فيه قطاع كبير من المسيحيين مش متفهمين مفهوم (الستر) كويس
يعني مثلا لما يشوفوا واحد غلطان وظالم (خصوصا لو رجل دين او خادم) يقولك : ملناش دعوة وربنا يحاسبه ونلاقيهم بيعيدوا فالايات ذي (لاتدينوا لكي لا تدانوا- المحبة تتأني وتستر) ..
والحقيقة انك تستر علي اخطاء وعيوب الناس فعلا فضيلة جميلة واخلاق حميدة مفيش كلام وكلنا بشر وبنغلط بلاشك...
بس لازم نفكر كويس فالاختلاف بين (الستر) و (التستر) يعني مثلا لما تشوف انسان بيغلط فحق نفسه بدون ميأذي او يظلم الاخرين طبعا لازم تستر عليه مش تفضحه ووقتها هتكون فعلا بتطبق تعاليم المحبة اللي علمها المسيح...
لكن معلش لما تشوف واحد بيغلط وبيأذي الاخرين (خصوصا لو فموقع مسئولية) فمفيش حاجة اسمها ستر فالنقطة دي.... وبالعكس ده كده اسمه (تستر) لانك وقفت عالحياد فوقت انت شايف فيه ظالم بينشر سمومه وظلمه علي الابرياء ولو هنتكلم كتابيا فالكتاب المقدس بيقول :
(مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهة الرب)
وبالتالي مفيش حاجة اسمها حياد فالنقطة دي ودورك انت تكشف الحقيقة حتي لا تبرئ المذنب ويظل الظالم فالمجتمع حرا طليقا ينفث سمومه..
المسيح نفسه اللي كان رحيم وحنون بالزانية اللي بتخطئ فحق نفسها
وهو نفسه اللي كان بيأكل مع الخطاة والزناة اللي بيغلطوا فحق انفسهم هو نفسه المسيح اللي كان قاسي جدا فنقده لطبقة رجال الدين من الفريسيين اللي بيضحكوا عالناس ويشيلوهم اثقال كثيرة وهما منعمين مرفهين مبينفذوش اي حاجة من التعاليم دي...
بقول الكلام ده عشان فيه قطاع كبير من المسيحيين اول مبييجي نقد لرجل دين او خادم كنسي بيتصرف تصرفات غير لائقة بتتضر الناس يقولك : استر عليه ومتدينهوش.
لا يافندم.... اي حد فموقع مسئولية وبيضر الناس لازم يتفضح والناس كلها تعرف فضيحته عشتن ميأذيش حد تاني والسكوت فالمسائل اللي زي دي اسمه تواطؤ مع الغلط وتستر عليه....
اخيرا : المسيح نفسه اللي قال لا تدينوا.... هو نفسه كان اكبر ناقد وفاضح لفساد طبقة رجال الدين فعصره وقالهالم صراحة (سياتي عليكم دم زكريا بن برشيا الذي قتلتموه بين المذبح والهيكل) اي ان المسيح كان شاهدا وفاضحا لفساد طبقة رجال الدين وكان بيفضح بلاويهم وجرايمهم قصاد كل الناس بدون اي تردد.. كان صوتا صارخا ضد فسادهم وجبروتهم وسلطتهم علي الناس..
فياريت نفرق كويس مابين الايجابية والسلبية
ومابين (فضيلة الستر) و (جريمة التستر)
