الأنبا مكاريوس كان يعلمنا أن أي مشكلة يتعرض لها لا يلجأ أبداً للرؤساء أو البشر إنما لله وحده كان دائماً يقول: "أنا لا أعرف أحداً سوى الرب يسوع المسيح"، ثم يصلى قداسين أو ثلاث قداسات بعد الظهر في أيام الصوم فكانت المشكلة تُحل. أما عن صلواته الخاصة فقد كان بسيطاً وفي نفس الوقت عميقا جداً. فما كان يحس به في داخل قلبه يتكلم به مع اللَّه بدالة الحب. كانت حياته كلها أسراراً كالكنز المخفي. وكان دائماً يقول لنا مثل: "داري على شمعتك تقيد"، فلم يكن يحب الظهور ولا يحب أن يكشف تدبيره لأحد. لا يريد أن يعلم أي أحد أي شيء عنه، بل يعمل ويخدم بهدوء وفي الخفاء حتى لا يمتدحه أحد. كثيرون ظنوا فيه أنه إنسان بسيط لا يعلم شيئاً وشكّوا فيه، وكثيرون جداً لم يدركوا الدرجة الروحية العالية التي وصل إليها، فقد كان ماهراً جداً في إخفاء فضائله لكي لا يشعر به أحد ليمتدحه فيضيع أجره. وماهراً أيضاً في إخفاء ذاته حتى في ضمائر الناس.