منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 07 - 2022, 07:37 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,411

وضع ثوب والدة الإِله في فلاخيرنة Vlacherna


تقيم الكنيسة الأُرثوذكسيَّة في هذا اليوم، ٢ تمُّوز، تذكار وضع ثوب سيِّدتنا والدة الإِله في فلاخيرنة (فلاشرنس). فبشفاعات والدتك الكلِّيَّة الطَّهارة وَالقداسة، أَيُّها المسيح إِلهنا ارحمنا وَخلِّصنا، آمين.

وضع ثوب والدة الإِله في فلاخيرنة Vlacherna

على عهد الإِمبراطور اليونانيّ لاون العظيم المكدوني (٤٥٧-٤٧٤)، سافر الأَخوان الشَّقيقان رئيسا العساكر غلبيون وَكنديدوس الشَّهيران إِلى فلسطين ليسجدا في الأَماكن المقدَّسة، فوصلا إِلى الجليل وَنزلا بتدبير العناية الإِلهيَّة في قريةٍ صغيرةٍ قرب النَّاصرة فزارا فيها بيت إِحدى العذارى المسنَّات اليهوديَّات التَّقيَّات، وَنظرا ضمنه غرفةً توقد فيها الشُّموع وَيُحرق البخور ذو العرف الطَّيِّب، وَشاهدا وَهما جالسان إِلى المائدة، كثيرًا من المرضى رجالًا وَنساءً وَأَولادًا مضطجعين فيها على الأَرض، وَبالتماساتهما المقنعة، اضطرت هذه المسنَّة اليهوديَّة التَّقيَّة أَن تعترف لهما قائلةً: ”إِنَّ هذا المكان مملوءٌ نعمةً، لأَنَّ ثوب والدة الإِله الفائقة القداسة موضوعٌ فيه في علِّيَّةٍ، وَأَنَّ جميع المرضى المضطجعين ههنا ينتظرون الشِّفاء من عاهاتهم وَأَمراضهم، فالعُميان يبصرون وَالعُرج يمشون وَالصُّمُّ يسمعون وَالبُكم يتكلَّمون وَالشَّياطين يُطردون ممَّن بهم مسٌّ من الجنون وَالدَّاء العياء يُشفى بسهولةٍ، أَمَّا القدسيَّة الموجودة في هذه الغرفة الدَّاخليَّة، فهي ثوب العذراء مريم الشَّريف أُمُّ الإِله الفائقة النَّقاء، فإِنَّها وصلت قبيل انتقالها بثوبيها لأَرملتين فقيرتين، كانتا تخدمانها وَتنالان منها المساعدة. وَحينئذٍ، سلَّمت الثَّوب إِلى الأَرملة الَّتي من نسيباتها وَالَّتي حضرت رقادها وَدفنها، فاحتفظت هذه الأَرملة بثوب أُمِّ الإِله المقدَّس بكلِّ اعتناء. وَقبل وفاتها، أَوصت أَن يُعهد به دائمًا بالتَّوارث إِلى العذارى فقط. وَها إِنَّ هذه القدسيَّة بانتقالها من عذراءٍ إِلى أُخرى، انتهت إِليَّ وَتحفظ في هذه الغرفة في حُقٍّ. وَلمَّا لم يبقَ من ذوي قرابتي عذراء أَئتمنها على هذا السِّرِّ، فأَنا أَبوح به إِليكما وَلكن أَسأَلكما أَلَّا تذيعاه لا في أُورشليم وَلا في غيرها من الأَماكن الَّتي يتَّفق لكما أَن تكونا فيها“.

فاستولى الرُّعب على الأَخوين الشَّقيقين، وَتملَّكهما السُّرور العظيم وَوعدا المرأَة المسنَّة بكتمان السِّرِّ الَّذي أَمَّنتهما عليه. وَوقعا على قدميهما يسأَلانها السَّماح لهما بقضاء اللَّيل في الغرفة الَّتي فيها القدسيَّة، ليصلِّيا إِلى اللّٰه في هدوء اللَّيل وَأَثناء نوم الجميع. فإِذ سمحت لهما، دخلا إِلى الغرفة وَنظرا الحُقَّ الصَّغير وَحوله الشُّموع المشتعلة وَالبخور المُحرَق، وَقضيا ليلتهما كلَّها في الإِبتهال وَالصَّلاة، شاكرين لوالدة الإِله تأهيلها لهما لأَن يسجدا لقدسيَّةٍ عظيمةٍ جدًّا كهذه.

وَفي صلاتهما اللَّيليَّة، خطر لكليهما خاطرٍ سرِّيّ، أَلا وَهو امتلاك هذا الكنز الثَّمين لأَجل القسطنطينيَّة المدينة المتملِّكة، فتفاوضا وَصمَّما على استعمال الحيلة. فاستغنما فرصة نوم الجميع وَنشطا في قياس حجم الحُقِّ الحاوي الثَّوب الشَّريف من جميع جهَّاته وَتفحَّصا خشبه ليعرفا شجرته. وَلمَّا انبثق الفجر، غادرا الغرفة وَشكرا المرأَة المسنَّة ووزَّعا بسخاءٍ إِحسانًا على المُعوزين لإِقتناعهما بقوَّة الثَّوب الصَّانع العجائب وَبأَنَّه هو ثوب والدة الإِله حقًّا. وَانطلقا إِلى المدينة المقدَّسة، متواعدَين على زيارة غرفة الحُقِّ في رجوعهما من أُورشليم.

فلمَّا بلغا أُورشليم، سجدا للصَّليب المحيي وَلضريح الرَّبِّ وَزارا الأَماكن المقدَّسة الَّتي تحيط بالمدينة، وَاستدعيا فنَّانًا ماهرًا ليصنع لهما حُقًّا حسب المقاييس المذكورة من خشبةٍ عتيقةٍ ليُخفيا بالطَّريقة الأَفضل، الخدعة الَّتي صمَّما على فعلها. فلمَّا صُنع الحُقَّ، ابتاعا غطاءً منسوجًا من أَسلاك الذَّهب، زينةً له وَرجعا إِلى قرية المرأَة المسنَّة، المحتفظة بثوب والدة الإِله، وَسأَلاها مجدَّدًا السَّماح بالمبيت في الغرفة ذاتها. فلمَّا لبَّت رغبتهما، قضيا قسمًا كبيرًا من اللَّيل يصلِّيان بدموعٍ إِلى العذراء الفائقة النَّقاء، لتجيز لهما وَترشدهما في نقل هذه القدسيَّة إِلى عاصمة المسيحيَّة. وَفي نصف اللَّيل وَالجميع غارقون في نومٍ عميقٍ، تناولا الحُقَّ المقدَّس بورعٍ وَحملاه تحت حماية والدة الإِله وَخبَّآه في مركبتهما بعد أَن وضعا مكانه الحُقَّ الَّذي اصطنعاه في أُورشليم وَستراه بالغطاء المنسوج من أَسلاك الذَّهب وَاستمرَّا في الصَّلاة حتَّى الفجر. وَباكرًا جدًّا، ودَّعا صاحبة البيت وَدلَّاها على السِّتر الَّذي غطَّيا الحُقَّ به، وَانصرفا مسرعَين إِلى المدينة المتملِّكة.

وَبعد وصولهما إِلى العاصمة، أَقاما بيت صلاةٍ على شاطئ البحر في ملكهما المسمَّى فلاخيرنة، وَهو اسم الزَّعيم السُّكيثي المشهور، الَّذي قُتل في هذا المكان فسمِّي باسمه. وَلمَّا لم يريدا أَن يُعلنا عن هذا الكنز المقدَّس الَّذي لا يقدَّر بثمنٍ، وَقرَّرا أَن يضعاه في البيت الجديد، كرَّساه للرَّسولين بطرس وَمرقس. وَبعد أَن وضعا فيه فلكًا أَو صندوقًا صغيرًا لذخائر القدِّيسين، اجتهدا في أَن تُرنَّم دائمًا التَّرانيم تكريمًا للقدسيَّة وَتوقد لها الشُّموع وَيُحرق لها البخور.

وَلمَّا أَعجزتهما العجائب الَّتي كانت تتمُّ بهذه القُدسيَّة يوميًّا عن كتمانه عن النَّاس، أَخبرا الإِمبراطور لاون وَالبطريرك جناديوس كيف حازا هذا الكنز الثَّمين، فامتلأَ الإِمبراطور وَذووه سرورًا عظيمًا وَذهبوا إِلى البيت وَفتحوا الحُقَّ وَعاينوا ثوب والدة الإِله غير بالٍ، فلمسوه وَقبَّلوه ثمَّ شُيِّدت هناك في وقتٍ قريبٍ كنيسةً جديدةً لوالدة الإِله وَنقلوا إِليها، باحتفالٍ عامٍّ، الثَّوب المقدَّس وَوضعوه في صندوقٍ جديدٍ مصوغٌ من الذَّهب وَالفضَّة وَمُزدانًا بالحجارة الكريمة. وَقد تمَّ هذا الإِحتفال، بوضع ثوب والدة الإِله الفائقة القداسة في فلاخيرنة في اليوم الثَّاني من شهر تمُّوز سنة ٤٥٨. حينئذٍ، عيَّدت الكنيسة المقدَّسة وَلا تزال تُعيِّد كلَّ سنةٍ هذا العيد الإِحتفاليَّ، شاكرةً العذراء الفائقة النَّقاء، منحها ثوب جسدها طوقًا مُلكيًّا للمدينة وَسورًا لا يُرام وَكنزًا للأَشفية وَينبوعًا للعجائب وَمرفأً للنَّجاة.

هذا ما رواه المؤَرِّخ نيكيفوروس كالِّيستوس في القرن الرَّابع عشر، وَبحسب تحقيقه حُفظ ثوب والدة الإِله في هذه الكنيسة، وَيُحفظ حتَّى الآن حمايةً للمدينة وَمبعثًا للأَشفية المتنوِّعة، وَهو قاهرٌ بعجائبه للطَّبيعة وَالزَّمان.

إِنَّ بيمين، الميتروبوليت الرُّوسيّ، يذكر أَنَّه في سنة ١٣٨٧، كان في فلاخيرنة في عيد وضع ثوب والدة الإِله، وَقبَّل هناك الصُّندوق المقدَّس الحاوي ثوب أُمِّ الإِله وَزنَّارها. وَذكر نيكيفوروس كالِّيستوس أَنَّ أُموفوريونًا (غطاء الرَّأس)، كان موضوعًا في الصُّندوق مع ثوب والدة الإِله وَقسمٍ من زنَّارها، وَقد أَيَّد هذه الرِّواية السَّائح الرُّوسيُّ إِسطفانوس النُّوفغورودي (١٣٥٠) بقوله: ”ذهبنا إِلى فلاخيرنة حيث يوجد الثَّوب وَالزُّنَّار وَغطاء الرَّأس العائد لوالدة الإِله، موضوعةً في صندوقٍ مختومٍ على مائدة الهيكل“.

وَفي التَّواتر، أَنَّ الإِمبراطور مركيانوس (٤٥٠-٤٥٧)، قد شيَّد كنيسةً أُخرى لوالدة الإِله في فلاخيرنة كانت فيها ثياب دفن والدة الإِله الَّتي بعث بها البطريرك يوفيناليوس من أُورشليم. وَفي ١٩ كانون الثَّاني من سنة ١٤٣٤، احترقت الكنيسة الَّتي شيَّدها الإِمبراطور لاون الحكيم وَلم يبقَ منها إِلَّا أَنقاضٍ قليلة. أَمَّا مصير ثوب والدة الإِله فيما بعد فمجهول. وَلكن من المؤَكَّد أَنَّه ما دامت هذه القدسيَّة في القسطنطينيَّة، كانت والدة الإِله تبدي مساعدةً عجيبةً لها وَلكلِّ المملكة اليونانيَّة مرَّاتٍ عديدةٍ عند مهاجمة العدى لها، كما حدث سنة ٦٢٦، لمَّا جرَّب الفُرس وَالأَفاريون قوَّة ثوب العذراء الفاعل العجائب. وَفي عامَي ٦٧٣ وَ٧١٦، لمَّا حاصر الهاجريُّون العاصمة، وَسنة ٨٦٦ لمَّا غزاها الأَميران الرُّوسيَّان أُسكولد وَدِير على رأس الفيتيازيِّين الوثنيِّين. حينئذٍ، حُمل ثوب والدة الإِله، على أَصوات التَّرانيم الشَّريفة وَدموع الشَّعب المُبتهل، إِلى شاطئ البوسفور وَكاد لا يمسَّ الماء حتَّى هاج بغتةً البحر السَّاكن وقتئذٍ وَهبَّت العاصفة الهوجاء، فحطَّمت أُسطول العدوّ. وَهذا ما كان يحدث كلَّما كان العدوُّ يقترب بمراكبه ليحاصر المدينة الممتلكة. إِلَّا أَنَّ الرُّوسيِّين الَّذين قُهروا بالأُعجوبة، خضعوا بها ليسوع المسيح، لأَنَّهم أَنهوا حياتهم تحت ستر الإِيمان المسيحيّ.

أَمَّا الآن، فإِنَّما تُحفظ في أَماكن مختلفةٍ، أَقسام منفصلةٍ من ثياب والدة الإِله. فقسمٌ منها الآن مثلًا، في كنيسة رقاد السَّيِّدة في موسكو في مقام الرَّسولين بطرس وَبولس، إِلى حيث نقله في القرن الثَّامن عشر الأَمير غاليتسين. وَقسمٌ ثانٍ في كنيسة البشارة، اقتناه في القرن الرَّابع عشر رئيس أَساقفة سوزدال ديونيسيوس. وَقسمٌ ثالثٌ في دير نيكيتا في موسكو. وَقسمٌ رابعٌ في الكنيسة اللَّاترانيَّة في روما.

من كتاب «حياة العذراء والدة الإِله على الأَرض»
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة والدة الإِله محتجبةً بصمتٍ مقدَّسٍ
قصة ظهور والدة الإِله لعروس المسيح القدِّيسة الشَّهيدة العظيمة كاترينا
الخيلانداري: أَيقونة والدة الإِله ذات الأَيدي الثَّلاث (التريشيروزا - Trichirousa)
طروبارية أَيقونة والدة الإِله ذات الأَيدي الثَّلاث
قنداق أَيقونة والدة الإِله ذات الأَيدي الثَّلاث


الساعة الآن 12:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024