رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
داعش فى المنيا لقد طفح الكيل
فى عام 1806 حدث خلاف بين تاجر مسلم، وشخص مسيحى بسبب قطعة قماش تالفة، وإنتهت المشادة بأن التاجر المسلم قتل الرجل المسيحى !!. وسارع التجار المسلمون، لحماية زميلهم، والتستر عليه، والمطالبة بالاكتفاء بدفع الدية فقط لكن محمد على تدخل شخصيا، وأصر على إعدام التاجر المسلم وهنا ثار الرعاع والدهماء ثورة عارمة، بقيادة مشايخ الأزهر، إستنادا للحديث الضعيف "لايقتل مسلم بكافر" !!. لكن محمد على كان حازما صارما، وأصر على إعدام القاتل وبالفعل تم إعدام التاجر المسلم، على رؤوس الأشهاد فلا مجال عند محمد على للمجالس العرفية، و"معلش"، و"علشان خاطرى"، و"بيت العيلة".إلخ. ولم يكتفى محمد على بذلك بل إنه أرسل مندوبا من طرفه، طاف بالأسواق، وأعلن للجميع أن الإعدام سوف يكون مصير كل من يجرؤ على تكرار هذه الفعلة الشنعاء ومنذ ذلك التاريخ دخل الدهماء ورجال الدين جحورهم رعبا وهلعا واستتب الأمن تماماً لمحمد على طوال مدة حكمة (40 سنة) تفرغ خلالها محمد على لإقامة نهضة كبرى، شملت كل نواحى الحياة، (تعليمية، وزراعية، وصناعية، وتجارية، وعسكرية) وأصبحت مصر فى عصره دولة كبرى هذا هو الدرس الأول الذى قدمه لنا محمد على باشا فما رأيك ياسيسي؟ لكن محمد على لم يكتفى بذلك. فلقد تميز عصره بالآتى:--- (1). كان الأقباط مجبرين على ارتداء أزياء معينة ذات لون أسود، وكانت خاصة بهم وحدهم فقط، وذلك بقصد السخرية منهم والاستهزاء بهم !!. وقد ألغى محمد على هذا التقليد، وسمح لهم بارتداء الكشمير الملون كما أمر محمد على أيضا، بعدم إجبار الأقباط على إرتداء الجلاجل الحديدية، التى كانت تسبب لهم إزرقاق عظام الترقوة. (2). لم يرفض محمد على مطلقا، أى طلب لإصلاح كنيسة قديمة، أو لبناء كنيسة جديدة (3). كان محمد على أول حاكم مسلم، يمنح الأقباط رتبة الباكوية، عرفانا منه بخدماتهم لمصر (4). قبل محمد على لم يكن مسموحا للأقباط بركوب الخيل والبغال وكان المسموح لهم به، هو فقط ركوب الحمير ولما جاء محمد على سمح لهم بركوب كل الدواب، شأنهم شأن المسلمين (5). لم يكن مسموحا للأقباط بزيارة الأماكن المقدسة لكن محمد على سمح لهم بزيارتها، وأوصى بحمايتهم وإكرامهم عند زيارة القدس. (6). سمح محمد على للأقباط بحمل السلاح، وذلك لأول مرة منذ دخول عمر بن العاص مصر (7). فى عام1837 صار كبار الموظفين، فى عهد محمد على من كبار ملاك الأراضى الزراعية ولم يفرق محمد على بين مسلم ومسيحى فى تملك الأراضى وزراعتها (8). فى عام 1839 صدر مرسوم، بأعفاء الأقباط من دفع الجزية لقد كان محمد على حاكماّ عبقرياً، ولذلك فقد أدرك أنه لكى ينهض بمصر، ويقيم الدولة القوية الحديثة، فلابد من الاستفادة من كل الخبرات والكفاءات المصرية، بصرف النظر عن ديانتهم والالتزام بمبادئ العدالة، أو ما نسميه فى أيامنا هذه "المواطنه" وتطبيقاً لهذه الأفكار، نقرأ فى كتاب "قصة الكنيسة القبطية" ص262 مايلى :-- "أسند محمد على منصب كبير المباشرين، إلى المعلم غالى أبو طاقية (والمباشرون هم من كانوا يقومون بجمع الضرائب) ومنصب كبير المباشرين، يعادل حاليا منصب وزير المالية وكان المعلم غالى هو اليد اليمنى لمحمد على وقد وضع نظاما متقدما لجباية الضرائب" ويقول "أمير نصر" فى كتابه "المشاركة الوطنية للأقباط فى العصر الحديث" ص21، أن الأقباط قد تبوؤا مراكز عليا فى الدولة حيث قام محمد على بتعيين نسبة كبيرة منهم حكاما للأقاليم (وهذا المنصب يعادل اليوم منصب المحافظ) فمثلا :-- (1). تم تعيين فرج أغا ميخائيل، حاكما لمركز دير نواس. (2). تعيين بطرس أغا أرمانيوس مأمورا لمركز وادى برديس (وتضم قنا ومديرية جرجا). (3). تعيين ميخائيل أغا عبده حاكما للفشن ببنى سويف (4). تعيين تكلا سيداروس حاكما لبهحورة (5). تعيين أنطون أبو طاقية حاكما للشرقية (6). تعيين مكرم أغا حاكما لأطفيح وآخرين غيرهم (7). وبالإضافة لهذا كله فقد قام محمد على بتعيين المعلم وهبة إبراهيم فى منصب كبير الكتبة وهذا المنصب يعادل حاليا منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية (8). كما اختار محمد على، المعلم باسيليوس ليتولى الإشراف على التنظيم الإدارى وبالإضافة لهذا فقد أحاط محمد على نفسه بعدد من المستشارين الأقباط ونحن نقدر لك ياسيسي إخلاصك الشديد، وإعجابك بتجربة محمد على ولكن لايصح أن تتجاهل أهم مافى هذه التجربة وهو إعمال مبدأ "المواطنة" وأُذكر الجميع بما كتبه الشيخ محمد عبده، فى المنار، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الأسرة العلوية كتب يقول :-- "إن لمحمد على ثلاثة أعمال كبيرة، أولها تأسيس حكومة مدنية" (أى بلغة عصرنا حكومة علمانية) وأختم حديثى، بما قاله المؤرخ المصرى عبد الرحمن الرافعى، فى كتابه "عصر محمد على" :-- "إن النهضة الكبرى التى أقامها محمد على فى كافة المجالات، قد قامت على فصل الدين عن السياسة، ونشر التعليم المدنى فى مصر، وفتح أبوب المدارس أمام المسلمين والمسيحيين على السواء، وتحويل شيوخ الأزهر إلى موظفين إداريين يتلقون رواتبهم من الخزينة المصرية" إنقذوا أقباط المنيا تسقط إمارة داعش فى المنيا لقد طفح الكيل |
|