نعرف جميعًا أن الشيطان يقاوم المؤمنين، ويشن حربه عليهم في كل وقت، ولا يريد للمؤمن أن يرفع رأسه، أو يستمتع بحياته. إنه عدو الخير؛ لذلك فهو يقاوم كل خير في حياتنا. هو كذاب، وشرير، وعدو حتى وإن جاء في ثوب الصديق، أو في عباءة الحبيب. فسرعان ما يكشف عن وجهه القبيح، مهاجمًا ومقاومًا لكل ما فيه سعادة وراحة لنا.
لكن إن فكَّرنا في أكثر الأمور التي يُقاومها الشيطان في حياتنا؛ فربما نتفق على أن الصلاة هي الأكثر على الإطلاق في القائمة التي يضعها أمامه ذلك العدو البغيض. فمن منا لم يشعر بالمقاومة العنيفة التي يشنها الشيطان بمجرد ما نغمض عيوننا ونشرع في الصلاة؟ من منا لم تحدث معه أمور غريبة بمجرد ما يدخل المخدع ويغلق بابه متخذًا قراره بالصلاة؟ فجأة تأتيك اتصالات متتالية، ويرن جرس الباب، وينادي عليك أحد إخوتك، وربما تحدث مشكلة ما مع أحد أفراد البيت. هذا غير الفكر المُشتَّت في بداية الصلاة، والأفكار الشريرة التي تملأ ذهنك، والمواقف السلبية التي تعرَّضت له يومًا، تجدها حاضرة بقوة في ذهنك في تلك اللحظة. فتجد نفسك مضطربًا، متلعثمًا في صلاتك، تعاني فتورًا في صلاتك بعد ما كنت مقبلاً عليها بفرح وترقب!