رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التطبيق المسيحاني: لا يشير المَثَل إلى التطبيق التاريخي وإنما أيضا إلى التطبيق المسيحاني، وهو رفض اليهود للمسيح ثم صلبه وقتله، كما ورد في المَثَل "فأَمسَكوهُ وأَلقَوهُ في خارِجِ الكَرْم وقتَلوه" (متى 21: 39). ويمكننا أن نقرأ هذه الآية على ضوء الأحداث التي حصلت ليسوع. أخرجوا يسوع خارج الكَرْم، خارج اورشليم، وقتلوه وقد عرفوا أنَّه الوارث. لقد رفضوا المسيح وقتلوه صلبًا، وهذا ما صرّح به بولس الرسول "إِذا سَقَطوا مَعَ ذلِك، يَستَحيلُ تَجْديدُهم وإِعادَتُهم إلى التَّوبَة، لأَنَّهم يَصلِبونَ ابنَ اللّهِ ثانِيَةً لِخُسْرانِهِم وُيشَهِّرونَه" (العبرانيين 6: 6)، ولكن هذا الابن الذي يُقتل سيقوم. يشير المَثَل أيضا إلى نصر يسوع النهائي ورفعته بقيامته. فقد قالَ يسوع لليهود " أَما قَرأتُم قَطّ في الكُتُب الحَجَرُ الَّذي رذَلَهُ البنَّاؤُونَ هو الَّذي صارَ رَأسَ الزَّاوِيَة. من عِندِ الرَّبِّ كانَ ذلك وهو عَجَبٌ في أَعيُنِنا"(متى 21: 42). فالموت والرفض من قبل النَّاس لم يكونا إلا فرصة لخروج يسوع مُنتصرًا ويقوم من الموت مُظفّرًا ومُمجّدًا ليُجدِّد العَالَم. يشبِّهَ متى الإنجيلي يسوع المَصلوب بحجر زاوية، لأنه يجمع الشَّعبين معًا: إسرائيل والأمم في إيمان واحدٍ وحبٍ واحد. كما جاء في تعليم بولس الرسول " إِنَّه سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة" (أفسس 2: 14). فمن الصليب خرج الشَّعب الجديد، أي الكنيسة، ومن خلالها وبواسطتها سيقود كَرْمَه حتى النهاية، كما يؤكِّده لنا بنفسه " أنا الكَرْمةُ وأَنتُمُ الأَغصان. فمَن ثَبَتَ فيَّ وثَبَتُّ فيه فَذاكَ الَّذي يُثمِرُ ثَمَراً كثيراً لأَنَّكُم بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً"(يوحنا 15: 5). لذلك يوصي القديس البابا يوحنّا بولس الثاني " ابحثوا عن الرَّبّ يسوع المسيح، أنظروا إليه وعيشوا فيه! هذه هي رسالتي لكم: فليكن "الرّب يسوع المسيح نفسه حَجَرَ الزَّاوِيَةِ" (أفسس 2: 20) في حياتكم وفي الحضارة الجديدة الّتي عليكم أن تبنوها بروح التّعاضد السّخي والمشاركة" (حديث بتاريخ 02/04/1987 موجّه إلى شباب التشيلي). المسيح الذي لم يكن إنسانًا، لكنه صار إنسانًا، وليس فقط إنسان بل أخذ صورة العبد وحمل ذلك الصليب حتى الموت، رفعه الله وأعطاه سلطانًا على كل ما في السَّماوات والأرض. وأعطى لكل من يؤمن به المقدرة لمشاركته في هذا المِيراث. بهذا يمكننا أن نفهم عبارة الرسول بولس "فلْنَخرُجْ إِلَيه إِذاً في خارِجِ المُخَيَّمِ حامِلينَ عارَه" (عبرانيين 13: 13). بمعنى آخر، لا ينتظر المؤمن -وهو يقدم كل الحب للعالم -أن يردَّ له العَالَم الحُبَّ بالحُبِّ، وإنما يردَّ له محبته بالطَّرد خارجًا ليحمل مع فاديه صليبه ويقبل عاره. وهذا ما صرّح به يسوع "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني" (متى 16: 24). والمسيح يسوع بكونه الابن والوارثٍ الحقيقيٍ وله السلطان لدى الآب صار إنسانًا، ودعا الذين آمنوا به إلى شركة مملكته فيكون مالكًا معهم، حيث أنَّ كل من يقبل المسيح ويؤمن به وتعاليمه يُصبح عضوًا من شعب الله الجديد ووارت للمَلكوت كما ورد في تعليم بولس الرَّسُول: "فإِذا كُنَّا أَبْناءَ الله فنَحنُ وَرَثة" (رومة 8: 17). يسوع حمل لقب "وارث" كرأس للكنيسة لكي ترث باسم رأسها ومعه وفيه ما هو له. ولذلك فإن كلّ شيء يكون لنا بالقدر الّذي نكون فيه أبناء، كما جاء في تعليم بولس الرسول " إِذا كُنَّا أَبْناءَ الله فنَحنُ وَرَثة: وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث" (رومة 8، 17)؛ يعلق القدّيس أنسيلموس " سيقيم الله خدّامه الصالحين والأمناء على الكثير من الخيرات (متى 25: 21)؛ بل أكثر من ذلك، "فإنّهم أبناءَ الله يُدعَون" (متى 5: 9)، فَهُم في الواقع أبناء، لأنّه حيث يكون الابن، يكون هناك أيضًا "وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث" (حديث عن وجود الله ( Proslogion, 25-26)، وإذا بقينا في علاقة مع الآب، فكلّ شيء سيُعطى لنا، ويُزاد مجانًا، كما وعد السيد المسيح "َاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه "(متّى 6، 33). فالمسيح الآن "حجر البناء" يقدم الرَّحمة والغُفران، ولكنه في الدَّينونة يصبح "حجرًا ساحقًا" لمن يرفضوه الآن. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مَثَل الكرَّامين | يروي مَثَل الكَرَّامين القَتَلة عن رجل لديه كَرْم |
مَثَل الكرَّامين | التطبيق الروحي |
مَثَل الكرَّامين | التطبيق التاريخي |
مَثَل الكرَّامين | "بَعضَ الكرَّامين" |
مَثَل الكرَّامين |