منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 01 - 2015, 03:23 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

الشيطان يغير خططه
***************
إن الشيطان لا يصر على خط معين فى محاربته للإنسان 0 إنما ما أسهل أن أن يغير خطه وخططه ، إن كان ذلك يوصله إلى سقاط من يريد 0
وسنضرب لذلك بعض أمثلة :
1-شاب كان يحاربه الشيطان بالزنا حرباً عنيفة ويتعبه فيها ويسقطه أحيانا 0 فبدأ هذا الشاب فى حياة توبة ، واصبح يحترس من هذه الخطية بالذات إحتراساً شديداً : يبعد عن كل أسبابها 0 ويسد كل الأبواب التى تأتى منها الخطية ، سواء كانت من القراءات أو السماعات أو اللقاءات 0 وفى نفس الوقت يقوى نفسه من الداخل بكل الوسائط الروحية ، ويصلى إلى الله بدموع لكى ينقذه 0
فماذ يفعل الشيطان إزاء هذا الحرص الشديد من خطية الزنا ؟
يقول : أتركه الآن ، لا أحاربه بهذه الخطية فترة طويلة ، حتى يظن أنه انتصر عليها تماماً ، فلا يحترس من جهتها 0 و لنحارب حالياً بخطية أخرى 00
ويتركه سنة أو إثنتين أو ثلاثاً ، بلا حروب في هذه الخطية ، بلا عثرات ، بلا أفكار . ويلقيه مثلاً في خطية كالكبرياء ...
يري المسكين أنه نجا من الزنا ، فيفرح . ويغريه الشيطان بمستوي عال في الصوم ، في القراءة ، ثم في الخدمة ، وفيما هو مستريح الفكر من الخطئة ، ومستريح في منهجة الروحي ، يدعوه الشيطان إلى تطبيق هذا المستوي على غيره . ويريه أنهم مقصرون ، وأنه فاقهم بمراحل ، فيوقعه في الكبرياء . ويدعوه إلى توبيخهم وتبكتهم وإدانتهم :
أبوك لا يصلي . أمك لا تصوم . إخوتك لا يتناولون . أسرتك لا تقرأ الكتاب . إذهب ووبخهم ، وبشدة ...
ويمتد نطاق التوبيخ واحتقار الآخرين ، وشتيمة واحتقار هؤلاء وأولئك ، لأنهم بعيدون عن الله ، مع تعالي القلب بما وصل إليه . وفيما هو يحاول أن يخلع الزوان ، يصير هو نفسه زوناً . إذ أصبح باسم الحق يشتم ، ويحتد ، ويدين ويحتقر ، ويتعالي على غيره ، ويسبح في الغرور والكبرياء ، يقول كالفريسي " أشكرك يارب إني لست مثل سائر الناس ... " ( لو18 : 11 ) .
وتسأل الشيطان عن خطية الزنا التي أراح منها هذا الشاب ؟
فيجيب : الذي يهلك بالكبرياء ، كالذي يهلك بالزنا . كلاهما هالك .
أليس أن الذي يموت بالسل ، كالذي بالسرطان ، كالذي في عميلة جراحية ؟ كله موت ... والنهاية واحدة ... " تعددت الأسباب ، والموت واحد " ...
أما حرب الزنا التي يظن هذا الشاب أنه قد نجا منها ، ففي الحقيقية أن لها يوماً تعود فيه إليه ، حينما يقل يفيق منها . وتسأله كيف ؟ فيقول :
في الفترة التي استراح فيها الشاب من حرب الزنا ، ظن أنها فارقته بلا عودة ، ولم يعد لها وجود في حياته ، وأنها من الخطايا التي تحارب المبتدئين فقط . ولا يعقل أن تحارب المستويات العليا التي وصل إليها ! بل إن كثيريرن أصحبوا يسترشدون به في مقاومة هذه الخطية .
وهكذا أصبح يسمع تفاصيل عن هذه الخطية ما كان يسمح لنسه أن يسمعها من قبل . وبعض أمور خافيه عن معرفته صار يقرأ لها كتباً في هذا الموضوع المعثر ، ليرد على أسئلة سائليه ، وما كان يقرأ هذه القراءات مطلقاً فى فترة حرصه واحتراسه ! وهكذا امتلأ ذهبه بأفكار صارت تترك فى نفسه مشاعر وتأثيرات ، تنمو بمرور الوقت وهو لا يدرى . إلى جوار أنه بسبب الكبرياء وإدانة الآخرين ، بدأت النعمة تتخلى عنه . وهنا أتت الساعة التى يضربه فيها الشيطان بهذه الخطية بالذات . ويسهل عليه إسقاطه . وتكون خطة الشيطان قد نجحت على الرغم من تغييرها فى الطريق ...
وهنا يقول الشيطان : إننى أرحته زمناً من هذه الخطية ، لكى لا يستعد لها . وحينما لا يستعد لها ، لا يدقق . وفى عدم تدقيقه يتساهل مع الخطية وأفكارى . وفى هذا التراجى وتساهله مع ، أضربه بالخطية التى استراح منها سنوات . فيسقط بسهولة .
هذا هو الشيطان ... ! قد لا يحاربك الآن بخطية معينة ، ليس محبة منه لك ، إنما لأنه لا يجهز لك فخاً من نوع آخر .
ب - مثال آخر : إنسان آخر ساقط فى الخطية الغضب ، وخطية الإدانة ، وخطايا السب والكلام الجارح . بدأ يستيقظ لنفسه ، ويدخل بقوة فى تداريب صمت ، ليتخلص من خطايا اللسان جملة . فماذا يفعل الشيطان ؟
يقول : لا مانع من أن نغير الخطة . وبدلاً من محاربته بخطايا اللسان والغضب ، نحاربه بخطية الغرور مثلاً ...
بحيث يقتنع تماماً ، أنه لا يوجد إنسان أفضل منه . وكيف ذلك ؟ نريحه من خطايا اللسان تماماً ، فلا نحاربه بها الآن مطلقاً . وننصحه بشئ من النمو الفجائى فى العمل الروحى ، بلون من المغالاة ، ولا نحاربه فى ذلك .ويظن أن لا يوجد مثله ، فيسلك في الغرور . وربما يختلف مع أب اعترافه الذي لا يوافقه على تطرفه وغروره ، فلا يأبه . ويصبح في وضع لا يخضع فيه لأحد ، لا يطيع أحداً ، ولا يستشير أحداً ، ولا يحترم أحداً .
والغرور يسقطه ويهلكه ، بدون السقوط في خطايا اللسان .
ومع ذلك فالغرور سيجعله يصطدم بالآخرين . ولابد سيقع في خطايا اللسان ، حتى بدون شيطان ! فكم بالأولي إذا حاربه الشيطان بها ...
إن الشيطان التي تناسبه . إنه يعرف متي يحارب ، وكيف يحارب ، وبأي نوع .. ؟
والذي لا يسقط بهذه الطريقة يسقط بغيرها .
والذي لا يسقط في هذه الخطية الآن ، مصيره أن يسقط فيها هي بذاتها ، فيما بعد ، والفخاخ كثيرة ، موجودة ومنصوبة .
ج - مثال ثالث في كيف يغير الشيطان خططه :
بدأ الصوم الكبير . وكان الشيطان في العام الماضي يقاتل عن الأطعمة الحيوانية ؟! صم بالأحرى عن الخطية ، وحارب الحيوان الذي في داخلك .. لأنه ما فائدة الصوم بدون طهارة ونقاوة ؟! ألا يكون صومك غير مقبول ؟!
- فأجاب الشاب : بل أنا أنفذ قول الكتاب " إفعلوا هذه ، ولا تتركوا تلك " ( متى23 : 23 ) . فأحاول أن أصوم الصومين معاً . أصوم جسدي عن الطعام ، وأصوم نفسي عن شهوة الخطية " أقمع جسدي وأستعبده " ( 1كو9 : 27 ) بمنعه عن الأطعمة بمنعه عن الأطعمة الشهية ، أتعود بذلك قهر النفس فلا تخطئ .
· قال الشيطان : ولكنك ضعيف ، وصحتك لا تحتمل الصوم . ولابد تحتاج إلى البروتين الحيواني لتعيش ، وبخاصته وأنت في فترة نمو .
- فأجابة الشاب بقول الرب " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " ( متى4 :4 ) . وتذكر أن آدم وحواء كانا يعيشان على الثمار والبقول ، ثم عشب الأرض ( تك1 : 29 ، 3 : 18 ) . ولم يقل الكتاب إنهما مرضا لنقص البروتين الحيواني ! ...
· قال الشيطان : لا مانع إذن من أن تصوم . ولكن لا داعي لأن تصوم الصوم كله من أوله ، فهذا كثير . وأيضاً لا تضغط على نفسك في الصوم ، لئلا يحاربك الشيطان بالمجد الباطل ! وأنت تعرف حروب الشياطين ، وخطورة ضربات اليمين .
- أجاب الشاب : لا أريد أن أتهاون . فالرب يدعونا إلى الكمال ( متى5 : 48 ) . ومهما صمت ، ماذا يكون صومي إذا قورن بأصوام القديسين ؟! إنه لا شئ ... وصام الشاب . وحل الصوم هذا العام ، والشاب في تصميمه .
- ورأي الشيطان أن محاولة منع هذا الشاب عن الصوم ستكون محاولة عقيمة . لذلك بدأ يغير خطته إلى العكس .
· فقال للشاب : ما أفيد الصوم ! إن عمق فائدته تأتي من طول فترة الانقطاع . ومن رأيي أن تنقطع كل يوم إلى الغروب من بدء الصوم .
ولكن لابد أن تستشير أب اعترافك وتأخذ موافقته ( وكأن يعلم يقيناً أن أب الاعتراف لن يوافق ) .. وهنا نصب له فخاً .
ولم يوافق أب الاعتراف ، ودعا الشاب إلى التدرج ...
· وهنا تدخل الشيطان ليقول : إن أب اعترافك هذا ، لا خبرة له بالصوم . وهو بإرشاده يعطل حياتك الروحية . بطريقته هذه لا يمكن أن تنمو ، ولا أن تذوق حلوة الصوم . بل أخشي عليك إذا ضغطت الظروف ، أن ينصحك يوماً بأن تفطر في أسبوع الآلام !! والأفضل أن تغير أب اعترافك . ومن الممكن في أمور الصوم وأمثالها ، أن لا تستشير أب الاعتراف ! أترك هذه الأمور أصرفها معك بنفسي !
وهكذا غير الشيطان خطته ، من تشكيك في الصوم ، إلى تشكيك في أب الإعتراف . ليس المهم عنده نوع الحرب ، إنما أن يسقط من يحاربه .
وبتحويل الشاب عن أب اعترافه ، جعله يسلك حسب هواه بلا مرشد ، مع كبرياء في القلب يظن بها أنه أفضل من مرشده ، مع إدانة لهاذ المرشد .؟ وكل هذه وسائل تجره في طريق السقوط إلى أسفل .
د - مثال رابع : شيطان المجد الباطل :
إنه شيطان يغير أسلوبه باستمرار ، ليطابق أي حال يراه ...
وهو في ذلك غير المكعب الذي لابد أن يستقر على قاعدة معينة . أما المكور فحيثما نقلبه أو توجهه ، يتحرك ، على كل وجه ، كالكرة .
إن كنت جالساً إلى المائدة ولم تأكل ، يقول لك " يعجبني نسكك هذا ، إنك لا تأكل كسائر الموجودين . وإن أكلت مثلهم تماماً ، يقول لك " هكذا القديسون : يتظاهرون بالأكل وهو صائمون ، لكي يخفوا فضائلهم " .
إن تكلمت ، يقول : إنه كلام الحكمة ، موضع إعجاب السامعين ...
وإن صمت ، يقول : الصمت فضيلة فضيلة القديسين مثل القديس أرسانيوس !
فكن حكيماً مع هذا الشيطان . ولا تصدقه فيما يقوله ، ولا تتأثر بكلامه وأحكامه . وإن حاربك بمديح نفسك لنفسك ، تذكر خطاياك وضعفاتك ، وبكت ذاتك عليها . أو تذكر ما ينقصك في حياة البر ، حتى تقيم توازناً مع ما تسمعه من مديح ...
وعموماً - بالنسبة إلى أي شيطان - إذا غير خططه معك ، يمكن أن تغير أنت أيضاً خطتك معه .
ومثال ذلك ، القديس يوحنا القصير : كان الشياطين يمدحونه على ما وصل إليه من فضيلة ، حتى أن الإسقيط كله كان يطلب منه كلمة منفعة . فيجيبهم : ومن أنا المسكين ؟ ألعلى وصلت إليه الأنبا أنطونيوس أو الأنبا بموا ؟! إنني كلي خطية . فإن قالوا له : حقاً إنك خاطئ وستهلك ، يجيبهم : واين ذهبت محبة الله ورحمته ؟!
فكان الشياطين يقولون له " لقد حيرتنا . إن رفعناك إتضعت . وإن وضعناك إرتفعت " .. فكن أنت هكذا في تعاملك مع الشياطين .
إن مدحوك ، تذكر خطاياك . وإن أراحوك من محاربتهم ، قل لعلهم يعدون لي فخاً لا أعرفه . فليرحم الرب ضعفي ...
بل أذكر أنك لم تصل إلى المستوى الذى يحاربك فيه الشيطان . مثل ذلك الأخ الذى شكا للقديس الأنبا بيشوى محاربة الشيطان له . فظهر الشيطان للقديس ، وقال له : من هو هذا الإخ لأحاربه ؟ أنا لم أسمع بعد بأنه قد ترهب ! إن حرب الشياطين الحقيقية حرب شديدة . وربما غالبيتنا لم يتعرضوا لها . والحروب التى تعرض لها القديسون كانت عنيفة ، لا يسمع الله أن نكابدها نحن . إن شيطان المجد الباطل ، يقدم حرباً أساسها المديح . ولكن هناك طريقة عكسية لهذه تماماً يحارب بها الشيطان أحياناً ، وهى : حرب الكآبة



الشيطان يغير خططه
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن الشيطان يعدل خططه وأساليبه طبقًا للظروف ومقتضيات الحال
العدو يغير من خططه
الشيطان يغير خططه
الشيطان يغير خططه
الشيطان يغير خططه


الساعة الآن 07:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024