منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=240320)

Rita Fady 02 - 01 - 2014 09:55 AM

موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
تمهيد ومقدمة لأساسيات الإيمان المسيحي

الحياة مع الله ليس حياة روتينية جامدة مكونة من قطوس وشعائر نفعلها بدون وعي وإستيعاب بل العكس تماماً، فالله أعطانا عقل وفكر أعطانا حرية وخيار. لذلك ننخرط كثيراً في حياتنا اليومية في المسيح على تعلم وتعليل الأمور المتعلقة بالله.

تعلم وتعليل الأمور المتعلقة بالله يستدعي أحيان كثيرة وخاصة عند عدم توفر أساسيات الإيمان الكتابية الى التفسير والتحليل الشخصي المبني على ما نعرفه من الكتاب المقدس (بقلته أو كثرته) وطريقة تحليلنا وتعليلنا للأمور. قد نصيب وقد نخطئ أحياناً، قد نصل الى التفسير الصحيح او الشبه الصحيح بإجتهاد شخصي أو بالإعتماد على النصوص الكتابية.

مهما كانت النتيجة علينا ان نكون حذيرين من إختلاق تعاليم وتفسيرات غير كتابية، لانه هكذا بدأت معظم الهرطقات. أغلب الهرطقات ليس مصدرها أشخاص اشرار يُريدون نشر التعاليم الفاسدة بتيقن، بل محاولات فاشلة لتفسير وتعليل أمور بحسب منطق البشر النسبي بدلاً من الإعتماد على الكتاب المقدس.

فالكتاب المقدس يعلمنا إن الهرطقات تُهلك، بل إنها تجديف ضده. وهذا ليس بالشئ المبالغ لإن الفكر اللاهوتي الغير سليم سيمس نواحي عديدة من حياتنا ستنتهي بأن تكون غير سليمة هي الأخرى. الإنسان يعكس فكره بافعاله وتصرفاته وتعاملاته مع الغير، فإن كان فكرنا اللاهوتي غير سليم، سيطال هذا كل نواحي حياتنا.

قد يبدوا لك الأمر خطير، فهو بالفعل كذلك، لكنه ليس بالصعوبة التي نعجز فيها عن الخروج عن خطر التعليم الفاسد. الأمر بسيط فكل ما علينا فعله هو بناء إيماننا على أُسس صحيحة نابعة من التعليم الكتابي وليس من تفسير شخصي او عادات مجتمع.

دورة اساسيات الإيمان المسيحي ليست دورة لاهوتية أكاديمية لان كل درس سيتم طرحه ممكن كتابة دروس وكتب عنه. دورة اساسيات الإيمان المسيحي هي بالأحرى مدخل لكل ركن من أركان العقيدة المسيحية مطروح بطريقة سهلة ومبسطة ومختصرة.

ما ستسفاده من الدروس سيجعل منك قادر على إستيعاب المفاهيم الرئيسية للفكر اللاهوتي المتكامل وسيعدك للتعمق في الدراسات اللاهوتية.

الدروس ستكون متنوعة ومقسمة لمواضيع مُهمة سنقوم بالتطرق إليها:
  • الإعلان الإلهي
  • طبيعة الله وأعماله
  • يسوع المسيح والروح القدس
  • البشر والخطيئة
  • البشر والخلاص
  • الكنيسة والحياة في المسيح
  • نهاية الأزمنة ومجئ المسيح الثاني

مصلين أن يملأنا الرب ينعمته وحكمته لكي يكون فكرنا وكل ما نطرحه هنا من دروس وأفكار مرضي أمامه بحسب كلمته المقدسة بعيداً عن كل فكر بشري وإجتهاد شخصي. إفتح يا رب عقولنا لنسمع كلمتك ونتعلم من عندك.

Rita Fady 02 - 01 - 2014 09:58 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الأول: الإعلان الإلهي


الإعلان الإلهي هو عملية كشف الله عن ذاته ونفسه للبشرية. الإعلان الإلهي يختلف في طرقه ومحتواه فالكتاب المقدس يعلمنا في رسالة العبرانين الإصحاح 1 بأن الله كلمنا بأنواع وطرق كثيرة وآخر هذه الطرق في ابنه يسوع المسيح.




1. اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ،
2. كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.


مشيئة الله ان يعلن لنا عن نفسه وعن ذاته وان لا يترك الخليقة بعيدة عن معرفته، فهو لا يترك نفسه بلا شاهد (أعمال 14 : 17)
هذه الطرق الكثيرة للإعلان الإلهي يمكننا قسمها لقسمين: إعلان عام وإعلان خاص.

الإعلان الإلهي العام
الإعلان الإلهي العام هو إعلان الله عن ذاته ونفسه للبشرية أجمع بدون إستثناء. فنرى إن الله يعلن لنا عن ذاته بإنه هو الخالق عن طريق خليقته كما ينقل لنا داود في مزموره ال 19: اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.أيضاً الرسول بولس ينقل لنا نفس الفكرة في رسالته الى رومية الإصحاح الأول: لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.

الإعلان الإلهي العام هو ليس إعلان إلهي مفصل عن الله او شرائعه وطرق خلاصه. فالإعلان الإلهي يمكننا ان نستخلص منه بإن الله هو الخالق السرمدي من خلال خليقته، بإن الله محب وحكيم من خلال إهتمامه وعنايته بالخليقة.
بالرغم من أهمية الإعلان الإلهي العام، فهي المدخل للتعرف على الله، الا إنه إعلان لا يدخل في تفاصيل وإعلانات إلهية آخرى كالشريعة والخلاص. لهذا السبب أعلن الله لنا عن نفسه عن طريق الإعلان الإلهي الخاص.

الإعلان الإلهي الخاص
الإعلان الإلهي الخاص هو إعلان الله عن أسراره لمجموعة معينة بطريقة فريدة في الكتاب المقدس لأنها غير معلنة في الطبيعة أو في الخليقة وعلاقتها بالله.

والخاص هنا لا يعني إنه الإعلان موجه لفئة معينة فقط، لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

شرائع الله وخطة خلاصه مذكورة في إعلاناته الخاصة الذي يخبرنا عنها الرسول بولس في رسالته للعبرانيين. فالله أعلن لنا عن إعلاناته الخاصة عن طريق الأحلام والرؤى وعن طريق الإنبياء وعن طريق إبنه أخيراً.
فكل ما نعرفه عن العقيدة المسيحية هو إعلان إلهي خاص مُعلن لنا في الكتاب المقدس. فلا توجد عقيدة أو شريعة مسيحية نتاجها الفكر او الإستنتاج البشري إطلاقاً، بل الكل مبني على ما كشفه الله لنا في كلمته، الكتاب المقدس.

الخلاصة
هناك طرق كثيرة للإعلانات الإلهية، تختلف في محتواها وفي جمهورها. فالله أعلن عن ذاته ونفسه للجميع بإنه هو الخالق عن طريق خليقته وأعلن عن نفسه وعن خلاصه بأنه هو المخلص عن طريق إعلانه الخاص في الكتاب المقدس.
العقيدة المسيحية هي عقيدة مبنية على الإعلانات الإلهية الخاصة بدون تحليل او توقعات شخصية من أحد.


شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 19
  • أفسس 3
  • تيموثاوس الثانية 3
  • عبرانين 1

الدرس القادم سيكون يوم الأحد مساءاً (بحدود الساعة 9 بتوقيت القاهرة) وسيتعمق أكثر في الإعلان الإلهي الخاص والكتاب المقدس كوحي إلهي.

Rita Fady 02 - 01 - 2014 09:59 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثاني: الإعلان الإلهي الخاص

تطرقنا في الدرس الأول للإعلان الإلهي وعن كون الإعلان عام ظاهر في الطبيعة وخليقة الله والى إعلان خاص أعلنه الله في الكتاب المقدس.

الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه لنا الله من خلال الكتاب المقدس، فالسيد المسيح بنفسه علمنا بإن الكتاب المقدس هو صوت اللهوكلمة الله.

الكتاب المقدس أخذ هذه التسمية لانه يحتوي على كلمة الله أعطيت لتلاميذ المسيح ورسله عن طريق الروح القدس. عملية الإيحاء التي تكون بين الله وبين الكاتب تُسمى بالوحي الكتابي.
الرسول بولس يعلمنا ان كل الكتاب هو موحى به من الله، اي كل ما كُتب هو إيحاء من الله بواسطة الروح القدس للكاتب.

الوحي في العقيدة المسيحية ليس إملاء على الكاتب وليس سطور جاهزة تُقحم في عقل الكاتب، بل سيادة الروح القدس على الكتاب لكي يرشده ولكي تكون كلماته هي كلمات الله.
المصدر الرئيسي لكل ما كُتب في الكتاب المقدس هو الله، كُتب بواسطة القديسين
بإرشاد وقيادة الروح القدس، فحافظ كل كاتب على طريقته في صياغة الكلام وحافظ الله على إن يكون إختيار الكلمات بحسب كلماته.

كون الكتاب المقدس إعلان إلهي ومكتوب بالوحي الإلهي بتدخل مباشر من الله، فهذا يعني إن الكتاب المقدس معصوم ومنزه عن الخطأ. الله كلمته صادقة ومحل للثقة ولا يمكن لله ان يوحي بشئ مُزيف او يسمح لأحد بتزييف كلمته وإعلاناته، فكما لم يسمح للطبيعة وللخليقة ان تُزيف إعلانه العام كذلك هو الحال مع إعلاناته الخاصة.

الخلاصة
الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه الله لنا في الكتاب المقدس. الكتاب المقدس هو كلمته الله الموحى بها بالوحي الإلهي الذي هو عملية كتابة كلمة الله بتدخل مباشر من الله بدون إملاء أو إنزال. الكتاب المقدس هو كلمة الله ولا يمكن لكلمة الله ان تكون مزيفة او خاطئة ولا يمكن ان يسمح الله لاحد ان يُزيف كلامه وإعلاناته.

شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 119
  • يوحنا 17
  • تسالونيكي الأولى 2
  • تيموثاوس الثانية 3
  • بطرس الثانية 1

الدرس القادم سيكون يوم الأربعاء بحدود الساعة 9 مساءاً بتوقيت القاهرة. سنحاول توفير الدروس الحالية والقادمة كملفات صوتية على اليوتوب وللتحميل.

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:00 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثالث: الناموس

من البديهيات ان نقول إن الله هو خالق الكون وما فيه. الكون والخليقة تخضع لرعاية وتنظيم الله، وهذا بذاته يُعتبر ناموس أيضاً. عملية العناية بالكون وتنظيمه ضمن آلية مُعينة هو ناموس بحد ذاته لأنها عمل الله ولأن الله كامل في أعماله.
الله كامل في طبيعته ولذلك هو مقياس الكمال، فلا يوجد ناموس إلهي خارج عن طبيعة الله الكاملة ولا توجد أعمال إلهية تتنافى مع ناموسه.

كخليقة تابعة لخالقها مطلوب مننا أن نعيش طبقاً للناموس الأدبي الذي أعلنه الله في الكتاب المقدس، إذ إن ناموس الله هو المعيار لقياس وتقييم الأعمال البشرية ولتحديد ماهو الخطأ وما هو الصواب.

الله له كامل السلطان ان يفرض علينا ناموسه وأن يأمرنا بالطاعة والإلتزام، كما له حق المعاقبة في حالة العصيان او الخروج عن ناموسه. لذلك نحن خاضعين بالكامل لناموس الله الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس ولا نملك سلطة خلق نواميس بشرية مستقلة خارجة عن ناموس الله، لان لله وحده سلطة خلق النواميس أو إلغائها أو التعديل عليها.



الخلاصة
يسيطر الله على الكون بمجموعة من نواميس الطبيعة التي تعكس طبيعة الله الكاملة في تنظيم الكون. فالله كامل وكل أعماله صالحة، لان أعماله هي طبقاً لناموس طبيعته الكاملة أيضاً.
بنفس المعنى يفرض الله على البشر الإلتزام بناموسه الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس. فالله يملك سلطان فرض الناموس على خليقته ويملك سلطان التحكم في فعالية هذه النواميس.



شواهد كتابية للتأمل
  • خروج 20 العدد 1 - 17
  • مزمور 115 العدد 3
  • متى 5 العدد 17 - 20
  • رومية 7 العدد 7 - 25
  • غلاطية 3 العدد 23 - 29

الدرس القادم سيكون يوم الأحد بحدود الساعة 9 مساءاً بتوقيت القاهرة. مازلنا نحاول توفير الدروس بصيغة صوتية لسهولة الإستماع والتداول.

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:17 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الرابع: الأنبياء والرسل


https://1.bp.blogspot.com/-LWUnI55ygD...+of+israel.jpg

تكلمنا في الدرس الثاني عن الكتاب المقدس وفي الدرس الثالث عن ناموس الله و
في درسنا الرابع اليوم سنتكلم عن الأنبياء والرسل الذي نقلوا لنا محتوى الكتاب المقدس والناموس الإلهي.

أنبياء ورسل الكتاب المقدس هم أشخاص دعاهم الله بطريقة فريدة، معطياً لهم رسالاته بطرق خارقة للطبيعة. مُهمة الأنبياء والرسل هي نقل رسائل الله لنا عن طريق نقل كلمته بواسطة كلامهم وكتابتهم للأسفار المقدسة.

الرسائل التي نقلها الأنبياء والرسل تحتوي نبؤات وإعلانات ووصايا إلهية. لقد أعطى الله موهبة من الروح القدس لكي ينقل الأنبياء والرسل كلامه وأقواله بصورة مباشرة. فكان كلام الإنبياء كلام بسلطان إلهي لان الله دعاهم بصفة خاصة ان يكونون متحدثين بإسمه. هذه السلطة وهذا الإختيار ليس شئ يؤخذ بالوراثة او بالإنتخاب بل الدعوة الإلهية وقوة الروح القدس هي التي كانت تختار الإنبياء بشكل فريد وخاص.

الكتاب المقدس وما يحتويه من شرائع ورسائل وإعلانات إلهية كُتب على يد كثير من الأنبياء إختلفوا في زمانهم ورسائلهم ودورهم في نقل كلام الله. الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كُتب على مدار 1500 سنة في ازمنة مُختلفة وفي مجتمعات واوضاع مختلفة، لكن بقت الرسالة هي رسالة إلهية واستمر الإنبياء بنقل كلام الله بكل أمانة وحرص.


الخلاصة
الأنبياء والرسل اختارهم الله كوكلاء لنقل كلمته ورسائله للبشر، فكان لهم دور اساسي في التواصل مع البشرية ونقل كلام الله بكل امانة وحرص. الله اختار اشخاص مُعينين بصفة خاصة وهؤلاء الإشخاص بحسب الإختيار الإلهي هم الوحيدين الذين يملكون سلطة ان يكونو انبياء ورسل لينقلوا كلام الله. الكتاب المقدس يحتوي على كلام الله الذي نقله لنا الأنبياء والرسل بكل أمانة وحرص على فترة زمنية طويلة وبواسطة أكثر من شخص.


شواهد كتابية للتأمل
  • تثنية 18: 15 - 22
  • إشعياء 6
  • يوئيل 2: 28 - 32
  • متى 7: 15 - 20
  • أفسس 4: 11 - 16

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:18 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الخامس: فِهم الكتاب المقدس

http://beginningandend.com/wp-conten...the-Bible1.jpg



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وكلمة الله التي نقلها الأنبياء والرسل لنا بواسطة الوحي المقدس. هدف الله من كل هذا ان يعلن لنا عن أشياء مُهمة ولذلك علينا قراءة الكتاب المقدس ومحاولة فهمه بصورة صحيحة.

طريقة فهم الكتاب المقدس تعتمد على مبدأ اساسي وهو إن الكتاب المقدس يُفسر نفسه بنفسه. هذا يعني إن الكتاب المُقدس يُفهم بواسطة محتوى الكتاب المقدس، إذ وضوح جزء من سفر ما قد يعتمد على جزء من سفر آخر. هذا يعني أيضاً إن علينا فهم الكتاب المقدس ككل وليس في سياق النص المحدود.

فهم الكتاب المقدس يجب ان لا يكون طبقاً لما نحمله من أفكار ورغبات مسبقة بل علينا بكل طاعة وإحترام ان نتقبل كلمة الله ومحاولة فهمها كم هي بدون فرض لوجهة نظرنا. لو نظرنا للهراطقة لوجدنا مثالاً واضحاً لمن يقرأ بحكم مسبق محاولاً تسخير النصوص الفردية لتأييد فكر ما. ليس الهراطقة فقط بل الشيطان نفسه إقتبس من الكتاب المقدس في محاولته لإغراء المسيح في تجربة على الجبل.

الرسالة الأساسية للكتاب المقدس بسيطة وواضحة وغير معقدة لكن الكتاب المقدس بصورة عامة يحتاج لعناية ودراسة لكي يُفهم محتواه بصورة سليمة، فهناك الكثير من المواضيع اللاهوتية العميقة التي تطرق لها الكتاب المقدس والتي تحتاج لمجهود كبير ومنهج سليم في فهمه.

هناك مبادئ عامة لمنهج فهم الكتاب المقدس بصورة سليمة منها:
  • تفسير الكتاب المقدس بحسب تخصص أسفاره: الكتاب المقدس يحتوى أسفار عديدة منها الأدبي والتاريخي الخ. فعلينا تفسير الأمثال الأدبي على كونها أمثال وعلى كون القصص التاريخية كتاريخ وعلى كون القصص للتعليم. لو أخذنا قصة الله وتقديم اسحق بيد إبراهيم علينا ان نفهم مقصد الله من القصة من ناحية تعليمية وان لا نستنتج ان الله لا يعرف إيمان إبراهيم لان الكتاب المقدس يُخبرنا في موضع آخر ان الله كُلي العلم والمعرفة.
  • النصوص الضمنية يجب تفسيرها على ضوء النصوص الواضحة: علينا ان نفهم النصوص الضمنية وما تحتوي من إشارات غير واضحة بواسطة الإعتماد على نصوص آخرى أكثر وضوحاً. علينا الإبتعاد عن محاولة فهم تلميحات النصوص بصورة تتعارض مع الصورة الكاملة التي تقدمها النصوص الآخرى.
  • الكتاب المقدس والمنطق: الكتاب المقدس كُتب بلغة البشر مُقدماً للبشر بصورة مفهومة وغير معقدة. هذا يعني ان المنطق البشري السليم في فهم النصوص هو اداة مشروعة في فهم سياق الكتاب المقدس لانه لا يتعارض مع المنطق البشري. فعلينا ان نفهم الكتاب المقدس بصورة منطقية سليمة او ان لا نخرج بخلاصات غير منطقية.

الخلاصة
علينا ان نفهم الكتاب المقدس فهو إعلان الله لنا. طريقة فهم الكتاب المقدس الأساسية هي ان الكتاب المقدس يشرح نفسه بنفسه. علينا ان نفهم الكتاب المقدس بدون افكار واحكام مسبقة بل علينا ان نفهم ما يعني الكتاب المقدس فعلاً عن طريق اتباع المبادئ العامة في التفسير.


شواهد كتابية للتأمل
  • أعمال 15: 15 - 16
  • أفسس 4: 11 - 16
  • بطرس الثانية 1: 16 - 21
  • بطرس الثانية 3: 14 - 18

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:19 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السادس: فِهم الله


http://websitedesign-miami.com/wordp...Gods-Faith.jpg



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وفِهم كلمته التي نقلها لنا الأنبياء والرسل بالوحي المقدس. فِهمنا للكتاب المقدس وللإعلانات الإلهية هو مصدر فِهم الله.

الحقائق المسيحية المعلنة في الكتاب المقدس هي حقائق بسيطة يمكن فهمها بكل سهولة، فإعلانات الله ليست مقدمة للفلاسفة او الحكماء، بل هي معطاة للجميع بصورة واضحة. فالله يتكلم إلينا بلغتنا، أي بلغة سهلة بسيطة مفهومة كما يكلم الوالد إبنه، مبتغياً إيصال فكره وكلمته لنا.
في نفس الوقت تبقى الحقائق المسيحية بكل بساطتها عميقة جداً لها ان تشغل أذهان علماء اللاهوت لسنين طويلة.

بالرغم من بساطة وعُمق الإعلان الإلهي لكن نبقى نحن كبشر غير قادرين على فِهم الله بشكل تام. فنحن بشر محدودون والله غير محدود فلا يمكن للمحدود ان يحتوي كل الغير محدود ولا يمكن للغير محدود ان نضعه في حيز محدود.

علينا ان نتقبل ان الله غير محدود لكن في نفس الوقت علينا ان نفهم ان هذا لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله. نحن نعرف الكثير عن الله لكن ما نعرفه هو محدود مقارنة بالله الغير محدود. فالله أعلن عن نفسه وعن ذاته وهذا ما نعرفه لكن معرفتنا عن الله هي جزئية ومحدودة وليست كاملة شاملة. نحن نعرف الله بالدرجة التي أختارها هو ان يعلن عنها في إعلانات في الكتاب المقدس كما تقول كلمة الرب في تثنية 29 : 29 "
السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا وَالمُعْلنَاتُ لنَا وَلِبَنِينَا إِلى الأَبَدِ لِنَعْمَل بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ».".


الخلاصة
الحقائق المسيحية المعلنة لنا هي حقائق يسهل فهمها وتقبلها لكن في نفس الوقت تحمل معاني وأعماق تستطيع شغل أذهان أكبر علماء اللاهوت.
معرفتنا بالله وإعلاناته هي معرفة محدودة مقتصرة على ما أعلنه الله لنا، فالله غير محدود ولا يمكننا كبشر محدودين ان نفهم كل الله الغير محدود.
عدم فهم الله بالكامل بسبب عدم محدوديته لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله، بل نحن نعرف الكثير عن الله بحسب إعلاناته.

شواهد كتابية للتأمل
  • أيوب 38
  • مزمور 139
  • إشعياء 55: 8 - 9
  • كورنثوس الأولى 2

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:19 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السابع: الثالوث القدوس

http://schools.hcdsb.org/hlyt/School...inity_knot.gif


تطرقنا في الدرس السادس عن فِهم الله وعن كون الله غير محدود يصعب علينا فهمه بالكامل. الثالوث القدوس هو أحد التعاليم التي تصعب علينا ولا يمكن لشخص ان يتوصل لها بواسطة منطق بشري بل تحتاج لإعلان إلهي يكشف عن هذه الطبيعة الإلهية. فالقارئ ممكن ان يقع في الوهلة الأولى في مشكلة عدم فهم وحدانية الله ويستنتج بعجالة ان هناك ثلاثة الهة او ان ثلاثة الهة تعني إله واحد.

تعبير الثالوث يصف طبيعة الله ويُعرف ملء اللاهوت من ناحية وحدته وتنوعه، فالله واحد في الجوهر لكن له ثلاثة أقانيم. فوحدة الله هي من ناحية جوهره وكينونته في حين تنوع الإلوهية عُبر عنها بالأقانيم.
هذا يُفسر لنا عدم وجود تعبير الثالوث القدوس في الكتاب المقدس، لانه تعبير يصف الطبيعة الإلهية الجلية في الكتاب المقدس، فالكتاب المقدس يُعلن لنا ان الله واحد ويعلن لنا في نفس الوقت الألوهية التامة للآب والإبن والروح القدس. فتعبير الثالوث الغير موجود في الكتاب المقدس لا يعني عدم وجود فكر الثالوث لانه صيغة ووصف يُستعمل ليصف طبيعة الله التي أعلنت لنا في الكتاب المقدس.

نستطيع فهم الثالوث من خلال النظر لأعمال الله وإشتراك الأقانيم فيها. فنرى مثلاً ان الله حقق خلاصه في البشرية كالآتي:
  • الآب يبدأ الخلق والفداء
  • الأبن يفتدي الخليقة
  • الروح القدس يجدد ويُقدس ويطبق الفداء على المؤمنين.
لقد حافظت الكنيسة بكل حرص على هذا التعليم فلم تترك المجال لأي هرطقة تدعي بأن الأقانيم هي ظهورات أو تثليث (تعدد الألهة). هذا يعني إن الكنيسة كانت واعية وفاهمة للمعنى الحقيقي للإعلان الإلهي عن الثالوث القدوس وفي نفس الوقت استطاعت التمييز والتفرقة بين الهرطقات وبين الإعلان الإلهي.

بالرغم من الإعلانات الإلهية والإشارات الواضحة في الكتاب المقدس عن الثالوث والأقانيم الا إن هذا التعليم الكتابي لا يشرح طبيعة الله بصورة شاملة، بل بالاحرى يشرح لنا الطبيعة الألهية التي يُريد الله الإعلان عنها (لاننا بعقلنا المحدود لا نستطيع إستيعاب طبيعة الله كاملةً) واضعاً حدوداً لا يجب علينا ان نتعداها.

الخلاصة
عقيدة الثالوث تُعلن وتؤكد لنا ان الله مثلث الأقانيم فالله واحد في الجوهر وله ثلاثة أقانيم هي الآب والإبن والروح القدس. في نفس الوقت يؤكد لنا الكتاب المقدس وحدانية الله وإلوهية كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة. عقيدة الثالوث لا تشرح طبيعة الله بالكامل بل تقدم لنا الإعلان الإلهي المحدود بحدود تفكيرنا البشري القاصر عن فهم الله بالكامل.

شواهد كتابية للتأمل
  • تثنية 6 : 4
  • متى 3 : 16 و 17
  • متى 28 : 19
  • كورنثوس الثانية 13 : 14
  • بطرس الأولى 1 : 2

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:21 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثامن: الله كائن في ذاته

http://cdn2-b.examiner.com/sites/def...f03ec7ac34.jpg



تعرفنا سابقاً على إن الله خالق الكون وما فيه من خليقة، فالخليقة تحمل سمة الله الخالق وتشهد له كإعلان إلهي عام.

تفكيرنا بالخليقة يجعلنا ان نفكر بالله ووجوده، كيف وجد الله؟ هل كان لله بداية؟

الجواب يقدمه لنا الكتاب المقدس موضحاً ان الله أزلي وأبدي وبالتالي هو ليس مخلوق وليس له بداية، فلا يمكن ان يخلق الله نفسه ولا يمكن ان يكون الله بدأ من بداية ما، لأنه كان دائماً ويكون أبداً.

الفرق بين الله والخليقة إنه لا يحتاج الى مصادر خارجية لوجوده وإستمراره، على العكس من الخليقة التي تحتاج لوجود خالق كمصدر لها. وهذا ما تعنيه العقيدة المسيحية بإن الله كائن بذاته، اي لم تكن له بداية ولم يكن أحد طرفاً في كينونته، بل هو موجود وكائن بذاته. الله منبع ومصدر كل وجود فهو وحده الذي له في ذاته قوة ان يكون.

قد يعترض البعض ويتحجج بأن لكل نتيجة سبب، فالخليقة هي نتيجة سببها خلق الله. هذا صحيح من ناحية التعريف والتطبيق على الأشياء التي هي نتيجة شئ او فعل ما، لكن من المهم أن نتفهم ان الله ليس نتيجة فلم تكن له بداية ولا وجود لسبب وجوده، لانه كما ذكرنا له قوة الكينونة بنفسه وبذاته.

قد يصعب علينا فهم أزلية وأبدية الله بسبب كوننا مخلوقات لها بداية ونهاية وليست موجودة بذاتها بل أوجدها الخالق، لكن هذا لا يعني أن نُطبق قوانين الخليقة على الخالق ولا يعني ان نفسر وجود الله بحسب وجودنا.

الخلاصة
الله هو خالق الكون وما فيه، فالخليقة هي نتيجة خلق الله المسبب لكل وجود. وجود الخليقة لا يُفسر وجود الله، فالله كائن بذاته. قد يصعب علينا فهم وجود الله الذاتي والأبدي لانه عمق مهول في الطبيعة الإلهية لكن علينا تقبل إن الله لم يوجده شئ بل هو له قوة الوجود بذاته وهو مصدر كل وجود في الكون.


شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 90 : 2
  • يوحنا 1 : 1-5
  • أعمال 17 : 22-31
  • كولوسي 1 : 15-20
  • رؤيا 1 : 8

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:21 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس التاسع: الله كلي القدرة



في فترة خدمة المسيح كثيراً ما ظهرت قوة الله وقدرته الكلية على فعل كل شئ في خليقته. هذا الشئ وضحه المسيح للجموع التي تبعته عند خروجه من الجليل ودخوله لليهودية (متى 19 : 26): فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».

كثيراً ما يُساء فهم قدرة الله وكثيراً ما يُطرح هذا السؤال المشكك في قدرة الله: هل يستطيع الله ان يخلق صخرة اكبر من ان يستطيع حملها؟

للوهلة الأولى يبدو إن السؤال من النوع التعجيزي فمهما كان الجواب سيكون ذلك طعن في قدرة الله. إن قلنا نعم ان الله يستطيع خلق صخرة اكبر من ان يحملها فهذا يعني ان الله محدود في قدرته ولا يستطيع حمل الصخرة. في نفس الوقت إن قلنا لا، فهذا يعني إن الله لا يستطيع ان يخلق الصخرة وبالتالي غير كلي القدرة.

قبل ان نرد على السؤال علينا ان نقارن المثال أعلاه بقوانين الفيزياء التي نعرفها. لنعتبر قدرة الله هي قوة تستطيع تحريك كل الأشياء ولنعتبر الصخرة كبيرة لدرجة لا يمكن تحريكها. هل يمكن للقوة الغير محدودة وللصخرة الكبيرة ان يكونوا متواجدين في نفس الوقت؟ هل يمكن ان توجد قوة تحرك الصخرة وصخرة لا تحرك في نفس الوقت؟ بطبيعة الحال لا، فلا يمكن للأثنين التواجد معاً.

لنرجع لله وقدرته ولنحاول فهم معنى القدرة الألهية قبل ان نضعها في امثلة ومعادلات. فما معنى ان الله كلي القدرة. هل يستطيع الله فعل كل شئ؟ ما هي الأشياء التي يستطيع الله فعلها؟

الله كُلي القدرة لا تعني ان الله يفعل كل شئ. فالله لا يكذب ولا يموت ولا يفعل اي شئ يتعارض مع طبيعته. معنى القدرة الإلهية هي إن الله له القدرة والسلطان الكامل على خليقته وعلى اي شئ يتماشى مع طبيعته.

لنرجع للسؤال التعجيزي من جديد وننظر فيه من جديد بعد تعرفنا على معنى "كلي القدرة" بالمعنى الأدق. والجواب سيكون لا، لا يمكن لله ان يخلق صخرة أكبر من ان يحملها لانها لا تتماشي مع طبيعته وتخرج عن سياق سلطانه على خليقته.
يمكننا ان ننظر اليها من زاوية اخرى ونقول ان خلق الله لشئ خارج عن قدرته هو كسر لقانون القدرة الإلهية وبالتالي لا يمكن لله ان يتنازل عن قدرته لخلق هذه الصخرة.

عندما نقول ان كل شئ ممكن عند الله وإنه بمقدوره ان يعمل كل ما يشاء لانه لا يوجد شئ يحد قوته وقدرته، لكن في نفس الوقت لا يمكن لله ان يفعل اي شئ ضد طبيعته.

معرفة قدرة الله بصورة صحيحة هي مصدر عزاء للمسيحي المؤمن، فنحن نؤمن ان الكون وما فيه بين يدي الله، فقد أظهر الله قوته من الخروج من مصر الى قيامته المجيدة، بل ما زال يعمل ويصنع العجائب بقدرته الغير محدودة. فيا له من شعور مريح ان نعرف إن الله مخلصنا هو إله كلي القدرة قادر على تقديم العون والمساعدة لنا في اي وقت يتناسب مع مشيئته وطبيعته.

الخلاصة
عندما نقول ان الله كلي القدرة علينا ان نفهم أبعاد قدرته، إذ هي قدرة غير محدودة تتماشى مع مشيئته وطبيعته فلا يمكن لله ان يعمل اي شئ ضد مشيئته او طبيعته.
عندما نقول إن الله كلي القدرة فهنا نشير الى سلطان الله وقدرته وسيطرته التامة على خليقته، لا يوجد اي شئ مخلوق خارج قدرة الله ولا يمكن لله ان يخلق شئ خارج قدرته.
قدرة الله هي مصدر راحة وتعزية للمسيحي المؤمن، فلنا ثقة في قدرة الله فهو هو الذي خلق الكون هو هو الذي حقق خلاصنا وهو هو الذي يعزينا ويعيننا في حياتنا ليوم مجيئه.

شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 17 : 1
  • مزمور 115 : 3
  • رومية 11 : 36
  • أفسس 1 : 11
  • عبرانيين 1 : 3

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:22 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس العاشر: الله موجود في كل مكان وزمان

https://3.bp.blogspot.com/_QVtPk6brgO...nce-divine.jpg


تطرقنا في الدرس التاسع الى أن الله كلي القدرة، وهذه هي أحدى أهم ثلاثة صفات إلهية من الناحية الفلسفية. اليوم سنتطرق الى كون الله كلي التواجد، أي متواجد في كل مكان وزمان في نفس الوقت(سنتطرق لصفة المعرفة الكلية في درسنا القادم).

كثيراً ما نفكر في وجود الله قربنا وأحياناً بسبب فكرنا المحدود نفسر وجود الله بإنه وجود يشغل حيز ما في قربنا وننسى تواجده في بقية العالم، بل في الكون وما فيه.

علينا ان ندرك حقيقة إنه لا يوجد مكان على الأرض او في الكون لا يوجد فيه الله. لكن في نفس الوقت علينا ان ندرك أيضاً إن الله لا يملأ حيز او مساحة محدودة، فالأشياء المخلوقة فقط هي التي تحمل حيز ومكان.
عندما نُريد الصلاة والتكلم مع الله لا يُشترط بنا ان نذهب لمكان مُعين وفي زمان مُعين لان الله موجود في كل مكان وزمان، بطريقة غير محدودة بحدود الخليقة، قادر ان يسمعنا ويتواصل معنا بالرغم من كونه بحسب إلوهيته متواجد في بعد آخر غير ابعادنا المحدودة.

من ناحية آخرى، تواجد الله في كل مكان هو تواجد كامل، اي تواجده في مصر كتواجده في العراق وكتواجده في بقية أنحاء العالم. تواجده هو تواجد كامل في كل مكان وزمان. الكل يتمتع بملء وجود الله الذي يملأنا خشوعاً وطاعة لكوننا في محضره. في وسط خشوعنا يملأنا أيضاً شعور بالإطمئنان كمؤمنين متيقينين من وجود الله وحمايته ورعايته لنا.


الخلاصة
الله متواجد بصورة كاملة وفي كل مكان وزمان. تواجده ليس تواجد محدود في حيز ومساحة بل تواجد ببعد آخر يختلف عن أبعادنا البشرية. الله لا يقيده زمان ومكان فوجوده هو فوق الزمان وفوق المكان.
وجود الله الكامل في كل مكان هو سبب ومصدر راحة وإطمئنان وخشوع وتعبد لنا.

شواهد كتابية للتأمل
  • الملوك الأول 8: 27
  • أيوب 11: 7 - 9
  • إرميا 23: 23 - 32
  • أعمال 17: 20 - 31

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:23 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الحادي عشر: الله كلي العلم

http://shadeofthemoriahtree.files.wo...ng?w=480&h=370


تطرقنا في الدرسين الاخيرين الى صفتين مُهمتين في الطبيعة الإلهية: الله كلي القدرة وكلي التواجد (متواجد في كل مكان وزمان). الصفة التي سندرسها اليوم هي الصفة الثالثة في احد أهم محاور الطبيعة الإلهية: علم الله بكل شئ.

الله يعلم كل شئ، فهو كلي العلم والمعرفة وعلمه ومعرفته لا حدود لها لانه نفسه بطبيعته غير محدود. الله يعلم كل شئ في كل وقت، فهو لا يتعلم شئ جديد ولا يكتسب معلومة جديدة لان له العلم بالأمور قبل وقعها. فعلم الله يوم امس هو نفسه اليوم وهو نفسه يوم غد، معرفة كاملة شاملة بكل شئ. معرفة الله نابعة من كونه موجود في كل مكان، فمعرفته ليست معرفة إستنتاج او تفكير، لكن بالاحرى هو يعرف كل شئ لان كل شئ مكشوف أمامه.

بالرغم من أن معرفة الله تفوق معرفتنا بما لا يُحد، لكن تفكير الله لا يختلف من حيث النوعية عن تفكيرنا. فلا يفكر الله بمنطق مغاير عن منطقنا.
هذا يعني إن طريقة تفكير الله في الكتاب المقدس يمكننا فهمها بحسب منطقنا، فالله لا يفكر بطريقة تخالف منطقنا، بمعنى ان المتناقض لدينا ليس منطقي لدى الله. فالإختلاف بينا معرفتنا ومعرفة الله هو إختلاف في كمية المعرفة وليس في نوعية المنطق.

معرفة الله بكل شئ، كقدرته المطلقة وتواجده في كل مكان، شئ يخلق في قلوب المؤمنين نوع من الإطمئنان والراحة لأن الله عالم بالحاضر والمستقبل وقادر على تقديم العون والإرشاد لنا.

الخلاصة
الله كلي المعرفة، فمعرفته هي غير محدودة، كطبيعته بكونه غير محدود. معرفة الله نابعة من قدرته المطلقة وتواجده المطلق في كل مكان في نفس الوقت.
معرفة الله أسمى من معرفتنا لكنها من نفس المنطق، فليس المتناقض لدينا منطقي عند الله.
معرفة الله الكاملة مصدر راحة وأمان للمؤمن.

شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 147 : 5
  • حزقيال 11 : 5
  • أعمال 15 : 18
  • رومية 11 : 33-36
  • عبرانيين 4 : 13

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:23 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثاني عشر: الله قدوس




قداسة الله من وجهة النظر المسيحية والكتابية شئ غير قابل للنقاش فهو واضح وضوح الشمس والكتاب من أول سفر لآخره يعلن عن قداسة الله بطبيعته وأعماله.

لكن كثيراً ما يفوت علينا التمعن في معنى قداسة الله وما معنى إن الله قدوس. هل القداسة تعني الصلاح فقط؟ كيف يكون الله قدوس؟ كيف نكون نحن كمؤمنين قديسين وما علاقة ذلك بقداسة الله؟

الكتاب المقدس يتناول مصطلح "قدوس" في محورين أساسيين. الأول هو إن الله مختلف والثاني هو إن الله طاهر وبار.

من جهة الإختلاف والقداسة فهذا يعني إن الله يختلف عن كافة مخلوقاته. هو مختلف بحسب عظمته الفائقة وسموه المهيب. بنفس الصيغة عندما يتكلم الكتاب المقدس عن القديسين فهو يشير لإشخاص تغيروا نتيجة لمسة الله لهم فأصبحوا مختلفين عن الأشخاص العاديين، فنرى الكهنة والرهبان يشيرون الى عزل الأشياء كنوع من الإختلاف، فبعدهم عن العالم وقُربهم من القدوس هو الذي يجعل من الشخص العادي شخص غير عادي، شخص مميز، شخص مُكرز، شخص قديس.

من جهة الطهارة والقداسة فهذا يشير الى بر الله في طبيعته وأعماله. فالله يعمل ما هو طاهر ولا يفعل ماهو غير ذلك لانه بطبيعته طاهر ومقدس. فطهارة الله وبره الداخلي يمكن نسبه لطبيعته المقدسة وطهارته وبره الخارجي ننسبه لأعماله الصالحة.

فالله القدوس بصورة عامة هو عظيم وصالح، فعظمته لانه مختلف عن الخليقة وصلاحه لانه قدوس وصلاحه لا يختلط به اي شر.
في العهد الجديد اصبح للمؤمنين إمتياز ان يُدعو قديسيين، اي مختلفيين ومعزولين عن حالة الإستمرار في الخطية التي لدى الأشخاص الغير مؤمنين. فهذه دعوة إلهية مميزة ان نعكس طبيعة الله الأدبية وعمله في حياتنا.

الخلاصة
الكتاب المقدس يُعلن لنا وبكل وضوح إن الله قدوس. قداسة الله تعني إختلافه عن خليقته وتعني بره وطهارته وصلاحه بحسب طبيعته وأعماله.
أعطانا الله إمتياز ان نكون قديسين، أي مختلفين عن البقية بطريقة توبتنا عن الخطية لنعكس بر الله وطهارته.

شواهد كتابية للتأمل
  • خروج 3: 1-6
  • صموئيل الأول 2: 2
  • مزمور 99: 1-9
  • إشعياء 6: 1-13
  • رؤيا 4: 1-11

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:24 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثالث عشر: الله صالح

https://2.bp.blogspot.com/_6b10Tu_oP2...aig+Dunain.jpg



قد يكون عنوان الموضوع من البديهيات التي لدى الأغلبية, هذا شئ جيد، فالكتاب المقدس يُعلن إن الله صالح فكما يقول الرسول يعقوب "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ."

لكن دعنا نتمعن سوياً في أبعاد صلاح الله ولننظر بعمق أكبر لما يذكره لنا الرسول يعقوب.
بداية نرى إن الله ليس صالح فقط بل هو مصدر كل صلاح فكل عطية صالحة هي من عنده. نرى أيضاً إن الله ليس عنده تغيير، إي أن الله صالح بإستمرار فكان صالح ويبقى صالح ولا يمكن لله ان يكون غير كامل الصلاح.

صلاح الله يشير الى طبيعته وسلوكه فأعماله تبدأ وتتدفق من كيانه وهو يعمل طبقاً لما هو عليه. فكمثل الشجرة الرديئة التي لا يمكن ان تضع ثمراً كذلك إلهنا الصالح لا يمكن ان يعمل اي شئ يخالف صلاحه.

العناية الإلهية جزء من صلاح الله، فالله صالح وقادر على ان يجعل كل الأشياء التي نمر بها تعمل للخير من أجلنا لكي نكون في نهاية المطاف ننعم بخير الله.
يخبرنا الرسول بولس عن العناية الإلهية في رسالته لرومية: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاًلِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.".
الله يعمل في حياتنا بصورة مستمرة فهو صالح وأعماله صالحة. قد نمر ببلايا وظلم وشرور لكن دائماً الله يعمل على أن تكون الأشياء في اخر المطاف هي للخير.

الخلاصة
الله صالح بصورة كاملة فهو مقياس الصلاح بل هو مصدر كل صلاح. الله ثابت ولا يتغير وصلاحه هو هو بدون تغيير. اعمال الله صالحه لانه هو صالح، وهذا هو مكسب للمؤمن الذي يعمل الله في حياته بأعمال صالحه تدفع الأمور لميناء الخير. العناية الإلهية هي جزء من صلاحه وهو شئ ثمين يتمتع به المؤمن.

شواهد كتابية للتأمل
  • خروج 34: 6، 7
  • مزمور 25: 8-10
  • مزمور 100: 1-5
  • رومية 8: 28-39
  • يعقوب 1: 17

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:24 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الرابع عشر: الله عادل

http://thedailygarriga.com/wp-conten...d-is-Just.jpeg



العدالة مصطلح مُهم في مجتمعاتنا المعاصرة فكلما زادت عدالة المجتمع وقوانينه كلما نال الشخص إستحقاقاته بشكل أكبر. العدالة هي كلمة مُهمة في حياة البشر، فقد شغلت الكثير من فكر الفلاسفة والمفكرين، فحاولوا كثيراً ان يجدوا تعريفاً ووصفاً لماهية العدالة. فقد وصف ارسطو ان العدالة هي "إعطاء الشخص إستحقاقاته" وهو تعريف جيد جداً.

إعطاء الشخص إستحقاقه يمكن عكسه في نظام القضاء، إذ ينال الشخص المجرم على حساب جريمته، لا أكثر، وينال البريئ برائته بدون إي تلبيس للجريمة.

الله عادل دائماً وأبداً. فهو لا يعاقب أحد بدون إستحقاق ولا يصرف نظره عن الظلم. فالله كامل في عدالته ودائماً يُعطي الإشخاص إستحقاقاتهم بكل عدالة تامة (كما قال إبراهيم: أديان الأرض لا يصنع عدلاً؟). لكن في نفس الوقت الذي يكون فيه الله عادل فهو رحيم. الرحمة والعدالة شيئان يصعب ان يلتقوا سوياً فالعدالة تقتضي معاقبة المجرم والرحمة تقتضي المسامحة او التخفيف من العدالة.

رحمة الله في عدله نجدها في الإمور المتعلقة بيننا وبين الله لا في الأمور التي بيننا وبين الناس. فالله يرحمنا في خطيئتنا التي تتعدى عليه لكن لا يغض النظر عن الظلم الذي يصدر من البعض تجاه البعض الآخر.

بالرغم من صعوبة التعامل بالعدالة والرحمة سوياً (بحسب الفكر البشري) إلى أن الرحمة لا تعني إنها إنتهاك للعدالة، فالله يُحقق عدالته لكن أحياناً بحسب رحمته التي تخفف، أي إن الرحمة ليس عمل ظلم.

نشكر الله على عدالته وعلى رحمته وعلى قدرته على الجمع بين هذين الصفتين فبرحمته الفائقة نلنا خلاصة للخطيئة التي تستحق العقاب بحسب عدالته. فالله يحافظ على عدالته حتى عندما يرحم ويُخلص.

الخلاصة
الله عادل بصورة كاملة وتامة فهو يعطي كل الإشخاص إستحقاقاتهم. الله بار ويعمل كل ماهو صحيح وعدالته هي إمتداد لبره. إلهنا إلله عادل لكن رحيم في نفس الوقت ورحمته لا تخالف عدالته.

شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 18: 25
  • خروج 34: 6، 7
  • نحميا 9: 32، 33
  • مزمور 145: 17
  • رومية 9: 14-33

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:25 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الخامس عشر: الخليقة

http://www.carolecgood.com/abstract,...d42e7c12_h.jpg


كل شئ في هذا الكون له بداية. الكواكب والأرض والخليقة التي عليها لها بداية. لكن لو رجعنا بالوقت سيكون هناك فترة لم يكن فيها وجود لا للخليقة ولا للأرض ولا للكواكب. فكرنا المحدود يدفعنا للتعلق بفكرة وجود بداية لكل شئ وسرعان ما نضطرب عند سماع الشئ الذي يكسر هذه القاعدة. هذا الشئ بطبيعة الحال هو أزلية الله.

أزلية الله بالرغم من صعوبة تقبلها الا انها ليست بالشئ الغير منطقي. إذا إتفقنا على إن لكل شئ بداية سنتفق على إن هناك فترة لم يكن فيها اي شئ، لا كون ولا مجرات ولا كواكب ولا اي خليقة. هذه الفترة التي لم يوجد بها اي شئ فترة قادرة الإستمرار بهذا الفراغ لحين وجود مُسبب وتدخل خارجي يبدأ خلق الأشياء. وهذا يثبت لنا شيئين، الأول هو أزلية الله فلو كان لله بداية وجوب وجود مُسبب آخر لخلق بدايته وهذا غير منطقي، والثاني هو إن الله خالق الخليقة فهو الذي بدأها، فبحسب العلم لا يأتي شئ من لا شئ وإن الأشياء لا تستحدث من العدم.

من غير الممكن أن تكون الخليقة بدأت نفسها لأن للخليقة بداية وكانت هناك فترة لم توجد فيها خليقة وبالتالي لا يمكن للغير الموجود ان يصنع وجوداً له.

هذا المفهوم يؤكد عليه الكتاب المقدس موضحاً إن الله هو الخالق وإن الخليقة بدأت بخلق الله لها في زمان مُعين، فالكتاب المقدس يبدأ سفر التكوين ب "في البدء خلق الله السموات والأرض".

وجود خالق يسيطر على الكون وعلى خليقته شئ يعتبره المسيحي المؤمن بالحل المثالي مقارنة بنظريات الصدفة او عدم وجود خالق. لنا في الله الخالق ثقة بأنه ذلك الذي خلق الكون وما فيه قادر ان يسيطر على الخليقة فكل شئ يخضع له، وبخضوعنا له يُضخع هو لنا الأشياء الخاضعة له.

الخلاصة
الخليقة لها بداية وهذه البداية هي أصلها بداية خلق الله لها. لا يمكن للخليقة ان تكون مخلوقة من نفسها لانه كانت هناك فترة زمنية لم يكن فيها اي شئ موجود بعد وبالتالي لايمكن ان يأتي شئ من لا شئ ولا يمكن للشئ الغير موجود بعد ان يصنع وجوده.
الله هو خالق الكون وما فيه، فهو الأزلي الوحيد الذي لا بداية له. الخليقة كلها تخضع لله الخالق والذي بدوره يسيطر على كل الخليقة.

شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 1
  • مزمور 33: 1-9
  • مزمور 104: 23-26
  • إرميا 10: 1-16
  • عبرانيين 11: 3

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:26 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السادس عشر: عناية الله بالخليقة




رأينا في الدرس الخامس عشر إن الخليقة هي عمل الله ولا يمكن للخليقة ان تكون نشأت من نفسها. وهذا يدفعنا للتمعن بعناية الله بخليقته فما يخلقه الله يعوله ويعتني به لإن الخليقة تعتمد على الله حتى في إستمرارية وجودها. الله يحكم ويُدير الكون بقوته.
العناية الإلهية بحسب تعريف علماء اللاهوت هي دعم الله وتنظيمه وحكمه للمخلوقات والأشياء والأعمال من أعظمها لأبسطها، بحسب علمه السابق بالأمور وقوته وصلاحه ورحمته.

فالله يدير الكون بسيادة وسلطان ولا شئ يخرج خارج نطاق سيادته وسلطانه. الله يعتني بالكون ويديره بطريقة لا تجعل منه مُسير لأمورنا، فهناك فرق كبير بين العناية الإلهية وبين الحرية الشخصية في إتخاذ القرارات وتفضيل الخيارات.
لا يوجد شئ لدى الله يسمى بالصدفة لانه يُدير ويعتني بكل شئ إضافة الى إنه يعلم كل شئ. صحيح إننا مخلوقات لنا مشيئتنا الخاصة وخياراتنا التي لا تتماشى دائماً مع مشيئة الله، لكن الله قادر ان يحقق مشيئته وعنايته من خلال أعمال البشر، خيراً كانت أم شراً. ولتبسيط الفكرة فلننظر لما فعله إخوة يوسف به وكيف عملت العناية الإلهية من خلال خطيئته لكي يكون هناك خيراً ليوسف إذا قال يوسف لأخوته: "أنتم قصدتم لي شراً. أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم. ليحي شعباً كثيراً".
ثق إن الله قادر أن يستغل الأعمال الشريرة لييظهر عنايته الإلهية للخليقة. ثق إن الله قادر ان يقلب شر الأشرار لخير لك ولمن حولك. ثق إن الله يعتني بك كما يعتني بكل الخليقة، فهو الخالق وهو السيد وهو صاحب السلطان. الله ليس شخصية غير مبالية خلقت ونست، بل العكس تماماً، الله خلق وإعتنى وما زال يعتني وسيبقى يعتني بكل خليقته.

الخلاصة
الله الخالق يعتني بخليقته فهو يدير ويعزز ويدعم خليقته بحكم كونه خالقها. لا يوجد شئ خارج عن سيطرة الله بالرغم من شر هذا الشئ، إذ أن الله قادر ان يقلبه لخير بحسب عنايته الإلهية وسيطرته وسيادته التامة على الخليقة.
لنا ثقة بقوة الله وقدرته وبعنايته، فهو يهتم بنا بصورة شخصية ويومية. قادر ان يقلب الشر لخير كما فعل مع يوسف، قادر ان يفعل معنا اليوم وغداً.

شواهد كتابية للتأمل
  • أيوب 38: 1-41
  • دانيال 4: 34-35
  • أعمال 2: 22-24
  • رومية 11: 33-36

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:26 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السابع عشر: المعجزات

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...x-Po_vodam.jpg


المعجزات الإلهية من الأشياء المُهمة التي تشغل بالنا فكثيراً ما نسمع عن معجزات وعن عمل الله الخارق للطبيعة وكثيراً ما ننشغل في البحث وتتبع هذه الأحداث.

نستخدم مصطلح المعجزات بطرق مختلفة وبشكل مستمر في حياتنا. من أبسط أنواع المعجزات التي نشهدها في حياتنا هي معجزات الإعجاب بأعمال الله بدون وجود اي عمل خارق للطبيعة، كولادة طفل صغير او نجاحنا في دراستنا الخ. فهذا النوع من المعجزات هو تمجيد منا لخليقة الله أو لعمل الله وترتيبه لأمور حياتنا.

نستخدم أيضاً مصطلح المعجزة في وصف أعمال الله من خلال وسائل ثانوية في المكان والزمان المناسب لتحقيق غرض مُعين. فلو نظرنا لنجم بيت لحم عند ولادة المسيح لرأينا إنه عمل ليس خارق للطبيعة بل له تفسير علمي وفلكي، لكن عمل الله في توقيت ظهور النجم ومكانه فوق بيت لحم أعطى لولادة المسيح هذا الحس المُعجزي.

إضافة الى ذلك تعد المعجزات الخارقة للطبيعة بعمل مباشر من الله أكثر الأنواع الذي نستخدم فيه وصف المعجزة. فلو نظرنا الى معجزة المسيح في إقامة لعازر من الأموات سنرى خرق واضح لناموس الطبيعة الذي لا يمكن للميت ان يرجع فيه للحياة بدون مُعجزة وتدخل إلهي.

الكتاب المقدس يدون ويذكر العديد من المعجزات الذي يُشير لها بأنها آيات وعجائب وقوات. فقد إستخدم الله الآيات والمعجزات لكي يؤيد رسله ولكي يثبت سلطانه بحسب قصده ومشيئته الصالحين.

نشكر إلهنا القدير على معجزاته في حياتنا وحياة البشرية ككل. نشكره من أجل تدخله وتعامله في حياتنا، ونمجده لأجل قدرته وتحننه وتعطفاته الكثيرة. نشكره لأنه عمل ويعمل وسيعمل المعجزات بحسب تدبيره وبحسب تأييده.

الخلاصة
هناك انواع مختلفة من المعجزات التي نشهدها في حياتنا، منها الذي يمجد الله على خليقته ومنها الذي يمجد الله على إجتماع مختلف العوامل في المكان والزمان المناسب ومنها تمجيده لأعمال الله الخارقة للطبيعة.
الكتاب المقدس يذكر لنا عدد كبير من الآيات والمعجزات وعجائب. فالله عمل ويعمل وسيعمل المعجزات فقدرته ثابتة ودائماً قادر على عمل المعجزات من ابسطها الى أكثرها تعقيداً.

شواهد كتابية للتأمل
  • خروج 4: 1-9
  • الملوك الأول 17: 21-24
  • يوحنا 2: 11
  • عبرانيين 2: 1-4

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:27 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثامن عشر: الإرادة الإلهية

http://www.theocentric.com/assets/questionroad.jpg


كثيراً ما يختلط لدينا تعريف إرادة الله بالقضاء والقدر وكثيراً ما نفسر الأمور بأنها قضاء منتهى أمره من الله وهذا هو الحال بحسب إختيار الله لنا. بل كثيراً ما ننسى أن نطلب معرفة مشيئة الله لتحقيق إرادته في حياتنا ونترك الأمور تحدث كما تحدث كإستسلام منا.

الكتاب المقدس يهتم بموضوع إرادة الله وطرق تعاملنا نحن كبشر مع إرادة الله. فلعل من أكثر الطرق التي نترجم فيها إرادة الله هي سيطرته وحكمه لكل شئ ولكل حدث. فالله مسيطر على الخليقة ولا يوجد شئ يخرج خارج نطاق سيطرته. إنتبه الى إن الله مصدر الخير فقط، أما الشر فسببه الإبتعاد عن الله والله هنا يسمح فقط للشر ان يحدث دون أن يكون سببه.

هذا النوع من الإرادة هو من النوع السيادي الغير مُعلن مُسبقاً، لكن هناك نوع آخر من الإرادة الإلهية وهي الإرادة الواضحة لنا والمتمثلة في إعلاناته. فالله من خلال ناموسه المقدس أعلن لنا عن إرادته بأن لا نقتل وأن لا نسرق وأن لا نعبد آلهة اخرى والخ. فهذه إرادة الله الظاهرة ونحن ملزمون بتطبيقها في حياتنا.

إضافة الى هذا، يبقى هناك نوع آخر من تحقيق الإرادة الإلهية وهي عن طريق أعمال الله. فالله لا يُسر بموت الخاطئ لكن مع ذلك سمح للخاطئ أن يموت. بنفس المعنى الله يُسر بتحقيق عدله لكنه لا يُسر بهلاك الخاطئ.

من الأشياء المُهمة التي تشغل بال المؤمن هي سعيه لمعرفة إرادة الله ومشيئته لحياته وهذا شئ جيد في أغلب الأحيان للمشيئة الإلهية المُعلنة. لكن علينا أن ندرك في نفس الوقت أن لله أحياناً مشيئة مخفية لا يُعلن عنها الا في وقت حدوثها وهنا علينا إدراك هذا الشئ دون أن نكون مستعبدين لفكرة معرفة إرادة الله المخفية وننسى أن نطبق مشيئته المُعلنة.

فلنكن أداة بيد الله نُطبق فيها إرادته المُعلنة في ناموسه وكتابه المقدس. ولنشكر الله على إرادته المسيطرة على خليقته فإن شاء الخير لنا فكلنا ثقة إنه من نصيبنا ولا وجود لأي قوة توقف خير إرادة الله تجاهنا. لكن في النفس الوقت علينا ان ننتبه الى إن الله في بعض الأحيان لا يُعلن عن مشيئته الى حين حدوثها. فلنسعى لكي يقودنا اللروح القدس لمعرفة مشيئة الله المعلنة وتطبيقها في حياتنا.


الخلاصة
إرادة الله لا تعني القضاء والقدر وتسيير الأمور بصورة تسلب منا إرادتنا. الله هو مصدر الخير فقط وسماحه للخطيئة أن تحدث لا يعني موافقة وتشريعه للخطيئة.
إرادة الله هي إرادة سيادية بحكمه وسيطرته على خليقته وإرادة مُعلنة في الكتاب المقدس ونواميس الله إضافة الى مشيئة متعلقة بأعمال الله التي تكشف مسرته.
شئ مُهم في حياة المؤمن أن يحقق إرادة ومشيئة الله في حياته من خلال التعرف على مشيئة الله المعلنة وعن شرائع الله المعلنة في ناموسه.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 19: 11
  • رومية 9: 14-18
  • أفسس 1: 11
  • كولوسي 1:9-14
  • عبرانيين 6: 13-18
  • بطرس الثانية 3: 9

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:28 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس التاسع عشر: العهد



الهيكل الأساسي للعلاقة التي يُقيمها الله مع شعبه مبنية على العهد. العهد هنا يعني ميثاق أو إتفاق مُلزم به كلا الطرفين، الله من جهة والبشر من جهة اخرى. العهد الذي يُقيمه الله بينه وبين شعبه ينص على عدد من الشروط الوصايا التي يجب على البشر حفظها لإستمرار صلاحية العهد بين الطرفين. هذه الشروط والوصايا نراها مثلاً في الوصايا العشرة وفي الشرائع التي نُصت في العهد القديم.

الله وعد بالإلتزام بعهده ووعد بوجود نتيجة لإتباع بنود عهد وهي البركة أو اللعنة. الإلتزام ببنود الإتفاق ستجلب البركات وكسرها ستجلب اللعنات. وهذا نراه أيضاً في العهد القديم عندما وعد الله بأن أيام شعب إسرائيل ستطول بإكرامهم للوالدين، في نفس الوقت حذر الله من نزول اللعنات في حالة كسر الوصايا.

الكتاب المقدس يحتوي بصورة أساسية على عهدين: عهد الأعمال (العهد القديم) وعهد النعمة (العهد الجديد) وفي كلا العهد صادق الله من طرفه على العهد بالدم. فلما قطع الله وعده مع إبراهيم كان مصادقته بدم الحمل ولما صادق الله على عهد النعمة فصادق عليه بسفك دم المسيح على الصليب.
الله أمين وعادل في حفظ لوعوده فلم ولن يخل من طرفه بأي وعود. عندما يعد الله فهو يلتزم بوعده حتى في حالة عدم أمانتنا وفشلنا في حفظ نصوص عهده.

الخلاصة
الله يحكم العلاقة التي بينه وبين شعبه بعهود ومواثيق مُلزم بها كلا الطرفين. العهد يحتوي على مجموعة من البنود والوصايا والشروط والإلتزام بها من عدمه له نتائجه وعواقبه. الإلتزام بوصايا العهد ستُنتج بركة وكسرها يجلب لعنة.
الله قطع بشكل عام عهدين مُهمين، عهد الأعمال في العهد القديم وعهد النعمة في العهد الجديد.
الله أمين وعادل في حفظ عهوده ولا ينكر وعده حتى في حالة كسرنا لشروط العهد.

شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 15
  • خروج 20
  • إرميا 31: 31-34
  • لوقا 22: 20
  • عبرانيين 8
  • عبرانيين 13: 20-21

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:28 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس العشرون: عهد الأعمال

http://notatthedinnertable.weebly.co...21212_orig.jpg


في العهد القديم كان البشر في علاقة أدبية مع الله مُلزمين بها بطاعته. هذه العلاقة الأدبية هي عهد الأعمال بين البشر والله الذي بدوره طلب طاعة كاملة لحِكمهِ ووصاياه.
الله وعد بالبركات (كمبادرة محبة) عند الإلتزام بالعهد وحذر بالعقاب عند العصيان والخروج عن العهد.
مشكلة عهد الأعمال إن كل البشر من آدم لحد وقتنا هذا كسروا هذا العهد وإنتهكوا وصايا الله وبالتالي فهم مستحقين العقاب. فخطية واحدة وعصيان واحد لعهد الله يجعلنا عاجزين عن الوفاء بديننا لأننا وبعد خطية واحدة أصبحنا مستحقين أن يحقق الله عدله فينا بعقابه لكسرنا وعده.
عهد الأعمال هو أساس حاجتنا الى الفداء والخلاص لأننا إنتهكناه ورجاؤنا الوحيد هو في فداء المسيح لذلك فأن الله في رحمته أعطى عهداً جديداً للنعمة لكي يصبح الخلاص ممكناً.

خلاصنا من عقوبة عهد الأعمال هو في شخص يسوع المسيح الذي بدوره الوحيد الذي بلا خطيئة والوحيد الذي كان بإستطاعته ان يحفظ عهد الأعمال وبصلاحه أعطانا فداءاً وخلاصاً.

شخصية يسوع المسيح ستكون مركز المواضيع العشرة القادمة التي هي من أهم أساسيات الإيمان المسيحي.

الخلاصة
العلاقة التي بين البشر وخالقهم يحكمها عهد ووصايا إلهية توصف بعهد الأعمال. عهد الإعمال هو التزامنا بوصايا الله وأحكامه الذي فين ننال بركة الطاعة وبكسرنا له نكون مستحقين العقاب.
جميع البشر من آدم الى الآن إنتهكوا وما زالوا ينتهكوا عهد الأعمال بكسرهم لوصايا وأحكام الله. خطية واحدة وكسر واحد لعهد الله يجعلنا مستحقين العقاب وبالتالي محتاجين لخلاص النعمة الذي بيسوع المسيح.

شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 2: 17
  • رومية 3: 20-26
  • رومية 10: 5-13
  • غلاطية 3: 10-14

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:28 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الواحد والعشرون: إلوهية المسيح

http://3lotus.com/images/Misc/Glorif...-in-Heaven.jpg



إلوهية المسيح عقيدة أساسية في الإيمان المسيحي فالإيمان بإلوهية المسيح أمر ضروري وأساسي لكون الإنسان مسيحياً، بل هو جزء اساسي من إنجيل العهد الجديد للمسيح.

الإعتراف بإلوهية المسيح ليسَ عقيدة مُختلقة أو مُضافة بل قائمة على أساس شهادات العهد الجديد المختلفة والمتعددة. فالمسيح نفسهُ بإعتبارهِ كلمة الله المتجسدة أعلن إنهُ موجود قبل كُل الخليقة بل وأنه أزلي أيضاً وهذه صِفة لا يمكن ان تكون سوى لله. ليس ذلك فقط بل أعلن إنهُ كان في البدء مع الله وأنه هو الله (تمايز الأقانيم ووحدة الجوهر الإلهي).

العهد الجديد لم يتوقف عند هذا الحد بنسب الإلوهية للمسيح بل أعطى للمسيح أسماء وألقاب إلوهية لا يمكن نسبها لإنسان ونبي (لأنها لم تُنسب لأي شخص في العهد القديم إطلاقاً)

على سبيل المثال لا الحصر قال يسوع إنه له سلطان غفران الخطايا (مرقس 2 : 1-12) وإنه رب السبت (مرقس 2 : 28) وإعترف توما للمسيح بربي وإلهي (يوحنا 20 : 28) ودُعي بأنه رب المجد (يعقوب 2 : 1).

إلوهية المسيح عقيدة نمت عليها الكنيسة إذ تعاملت الكنيسة مع هرطقات تشوه إلوهية المسيح بكل حذر و نباهة فصححت الأخطاء وقاومت الهرطقات وأعلنت الإيمان في المجامع المختلفة. مجمع نيقية الذي أقيم في القرن الرابع (325) أعلنت فيه الكنيسة مقومتها لهرطقة آريوس (أن يسوع مخلوق) بأن المسيح مولود وليس مخلوق وإن طبيعة المسيح الإلهية هي في نفس جوهر الأب (الواحد). فكان المجمع لإعلان تصحيح الكنيسة ومقاومتها لهذه الطرقة وليس إختلاق لعقيدة جديدة (إلوهية المسيح عقيدة ثابتة من فجر المسيحية).
بنفس المنطق عُقِدَ مجمع خلدوقينية في القرن الخامس (451) لإعلان إن يسوع المسيح إنسان كامل وإله كامل بدون إمتزاج ولا إختلاط ولا إنفصال ولا إنقسام.

الخلاصة
إلوهية المسيح عقيدة اساسية في الإيمان المسيحية. هذه العقيدة مأخوذة من العهد الجديد مباشرة ومعروفة وثابتة من فجر المسيحية. العهد الجديد يُعلن إلوهية المسيح بأكثر من موضع وبأكثر من طريقة.
عقيدة إلوهية المسيح ليست عقيدة دخيلة على الكنيسة بل نمت الكنيسة عليها ودافعت عنها من كل الهرطقات التي فهمت إلوهية المسيح بصورة مشوهة.

شواهد كتابية للتأمل
  • مرقس 2: 28
  • يوحنا 1: 1-14
  • يوحنا 8: 58
  • يوحنا 20: 28
  • فيليبي 2: 9-11
  • كولوسي 1: 19

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:29 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثاني والعشرون: خضوع المسيح

https://files.arabchurch.com/upload/i...9698517210.jpg




عندما نتحدث عن خضوع المسيح علينا ان نتناول هذا الموضوع بحرص شديد وذلك يرجع الى فهمنا لمصطلح الخضوع بالمعنى البشري وربطه بأن يكون شخص الخاضع أقل من الشخص ذو السلطة. قد يكون هذا هو أغلب الحال في عالمنا ومجتمعنا ان يكون صاحب السلطة أعلى وأكثر نفوذاً من الشخص الخاضع لكن علينا ان ننتبه إن هذا الشئ لا ينطبق على الله فالأقانيم الثلاثة متساوية في الطبيعة والكرامة والمجد. الأقانيم الثلاثة أبدية ذاتية الوجود ومشتركة في كل نواحي الألوهية وصفاتها.

خطة الله للفداء تطوع فيها الأبن بأن يقوم بدور الخاضع للآب لأن الآب أرسل الأبن للعالم والأبن نزل في طاعة إلى الأرض ليعمل مشيئة الآب. لكن علينا أن نلاحظ إنه لا وجود هنا للطاعة المفروضة لأنه كما ان الآب والأبن متساويان في المجد كذلك هما متحدان في المشيئة. فالأبن كان يريد الفداء بنفس القدر الذي كان يريد الآب وكان الأبن تواق للقيام بعمل الخلاص بنفس المقدار الذي كان للآب أن يقوم الأبن بذلك.

خضوع المسيح لمشيئة الآب الكاملة هو عمل غير قادرين نحن على أن نعمله من أجل أنفسنا. فلقد أطاع المسيح الناموس بالكال مُحققاً في ذلك أمرين مهمين: الأول إنه حقق صفات الفادي، الحمل الذي بلا عيب ولا دنس. الثاني هو ربحه للمكافآت التي وعد بها الله كل من يحفظ عهده.


الخلاصة
الأقانيم الثلاثة متساوية من ناحية الطبيعة الإلهية وخضوع الأبن للآب لا يعني عدم المساواة ولا يعني إن الأبن له درجة أدنى عن الآب. خضوع المسيح في دوره في الفداء كان إختياري وليس إجباري فكان للأبن نفس رغبة الآب في تحقيق خطة الخلاص.
طاعة المسيح الكاملة أعطته مميزات الحمل الكامل ليحمل خطايا شعبه ويكسب مكافآت السماء لمن يقبل خلاصه.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 4 : 34
  • يوحنا 5: 30
  • فيليي 2: 5-8
  • عبرانيين 5: 8-10
  • عبرانيين 10: 5-10


Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:29 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثالث والعشرون: بشرية المسيح



بشرية المسيح هو تعليم مسيحي أساسي يُعنى به إن الله الأبن أخذ طبيعة بشرية حقيقية. يسوع المسيح هو إنسان حق واله حق في نفس الوقت وهذا الطبيعتين متحدتين دون إختلاط وإمتزاج أو فصل أو إنقسام وكل طبيعة إحتفظت بصفاتها الكاملة.

عندما ننظر الى طبيعة المسيح علينا التمييز بين طبيعتي المسيح (الإلهية والبشرية) لكن دون الفصل بينهما. فعلى سبيل المثال، عندما يجوع المسيح فهذه صفة بشرية لا تعني إن الله جاع. بالرغم من أن الطبيعتين ظلتا متحدتين إلا إنه علينا ان نميز بين الطبيعتين على أساس شكل وجودها معنا. فالمسيح من ناحية الجسد والطبيعة البشرية لم يعد حاضراً وسطنا لكن مع ذلك فالمسيح بطبيعته الإلهية لا يغيب عنا بل وفي وسطنا متى إجتمعنا بإسمه.

بشرية المسيح هي كبشريتنا لأن المسيح صار إنساناً من أجلنا وأخذ طبيعتنا لكي يتصرف نيابة عنا. فهو بذلك أصبح بديلاً عنا بأخذه خطايانا كي يتألم هو عوضاً عنا.

عملية الفداة هي عملية حمل فيها المسيح خطايانا وفي نفس الوقت أعطانا أن نحمل بره، إذ تلقى هو الدينونة المستحقة على بشريتنا الناقصة بينما تلقينا نحن البركات المستحقة لبشريتنا الكاملة (بواسطته).

تعليم بشرية المسيح دافعت عنه الكنيسة في أكثر من حادثة ولعل أشهرها هي محاربة الهرطقة الدوسيتية التي تقول إن المسيح لم يكن له جسد مادي أو حقيقي أو طبيعة بشرية حقيقية وإن المسيح بدا فقط في جسد وهمي كالشبح. والهرطقة الأخرى هي هرطقة طبيعة المسيح الواحدة التي هي مزيج من طبيعتين، يا أما بشرية خُلعت عنها الصفات الإلهية او العكس، إلهية خُلعت عنها صفات البشر.

الخلاصة
بشرية المسيح هو تعليم مسيحي اساسي يعني إن الله الأبن أخذ طبيعة بشرية حقيقية كاملة. فالمسيح هو إله حق كامل وإنسان حق كامل في نفس الوقت. طبيعتي المسيح متحدتين دون إختلاط وإمتزاج أو فصل أو إنقسام وكل طبيعة إحتفظت بصفاتها الكاملة. في بشرية المسيح أخذ فيها المسيح دورنا فحمل خطيانا وأعطانا بره مُقدما لنا خلاصه وبركاته.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 1: 1-14
  • غلاطية 4: 4
  • فيلبي 2: 5-11
  • عبرانيين 2: 14-18
  • عبرانيين 4: 15

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:30 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الرابع والعشرون: المسيح بلا خطية

https://2.bp.blogspot.com/-1O9IbYWt2T...irit-Jesus.jpg


عقيدة المسيح بلا خطية هي عقيدة تشير الى أن ناسوت المسيح كامل ولم يفعل خطيئة بل أطاع الناموس بالكامل.
من المهم أن نؤكد على إن الكمال هنا بطبيعة الحال يُقصد به كمال الناسوت وليس كمال اللاهوت لانه من غير الضروري المحاججة على كمال الله، المسيح كامل بلاهوته وناسوته.

ذكرنا في الدروس السابقة بعض الهرطقات والردود التي قدمتها الكنيسة ضدها، وأنه لجدير بالذكر أن عقيدة كمال المسيح وعدم عمله لخطية عقيدة لم تلقى أي إعتراض او أي مغالطات من أي هراطقة عبر التاريخ، فالكل أتفق على أن ناسوت المسيح كامل ولم يفعل أي خطيئة.

أن يكون المسيح بلا خطية هو شئ يحمل أبعاد كثيرة، فهو المثال والنموذج الذي نسعى لاجله، لكنه في نفس الوقت شئ جوهري وأساسي في تحقيق الفداء الذي يستوجب أن يكون المسيح كامل وبلا دنس أو عيب.

حياة المسيح كانت حياة كاملة فلم يكسر المسيح أي وصية لناموس الأعمال، بل أطاع حتى الختان والمعمودية وحتى بعمل المشيئة الإلهية. وبعدم إرتكاب المسيح أية خطية أهل نفسه أن يكون الذبيحة الكاملة من أجل خطايانا، إذ أوفى المسيح الناموس بالكامل ليكون بديلاً عنا في تلقيه لعقوبة خطايانا ولكي نحصل نحن على بركات عهد الله.
لم يمت المسيح من أجل خطايانا فقط بل عاش أجل حياة الطاعة الكاملة المطلوبة لأجل خلاصنا.


الخلاصة
عقيدة كمال المسيح وكونه بلا عيب ودنس عقيدة تشير لناسوت المسيح الكامل الذي لم يفعل خطيئة بل أطاع الناموس بالكامل. كون المسيح بلا خطيئة شئ مهم لنا كنموذج وضروري لإتمام عمل الفداء.
بطاعة المسيح الكاملة وكماله وخلوه من الخطية حصلنا نحن على البر الذي نحتاجة من أجل خلاصنا.

شواهد كتابية للتأمل
  • متى 3: 15
  • رومية 5: 18-21
  • كورنثوس الثانية 5: 21
  • عبرانيين 7: 26
  • بطرس الأولى 3: 18

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:31 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الخامس والعشرون: ميلاد المسيح العذراوي

http://www.copiosa.org/images/annunciation.jpg


الإيمان بالميلاد العذراوي هو الإيمان بأن ميلاد المسيح كان نتيجة حبل معجزي حملت فيه القديسة العذراء مريم بطفلها يسوع بقوة الروح القدس وبدون تدخل بشري.

ميلاد المسيح العذراوي يُخبر الكثير عن طبيعة المسيح التي تطرقنا إليها في الدروس الأخيرة، فهو إنسان مولود من إمرأة كواحد منا، وهو إله إختار أن يدخل عالمنا بهذه الطريقة التي تشير إلى إلوهيته وقدرته على عمل الغير ممكن. فلوقا يُخبرنا إن مريم العذراء إضطربت عندما سمعت إعلان جبرائيل وتسألت "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟" فكان رد جبرائيل حاسم لطريقة فهمنا لميلاد المسيح بقوله "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله". ومن الجدير بالذكر أن جملة "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك" تعني وبكل وضوح عمل وتدخل الروح القدس المباشر في عملية ميلاد المسيح العذراوي.

معجزة ميلاد المسيح العذراوي شئ خارق للطبيعة وشئ بلا شك حير كثيرين، لكن الكتاب المقدس أعلن عن هذا الميلاد بنبوات سابقة وبتأكيدات معاصرة للحدث أن الله اختار أن يدخل عالمنا بهذه الطريقة (راجع الشواهد الكتابية أدناه).

الخلاصة
الميلاد العذراوي هو الإيمان بأن العذراء مريم حبلت بالمسيح بحمل عذراوي كان نتيجة تدخل من الله بروحه القدوس وبدون أي تدخل بشري.
ميلاد المسيح العذراوي يُخبر الكثير عن طبيعة المسيح ناسوتاً ولاهوتاً مشيراً وبقوة الى إلوهية المسيح وإختيار الله أن يدخل عالمنا بهذه الطريقة.
الكتاب المقدس أعلن بنبؤات في العهد القديم وأكد على تحقيقها في العهد الجديد، بأن ميلاد المسيح هو عذراوي وبتدخل مباشر من الروح القدس لا غير.


شواهد كتابية للتأمل
  • إشعياء 7: 10-16
  • متى 1: 23
  • رومية 1: 3-4
  • كورنثوس الأولى 15: 45-49
  • غلاطية 4: 4

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:31 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السادس والعشرون: يسوع المسيح الأبن الوحيد



يعلمنا الله من خلال الكتاب المقدس بأن يسوع المسيح هو الابن الوحيد للآب (يوحنا 1: 14). ولاشك ان يسوع المسيح فريد في بنوته مع الآب وما من أحد آخر ولدة بمعنى ولادة الابن.

معنى الولادة هو إنبثاق الابن ازلياً من الآب، ليس كشئ مخلوق بل بإعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس. وهذا هو الحد الفاصل لصد هرطقة آريوس التي ظهرت في القرن الرابع والتي دعى فيها آريوس الى أن بنوة المسيح جعلته أعلى من الملائكة لكنه مخلوق وذو بداية وهو شئ مخالف للتعليم الكتابي ولما علمته الكنيسة من فجرها بأن الابن مولود وليس مخلوق.

محاججة هرطقة آريوس كانت تعتمد على تفسير كلمة "مولود" بأنها إشارة الى خلق الابن. لكن من يرجع للعهد الجديد يرى إنه كُتب باللغة اليونانية لكن معظم الصيغ الفكرية والمفاهيم كانت تحمل المعنى العبري التي تم التعبير عنها بإستخدام كلمات يونانية. اما من جهة آخرى فالكنيسة دعمت إيمانها بأزلية وإلوهية المسيحي من خلال الإعتماد والنظر للعهد الجديد ككل وليس بعزل المفردات وتفسير الكلمات بمعزل عن المعنى والصورة العامة.

الخلاصة
يعلمنا الله من خلال الكتاب المقدس بأن يسوع المسيح هو الابن الوحيد للآب. بنوة المسيح فريدة ومعناها أيضاً فريد، فالابن انبثق ازلياً من الآب بإعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس.
صححت الكنيسة المفاهيم الخاطئة لآريوس وهرطقته التي بصورة غير صحيحة الى معنى ولادة الابن من الآب. مجمع نيقية أكد على إن الابن مولود غير مخلوق رداً على آريوس في القرن الرابع.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 1: 1-18
  • كولوسي 1: 15-19
  • عبرانيين 1: 1-14

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:32 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السابع والعشرون: معمودية المسيح

http://www.ellenwhite.info/images/je...sm%28rh%29.jpg


قبل أن يبدأ المسيح خدمته كان يوحنا المعمدان يتجول كارزاً بإقتراب ملكوت الله. معمودية يوحنا المعمدان كانت شئ جديد في الوسط اليهودي حتى إعتبر بعض رجال الدين اليهودي بأن معموديته للتوبة هي هرطقة وإهانة للطقوس اليهودية.

إذا تمعنا في معمودية يوحنا سنرى بينها وبين معمودية العهد الجديد إرتباط بشكل وثيق. معمودية يوحنا المعمدان تنتمي للعهد القديم لان المسيح والعهد الجديد لم يبدأ الا بعد تعميد المسيح وإنتهاء خدمة يوحنا المعمدان.

كان المسيح راغباً في الخضوع لمعمودية يوحنا المعمدان بل وأصر عليها بالرغم من إعتراضات يوحنا بعدم إستحقاقه ان يُعمد المسيح. لكن لان الرب يسوع كان يقوم بدوره كالمسيا قبل ان يخضع لكل متطلبات الناموس.

عندما دخل المسيح نهر الأردن لكي يستقبل معمودية يوحنا المعمدان كان هذا إعلاناً لبدأ المسيح لخدمته على الأرض بالجسد. فلم يُعمد المسيح فقط بل مُسِحَ من الروح القدس بمثابة الرسامة بإعتباره المسيح.

الخلاصة
معمودية يوحنا المعمدان كان إستعداداً لمجئ المسيح وإعلاناً لإقتراب ملكوت الله. قبل الرب يسوع الخضوع للمعمودية ليس إغتسالاً من خطاياه لانه بار وكامل لكن تلبية لجميع شروط المسيا المخلص وخضوعه للناموس.
معمودية المسيح ومسحه من الروح القدس كان إعلان ورسم لبداية المسيح لخدمته.

شواهد كتابية للتأمل
  • إشعياء 40: 3
  • متى 3: 13-17
  • مرقس 1: 1-5
  • كورنثوس الثانية 5: 21

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:32 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثامن والعشرون: مجد المسيح

http://www.prophetsong.mysite.com/im...d_of_glory.jpg


يميل الإعتقاد البشري الى تصوير المجد بالنتائج والإنتصارات والنجاح والشهرة الشخصية.
المجد بلغة الله ليس له علاقة بسلطان او غنى أو جمال مادي. مجد الله هو عظمة الله الفائقة وجمال روحه اللامع المشرق.

هذا المجد لم يكن دائماً ظاهراً في فترة خدمة المسيح لانه كما يُخبرنا الرسول البولس إن المسيح أخلى نفسه (فيلبي 2: 7) اخذاً صورة عبد كشبه الناس. وهذا يعني المسيح كان يملك المجد لكنه أختار أن يخلي نفسه منه في فترة مُعينة لغرض مُعين.

فالعهد الجديد مليئ بالإشارات لمجد المسيح وأوضحها هذه التي أختار فيها المسيح أن يظهر مجده لغيره، فأظهر مجده لتلاميذه في بداية خدمته (يوحنا 2: 11) وعندما صعد بالتلاميذ للجبل وصارت ثيابه بيضاء كالنور (متى 17: 3) الخ من الشواهد الكتابية التي توضح إعلان المسيح عن مجده.

ومن المهم التمييز بين مجد المسيح المشع المنور وبين إنعكاس نور الله في موسى في العهد القديم. فموسى أصبح نوراً لان مجد الله شع عليه وهو أصبح يعكس هذا النور. أما المسيح فهو أصل وسبب هذا المجد وبالتالي سبب ومصدر هذا النور (المجد).


الخلاصة
المجد الإلهي يختلف عن معنى المجد البشري الذي يُصور بالغنى والشهرة والإنجازات الشخصية. مجد الله هو جمال روح المشرق النابع من عظمته.
المسيح له كامل المجد الإلهي لكنه اختار ان يخلي مجده في بعض من فترة خدمته. المسيح أختار ان يظهر نوره ومجده في بعض الحوادث. مجد المسيح هو مجد الله وليس إنعكاسه كما حدث مع موسى في العهد القديم.

شواهد كتابية للتأمل
  • متى 17: 1-9
  • مرقس 13: 24-27
  • عبرانيين 1: 1-3
  • رؤيا 22: 4-5

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:33 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس التاسع والعشرون: صعود المسيح

http://www.how-to-pray-the-rosary-ev...sion-jesus.jpg


تخبرنا كلمة الله في الكتاب المقدس أن المسيح بعد صلبه وقيامته صعد الى السماء على مرأى من تلاميذه ورسله وعدد من الجموع. صعود المسيح إشارة الى دخول المسيح لمجده الذي أخلاه.

صعود المسيح وخروجه عن عالمنا يصوره لنا لوقا بأن سحابة أخذته عن أعين الذين كانوا يشخصون إرتفاع المسيح البهي الذي فيه إعلان لمجد الله المشرق.

صعود المسيح هو إشارة الى ذهابه الى مكان خاص لاجل مهمة خاصة، إذ ذهب الى يمين الآب لكي يُتوج ويُثبت كملك. كذلك صعد المسيح لكي يدخل قدس أقداس السماء مواصلاً عمله كرئيس كهنتنا الأعظم. جلوس المسيح عن يمين القوة فيه يمارس المسيح أيضاً دوره كديان العالم, فهو ديانشعوب وأمم الأرض كلها.

هذه الصورة ينقلها لنا الشهيد إستفانوس في أعمال الرسل 7، إذ شخص إستفانوس الى السماء وهو ممتلى من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله. فقال ها أنا أنظر السموات مفتوحة وإبن الإنسان قائماً عن يمين الله.

سكب الله روحه القدوس في الكنيسة بعد صعود المسيح، ليطبق عمل المسيح في الخلاص على المؤمنين.

الخلاصة
صعد المسيح بعد صلبه وقيامته تاركاً عالمنا ومعطياً لنا الروح القدس. في صعود المسيح دخل المسيح في مجده مُجدداً. في صعود المسيح غاية وغرض، إذ إنه توج كملك الملوك ليملك على كنيسته وليمارس دوره كرئيس الكهنة السماوي. في جلوس المسيح عن يمين الآب أخذ كرسي السلطان لكي يشفع فينا ولكي يدين كل من لم يؤمن به.

شواهد كتابية للتأمل
  • لوقا 24: 50-53
  • رومية 8: 34
  • رومية 14: 9-10
  • أفسس 4: 7-8
  • عبرانيين 9: 23-28

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:33 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثلاثون: يسوع المسيح الوسيط

http://endtimesrevelations.files.wor...-mediator.jpeg



مصطلح الوسيط يُعنى به الشخص الذي يقف بين شخصين او جماعتين في حالة حدوث نزاع راغباً المصالحة بينهم. وهذا المصطلح ينطبق تماماً على السيد المسيح بكونه الوسيط بين الله والإنسان.

فبحسب التعبيرات الكتابية فأن البشر في عداوة ضد الله بسبب تمردنا ورفضنا طاعة ناموس الله ولهذا السبب أصبحنا تحت غضب وعدل الله. وهنا يأتي دور المسيح ليُحقق المصالحة بيننا وبين الله، إذ عين الله ابنه وأرسله لكي يكون وسيطنا. جاء المسيح بكامل العظمة الألهية فهو الله المتجسد الذي أخذ الطبيعة البشرية وبارادته أخضع نفسه لمتطلبات ناموس الله.

مصالحة المسيح تختلف عن المصالحة البشرية، فالمسيح لم تكن مصالحته محاولة لإقناع الآب ان ينحي غضبه بل بالاحرى في مشورة الله الازلية كان هناك إتفاق تام بين الآب والابن بأن يأتي الابن كوسيط لنا بيننا.

وساطة المسيح كانت ناجحة لانه حقق السلام بين الطرفين إذ أعلن الرسول أن لنا سلاماً مع الله بواسطة المصالحة التي قام بها المسيح: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح".

الخلاصة
الوسيط هو الشخص الذي يعمل من أجل تحقيق المصالحة بين أطراف متنافرة. المسيح قام بدور الوسيط لمصالحتنا مع الله. الابن والآب كانا على إتفاق منذ الأزل ان يكون المسيح وسيطنا. عمل المسيح كوسيط يسمو عن أي وساطة بشرية.

شواهد كتابية للتأمل
  • رومية 8: 33-34
  • تيموثاوس الأولى 2: 5
  • عبرانيين 7: 20-25
  • عبرانيين 9: 11-22

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:34 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الواحد والثلاثون: وظيفة المسيح الثلاثية

http://www.jonathanfsullivan.com/wp-...ophet-King.jpg



تطرقنا في الدرس الماضية الى كون المسيح وسيط بين الإنسان والله وبين الله والإنسان. ووساطة المسيح هي بالحقيقة أحد وظائفه التي تصف عمله. السيد المسيح عمل ويعمل وسيعمل، بحسب وظائفه المختلفة.
وظيفة المسيح الثلاثية هو مصطلح يُستعمل لوصف أعمال المسيح المختلفة كنبي وكاهن وملك. قبل أن ننسب كل وظيفة للمسيح وكيفية تحقيقه لها، لنتعرف سوياً على هذه الوظائف بحسب الكتاب المقدس بصورة بسيطة ومختصرة:
  • النبي: هو وسيط بين الله وشعبه. وظيفته كانت التكلم مع الناس نيابة عن الله.
  • الكاهن: هو وسيط بين الشعب والله ووظيفته ان يتكلم مع الله نيابة عن الشعب.
  • الملك: هو من يملك على شعبه وأن تكون الرياسة على كتفيه.

فمن ناحية النبوة، كان المسيح نبي بل هو نفسه كان موضوع النبوة. فشخصه وعمله هما النقطة الأساسية لنبوة العهد القديم. أقوال المسيح كانت نبوية لأكثر من بُعد ففيه أعلن تحقيق النبوات وفيه أيضاً أعلن عن نبوات المستقبل. والمسيح لم يعلن كلمة الله فحسب بل هو نفسه كلمة الله.

من ناحية الكهنوت فالمسيح قام بدور الكاهن بل وبدور رئيس الكهنة أيضاً. قدم المسيح الذبيحة لمرة واحدة والى الأبد، فهو الذبيحة وهو مقدمها (كاهنها) أيضاً.

من ناحية المُلك، فالمسيح هو الملك على المؤمنين بكونه الملك الروحي الذي يملك على شعبه (المؤمنين) وله سلطان الخلاص والفداء.

كانت هذه الوظائف في العهد القديم يقوم بكل منها شخص منفصل. لكن هذه الوظائف الثلاثة تملثت بشكل سام في شخص يسوع المسيح ولكي نفهم عمل المسيح بشكل تام علينا ان لا ننظر لكل وظيفة بشكل منفصل بل علينا ان ننظر إليه وهو يعمل بهذه الوظائف الثلاثة جميعا.

الخلاصة
المسيح له ثلاثة وظائف رسمية. المسيح هو النبي بل هو موضوع وتحقيق نبوة العهد القديم. المسيح كاهن فهو الذبيحه وهو مقدمها. المسيح هو الملك فهو الممسوح ملكاً للملوك ورباً للأرباب. من المهم أن ننظر لأعمال المسيح من خلال وظائف المختلف جميعاً لكي نفهم أعماله ومعانيها.

للتعمق أكثر في هذا الموضوع أنصح قراءة المقالة التالية.

شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 110
  • إشعياء 42: 1-4
  • لوقا 1: 26-38
  • أعمال 3: 17-26
  • عبرانيين 5: 5-6

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:34 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثاني والثلاثون: القاب يسوع

https://files.arabchurch.com/upload/i...3160014972.jpg


أعطي يسوع الناصري ألقاب كثيرة أكثر مما أعطيت لأي شخصية تاريخية آخرى. نال يسوع الناصري القابه قبل التجسد وخلاله وبعده إتمام خطة الخلاص التي جاء من أجلها.

من باب الذكر لا الحصر نذكر نموذج من الألقاب التي أخذها يسوع: المسيح - الرب - ابن الإنسان - المخلص - ابن داود - رئيس الكهنة الأعظم - ابن الله - الألف والياء - السيد - المعلم - البر - النبي - نرجس شارون - سوسنة الأودية - الشفيع - أسد يهوذا - حمل الله - آدم الثاني.

من بين هذه الألقاب أخذ يسوع بعض الألقاب الرئيسية المهمة التي سنشرح معناها والدور الذي مثله يسوع فيها:

  1. المسيح: لعل هذا اللقب من أكثر الإلقاب إستعمالا فأصبح لقب ملازم أشبه بالأسم. لقب المسيح مأخوذ عن الكلمة العبرية المسيا التي تعني الممسوح.

    فكرة المسيا المنتظر في العهد القديم كانت تشير الى ذلك الملك الذي سيُمسح بشكل فريد من الروح القدس إشارة الى تعيينه كملك.

  2. الرب: لُقب يسوع بهذا اللقب في العهد الجديد مُعطيا له صورة مهمة عنه وعن شخصيته وطبيعته. هذا اللقب اُستخدم في ثلاثة طرق مختلفة:

    • صيغة أدبية: أستخدم هذا اللقب كصيغة مخاطبة أدبية بمعنا يا سيدي، اي للإحترام والتقدير.

    • صيغة السيادة: أستخدم هذا اللقب أيضاً للإشارة الى سيادة يسوع بكونه سيد او معلم.

    • صيغة الألوهية: استخدم هذا اللقب أيضاً للإشارة الى إلوهية يسوع.

  3. ابن الإنسان: أُعطي يسوع هذا اللقب لان العقيدة المسيحية تؤمن بأن المسيح له طبيعة اللاهوت والناسوت. فهو سمي ابن الله اشارة الى لاهوته وابن الانسان اشارة لناسوته. يُعتبر هذا اللقب من أكثر الألقاب التي أستخدمها يسوع للإشارة لنفسه ولناسوته.

  4. الكلمة: لقب الكلمة يُعد من اكثر الألقاب الذي اثار إهتماماً فلسفياً ولاهوتياً. فمقدمة انجيل يوحنا تحسم لنا فهم هذا اللقب والعقيدة التي فيه. الكلمة هي باللغة اليونانية اللوغس logos تشير الى الاقنوم الثاني في الثالوث القدوس.


شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 1: 1-2
  • متى 9: 1-8
  • متى 16: 13-21
  • يوحنا 1: 1-18
  • رؤيا 19: 11-16

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:35 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثالث والثلاثون: الوهية الروح القدس

http://www.examiner.com/images/blog/...prt%281%29.jpg

عقيدة الوهية الروح القدس قُبلت في الكنيسة منذ فجرها بصورة عامة ولم تكن موضوع نقاش كما هو الحال مع الوهية المسيح. بطبيعة الحال النقاش في الوهية المسيح لا يعني نفيه لكن موضوع الوهية الروح القدس لم يسبب نقاشات وهرطقات وبُدع لان الروح القدس لم يأخذ شكل إنسان كما هو الحال مع تجسد الكلمة الابن.

الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يقدم الروح القدس والوهيته بكل وضوح فقد نُسبت الصفات اللاهية والسلطان الالهي للروح القدس. فنرى مثلاً الرسول بولس يذكر "لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله. لأن مَن مِن الناس يعرف امور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد الا روح الله". بنفس النغمة نرى المزامير تؤكد الوهية الروح القدس "أين أذهب منروحك ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت الى السماوات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت".

لا ننسى أيضاً البركة الختامية التي كان يستعملها الرسول بولس مساوياً بين الأقانيم الثلاثة: "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم".

الخلاصة
عقيدة الوهية الروح القدس عقيدة مقبولة منذ فجر الكنيسة إذ لم تكن موضوع نقاش او جدال. الكتاب المقدس بعهديه ينسب الالوهية للروح القدس بنسب الصفات الالهية والسلطان الالهي للروح القدس.


شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 1: 1 - 2
  • أعمال 5: 3 - 4
  • رومية 8: 9-17
  • كورنثوس الأولى 6: 19 - 20
  • أفسس 2: 19-22

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:35 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الرابع والثلاثون: الشهادة الداخلية للروح القدس

http://cdn2-b.examiner.com/sites/def...4e6be80ecb.jpg


الشهادة عامة تستخدم للمصادقة على أمر ما في قضية ما لبيان حقيقة ما، فكلما كان الشاهد جديرابالتصديق كلما كان للشهادة ثقل أكبر في حسم القضية وبيان الحقيقة.

ذكرنا في الدرس السابق إن الكتاب المقدس يعلن إلوهية الروح القدس والسلطان الإلهي المنسوب له بعرض الأدلة الكافية على مصدره الإلهي لكن هذه الأدلة غير كافية لإيمان البعض الا بمساعدة وختم القلوب بشهادة الروح القدس. بمعنى إنه من الممكن ان نقدم الدليل العلمي والموضوعي على صحة الكتاب المقدس وصحة الرسالة التي فيه لكن هذا ليس ضمان ان يؤمن كل الناس بما فيه.

هنا يأتي عمل الروح القدس إذ يساعد بشهادته الداخلية على قبول الدليل والإيمان بالشهادة التي يشهد لها، إذ هي بقيمتها أعظم شهادة لانها نابعة من شخص جدير بالثقة، اي الله نفسه الكامل الذي لا تشوب شهادته اي شائبة، فالروح القدس ليس محل شك.

وحقيقة شهادة الروح القدس لا تعني تقديم أدلة جديدة او معلومات سرية غير معلنة لمن لم يؤمن لكن مساعدة الروح القدس تساعدنا على قبول الحق والتغلب على مقاومته.

الخلاصة
بالرغم من ان الكتاب المقدس يقدم الدليل على صحته الا انه لا يعني بالضرورة ان كل الناس ستؤمن به. الروح القدس يساعد ويعمل في قلوبنا لكي نتقبل الحق الإلهي. شهادة الروح القدس جديرة بالثقة تماماً فهي ليست شعور بشري وقتي.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 15: 13
  • أعمال 5: 32
  • أعمال 15: 28
  • رومية 8: 16
  • غلاطية 5: 16-18

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:36 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الخامس والثلاثون: ارشاد الروح القدس


سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي. هكذا يصف كاتب المزامير كلام الله. فالكتاب المقدس هو مصدر نور الكل بحاجة له. بالرغم من ان الاسفار المقدسة نفسها تعد نوراً لنا الا اننا بحاجة الى ارشاد الروح القدس حتى نرى نور الكتاب المقدس ونفهم اجزائه بوضوح اكبر. فالروح القدس الذي يرشدنا هو نفسه الروح القدس الذي اوحى بالاسفار المقدس لكتابها.

عمل الروح القدس هو ارشادنا ومساعدتنا على سماع وفهم كلمة الله وقبولها وتطبيقها في حياتنا بصورة صحيحة.

في نفس الوقت علينا ان نعرف الفرق بين إرشاد وانارة الروح القدس وبين الرؤيا. لاننا اصبحنا نسمع عن اشخاص ومؤسسات تتكلم عن إعلانات إلهية حديثة جديدة تختلف بمضمونها مع الكتاب المقدس. المسيحية تنكر مصطلح ان يعطي الله معاير كتابية جديدة تختلف عن ما هو في الكتاب المقدس يدعي أصحابها انهم تلقوها من الروح القدس. عمل الروح القدس هو ارشادنا وتنورينا وليس تزويد البعض منا بمعلومات واعلانات الهية جديدة مخالفة لما اعلنه الله في كلمته المقدسة في الكتاب المقدس. فالروح القدس لا يعطي اي تعليم ضد كلمة الله.

الخلاصة
الروح القدس يرشدنا يساعدنا على فهم الكتاب المقدس وتطبيقه في حياتنا. ارشاد الروح القدس لا يحتوي على معلومات واعلانات جديدة تخالف الكتاب المقدس، بل هو ارشاد توضيحي يساعدنا على فهم كلمة الله والعمل بها.


شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 16: 13-15
  • كورنثوس الأولى 2: 9-16
  • بطرس الثانية 1: 21

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:37 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السادس والثلاثون: معمودية الروح القدس

http://www.chaldeanllmaseh.com/up2/md/653689.jpg


معمودية الروح القدس هو عمل روح الله الخاص في قلب المؤمن لتوحيده مع المسيح والمؤمنين ومنحه مواهب الخدمة لحظة الخلاص.

كورنثوس الأولى 12 : 12-13



12. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌكَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً.
13. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَارُوحاً وَاحِداً.


النص الكريم اعلاه يوضح لنا ان كل المؤمنين قد أعتمدوا بالروح وسقيوا من روح واحدة، اي الروح القدس. فلا حاجة لعمل اي شئ آخر للتعمد بالروح القدس فهو ليس عمل ثاني منفصل عن لحظة الخلاص. فالكتاب المقدس لا يحتوي على اي نص يشجع به على معمودية الروح القدس كعمل منفصل يعمله المؤمن بعد إيمانه.

معمودية الروح القدس هو واقع كل مؤمن، فكما نحن نشترك في إيمان واحد واله واحد كذلك نحن في معمودية واحدة. فهي ليست عطية معطاة للبعض فقط، بل ينالها كل مؤمن لحظة إيمانه وخلاصه.

علينا ان نفهم في نفس الوقت ان هناك فرق بين لحظة الخلاص (الولادة السماوية) وبين معمودية الروح القدس، فالأولى يحظى فيها المؤمن بالخلاص والثانية يأخذ قوة وموهبة الخدمة من الروح القدس. هم عملين مختلفين في النوع لكن بدون فسحة زمنية، فقوة الروح القدس تُعطى لحظة الولادة السماوية.

الخلاصة
معمودية الروح القدس هي عمل روح الله الذي فيه يعطي المؤمن مواهب الخدمة والوحدة في جسد المسيح. معمودية الروح القدس هي لكل المؤمنين ويحظى بها المؤمن لحظة خلاصه. فهي ليسشئ يُعطى لبعض الناس ولا شئ يحتاج لطقوس معينة بعد الإيمان.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوئيل 2: 28-29
  • يوحنا 7: 37-39
  • أعمال الرسل 2: 1-11
  • كورنثوس الأولى 12
  • كورنثوس الأولى 14: 26-33

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:38 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس السابع والثلاثون: الروح القدس المعزي

http://ekklesiaministries.co.za/wp-c...her_Helper.jpg


في الليلة السابقة للصلب تكلم المسيح عن الروح القدس ووعد بأنه سيرسل معزياً آخر (يوحنا 14 : 16) وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. والمعزي هنا تأتي أيضاً بمعنى المعين او المشير.

من الجدير بالذكر ان المسيح وعد ان يرسل معزياً آخر، إذ كان يقصد نفسه بأنه المعزي الأول في فترة وجوده بالجسد ورعيته اذ يذكر لنا الرسول يوحنا في رسالته الأولى 2 : 1 يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.

كان المسيح شفيعاً في فترة وجوده على الأرض لكن عندما اقترب رحيله عن العالم طلب ان يعطينا الآب معزياً آخر في فترة غيابه بالجسد. الروح القدس هو المعزي بديلا عن المسيح فهو ممثل المسيح.

الروح القدس كمعزي ومعين ومرشد لنا يقوم ببعض المهمات في حياتنا الروحية:
فهو يساعد المؤمن في مخاطبة الآب بحسب قول الرسول بولس (رومية 8: 26) وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاًيُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا.

فهو يساعد المؤمن على مخاطبة العالم بحسب وعده في مرقس 13: 11فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْفَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذَلِكَ تَكَلَّمُوا لأَنْلَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ.

فهو يعزي المؤمن لانه مصدر التعزية عندما نواجه اي حزن أو ظلم في حياتنا.

فهو مصدر القوة الذي نحتاج اليه إذ هو يمدنا بالقوة والشجاعة بل ويقوينا ايضاً حتى يعظم إنتصارنا في المسيح.

الخلاصة
يسوع المسيح هو المعزي الأول. طلب المسيح ان يكون الروح القدس معزينا في فترة غيابه عنا بالجسد. الروح القدس يعمل في حياتنا كمعزي بطرقة مختلفة، فهو يشفع فينا وينطق من خلالنا تجاه الآب وتجاه العالم ويعزينا ويمدنا بالقوة.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 14: 16-18
  • أعمال 19: 1-7
  • رومية 8: 26-27
  • غلاطية 4: 6

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:38 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس الثامن والثلاثون: الروح القدس الذي يقدسنا

http://www.fuentesevangelism.com/hol...-by-power5.jpg


يدعو الله كل واحد منا الى القداسة، الى ان نعكس طبيعته المقدسة في حياتنا (بطرس الأولى 1: 15-16) 15. بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. 16. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ».

المشكلة التي تواجهنا كبشر هي اننا خطاة ولسنا قديسين بطبيعتنا، بل العكس تماماً. لذلك نحن نحتاج للروح القدس ان يعمل فينا من اجل ان يجعلنا مشابهين لصورة المسيح ومن اجل ان يجعلنا قديسين.

الروح القدس يعمل على ان يجعلنا قديسين من ناحية ان يضفي علينا القداسة ويجعلنا ننمو كقديسين وابرار. هذه العملية تبدأ من لحظة وعينا بأننا مسيحيين الى لحظة انتقالنا الى الابدية اذ يتحول المؤمن حينها للقداسة بالصفة النهائية والتامة الى الابد.

عمل الروح القدس من اجل تقديسنا هو عمل تعاوني نشترك نحن فيه أيضاً من اجل النمو في القداسة كما يقول الرسول بولس في رسالته لكنيسة فيليبي 2: 12-13:
12. إِذاً يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدّاً فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، 13. لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.

الروح القدس يسكن في المؤمن ويعمل فيه بإستمرار كي يعطيه حياة وقلب يتسمان بالبر والقداسة.


الخلاصة
الله يدعونا ان نكون قديسين وان نعكس قداسته في حياتنا. طبيعتنا كبشر ليست مصدر قداسة ولذلك نحتاج لقوة خارجية تساعدنا. الروح القدس هو القوة التي تساعدنا وتقدسنا من لحظة إيماننا الى لحظة إنتقالنا الى الابدية.
عملية تقديس المؤمن عملية يشارك فيها المؤمن لكي ينمو في الايمان.

شواهد كتابية للتأمل
  • يوحنا 15: 26
  • كورنثوس الثانية 3: 17-18
  • غلاطية 4: 6
  • فيليبي 2: 12-13
  • بطرس الاولى 1: 15-16

Rita Fady 02 - 01 - 2014 10:39 AM

رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
 
الدرس التاسع والثلاثون: مخلوقين على صورة الله

http://a3.ec-images.myspacecdn.com/i...e6c98995/l.jpg

يقول لنا الكتاب المقدس إننا خُلقنا على صورة الله وشبهه تكوبن 1: 26-27
26. وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ». 27. فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ.

فالبشر أيقونات الله اي مخلوقات خُلقنا ولنا قدرة فريدة على ان نعكس طبيعة الله. كوننا مخلوقين على صورة الله وشبهه معناه اننا نشبه الله في صورة معينة ما فهناك شبه بيننا وبين الله من ناحية كون كل منا كائن عاقل أدبي، أي اننا وكلاء أدبيون انعم الله علينا بعقل وقلب وإرادة. هذه الأشياء مجتمعة جعلت من الممكن لنا ان نعكس قداسة اللة.

لكن عند سقوط الإنسان في الخطيئة حدث امر رهيب أذ قد شوهنا صورة الله التي نعكسها فيناوقدرتنا على ان نعكس قداسته تأثرت الى درجة أصبحت فيها قدرتنا على عكس قداسة الله ضعيفة.

لكن مع ذلك فلم تدمر السقطة بشريتنا ولا فرصتنا في إستعادة القدرة على عكس قداسة الله وصورته فينا لان ذلك تحقق بواسطة المسيح الذي أعطانا الى ملء صورة الله.

الخلاصة
خلق الله الإنسان على صورته وكشبهه. هناك تشابه بين الله وبين الإنسان الذي خلقه بعقل وقلب وإرادة التي اعطت للإنسان إمكانية عكس قداسة الله.
عندما سقط البشر في الخطيئة تشوهت صورة الله وقابليتنا على عكس قداسته. لكن بالمسيح أصبح لنا القدرة على عكس قداسة الله من جديد في الروح القدس الذي يقدسنا.

شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 9: 6
  • رومية 8: 29
  • كورنثوس الأولى 15: 42-57
  • كولوسي 1: 15


الساعة الآن 11:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025