رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ» (تكوين1:1) لو أننا فصلنا الكلمات الأربع الأولى من تكوين 1:1 عن باقي العدد، فإنها ستُشكِّل نوعاً من شعار لحياتنا جميعاً، يقول؛ «أوّلاً ﷲ». نجد هذا الشعار قد إقتُرح في الوصية الأولى؛ «لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي» (تكوين02:3)، فلا أحد ولا شيء ينبغي أن يأخذ مكان الإله الحي الحقيقي. نتعلَّم هذا الدرس من قصة إيليا والأرملة التي كان لديها ما يكفي من الدقيق والزيت لعمل رغيف أخير لها ولإبنها (ملوك الأول12:17). ومما يدعو إلى الدهشة أن قال لها إيليا: «إعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً»، مع أن هذا يبدو أنانية لكنه لم يكن كذلك، كان إيليا يُمثلّ ﷲ، فكأنه يقول؛ «ضعي ﷲ أوّلاً ولن يخيب ظنكّ بأن يزوّدك بكل ضروريات الحياة». لقد علَّم الرَّب يسوع نفس الشيء بعد قرون في الموعظة على الجبل حيث قال: «لَكِنِ أطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرهُ وَهَذهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متى33:6). إن الأولوية المركزية في الحياة هي ملكوت ﷲ وبرُّه. لقد أكَّدَ المخلِّص مجدداً مطالبته السابقة، في لوقا26:14، «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَإمْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً»، لذا فيجب أن يكون للمسيح المكانة الأولى. لكن كيف نضع ﷲ في المرتبة الأولى؟ فإنه لدينا عائلة لنهتم بها، وعندنا وظيفتنا المدنية لنفتكر بها، ثم عندنا العديد من الواجبات التي تصرخ كلها لتأخذ أوقاتنا ومواردنا. يمكننا أن نضع ﷲ في المرتبة الأولى بأن نحبّه محبة بحيث تَظهَر كل محبة أخرى وكأنها كراهية بالمقارنة بها، بأن نستخدم كل شيء مادي كوكالة منه، متمسّكين فقط بالأشياء التي يُمكن إستخدامها فيما يتعلّق بملكوته، وبإعطاء الأولوية لأمور ذات نتائج أبدية، متذكّرين أنه حتى الأشياء الجيدة في بعض الأحيان تكون عدواً للأفضل. إن مصلحة الإنسان الأولى تكمن في علاقته الصحيحة مع ﷲ، فالعلاقة الصحيحة هي عندما يُعطى ﷲ المكانة الأولى، وحتى عندما يضع الإنسان ﷲ في المرتبة الأولى، إلاّ أنه سيواجه بعض المشاكل ويجد الإكتفاء في هذه الحياة، لكن عندما يضع ﷲ في المرتبة الثانية، فسوف لا يحصل إلاّ على المشاكل وبؤس العيش. |
|