منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=255810)

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 01:15 PM

كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
وأهم مبادئنا في الأحوال الشخصية
البابا شنودة الثالث
ربما يكون شرح البديهيات هو إحدى المعضلات، كما يقول المَثَل. وشريعة الزوجة الواحدة في المسيحية هى إحدى هذه البديهيات، ولكن شرحها لم يكن معضلة... بل كان فرصة جميلة للتأمل في روحانية الزواج المسيحى، وحكمة الله في وضعه هذا القانون منذ بدء الخليقة، حينما خلق حواء واحدة لأبينا آدم...
و قد اتيح لي أن أكتب هذا البحث في مايو سنة 1958 " أي منذ عشرين عاما تماما " بناء على طلب من الكلية الإكليريكية، وكنت وقتذاك راهبًا في دير السريان بوادى النطرون. وكانت قد اثيرت قضية في ذلك الحين بخصوص موضوع " الزوجة الواحدة في المسيحية"... وتأخر اخواتنا في نشر البحث، إلى أن طبعت طبعته الأولى في الستينات، بعد سيامتى اسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية.
و لما أعيدت المشكلة في هذه الأيام، رأينا أهمية إعادة نشر هذا الكتاب بعد أن نفذت طبعته منذ عشر سنوات. وعلى الرغم من مرور عشرين سنة على تأليفه، إلا أننى – بالنسبة لظروفى الصحية – أعدت نشره كما هو تقريبا، ما عدا الباب الأخير الذي اصفته إليه، من جهة شهادة أساتذة القانون المسلمين التي يثبتون بها أعتقاد المسيحيين جميعا بشريعة الزوجة الواحدة.
و لما كانت الطبعة الثانية لهذا الكتاب، قد نفذت بعد صدوره باسبوعين، لذلك سارعنا إلى اصدار هذه الطبعة الثالثة، لتفى حاجة الطلبات العديدة من الكنائس والهيئات والافراد.
إننى أهدى هذا الكتاب إلى جميع رجال القانون في بلادنا، وإلى كل المهتمين بالأسرة وكيانها...
كما أهديه إلى اللجنة التي ستقوم بالأشراف على وضع قوانين الأحوال الشخصية.
و أصلى إلى الله أن يبارك كل أسرة، لمجتمع متماسك نعيش فيه، تربطه عوامل الحب والألفة و التعاون. وفقنا الله جميعًا إلى مرضاته والعمل بوصاياه.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:33 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
مصادر التشريع في المسيحية
المصدر الأول الأساسي للتشريع في المسيحية هو الكتاب المقدس بعهديه. ثم هناك التقاليد والإجماع العام، وفي ذلك يقول القديس باسيليوس الكبير (من آباء القرن الرابع الميلاد) في "رسالته إلى ديودورس" "إن عادتنا لها قوة القانون، لأن القواعد سلمت إلينا من أناس قديسين".
وهناك أيضًا القوانين الكنسية سواء كانت من الآباء الرسل أو من مجامع مسكونية أو مجامع إقليمية، أو من كبار معلمي الكنيسة من الآباء البطاركة والأساقفة. ومن هذا النوع الأخير قوانين أبوليدس وقوانين باسيليوس وهى قوانين معترف بها ونافذة المفعول في العالم المسيحي.
وكل هذه القوانين التي وضعها الرسل والمجامع والآباء إنما كانت بناء على السلطان الكهنوتي الذي منحه لهم السيد المسيح بقوله " الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء".

فالسيد المسيح قد سلم تلاميذه روح التعليم، وترك لهم كثيرًا من التفاصيل لم يعطهم فيها تعليما، واسند إليهم أن يتصرفوا فيها بحسب الروح المعطى لهم. لأن المسيحية روح وليست مجرد نصوص. وقد دعا السيد المسيح إلى التمسك بالروح وليس بالحرف. وفي ذلك يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلى كورنثوس " الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد. لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيى" (6:3).
وقد كانت للسيد المسيح أحاديث كثيرة مع تلاميذه لم يرد منها في الكتاب المقدس شيء (أعمال 3:1). وهذا واضح، لأنهم لو سجلوا كل شيء لما كان ذلك مستطاعا، كما شهد القديس يوحنا في انجيله (21:25).
وهكذا في أشياء كثيرة جدا وجوهرية للغاية، سار العالم المسيحي حسب التقاليد التي سلمت إليه، ولم ترد في الإنجيل، إذ لم يكن ممكنا آن تشمل الأناجيل كل شيء.
ومثال ذلك كل تفاصيل العبادة في الكنيسة. فالكتاب المقدس يذكر أن السيد المسيح أمر تلاميذه قائلًا " تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم " " متى 19:28". أما طقس العماد، طريقته وصلواته، فلم يذكر عنها شيء. وكذلك صلوات عقد الزواج، وصلاة القداس، وصلوات الجنازات.. الخ.
كل ذلك وغيره وصل إلينا عن طريق التقاليد وضع بعضه رسل السيد المسيح، والبعض وضعته المجامع المقدسة، والبعض وضعه الآباء البطاركة والأساقفة فصار تقليدا له قوة القانون.
ومثال ذلك تفاصيل أخرى في موضع الزواج الذي نحن بصدده، كالمحرمات في الزواج مثلا. ليست كل القرابات المحرمة موجودة في الكتاب المقدس، ومع ذلك فهي كلها من الأمور المسلم بها، ليس في الكنيسة القبطية فحسب، وإنما في الكنائس المسيحية جمعاء.
فهل يمكن آن تسمح محكمة بزيجة محرمة شرعا في المسيحية، على اعتبار انه لا يوجد بخصوصها؟!
كلا، وإنما نسأل نحن عن ديننا وعما نعتقده، ونحن أعرف من غيرنا بشريعتنا ومصادرها، التي لا تقتصر على الإنجيل.
وإنما هناك كما قلنا التقاليد والإجماع العام والقوانين. وهناك روح الدين كما فهمها بنوه ومعلموه، وكما شرحه الآباء القديسون الأول الذين كانوا يتكلمون بروح الله، وكلماتهم لها في قلوبنا هيبة القوانين ذاتها.
و لذلك لم نستطع أن نستغني في هذا البحث عن شيء من هذا كله.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:34 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام:
أ) مقدمة

إن وحدة الزواج في المسيحية أمر مسلم به عند جميع المسيحيين في العالم كله على اختلاف مذاهبهم من أرثوذكس إلى كاثوليك إلى بروتستانت.
اختلفوا في موضوعات لاهوتية وتفسيرية كثيرة، واختلفوا في بعض التفصيلات في موضوع الأحوال الشخصية نفسه. أما هذه النقطة بالذات "الزوجة الواحدة"، فلم تكن في يوم من الأيام موضع خلاف. وإنما سلمت بها جميع المذاهب المسيحية، وآمنت بها كركن ثابت بديهي من أركان الزواج المسيحي.
فعلى أي شيء يدل هذا الإجماع، الذي استمر بين هذه المذاهب كلها طوال العشرين قرنا من بدء نشر المسيحية حتى الآن؟ واضح انه يدل على أن هذا الأمر هو عقيدة راسخة ليست موضع جدل من أحد.
وشريعة " الزوجة الواحدة " هذه: كما كان مسلمًا بها لدى رجال الدين، كان مسلما بها أيضًا لدى رجال القضاء. وكما علمت بها الكتب الكنسية، كذلك وردت في التشريعات التي أصدرتها الحكومات المسيحية في العالم أجمع.
ويعوزنا الوقت أن نتناول البلاد المسيحية واحدة واحدة، ونفصل تشريعاتها في الأحوال الشخصية ولكننا نشير إلى من يشاء معرفة هذه التفصيلات، بقراءة كتاب " الأحوال الشخصية للأجانب في مصر " الذي صدر في القاهرة سنة 1950 م. لمؤلفه الأستاذ جميل خانكى المحامى ووكيل النائب العام سابقًا لدى المحاكم المختلطة. وسنكتفي في هذا البحث الموجز بذكر أمثلة من المؤلف، تشمل بعض بلاد تتبع لكل من الذاهب المسيحية الرئيسية.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:38 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام
ب) الإجماع من جهة التشريعات المدنية


فكمثال للبلاد الأرثوذكسية:

1- أقباط مصر: نصت لائحة الأحوال الشخصية التي أصدرها المجلس الملي العام سنة 1938 في الفصل الثالث " موانع الزواج الشرعية " على أنه ؛ " لا يجوز لأحد الزوجين أن يتخذ زوجًا ثانيًا مادام الزواج قائمًا " " المادة 25". وفي الفصل السادس الخاص ببطلان الزواج نصت المادة 41على أن كل عقد يقع مخالفا للمادة السابقة " يعتبر باطلا ولو رضى به الزوجان أو أذن ولى القاصر، وللزوجين وكل ذي شأن حق الطعن فيه".
وكمثال للبلاد الأرثوذكسية، الخلقيدونية:


1- اليونان: من بنود موانع الزواج تنص المادة 1354 من القانون المدني اليوناني الصادر في 30/1/1941 على أنه يمتنع الزواج " إذا كان أحد الزوجين قد سبق له الزواج، ولم تنحل رابطته بعد". وفي بطلان الزواج تحكم المادة 1372 بأنه يقع باطلًا "زواج من لا يزال مرتبطا بزواج سابق". وفي أسباب الطلاق تنص المادة 1439 على الطلاق في حالة " إذا ارتكب أحد الزوجين زنا أو تعددت زوجاته".
2- روسيا: على الرغم من أن الزواج فيها لا يعتبر سوى عقد تراض بين شخصين. فإنه على حسب القانون المدنى للجمهوريات السوفيتية الاشتراكية الصادر سنة 1927 نص على أنه من موانع تسجيل وثيقة الزواج " أن يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد".
وكمثال للبلاد الكاثوليكية:

1- ايطاليا: ينص القانون المدني الإيطالي الصادر في 16/3/1942 في الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه "لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد" (المادة 86). كما تنص المادة 117 على أنه يقع باطلا " زواج من كان مرتبطًا بزواج سابق لم تنحل رابطته".
2-فرنسا: على حسب قانونها المدني في الأحكام الصادرة في 12/4/1945 تنص المادة 147 في في الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه " لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". والمادة 184 تقضى ببطلان زواج من كان مرتبطا بزواج سابق.
3-أسبانيا: تنص الفقرة الخامسة من المادة 83 من القانون المدني الأسباني الصادر في 24/7/1889م على أنه من الشروط الموضوعية لصحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجيين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". والفقرة الثانية من المادة 3 تقضى بالطلاق في حالة "تعدد الأزواج أو الزوجات".
وكمثال للبلاد البروتستانتية:

1- الولايات المتحدة: حسب القانون العادي common law من شروط صحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد ".
2- ألمانيا: تنص المادة الخامسة من القانون رقم 16 الذي أصدره الحلفاء بتاريخ 20/2/1946م على أنه من الشروط الموضوعية لصحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد".
3- النمسا: تنص المادة 8 من القانون المدني النمساوي الصادر سنة 1810 في الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه " لا يكون أحد الزوجين مرتبطًا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". بينما المادة 24 تقضى ببطلان الزواج " إذا كان أحد الزوجين ما يزال مرتبا بزواج سابق صحيح".
وكمثال للبلاد التابعة للمذهب الأسقفي:

بريطانيا: وهى -وإن كان ليس لها قانون مكتوب- إلا أنه حسب التقاليد يحكم ببطلان الزواج إذا كان أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد.
وهذه الشريعة المسيحية " الزوجة الواحدة"، وكما هي متبعة في البلاد الآنفة الذكر التي تكلمنا عن قوانينها كمجرد أمثلة، هي أيضًا متبعة في باقي البلاد المسيحية مثل الأرجنتين وبولندا ورومانيا والسويد وسويسرا وهولندا.. الخ
لذلك فإن الأستاذ تادرس ميخائيل تادرس في كتابه " القانون المقارن في الأحوال الشخصية للأجانب في مصر " - الذي أصدره سنة 1954 وهو وكيل لمحكمة الإسكندرية ورئيس دائرة الأحوال الشخصية للأجانب رأى في الباب الثاني الخاص بالشروط الموضوعية للزواج أن يتكلم بإجمال عن هذا الأمر فقال:
" هذا ولا تأخذ القوانين الأوربية والأمريكية وبالأحرى قوانين البلاد غير الإسلامية بمبدأ تعدد الزوجات، بل أنها تعتبره مخالفا للنظام العام. ولهذا نصت جميع هذه القوانين على أن ارتباط شخص بزواج سابق لم يحل ولم يفصم يعتبر مانعا من زواجه بآخر".
ويقول المؤلف أيضًا في الفقرة 182: وتأسيسا على هذا قضت المحاكم المختلطة ببطلان الزواج الثاني للشخص الذي مازال مرتبطا بزواج سابق، عملا بالقانون الفرنسي " في القضية رقم 1679 سنة 70 " بتاريخ 17 مارس سنة 1947، والإيطالي: في القضية رقم 2048 سنة 73 " بتاريخ 28 فبراير سنة 1949.
ويقول المؤلف أيضًا في الفقرات 189 صفحة 129 تحت عنوان "الزواج الظني" "Marige Putatif ": كثيرًا ما يحصل أن أحد الزوجين كان يجهل أسبابا البطلان الذي عقده مع الزوج الأخر. مثال ذلك: رجل متزوج في بلد ما، ويخفي حالته المدنية علي سيدة أخرى في بلد أخر، ويتزوجها بصفة أعزبًا، ثم تظهر الحقيقة بعد ذلك ويقضي ببطلان الزواج. فما هو الحل؟
أيضيع كل حق للزوجة الثانية التي كانت حسنة النية، أم يعترف لها بحقوق، ويناقش سيادته مسالة التعويض في ما إذا كانت هذه الزوجة الثانية التي حكم ببطلان زوجها لقيام الزوج الأول تستحق تعويضًا أم لا

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:38 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام:
ج) الإجماع من الوجهة الكنسيّة




هذا الإجماع العام من الناحية القانونية المدنية: يقوم علي أساس " تعليم كنسي ينص علي وحده الزوجة. وسنعرض أيضًا أمثله لهذا التعليم من جهة المذاهب المسيحية المختلفة.
1- الكاثوليك:

ورد في باب "سر الزيجة" في كتاب التعليم المسيحي الروماني catechismus Romanus الذي طبع سنة 1786 في روما "بأمر الحبر الأعظم البابا بيوس الخامس" ما يأتي:
إننا آن تأملنا في شريعة الطبيعة بعد الخطيئة أو في شريعة موسي، فنطلع بسهولة ونعرف آن الزيجة قد فقدت وعدمت حسنها وجمالها الأول الأصلي لأنه في زمان الشريعة الطبيعية قد تحققنا وعلمنا عن كثيرين من الآباء القدماء كان متزوجين بنساء كثيرات معًا. أما فيما بعد ؛ في شريعة موسي فكان مسموحًا بذلك وإذا وجد سبب موجب وتدعو الضرورة إلي تلقي المرأة فيكتب لها كتاب طلاق. فهذان الأمران المذكوران قد ارتفعا وزالا من زيجة الشريعة الإنجيلية. والزيجة قد ارتدت إلي حالها الأول، لكون الزيجة بكثرة نساء كانت شيئًا غريبًا عن طبيعة الزيجة ولو أن الآباء القدماء لم يلاموا علي زيجتهم بنساء كثيرات لأنهم ما فعلوا ذلك بغير إذن من الله وسماح منه تعالي. وربنا يسوع المسيح أوضح بطلان الزيجة بنساء كثيرات في تلك الألفاظ التي قالها "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنين جسدًا واحدًا" ثم أضافه قائلًا " فليس هما اثنان ولكن جسد واحد" (متي 19: 5، 6). وأثبت ذلك المجمع المقدس التريدنتيني في القانون الثاني من الجلسة الرابعة والعشرين عن سر الزيجة. فالسيد المخلص في هذه الكلمات قد أوضح أيضاحًا بينا بأن الزيجة قد فرضت من الله هكذا: بأن تكون اقترانًا فيما بين اثنين فقط لا أكثر. الشيء الذي قد علمه أيضًا في مكان آخر وأوضحه جيدًا حيث قال "من طلق امرأة وتزوج بأخرى فقد زني. وأن فارقت زوجها وتزوجت آخر فهي زانية" ( مرقس 10: 11، لوقا 16: 17).

https://st-takla.org/Pix/Cross/www-St...ilae-Egypt.jpg
فلو كان يجوز للرجل آن يتزوج بنساء كثيرات، لما كان يوجد سبب أصلًا أن يقال عنه أنه مجرم بخطيئة الزني إذا ما أقترن - عدا امرأته التي عنده في البيت - بامرأة أخرى". وكذلك في قضية المرأة الأمر يجري هكذا. فالأجل هذا يلزمنا آن نعرف بأنه أذا كان احد من غير المؤمنين قد تزوجت بنساء كثيرات، حسب عادة أمته وطقسها. فلما يرتد إلي الديانة الصادقة والحقيقية، تأمره الكنيسة أن يترك باقي النساء الآخر جميعهن ويأخذ المرأة التي أتخذها أولًا قبل جميعهن فتكون له امرأة هي وحدها فقط شرعًا وعدلا".
2- البروتستانت:

نفس الشريعة "الزوجة الواحدة" يؤمن بها البروتستانت كما يظهر من " كتاب نظام التعليم في علم اللاهوت القويم " الذي " يبين معتقد الكنيسة المسيحية الإنجيلية". فقد ورد في صفحة 396 منه في شرح الوصية السابعة: "الكتاب في كلا العهدين يكرم الزوج غاية الإكرام، ويعتبره رسما إليها، وقد وضعته الحكمة الإلهية لغاية حسنة وهي بركة فائقة لجنسنا.
والقانون الأصلي الدائم فيه آن يكون رجل واحد وامرأة واحدة وهو اقتران لا يجوز أنفكاكه إلا بالموت أو لسبب آخر ذكره المسيح. وما يظهر في الكتاب انه عدول عن هذا القانون كاتخاذ نساء كثيرات في العهد القديم، أنما هو باحتمال الله لأسباب وقتيه، وهو خلاف ما اعتاده العبرانيون أنفسهم في كل العصور أما المسيح فأثبت القانون بدون ادني التباس (متى 19: 3 -9، مرقس 10: 4 -9، لوقا 16: 18، متى 5 : 32). ولا يجيز الطلاق الكامل الذي يحل للإنسان زواجًا أخر إلا لزنا، بموجب تعليم المسيح (متي 5: 31، 32، 19: 3-9).
ورأي البروتستانت هذا عبر عنه كذلك قاموس الكتاب المقدس للدكتور جيمس هيستنجز J. Hastings إذ ورد فيه :" إن أول تغيير أحدثته المسيحية هو وحدة الزواج ومنع تعدده " وقد ذكر الكتاب أيضًا آن الآيتين 4، 5 من إنجيل متى 19 تمنعان وجود زوجة ثانية.
3- أما الأسقفيون:

فإن رأيهم صريح في وحدة الزواج عبر عنه الدكتور تشيثام Cheetham رئيس الشمامسة السقفة وأستاذ علم اللاهوت الرعوي بكلية الملك بلندن في كتابة Dictionary of Christian Antiquities أذا ورد فيه "إن التعديلات التي أحدثها ربنا في قانون الزواج والطلاق العبران كما كانت قائمة في أيامه هي اثنتان:
"أ" أنه أرجع قاعدة الزواج الواحد monogamy
"ب" ولم يسمح بالطلاق إلا علي أساس زنا الزوجة...
أما رأينا نحن الأورثوذكس:

ولكننا نكتفي في هذا الفصل الإجمالي بما ورد في صفحة 119 من كتاب التميز -وهو أحد أجزاء مخطوطه قديمة بدير السريان بوادي النطرون- من أنه "لا يجوز للمرء ما دامت امرأة حية أن يتخذ عليها أخري".
انظر أيضًا الباب الخاص بمنع تعدد الزوجات بسبب قوانين كنسية صريحة.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:39 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
- إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام:
د) خاتمة

أوردنا أمثلة عديدة تدل علي أن شريعة " الزوجة الواحدة هي ركن أساسي من أركان الزواج المسيحي، تؤمن بها جميع المذاهب المسيحية التي سلمت بها علي الرغم من اختلافها في بعض أمور أخري وبقي آن نقول الآن: أما أن هذا الإجماع العام يعني آن الأمر هو عقيده راسخه لم تتزعزع مدي عشرين قرنًا من الزمان. وهذا هو الثابت منطقًا وعملًا. وأما انه يعني آن المسيحيين في العالم اجمع - إكليروسًا وعلماء وشعبًا - منذ نشأتهم حتى الآن مخطئون في فهم دينهم، وهذا ما لا يستطيع آن يقول به أحد. والذي يعرضون هذا الأمر يلزمهم أن يفتشوا التاريخ جيدًا ويسألوه: متى سمع عن المسيحي أنه جمع بين زوجتين في زواج قانوني تقره الكنيسة؟! ومنذ بدأ المسيحية حتى الآن، متى أجازت الكنيسة أمرًا كهذا -علي علم- وأجرت طقوسه؟! فإن لم توجد إجابة علي هذا السؤال -ولن توجد- نتدرج إلي نقطة أخري في الفصول التالية وهي تفسير وتوضيح الأسباب التي من اجلها امن المسيحيون بهذه العقيدة...

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:41 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء
أ) اثنان؛ ذكرًا وأنثى

عندما أتي الكتبة والفريسيون يسألون السيد المسيح عن الطلاق ليجربوه، قال لهم "إن موسي من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هكذا" (متى 19: 18) يفهم من هذا ضمنًا أن السيد المسيح يهمه أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. إن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء لم يكن هكذا" (متى 19: 18) يفهم من هذا ضمنا أن السيد المسيح يهم أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. لأن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء. كان هو النظام الصالح له، وإذا حادت البشرية عنه كان يجب آن ترجع إليه " من البدء " ذكرها السيد المسيح كذلك في أول حزمه مع الكتبة والفريسيين (متى 19: 4).
فما الذي كان منذ البدء؟
قال لهم " أما قرأتم آن الذي خلق، من البدء خلقهما ذكر وأنثي". وقال " من يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون اثنين جسدًا وأحدًا؟ إذن ليس بعد أثنين بل جسدا واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى 19: 4-6).
هذا إذن هو الزواج المسيحي:
"أ" اثنان فقط ذكر وأنثى.
"ب" يجمعهما الله.
"ج" في وحدة عجيبة لا يصبحان فيها اثنين بل واحد.
"د" ولا يستطيع إنسان أن يفرقهما.
نعم، لا يستطيع جسد ثالث أن يدخل بينهما ويفرقهما -ولو إلى حين- ليوجد له اتحادًا -إلى حين- مع طرف منهما. لأن الزواج ليس متكونا من ثلاثة أطراف بل من طرفين اثنين فقط، كما ظهر من كلام السيد المسيح، وكما تكرر التعبير بالمثنى في كلامه أكثر من مرة.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:45 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء
ب) وضع إلهي منذ بدء الخليقة

فكرة أن يقوم الزوج بين اثنين فقط، وأن تكون للرجل امرأة واحدة لا غير، ليست هي إذن فكرة جديدة أتت بها المسيحية، وإنما هي الوضع الأصلي للنظام الإلهي الذي كان منذ البدء. وكيف كان ذلك؟ يقول سفر التكوين - " وقال الرب الإله ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينًا نظيرة... فأوقع الرب الإله سباتًا على آدم فنام ، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم، فقال آدم: "هذه عظم من عظمى ولحم من لحمى، هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان جسدا واحد" (تكوين 2:18-24) كانت الأرض خالية من السكان، " ومع ذلك فإن الله الخالق الذي كان يريد أن تمتلئ الأرض من البشر، لم يصنع لأدم سوى زوجة واحدة. وكان آدم بمفرده في هذا الكون الواسع، ومع ذلك فإن الله لم يخلق له سوى معين واحد يشاركه حياته.
وهكذا وضع الله بنفسه أسس الزواج الواحد Monogamy وفي هذا يقول سفر التكوين أيضًا عن الناس جميعًا، ممثلين في الزوجين الأولين"... ذكرا وأنثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض..." (تكوين27:1-28). ويختم سفر التكوين هذا الوضع الإلهي بعبارة " ورأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدا، وكان مساء وكان صباح يوم سادسا" (تكوين 1:31).

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:47 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء:
ج) تعليق القديسين والعلماء

و قد ترك هذا الوضع الإلهي أثره في قديسي وعلماء القرون الأولى من معلمي المسيحية فأفاضوا في شرحه:
+ قال القديس ايرونيموس "جيروم":
وذلك في رسالته التي كتبها سنة 409 م. إلى أجيروشيا عن وحدة الزواج " إن خلق الإنسان الأول يعلمنا أن نرفض ما هو أكثر من زيجة واحدة. إذ لم يكن هناك غير آدم واحد وحواء واحدة " وقال قبل ذلك في كتابه الذي وضعه سنه 393 ضد جوفنيانوس " في البدء تحول ضلع واحد إلى زوجة واحدة. وصار الاثنان جسدًا واحدًا، وليس ثلاثة أو أربعة. وإلا فكيف يصيرون اثنين إذا كانوا جملة؟!"
+ والعلامة ترتليانس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي.
تعرض لهذه النقطة أيضا في كتابه " إلى زوجته " Ad Uxorem فقال " كان آدم هو الزوج الوحيد لحواء، وكانت حواء هي زوجته الوحيدة: رجل واحد لامرأة واحدة".
ويفصل الأمر في كتابه " حث على العفة" فيقول: إن أصل الجنس البشرى يزودنا بفكرة عن وحدة الزواج. فقد وضع الله في البدء مثالا تحتذيه الأجيال المقبلة، إذ صنع امرأة واحدة للرجل، على الرغم من أن المادة لم تكن تنقصه لصنع أخريات، ولا كانت تنقصه القدرة. ومع ذلك فأزيد من امرأة واحدة لم يخلق الله " يصير الاثنان جسدًا واحدًا، ليس ثلاثة أو أربعة، وإلا فلا يمكن أن يكونا اثنين في جسد "
+ ومن قبل جيروم وترتليانوس Saint Tertullian قال رسل السيد المسيح الاثنا عشر في تعاليمهم " الدسقولية ":
ومن بدء الخليقة أعطى الله امرأة واحدة. ولهذا السبب فإن الاثنين جسد واحد.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:48 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء
د) البشرية تكسر هذا الوضع الإلهي

هذا هو ما وضعه الله منذ البدء، وما غرسه في ضمير الإنسان قبل أن يزوده بشريعة مكتوبة.
و لكن البشرية أخطأت وكسرت الوضع الإلهي. وقايين الذي قتل أخاه هابيل ، فلعنه الله هو ونسله، ظهر من نسله رجل قاتل أيضًا اسمه "لامك" كان أول إنسان ذكر عنه الكتاب المقدس أنه تزوج من امرأة. إذ يقول سفر التكوين في ذلك: "واتخذ لامك لنفسه امرأتين" (تكوين19:4).
وفى ذلك يقول القديس ايرونيموس Saint Jerome في كتابه ضد جوفنيانوس:
" لامك رجل دماء وقاتل، كان أول من قسم الجسد الواحد إلى زوجتين ولكن قتل الأخ والزواج الثاني قد أزيلا بنفس العقاب، الطوفان".
وهذا هو الذي حدث فعلًا إذ انتشر الزنا في الأرض، لأن نعمة الزواج التي أعطاها الله للبشر، ليتوالدوا بها ويكثروا ويملأوا الأرض ويخضعوها، استغلوها استغلال سيئا لإشباع شهوات جسدية. فغضب الله وأغرق الأرض بالطوفان، ومحا هذا الشر العظيم من على الأرض لكيما يجددها في طهارة مرة أخرى.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:49 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء
ه) الله يرجع المبدأ.. أيام نوح
و الآن لعلنا نسأل " أي قانون وضعه الله للزواج بعد أن تطهرت الأرض من الظلم والنجاسة؟" انه نفس القانون الذي كان قد وضعه منذ البدء، ورأى أنه حسن جدا، وهو قانون "الزوجة الواحدة".

يسجل سفر التكوين هذا الأمر فيذكر أن الله قال لنوح " فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك... فخرج نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه" (15:8-18).
وكما كانت لنوح امرأة واحدة كذلك كان بنوه لكل منهم امرأة واحدة أيضًا: "وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض (18:9-19). نوح وبنوه الثلاثة كانوا أربعة رجال، ولهم أربعة نساء فقط، لكل رجل زوجة واحدة، فيكون الجميع ثماني أنفس بشرية دخلت الفلك وهذا الأمر يثبته القديس بطرس الرسول في رسالته الأولى بآية صريحة (ص20:3) قال فيها " كانت عناية الله تنظر مرة أخرى في أيام نوح إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء". وأيضًا ورد هذا المعنى عينه في سفر التكوين بنص صريح هو " في ذلك اليوم عينه دخل سام وحام ويافث بنو نوح وامرأة نوح وثلاث نساء بنيه معه إلى الفلك" (تكوين13:7). بنفس شريعة " الزوجة الواحدة " جدد الله البشرية في أيام نوح بينما كانت الأرض خالية -كما في أيام آدم- وكان الله يريد أن يملأها.
وهذا واضح من قوله تعالى لنوح وبنيه كما قال لآدم من قبل "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض، ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض" (تكوين2،1:9).
كان الله يريد حقا أن تمتلئ الأرض وتعمر، ولكنه كان يريد أيضا أن يتم ذلك بطريقة مقدسة، تتفق والنظام الإلهي الذي وضعه للزواج منذ البدء، وهو قانون "الزوجة الواحدة".

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:51 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء
و) حتى الحيوانات والطيور بنفس المبدأ
حتى الحيوانات والطيور وضع لها نفس النظام، عندما جدد الحياة على الأرض . وفي ذلك يسجل سفر التكوين أمر الله لنوح " ومن كل حي ذي جسد اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك، تكون ذكرا وأنثى، من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها (تكوين 20،19:6).

وفعل نوح ذلك ودخل وأسرته إلى إلى الفلك "هم وكل الوحوش كأجناسها، وكل الطيور كأجناسها، وكل عصفور ذي جناح دخلت إلى الفلك: اثنين اثنين من كل ذي جسد فيه روح وحياة. والداخلات دخلت ذكرا وأنثى ومن كل ذي جسد كما أمره الرب". (تكوين14:7-16) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).
نفس القانون نفذه الله على الحيوان والطير وإن كان قد فرق في الكمية لا في القانون بالنسبة إلى الحيوانات الطاهرة والنجسة. فقال لنوح من جميع البهائم الطاهرة، تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وأنثى، ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا وأنثى، لاستبقاء نسل على وجه الأرض" (تكوين3،2:7).
وكانت الحكمة في ذلك هي أن الحيوانات والطيور الطاهرة يجب أن يزيد عددها " مع الاحتفاظ بنفس الشريعة " لسببين:
" أ " لكي تقدم منها ذبائح لله، كما فعل نوح عندما خرج من الفلك (تكوين20:8).
" ب " وأيضا لتكون طعاما فيما بعد (تكوين3:9).
فإن كان الله قد وضع هذه الشريعة حتى للحيوان الأعجم الذي لم يصل إلى سمو الإنسان، فكم بالأولى تكون الشريعة المعطاة للإنسان؟!

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:52 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء
ز) تعليق القديسين والعلماء

وهذا الأمر لم يتركه قديسو الكنيسة وعلماؤها بدون تعليق.
فقال القديس ايرونيموس:
" وهكذا أيضًا في الفلك - الذي يفسره بطرس الرسول بأنه مثال للكنيسة - أدخل نوح وأولاده الثلاثة وزوجة واحدة لكل واحد وليس اثنتين، وبالمثل في الحيوانات غير الطاهرة زوجا واحدا أخذ ذكرا وأنثى، ليظهر أن الزواج الثاني ليس له مكان. حتى بين الوحوش والدواب والتماسيح والسحالي...".
وقد علق أيضا على ذلك العلامة ترتليانوس فقال:
"عندما ولد الجنس البشرى للمرة الثانية، كانت وحدة الزواج - للمرة الثانية - هي أمه. وإذا باثنين في جسد واحد، يعودان فيثمران ويكثران نوح وامرأته مع بنيهم، والكل في وحدة زواج. حتى بين الحيوانات أمكن ملاحظة واحدة الزواج...
وبنفس الشريعة أمر باختيار مجموعات من سبعة أزواج، كل زوج ذكر وأنثى. ما الذي يمكن أن أقوله أكثر من هذا؟! حتى ولا الطيور النجسة أمكنها أن تدخل في شركة " زواج مع اثنتين".

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:53 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء
ح) السيد المسيح يعمل على إرجاع ما كان منذ البدء

هذا هو الوضع السامي الذي أراده الله للبشرية منذ البدء،
والذي فشل البشر مدة طويلة من الزمن في الوصول إليه، وهو نفس الوضع الذي علم به السيد المسيح،
ودعا الناس إليه موبخا إياهم على ضعف مستواهم بقوله:
" لم يكن هكذا منذ البدء" (متى8:19، مرقس6:10).
وقد صدق العلامة ترتيليان في قوله إن السيد المسيح عمل على إرجاع أشياء كثيرة إلى ما كانت عليه منذ البدء ؛
فألغى الطلاق الذي لم يكن موجودا منذ البدء. وارجع وحدة الزواج التي كانت منذ البدء.
ولم يقيد الإنسان بالختان وبترحيم أطعمة معينة،
إذ لم تكن القيود موجودة منذ البدء.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:56 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية
أ) فساد الجنس البشري وتدهوره
لكى يتضح هذا الأمر جيدا، علينا أن نعرف أولا ظروف قيامه، حينئذ تظهر لنا حكمة الله فيه:
فساد الجنس البشرى وتدهوره:


1- كان آدم بتولا في الفردوس، وكذلك كانت حواء. ويقول عنهما الكتاب المقدس " وكان كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان" (تكوين25:2). ولكنهما - بعد الخطية - فقدا حالتهما الأولى السامية الفائقة للطبيعة، وأحسا بعريهما فكساهما الله وستر عريهما. وبعد أن طردا من الفردوس، يقول الكتاب " عرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين..." (تكوين1:4).
ولم يكتف الإنسان بالنزول من سمو البتولية إلى عفة الزواج الواحد، بل تدرج البعض إلى تعدد الزوجات (تكوين19:4)، وبدأت الشهوة الجسدية تسيطر على الرجال "فرأوا بنات الناس أنهن حسنات"، "فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا" (تكوين2:6)، ويصف الكتاب الحالة السيئة التي وصلت إليها البشرية فيقول "ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم... فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته" (تكوين7،5:6). وكان الطوفان...
ولكن حتى نسل نوح الذي أنقذ من الطوفان أخطأ أيضًا إلى الرب وعاد الشر فكثر في الأرض. ولم يكتف الناس بالزنا، بل انحطوا أكثر من ذلك إلى الشذوذ الجنسي، كما ظهر ذلك ببشاعة في أهل سادوم التي أحرقها الله بالنار هي وعامورة (تكوين24،5:19). وظهرت بشاعة الزنا في حادث سبط بنيامين (قضاة29:20-33).
وانحدرت البشرية إلى هوة أخرى فعبدت الأصنام دون الله، حتى أن لابان خال يعقوب أب أسباط إسرائيل الاثني عشر، كان هو أيضًا يعبد الأصنام (تكوين30،19:31). وظهر التسري وانتشر (تكوين2:16و 9،3:30). وتطور الزنا بالناس، حتى عرف بينهم البغاء أيضًا (تكوين16،15:38).
ووسط هذا الجو الوثني الفاسد، كان تعدد الزوجات يعتبر عملا شريفا جدا إذا قيس بالممارسات الأخرى. وهكذا كانت البشرية تتطور - في البعد عن الله - من سيء إلى أسوأ. ولم تكن الشريعة المكتوبة قد أعطيت لهم بعد. فماذا يفعل الله؟ هل يفنى الإنسان مرة أخرى من على وجه الأرض، ويتوالى تكرار قصتي الطوفان ونار سدوم؟! أم هل كان هناك حل آخر تقوم به مراحم الله لأجل إنقاذ الإنسان؟..

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 02:58 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية
ب) كان لابد من سياسة تدرُّج لإنقاذ الإنسان
1- انتقى الله من البشرية إبراهيم أبا الآباء، لكي يجعله نواة لشعب جديد، ينشأ بتربية إلهية خاصة، ويكون كمتحف حي للديانة الإلهية وللعبادة الحقة، وسط الشعوب الوثنية التي تملأ الأرض. ونظروا إلى حالة البشرية المنحطة لم يتقل الله بوصايا صعبة على الشعب الناشئ المحاط فكريًا وعمليا بألوان من خطايا الوثنيين.
وحتى في هذا الشعب المختار ظهر تعدد الزوجات أيضا. لم يأمر الله به، ولكنه تسامح فيه: إذ كانت له ظروفه الخاصة من جهة، ومن جهة أخرى فإن المستوى البشرى المعاصر لم يكن يسمح وقتذاك بالسمو الذي أراه الله للإنسان منذ البدء. لابد من سياسة تدرج يتخدها الله الرحيم الشفيق، لكي يأخذ بيد البشرية الساقطة، ويقودها خطوة خطوة إلى الوضع الإلهي الذي كان في البدء.

وكمثال لسياسة التدرج التي عامل بها شعبه تشريع الطلاق مثلا: في البدء لم يكن هناك طلاق، ولكنه ظهر لما فسدت البشرية. فلم يلغه الله دفعة واحدة، وإنما تدرج مع الناس. تركهم فترة طويلة في حريتهم المطلقة، يستخدمون الطلاق بدون قيد ولا شرط. ثم قيدهم في الشريعة بكتاب طلاق يعطى للمطلقة. ويقول القديس اوغسطينوس إنه " في هذا الأمر كان يظهر التوبيخ أكثر من الموافقة على الطلاق. فمن المعروف أن إجراءات قسيمة الطلاق كانت نوعا من التعطيل، لأنه تستغرق وقتا يراجع فيه الزوج نفسه. ومع ذلك فقد قال السيد المسيح لليهود "من أجل قساوة قلوبكم، أذن لكم أن تطلقوا نساءكم" (متى8:19).
إذن فلم يكن السبب آن الأمر كان يتمشى مع قصد الله، وإنما هي تنازل من الله ليتمشى مع ضعف الإنسان. وقد قال ذهبي الفم: "أن الزوجة المكروهة، وإذا لم يكن يؤذن بطلاقها، كان يمكن أن يقتلها الزوج، لأنه هكذا كان جنس اليهود الذين قتلوا الأنبياء فسمح الله بالأقل ليزيل الشر الأكبر... فيخرجوهن بدلا من أن يذبحوهن في البيوت".
ولكن الله صبر على ذلك زمنا، ثم وبخ الشعب علانية على الطلاق، مظهرا لهم كراهيته لهذا الأمر (ملاخى16:2). وأخيرا ألغى الطلاق في العهد الجديد، إلا لعلة الزنا، لأن هذه الخطية بالذات تكسر جوهر الزوج من أساسه، كما سيظهر ذلك عند كلامنا عن "الجسد الواحد".
تنازل الله إذن في تشريعه مع مستوى الناس، لكي يرفعهم تدريجيا إلى المستوى الذي يريده لهم: سمح لهم بأكثر من زوجة، سمح لهم بالطلاق، سمح لهم بالتسري، سمح لهم برجم الزناة... كل ذلك لأنهم كانوا وقتذاك لا يحتملون السمو الذي أراده لهم.
وكان من غير المعقول أن يعطى الله الناس شريعة فوق مستواهم لا يستطيعون تنفيذها. ولذلك حسنا وبخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله عنهم "يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس" (متى4:23).
وهكذا اختار الله نقطة بدء منخفضة تتفق ومستوى الناس، مع عرضه الكمال عليهم يختاره من يشاء ومن يحتمل، دون أن يكون إجباريا. ولكنه تدرج شيئا فشيئا في تشريع هذا الكمال حتى تم ذلك في المسيحية. وحتى في هذه أيضا ترك درجات عليا من الكمال اختيارية، لأنه كما قال " ليس الجميع يحتملون" (متى11:19). غير أنه احتفظ في المسيحية بسمو للحد الأدنى.
من أجل هذا قال العلامة ترتليانوس " كل واحد يعلم الآن، أنه قد سمح لآبائنا - حتى رؤساء الآباء أنفسهم - ليس فقط بالزواج وإنما بتعدد الزيجات أيضا، بل إنهم احتفظوا كذلك بسراري. ولكن على الرغم من استعمال الطريقة الرمزية في الكتاب في الكلام عن الكنيسة والمجمع، فإننا سنشرح هذا الإشكال في بساطة بقولنا إنه " كان من الضروري في الأزمنة الماضية، أن تقوم ممارسات ينبغي إبطالها فيما بعد أو تعديلها". بقى علينا أن نشرح لماذا كان ذلك ضروريا في تلك الأزمنة.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:00 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ج) فكرة "شعب الله" وبركة النسل
1- كان تعدد الزوجات يتمشى إلى حد كبير مع فكرة " شعب الله"، هذا الشعب الذي علمه الله الشريعة، وأرسل إليه الأنبياء ليحفظ فيه العقائد السليمة إلى أن يحين انتشارها في الأرض كلها، فتصبح جميع الأمم هي شعب الله.

وكان لابد أن يكثر هذا الشعب: ليس فقط ليستطيع الصمود أمام شعوب الوثنية القوية، وإنما أيضا ليستخدمه الله في القضاء على الوثنية. كما حدث فيما بعد، عندما طرد الوثنيين من الأرض وسكنها، فصارت مقدسة، إذ أنها كانت المركز الوحيد لعبادة الله الحقيقية في العالم كله.
من أجل هذا كانت كثرة النسل بركة توارثها الآباء وسعوا لنيلها. وهكذا نسمع أن الله قال لإبراهيم أبى الآباء"... وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إن استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد" (تكوين 16:13). وقال له أيضا " انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها... هكذا يكون نسلك" (تكوين5:15). وقال له ثالثة " من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك " عنى"، أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويرث نسلك باب أعدائه، ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 16:22-18). وأقام الله عهدًا مع إبراهيم قال له فيه " لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيرًا جدًا وأجعلك أممًا، وملوك منك يخرجون. وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم..." (تكوين 5:17-7).
ونفس هذه البركة منحها الله لإسحق بن إبراهيم فقال له " فأكون معك وأباركك... وأكثر نسلك كنجوم السماء وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 3:26،4). وكرر الله هذه البركة عينها ليعقوب بن إسحق (12:32،11:35).

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:01 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
د) زيجات إبراهيم ويعقوب وفكرة الرمز
1-أعجيب"... بعد كل هذه المواعيد بكثرة النسل كنجوم السماء ورمل البحر... أنيتخذ إبراهيم له أكثر من زوجة؟! ظانًا في نفسه أن هذا قد يتفق ومشيئة الله في مباركة نسله!
ولم يفعل إبراهيم ذلك عن شهوة جسدية، وهو رجل كان قد شاخ واجتاز الثمانين من عمره بسنوات، دون أن يتخذ لنفسه امرأة أخرى غير سارة زوجته الوحيدة العاقر! إلى أن أعطته هي أمتها هاجر سرية قائلة له " هوذا الرب قد أمسكني عن الولادة. ادخل على جاريتي لعلى أرزق منها بنين" (تكوين2:16). وكانت له ست وثمانون سنة من العمر حين ولدت له هاجرا ابنا" (تكوين16:16)

وقد قال القديس اغسطينوس في كتابه Bono Conjugali عن أبينا إبراهيم انه عاش في حالة الزواج بعفاف. وكان في مقدوره أن يعيش عفيفا بدون زواج، ولكن ذلك لم يكن مناسبا في ذلك الزمان. فأي زمان يقصده أوغسطينوس؟ إنه ليس زمنا وثنيا فاسدا تكتنفه ظلمة الجهل فحسب، وإنما تسرى إبراهيم في عصر خافت فيه ابنتا قريبه لوط من انقرض العالم بعد حرق سادوم وعمورا، وهرب هذه العائلة الصغيرة وحيدة في الأرض، فأسكرتا أباهما، وأنجبتا منه نسلًا دون آن يعلم (تكوين 19: 31-38)... ليس عن شهوة ولا دنس، وإنما رغبة في النسل، وخوفًا من انقراض الأسرة في الأرض... ليست المسألة أذًا شهوة حسية أو عدم ضبط نفس. فإن القديس أغسطينوس في الإجابة عن هذه النقطة "وهي زواج إبراهيم بأكثر من واحدة يصيح متسائلًا في تعجب" هل لم يضبط نفسه، هذا الذي قدم أبنه ذبيحة"؟!
أما العلامة ترتيليانوس فيضيف رأيًا أخر بقوله "كان زواج إبراهيم مثالًا ورمزًا" وهذه الفكرة شرحها أيضًا القديس ايرونيموس بالتفصيل في رسالته إلي أجيروشيا. وكلا هذين الكاتبين المسيحيين الكبيرين لم يتكلم من ذاتيهما، وإنما أعتمد علي شرح القديس بولس الرسول بهذه النقطة بذات في رسالته إلي غلاطية (4: 22- 30). في الواقع كانت كثير من الأشياء في تصرفات وحياة الآباء الأول والأنبياء هي - كما قال القديس ايرونيموس - "رموز لأمور ستأتي". وهذا الموضوع شرحه بالتفصيل القديس هيلاري أسقف بواتيبية الذي كان يلقب "أثناسيوس الغرب" في كتابه Tractatus Mysteriorum فتحدث عن هذه الرموز منذ آدم، وتعرض فيه الزيجات إبراهيم ولزيجات يعقوب أيضًا. وهذا المر أوضحه القديس أوغسطينوس في عبارة موجزة قال فيها " كانت زوجات الإباء الكثيرات رمز لكنائس مستقبله من شعوب كثيرة تخضع لعريس واحد هو المسيح أما سر الزواج بواحدة في أيامنا، فيشير إلي وحدتنا جميعًا في خضوعنا لله، نحن الذين سنصبح فيما بعد مدينة سمائية واحدة".ومع ذلك فإن إبراهيم لم تجده زوجاته الكثيرات شيئًا إذ قال له الله " بإسحق يدعي لك نسل" (تكوين12:21). ولما مات لم يدفن كما لاحظ القديس أمبروسيوس إلا مع زوجته سارة وحدها.
وابنه اسحق لم يتخذ في حياته كلها التي بلغت 180 عامًا (تكوين 35: 28) غير زوجه واحده هي رفقة ، التي كانت حياتها هي الأخرى تحمل رموزًا كثيرة بالأخص في زواجها وفي إنجابها.
أما يعقوب أبو الأسباط الاثني عشر، فمعروف أنه خدع من خاله لابان الذي زفه إلي زوجه من ابنتيه غير التي أختارها لنفسه. وفي الصباح اكتشف يعقوب أنها ليست خطيبته التي أختارها، وإنما هي أختها الكبرى. وأجابه لابان عن هذه الخدع بقوله "لا يفعل هكذا في مكانًا آن تعطي الصغيرة قبل البكر" (تكوين 29: 36). وعلاجًا للمشكلة زواجه الصغرى أيضًا. وتسري يعقوب بنفس السبب الذي من أجله تسري إبراهيم: دفع إلي ذلك دفعا من زوجتيه أن يتخذ له جاريتهما سريتين لينجب لهما نسلًا (تكوين 30: 3،9). وكانت في تلك الزيجات أيضًا رموز لأمور ستأتي، شرحها القديس ايرونيموس في رسالته الأنفه الذكر.
وهكذا نري أن الأب الكبير لم يطلب تعدد الزوجات ولم يشتهيه، ولكنه أيضًا لم يرفضه عندما دفع إليه دفعًا بحكم ظروفه الخاصة. بل علي العكس سري بأن ير له نسلًا كثيرًا كان يرن في إذنيه وعد الله له ولأبيه وجده بأن نسله سيصير كنجوم السماء ورمل البحر لا يعد من الكثرة، وأن به ستتبارك جميع قبائل الأرض.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:03 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ه) العنصر الروحي الأول لتعدد الزوجات

1-كانت هناك أسباب روحية خطيرة من أجلها تسامح الله في قيام تعدد الزوجات.
أما السبب الأول الخطير فهو مقاومة طغيان الوثنية:
تلك الوثنية التي كانت قد انتشرت بشكل مريع، حتى كادت تكتسح العالم كله بدون استثناء. ولذلك كانت فكرة الله في اختيار شعب يعبده تقوم على ثلاثة عمد أساسية، وهى عزل هذا الشعب، وإنماؤه، وتعليمه. أما سياسة العزل فبدأت عندما قال الله لإبراهيم "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك..." (تكوين1:12،2). وكان العزل لازما حتى لا يتأثر شعب الله بالوثنية فيعتنقها نتيجة لاختلاطه بالوثنيين.
وكان من مظاهر هذه السياسة: السكن المنفرد، وعدم التزاوج مع شعوب الأرض الوثنية، وعدم التعامل معهم. وحرص إبراهيم على تنفيذ هذا في في تزويجه لابنه إسحاق (تكوين3:24-4) كما حرص عليه اسحق في تزويج ابنه يعقوب (تكوين 1:28-4). وعندما كان شعب الله يكسر قاعدة العزلة هذه، كان يقع في عبادة الأوثان ويحل عليه غضب الله، كما حدث ذلك مرات سجلها سفر القضاة.و لكن سياسة العزل وحدها عن الشعوب الوثنية لا يكفى، لأن الشعب المؤمن إذ كان قليلا وضعيفا، حتى إن هو اعتزل عن الوثنيين يمكن أن يطغوا هم عليه ويستعبدوه لهم ويخضعوه لعبادتهم. فكان لابد أن تصحب عملية العزل عملية إنماء في العدد، حتى يستطيع الصمود أمام قوة أعدائه، وحتى يرث أرضهم وينشر فيها عبادة الله. وعملية الإنماء صحبها بالضرورة تعدد الزوجات، لأن الأمر لم يكن سهلًا، إذ هو تكوين شعب من فرد واحد.
ولهذا كان إنجاب البنين وقتذاك عملا مقدسا. لأن المقصود به كان حفظ الإيمان بالله من الضياع، والوقوف أمام خطر العبادات الفاسدة. وهكذا نرى حقيقة هامة وهى:
في تعدد الزوجات -قبل مجيء السيد المسيح- لم يكن المقصود هو الزوجات، وإنما البنين الذين تلدهم الزوجات والبنون لم يقصدوا لذاتهم، وإنما لحفظ الإيمان في عالم وثنى. فخرج الأمر إذن عن الغرض الجسدي إلى الغرض الديني. ومن الواضح أن هناك فرقا بين الحالة هنا، والحالة أيام آدم وأيام نوح بعد الطوفان. ففي هذه الحالة الأخيرة كانت الأرض خالية، ولكنها كانت نقية ليست فيها وثنية تهدد الإيمان السليم بالفناء فكان يمكن للإنسان أن ينمو على مهل في ظل قصد الله السامي بشريعة "الزوجة الواحدة". أما في أيام إبراهيم فكان العكس هو السائد: كانت في الأرض شعوب كثيرة من الناس. وإذ كانوا كلهم وثنيين، صاروا خطرا على القلة الضئيلة جدا التي تعبد الله. ولذلك كان يبدو أن تعدد الزوجات بالنسبة لعابدي الله لازم ليرفع نسبتهم العددية ولو قليلا.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:04 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
و) لم يكن مناسبًا أن يلغي تعدد الزوجات في شريعة موسى
1- كل هذا حدث ولم تكن الشريعة المكتوبة قد أعطيت بعد ونريد أن نعرف في أي ظروف أعطيت هذه الشريعة علي يد موسي النبي، لكي نفهم مدي مناسبتها للناس وللظروف المحيطة بهم. أعطيت الشريعة منحة لشعب مؤمن. ولكنه علي الرغم من كونه وقت ذاك الشعب الوحيد الذي يعرف الله الحقيقي ويعبده، فإنه كان شعبًا قاسيًا (متى 19: 8) عنيدًا " صلب الرقبة " بشهادة الله نفسه عنه ( خروج 32: 9، 33: 5) وبشهادة موسي النبي أيضًا (خروج 34: 9). كان شعبًا متذمرًا كثير الشهوات (خروج 15: 24، 16: 3) أتعب موسي النبي جدًا، علي الرغم من المعجزات التي رآها، حتى قال لهم هذا النبي العظيم، "ليس تذمركم علينا بل علي الرب" ( خروج 16: 8).

لقد أعطيت الشريعة أيام موسي لشعب قال الله لموسي عنه " دعني أفني هذا الشعب". ولولا شفاعة موسي، لأهلك اله الشعب كله في البرية وأفناه (خروج 32). نعم أعطيت الشريعة لهذا الشعب، الذي لم أبطئ عليهم موسي مع الله - إذا كان علي الجبل يستلم الشريعة - قال هذا الشعب لهرون " قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأن موسي هذا الرجل الذي أصعدنا من ارض مصر، لا نعلم ماذا أصابه "(خروج 32: 1) وهكذا لم نذل موسي من علي الجبل، وجد الشعب يعبد عجلًا من ذهب! هذا الشعب الذي قال الله عنه فيما بعد " ربيت بنين وبنات ونشأتهم وأنهم فعصوا علي. الثور يعرف قانية، والحمار معلف صاحبه. وأما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم ويل للأمة الخاطئة، الشعب الثقيل الإثم، نسل فعلي الشر أولاد مفسدين" (اشعياء 1: 2-4) لم يكن ممكنًا لمثل هذا الشعب الذي أوضحنا شيئًا من حالته، أن يحتمل مستوي عاليًا، فكان لابد أن يتدرج الله معهم.
هذا الشعب الذي بكي بدموع مشتهيًا أن يأكل لحمًا (عدد 11: 4، 10،15)، والذي عادي فأشتهي العبودية من أجل اكلأ اللحم (خروج 16: 3)، هل كان ممكنًا أن يمنع الله عنه تعدد الزوجات؟! مثل هذا الشعب الذي ارتكب الزنا في بيت الرب نفسه، والذي بسبب زناه عبد آلهة أخرى وسجد لها في حياة موسي نفسه (عدد 25)، هل كان ممكنًا آن يمنع عن تعدد الزوجات؟!... لم يكن مناسبًا أذن أن يمنع تعدد الزوجات في شريعة موسي، علي الأقل لسببين:
أولًا: لأن ذلك لم يكن مناسبًا لمستوي الشعب الإسرائيلي ذاته، وألا اقتيد إلي الزنا.
ثانيًا: لأن ذلك لم يكن مناسبًا للرغبة في مقاومة الجو الوثني الطاغي المحيط بالشعب.
وإنما كان لابد من سياسة تدرج، يسمح فيها لمن يريد من الشعب باتخاذ النساء كزوجات، مع رفع فكرة ليتسامي بفكرة الزواج فيتخذها بغرض روحي، لتكوين شعب لله، بدلًا من التفكير في الزواج كمادة لإشباع شهوة جسدية.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:06 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ز) سياسة التدرج التي اتبعها الله
7- بدأ الله في شريعة موسي يغسل هذا الشعب من نجاسته ويرفع مستواه، حتى يستطيع أن يصل به في المسيحية إلي الطهارة التي أرادها له منذ البدء، والتي كانت شريعة "الزوجة الواحدة" أحد مظاهرها. فماذا شرع له حتى أقتاده إلي ذلك؟
أ‌- حرم الله علي الشعب كثيرًا من الزيجات:

حرم عليه التزوج بالأخت، وكان ذلك ممارسًا في القديم. فإبراهيم أبو الآباء أتخذ سارة زوجه له ( تكوين 20: 12). وحرم عليه الزواج لأختين وكان ذلك أيضًا ممارسًا في القديم، كما حدث مع يعقوب أبي الأسباط الاثني عشر (تكوين 29: 26، 27). وحرم عليه زيجات أخرى كثيرة، بلغت في سفر اللاويين 17 حاله (أصحاح 18). وهكذا لم يعد الزواج مطلقًا كما كان من قبل. وقد تدرج هذه المحارم وتطور حتى وصلت إلي حد اكبر فيما بعد. ومن يكسر هذه المحارم كان في الغالب يقتل.
ب‌- أمره بالابتعاد عن النساء في ظروف روحية معينه:


فقبل أن يقتر بالشعب من جبل سيناء لسماع الشريعة، أمره موسي آن يتطهر ويغسل ثيابه، ولا يقرب النساء ثلاثة أيام (خروج 19: 15). وكان محرمًا علي أي فرض من الشعب آن يتقدم ليأكل من ذبائح الله المقدسة، إلا وهو طاهر لم يقرب امرأة (لاويين 22: 6). وهكذا كانت هناك أيام عامه، يتعفف فيها الشعب كله، ويتفرغ للعبادة وهي موسم الرب وأعياده، التي تقدم فيها ذبائح عامه وكانت كثيرة (لاويين 23) تضاف إليها المناسبات الخاصة بالأفراد التي يقدمون فيها ذبائح للرب عن أمور خاصة بهم.
وهكذا عندما طلب داود النبي من أخيمالك الكاهن خبزًا، أجابه ذاك "... يوجد خبز مقدس، إذ كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم ولاسيما من النساء". ولم يعطيه إلا بعد أن أجابه داود " أن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله" (صموئيل الأول 21: 4، 5).
ج- كان أمر الله الشعب بالابتعاد عن النساء في ظروف خاصة بهن:

مثال ذلك "أيام طمث المرأة". أن مسها وهي "في نجاسة طمثها" يصبح هو أيضًا نجسًا إلي المساء وكذلك أن كانت ذات سيل، في الغير أيام طمثها (لاويين 15: 19، 27). أما إذا أضطجع رجل مع امرأة طامث فكلاهما يقطعًا من بين الشعب (لاويين 20: 18). كذلك كان المرأة لا تمس في أيام نفاسها حتى تطهر (لاويين 12).
د- ولكي يمنع الله الشعب من الانغماس الشهواني في المعاشرات الجنسية اعتبر أن "كل من اضطجع مع امرأة أضطجع زرع يكون نجسًا إلي المساء" (لاويين 15: 16) فيغتسل الاثنين ويغسلًا ملابسهما هذا إذا كانا زوجيين، أما آن لم يكونا كذلك فإنهما يقتلان (لاويين 20: 10) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكأن الله شرع لهم أن الابتعاد عن النساء طهارة، حتى الزوجات! فإن كانت هذا مع الوحدة، فكم بالأكثر في حالة تعدد الزوجات؟!
ه - وهكذا حتى في شريعة موسي كشف الله للشعب ولو من بعيد قبسًا من جمال البتولية وسموها عن الزواج.

وكمثال لذلك قال عن الكاهن الأعظم "هذا يأخذ امرأة عذراء أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية، فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه أمراة (لاويين 21: 13، 14). وتدرج الله حتى بارك الخصيان وقال "لا يكن الخصي أني شجرة يابسة... أني أعطيهم... أسمًا أفضل من البنين والبنات" (أشعياء 56: 3، 5).
و- أصلاح آخر قام به الله في شريعة الزواج وهو يختص بالطلاق:

وقد شرحنا قبلًا ما اتبعه الله فيه من تتدرج أنتها إلي أنه قيل في سفر ملاخي النبي " لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل" (2: 16). هذه أمثلة قليلة من التدرج الذي أحدثه الله في شريعة الزواج، ورفع به الشعب من الممارسات البدائية التي تشابه الوثنين إلي درجات قربتهم إلي شريعة المسيحية التي رجعت فيها الوضع الإلهي الأصلي. أما تعدد الزوجات فإن وقت إلغائه لم يكن قد حان بعد.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:07 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ح) السبب الروحي الثاني لتعدد الزوجات
8- عمليًا سمح الله بتعدد الزوجات لأن مستوى الشعب لم يكن يتفق وإلغاءه. ولكنه لكي يسمو بهم وجههم إلي اتخاذ الزواج لإنجاب البنين لسببين.
أ- لينمو شعب الله ويقف أمام قوة الوثنيين
وفي ذلك يقول القديس أوغسطينوس "إن الآباء في العهد القديم كان واجبًا عليهم أن ينجبوا أولادا لأجل تلك الأم أورشليم... حتى الأنبياء الذين كانوا لا يعيشون حسب الجسد كانوا أيضًا مضطرين أن يجتمعوا بأجساد".
ب‌-لأنه بهذا النسل ستتبارك الأرض، إذ أن منه سيخرج المسيح.

كان مجيء المسيح أو "المسيا المنتظر" هو أمل كل فرد من أفراد الشعب. حتى إن المرأة السامرية - على الرغم من أنها كانت خاطئة - قالت للسيد المسيح قبل أن يعلن لها ذاته "أنا أعلم أن المسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء" (يوحنا 25:4).
وهكذا كانت قلوب جميع أبناء إبراهيم معلقة بالمسيا ومجيئه. وكانوا يعرفون أنه المقصود بوعد الله لإبراهيم "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 18:22)، وهو نفس الوعد الذي سمعه إسحق أيضا (تكوين 4:26)، وكذلك يعقوب (تكوين 14:28).
كل رجل كان يتمنى أن يأتي المسيح من نسله وكل امرأة كانت تذوب شوقًا في أن يكون المسيا من ثمرة أحشائها. ولهذا يقول القديس أغستينوس "فاشتعلت النساء القديسات -ليس بالشهوة وإنما بالتقوى- للإنجاب". وقال عن الآباء القديسين "كان الزواج واجبًا علي القديسين، ليس طلبًا له في ذاته وإنما لأجل شيء أخر". من أجل أي شيء؟ يريد القديس في نفس كتابة " ليوا من أجل العالم، وإنما من أجل المسيح صاروا أزواجًا ومن أجل المسيح صاروا أباء". لذلك فما أصدق القديس أوغسطينوس عندما قال في موضع آخر "كانت الرغبة في إنجاب الأولاد روحيه وليست جسدية". ولهذا أصبحت قلة النسل عارًا. فرحيل زوجة يعقوب، لما كانت عاقرًا قالت ليعقوب " هب لي بنين وإلا فإنا أموت"! (تكوين 30: 1) ولم فتح الله رحمها فولدت، قالت "قد نزع الله عاري" (تكوين 30: 23). وأليصابات العاقر لم ولدت أبنها يوحنا المعمدان سبحت الله قائلًا " نظر إلي لينزع عاري من بين الناس" (لوقا 1: 25) وعلي عكس ذلك كان كثرة البنين بركة. فقيل "البنون ميراث من الرب..." (مزمور 127: 3).... وكان من البركة أن يقال " امرأة مثل كرمه مخصبه في جوانب بيتك، وبنيك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك... "(مزمور128: 3)...
لذلك فعلي الرغم من أن الزواج بامرأة الخ كان محرمًا حسب الشريعة (لاويين 18: 16) ، فإنه كان يتحول إلي واجب حتمي أذا مات الأخ بدون نسل، فيضطر أخوه إلي اتخاذ أرملته زوجه ليقيم نسلًا للأخ المتوفى، فالبكر الذي تلده يحسب أبنًا للمتوفى "لئلا يمحي اسمه من إسرائيل" (تثنية 25: 5- 10).

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:08 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ط) تطور الأمور وزوال أسباب تعدد الزوجات

إذن لم يكن تعدد الزوجات في قصد الله منذ البدء، بل انه وضع للبشرية شريعة "الزوجة الواحدة" ورأي أنه حسن. ولكن لما سقط الناس في الفساد في تعدد زوجاتهم تنازل الله إليهم ويرفعهم إليه، وتسامح في هذا المر محاولًا آن يوجه أفكارهم في اتجاه روحي. فسار هذا الأمر فتره من الزمن، ثم استجاب لهم القديسون فقط الذين قال عنهم أوغسطينوس "كان الآباء يستطيعون أن يضبطوا أنفسهم لكنهم - لأجل الإنجاب وليس لمرض الشهوة - اتخذوا لهم نساء. ولنا في السماء شركاء زاهدون.. لم يستعملوا نساءهم أطلاقًا للحبل". وقال عنهم أيضًا " لم يتقدموا في المعاشرة الجنسية أكثر من حاجة أنجاب البنين". أمام غالبيه الشعب فلم تسر في هذا الطريق الروحي، وإنما انحرف عن الطريق السليم، واستغلت سماح الله استغلالًا رديئًا.
وكما قال العلامة ترتليانوس في كتابه إلي زوجته "هناك احتياجات أسيء استعمالها". ولم يقف الناس عند هذا الحد بل تدنسوا بالزنا وخالفوا وصايا الله وعبدوا آلهة أخري وسجدوا للأصنام. لذلك أسلمهم الله للسبي، فسباهم نبوخذ نصر ملك بابل. وأورشليم ذاتها أنهدم سورها وأحرقت أبوابها والذين نجوا من السبي وبقوا فيها صاروا في شر عظيم وعار (نحميا 1: 2، 3).
وسمح برجوع المسبيين وبناء سور أورشليم، ولكن الشعب لم يتحول عن فساده حتى قال الله لارمياء النبي أكثر من مرة "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير. حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقه لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم" (ارمياء 14: 11، 12). وبالفعل أسلمهم الله فعلًا لليونان فحكمهم الإسكندر الأكبر وخلفائه البطالمة، ومن بعد هؤلاء أسلمهم إلي الرومان فاستعبدوهم. وجاء المسيح وهم كذلك.
هكذا لم تستمر فكرة "شعب الله الذي يصمد أمام الوثنيين" فإذا قد سلموا المسيحية وديعتهم العقائدية من نبوات ورموز وتقاليد وكتب موحي بها، انتهت فكرة الشعب المختار، وأصبح المؤمنون في العالم كله هو شعب الله، ولم يعد هناك فرق بين يوناني ويهودي كما قال بولس الرسول (كولوسي 3: 11)
وفكرة إنجاب المسيح تطورت هي الأخرى.
إذ ما لبثوا أن عرفوا من النبوءات أنه سيأتي من سبط يهوذا، وهو واحد فقط من الأسباط الإثنى عشر. ثم عرفوا أيضًا أنه سيأتي من قرية بيت لحم، من بيت داود بالذات، وهو فرع من سبط. ثم عرفوا أخيرا أنه سيولد من عذراء. وهكذا زال هذا السبب أيضًا كما زال سابقه وهكذا يقول القديس أوغسطينوس في كتابه De Bonon Viduitetis عن حنة النبية، التي تفرغت للعبادة وهى بعد شابة بعد ترملها المبكر، عابدة بأصوام وصلوات مدى 84 سنة لم تفارق الهيكل " كانت حنة كنبية تؤمن أن المسيح سيولد من عذراء، ولذلك لم تتزوج ثانية".
ثم ولد المسيح أخيرًا، وانتهى هذا السبب أيضا.
بل أننا وجدنا ظاهرة أخرى قد جدت في تاريخ شعب الله، وهى البتولية. فإذا بأنبياء كثيرين عاشوا بتوليين، مثل يشوع وإيليا واليشع ودانيال والفتية الثلاثة القديسين وكثيرين غيرهم، وأخيرا يوحنا المعمدان الذي عمد السيد المسيح.
ولم يعد عدم الإنجاب عارًا، بعد دعوة المسيحية إلى البتولية وإلى البقاء في الترمل. والشعب اليهودي نفسه، بدأ يقلل من تعدد الزوجات، إذ لم يجد داعيا إليه ، حتى إنه ندر في الفترة التي سبقت ولادة المسيح. " وقد ألغته الآن طائفة اشكنازيم ولم تعد تسمح به. كما ألغته غيرها من الطوائف". وهكذا في مجيء المسيحية، كان الجو معدا من كل ناحية، ولم يعد هناك سبب واحد للإبقاء على تعدد الزوجات، الذي كان كسرا للنظام الذي وضعه الله منذ البدء.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:10 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ي) الزمن الآن قد تغير

10- عرضنا في الفصول السابقة، الظروف التي نشأ فيها تعدد الزوجات في العهد القديم قبل المسيحية، والأسباب التي كانت تدعو إليه وكيف زال بزوالها. وبقى أن نردد الآن ما سبق فقاله القديس ايرونيموس: "ما شأننا وهذا؟! نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، الذين قيل لنا: الوقت مقصر، لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7). وأيا كانت الحالة في العهد القديم فإننا نضع إلى جوارها قول بولس الرسول " الأشياء القديمة قد مضت، وهو ذا كل شيء صار جديدا". فما أعجب قول من يقول آن المسيحية توافق على تعدد الزوجات مستدلًا على ذلك بأن إبراهيم أبا الأنبياء كانت له أكثر من زوجة! إن كان المسيحي إذن يقلد إبراهيم فيتخذ لنفسه زوجات، فهل يستطيع المسيحي أن يتزوج أخته لأن إبراهيم كان متزوجا أخته؟! وهل يستطيع المسيحي أن يتخذ له سراري ومحظيات مثل إبراهيم وسليمان؟! وهل يحق للمسيحيين أن يملأوا هياكلهم ذبائح ومحرقات لأنه هكذا كان أيام موسى والأنبياء؟!
لا شك أن الزمن غير الزمن، والشريعة القديمة اليهودية قد كملت في المسيحية، والسيد المسيح نفسه قال إنه جاء ليكمل (متى17:5).
قال القديس أغسطين "سمح للأزواج باتخاذ نساء عديدات، ولم يكن سبب ذلك شهوة الجسد ولكن فكرة الإنجاب... أما الآن فلم يعد إنجاب البنين واجبًا كما كان في القديم". ويقول أيضًا "حتى حينما كان النساء يلدن بنينا كان مصرحا بتزوج نساء أخريات للحصول على ذرية أكثر، ولكن هذا الآن بالتأكيد غير شرعي، لأن الاختلاف بين الأزمنة يحدد جواز الشيء أو عدم جوازه.
الآن يعمل الرجل أحسن لو أنه لم يتزوج حتى زوجة واحدة، إلا إذا كان لا يستطيع أن يضبط نفسه" (اكو1:7،9).

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:11 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
تشريع المسيحية بخصوص الطلاق

1-الشريعة التي وضعها السيد المسيح بخصوص الطلاق هي شريعة واضحة لا لبس فيها، وهو قوله في العظة على الجبل " وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعله الزنا يجعلها تزني. ومن تزوج بمطلقه فإنه يزني" (متى 5: 32) وهذا الأمر أيدته وفسرته قوانينه الكنسية وأقوال الآباء...
2-ولكن السيد المسيح لم يكتفي بهذا. إنماأتي إليه الفريسيون مره فسألوه في موضوع الطلاق، فكان من ضمن إجابته لهم " وأقول لكم أن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى، يزني..." (متى 19: 9، لوقا 16: 18). وهذه الآية تظهر بطريقة لا تحتمل الجدل شريعة "الزوجة الواحدة". لأنه أن كان مسموح للرجل أن يتخذ زوجات عديدات، فإنه لا يعتبر زانيًا أذا تزوج بأخرى. لأنه سواء أكان تطليقه للأولي قانونيًا أو غير قانوني، قائمًا أو باطلًا، فإن الزوجة الثانية - بمبدأ تعدد الزوجات - تعتبر زوجة قانونية أخرى تحل له.
ولا يوجد من هذه الناحية ما يقف ضد شرعية هذا الزواج.
3-ولكن متى يعتبر الزواج بعد التطليق كعلاقة زنا؟ يعتبر كذلك إن كان هناك قانون ينص على عدم الجمع بين زوجتين في وقت واحد، واعتبر مثل هذا الشخص جامعا بين زوجتين في وقت واحد بسبب بطلان الطلاق من الأولى.
وهذا هو الذي قاله السيد المسيح وعلم به إذ قال"... وتزوج بأخرى يزنى". ولذلك فإن القديس مرقس الرسول أورد لنا أكثر وضوحا من هذا، فبعد سؤال الفريسيين للسيد المسيح وإجابته لهم، يقول القديس مرقس في إنجيله " ثم في البيت سأله تلاميذه أيضا عن ذلك. فقال لهم: "من طلق امرأته وتزوج بأخرى، يزنى عليها (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني" (مرقس11،10:10). هذا هو الشرح الذي نطق به السيد المسيح نفسه. فإنه إذا ما اعتبر الطلاق باطلًا لسبب كونه لغير عله الزنا وتبعًا لذلك اعتبر الزواج الأول مازال قائمًا وعلاقة الزواج بمن طلاق مازالت علاقة زوجية لم تنفصل، فإنه إن تزوج غيرها يزني عليها. وكلمه " عليها " تدل علي جرم هذا الذي أتخذ زيادة علي زوجته الواحدة التي لا تحل له زوجه أخري عليها.
ومن الشق الثاني للآية التي أوردها القديس مرقس، نري أن السيد المسيح قد ساوي بين المرأة والرجل في وحده الزواج. فكما آن المرأة لا تستطيع أن تجمع بين زوجين، وان تزوج بأخر في حالة قيام الزوج الأول لبطلان الطلاق يعتبر زانية؛ كذلك الرجل الذي لا يحل له هو أيضًا سوي زوجه واحده.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:13 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
فكرة "الجسد الواحد"


أن الفكرة قديمة متجددة:

1- إن فكرة " الجسد الواحد" قديمة متجددة. ذكرت في البدء منذ أول الخليقة إذ قيل " لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته. ويكونان جسدا واحدا" (تكوين24:2). وذكرها السيد المسيح في كلامه مع الكتبة والفريسيين ودعمها بقوله "إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى5:19، مرقس7:10). وبولس الرسول استعمل هذا التعبير أيضا في رسالته إلى أفسس (3:5) مشبها إتحاد المسيح بالكنيسة باتحاد الزوجين وقائلا بعد ذلك " إن هذا السر عظيم".
ما معنى " جسد واحد "؟


2- من قول السيد المسيح " ليسا بعد اثنين ، بل جسد واحد " يفهم آن الاثنين قد أصبحا بالزواج وحدة واحدة وليس أكثر. ولذلك فإن القديس يوحنا فم الذهب يخاطب في ذلك العروسين قائلا " لقد أصبحتما الآن واحدا ، مخلوقا حيا واحدا". هذه الوحدة فيها الرجل هو الرأس والمرأة هي الجسد، كما شرح بولس الرسول (أفسس28،23،5) الذي قال أيضا مؤكدا ذلك في نفس الأصحاح من الرسالة " من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط" (الآيتان28،29). ويشرح القديس يوحنا ذهبي الفم هاتين الآيتين فيقول: "أتسأل كيف هي جسده؟ اسمع هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمى هكذا قال آدم" (تكوين23:2)، لأنها مصنوعة من مادة منا. وليس هذا فقط، وإنما يقول الله يصيران جسدا واحدا" (تكوين24:2)... ليس لاشتراكنا في طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هي أبعد من طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هي أبعد من هذا بكثير وإنما هذا لأنه ليس هناك جسدان وإنما جسد واحد: هو الرأس وهو الجسد.
ويستطرد هذا القديس فيقول:" الاثنان لا يظهران بعد اثنين. لم يقال "روحا واحدًا" ولا "نفسًا واحده" لأن هذا ممكن لجميع الناس" (إعمال 4: 32)، وإنما "يكونان جسدًا أحدًا". ويتذكر القديس قصة لخليقة فيقول "في الواقع إن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصًا لهذا الاتحاد فيقول:
"في الواقع آن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصًا لهذا الاتحاد لتحويل الاثنين إلي واحد... فهو لم يخلقها من خارج لئلا يشعر " آدم أنها غريبة عنه " والقديس أمبروسيوس يؤيد هذه الحقيقة فيقول " أن الله أخذ ضلعًا من أدم وعمله امرأة، لكي يرجع ويربطهما مرة أخري، ويصبحان جسدًا واحدًا".
تعرض الفكرة مع الطلاق وتعدد الزوجات:

3- فكرة " الجسد الواحد " هذه، تتعارض منطقيًا مع أمرين منعتهما المسيحية أيضًا لأنهما لا يتفقان وتعليم المسيحية في الزواج. أما هذان الأمران فهما: الطلاق وتعدد الزوجات. واضح هو تعارض الطلاق مع فكرة "الجسد الواحد". فمن المستطاع التفريق بين اثنين، ولكن الزوجين في المسيحية هما كما قال السيد المسيح " ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ". ولم يسمح السيد المسيح بالطلاق في حالة الزنا إلا لأن الزوجة قد خطت في ذلك عمليًا يوم زناها. لأنها - بهذا الزنا - تكون قد حطمت مبدأ " الجسد الواحد " تحطيمًا. وذلك لأن جسد ثالثا قد دخل بالزنا في الإتحاد الذي ربطه الله ففصم عري روابطه.
فالزوجة مع زوجها جسد واحد حسب الشريعة، وهي -كزانية- صارت كذلك جسدا واحدًا مع الذي زني بها. وهكذا علم بولس الرسول في رسالته الأولي إلي كورنثوس إذ قال "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد، لأنه يقول يكون الاثنان جسدًا واحدًا؟" (6: 16). فبالزنا مع الزواج، أصبح هناك اتحادان أو جسدان، وتحطمت الفكرة السامية، وأصبح فصل الزوجين شيئًا واقعيًا قد تم من قبل عملا، وبقي أن يتم شرعا. وذلك لأنه الزواج المسيحي ليس جسدين ولا اتحادان ولا أكثر، وإنما جسد واحد واتحاد واحد حسب قول الرب.
والذي يحدث في الزنا المسبب للطلاق، هو من الناحية العلمية نفس الذي يحدث في تعدد الزوجات الوضع واحد وإن تغيرت الأسماء.
كل ما في الأمر أنه في الحالة الثانية حدث أن كسر فكرة " الجسد الواحد " قد تغطي برداء شرعي.. أما الواضع الواحد المشترك بين الحالتين، فهو دخول جسد ثالث غريب، يحاول أن يوجد له اتحادا مع أحد طرفي الوحدة المقدسة، بأن يعزل الطرف الآخر عنه، ويكون بهذا قد حطم الفكرة الإلهية. إن فكرة " الجسد الواحد " تجعل تعدد الزوجات أمرا متعذرا فليس بالإمكان عقليًا أن يكون رجل في جسد واحد مع أكثر من امرأة، إذ يستحيل اجتماع ثلاثة في جسد واحد ولا أربعه. قالت الوصية الإلهية أن الزوج يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته. ولكن الذي تتعدد زوجاته لا يستطيع بحق أن يكون ملتصقًا بأخرى. وعلي ذلك فإن كل محاولة للاتصال بامرأة أخرى، عن طريق علاقة شرعية أو زنائية، هي تصديع لهذه الوحدة.
فإن سأل أحد: هل يمكن للرجل -بعد الزواج- أن يتحد بجسد أخر؟ فمثل هذا السؤال ليس له موضع في الواقع. لأنه بعد الزواج لم يعد هناك اثنان حتى يجوز أن يعطي واحد منهما جسده لثالث. فهما ليسا بعد اثنين وغنما جسد واحد، لا يستطيع إنسان آن يفرقه، كما قال الرب. ويقول القديس ايرونيموس: إنه مع التعدد تكون فكرة الزواج " الجسد الواحد " قد تحطمت ويستطرد القديس متعجبًا " في البدء تحول ضلع واحد إلي زوجة واحدة ، وصار الاثنان جسدًا واحدًا وليس ثلاثة أو أربعة وإلا كيف يكونان اثنين أن صار جمله "؟!
خاتمه:

1- إنه جسم واحد، فيه الزوج هو الرأس والزوجة هي الجسد. وكما أنه لا يمكن أن يكون للجسد رأسان أو أكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للمرأة زوجان أو أكثر. وأيضًا كما أنه لا يمكن للرأس جسدان أو أكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للرجل زوجتان أو أكثر. وإلا فإن هذا التشبيه الذي ذكره بولس الرسول مقتبسًا إياه من تعليم الله ذاته، يكون تشبيهًا خاطئًا لا تطبيق له.
أنسأل بعد عن نص في المسيحية لتحريم تعدد الزوجات؟! ليست المسيحية في الواقع ديانة نصوص بقدر ما هي "روح وحياة" كما قال الرب (يوحنا 6: 63). وهذا هو روح الزواج المسيحي وقد علمنا المسيح أن نسلك بالروح.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:14 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
علاقة المسيح بالكنيسة


الزواج الروحي بين المسيح والكنيسة :

1- كما أن الذي يلتصق بامرأة، يصير معها جسدًا واحدًا (تكوين 2: 24) ، كذلك " من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 17).
فالاتحاد الأول نسميه زواجًا جسديًا، والاتحاد الثاني نسميه زواجًا روحيًا وفي الكتاب المقدس أمثله عديدة لهذا الزواج الروحي بين الله وشعبه أي بين الله وكنيسته. ويكفي أن سفرا بأكمله في العهد القديم، هو نشيد الأناشيد، يدور كله حول هذه العلاقة وحدها التي ذكرها الله أيضًا بوضوح في سفر أشعياء النبي كذلك (أشعياء 54: 5).
ولهذا يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلي كورنثوس "خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وفي رسالته إلي أفسس أتي بتفصيلات كثيرة لهذه العلاقة الروحية بين المسيح وكنيسته، مقارنا بينها وبين الزواج الجسداني للرجل والمرأة في أوجه شبه عديدة ((أفسس 5: 22- 33). قائلًا عن الزواج الروحي بين المسيح وكنيسته "أن هذا السر عظيم".

زوجة واحدة:

1- من هذه المقارنة التي عقدها بولس الرسول بين زواج الرجل والمرأة من ناحية أخري، يمكن الاستدلال بوضوح علي شريعة " الزوجة الواحدة " في المسيحية. وقد كان هذا هو نفس تفكير كبار قديسي الكنيسة ومعلميها. فالقديس ايرونيموس يقول في كتابه ضد جوفنيانوس:
" المسيح بالجسد بتول، وبالروح تزوج مرة واحدة. لأن له كنيسة واحدة، هي التي قال عنها الرسول: أيها الرجال أحبوا نساءكم، كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها (افسس 5: 25).
فكما آن المسيح مثال يقتدي به البتوليون في حياته حسب الجسد، كذلك هو مثال أيضًا للمتزوجين، في علاقته الروحية بالكنيسة التي سار فيها علي شريعة "الزوجة الواحدة".
ويقول القديس ايرونيموس أيضًا في رسالته إلي اجيروشيا " إن بولس في شرح هذا الفصل من أفسس، يشير إلي المسيح والكنيسة بقوله " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. هذا السر العظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أفسس 5: 31، 32).
فجعل آدم الأول صاحب زوجة واحدة في الجسد، وآدم الثاني "= المسيح " صاحب زوجة واحدة في الروح. وكما أنه توجد حواء واحدة هي أم كل الأحياء كذلك توجد كنيسة واحدة هي أبوا كل المسيحية".
وكلمه " أبوا " التي استخدمها القديس ايرونيموس يقصد بها المسيح والكنيسة ، العريس والعروس، الرأس والجسد. ومثل هذا الكلام قال أيضًا العلامة ترتليانوس في كتابه De Exhortatione Castitas إذ قال " عندما فسر الرسول هذا النص " يصير الاثنان جسدًا واحدًا"، علي علاقة المسيح بالكنيسة، فكر في العلاقة الروحية بين المسيح الذي هو واحد، والكنيسة التي هي واحدة. نفس التأييد لقانون الزواج الواحد. زواج واحد جسد في آدم وروحي في المسيح".
رأس، وجسد:

قال بولس الرسول في رسالته إلي أفسس " إن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة "
(5: 23). وعن الجسد قال " كذلك يجب علي الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم... فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضًا للكنيسة لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (5: 28-30). وفي الآية الأخيرة يذكرنا بولس الرسول بقول آدم عن حواء "هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي" (تكوين 2: 23). فكما آن للرأس جسدًا واحدًا، فللمسيح كنيسة واحده وكذلك للرجل امرأة واحدة. لأنه لو اتخذ الرجل زوجات عديدات، لما أمكن تشبيهه بالمسيح الذي له كنيسة واحدة. إذ أننا نقول في قانون الإيمان " نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعه رسولية". وفي ذلك يقول القديس اغريغوريوس الناطق بالإلهيات " لو كان هناك مسيحان، لكان يمكن هناك زوجان أو زوجتان. ولكن إن كان المسيح واحدًا، الذي هو الرأس الواحد للكنيسة، فليكن هناك إذن جسد واحد، وليرفض الثاني ويأخذ القديس أمبروسيوس هذا التشبيه من ناحية المرأة أيضًا، فيقول " لم تأخذ حواء زوجًا ثانيًا، ولا الكنيسة المقدسة تعرف عريسًا ثانيًا.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:15 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
نصوص أخرى بخصوص الزوجة الواحدة




استعمال التعبير بالمفرد باستمرار بخصوص الزوجة:

1-لا يوجد في العهد الجديد كله، نص واحد يتحدث عن "نساء" أو "زوجات" للرجل الواحد، وإنما الكتاب يستعمل المفرد باستمرار في الحديث عن هذا الأمر.
وسوف لا نأتي بجميع الآيات المتعلقة بهذا والمثبتة له، لأنها كثيرة جدًا. وإنما يكفى أن ننتقى منها أمثلة تحيط بها قرائن أخرى تؤكد هذه " الفردية".
(أ) ففي الموضوع السابق الذي يشبه فيه الرسول علاقة الرجل بزوجته، بعلاقة المسيح بكنيسته الواحدة، نراه يستعمل هذا الإفراد أيضا في أكثر من مناسبة، فيقول من يحب امرأته يحب نفسه". وأما أنتم الأفراد، فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" (أفسس33،28:5).

https://st-takla.org/Pix/Words/www-St...Number-One.gif
وكيف يمكن لإنسان أن يحب امرأته كنفسه وهو في نفس الوقت يتزوج إلى جوارها امرأة أخرى أو أكثر، تكون "ضرة" لها، أو سبب ضرر لها، أو منافسة لها؟!
هذه قرينة، وهناك قرينة أخرى وهى ورود هاتين الآيتين في مناسبة التشبيه بالزواج الروحي القائم بين المسيح والكنيسة الواحدة.
(ب) وفي نفس المجال أيضا يذكر الرسول الآية التي تقول: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا" (الآية31). وهذه الآية ذاتها استخدمها السيد المسيح نفسه في مجال مشابه عند الحديث عن الطلاق، ذلك الحديث الذي أثبتنا منه وحدانية الزوجة من قوله "من طلق امرأته وتزوج أخرى يزنى عليها" (مر11:10). (انظر ص 53،54).
وهذا المعنى بالذات "في التعبير بالمفرد" فهمه القديس ايرونيموس هكذا كما شرحناه. فعندما فسر الآية السابقة"... ويلتصق بامرأته " قال " وبالتأكيد لم يقل بنسائه".
(ج) وفي مستهل رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، نسمعه في حثه على البتولية يقول " وأما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ألا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها" (2،1:7).
فبالتأكيد كلمة " امرأته " هنا، تعنى زوجة واحدة ليس له سواها، لأن الرسول بصدد حديث عن البتولية. فإن كان جيدا للرجل ألا يمس امرأة فكيف تكون له نساء كثيرات؟!. كما أن هناك قرينة أخرى، وهى عبارة " ولكن لسبب الزنا " ولم يقل بسبب إنجاب البنين. لأنه إن كان بسبب إنجاب، اتخذ كثيرون زوجات في العهد القديم، فإن الذي يتزوج بسبب تجنب الزنا تكفيه ولا شك امرأة واحدة. وإلا كانت الديانة تدعو إلى الانغماس في الشهوة وهذا ما لم يقل به أحد، وتنفيه بالأكثر مناسبة الحديث عن البتولية.
(د) قال السيد المسيح " وكل من ترك بيوتا أو أخوة أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (متى29:19). وهذه الآية واضحة جدا فالذي يحتمل فيها الكثرة ذكره السيد المسيح بأسلوب الجمع، والذي لا يحتمل إلا الإفراد والوحدانية ذكره بأسلوب المفرد. فالبيوت والحقول والأخوة والأولاد تحتمل الجمع، فذكرها بأسلوب الجمع، على الرغم من أن الشخص قد لا يكون له سوى بيت واحد أو حقل واحد أو أخ واحد ولكن هذه الأمور تحتمل الكثرة بالنسبة إلى الآخرين فذكرت بالجمع. أما الذي لا يمكن أن يحتمل الكثرة ولا يمكن الحديث عنه بأسلوب الجمع، بالنسبة للشخص الواحد، فهو الأب والأم والزوجة.
فكما أنه لا يمكن أن يكون للشخص سوى أب واحد، وأم واحدة، كذلك لا يمكن أن تكون له سوى زوجة واحدة في المسيحية. وهكذا تحدث السيد المسيح عن الثلاثة بالمفرد الأب والأم والزوجة. آية صريحة ولا شك. مثل هذا الإنسان الذي يترك كل ذلك من أجل المسيح ينال -من الناحية الروحية- مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. وطبعًا من المحال أنه يقصد مكافأة جسدية، لأنه لا يمكن أن يكون للإنسان مئة أب بالجسد، ولا مائة أو، وبنفس المعنى ولا مائة زوجة..
فالإنسان الذي له زوجة واحدة. ويطلب إليه أن يتركها هي أيضا من اجل المسيح، أي لا يدعها تشغله عن الله، أو كما يقول بولس الرسول "لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7)، نعم، هل الذي يطلب إليه أن يترك حتى الواحدة التي له، يصرح له بأن تكون له نساء عديدات؟!
ومن القرائن الأخرى التي لا يمكن تجاهلها أن هذا النص السابق الذي لم يذكر فيه السيد المسيح غير الأب والأم والزوجة بأسلوب المفرد، هذا النص قاله في نفس الأصحاح الذي ذكرت فيه مناقشته مع الكتبة والفريسيين عن الطلاق التي أثبتنا منها وحدانية الزوجة، ونفس الأصحاح الذي تحدث فيه عن البتولية في كلامه عن الخصيان (متى12:19).
ونفس التعبير ذكره السيد المسيح في مناسبة أخرى غير هذه، قال فيها " إن كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أبه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته، حتى نفسه أيضا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذا" (لوقا26:14). يقصد إلا يفضل الإنسان وتعارضتا، يترك أقاربه ويتحمل المتاعب من أجل المسيح (الآية27).
وهنا أيضا لم يذكر بالمفرد غير الأب والأم والزوجة والنفس، بعكس الإخوة والأخوات والأولاد.
مبدأ " السلطان المتبادل ":

2-رفعت المسيحية جدا من قدر المرأة، في مبدأ " الجسد الواحد". فبعد أن كانت المرأة في العصور الأولى، تشترى في الزواج بالمهر، كأنها شيء من ممتلكات الرجل، جاءت المسيحية لتقول.
" ليس للمرأة سلطان على جسدها بل للرجل. وليس للرجل سلطان على جسده بل للمرأة" (1كو4:7)
النصف الأول من هذا النص كان معروفا في القديم، عندما تعدد الزوجات ممارسا. أما النصف الثاني فهو شيء جديد " على فهم الناس " لا يتفق إلا مع فكرة " الزوجة الواحدة". لأن الرجل ليس له تسلط على جسده، لكي يهبه لزوجة ثانية أو ثالثة، تشارك الزوجة الأولى حقها الشرعي، وإنما امرأته هي صاحبة السلطان على جسده.
أتستطيع المرأة أن تعطى جسدها لزوج ثان في حياة الزوج الأول؟! كلا طبعا، لأنه ليس لها تسلط على جسدها بل للرجل. هكذا الرجل أيضا لا يستطيع في حياة زوجته أن يعطى جسده لزوجة ثانية، لأنه ليس له تسلط على جسده بل للمرأة. هذا هو مبدأ " السلطان المتبادل".
حتى في النسك والتعفف، لا يستطيع الرجل أن يترك فراش الزوجية بدون موافقة زوجته التي لها التسلط على جسده فبعد النص السابق يقول الرسول مباشرة " لا يسلب أحدكم الآخر، إلا أن على موافقة إلى حين، لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا".
ولذلك فإن قوانين الكنيسة لا تسمح لرجل متزوج بأن يسلك في سيرة الرهبنة، إلا بناء على موافقة زوجته. فإن لم توافق، لا يستطيع ذلك. والقانون الخامس من قوانين الرسل، يقطع من الكهنوت كل من يخرج امرأته لعلة الزهد. وليس هذا بالنسبة للرجل فقط، وإنما بالنسبة إلى المرأة أيضا. فإن القانون 13 من قوانين مجمع غنغرا المقدس يقول " أيما امرأة تترك زوجها، وتقصد الانفراد بمعزل عنه، مشمئزة من الزيجة، فلتكن ملعونة".
فإن كان للمرأة تسلط على جسد الرجل - حتى في العبادة - فإنه من البديهي أن الرجل لا يستطيع أن يعطى جسده لغيرها لأنه لا يملك ذلك.
وإن دينا يجعل جسد الرجل حقا لامرأته لا يستطيع سلبها إياه ولو للتعبد، إلا بموافقتها، هو دين لا يمكن أن تنفذ إليه حرية الرجل في التزوج بأكثر من امرأة في وقت واحد.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:17 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
قوانين كنسيّة صريحة بخصوص الزوجة الواحدة



1-" أيما رجل علماني أخرج امرأته من بيته من غير علة ولا حجة تستوجب ذلك أو تزوج أخرى معها أو مطلقة من زنا، فلينف من كنيسة الله".
القانون 45 من قوانين أكليمنضس " للآباء الرسل "
عن الداخلين إلى الإيمان المسيحي:

2-"... وإن كان واحد له زوجة أو امرأة لها بعل، فليعلموا أن يكتفي الذكر بزوجته، والمرأة ببعلها".
القانون 27من الكتاب الأول لقوانين الرسل

https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-01.jpg
وأيضا بخصوص المؤمنين الجدد:

3-"... وإن كان واحد له زوجة، أو امرأة لها بعل، فليعلموا أن يكتفوا "
القانون 62من الكتاب الأول لقوانين الرسل
وكان هذان القانونان لازمين للمقبلين إلى المسيحية من الوثنيين أو اليهود حيث توجد ممارسات لتعدد الزوجات.
من صفات المسيحي:

4-"... ولا يكون نهما، ولا محبا للعالم، ولا محبا للنساء، بل يتزوج بامرأة واحدة".
القانون 38 من قوانين أبوليدس

5-" إذا مات واحد من الاثنين المتصلين، فالآخر محالل "أي له الحق" أن يتزوج. فإذا تزوج الواحد من قبل موت الآخر، فالذي تزوج مدان مداينة الفاسق...
" ولا يتزوج واحد له زوجة. وهذا المثال " = العمل " الواحد يكون لمن ماتت زوجته "
القانون العاشر من قوانين باسيليوس
وواضح آن هذا القانون لا يعطى الحق في الزواج ثانية، إلا لمن ماتت زوجته. أما الذي يجمع بين زوجتين فيعتبر فاسقا.
"لا يصلى اكليريكس " = رجل من الاكليروس " جملة على تزويج ثان".
القانون 72من قوانين باسيليوس

6-" تعدد الزواج بالنسبة إلينا، خطية أكثر من الزنا، فليتعرض المذنبون به للقوانين "
القانون 80 من الرسالة القانونية الثالثة للقديس باسيليوس
وذلك طبعا لأنه زنا دائم، وليس زنا عرضيا، كما أنه ضد الشريعة. عن المتزوجين والمتزوجات بعد نذر البتولية
7-" فليفرض عليهم من التوبة، مثل الذي يفرض على من قد تزوج امرأتين وجمع بينهما، وليلزموا قانون الزناة لأنهم كانوا عرائس المسيح".
القانون 18من قوانين مجمع أنقرا المقدس سنة 314م
ومن هذا القانون يفهم أن الذي كان يجمع بين زوجتين، كان يتعرض لعقوبة الزناة، ويطابق هذا لعبارة "مدان مدانية الفاسق" التي وردت في القانون العاشر من قوانين باسيليوس.
ويقول ابن العسال تعليقًا على هذا القانون بالذات:
" افترى من جمع بين امرأتين، تقبل له توبة، إلا بعد ترك الثانية؟! وهكذا أيضا الزناة: هل تقبل لهم توبة إلا بعد ترك الخطية والانعزال عنها".
ابن العسال
8- " ولا يتزوج مؤمن بغير مؤمنه، ولا بالثابتة في الزنا.... ولا يجمع بين زوجتين أو أكثر رقم 8 في الزيجات الممنوعة.
قوانين البابا كيرلس بن لقلق
هذه القوانين التي أوردناها تمثل عصورا مختلفة. الثلاثة الأول منذ عهد الرسل، والأخير في القرن الثالث عشر. والباقي في القرون الأربعة الأولي للمسيحية.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:19 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
قوانين كنسيّة بخصوص الزِّنى والتَسَرِّي



تعدد الزوجات كالتسري - كلاهما زنا في نظر المسيحية:

1- أمرت المسيحية بأن تكون للمؤمن زوجة واحدة، لا تشاركها أخري في فراش الزوجية العفيف، سواء أكانت تلك الدخيلة "زوجة" أم سرية لأن هاتين الكلمتين في الواقع لهما في المسيحية نفس الدلالة.
لأن المسيحية لا تعترف بتعدد الزوجات، ولا تشترك فيه كنسيًا. فإن كانت لمسيحي " زوجة أخري " عقد زواجه بها طريقة مدنية أو أية طريقة أخرى خارجة عن الكنيسة التي لا تقر هذا الأجراء، فإن هذه المدعوة " زوجة " مدنيًا، هي في نظر الكنيسة كالسرية، من حيث أن العلاقتين - في نظرها - هما زنا مكشوف، أو معاشرات غير شرعية.

https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...gustine-01.jpg
لهذا وجدنا من اللازم آن نورد القوانين والإثبات الخاصة بمنع التسري في المسيحية لارتباط هذا الأمر بشريعة " الزوجة الواحدة".
منع التسري في المسيحية:

1- أما عن منع التسري في المسيحية، فتثبته القوانين الآتية:
"وأن كانت له سرية، فليكف، ويتزوج كالناموس. وإن لم يرد فليخرج" "أي فليُطرَد من الكنيسة فلا يصير من أعضائها".
(القانونان 29، 63 من الكتاب الأول لقوانين الر سل والقانون 1)
والقانون 63 عن السرية العبدة. وهو يأمر صاحبها بأن "يكف عنها إذا هو تنصر، ويتزوج بها كالناموس". ويأمر كذلك بتزوجها إن كانت حرة. وينذر بنفس العقوبة.
"لم يعط ناموس أن يأخذ أحد سريه له بل يبقي كل واحد قاعدًا مع زوجته لجوده الزيجة".
(القانون السابع من قوانين باسيليوس 1)
وقد تحدث القديس أوغسطين في كتابه De Bono Connjugali عن عدم قانونية التسري، قائلا أنه حتى هذا لا يجعل التسري قانونيًا (نفس المرجع السابق)
وقد ورد في كتاب "المجموع الصفوي" لابن العسال أن "التسري في شريعتنا المقدسة حرام، لأنه خارج عن التزويج المباح... فهو زنا ظاهر ومستمر".
ابن العسال: الباب 25: 1
منع تعدد الزوجات " من قوانين منع التسري ":

علي آن هناك في القوانين الخاصة بالتسري ومنعه نصوصًا يفهم منها عدم شريعة تعدد الزوجات في المسيحية. وسنورد منها مثالين أحدهما من قوانين ابوليدس، والثاني من قوانين باسليوس:
" نصراني تكون له سرية، وقد رزقت منه ولدا: إذا تزوج عليها، فإنه قاتل الإنسان؟، إلا من يجدها في زنا"
القانون 16 من قوانين ابو ليدس
وهذا القانون يطالب بتحويل السرية إلي زوجة. وقوله لا يتزوج عليها، يفهم منه بلا شك منع تعدد الزوجات. فإن كانت السرية لها هذا الحق، بحيث إذا عاشرها المتسري كزوجه وأنجب منها، لا يستطيع أن يتخذ معها زوجة أخري، فكم بالأولي الزوجة؟!
" إذ كان واحد قد ترك له سرية، فإذا لم تكن له زوجة فليأخذها... لأنه لا يجب أن يدع إنسان له سرية من الآن".
القانون السابع من قوانين باسيليوس
هذا القانون أيضًا يطالب بتحويل السرية إلي زوجة، إلا إذا كان المتسري له زوجة من قبل، فلا يستطيع ذلك لئلا يجمع بين زوجتين وهذا القانون واضح في دلالته علي منع تعدد الزوجات.
منع تعدد الزوجات "من القوانين الخاصة بالزنا".

3- ونفس هذه الفكرة يظهرها القديس باسيليوس في قانون أخر له خاص بالزنا وهو "إذ ذكر ذكر قبيح عن واحد مع امرأة: أن كان ليس لها بعل، وهو أيضًا ليست له زوجة، فليتزوجها..."
القانون السادس من قوانين باسيليوس
فهو يشترط عدم وجود زوجه سابقة، لئلا يجمع بين زوجتين، وهذا غير جائز شرعًا.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:23 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
نظرة المسيحية إلى الزواج الثاني بعد الترمُّل


المسيحية لا تستحسن الزواج الثاني بعد الترمُّل علي الرغم من أنه أخف من تعدد الزوجات:
1- المسيحية تجيز بعدم قيامة، وتضعه في درجة أقل من الزواج الأول.
وقد كان الحماسة شديدة جدًا ضده في القرون المسيحية الأولي "ضد لياقته لا ضد شريعته طبعًا". وحاول كثير من القديسين أن يثنوا المترملين عنه. حتى أنه كلمه Monogamia " الزواج الواحد " في استعمال الكتاب المسيحيين في تلك العصور، لم تكن تعني اكتفاء الزوج بإمرأة واحده فلا تتعدد زوجاته، إذ أن ذلك كان أمرا لا يختلف فيه أحد. وإنما كانت في غالبية استعمالها، تعني الزواج الواحد علي الإطلاق سواء في حياة الزوجة أو بعد وفاتها. وغالبيه الذين عن الـMonogamia كانوا يدعون إلي عدم التزوج بعد الترمل. للعلامة ترتليانوس ثلاثة:" إلي زوجته " و"بحث علي العفة" و"الزواج الواحد" كلها تدور حول هذه النقطة. وكثيرة هي كتابات القديس ايرونيموس "جيروم" عن هذا الموضوع وبالأخص في رسائله وكذلك القديسان أمبروسيوس وأوغسطينوس، كتب كل منهما كتبا عن الترمل، وغير هؤلاء الكتاب الكبار، كثيرون ساروا علي نفس نهجهم. وفي مسألة الزواج لم يكن من منافس لهذا الموضوع في كتابات القديسين غير تمجيد البتولية. حدث كل هذا علي الرغم أن الزواج بعد الترمل - من حيث عفته وبعده عن شهوة الجسد - لا يقارن بحالة الجمع بين زوجتين في وقت واحد! فماذا تكون إذن فكرة المسيحية عن تعدد الزوجات؟!

زواج في مرتبه أقل وعلامة علي عدم ضبط النفس.

2- وقد تحدث القديس بولس الرسول عن هذا الأمر في الأصحاح السابع من رسالته الأولي إلي كورنثوس، فقال " ولكن أوق لغير المتزوجين وللأرامل، إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا. ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا "(الأيتان 8، 9). وكرر هذه النصيحة للمرأة المترملة فقال "إنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا" (الآية 40). فهو قد جعل البقاء في الترمل، أحسن وأكثر غبطة من الزواج الثاني.
وقد علق كثير من القديسين علي أفضليه الترمل فقال القديس باسيليوس " الزيجات الثانية هي علاج ضد الزنا فهكذا قيل :" أن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا " أما القديس اغسطينس فعلق علي تعليم بولس الرسول بقوله التزوج ثانية علامه علي عدم ضبط النفس " كما قال أيضًا " الزيجات الثانية ليست مدانة، ولكن في مستوي أقل". وفسر ذلك بقوله " عفة الزواج حسنة، ولكن زهد الترمل أحسن". أما القديس أمبروسيوس معلم القديس أوغسطينوس فقال " لست أرفض الزيجات الثانية، ولكنى لا أنصح بها " واستطرد القديس يقول للمترمل " شرعيا يمكن أن تتزوج، ولكن من المناسب أكثر أن تمتنع".و عن هذا الزواج غير المستحسن، يقول القديس ايرونيموس " جيروم " " آدم الأول كانت له زوجة واحدة، والثاني " أي المسيح " كان غير متزوج، فليرنا أنصار الزوج الثاني آدم ثالثا تزوج مرتين!!".
ويشرح القديس ايرونيموس رأيه فيقول " وكما جعل " الرسول " الزواج أقل من البتولية، كذلك جعل الزواج الثاني أقل من الزواج الأول"... إنه يسمح بالزيجات الثانية، ولكن للأشخاص الذين يرغبونها، " ولا يستطيعون أن يضبطوا أنفسهم " لئلا " ينحرف البعض وراء الشيطان" (1تى15:5) وهكذا وضح القديس السبب الذي من أجله سمح بالزواج للمترملين. وكشف أكثر فقال " بالنسبة إلى خطر الزنا يسمح للعذارى أن يتزوجن، ولتجنب نفس السبب يسمح بالزيجات الثانية" وأضاف في الفصل التالي " وهكذا سمح بالزواج الثاني لغير المتعففين". ونفس الرأى عرضه القديس كيرلس رئيس اساقفة أورشليم فقال إن هذا الزواج سمح به على الرغم من أن العفة شيء نبيل " حتى لا يسقط الضعيف في الزنا... إذ قال الرسول: خير أن نتزوج من أن نتحرق" (1كو9:7).
وأيد ترتلينانوس نفس الرأي فقال "هذا الزواج سمح به من أجل خطر عدم التعفف " واستطرد " السماح هو اختبار للشخصية، هل ستقوم الإغراء أم لا، والسماح هو ذاته إغراء".
على أن بعض القديسين قد سمح بالزواج بعد الترمل، لمن ترملوا وهم ما يزالون في سن الشباب، أو لم يقضوا في حياة الزيجة سوى فترة ضئيلة.
وفى ذلك قد نصح القديس بولس من جهة " لأرامل الحدثات " أن " يتزوجن، ويلدن الأولاد، ويدبرن البيوت" (1تى14:5)، وذلك إشفاقًا عليهن.
وبعض العلماء يوافقون على الزيجة الثانية بعد الترمل، بالنسبة إلى من يحتاجون إلى رعاية، في ضعف أو شيخوخة أو مرض، كما حدث لداود في شيخوخته. وذلك أن التزوج ليس لمجرد عدم ضبط الجسد، وإنما أيضا للتعاون في الحياة " فأصنع له معينا نظيره" (تك18:2).
والخلاصة:
فإن الكنيسة على الرغم من اعترافها بشرعية الزواج الثاني بعد الترمل، فإنها جعلته في مرتبة أقل وسمحت به لحالات من الضعف...
فإن كان كل هذا قد قيل عن الزواج واحدة بامرأة بعد وفاة الأولى، فماذا يمكن أن يقال عن الجمع بين زوجتين؟! أي عذر يمكن أن يقدمه للكنيسة طالب هذا الزواج الأخير لتسمح به بينما زوجته التي ما تزال على قيد الحياة يمكن أن تقيه من الأسباب التي يتعلل بها الضعفاء من المترملين في طلب الزواج ثانية. ولذلك فإن كلمة digamy أي الزواج الثاني، أخذت -في هذا الجو العفيف الذي ساد كتاب المسيحية في تلك العصور- معنى الزواج بعد وفاة الزوجة، وليس الجمع بين زوجتين. إذ لم يكن أحد يتصور إطلاقا، أن تنفذ فكرة تعدد الزوجات polygamy إلى المسيحية المحبة للبتولية والعفة، ولم تثر تلك المشكلة حتى يحاربها كبار كتاب المسيحية في كتاباتهم.
مثال من الطيور:
1- وتعجب كتاب المسيحية من أن الإنسان الذي خلق على صورة الله ومثاله (تكوين27:1) لا يستطيع أن يصل إلى مستوى العفة الذي وصلت إليه بعض أنواع الطير!
فقال القديس امبروسيوس " هناك أنواع كثيرة من الحيواناتوالطيور إذا فقدت أليفها لا تبحث عن آخر، وتقضى وقتها كما لو كانت حياة وحدة". والعلامة اكليمندس الإسكندري ضرب المثل في ذلك بالحمام واليمام. وهكذا قال القديس ايرونيموس أيضًا " الحمامة واليمامة إذا مات رفيقها لا تأخذ غيره... فنفهم أن الزواج الثاني يرفضه حتى الطيور.
وقال القديس باسيليوس في قانونه الثالث والأربعين " إذا كان اليمام غير الناطق لا يقعد في زيجة ثانية، فكيف بالحيوان الناطق".
عقوبة كنسية على المتزوج بعد ترمله:

2- من أجل كل هذا، تأخذ الكنيسة إجراءات حازمة مشددة تجاه من يتزوج ثانية بعد وفاة زوجته الأولى.
أول تلك الإجراءات هو أنها تفرض عقوبة على المتزوج ثانية، بأن تبعده عن الكنيسة وعن تناول الأسرار المقدسة مدة من الزمن، شرحها القديس باسليوس الكبير في القانون الرابع من رسالته القانونية الأولى. فقال " الذين تزوجوا للمرة الثانية، يوضعون تحت عقوبة كنسية لمدة سنة أو سنتين. والذين تزوجوا للمرة الثالثة لمدة ثلاث سنين أو أربعة. ولكن لنا عادة أن الذي يتزوج للمرة الثالثة يوضع تحت عقوبة لمدة خمس سنوات، ليس بقانون وإنما بالتقاليد. وأشار إلى هذه العقوبة أيضا في رسالته القانونية الثالثة في القانون الثالث والخمسين.
والظاهر أن تلك العقوبة كانت معروفة أولا عن طريق التقاليد ولكن ما لبثنا أن رأيناها مشروعة رسميا في المجامع المقدسة التي انعقدت في القرن الرابع الميلادى.
وهكذا أشار إلى هذه العقوبة القانون الثالث من قوانين مجمع قيسارية الجديدة المنعقد سنة 315م فقال عن أمثال هؤلاء إن "مدة عقوبتهم معروفة " مما يدل على قدم هذه العقوبة في الكنيسة. ثم استطرد هذا المجمع في قانونه الثالث " ولكن طريقة معيشتهم وإيمانهم يقصران المدة. أي أن هذا المعاقب على "عدم ضبطه لنفسه"، إذا ما أظهر في مدة العقوبة تعففا ة نسكا، فإن مدة عقوبته تقل تبعًا لذلك. وأخيرا - على حسب ما ورد في القانون الأول من قوانين مجمع اللاذقية المقدس المنعقد في القرن الرابع أيضا - " يعطى هؤلاء القربان على سبيل المسامحة " " وذلك بعد مرور زمان قليل من ممارستهم الصلوات والأصوام".
لا بركة إكليل لهذا الزواج بل صلاة استغفار:

3- وقد ورد في البند الحادي عشر من الباب الرابع والعشرين من كتاب المجموع الصفوي لابن العسال ما يأتي " وأما الزيجة الثانية فدون الأولى. ولهذا رسم في القوانين أن لا يكون لها بركة إكليل بل صلاة استغفار.
فما الذي يحدث إن كان أحد طرفي هذا الزواج بكرا أي بتولا والطرف الآخر أرمل؟ للإجابة على هذا السؤال ورد في البند 87 من الباب السابق ذكره " وإن كان أحد المتزوجين بكرا، فليبارك وحده. وهذه السنة للرجال والنساء جميعًا".
ولا يحضر القس وليمة هذا الزواج:

4- يقول القانون السابع من قوانين مجمع قيسارية الجديدة:
" لا يجلس القس في وليمة زيجة المتزوج ثانيا. وذلك من حيث أن المتزوج ثانيا يجب عليه أن يلتمس التوبة. فما عساه يكون أمر القس الذي بواسطة اتكائه في الوليمة قد يذعن مرتضيا في تلك الزيجة". ويعلق العالم هيفيليه Hefele على ذلك القانون بقوله " إن المتزوج ثانيا، المفروض فيه أن يأتى إلى الكاهن ليخبره بعقوبته التي يمارسها. فكيف يقف القس نفسه في الوليمة كأنه يشترك معه في الإساءة".
المتزوج ثانية لا يدخل في شرف الكهنوت:

5- ومن أهم النقط التي تبين نظرة الكنيسة إلى الزواج الثاني من حيث أنه علامة على عدم التعفف، كونها تحرم ممارسه من الدخول في شرف الكهنوت في أية درجة من درجاته الثلاث الأساسية: الأسقفية، والقسيسية، والشماسية.
وقد ورد هذا الأمر في رسالة بولس الرسول إلى تيطس (6:2) وفي رسالته الأولى إلى تيموثاوس (12،2:3). حتى الشماس لا يستطيع أن يتزوج ثانية بعد وفاة زوجته، لأن مستوى هذا الزواج الثاني لا يتفق وسمو رتبته الكهنوتية كشماس. وتنص قوانين الكنيسة على أنه إذا تزوج أحد من رجال الكهنوت بعد وفاة زوجته فإنه يقطع من درجته الكهنوتية.
حتى الذي سبق له هذا الزواج الثاني قبل المعمودية، لا يجوز أيضا أن يصير كاهنا على الرغم من أن المعمودية تغفر فيها جميع الخطايا السابقة ويولد الإنسان منها ولادة ثانية في نقاوة تامة وطهر. وفي ذلك يقول القديس باسيليوس إن المسألة ليست مسألة خطية، وإنما مسألة قانون ونظام. " فالذي تزوج ثانية لا يحسب له ذنب، ولكنه غير مؤهل للكهنوت". ويقول في كتاب آخر " ولكن يجب أن نعرف أنه في المعمودية تغفر الخطية، ولكن لا يلغى القانون".
حتى التي تخدم أرملة في الكنيسة: على الرغم من أن وظيفتها ليست خدمة كهنوتية فإنها أيضا لا تقبل إلا إذا كانت أرملة لزوج واحد. فهكذا يأمر بولس الرسول في رسالته الأولى إلى تيموثاوس (9:5).
الزيجات الأكثر من هذه:

6- فإن كانت هذه هي نظرة الكنيسة إلى من تزوج ثانية بعد وفاة زوجته الأولى؟ فماذا يقال عن نظرتها إلى المتزوج ثالثة بعد وفاة الزوجة الثانية، أو إلى المتزوج رابعة بعد وفاة الزوجة الثالثة.
تقول الدسقولية " الزيجة الثالثة هي علامة الغواية لمن لم يقدر أن يضبط نفسه. والأكثر من الثالثة هي علامة الزنا الظاهر والنجاسة التي لا تذكر".
ويقول القديس اغريغوريوس الناطق بالإلهيات في تتابع الزيجات"... الأولى هي شريعة، والثانية تسامح، والثالثة تعد... وكل ما يزيد على ذلك هو شبيه بالخنازير".
ويقول القديس باسيليوس في قانونه الحادي عشر عمن تزوجوا لثالث مرة " لم يأمر المجمع بأن يبقوا خارجا عن الكنيسة، بل قالوا أنهم مثل إناء وسخ في الكنيسة". أما الذين يتزوجون للمرة الرابعة أو الخامسة فقد أمر القديس في نفس القانون أن "يطردوا خارج مثل الزناة".
خاتمة:

7- وبعد، فإن كانت هذه هي نظرة المسيحية إلى تعدد التزوج -مع الاحتفاظ بزوجة واحدة في كل مرة- فماذا يمكن أن يكون رأيها في تعدد الزيجات والجمع بينهن في وقت واحد.
إن كان الذي توفيت زوجته فتزوج غيرها - وقد تكون فترة الزواج الأول أو الزوجين الأولين قصيرة، والرجل ما يزال شابا، وقد ذاق لونا من الحياة ولم يستطع الامتناع - إن كان هذا تنظر الكنيسة هكذا، ولا تباركه، ولا تحضر وليمته، وتفرض عليه العقوبات الكنسية، وتحرمه من الكهنوت، وتنظر إليه كضعيف، فهل يمكن لديانة تدعو إلى هذه الدرجة من التعفف، أن تسمح بتعدد الزوجات؟! لا يستطع أحد أن يجيب بنعم.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:25 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
عفة الزواج المسيحي




غرض الزواج المسيحي في أصله:

1- الأصل في الزواج المسيحي هو إنجاب البنين. ولذلك يقول العلامة اثيناغوراس ناظر مدرسة الإسكندرية اللاهوتية في القرن الثاني " كل واحد منا ينظر إلى زوجته التي تزوجها حسب القوانين التي وضعت بواسطتنا ، وهذه فقط لغرض إنجاب البنين، وكما أن الزارع يلقى بذاره في الأرض منتظرا المحصول، ولا يلقى فيها أكثر،هكذا معنا...".
ويعلق القديس اوغسطينس على غرض إنجاب البنين فيقول: "إن رابطة الزواج من القوة بحيث - على الرغم من أنها ربطت بقصد إنجاب البنين - إلا أنها لا يمكن أن تُحَل بسبب عدم إنجاب البنين. وليس مصرحا تطليق العاقر. ولا يمكن أن يتزوج شخص أزيد من زوجته الحية".

https://st-takla.org/Pix/People-Gener...ge-Wedding.jpg
ويقول العلامة كليمنضس الإسكندري "الزواج هو أول رابطة بين الرجل والمرأة لإنجاب بنين شرعيين".
2- وهناك غرض آخر ورد في بدء الخليقة عند خلق حواء وهو قول الله " أصنع له معينا نظيره" (تكوين18:2). وفي هذا يقول القديس أوغسطينوس " ليس الزواج لإنجاب البنين فقط، وإنما أيضا لأجل التكوين الطبيعي للجماعة " "التعاون الاجتماعي" ويستطرد "إن شهوة الجسد تخفف بواسطة المشاعر الأبوية ومشاعر الأمومة".
غرض آخر لأجل الضعفاء:

3- على أن بولس الرسول أضاف غرضا آخر في رسالته الأولى إلى كورنثوس حيث قال " حسن للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها... لأن التزوج أصلح من التحرق" (9،2،1:7). وهكذا كما قال القديس أوغسطينوس "ليس لإنجاب البنين وإنما لأجل الضعف وعدم ضبط النفس".
وجوب الاعتدال والعفة في هذا الغرض العرضي:

4- يقول القديس أوغسطينوس "ففي الشيء المصرح به، ينبغي أن يكون هناك اعتدال سواء بالنسبة إلى الرجل أو المرأة، حتى لا تنفجر الشهوة، وتقود إلى غير المصرح به. لذلك فزينة الأزواج هي عفة الإنجاب والإخلاص في الخضوع لطلبات الجسد". ويعترض القديس على الانغماس في الشهوة، الأمر الذي يتعارض وقدسية الزواج المسيحي فيقول "كل ما هو مخجل ومنحط مما يفعله المتزوجون ببعضهما البعض، ليس هو عيب الزواج وإنما عيبهما هما". ويقول عن هذا أيضا في كتاب آخر "فأنتم ترون إذن أن عفة المتزوجين والإخلاص لفراشهما المسيحي هما عطية الله ولكن عندما تزيد الشهوة الجنسية، وتزيد عن حد المعاشرة الحسية اللازمة لإنجاب البنين، فإن هذا الشر ليس من الزواج وإنما هو عرضي"؟
والقديس أمبروسيوس يعتبر أن عدم العفة في الزواج هي زنا، إذ يقول "و لهذا فإن بولس الرسول يعلم العفة" الاعتدال "حتى في الزواج ذاته. لأن الذي ليس هو عفيفا في زواجه هو نوع من الزناة ويكسر قانون الرسول".
ويقول القديس كيرلس الأورشليمي "فليبتهج أيضا أولئك الذين إذا تزوجوا يستعملون الزواج قانونيا حسب فريضة الله، وليس للشهوة برخصة غير محدودة، الذين يعرفون مناسبات للامتناع ليتفرغوا للصلاة (1كو5:7)، والذين في اجتماعاتنا في الكنيسة يحضرون أجسادا نقية كالملابس النظيفة، الذين دخلوا إلى الزواج من أجل إنجاب البنين وليس من أجل الانغماس".
والقديس اغريغوريوس الناطق بالإلهيات يقول عن الزواج "أنا أسمح به لأن الزواج مكرم عند الجميع والفراش غير دنس" (الرسالة إلى العبرانيين 4:13). إنه حسن للمعتدلين، ولكن ليس للشرهين، والذين يشتهون أن يعطوا الجسد أكثر من الإكرام الواجب له".
ويقول القديس إبرونيموس: "فإن كان المسيح يحب الكنيسة في قداسة وعفة وبدون دنس، فليحب الأزواج زوجاتهم في عفة". " ليعرف كل واحد كيف يقتنى إناءه في قداسة وكرامة" (1تس4:4). " ليس في شهوة مثل الأمم الذين لا يعرفون الرب" (1تس7:4).
أيام تمتنع فيها المعاشرة الزوجية:

5-وفي الزواج المسيحي لم تكتف الكنيسة بأن تكون المعاشرات الزوجية في عفة واعتدال، وفي بعد عن الانغماس في الشهوة، وإنما حددت فترات للامتناع عن فراش الزوجية بقصد التفرغ للعبادة.
وفى ذلك يقول القديس إيرونيموس "فليتحرروا أولا فترات قصيرة من قيد الزواج ويتفرغوا للصلاة. وعندما يذوقون حلاوة العفة، سيطلبون دوام تلك المتعة الوقتية [متعة البُعد عن المعاشرة]".
وهذا التفرغ للصلاة والصوم ذكره بولس الرسول في رسالته الأولى إلى كورنثوس حتى لا يتجرب الزوجان من الشيطان "بسبب عدم تعففهما" (5:7) والأصوام في المسيحية كثيرة، ولكن بعضها إجباري على جميع المسيحيين إلا للمرضى ومن كل شاكلتهم ومن أمثلة ذلك صوم الأربعين المقدسة، وصوم أسبوع الآلام "البصخة"، وصوم الأربعاء والجمعة على مدار السنة تقريبا.
وفى ذلك يأمر القديس باسيليوس الكبير في قانونه الثلاثين قائلًا "إنه شيء خارج عن الزيجة أن يلتصق أحد بفراشه في الأربعين يوما كلها من أولها إلى آخرها. والويل لمن يفعل هذه الخطية في البصخة المقدسة...".
وقد ورد عن ذلك في المجموع الصفوي لابن العسال " الأيام المقدسة التي للصوم لا تدنسها، وأيام حيضها ونفاسها لا تقربها، لئلا تصير زيجتك بما لا يجب".
كذلك تمتنع المعاشرة الزوجية في أيام التقدم للأسرار المقدسة. ومما يؤيد هذا القانون 13 للقديس تيموثاوس الكبير بطريرك الإسكندرية حيث وجه إليه سؤال في الامتناع عن المعاشرة الزوجية فأجاب بأنه في الأيام التي تقدم فيها الذبيحة المقدسة... طبعا أي يوم يتقدم فيه أحد الزوجيين إلى السرائر المقدسة. فإن حسبنا كل هذا نجد أنه كثير. أيام الصوم وأيام التقدم للسرائر الإلهية، كما يمتنع عنها كذلك في أيام حيضها وطمثها ونفاسها.
فإن كانت ديانة تمنع المعاشرة الزوجية في أيام كثيرة، ليتفرغ الزوجان للعبادة، وعندما يجتمعان تحوطهما بجو من العفة، فهل مثل هذه الديانة يمكن أن تسمح لرجل بأن يتخذ له عددا من النساء في وقت واحد؟!
إن كانت الزوجة الواحدة ليست معاشرتها مطلقة، فهل يسمح بعديد من الزوجات؟! إن روح الديانة يمنع هذا وليست المسألة شكلية، يبحث فيها عن نصوص، وإن كنا قد أوردنا أيضا نصوصا كثيرة.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:27 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
نظرة المسيحية إلى البتولية




ديانة بتولية وزهد:

1-لم نر ديانة في الوجود تحض علىالبتولية، وتدعو إلى حياة الزهد والتعفف مثلما فعلت المسيحية، حتى كان من نتائج ذلك قيام الحركة الرهبانية الواسعة النطاق، التي كانت تشمل في القرن الرابع الميلادي عشرات الآلاف من الرهبان في كل من براري مصر وحدها.
فهل ديانة كهذه تسأل في يوم ما: هل تعدد الزوجات فيها مباح؟!
إنها ديانة زهد ونسك. ديانة قال فيها الرسول علانية " لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم".
البتولية كما أسسها المسيح ودعا لها بولس الرسول:
2- أما البتولية في المسيحية فقد وطد دعائمها السيد المسيح ذاته، الذي كان بتولًا، وولد من أم بتول، وعمده وبشر به مهيئا الطريق أمامه نبي بتول هو يوحنا المعمدان، وعهد بأمه إلى رسول بتول هو يوحنا الحبيب. وهذه البتولية شرحها وتكلم عنها بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس الأصحاح السابع حيث قال " حسن للرجل أن لا يمس امرأة " و"أريد أن يكون جميع الناس كما أنا" "أي بتوليين". و"أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا " و"أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة " و"أقول هذا أيها الإخوة الوقت منذ الآن مقصر، لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم " و"أريد أن تكونوا بلا هم، غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف للرب كيف يرضى الرب، وأما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضى امرأته " و"من زوج فحسنا يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن" (انظر الآيات 38،32،29،8،7،1- وانظر أيضا 37،26).

https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...nt-Ambrose.jpg
فهل يعقل أن ديانة تقول "حسن للرجل أن لا يمس امرأة" ثم تسمح هذه الديانة بتعدد الزوجات؟!
هل يعقل أن ديانة تريد أن يتفرغ الإنسان من جميع الاهتمامات العالمية ليهتم في ما للرب، ثم تسمح له بتعدد الزوجات، بينما تقول له "المتزوج يهتم في ما للعالم كيف يرضى امرأته"؟!
إن كانت امرأة واحدة تجعل الإنسان يهتم في ما للعالم لكي يرضيها، ولا يستطيع أن ينفذ نصيحة الرسول "أريد أن تكونوا بلا هم فكم بالأولى إن كانت له زوجات عديدات؟!
وهل يعقل ديانة تريد من المتزوجين أنفسهم أن ينزعوا أنفسهم من اهتماماتهم الكثيرة ليتفرغوا للرب، قائلة لهم "ليكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم"، ثم تسمح هذه الديانة لمن له زوجة بأن يتزوج أخرى معها؟!
أمثلة من تمجيد القديسين للبتولية:

3- هذه البتولية تركت أثرها الكبير في أنفس قادة المسيحية وقديسيها العظام، حتى يندر أن نجد قديسا في العصور الوسطى لم يكتب عن البتولية ولم يدع إليها. وإن حاولنا أن نورد ولو قلة ضئيلة عما قاله القديسون عن البتولية، وتفضيلها على الزواج، والدعوة إليها، لضاق بنا المجال. لكننا سنحاول أن نذكر بعض عبارات بسيطة كأمثلة:
قال القديس أمبروسيوس Saint Ambrose " البتولية أحضرت من السماء ما يمكن تقليده على الأرض... لا الذين يتزوجون ولا الذين يزوجون يشبهون ملائكة الله في السماء، لذلك فلا تعجب إذا ما قورن أولئك بالملائكة".
وقال القديس يوحنا الذهبي الفم "إذا كنتم تريدون الطريق الأسمى والأعظم، فالأفضل ألا يكون لكم علاقة مع أية امرأة كانت".
وقال ترتليانوس "ما أكثر الذين نذروا البتولية من ذات لحظة عمادهم، وأيضا ما أكثر الذين في الزواج منعوا أنفسهم - بموافقة مشتركة - عن استعمال الزواج " فجعلوا أنفسهم خصيانا من أجل ملكوت السموات" (متى12:19) وقال القديس أثناسيوس الرسولي أشهر بطاركة الإسكندرية "هناك طريقان في الحياة يختصان بهذه الأمور: أحدهما أكثر اعتدالًا وعادي وأعني به الزواج. والثاني ملائكي وليس ما يفوقه، وأعنى به البتولية. والآن إذا ما اختار الإنسان طريق العالم، أعنى الزواج فلا يلام في الواقع، ولكنه سوف لا ينال أمثال تلك المواهب العظيمة كالآخر". وشرح النقطة الأخيرة بتناول مثل الزرع الجيد (مرقس20:4) فشبه المتزوج بالزرع الذي يعطى ثلاثين والبتول بالذي يعطى مائة".
وقال القديس جيروم في رسالته إلى يوستوخيوم "البتولية هي الوضع الطبيعي، والزواج أتى بعد السقوط". كما قال في نفس الرسالة إني أمدح الزواج، ولكن لكي ينجب لي بتوليين.
والقديس جيروم استعمل أيضا نفس تشبيه القديس أثناسيوس في مثل الزارع، واعتبر آن المائة لإكليل البتولية، والستين للترمل بعد التزوج، والثلاثين للزواج الواحد العفيف. و" لم يدخل الزواج بعد الترمل في هذه الدرجات الثلاث التي للعفة " .
على أن هناك سؤالا يمكن أن يسأل وهو " إلا يحدث أن ينتهي العالم إذا نفذت دعوة المسيحية إلى البتولية؟!".
يجيب القديس جيروم عن هذا السؤال فيقول " اطمئن. فالبتولية شيء صعب، ولذلك فهي نادرة لأنها صعبة. إذ لو كان الجميع يستطيعون أن يكونوا بتوليين، ما كان الرب قد قال:... من استطاع آن يقبل فليقبل" (متى12:19). ورد القديس أغسطينوس على نفس السؤال برد مشابه مستخدما قول السيد المسيح عن البتولية " ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أعطى لهم" (متى11:19).
السماح للضعفاء، وتعليق:

4- ولذلك فإن بولس الرسول في دعوته إلى البتولية في الأمثلة التي أوردناها في (1 كو 7) سمح بالزواج للذين لا يحتملون. فقال "ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا، لأن التزوج أصلح من التحرق" (آية 9). ولكن الرسول بولس على الرغم من هذا السماح يقول عن الذين سمح لهم " ولكن مثل هؤلاء يكون لهم ضيق في الجسد، وأما أنا فإني أشفق عليكم" (آية 28). " هذا أقوله لخيركم ليس لألقى عليكم وهقا بل لأجل اللياقة..." (آية 35).
ويعلق العلامة ترتليانوس على هذا بقوله "إن كانت هذه هي فكرته عن الزواج الأول، فكم بالحرى عن الثاني؟!"
خاتمة:

وبعد، إن كانت هذه هي نظرة المسيحية إلى البتولية، ودعوتها إليها في صراحة تامة ، إلا للذين لا يحتملونها، فهؤلاء لهم عفة الزواج خير من الوقوع في الخطية. فهل يمكن لديانة كهذه أن تسمح بتعدد الزوجات وهى تنصح بترك التزوج بواحدة فقط؟!

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:28 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
أقوال آباء الكنسية وعلمائها بخصوص الزوجة الواحدة



"كانت الزوجات الكثيرات للآباء رمزا لكنائس مستقبلة من شعوب كثيرة تخضع لعريس واحد هو المسيح. أما سر الزواج بواحدة في أيامنا فيشير إلى وحدتنا جميعا في خضوعنا لله، نحن الذين سنصبح فيما بعد مدينة سمائية واحدة".
[De Bono Conjugali,21] القديس اوغسطينوس
"سر الزواج في أيامنا حدد برجل واحد لامرأة واحدة".
[De Bono Conjugali,21] القديس أوغسطينوس


https://st-takla.org/Pix/People-Gener...ge-Wedding.jpg
" حتى حينما كان النساء يلدن بنين في القديم، كان مصرحا بتزوج نساء أخريات للحصول على ذرية أكثر. ولكن هذا الآن بالتأكيد غير شرعي. لأن الاختلاف بين الأزمنة يحدد جواز الشيء أو عدم جوازه".
[Ibid:17] القديس أوغسطينوس
" لا يمكن أن يتزوج شخص بأكثر من زوجته الحية".
[Ibid:17] القديس أوغسطينوس
" لأنه لم يقل إنه صنعهما رجلا واحدا وامرأة واحدة، بل هو أيضًا أعطى وصيته أن رجلا واحد يرتبط بامرأة واحدة".
[Homilies on,st. Mathew: (ch.19)]القديس يوحنا ذهبي الفم

" ولكن سواء عن طريق الخلق أو عن طريق التشريع، أظهر أن رجلا واحد ينبغي أن يعيش مع امرأة واحدة على الدوام ولا ينفصل عنها".
[Homilies on,st. Mathew: (ch.19)]القديس يوحنا ذهبي الفم
" ولو كان هناك مسيحيان كان يمكن أن يكون هناك زوجان أو زوجتان. ولكن إن كان المسيح واحد، الرأس الواحد للكنيسة، فليكن هناك إذن جسد واحد، وليرفض الثاني".
[Oration 38]القديس اغريغوريوس الناطق بالإلهيات
" إن خلق الإنسان الأول، يعلمنا أن نرفض ما هو أكثر من زيجة واحدة. إذ لم يكن هناك غير آدم واحد وحواء واحدة".
[Letter 123 (To Ageruchia):12] القديس جيروم" ايرونيموس"
" إذا مات واحد من الاثنين المتصلين، فالآخر محالل أن يتزوج فإذا تزوج الواحد من قبل موت الآخر، فهو مدان مداينة الفاسق".
القديس باسيليوس الكبير " قانونه العاشر"
" لا يتزوج واحد وله زوجة. وهذا المثال الواحد يكون لمن ماتت زوجته".
القديس باسيليوس الكبير " قانونه العاشر "
" تعدد الزواج بالنسبة لنا خطية أكثر من الزنا، فليتعرض المذنبون به للقوانين".
القديس باسيليوي الكبير - القانون 80 " من رسالته القانونية الثالثة "
" من بدء الخليقة أعطى الله امرأة واحدة لرجل واحد "
الآباء الرسل [Ethiopian Didascalia XIV\2p. 85]
" من صفات المسيحي... ولا يكون نهما، ولا محبًا للعالم، ولا محبًا للنساء. بل يتزوج بامرأة واحدة".
القديس ابوليدس " القانون 38من مجموعة قوانينة "
" ولا يتزوج مؤمن بغير مؤمنة، ولا بالثابتة في الزنا... ولا يجمع بين زوجتين أو أكثر".
البابا كيرلس بن لقلق " رقم 8 في الزيجات الممنوعة- من قوانينة "
"أفترى من جمع بين امرأتين له توبة إلا بعد ترك الثانية"c
ابن العسال " الباب العاشر:72- من المجمع الصفوى
"إن أصل الجنس البشرى يزودنا بفكرة عن وحدة الزواج. فقد وضع الله في البدء مثالا تحتذيه الأجيال المقبلة، إذ صنع امرأة واحدة للرجل على الرغم من أن المادة لم تكن تنقصه لصنع أخريات، ولا كانت تنقصه القدرة".
[Exhortation to chastity:5] العلامة ترتليان
"من البدء خلق رجلا واحد وامرأة واحدة. ولم يحل الاتحاد بين الجسد والجسد".
الفيلسوف اثيناغوراس " ناظر الاكليريكية في القرن الثاني "- [Plea of Athenagoras: ch. 33]
"إما أن يبقى الإنسان كما ولد. وإما أن يقنع بزواج واحد. لأن الزواج الثاني ما هو إلا زنا".
[Plea of Athenagoras: ch. 33] الفيلسوف أثيناغوراس
"... ولكن حاشا أن تكون مثل هذه الأعمال عند المسيحيين، لأن عندهم يقطن الاعتدال، ويمارس ضبط النفس، وتلاحظ وحدة الزواج، وتحرس العفة... "
القديس ثاوفيلوس الانطاكى - Xv] :[To Autolycus:Book III
والسؤال الآن هو:
هل أخطأ كل هؤلاء : الرسل، والآباء القديسون، والعلماء، والفلاسفة، في فهم المسيحية فصرَّحوا -في جهل- بشريعة الزوجة الواحدة؟!
ولسنا في حاجة إلى جواب.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:30 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
رأي أساتذة القانون المسلمين
أ) رأي الأستاذ الدكتور أحمد سلامة
أستاذ ورئيس قسم القانون المدني - كلية الحقوق - جامعة عين شمس - في كتابه الذي حاز على جائزة الدولة التقديرية سنة 1963.
ذكر الأستاذ الدكتور أحمد سلامة، في حديثه عن خصائص الزواج في المسيحية، في الفقرة "ج" تحت عنوان الزواج علاقة فردية " ص 425 - ص 427، ما يلى:
الزواج علاقة فردية:

ذلك أن الزواج لا يمكن أن ينشأ إلا بين رجل واحد وامرأة واحدة. ومن ثم فلا يجوز لرجل أن يجمع بين أكثر من زوجة في وقت واحد، ولا يجوز للمرأة أن تجمع أكثر من زوج في وقت واحد.


https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...le-Justice.jpg
St-Takla.org Image: The Holy Bible
وينبني على ذلك أنه إذا كان من يريد الزواج مرتبطا سلفا برابطة زوجية أخرى، فإن العلاقة المزمع إنشاؤها لا يمكن أن تنشأ باعتبارها زواجا.
وقد ألمعت إلى هذه الخاصة المادة 14 من مجموعة الأقباط الأرثوذكس حين قالت " يرتبط به رجل وامرأة". ونصت عليها صراحة المادة 24 من نفس المجموعة، حين قالت "لا يجوز لأحد الزوجين أن يتخذ زوجا ثانيا ما دام الزواج الأول قائما".
كما جعلت المادة 12 من مجموعة السريان الارتباط بزيجة أخرى مانعًا من صحة الزواج الثاني. وكذلك المادة الخامسة من مجموعة الأرمن الأرثوذكس، والمادة الثالثة من مجموعة الروم الأرثوذكس.
وليست بقية الشرائع بأقل وضوحا في هذا الصدد من شرائع الأرثوذكس، فالمادة الثانية من الإرادة الرسولية تنص في فقرتها الثانية، على أن من خصائص الزواج الجوهرية خاصة الوحدة unite . وكذلك تنص المادة السادسة من قانون الإنجيليين على أن الزواج هو اقتران رجل واحد بامرأة واحدة اقترانا شرعيا.
وهذه النصوص كلها تنفق مع المؤكد في الشريعة المسيحية (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). لأنه إذا كانت هذه الشريعة تقرر أن من يطلق امرأته إلا لعلة الزنا ويتزوج بأخرى يزنى عليها، وكذلك من يتزوج فإنه يزنى، فبالأولى أن يكون الجمع بين زوجتين (Polygamie) أو زوجين (Polyandrie) زنا ظاهر. ومبدأ فردية الزواج هو المعمول به في الشرائع الوضعية في بلاد الغرب " ثم تعرض الأستاذ الدكتور احمد سلامة إلى الزيجة الثانية في المسيحية بعد انتهاء الزيجة الأولى بالوفاة أو بالتطليق " فقال:
ويتصل بهذه الخاصة أمر الزيجة الثانية أو بعدها عند الأرثوذكس. وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر لا يعرض ولا يجوز النقاش فيه، إلا إذا كانت الزيجة الأولى قد انتهت. فإن لم تكن، فالحكم في الزيجة الثانية مقطوع به وهو التحريم، لأننا سنكون بصدد تعدد ممنوع...
" وقد أكد الأستاذ الدكتور احمد سلامة هذا الرأي ذاته في كتابه "الوجيز في الأحوال الشخصية للمصريين غير المسلمين".
وهو كتاب نشره سنة 1977 أي بعد 14 سنة من الكتاب المطول، ويحمل نفس الرأي باختصار بنفس العبارات، إذ قال فيه " ص 112":
" وأما أن الزواج علاقة فردية: فلأنه لا يمكن أن ينشأ إلا بين رجل واحد وامرأة واحدة. ومن ثم فلا يجوز لرجل أن يجمع بين أكثر من زوجة في وقت واحد، ولا يجوز للمرأة أن تجمع أكثر من زوج في وقت واحد. وينبني على ذلك أنه إذا كان من يريد الزواج مرتبطا سلفا برابطة زوجية أخرى، فإن العلاقة المزمع إنشاؤها لا يمكن أن تنشأ باعتبارها زواجا"...

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:32 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
رأي أساتذة القانون المسلمين

ب) رأي الأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج



الأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج هو أستاذ كرسي القانون المدني - بكلية الحقيق- جامعة الإسكندرية في كتابه أحكام الأحوال الشخصية لغير المسلمين من المصريين":
في حديث الأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج عن "مميزات الزواج الجوهرية" في المسيحية (ص 348 إلى ص 351) قال:

https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...___Bible-1.jpg
ومن أغراض الزواج السابقة، تبرز لنا مميزاته الجوهرية التي هي الوحدة، وعدم القابلية للانحلال. وتكتسب هاتان الخاصيتان ثبوتًا Fermete خصوصيا في الزواج المسيحي لكونه سرا (المادة 2/3 من الإرادة الرسولية - المادة 1013 من القانون الكنسي الغربي).
فالوحدة في ألزواج L'unite تعتبر من المبادئ التي تمسكت بها المسيحية من أول عهدها. إذ لا يجوز للمسيحي أن يتخذ أكثر من زوجة واحدة في وقت واحد. كما أنه ليس للمرأة الواحدة التزوج بأكثر من رجل واحد في الوقت نفسه.
فزواج الرجل الواحد بعدة نساء La Polygamie لا يحقق أغراض الزواج، إذ لا يجد هذا العدد من النساء لدى الرجل الواحد المساعدة التي تعتبر حقا لهن، إلا بصعوبة. كما أن في زواج المرأة الواحدة بعدة رجال la Polyandrie يتعارض هو للآخر مع الهدف الأول من الزواج...
وقاعدة الوحدة في الزواج المسيحي لا تحتمل أي استثناء.
وقد جاء في رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل كورنثوس "ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة بعلها" (1كو 7: 2). كما جاء في الإنجيل "إن الذي خلق من البدء، خلقهما ذكرًا وأنثى.. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. إذن ليسا بعد اثنين، بل جسد واحد" (متى 19: 4..).

https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...in-Trento..jpg
ويبين من نصوص الكتاب المقدس في هذا الصدد، أن الله حين خلق منذ البدء، لم يخلق ثلاثة أو أكثر، بل خلق اثنين فقط. كما أن النص صريح بقوله "ويلتصق الرجل بامرأته ولم يقل يلتصق بنسائه. وفي هذا ما يدل على أن تعدد الزوجات غير موجود منذ بدء الخليقة. ومن كل هذا يبين المسيح أن الله نظم الزواج بحيث يكون ارتباطا بين اثنين فقط، لا أكثر من اثنين (انظر De Smet ص 245-246، وإشارته إلى ما قاله إنوسينت الثالث Innocent III بشأن ما جاء في مجمع ترنت Trente في هذا الصدد.
يدلل الفقهاء المسيحيون على أن الوحدة من خصائص الزواج المسيحي عن طريق آخر. ذلك أن الإنجيل قد نصَّ على أن من طلَّق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني. كما أنه إن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني (متى 19: 9؛ مر 10: 11، 12) فهذه النصوص تصرح أنه إذا كان للرجل زوجة وطلقها ثم أخذ أخرى فإنه يرتكب زنا، وكذلك المرأة التي تتزوج بآخر بعد أن تطلق زوجها. ولهذا يكون الزواج الثاني باطلًا، طالما بقي الزواج الأول... يضاف إلى ما سبق أن قرارات المجامع الكنسية المتعددة نادَت بنفس هذا المذهب وهو وحدة الزواج المسيحي.
وقد نصت على مبدأ وحدة الزواج في الشريعة المسيحية، المادة 24 من مجموعة 1955 للأقباط الأرثوذكس، فقررت أنه "لا يجوز للأحد الزوجين أن يتخذ زواجًا ثانيًا مادام الزواج قائمًا". فالزواج الأول بين الزوجين، يعتبر مانعا من زواج أخر.
(انظر كذلك المادة 25 من مجموعة 1938 للأقباط. وهذا هو ما نصَّت عليه المسألة 13 من الخلاصة القانونية للأيغومانوس فلتاؤوس، إذ قضت بأنه لا يجوز للمسيحي أن يتخذ سوى امرأة واحدة في الحال لا أكثر، وإن توفيت أو افترقت عنه شرعا له أن يتفزج بأخرى". وانظر أيضًا ما جاء في شرح الخلاصة ألقانونية لجرجس فلتاوؤس عوض، في هامش ص 30 (طبعة 1913). ويقول ابن العسال في كتاب القوانين (سنة 1927 ص 191) "وأما الجمع بين زوجتين أو أكثر، فلا يجوز لأنه زنا ظاهر مستمر"، وانظر كذلك ص 205-206).
وقد نصَّت المادة الثانية "فقرة 2" من الإرادة الرسولية للكاثوليك على أنه من مميزات الزواج الجوهرية: الوحدة وعدم القابلية للانحلال.
"وهنا أورد الأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج في الحاشية (3) ص 350 على أنه قد نصت المادة 26 من القواعد التي أوردها فيليب جلاد بالنسبة إلى الطوائف الكاثوليكية على أن "وحدة الزواج قائمة بان يقترن الرجل الواحد بامرأة لا أكثر حسب الشريعة الإنجيلية واستعمال الكنيسة الدائم". وتبيح المادة 27 للحي من الزوجين التزوج بعد موت الآخر".
واستطرد المؤلف في نفس ص 350 بقوله عن وحدة الزواج: وهذا ما نصحت عليه كذلك المادة السادسة من قانون الأحوال الشخصية للطائفة الإنجيلية، فقررت أن "الزواج هو اقتران رجل واحد بامرأة واحدة اقترانًا شرعيا مدة حياة الزوجين".
ويختتم للأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج بحثه هذا بقوله:
وخلاصة القول إن نظام الزوجة الواحدة أو الزواج الواحد (e régime monogamique) هو النظام الوحيد الذي يحقق للزواج أهدافه كاملة، ويقيم بين الزوجين تضامنا تامًا ومساواة أساسية، للمرأة الحق فيها للرجل سواء بسواء. وهو النظام الذي يمكن في ظله أن يكون فيه الزوجان أسرة حقيقية تركز فيها حياتهما.
ويتعرض الأستاذ المؤلف لوحدة الزواج أيضا في الفصل الخاص بموانع الزواج "ثالثًا: مانع الزواج السابق" (انظر المادة 5 من القواعد الخاصة بالأرمن الأرثوذكس. وكذلك المادة 12 "أولًا" من مجموعة السريان الأرثوذكس)، فيقول:
يتمثل هذا المانع في عدم إمكان إبرام زواج ثان طالما بقى الزواج الأول قائما. وهو من الموانع التي أقرتها الكنيسة في الشرق والغرب منذ البداية، لأنه من التعاليم الإلهية التي تحرم تعدد الأزواج...
فطالما بقى الزواج الأول قائما، حرم على أي من الزوجين عقد زواج جديد مع شخص آخر، وإلا كان زواجه الثاني باطلًا.
إذن هناك مانع يمنعه من الزواج الثاني، وهو قيام الزواج الأول. فالمانع في هذه الحالة يقوم على خاصتين من خصائص الزواج، وهما للوحدة وعدم قابلية الرابطة الزوجية للانحلال. ولا خلاف بين المذاهب المسيحية جميعها في ذلك.
ولكي يوجد هذا المانع، يتعين أن يكون الزواج السابق صحيحا قائما. ويكفى أن يوجد عقد صحيح، حتى ولو لم تحصل معاشرة بين الزوجين. فالعبرة بتمام العقد الصحيح ولو لم يكن الزواج قد اكتمل بالدخول والمعاشرة الجنسية.
وعلى هذا فطالما لم يثبت أن الزواج السابق وقع باطلا، أو انه انحل لسبب من الأسباب، يعتبر الزواج الجديد باطلا لقيام المانع (انظر المادة 24 من مجموعة 1955، 25 من مجموعة 1938 للأقباط الأرثوذكس، حيث ينص على أنه "لا يجوز لأحد الزوجين أن يتخذ زواجًا ثانيًا مادام الزواج قائمًا". وانظر أيضًا المادة 2 "أ" من قواعد الروم الأرثوذكس، والمادة 5 من قواعد الأرمن الأرثوذكس، والمادة 12 "أولًا" للسريان، الماد ة 6 بالنسبة للإنجيليين... وتقضي المادة 59 من الإرادة الرسولية بالنسبة للطوائف الكاثوليكية عامة "1-إن مَنْ كان مقيدا بوثاق زواج سابق -ولو غير مكتمل- يحاول باطلًا عقد الزواج، هذا مع مراعاة امتياز الإيمان. وانظر كذلك المادة 99 من القواعد الخاصة بالكاثوليك لفيليب جلاد، السابق،
ج 5 ص 380). وعند السريان الأرثوذكس تعتبر الخطبة السابقة مانعًا من الموانع للمبطلة لعقد الزواج والخطبة. إذ تنص المادة 12 على أن الموانع الشرعية في الخطبة والزواج هي "أولا" ألا يكون أحد الخطيبين مخطوبًا لآخر أو مرتبطا بزيجة أخرى.

ولابد أن يثبت بطلان الزواج الأول أو انحلاله على وجه يقيني وبطريق قانوني، سواء كان ذلك عن طريق حكم قضائي أو بدليل قطعي آخر، وذلك على الأقل في حالة الشك، كشهادة الوفاة مثلًا. وقد جاءت المادة 59 من الإرادة الرسولية للكاثوليك، في فقرتها الثانية، مقررة لهذا المعنى السابق، إذ نصَّت على أنه "وإن كان الزواج السابق باطلا، أو انحل لأي سبب كان، فلا يجوز عقد زواج آخر، قبل أن يثبت يقينا وعلى وجه شرعي، أن الزواج السابق باطل أو انحل" (انظر أيضًا المادة 189 من القانون المدني الفرنسي).
ويدق الأمر في حالة غيبة أحد الزوجين. والغيبة في ذاتها لا تعتبر سببًا كافيًا لإبرام زواج جديد، بل لابد من تحقق موت الغائب وإثبات ذلك على وجه يقيني (وقد أورد فيليب جلاّد [ج5 ص 381] في صدد القواعد الخاصة بالكاثوليك في حكم الغيبة، فقرر أن "غيبة أحد الزوجين -وإن طالَت- ليست بحجة كافية للتزوج بآخر، بل لابد من تحقيق موت الغائب")..
وأما بالنسبة للمذاهب المسيحية التي تبيح التطليق للغيبة، فلابد في هذه الحالة من صدور حكم من القضاء بذلك وبتطليق الحاضر من الزوجين. فإذا ما قضي له بذلك أصبح في حِل من أن يتزوج من جديد.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:33 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
رأي أساتذة القانون المسلمين:

ج) رأي الأستاذ الدكتور جميل الشرقاوي



الأستاذ الدكتور جميل الشرقاوي - الأستاذ بكلية الحقوق - جامعة القاهرة - "في كتابه الأحوال الشخصية لغير المسلمين - الوطنيين والأجانب".
تعرض الأستاذ الدكتور الشرقاوي لهذا الموضوع تحت عنوان "تعريف الزواج وخصائصه". فذكر في صفحة 89: "كما يتصل بقداسة الزواج في المسيحية، وباعتباره سرًا إلهيًا، ما استقر لدى المسيحيين من القول بمبدأ واحدية الزواج، أي اقتصار الرجل في الزواج على امرأة واحدة، على خلاف ما كان معروفًا من إباحة التعدد في اليهودية".

https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...Dove-Light.jpg
"وتؤيد هذه الواحدية نصوص عديدة في الكتب الدينية الأولى، كما تقررها نصوص المجموعات الحديثة التي تمنع التعدد "المادة 25 من مجموعة سنة 1938 و24 من مجموعة 1955".
وذكر د. الشرقاوي في الحاشية "2" على هذا الرأي: "انظر إشارة إلى هذه النصوص في حلمي بطرس ص100، وتوفيق فرج فقرة 97 ص346. وانظر قول ابن العسال في المجموع الصفوي: "وأما الجمع بين زوجتين أو كثر فلا يجوز، لأنه زنا ظاهر مستمر" "رقم 13 ص223".
وفى حديث الأستاذ الدكتور الشرقاوي عن الزواج في شريعة الكاثوليك، عرض للمادة الثانية من "الإرادة الرسولية" فقال في صفحة 91: "ويربط نص المادة الثانية "بند 2" ببن اعتبار الزواج سرًا، وبين عدم قابليته للانحلال بالطلأق، وواحديته: أي عدم جواز جمع الرجل بين زوجتين".
وفى حديثه عن الزواج في شريعة البروتستنت (ص91) فقال: "تعرف المادة 9 من قانون الأحوال الشخصية للإنجيليين الوطنيين الزواج بأنه: اقتران رجل واحد بامرأة واحدة اقترانًا شرعيا مدة حياة الزوجين"
وفى ص 252 أشار إلى أحوال البطلان المطلق للزواج، عند الأقباط الأرثوذكس، ومنها: "إذا كان أحد الزوجين مرتبطًا بزوجية قائمة "المادة 25/24". وقال في ص255: "والزواج الذي يعقد مع الارتباط بزوجية قائمة، تجعله النصوص زواجًا باطلًا بطلانًا مطلقًا"..
وفى سرده لأحوال البطلان في شريعة الكاثوليك (ص259-260)، ذكر من بينها "والزواج الذي يعقد مع الارتباط بزوجية قائمة" (المادة 59).
وفى حديثه عن بطلان الزواج في شريعة البروتستانت (ص261)، قال: "وعلى ذلك فالزواج يكون باطلا في شريعة الإنجيليين، إذا تم مع الارتباط بزوجية قائمة - المادة 6".

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:35 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
رأي أساتذة القانون المسلمين:
د) رأي الدكتور آهاب حسن اسماعيل
1- "في كتابه: شرح مبادئ الأحوال الشخصية للطوائف الملية".
ذكر في باب "موانع الزواج" فقرة 111 تحت عنوان "سادسا": عدم جواز الجمع بين زوجتين" ص 155 ما يأتي:
وهذا واضح إذ أن المسيحية لا تقر تعدد الزوجات.
وقد كانت مجموعة نصوص المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس، تنص على عدم جواز اتخاذ الزوج زوجة ثانية مادام الزواج قائمًا.
والجمع بين الزوجتين عند المسيحيين غير جائز إطلاقًا.

فالدين المسيحي لا يجيز أن يكون للرجل غير امرأة واحدة، لآن الله لم يخلق إلا معينا للرجل. وكانت الشريعة الأولى تجيز أن يتخذ أكثر من امرأة، غير أن شريعة الكمال منعت ذلك.
والأدلة على ذلك كثيرة، منها ما قاله بولس الرسول: "ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها". وكذلك فإن الغرض الأصلي من الزواج هو التمتع بالحياة حسب النظام الطبيعي الذي أوجده البارئ. فمخالفته بتعدد الزوجات، يدل على الشره والخروج عن الاعتدال" (المجموع الصفوي ص 224، والخلاصة القانونية للأحوال الشخصية للأيغومانوس فيلوثيوس: الفرع الثاني - المسالة ألحادية عشرة).
وقد جاء في كتاب الخلاصة القانونية للأحوال الشخصية للأيغومانوس فيلوثاؤس ص 36 ما يلي: "إن الرجل الذي يقدم على الزيجة مع وجود زوجة له على قيد الحياة، يرتكب اثمًا فظيعا، فضلًا عما يلحقه من عقاب..."
وانتهى الدكتور اهاب بعد سر حكم لمحكمة أسيوط، إلى قوله:
"وهكذا فإن الجمع بين الزوجتين، أي تعدد الزوجات، غير مباح في الشريعة المسيحية".
وحديثه عن موانع الزواج عند الإنجيليين، وشرح عدم الجمع بين زوجتين ص 225 قال: "وهذا المانع لابد من التسليم به في شريعة الإنجيليين، باعتبار هذه الطائفة من شيع المسيحية، والمسيحية بكافة فرقها وشيعها تحريم الجمع بين أكثر من زوجة واحدة".
2- "في كتابه: انحلال الزواج في شريعة الأقباط الأرثوذكس"
يذكر الدكتور إهاب في باب "آثار انحلال الزواج" تحت عنوان "إمكان عقد زواج جديد" - الفقرة 78 صفحة 276، ما يلي:
"يعتبر إمكان عقد زواج جديد، من أهم الآثار التي تترتب على انحلال الزواج الأول. فإذا انحل الزواج بالتطليق أو بالوفاة، استطاع كل من الزوجين، في حالة التطليق، أو الزوج الباقي على الحياة في حالة الوفاة، عقد زواج جديد، الأمر الذي كان ممنوعًا عند قيام الزوجية الأولى. فشريعة الأقباط الأرثوذكس، شأنها في ذلك شأن كافة الشرائع المسيحية، تأخذ بنظام وحدة الزيجة وتمنع تعدد الزوجات".

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:36 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
مذكرة البابا كيرلس السادس تؤكد على شريعة الزوجة الواحدة



قداسة البابا السابق المتنيح الأنبا كيرلس السادس، اهتم بموضوع الأحوال الشخصية، وأرسل مذكرة تضمنت أهم المبادئ التي تطالب بها الكنيسة القبطية، وفي مقدمتها "وحدة الزيجة".
وكان قداسته قد شكَّل في 9 أكتوبر 1962 لجنة للأحوال الشخصية برئاسة نيافة الأنبا شنوده أسقف المعاهد الدينية والتربية الكنسية وقتذاك (قداسة البابا شنوده الثالث حاليًا) وعضوية القمص صليب سوريال أستاذ الأحوال الشخصية بالكلية الإكليريكية، والأستاذ راغب حنا المحامي، والمستشار فرج يوسف، والمستشار حسنى جورجي..

https://st-takla.org/Pix/Saints/H-H-P...ril-VI-002.jpg
وبعد اجتماعات طويلة لهذه اللجنة، انتهت إلى مذكرة وافَق عليها قداسة البابا كيرلس، وختمها بخاتمه، وأرسل يوم 22 أكتوبر 1962 نسخة منها إلى الأستاذ فتحي الشرقاوي وزير العدل وقتئذ، ونسخة أخرى إلى الأستاذ بدوى حمودة رئيس مجلس الدولة. ولما صار الأستاذ بدوى حمودة وزيرًا للعدل، أرسل قداسة البابا كيرلس لسيادته ملخصًا للمذكرة آنفة الذكر. وتأكيدًا لمطلب الأقباط في هذا الصدد، أرسلت صورة ثالثة من نفس المذكرة إلى الأستاذ عصام الدين حسونة وزير العدل بتاريخ 8 ابريل 1967.
وفيما يلي النص الكامل لهذه المذكرة:
مذكرة قداسة البابا كيرلس السادس

السيد الأستاذ
نحي سيادتكم أطيب تحية مع وافر دعائنا أن يؤازركم الله بنعمته ويرشدكم إلى ما فيه خير الوطن المواطنين جميعًا.
بمناسبة اجتماعات لجان مراجعة قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، رأينا أن نقدم بعض النقاط الجوهرية التي تهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أهمية كبرى، إذ أنها تتصل بصميم العقيدة وتعاليم الدين المسيحي التي وضعها السيد المسيح له المجد ورسله الأطهار. وأملنا كبير في أن تراعى هذه النقاط التي نرسلها إليكم، مع عدم الالتفات إلى أي قانون أو مشروع أو اقتراح سابق يتعارض معها، حتى يأتي للقانون الجديد موافقًا لمبادئ الدين وتعليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ونود أولًا أن نوضح لسيادتكم، أن مصدر التشريع للأحوال الشخصية في الديانة المسيحية هو الكتاب المقدس أولًا، ثم القوانين الكنسية القديمة العهد التي وضعتها المجامع المسكونيةوالإقليمية. وأن كل تشريع أيًا كان واضعه، وأي تفسير وأي اجتهاد، لا يجوز الأخذ به إطلاقًا، إذا تعارض مع آيات الكتاب المقدس والقوانين الكنسية القديمة.

Mary Naeem 15 - 02 - 2014 03:37 PM

رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
 
وحدة الزيجة في المسيحية
ونقصد به عدم تعدد الزوجات أو الأزواج في المسيحية. وهذا مبدأ عام يجمع عليه كافة المسيحيين في أنحاء العالم كله على اختلاف مذاهبهم، وقد ظهر واضحًا في الكتاب المقدس. ومن أبرز الأدلة عليه قول السيد المسيح "مَنْ طلَّق امرأته وتزوج بأخرى فانه يزنى عليها" (مرقس 10: 11). فلو كان يجوز الجمع بين زوجتين، ما كان يعتبر الزواج الثاني زنا، سواء كان الطلاق شرعيًا أو غير شرعي. لذلك نرى أن يتضمن التشريع الجديد مادة من فقرتين تنص على الآتي:
1- لا يجوز للمسيحي أن يجمع يبن زوجتين في وقت واحد.
2- يعتبر الزواج الثاني أثناء قيام الزوجية الأولى باطلًا وغير شرعي، ولا يترتب عليه أي أثر من آثار الزواج الصحيح.


الساعة الآن 01:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025