كانت تعلم أن حبلها هذا سيكون في عين الناس مصدر عار، وسيثير الكثير من الشكوك والريبة، وربما إتهامها بالخطية، ويسبب لها الخجل حتى من يوسف خطيبها؛ وقد حدث فعلاً، فعندما عرف يوسف أنها حبلى لم يُرِد أن يُشهرها ويعرِّضها لعقوبة الرّجم، لأنه كان رجلاً بارًا، لكن أراد تخليتها سرًّا. ومع ذلك فقد خضعت بالتمام لمشيئة الله، وسلَّمت نفسها له، وتأكّدت أن الله في المشهد وسيرتب المنفذ لذلك، وهذا ما حدث فعلاً؛ إذ أن يوسف وهو متفكِّر في هذه الأمور ظهر له ملاك الرب قائلاً له: لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس (متى1: 19-24).
ليتنا نُخضع أنفسنا لإرادته حتى لو واجهتنا صعوبات، لكن الله في محبته ونعمته يجعلنا نتغلب عليها.