حين بلغت أوفروسينا الثانية عشر من عمرها توفت والدتها، فكرس بفنوتي نفسه لتعليم ابنته وتهذيبها والتسامي بروحها نحو اللَّه، فلم تلبث أوفروسينا أن أصبحت مصدر تعزيته واعتزازه معًا، وذاع صيتها في الإسكندرية لعلمها وتواضعها. ومع صغر سنها كانت تبتعد عن المظاهر، فلا تتزين ولا تتحلى بالجواهر، بل وكانت تلبس الخيش الخشن تحت ثيابها الحريرية الناعمة. ولما كان أبوها يستصحبها حيثما ذهب تطلعت الأنظار إليها، وبالفعل نجح شاب من مستواها أن يحوز رضاها ورضى أبيها، وفرح ثلاثتهم بهذا التوافق وأقيمت مراسم الخطوبة، وكانت أوفروسينا في الثامنة عشر من عمرها.