رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يشير اشعيا لدور الرّبّ الراعي حينما يرافق الحمل الّذي وُلدَّ حديثا وأمّه الّتي تسير ببطء بسبب ثقلّ صدرها باللبن بعد ولادة حملها قائلاً: «يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيداً» (اش 40: 11). فهو يقودنا حينما نستجيب لندائه باستقامة حياتنا وعلاقتنا به. نسمع صوت المعمدان يدعونا للإستقامة قائلاً: «يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ، مَن لَستُ أهلاً لِأَن أَنَحنِيَ فأَفُكَ رِباطَ حِذائِه. [...] هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس"» (مر1: 7-8). فهلا نستجيب بالذهاب نحو مَن يجعل حياتنا مستقيمة برّوحه القدوس وهو سيأتي خصيصًا ليًقوّيم إعوجاجنا. يمكننا اليّوم أنّ نتسأل ماذا فعلنا بهذه الكلمة الّتي تحمل لقلوبنا خبر سّار؟ عاش شعب إسرائيل تجربة قوية مع الرّبّ وتمّ تقوّيمه بتدخله وأدرك في رسالة التعزيّة إنجيلاً له، فهل يمكننا أن نقول اليوم إننا ننتظر "مجيء الله" بنفس الحماس؟ إن زمن المجيء يعيد كلمة "الإنجيل" إلى مركز حياتنا ويدعونا للإستجابة بالإستقامة من كلّ إعوجاج حلّ بنا. زمن المجيء "يبشر" عصرنا، زمن كل رجل وامرأة، مُعلنًا أنّ هناك مّن ينتظرنا وأنّ هويّة هذا الشخص هي إنجيلاً لنا أي خبراً مبهج لحياتنا. يذكرنا زمن المجيء أننا كمسيحيين لسنا مَن ننتظر بخوف وحزن هذا المجئ الـمُفرح، بل نعرف أنّ زّمننا هو حارس البشرى السارة، يُخّمره الله من الداخل ويخلق الحداثة حيث يبدو كل شيء مستقيم بكلمته. مدعوين بالحرص بأمانة على هذه الكلمة الجديدة الّتي نطق بها الله في المسيح يسوع لتحرير الإنسان من كل مخاوفه الّتي تجعله معوجًا. نحن مسؤولون عن بث الخبر السّار، متى إستجبنا لنداء الإستقامة. |
|