حكمة الشخص المتواضع أشبه بجواز سفر به يعبر الحياة سواء كان في فقرٍ أو غِنَى، في ضيقٍ أو فرجٍ، في مرضٍ أو صحةٍ. ينطلق لتُجلِسه الحكمة الحقيقية المتواضعة وسط العظماء. أما الأحمق فيظن بمقتنياته وغناه ومواهبه ودراساته وقوته ومظهره الخارجي أنه قادر أن يقتحم مجالس العظماء في العالم، بل ويجلس في مُقَدِّمتهم، ولا يدري أن ما يفعله يكشف عن ضعفاته وحماقته وكبريائه، فإذا به ينحدر في عيني الله وأعين الكثيرين ليجلس كما في مزبلةٍ. هذا ما دعا الرسول بولس أن ينصحنا بأنه لا يجوز للإنسان أن يرتئي فوق ما ينبغي، وإنما إلى التعقُّل (رو 12: 3).
من يقتني الحكمة ينطلق بروح التواضع في آخر الصفوف مع ربِّ المجد يسوع الذي صار عبدًا وصُلِب بين لصّين أثيمين، فيحمله رب المجد، ويدخل بقلبه وفكره إلى المقادس السماوية. أما من يسلك بكبرياء في حماقة فينهار مع إبليس ما لم يرجع إلى نفسه بالتوبة.