|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشاعر المعترف البابا شنودة الثالث المعترف إذن لابد أن يشعر أنه أخطأ. ولابد أن يندم على خطيئته وينسحق قلبه بسببها. داود النبي كان من فرط ندمه، كان يبكى بمرارة على خطيته، وبدموعه يبل فراشه" (مز 6). وكان يرى أن خطيئته تحتاج إلى غسيل وتطهير، فيقول للرب "أغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيئتي طهرني"، "أنضح على بزوفاك فأطهر.." (مز 50). كثيرون يأتون إلى الاعتراف بغير ندم، وبغير شعور بالخجل والخزي والعار من خطاياهم. ولذلك لا يستفيدون من اعترافهم. ويصبح اعترافهم مجرد كلام بغير روح!! أما أنت فبقدر ندمك تكون توبتك، وتكون استفادتك من الاعتراف. ومع الندم يوجد عزم أكيد على تغيير حالتك. إصرار على ترك الماضي الخاطئ، وغلق كل السبل الموصلة إلى الخطية. لأن الاعتراف ليس معناه التخلص من حساب قديم، لفتح حساب جديد إنما هو قطع كل صلة بالخطية، متعرفًا بأنها طريق خاطئ يمنع الحياة مع الله وسكنى روحه في القلب. كذلك ينبغي أن يوقن المعترف أنه قد أخطأ ضد الله نفسه.. فالخطية هى عصيان لله وكسر لوصاياه. هى تمرد على الله وثورة عليه، وتفضيل محبة العالم والمادة والجسد على محبة الله. وكما قال القديس يعقوب الرسول: " أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟! فمن أراد أن يكون محبًا للعالم، فليست فيه محبة الآب" (1يو 2: 15). إذن الخطية ضد محبة الله. وفي نفس الوقت هى رفض للشركة مع روحه القدس، لأنه " أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو 6: 14).. ولأن الخطية ضد الله، إذن فهي غير محدودة لأن الله غير محدود.. لهذا نرى داود النبي يقول للرب " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 50). ولم يقل أخطأت إلى أوريا وبتشبع زوجته.. كذلك لما عرضت الخطية على يوسف الصديق، رفضها قائلًا " كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟!" (تك 39: 39).. ضع هذا إذن في ذهنك، وأنت تعرف أنك أخطأت إلى الله. كذلك ليس الاعتراف مجرد علاقة بينك وبين أب الاعتراف. إنما قبل كل شيء هو علاقة مع الله. إنك تعترف إلى الله في سمع الكاهن، كما قال يشوع بن نون لعخان "يا ابني أعط مجدًا للرب.. اعترف له وأخبرني الآن ماذا فعلت.." (يش 7: 19).. كذلك في التحليل، أنت تأخذ حلًا من الله من فم الكاهن. بهذا تشعر بوجود الله أثناء الاعتراف، وتستفيد روحيًا من اعترافك. كثيرون ينسون الوجود في حضرة الله أثناء الاعتراف. فتضيع هيبة الاعتراف، ولا يستفيدون الفائدة المرجوة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عين المعترف تحمل اولاده المعترفين والشهداء (شهداء دير الانبا صموئيل المعترف 2017) |
أرساكيوس المعترف |
مشاعر المعترف |
المعترف | المعترفون |
ارساكيوس المعترف |