخذ يربت على كتفي مقدمًا اعتذاره، وبطريقة غير مباشرة أفهم القسوس أنني أرثوذكسي ولكنني مستنير فكف القسوس عن هجومهم. انسللت إلى الكنيسة وبدأ الاجتماع بالصلاة، ثم وقف القس (م) يتحدث عن الانتعاش، وكان هذا القس قد عاد من استراليا منذ أيام قليلة فوقف يتكلم عن الخدمة الضاحكة:
الخدمة الضاحكة: هل سمعتم عن الخدمة الضاحكة، وأنا في استراليا أقبل أحد الخدام واستأجر استاد المدينة لعدة أيام حيث أقام خدمة اسماها الخدمة الضاحكة.. حضر له حوالي ثلاثين ألف نفس.. لم يتحدث عن السيد المسيح إلاّ كلمات قليلة، وساد الضحك وسط المجتمعين كعلامة على الانتعاش الروحي.. كل من يدخل الاجتماع يضحك والبعض يضحك حتى يسقط على الأرض فيحملونه خارجًا.. أنها ضحكات هستيرية، ومع نهاية الاجتماع كان قد جمع من المجتمعين 300 ألف دولار وعاد من حيث جاء.. ما الفائدة التي عادت على هؤلاء..؟ لا شيء. كم واحد منهم عرف المسيح واستمر في عبادته بالكنيسة..؟ لا أحد. شخص آخر حضر للإستاد وعقد اجتماعًا روحيًا حضره أعداد ضخمة جدًا، يقف ويحرك يده في تجاه المجتمعين الواقفين فيسقطون على الأرض.. بعد الاجتماع كم واحد منهم تجدد..؟ كم واحد تغير سلوكه..؟ كم واحد ولد من فوق..؟ لا أحد.

إذن كيف يأتي الانتعاش، يأتي من الرب.. وكيف يبدأ..؟ يبدأ في قلبي أولًا قبل أن يبدأ وسط الجماعة.. المؤمن محتاج للانتعاش والخاطئ محتاج إلى قيامة.. لا نضع خطة للانتعاش ولكن ننفتح لعمل الروح القدس فينا.. عندما تظهر خطية في حياتنا مش خطية بعد الشر.. أقصد ضعف في حياتنا أصرخ للرب غربلني.. لازم نعترف أمام الرب بانكسار القلب ونطلب غفرانًا لتقصيرنا وعاوز أقولها بصراحة لخطايانا.. لإهمالنا.. أمواج الروح القدس متلاطمة، وعندما يحل بمجده في مكان نرى العجائب.. لماذا لا نرى العجائب الآن؟ لأن الروح القدس يطلب الانتعاش فيك أنت.. نحن خدام الرب في مدينة الإسكندرية نجتمع معًا لماذا؟ لو اجتمعنا للصلاة فقط فهذا يكفى تحت قيادة روح الله محتاجين نعيش في سلام مع بعض مش كل كنيسة تخطف من الثانية، وتحاول تأخذ عضو من الثانية.. الخادم أن لم يدفع العشور كيف ينتعش؟ هل يأخذ عشور الناس؟! نحن خدام المسيح لا ننتظر أجرًا.. بنأخذ مرتبات لكن ليس هذا أجرًا، كما أن هناك شيوخ يخدمون بدون مقابل.. نحن نعيش أحرار لا سلطان إلاّ للروح علينا. صحيح في رئاسات كتنظيم كنسي لكن كلنا أخوة لا نخشى إنسان ولا نستعبد لبشر، أنا جسمي بيقشعر عندما اسمع شخص يقول على إنسان مثله "يا سيدنا" ليس سيد إلاّ المسيح.. أصعب شيء في المسيحية الفريسية عندما تفكر انك فوق الكل.. لماذا لا نضع المنشفة حول حقوينا؟ القائد الذي يريد أن يكون هو المسئول الأول والأخير في الكنيسة يمثل مشكلة كبرى.. المؤمن المنتعش يحب كل الأخوة حتى المعاكسين. أكبر غلطة للقادة تشويه صورة إنسان اخطأ، المؤمن الحقيقي الذي يريد الانتعاش هو الإنسان الوديع الهادي وليس الشرس. البعد عن الانتقاد فالتلاميذ وهم ينتظرون الروح القدس لم ينتقد أحدهم الآخر. المؤمن المنتعش لا ينتظر للسلبيات فقلبه مملوء بالإيمان وعقله مأخوذ بالأمور الروحية. انتهى الاجتماع ويعتبر هذا الاجتماع أهدأ الاجتماعات التي حضرتها حتى الترانيم كانت تؤدى بدون موسيقى.
ميثاق كنيسة نهضة القداسة:

والآن يا صديقي وقد أطلت عليك كثيرًا. أرجو أن تحتملني لنهاية المشوار.. نستعرض معًا ميثاق كنيسة نهضة القداسة ثم نحاول أن نأخذ فكرة وافية عن جون ويسلي مؤسس الميثودست في العالم.
ظهر الميثاق في كتيب بعنوان "القداسة عقيدتي" ويشمل 37 مادة.. نعرض هذه المواد باختصار شديد:
م1: تتحدث عن الله الواحد المثلث الأقانيم.
م2: تتحدث عن الآب والد الابن وباثق الروح القدس مع الابن.
م3: تتحدث عن الابن المتجسد من أجل خلاصنا.
م4: تتحدث عن الروح القدس المنبثق من الآب والابن، واهب المواهب.
م5: تتحدث عن الكتاب المقدس الموحى به من الله بدون الأسفار المحذوفة.
م6: تتحدث عن الملائكة الأبرار والأشرار.
م7: تتحدث عن الإنسان الحر القادر على الاختيار بين الشر والخير.
م8: تتحدث عن سقوط الإنسان في آدم.
م9: تتحدث عن الإرادة البشرية القاصرة عن فعل الصلاح.
م10: تتحدث عن خلاص الإنسان.. الآب بذل ابنه من أجلنا.
م11: تتحدث عن الاختيار والمسئولية.. الله دبر الخلاص لكل الناس لكن هذا الخلاص (الاختيار) مشروط بقبول الإنسان الذي يعتبر مسئولًا أمام الله عن قبول الخلاص أو رفضه.
م12: تتحدث عن الكفارة غير المحدودة التي قدمها الابن على الصليب.
م13: تتحدث عن الإيمان الخلاصي المقدم كعطية من الله، وليس على الإنسان إلاّ قبول هذا الإيمان بالعقل والقلب والإرادة.
م14: تتحدث عن التوبة والتذلل والاعتراف أمام الله.
م15: تتحدث عن التبرير بدم المسيح بالإيمان وليس بالأعمال.
م16: تتحدث عن التجديد بالروح القدس الذي يغير الميل السائد في النفس نحو الخطية.
م17: تتحدث عن الأعمال الصالحة كثمرة للإيمان.
م18: الإنسان المبرر ويخطئ تغفر خطيته بالتوبة، ولكن أن تمادى في الخطية يهلك.
م19: تتحدث عن التقديس بعمل النعمة حتى يصل الإنسان للتقديس الكامل.
م20: تتحدث عن التقديس الكامل حيث تموت الخطية بالكامل.
م21: تتحدث عن القداسة وهى حالة القلب بعد تمام التقديس الكامل.
م22: تتحدث عن المسحة (الامتلاء بالروح القدس) فالذين يتقدسون بالتمام يختبرون الامتلاء بالروح القدس فينالون مسحة وقوة ولهيبًا في الشهادة.
م23: تتحدث عن السلوك المسيحي، فقداستنا الاعتبارية في المسيح تلزمنا بالقداسة العملية في الحياة والسلوك.
م24: تتحدث عن يوم الأحد وتقديسه والامتناع عن المعاملات المادية.
م25: تتحدث عن رفض الزينة الخارجية.
م26: "نرفض رفضًا باتًا تعاطي المسكرات والمخدرات والتدخين وجميع المكيفات بشتى أنواعها وكل من يكون واقعًا تحت سلطانها لا يقبل بيننا ويرفض رفضًا باتًا من عضوية نهضة القداسة".
م27: تتحدث عن الفرائض ولا توجد إلاّ فريضتان هي المعمودية والعشاء الأخير.
م28: تتحدث عن معمودية الماء فهي التصديق الخارجي المنظور على عمل النعمة داخليًا "ونؤمن بمعمودية الأطفال باعتبار أن مواعيد العهد الجديد هي لنا ولأولادنا وذلك بناء على إيمان والديهم وتعهدهم بأن يربوهم في تأديب الرب وإنذاره ويمكن التغطيس أو الرش أو السكب، ومعمودية الماء هي معمودية الروح القدس وواضح أن كلمة المعمودية بالماء هي المستعملة لمعمودية الروح القدس".
م29: تتحدث عن العشاء الرباني، والذي يتناول بإيمان يشترك في جسد الرب ودمه روحيًا "والذين يتناولونها بالإيمان يشتركون في جسد الرب يسوع ودمه بكيفية روحانية لبنيانهم في النعمة، وعلى الذين يتقدمون إلى هذه الفريضة أن يمتحنوا أنفسهم ثم يقربوا مائدة الرب بالروح".
م30: تتحدث عن تكوين الأسرة وعدم السماح بالطلاق إلاّ لعلة الزنا.
م31: تعترف بجميع الطوائف وأن جميع الكنائس في كل العالم التي تتمسك بالحقائق الأساسية في الإنجيل وتعلن ولاءها للرب يسوع المسيح بأن تتخذه ربًا ومخلصًا تعتبر ضمن الكنيسة الواحدة المنظورة.
م32: تتحدث عن علاقة الكنيسة بالدولة، فالحكومة ترتيب إلهي يجب الخضوع له.
م33: تتحدث عن الحالة الوسطى، فأرواح الأبرار عقب الموت تذهب للفردوس مكان الراحة وأرواح الأشرار تذهب للهاوية حيث تتحمل قصاص خطاياها، وهذه الحالة بين الموت والقيامة تمثل حالة عدم كمال لأن السعادة العظمى والشقاوة الكلية ستكتمل عند القيامة والدينونة.
م34: تتحدث عن مجيء المسيح الثاني فالسيد المسيح الذي صعد إلى السماء سيأتي ثانية بصورة منظورة ومجد عظيم للدينونة فمجيء السيد المسيح سيكون مرة واحدة لا أكثر.
م35: تتحدث عن القيامة الواحدة حيث يقوم جميع الراقدين أبرار وأشرار، والأحياء تتغير أجسادهم.
م36: تتحدث عن الدينونة عقب القيامة لجميع البشر فيمضى الأشرار إلى العذاب الأبدي.
م37: تتحدث عن الحياة الأبدية للأبرار عقب القيامة.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:20 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
الميثودست

كنائس الإصلاح
جون ويسلي
البيئة التي ظهر فيها ويسلي
نشأته
تعليمه
رسامته قسًا
النادي المقدس
العودة إلى انجلترا
انتشار المذهب الميثودستي
تشارلز ويسلي
جون والسقوط على الأرض
جون المستبد برأيه
مبادئ جون ويسلي الحسنة
أ- وحدة الكنيسة
ب- اشتراك الإرادة البشرية مع عمل النعمة
ج- حاجة المؤمنين للتوبة المستمرة
د- خطأ فكرة الخلاص في لحظة
ه - اليقين بالملكوت المبني على اختبار خاص هو غرور
و- الاعتراف بالأسرار
ز- جون يدين بالأفكار الأرثوذكسية
الميثودستيين يخالفون زعيمهم
ثلاث أمثلة
أ- المعمودية
ب- العشاء الرباني
ج- الصوم
تأثير النهضة الميثودستية على المجتمع الانجليزي
جاء في تقرير الحالة الدينية في مصر سنة 1995 ما يلي:
"كنائس الإصلاح:

وهي كنائس الإيمان والمثال المسيحي ونهضة القداسة وكنيسة الله وهي تتبع كنائس الميثودست في الخارج، وهي الكنائس التي تؤمن بإمكانية نوال التقديس الكامل على الأرض، وذلك خلافًا لبقية الكنائس البروتستانتية التي تؤمن بالجهاد نحو القداسة ولكن بعدم إمكانية نوالها على الأرض."(134)
أسس الميثودستية جون ويسلى مع أخيه تشارلز، وجاءت التسمية ميثودست من التدقيق في النظام الذي التزم به كلا من الأخين ولاسيما في دراسة الكتاب المقدس المنهجية لذلك لقبت مجموعتهم بالميثودست methodists أي المنهجيين، وقد ركز الميثودست خدمتهم في المناطق الفقيرة والسجون وهاك لمحة بسيطة عن حياة كل منهم(135)
جون ويسلي (1703-1791):

البيئة التي ظهر فيها ويسلي(136):

كان رجال الكنيسة الإنجليكانية الذين يشغلون المناصب العليا يحصلون على رواتب ضخمة، أما باقي الخدام في خمسة آلاف كنيسة لا يحصلون إلا على رواتب ضئيلة (20-50 جنيها سنويًا) فساروا في ركاب ملاك الأراضي يسهرون ويسكرون معهم، وانتشر لعب القمار، وتقست القلوب حتى أن الأسرة كانت تعتبر خروجها لمشاهدة الإعدام الجماعي نزهة مفضلة.
نشأته:

كان صموئيل ويسلى قس انجليكانى في مدينة إبورث بانجلترا وكان ابنه جون الطفل رقم 15 من زوجته سوزانة ويسلى، وقد ولد في شهر يونيو سنة 1703م، وقامت الأم بتربيته فنشأ متشبعًا بالأمور الدينية والالتزام في حياته.. وفي سن السادسة شب حريق في منزل القس صموئيل، وأُنقذ جون من الموت لذلك كان يشير إلى نفسه على أنه "الجمرة المنتشلة من النار".
تعليمه:

في سن العاشرة سنة 1714 التحق جون بمدرسة كارتر في لندن حيث قضى بها ست سنوات إلى سنة 1720، ثم التحق بجامعة اوكسفورد فتخرج منها عام 1723 وقد حصل على ليسانس الآداب، وفي عام 1724 رسم شماسًا عملًا بوصية والده، وفي سنة 1726 أنتخب جون زميلًا في كلية لنكولن باوكسفورد فقام بالتدريس فيها لمدة سنتين، ومن أشهر الكتب التي أثرت فيه "الاقتداء بالمسيح" لتوما الكمبيسي، و"الحياة المقدسة والموت المقدس" لجيرمي تايلور، وفي عام 1727 حصل على الماجستير.
رسامته قسًا:

في 1728 رُسم قسًا يساعد والده القس صموئيل لمدة سنتان عاد بعدهما إلى التدريس في كلية لنكولن.
النادي المقدس:

عندما عاد جون إلى اوكسفورد تعرف على مجموعة من العلماء والزملاء كانوا يجتمعون في البداية في مساء كل أحد لدراسة العقيدة ثم امتدت دراستهم لتصبح مساء كل يوم، وعُرفت هذه المجموعة باسم "النادي المقدس" فدرسوا العهد الجديد باللغة اليونانية التي كتب بها، وصاموا أيام الأربعاء والجمع، ومارسوا الأسرار أسبوعيًا، واهتموا بزيارة المرضى والمسجونين، وسريعًا أصبح جون ويسلي قائدًا لهذه المجموعة التي أصبحت تعرف بالميثودست بسبب حرصهم على الانتظام في إجراءاتهم وفي عام 1735 مات والده القس صموئيل ويسلي.
إلى أمريكا: بعد موت والده بقليل أبحر الأخوان جون وتشارلز. إلى جورجيا بأمريكا.. وكان معهما على ظهر المركب مجموعة مهاجرة من مورافيا، وخلال السفر هاجت عاصفة هوجاء على السفينة حتى كادت تغرق، وقد تأثر جون جدًا من ثبات جماعة المورافيين.. وصلت السفينة إلى أمريكا وكان جون ينوى التبشير بين الهنود ولكن لم تسمح له السلطات بالعمل بينهم لذلك خدم في المجتمع الإنجليزي في جورجيا، وظل على اتصال وثيق بالمورافيين، أما الكنيسة المورافية فقد أسسها الكونت فون رينز ندورف عام 1742، وتم الاعتراف بها ككنيسة مستقلة قائمة بذاتها(137)
العودة إلى انجلترا:

نشأ نزاع بين جون ويسلى والانسة صوفيا هوركى، وعاد جون إلى انجلترا في أواخر سنة 1737م وبعد وصوله إلى انجلترا تقابل مع بيتر بوشلر الخادم المورافي وفي يوم الأربعاء 24مايو 1738 كان يقرأ مقدمة لوثر في تفسير رسالة رومية فتأثر وقبل المسيح مخلصًا شخصيا‌ً وقرر أن يكرس حياته لله فقد نال اختبار الخلاص وكان اخيه تشارلز نال اختبار مماثل قبل هذا بيومين (وماذا عن حياته السابقة؟ الم تكن للمسيح؟‍‍!!)

ولكن في خلال سنتين قطع علاقاته مع المورافين، وبدأ يقيم مجتمعاته المتحدة 1739 في مورفيلدز بلندن حيث اخذ يعظ عمال الصناعة في الهواء الطلق مع صديقه جورج هوايتفيلد(138) ومن هذه البقعة تفجرت الميثودستية.
وأسس جون أول جمعية ميثودستية في برستول 1739، واشترى مبنى في لندن ليكون المقر الرئيسي لنشاطه، وفي سنة 1740 اختلف مع صديقه جورج هوايتفيلد الذي اعتقد بالقدرية وان الإنسان مسير وليس مخير وظل النزاع لمدة سنتين ثم تم الصلح الشخصي بينهما وظل الخلاف على المبدأ.. أقام جون أول مؤتمر سنوي للوعاظ الميثيودست في لندن حيث قسم انجلترا إلى سبع دوائر تبشيرية.
انتشار المذهب الميثودستي:

بقيادة جون ويسلي انتشرت الحركة في الجزر البريطانية كما أنه استعان بمبشرين علمانيين،فأرسل ريتشارد بوردمان وجوزيف بيلمور للتبشير في أمريكا سنة 1768، وفي عام 1771 ذهب فرانسيس ازبوري إلى أمريكا أيضًا فزاعت شهرته وأصبح أول أسقف ميثودستي في أمريكا(139) وفي عام 1784 رسم جون ويسلي شخصين من أتباعه قسوس، وخصص توماس كوك كمشرف عام على الكنيسة الميثودستية في أمريكا وبهذا نشأت الكنيسة الميثودستية في أمريكا رسميًا، وأيضًا في هذا العام تم تسجيل الحركة قانونيًا في انجلترا غير أنه لم تعترف بها الدولة ككنيسة مستقلة إلا بعد موت جون (2 مارس 1791) الذي كان متمسك بتبعيته للكنيسة الإنجليكانية.
تشارلز ويسلي (1707 - 1788):

كان تشارلز الطفل رقم 18 للقس الإنجليكاني صموئيل وزوجته سوزانة، التحق بجامعة اكسفورد سنة 1726 في السنة التي أصبح فيها جون زميلًا في كلية لنكولن.. أظهر غيرته الدينية خلال فترة الدراسة فكون مجموعة وساروا على نظام دقيق وقد أطلق زملائهم عليهم في سخرية اسم مثيودست وفي عام 1735 ذهب إلى أمريكا مع أخيه جون غير أنه عاد 1736 بسبب قسوة الحياة في المستعمرات، وفي يوم الأحد 21 مايو 1738 تحول تشارلز إلى الإيمان الإنجيلي وأصبح حليفًا لأخيه جون.. كان جون هو الواعظ وتشارلز هو الشاعر لحركة الميثودست حتى أنه ألف حوالي 5500 ترنيمة.. من عام 1749 تزوج من سارة جوين واستقر في بريستول وفي عام 1771 انتقل إلى لندن ومات في 29 مارس 1788م.
جون والسقوط على الأرض:

بينما كان يصلي جون مع أصدقائه في إحدى المرات يقول:
"كانت الساعة الثالثة صباحًا عندما اجتمعنا للصلاة ثم حلت علينا قوة الله بطريقة عادية فصرخ الكثيرون من فرط الفرح وسقط آخرون على وجوههم وعندما رجعنا إلى أنفسنا.. ارتفعت أصواتنا جميعًا في الحمد والتسبيح وأخذنا نرنم معًا "نباركك يا الله" ونعترف بك سيد وربًا(140)
جون المستبد برأيه:

كان جون كثير التجوال حيث يعظ في الحقول في انجلترا واسكتلندا وايرلندا وألقى 42 ألف عظة وكتب 200 كتاب.. يقول عنه أوربين بول رودولف:
"ترى من خلال أعمال ويسلى صورة واعظ عظيم، وعامل لا يكل، وقائد مشهور وان كان استبداديا.. ووضاحًا نرى فيه عقلًا ذكيا، وان يكن فيه شيء من المرح كل هذا مع الإحساس بأنه مرسل من قبل الله"(141)
مبادئ جون ويسلي الحسنة:

أ- وحدة الكنيسة:

"تمسك جون طوال حياته باتباعه للكنيسة الإنجيلكانية وفي المؤتمر السنوي الأول الذي أقامه ويسلي أعلن ولاءه لكنيسة انجلترا الانجليكانية وحض الميثودستيين على أن يحضروا باستمرار كلا من الكلمة المكروز بها والأسرار المخدومة هناك، وكان يصلي دائما طالبًا أن يحدث التجديد داخل الكنيسة الانجليكانية"(142)
" وحتى عندما اتسعت الحركة الميثودستية وصار لها خطرها ظل يعترف بأن اتباعه ما هم إلا مسيحيين حسب النص الكتابي وأصر على أنهم لم يفصلوا أنفسهم عن جسد المسيح الحي أو حتى عن كنيسة انجلترا"(143)
(ترى لو عاد جون الآن للحياة هل سيسر بالذين أسهموا في تقسيم الكنيسة وقسموا الميثودستية إلى أربع طوائف؟)
ب- اشتراك الإرادة البشرية مع عمل النعمة:

كان ويسلي يرى أن افتقاد النعمة للإنسان سابق على أي عمل بشري ولكن لابد من تجاوب الإرادة البشرية يقول د. ستيف:
"فكرة النعمة السابقة "البادئة" فكرة جديدة عند كثيرين حتى أن بعض الويسليين أنفسهم لا يعرفون هذا الاصطلاح، ولكنه اصطلاح ضروري.. النعمة السابقة تعني النعمة التي تأتي أولًا.. قبل ماذا؟ قبل أي اختبار شخصي"(144)
"ومن المهم أن نلاحظ أن النعمة السابقة لا تكفى للخلاص، فإذا أراد إنسان ما أن يتجاهل هذه النعمة أو يكتمها فسيحدث له قسوة قلب فتزول عنه كل تحريكات الله له فقد عرف ويسلي أن الإرادة يجب أن تدخل إلى الصورة، فنحن نتغير بعمل الإرادة(145)
ج- حاجة المؤمنين للتوبة المستمرة:

يركز ويسلي على عمومية الخطية واحتياج الجميع للتوبة. فيقول د. ستيف.. فبعض الناس في مجتمعنا هذا ينكرون حقيقة وجود الخطية أصلًا، وكثيرون يحاولون أن يفسروها فلسفيا ويقولون أنها عدم وجود الصلاح. وكثيرا ما يخفقون من وقع الخطية بوصفها بأنها "خطأ"
وهذا ما كان حادثًا أيام ويسلي أيضًا فقد كتب يقول "لقد أصبح القول بفساد الطبيعة البشرية أمرًا لا يتمشى مع العصر الحاضر - أمرًا رجعيًا.. يؤكد (ويسلي) على عمومية الخطية.. لم يكتف ويسلي بأن يشير بإصبعه إلى كبار الخطاة الذين يعرف كل واحد أنهم خطاة، بل انه دعا الظرفاء والناس الطيبين إلى أن يتوبوا ويخلصوا، فهو كان يعرف أن الإنسان قد يحيا حياة طاهرة ظاهريًا ومع ذلك فهم هالكون(146)
ويؤيد نفس النظرة القس فايز غطاس مترجم الكتاب فيقول:
إننا لا نستطيع أن ندرك حقيقة الخطية وانتشارها لأننا تركنا التعليم الكتابي عن الخطية.. فوسلي يهاجم كل اصطلاح يعبر عن الكفاية الذاتية(147)
ويقول د. ستيف:
"التبكيت ليس قاصرًا على غير المؤمنين فالتبكيت عمل مستمر عند المؤمنين. فالروح القدس يحثنا أن نراجع أنفسنا للإصلاح والتقويم أثناء مسيرتنا كمؤمنين. لذلك رأى ويسلي حاجة المؤمنين إلى التوبة.. والتوبة في ذاتها ليست نهاية الطريق، وقد أطلق ويسلي على التوبة اسم "مدخل الديانة"(148)
د- خطأ فكرة الخلاص في لحظة:

يقول ستيف:
"فهو (الله) يغفر لنا الماضي ويشفي لنا الحاضر ويمنح الرجاء من جهة المستقبل.. وبهذه الطريقة نستطيع أن نؤكد مع قديسي العصور الماضية - لقد تخلصت، وأنا الآن أخلص، وسوف أخلص.. وبعد التسليم المبدئي سيكون هناك تقدم ونمو مستمران طيلة العمر أرجو أن تكون هذه النظرة جذابة بالنسبة إليك فهي نظرة تجعل المسيحية متحركة وليست ساكنة، إننا مرات كثيرة ما نقول بأن خلاصنا يتم في اختبار واحد مفاجئ، وكثيرًا ما نسمع أشخاصًا يقولون أنهم قد خلصوا منذ كذا سنة مضت.. هل أنت مخلَّص اليوم..؟ في هذه اللحظة..؟ هناك صورة جميلة يقدمها ويسلي عن الخلاص فهو يشبه ببيت، وهو يسمى التوبة مدخل البيت، والتبرير هو باب البيت، وكل حجرات البيت هي مظهر تقديسنا.. فهناك بيت بأكمله، ومدة العمر يجب اكتشافه.. يجب علينا أن نسير وننمو كل يوم وإلا بقينا في المكان الخارجي.. ذلك الرأي المؤذي الذي يبدو بريئًا والذي يقول أنه لا توجد خطية في المؤمن وأن كل الخطية قد أزيلت أصلًا وفرعًا في اللحظة التي تبرر فيها الإنسان، هذه الفكرة تغلق الطريق أمام الوصول إلى القداسة لأنها تمنع التوبة.. الخطية ستبقى في الإنسان المتبرر ولكن لا يجب أن نجعلها تتحكم فينا أو تسود علينا.. الخطية شيئًا متصلًا وملتصقًا بالإنسان وليست شيئًا قائمًا بذاته فهي ليست ورمًا يمكن أن يستأصله الجراح بالمشرط.. وكان لدى ويسلي أمثلة لأشخاص أخطأوا بعد أن ولدوا من الله وكان استنتاجه أن الإنسان أن لم يتحفظ لحياته باستمرار فقد يعود إلى الخطية بعد التبرير"(149)
ه - اليقين بالملكوت المبني على اختبار خاص هو غرور:


يتفاخر البعض بأنه يضمن الملكوت ضمان المنديل الذي يحتفظ به في جيبه بل ضمان القلم الذي يقبض عليه بيده، ويعتبر انه منذ اللحظة الذي تجدد فيها الساعة كذا يوم كذا وهو ضامن الملكوت.. ستيف لا يوافق مثل هذا ويقول:
"واليقين عند ويسلي ليس هو الضمان الأبدي. فعند ويسلي أن اليقين يتصل بحالة الإنسان الحاضرة وليس ضمانا للمستقبل.
أما الطاعة المستمرة والأمانة فهي التي تهتم بالمستقبل، وقد رأى آخرون أن الشهادة عن اليقين تعبيرًا عن الكبرياء فيقولون -الحديث عن الإيمان اليقين فيه رائحة الغرور الروحي- وفي الواقع أن الشهادة عن اليقين المبني على أي اختبار خاص هو إجراء أو غرور"(150)
و- الاعتراف بالأسرار:

اعترف ويسلي بأن المعمودية والعشاء الرباني ليسا مجرد علامة ورمزًا ولكنهما سران، وأوصى الشعب على الاستفادة منهما. يقول د. ستيف:
"يدعونا ويسلي إلى تجديد تقدير قيمة الأسرار، وكما ذكرنا سابقًا فان ويسلي كان ينظر إلى الأسرار كوسائط نعمة مفروضة لتحمل النعمة للشعب، ونظرته إلى كل من المعمودية والعشاء الرباني رفعهما إلى أعلى من مجرد المستوى الرمزي، وأعطاهما قوة على إيجاد تأثير في حياة الشعب (مقالتان على المعمودية، وواجب الاشتراك المستمر)(151)
"عندما رضي (ويسلي) باستخدام وسائط النعمة فلم يكن هذا الاستخدام بطريقة ناموسية أو بمعنى ميكانيكي ولكنه اعتقد بأن هذه المجاري العادية يستخدمها الله لتوصيل نعمته لشعبه، وقسم وسائط النعمة إلى مجموعتين:
الوسائط المفروضة تلك التي فرضها المسيح والوسائط الموضوعة أي تلك التي أقامتها الكنيسة (مثل الصلوات والأصوام الكنسية) وكان اهتمامه منصبًا على الوسائط المفروضة، ولكنه أيضًا كان يشعر بأن الله قد اختار أن يعمل أيضًا عن طريق الوسائط الموضوعة أيضًا" (152)
ز- جون يدين بالأفكار الأرثوذكسية:

كان جون يدين بالأفكار الأرثوذكسية كقول د. ستيف:
"ولكن لا يجب أن يساورنا شك في أنه (جون ويسلي) قد عرف وقبل الأفكار الأرثوذكسية التقليدية وواضح أنه أراد من الآخرين أن يفعلوا مثله خصوصًا الميثودستيين الأمريكان (153)
"إن مشاهير العلماء الوسيليين شهدوا لأرثوذكسيته (ويسلي) التقليدية(154)
الميثودستيين يخالفون زعيمهم:

في الوقت الذي يعظم فيه الميثودستيين زعيمهم جون ويسلي فانهم يخالفون تعاليمه وينهجون منهجًا غير منهجه.. فمثلًا من جهة التعظيم يقول ألبرت أوتلر عن جون ويسلي.
"يقدم ويسلي إلى كنيسة المستقبل كنزًا لو أهملته لصارت أكثر فقرًا"(155)
كما يضعه القس فايز عزيز عبد الملك في الصف الثاني بعد الرسل مباشرة:
"أن حياة وتعاليم جون ويسلي تركت اكبر اثر على الناس ربما أكثر من أي شخص آخر من وقت الرسل إلى وقتنا الحاضر.. أن رسالته قد غيرت انجلترا(156)
أما من ناحية مخالفة الميثودستيين لمعتقداته فنأخذ ثلاث أمثلة على هذا:

أ- المعمودية:

كان ويسلي يرى في المعمودية أنها تمنح الخلاص من الخطية الجدية:
"فقد رأى (ويسلي) في المعمودية نعمة تطهر الإنسان من ذنب الخطية الأصلية.. ولم يحاول ويسلي أن يشرح كيف يحدث هذا، وكان حكيمًا إلى درجة ترك فيها الأسرار كأسرار، ولكنه كان يريد أن يدرك شعبه أن المعمودية ليست مجرد رمز بل أرادهم أن يروا فيها كواسطة عملية من وسائط النعمة"(157)
ب- العشاء الرباني:

أكد ويسلي بأن العشاء الرباني ليس رمز ولكنه اشتراك عملي مع المسيح أو أن السيد المسيح حاضر في تلك الفريضة التي لها قوة التجديد.. يقول د. ستيف:
"وكان (ويسلي) في مرات كثيرة يقود الجماعات الميثودستية بنفسه من أماكن الكرازة الخاصة بهم إلى الكنائس الإنجليكانية لكي يشتركوا في عشاء الرب.. ولماذا كان ويسلي مهتمًا بأن يتناول اتباعه من المائدة المقدمة في كل فرصة ممكنة؟ ذلك لأنه اعتقد أن هذا الاختبار ليس مجرد رمز ولكنه كان فرصة للاشتراك العملي مع المسيح وتقبل نعمة الله.. اعتقد (ويسلي) بحضور المسيح أثناء تلك الخدمة.. ويسلي اعتقد بأن الفريضة لها قوة مجددة.. ولأن الأمر هكذا لذلك صار عشاء الرب أسمى نقطة في العبادة الميثودستية(158)
"ويظهر تأثير الانجليكانية على الكنيسة الميثودستية في اتباعها النظام الأسقفي في إدارة شئونها، وأيضًا ممارسة الركوع أمام المذبح عند التناول"(159)
ج- الصوم:

يقول د. ستيف:
"كان ويسلي في أوائل حياته وخدمته يحافظ على صوم يومى الأربعاء والجمعة من كل أسبوع تبعًا لممارسة المسيحيين القدامى، ومع الزمن ترك صوم يوم الأربعاء ونصح اتباعه أن يحتفظوا بصوم يوم الجمعة"(160)
عجبًا لماذا انحرف الميثودستيين من هذه المعتقدات وعادوا ينادون بأن المعمودية والعشاء الرباني ليس إلا مجرد رمزان لموت المسيح وقيامته، وحطموا وصايا زعيمهم وقائدهم وقدوتهم فلم يحفظوا صوم يوم الجمعة.. بل إنهم انشقوا عن الكنيسة الانجليكانية ضد وصية ويسلي لهم.. والأدهى من هذا انقسامهم إلى مجموعات وطوائف منها كنيسة نهضة القداسة، وكنيسة الإيمان، وكنيسة المثال المسيحي، وفي مصر انضمت لهذه المجموعة كنيسة الله.
تأثير النهضة الميثودستية على المجتمع الانجليزي:

لم يسعى جون ويسلي للانفصال عن الكنيسة الانجليكانية، ولكنه أراد أن يصلح الكنيسة من الداخل ولهذا نجح في التأثير على المجتمع الانجليزي، وقد حارب تجارة الخمور حتى أوقف بيع الخمور الرخيصة، وعارض العبودية والحروب، وأنشأ أول مستوصف يقدم الخدمة الطبية المجانية سنة 1746، ويقول الكثيرون أن ويسلي أنقذ المجتمع الإنجيلي من قيام ثورة مماثلة للثورة الفرنسية.
_____

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:27 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كنيسة المثال المسيحي

ذكر الأستاذ أديب سلامة في كتابه "تاريخ الكنيسة الإنجيلية" أن كنيسة المثال المسيحي تابعة لكنائس الميثودست في مصر، وقد أسسها مرسلين كنديين أولهم القس دبستر سنة 1919، ولها 23 كنيسة أقدمها كنيسة النخيلة سنة 1980م.
ذهبت إلى كنيسة المثال المسيحي مساء الحد 29/10، 5/11/95 حضرت اجتماعا، كما حضرت العشاء الرباني الذي يقدم مساء الأحد الأول من كل شهر، فقد أعد القس المائدة وجلس ينتظر المصلين، وأخيرًا بعد أن تجاوزوا الميعاد لم يحضر الا القليل جدًا. ثم كانت لي جلسة لطيفة مع القس (أ.أ)
س: لماذا سميت كنيسة المثال المسيحي بهذا الاسم؟

ج: من قول معلمنا بطرس الرسول "تاركًا لنا مثالًا لكي تتبعوا خطواته "1بط21:2.
س: من هو الذي أسس كنيسة المثال المسيحي في مصر؟

ج: مرسل كندي اسمه "هورمز" جاء إلى أسيوط وأسس أول كنيسة للمثال المسيحي، لذلك تعتبر كنيسة أسيوط هي الأساس، وفيها المجمع الخاص بكنائس المثال المسيحي في مصر.
س: هل للكنيسة قانون؟

ج: نعم لها قانون صدر في كتيب باسم قانون كنيسة المثال المسيحي.
س: أين توجد الكنيسة الأم حيث رئيس الطائفة؟

ج: 11 ش الشيخ بالترعة البولاقية شبرا مصر.
س: كنيسة الله والمثال المسيحي كلاهما يتبع الميثودست فما الفرق بينهما؟

ج: كنيسة الله وأن كانت في مصر ضعيفة لكنها في الخارج قوية ولها اتباع كثيرين مثلها مثل الكنيسة المعمدانية، وكنيسة المثال المسيحي تختلف عن كنيسة الله في أمرين:
أ- كنيسة الله تؤمن بمعمودية الكبار فقط، وفريضة غسل الأرجل على خلاف كنيستنا.
ب- كنيسة الله تؤمن بأن الملك الألفي حرفي بينما نؤمن نحن بأنه ملك روحي.
س: ألم تكن أنت أرثوذكسيًا؟

ج: لم أكن أرثوذكسيًا فحسب بل كنت شماسًا في إحدى قرى أسيوط أصلي مع ثلاث كهنة كبار...
س: كيف تركت الأرثوذكسية؟

ج: عم شنودة خصص حجرة لمجموعة المثال المسيحي، وأنا كنت متعصب جدًا للأرثوذكسية.. أولاد عمي دعوني للاجتماع فرفضت.. كان حول رقبتي شال امسكه احدهم وقادني قسرًا والآخر من الخلف يدفعني إلى أن خرجت للشارع ووجدت الوضع شاذًا فسلمت أمري وذهبت معهم.. هناك كانت سنارة المسيح التي اصطادتني فعندما سمعت العظة تأثرت جدًا.. لماذا؟ لأن القسوس الأرثوذكس لم يعرفوا الوعظ.. حدث هذا سنة 1940، وبعد عشرة سنين جاءتني الدعوة الإلهية فالتحقت بالكلية الوسيلية في أسيوط وصرت قسًا لكنيسة المثال المسيحي.
س: هل مازلت تذكر الحان الكنيسة الأرثوذكسية؟

ج: مازلت احفظ بعض الألحان، وأحيانًا عندما أكون بمفردي أقرأ القداس.
س: هل لم تستطع أن تصل إلى هذه الحالة الروحية عن طريق الأرثوذكسية؟

ج: نعم.. رغم أنني أحب الأرثوذكسية لكنني وجدت نفسي في كنيسة المثال المسيحي.
س: من أين تأتي بالقربانة التي تقدمها في العشاء الرباني؟

ج: كل مساء أول سبت من الشهر أذهب إلى الكنيسة الأرثوذكسية.. آخذ ثلاث قربانات كبيرة (من المعد للحمل) واحدة لكسر الخبز والثانية لتوزيعها على الأولاد (وقد تكون الثالثة له).. وفي إحدى المرات عندما تأخرت عن الذهاب حضر القسيس الأرثوذكسي وأحضر إلى القربان...
س: هل تؤمن بمبدأ الاستحالة؟

ج: لا.
س: أليست المعمودية تهب الولادة الجديدة؟

ج: لا.. لأن كثيرين جدًا مُعمدين ولم ينالوا الولادة الجديدة بدليل سوء سلوكهم.
س: هل المؤمن يخطئ؟

ج: الإنسان المؤمن لا يخطئ.. في البداية يحمل الإنسان الخطية الجدية والخطايا الفعلية ولكن عند التجديد يطهره الله من الخطية الجدية ويغفر له الخطايا الفعلية، كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية. لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله "يو9:3.
س: "أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" يو8:10. ما رأيك؟

ج: هذا ينطبق على حالة الإنسان قبل التجديد.
س: وما رأيك في سر الاعتراف؟

ج: الاعتراف يمكن أن يزاول علنًا.. فمثلًا يقف أحد الأخوة في الاجتماع ويقول أنا كنت خاطئ وكذا وكذا وأشكر الله أنني تجددت... صلي لأجلي.
س: هل تحتفلون بالأعياد؟

ج: نحتفل بالأعياد مع الكنائس الشرقية.. الجمعة العظيمة يوم تذلل.. الميلاد والقيامة نحتفل بهما صباحًا.
س: ما رأيك في معمودية الروح القدس والتكلم بالسنة؟

ج: رغم أن كنيسة المثال المسيحي تنتمي إلى الكنيسة الوسيلية (الميثودست) وهذه الكنيسة لا تعترف بمعمودية الروح القدس والتكلم بالسنة، إلا أنني شخصيًا اعترف بهما عن اختبار، وأن كنت اختلف مع الكنيسة الرسولية التي ترى أن التكلم بالسنة علامة على معمودية الروح القدس إلا أنني أرى أنها موهبة من الروح القدس وليست علامة.
س: هل تتحدث بلغة مفهومة؟

ج: لا.. وطلبت من أجل الترجمة ولم أعطى.. أنني أتكلم بألسنة بيني وبين نفسي وليس في الاجتماعات حتى لا تحدث بلبلة.. عند التكلم بالألسنة أكون في هيام روحي وانقاد بالروح.. في مرة تكلمت بالسنة أمام أحد الأخوة فوجدته يشد شعر رأسه ويقول لي: أنت تتكلم بالفرنسية عن أمور تخصني لا يعرفها أحد غيري (وما الهدف من وراء هذا؟ وما النتيجة؟)

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:28 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كنيسة الإيمان

ذكر الأستاذ أديب نجيب سلامة في كتابه "تاريخ الكنيسة الإنجيلية في مصر" بأن كنيسة الإيمان تابعة للكنائس الميثودست، وقد بدأت بواسطة "لويس جلين" سنة 1905 مع زوجته في دمنهور ثم انتقلا إلى الفيوم ثم سوهاج، وأشرف على هذه الكنيسة في سوهاج مرسلتين أمريكتين هما "مس هولدمان" "ومسز جاكون" اللتان أسستا مدرسة الكتاب المقدس في جرجا ثم نقلت فيما بعد إلى القاهرة، ويتبعها 19 كنيسة سنة 1980م.
ذهبت إلى كنيسة الإيمان ولاحظت أن بها بعض الصور على الجدران.. صورة للمسيح معلق على الصليب في المقدمة وعلى الجانب الأيسر صورة المسيح الراعي، وبالجانب اليمين برواز للسيد المسيح يظهر من قلبه نور.. والتقيت بالقس (ع) بشكله الضخم وملابسه البسيطة، وذقنه التي لم يعلوها موسي من عدة أيام.. فهو أرثوذكسي أصلًا من أسيوط.. وقد تعمد في الكنيسة الأرثوذكسية وتزوج في الكنيسة الإنجيلية.. ترددت عليه لعدة شهور وأنا ألح عليه للحصول على ميثاق كنيسة الإيمان دون جدوى.. غير إنني التقيت في كنيسته بمجموعة أخرى ظهرت حديثا بين الطوائف الإنجيلية، وهذا ما سنتحدث عنه قبيل نهاية هذا البحث.

Mary Naeem 10 - 07 - 2014 05:29 PM

رد: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور - أ. حلمي القمص يعقوب
 
كنيسة الله

في كنيسة الله صورة ضخمة للمسيح الراعي خلفه نهر وخلف النهر منظر للجبل.. فالسيد المسيح هو النهر وهو الجبل، هو الذي له ماء الحياة وهو العالي السماوي صخر الدهور.. وأسفل هذه الصورة التي تمثل الواجهة برواز 30×40 سم للمسيح المصلوب والمريمات واقفات تحت الصليب.. حقًا إن الأيقونة كتاب مفتوح للعالِم والجاهل.. بدأت إحدى السيدات الترانيم التي تتميز بالهدوء النسبي فلا توجد موسيقى ولا تصفيق، ولكن قس الكنيسة كما أوضح لي بعد هذا أنه لا يمنع أحد من التصفيق إن أراد ذلك.. تحدَّث الواعظ عن خيمة الاجتماع مستعينًا بالرسم على السبورة وركز حديثه على الكهنوت العام للجميع رجال ونساء. كان يطلب من بعض الجالسين قراءة بعض الآيات، وفي إحدى المرات طلب من إحدى السيدات أن تقرأ آية فخاطبها قائلًا: "جناب القس (أ)" وأبتسم قائلًا ألم نقل أننا كلنا كهنة.
عقب الاجتماع كان لي جلسة بسيطة مع قس الكنيسة الذي كان عائدًا منذ أيام قليلة من أستراليا..
س: هل كنيسة الله بدأت في مصر أم في الخارج؟

ج. كنيسة الله بدأت أولًا في الخارج على أنها كنيسة لا طائفية.. بدأت في أمريكا على يد "ورنر"، والآن انتشرت في 170 دولة، وإن كانت ضعيفة في مصر إلا أنها قوية جدًا في الخارج: عندما دخلتْ مصر اضطرت أن تدخل تحت جناح الطوائف الإنجيلية، ولذلك يمثلها بعض الأشخاص في المجلس الملّي الإنجيلي.
س: هل يشترط التغطيس في المعمودية؟

ج: لابد من التغطيس في المعمودية كقول الإنجيل مدفونين معه في المعمودية.. نرفض الرش أو السكب، ولا نعترف بمعمودية الأطفال.
س: ما هي مواعيد تقديم العشاء الرباني؟

ج: العشاء الرباني ليس له مواعيد معينة يقدم فيها، فحسبما يتفق الأخوة يقدمون العشاء كل أسبوع أو كل شهر أو كل عدة أيام..
س: هل تعترف كنيسة الله بفرائض أخرى غير المعمودية والعشاء الرباني؟


ج: تتميز كنيسة الله بممارسة فريضة غسل الأرجل يوم خميس العهد، حيث يغسل القس أرجل أحد الأفراد، وهذا بدوره يغسل أرجل آخر، والآخر يغسل أرجل آخر وهلم جرا.
س: وهل تحتفلون بالأعياد؟

ج: نحتفل بالجمعة الكبيرة بالصوم والصلاة طوال اليوم، ونحتفل بعيد الميلاد وعيد القيامة بالاجتماع الروحي والصلاة، ومواعيد الأعياد تسير مع الكنيسة الأرثوذكسية لأن هذا هو الوسط الذي يحيط بالكنيسة.
س: هل تؤمن الكنيسة بالمعجزات؟

ج: نعم نؤمن بالمعجزات، ومنذ عدة أعوام حضر للكنيسة شخص غير مسيحي وحدثت معه معجزة.. نؤمن بمسحة المرضى بالزيت.
س: وما رأيك في ظهور العذراء بالزيتون..؟

ج: بجوارنا جارة تقول أنها رأت العذراء في الزيتون، ومع هذا فإن هذه السيدة لا تكف عن المشاغبات مع جيرانها.
س: هل هناك فرق بين كنيسة الله وباقي الكنائس الميثودست..؟

ج: كنيستي نهضة القداسة والمثال المسيحي يعمدان الأطفال الصغار أما كنيستي الله والإيمان فإنهما يعترفان بمعمودية الكبار فقط.
س: وما رأيك في التكلم بألسنة..؟

ج: الكاثوليك بدأوا يتكلمون بألسنة، وبعض الكنائس الكاثوليكية تستدعي قس إنجيلي يلقي العظة فيها كنوع من التجديد.
س: وما رأيك في ظاهرة السقوط على الأرض التي يقودها الأب دانيال البراموسي (سابقًا)..؟!

ج: القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية غير راضٍ عما يمارسه دانيال البراموسي، وضد ظاهرة السقوط على الأرض.. (انتهى الحديث).
والآن دعنا يا صديقي نأخذ فكرة عن كنيسة الله وفلسفة نشأتها ومبادئها وكيف امتدت إلى مصر.


الساعة الآن 12:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025